رواية ولادة من جديد الفصل 55 – 56 – فايزة وحسام

رواية ولادة من جديد فايزة وحسام الفصل الخامس والخمسون 55

هل هو شعور بالذنب؟

على الرغم من عدم وجود الكثير من الناس في الطابور، كان على الزوجين

انتظار دورهما.

كانت فايزة شديدة التعب بسبب نقص النوم الليلة الماضية، لذا وجدت لنفسها

مكاناً تجلس فيه.

تبعها حسام بتعبير واجم على وجهه. لم يجلس بجانبها بعد أن اقترب منها.

عندئذ كانت فايزة هادئة بشكل مثير للدهشة     رفعت رأسها لتلقي نظرة على وجهه قبل أن تسأل: “لماذا لا تجلس؟”

أجاب بنبرة رتيبة لا تظهر أي عاطفة: “لا حاجة لذلك” لم ينظر إليها حتى.

فهمت فايزة ما يجري لا يريد أن يكون له أي علاقة .

هذا صحيح . بمجرد أن نحصل على الطلاق، يمكنه أن يقترن برهف، فما فائدة

إيلاني اهتماماً؟

لحسن الحظ لم تكن فايزة تتوقع أن تبقي على صداقتها مع حسام بعد وقوع

الطلاق.

في البداية، لم يزعجهما عدم التفاعل بينهما. إلا أنه مع استمرار فترة الانتظار،

بدأت الهمسات تصلهما من محيطهما.

“انظر إليهما. لا شك أنهما هنا للحصول على الطلاق.”

“الطلاق؟ هل أنتي واثقة؟ يبدو الاثنان أنهما مثاليين لبعضهما البعض. ومع ذلك،

ينتهي

الأمر بالطلاق؟”

“أنا لا أفهم. هل يعتقدان أنهما يمكنهما العثور على شخص أجمل من الشريك

فائدة الطلاق؟ اشعر بالأسف لرؤيتهما ينفصلان ”

السابق؟ ما هي

كان من طبيعة البشر أن يتعرفوا على ما لا يفهمونه خاصة عندما يكون شخص

ملفت للنظر بهذا القدر.

ويأخذ حسام وفايزة مثالاً، فإن مظهرهما أعطى الحشد انطباعاً بأن التوافق

بينهما مرتفع، لذا فإن الأمر استحق المزيد من النقاش.

وصلت الهمسات إلى فايزة من جميع الاتجاهات.

إن كانت هي

قادرة على سماعهم، فإن حسام الذي كان يقف بجانبها، لن يواجه

مشكلة في سماعهم أيضاً. إلا أنه حافظ على نظرة متباعدة على وجهه طوال

الوقت، وبدا ظاهرياً أنه لم يتفاعل مع الكلمات.

على فكرة، يبدوان في سن الشباب هل تعتقد أن لديهما أطفال؟”

تلهف قلب فايزة عند ذكر الأطفال.

كان عليها أن تمنع نفسها من التأفف بعد أن هدأت كيف يمكن للموضوع أن

يتفرع هكذا إلى مناقشة الأطفال؟

لديهما جينات رائعة. سيكون مؤسفاً إن لم يكن لديهما أطفالاً ”

عند سماع هذا التعليق البريء اختطفت فايزة لا اراديا نظرة سريعة ألقتها على

حسام .

كما كان متوقعاً ازداد وجوم وجهه.

منذ أن تلقت الرسالة والتلميح بأخذ اجازة سنة منه في المرة السابقة، لم يسألها

أبداً . عن هذا الأمر.

اعتقدت أن رهف لابد أن تحدثت معه وتعاملت معه بمفردها، لذا لم يسألها عنه.

فعلى كل ألمح إليها باجراء عملية الاجهاض، لذا فإنه لن يواجهها في هذا

الشأن.

لم يكن حسام يعلم أن فايزة لم تجر عملية الاجهاض.

ناشدت رجاء، دعوا الموضوع وشأنه.

إلا أن الحشد من حولهما كان منهمكاً في ثرثرة لا تنتهي. كما أنهم لم يهتموا

حتى بمشاعر الشخص المعني عندما تحولت محادثتهم إلى نقاش محتدم.

“لابد أن لهما أطفالاً. لو كنت مكانهما، لكنت وددت أن يكون لدي المزيد من

الاطفال؛ لأن لدي جينات رائعة. لذلك، حتى إذا وقع الطلاق يوماً ما، يمكن أن

تتعافى جروحي بوجوه أطفالي الجميلة ألا تعتقد أنه انجاز كبير؟”

“أوافق على ذلك. وإلا، فلن أحصل على أي شيء في النهاية بعد الطلاق. اضافة

إلى ذلك، فإن الزمن يغير كل شيء حتى المرأة الجميلة تمسي سيدة عجوز. إلا

أنه طالما تظهر وجوه أطفالي الجميلة، فإن ذلك دليل على أنني كنت جميلة في

الماضي، أليس كذلك؟”

كان الأطفال قد أصبحوا محور نقاشهم.

كادت فايزة أن تفقد وعيها لهذا. لكن عندما بلغت حدها، واستعدت للنهوض

والمغادرة، سألها حسام بصوت منخفض: “هل أنت جائعة؟”

“ماذا؟ ” ظنت أنها تهلوس فرفعت رأسها ونظرت في اتجاهه، وعلى وجهها

دهشة.

على الرغم من أن الرجل بدا دون أي تعبير على وجهه كالعادة، إلا أنها تمكنت أن

تلاحظ إلى حد ما أن قسمات وجهه قد لانت.

” هل ترغبين في تناول الطعام؟”

اجابت بشكل لا ارادي: “هل تتحدث إلي؟”

قطب حسام جبينه في انزعاج من كلماتها. ثم استطرد في برود: “من غيرك قد

أتحدث إليه؟ ”

هزت رأسها رافضة اقتراحه: “أوه لا شكراً لست جائعة.

بعد ذلك، نظرت إلى الأرض، والأفكار تتسابق في ذهنها، ما الذي حدث فجأة

ليغير موقفه ؟

بعد

استماعه

كان من الواضح أن مزاجه كان سيئاً عندما وصلا إلى هنا، إلا أنه .

إلى نميمة الناس من حولهما بدا أقل عصبية مما كان عليه، بل وأبدى قلقاً

تجاهها.

هل هذا بسبب شعوره بالذنب، بعد أن طلب من اجراء عملية اجهاض؟

“لكنك لم تتناولي الافطار ” أصر على المسألة، فأومأت بشكل آلي.

“ولكنني لست جائعة.”

الحقيقة أنها لم تكن لديها شهية.

“هل أنت متأكدة أنك لن تجوعي لاحقاً؟ ليس لدينا الوقت للتوقف لتناول

الافطار في الطريق إلى دار المسنين”

الآن بعد أن أوضح ذلك أخيراً فهمت فايزة فوراً التلميح فأومأت قائلة: “حسناً،

لنذهب لتناول الافطار إذاً.”

” انتظري هنا سأحضره لك”

بعد ذلك، غادر حسام المبنى.

عندما وقف بالخارج، لم يغادر على الفور لشراء الإفطار، بدلاً من ذلك، استند

إلى الحائط وأشعل سيجارة. بدأ يشعر بشيء من الانتعاش عندما مر نسيم

الصباح عليه.

ارتكن بكل ثقله على الحائك، ونظر إلى الأرض. غطت رموشه عينيه، لتخفي

جميع المشاعر التي كانت تكمن في نظرته.

الامساك

بدأ صباحه وقد اثارت فايزة أعصابه، ونجح بالكاد في منع نفسه من

بحنجرتها، ومواجهتها لقسوتها. لكنه في النهاية غير رأيه بتشجيعها على تناول

الافطار.

ما الذي يحدث لعقلي؟

لم تتوقع فايزة أبداً أن يحاصرها المتطفلون بعد أن غارد حسام احتلت

المجموعة المقاعد الفارغة حولها كأنهم أصدقائها.

“مرحباً، أيتها السيدة الجميلة هل الرجل الذي غادر للتو زوجك أم صديقك؟”

“ماذا تفعلان هنا؟ هل ستتزوجان أم ستحصلان على الطلاق؟”

“أنا فضولي. هل لديكما أطفال؟”

غمرت الأسئلة فايزة.

ألا ترون أن أسئلتكم تتناقض؟

علاوة على ذلك من الوقاحة التطفل على خصوصية الآخرين، خاصة عندما

أكون متواجدة أمامكم.

ضغطت فايزة شفتيها الشاحبتين قليلاً وألقت ابتسامة ودية عليهم. “اعتذر لكن

هذه أمور شخصية. أشعر بعدم الارتياح لمشاركة قصتي مع الغرباء.”

فوجئت المجموعة برفضها، لكنهم لم يشعورا بالاستياء من كلامها على الاطلاق.

بدلاً من ذلك، شعروا بشيء من الحرج لعدم مراعاتهم لشعورها.

وعلى الرغم من أن فايزة اختارت عدم الرد عليهم، إلا أنها كانت ودودة ومهذبة.

وعلى عكس ذلك، لو أن المجموعة شعرت بالاهانة لمجرد أنها دافعت عن

حقوقها الأساسية، لكان ذلك مؤشراً على أنهم يفتقرون الحدود والاخلاق.

“بالطبع. لا تجبري نفسك على شيء، ولكننا نود أن نطلب منك المعذرة. كل ما

في الأمر أنكما أنيقان، لذا وددنا أن نعرف المزيد عنكما.”

هذا

صحيح. فلديك أجمل وجه رأيته على الاطلاق.”

ردت فايزة على مجاملاتهم بابتسامة ممتنة : “شكراً لكم أنتم كلكم أ

أيضاً.”

أنيقون

“هذا ما قالته أجمل امرأة بنفسها. أنت تجعلينني أحمر خجلا. فقط لتعلمي، إن

وجهك هذا نادر الوجود. تذكري أن دائماً تستفيدي منه بأقصى قدر ممكن.”

على الرغم من أن النساء كن فضوليات، إلا أن فايزة لم تكرههن. وقبل أن يعود

حسام ، كانت النساء تتحدثن مع فايزة حتى وإن كانت نادراً ما تستجيب لهن.

إلا أنهم رأين في أنفسهن صديقات فايزة الصدوقات الجديدات، وبدأن . حتى في

مشاركة قصص حبهن الخاصة.

وأخيراً، اعلنت الهيئة النحيلة التي ظهرت عند المدخل نهاية المحادثة، تفرقت

المجموعة التي كانت قد تشكلت حول فايزة في لحظة، وعدن إلى مقاعدهن.

اقترب حسام من فايزة عندما وصله مزيج من عطور مختلفة، تجهم وجهه في

انزعاج.

سألها وهو يقدم لها كيساً به الطعام: “ماذا تردن؟”

بعد لحظة

من التردد، مدت يدها لتأخذه، وشرحت: “لا شيء ذو أهمية. إنهم

مجرد فضوليين حول سبب وجودنا هنا

رواية ولادة من جديد فايزة وحسام الفصل السادس والخمسون 56

حان دورنا

بعد أن أخذت منه الكيس اكتشفت فايزة أن ما اشتراه حسام كان كله من

الوجبات السريعة، ولم تكن لديها شهية لذلك. لذا اكتفت بالقاء نظرة ثم وضعت

الكيس جانباً.

لاحظ حسام ، الذي كان يقف بالقرب منها حركتها : “ألا يستهويك أي منها؟”

هزت رأسها عندما سمعت ذلك: “لا لا اشعر حالياً بشهية للأكل.”

لم يقل أي شيء رداً وجلس بجوارها بعد لحظات قليلة.      ربما لأنه لم يكن يرتدي طبقات كثيرة من الملابس أو لأنه كان قد عاد للتو من

الخارج، لاحظت فايزة انخفاض درجة حرارة المحيط حولها في اللحظة التي

جلس فيها حسام .

وفي الثانية التالية، لاحظت أنه لا يرتدي شيئاً سوى قميص رقيق.

حرکت شفتيها كأنها تريد أن تقول شيئاً، لكن لم تنبث بشفا.

فجلس الاثنان في صمت.

على الرغم من التقارب الجسدي، إلا أنهما شعرا بتباعد بينهما.

لاحظت فايزة النساء الأخريات اللاتي كانت تتسامر معهن سابقاً، يدخلن مع

أصدقائهن، ثم يخرجن بشهادات الزواج، واحدة تلو الأخرى. عندما يغادر كل

زوجين كان الرجل يلف ذراعه حول خصر المرأة أو تمسك المرأة بذراع الرجل

وكان كلاهما يبتسمان بسعادة.

نظرت إليهم وتذكرت اليوم الذي جاءت فيه مع حسام إلى المكتب الحكومي.

كانت ذكرى جميلة لها على عكس الأمور الآن.

بينما كانت فايزة في حالة ذهول، سمعت شخصاً ينادي اسمها واسم حسام .

عند سماعها ذلك، تمالكت نفسها، لكنها لم تحرك ساكنة، وإنما قالت ببساطة:

“حان دورنا.”

ظل حسام صامتاً أيضاً لم يعرف أحد ما يدور في ذهنه.

لم ينهض واقفاً هو أيضاً.

لم يتحركا إلا بعد أن دعاهما الموظف في الداخل مرة أخرى. فأخذت فايزة

نفساً عميقاً وقامت أخيراً .واقفة وقالت لحسام: “هيا بنا.”

ثم بدأت تمشي.

قال حسام لا اراديا: “انتظري لحظة.” موجهاً لها إيماءة للتوقف.

توقفت فايزة عند سماعها ذلك، وعضت شفتها السفلى لتمنع نفسها من الالتفاف

إليه.

امتلأ فمها كله بمذاق الدم، كما أن الألم الذي كانت تشعر به جعلها أكثر يقظة

عما كانت عليه من قبل.

في

اللحظة التالية، سمعت نفسها تسأل: “ما الأمر؟”

لم تلفت حتى وجهها إليه لتواجهه عندما رأى حسام هذا السلوك منها، قطب

بين حاجبيه وكان على وشك تحريك شفتيه لينطق قائلاً شيئاً، عندما رن

هاتفه.

وكأن المكالمة كانت منقذته التي كان ينتظرها، فقالت بسرعة: “أجب على

مكالمتك أولاً سأنتظرك هناك ”

واصلت المشي على الفور بعد كلماتها.

إلا أنها لم تتمكن من أن تخطو سوى خطوة واحدة فقط قبل أن يمسك حسام

يمعصمها.

انتظريني لحظة” أمسك حسام بمعصمها بيد واحدة، وأخرج هاتفه باليد

الأخرى.

عندما رأى الشاشة تظهر اسم المتصل، قطب جبينه: “إنها من دار المسنين”

عندئذ، استدارت وتوقفت عن محاولتها تحرير معصمها من قبضته.

” هل حدث شيء لجدتي؟ أجب عن المكالمة بسرعة ” حثته فايزة، بينما تمسكت

يداها بشدة بيد حسام.

لم يعر حسام الكثير من الاهتمام لأيديهما المتشابكة، وأجاب بسرعة على

المكالمة.

عندما أجاب على المكالمة كانت فايزة قلقة للغاية.

لم تكن لديها فكرة لماذا لكن عندما قال حسام إن المكالمة كانت من

المسنين انتابها شعور سيء في عليها.

دار

لاحظت الوجوم يعتلي وجه حسام وهو يتحدث، ولم تملك سوى أن تقطب

حاجبيها أيضاً.

عندما أنهى الاتصال امثلاً قلب فايزة بالخوف ضغطت يدها على يده بشدة

وسألت: “ماذا حدث؟”

وقف حسام بسرعة رداً على ذلك، وكشفت حركاته قلقه: “حدث .

لجدتي”

لم تجد فايزة كلمات تنطق بها.

شيء

ما

بعد دقيقة واحدة، لم يكن أي منهما في المبنى الحكومي، ولم يملك الموظف

المسؤول، الذي كان ينادي أسميهما من قبل، إلا أن يأسف لغيابهما، قبل أن

يستدعي التاليين في الدور.

عندما كانا في طريقهما إلى دار المسنين كانت فايزة قلقة جداً، حتى أنها لم

تتمكن من التوقف عن عض شفتها السفلى. كانت أصابعها متشابكة معاً، وكان

قلبها ينبض بقوة، وكان عقلها مشوشاً.

كنت مخطئة . لم يكن يجب أن أذهب إلى المكتب الحكومي أولاً. كان يجب أن

أذهب إلى دار المسنين منذ أن استيقظت . لا … ما كان يجب أن أعود إلى البيت

ليلة أمس . كان يجب أن أبقى في ( دار المسنين لمرافقة جدتي.

أعلم أنها ستخضع لجراحة اليوم، فلماذا أكون حمقاء وأتركها وحدها لمجرد أنها

رفضت عرضي مرة واحدة؟

أغلقت فايزة عينيها واستندت للخلف تلوم نفسها دون هوادة.

كان عقلها فوضوياً ويدور حول نفسه – صور واضحة أو باهتة، أخذت تبرق

في بالها.

كان حسام يقود بسرعة، لكنه تأكد من أنه يمتثل لقوانين المرور. توقف بانتظام

عندما وصل إلى إشارة المرور، لكن جبينه ظل مقطوباً بشدة.

أثناء الانتظار عند إشارة المرور، شعر بأن فايزة ليست بخير، لذا التفت لينظر

إليها.

اللحظة التالية رأى بقع دم على شفتها.

سألها: “ماذا حدث لك؟” وكان لا يزال قاطباً جبينه.

ومع

ذلك، لم يحصل على أي رد منها.

كانت فايزة بوجه شاحب قاطبة جبينها كانت رموشها ترتجف، وقد ذمت

شفتيها بشدة. وبدا أنها لم تسمع صوته على الإطلاق.

ذهل حسام بهذا، وسرعان ما أمسك بذقنها، محاولاً فتح شفتيها، لكن جميع

محاولاته باءت بالفشل.

كانت فايزة تعض شفتها بقوة، وبدأت سيل خفيف من الدم في الانسياب من

فمها، بينما ظلت تقاوم محاولات حسام

“ماذا تفعلين يا فايزة؟ افتحي فمك!” حاول حسام أن يبذل المزيد من القوة،

لكنه كان خائفاً من ايذائها. لذلك، لم يملك سوى أن يصرخ فيها، على أمل أن

تتمالك نفسها.

إلا أنها بدت وكأنها مغمورة في كابوس لا يمكن لأي صراخ أن يعيدها إلى أرض

الواقع.

فجأة، تذكرت شيئاً في هذه اللحظة ذاتها.

كانت فايزة قد نشأت دون أم منذ كانت طفلة كان والدها يعشقها ويدللها حتى

أنها بدت مثالية في نظر الآخرين، وكأنه لا يوجد ما قد يثيرها. إلا أنه إذا ما قام

أحدهم بالمزاح أو جاء بذكر والدتها، فإنها تنفجر.

هذا كان يدل على أنها كانت لا تزال تهتم بوالدتها الت لم تكن أبدأ بجوارها.

وبالتالي ذهبت إلى عائلة منصور. كانت فضيلة تحب فايزة كأنها حفيدتها.

وبهذا، لم تحصل فايزة فقط على الحب والرعاية بخلاف التي تحصل عليها من

والدها، ولكنها أدركت أيضاً الاختلاف بين حب الرجل وحب المرأة الأبوي

وشعرت به.

كما أنها أخبرت فضيلة الكثير من الأسرار أيضاً.

وكان هذا شيئاً اكتشفه حسام بالصدفة عندما كان صغيراً.

كانت فايزة تزور عائلة منصور بشكل متكرر عندما كانت صغيرة في البداية

جاءت لتبحث عن حسام ، ولكن مع مرور الوقت أدركت أن الشخص الذي كانت

تبحث عنه هو فضيلة. في احدى المرات عاد حسام إلى المنزل وقيل له أن

فايزة مع فضيلة في الحديقة، فذهب إليهما أيضاً.

وسمع فايزة الصغيرة تخبر فضيلة عن دورتها الشهرية.

كانت فايزة تشتكي من نزيف غزير وآلام بطنها، وأعربت عن رغبتها في عناق

دافئ من فضيلة.

ثم سمعها أيضاً تشتكي من تلطخ فستانها الأبيض المفضل بسبب دورتها

الشهرية، وكيف أنها شعرت بالأسف لعدم قدرتها على غسله ليصبح نظيفاً.

كانت تفصح عن كل شيء لفضيلة ، حتى تلك التي لم تخبر بها أي شخص آخر.

كان حسام يعتزم في الأصل البحث عن فايزة في ذلك الوقت. ولكن عندما

ما كانت تشتكي منه أصيب بالحرج ووقف هناك دون حراك.

سمع

بالطبع، لم يقترب منهما في النهاية.

عاد بأفكاره إلى الحاضر ولاحظ أن فايزة كانت الآن لديها شعور مختلف وأعمق

تجاه فضيلة، بناء على حالها الآن.

بدت وكأنها قد خصصت كل مشاعرها التي كانت لأمها ووجهتها إلى فضيلة.

بعد أن هدأ قليلاً، ربت حسام برفق على خدي فايزة الشاحبة. “فوقي يا فايزة.

جدتي بخير.”

أضف تعليق