رواية رحماك الجزء الثالث الفصل الرابع والعشرون 24 – بقلم أسما السيد

رواية رحماك الجزء الثالث – الفصل الرابع والعشرون

دلفت من بوابه الجامعه تمشي بثقل، وبجانبها صديقاتها، التي تعرفت عليهم من اهل البلد هنا، تحاول جاهدة أن تحافظ علي نبرة صوتها طبيعية..وتهوي علي وجهها حتي تذهب حمرة خديها..
حتي لا يقلق عليها بعدما لمحت سيارته أمامها كالعاده ينتظرها….ودعت صديقاتها، واقتربت وأستقلت السياره بجانبه ..بهدوء..هاتفه بهمس..
ـ أتأخرت عليك؟
أبتسم وهو ينظر لها من تحت نظارته الشمسيه…بينما تسللت يديه، خلسه لتتحسس بروز بطنها المنتفخه..
ـ عملتي أيه في الإمتحان..وقلب بابا عامل إيه انهارده..اكيد جعان..
ارتجف جسدها آثر لمستة الحنونه علي بطنها، واغرورقت عيناها فجأه بالدموع..وهتفت بصوت محتقن..مختصر..
ـ الحمدلله
ضيق بين حاجبيه فجأه، وهو يرفع وجهه عن بطنها وينظر لعيناها الحمراء..متعجبا..
لمار وبلا تأفف حتما حدث شيء لها..
هز رأسه وهو يرمقها بقلق..عينيها حمراء داميه، وكأنها كانت تبكي..
ـ انتي كنتي بتعيطي يالمار….
نفضت رأسها سريعا بالرفض في محاولة بائسه منها أن تنفي ذلك، ولكن سرعان ما انفجرت بالبكاء، وهي تهتف من بين بكاءها..أنها لم تبلي حسنا بإمتحانها..

 

كانت دموعها تغرق وجهها، لأول مره يراها بكل ذلك الأنهيار لطالما كانت مرحه، مستهتره..لا تعبأ لشيء..حبيبته المدلله..
لم يتكلم..التزم الصمت..يعلم أنها ليست بخير ولو بقي هنا..لقبض عليهم، كما قبض علي عمرو من قبل بفعل فاضح، وهو يعلم أنها وقحه وستزيدها..
أمسك بيدها، وبالاخري يقود بأقصي سرعه له، صوت شهقاتها لم يقل بل يزداد، وهو يعلم لما؟
قاد بها، إلي أن أصبحا أمام ذلك الشاطيء الذي يطل علي نهر النيل، خلف منزلهم..
هي تعشق المكوث هنا..والبقاء طويلا..
كم تسللت من وراءه لتأتي..وكم تشاجر معها حتي لا تأتي لهنا ليلا..ولكن هل يلومها..المنظر فعلا ساحر، يجذب العين، ويريح النفس…لقد وقعا معا بعشق تلك المدينه، كم يقع هو كل يوم بعشقها هي….
جذبها برفق لتجلس بجانبه…ومد يده وقربها لصدره..بلا حديث.. استجابت له هي علي الفور..
بعد فترة من الصمت وهي بين ذراعيه همس..
ـ هديتي ولا لسه؟
رفعت وجهها ونظرت له بلوم..وخفضت وجهها مره أخري، بلا حديث..
زفر بصبر وقبل رأسها..وهتف بمرح ليخفف عنها..
ـ تاني مره أشوفك منهاره كده وبتعيطي..تصدقي..
امتعض وجهها، وهمست بحنق..
ـ وفي كل مره بتسيبني أعيط واتفلق..ومبتاخدنيش في حضنك..
ضحك عليها، كان يعلم أنها لن تفوتها له، فاردف قائلا بإستنكار..
ـ نعم..أومال أنتي فين دلوقت…؟
ببراءه هتفت..
ـ في حضنك..بس أنا مش بتكلم علي كده..لالا..
هتف بغيظ..وهو يضغط برفق علي خصرها الذي يحاوطه بذراعه..
ـ أومال إيه ياأبتلاءي أنتي؟
جزت علي أسنانها، وأزاحت يده بحده، وهتفت..
ـ المفروض يادكتور يامحترم..أول ما تشوفني بعيط تاخدني في حضنك وتهديني..مش تسيبني أعيط وأشبع عياط..ودموعي تخلص وترجع تراضيني..
كان ينظر لها فاغرا فاهه بصدمه..ولم ينطق بحرف..تلك المجنونه ستجننه معها..
هتفت بحده، وهي تشيح بيدها وترفع أكمامها..
ـ يالا يادكتور بررلي بقي..اخترعلك حكايه..يالا.
هز رأسه يمينا ويسارا، وسرعان ما أنفجر بالضحك وهو يضرب كفية ببعضهم البعض وسرعان ما أستقام يتمتم..
ـ والله مجنونه..وعيله..وهتجننيني معاكي..أقولك حاجه انا سايبك خالص وداخل..ال احضنها في الشارع ااال..عشان أحصل عمرو، وأتمسك بفعل فاضح في الطريق..أصلي أنا أهبل أنا..دا أنا ماشي بقسيمة جوازنا من يوم ما اتجوزتك اصلا..
ضيقت بين عينيها بصدمه، وهي تستمع له..
جرت خلفه..تود لو تلكمه بوجهه وتفش به غيظها كله..
ـ مصطفي..أنت..أستني..
دلف الداخل وخلع سترته وألقاها ارضا..لمحته فصرخت بكل قوتها..
ـ مصطفاااااه..قلتلك ما ترميش هدومك عالارض، بطني كبرت ومعنتش بقدر اوطي ألمهم..
انتفض من مكانه، ورمقها باعين متسعه، وبسرعه هبط أرضا يلملم ثيابه..هاتفا برعب مصطنع..
ـ حاضر…حاضر..نسيت والله…يادي النيله عليا..
جلست علي الأريكه خلفها، بعدما خلعت حجابها وملابسها الخارجيه..واضعه وجهها بين كفيها بحزن..
أقترب منها هاتفا بمرح..
ـ قلب مصطفي زعلان ومكشر عشان امتحان..
مافي داهيه..إيه المشكله..؟
هتفت بلا تصديق..
ـ بجد يامصطفي مش هتزعل مني لو سقطت..
اقترب منها ورفع وجهها بيد وبالاخري يلملم شعرها..
ـ طبعا بجد..عندك شك في كده…؟
نفضت رأسها ..وهتفت بحزن.
ـ بس أنا زعلانه منك يامصطفي..
مصطفي بإبتسامه بعدما اندست باحضانه..
ـ كل ده عشان محضنتكيش يامفتريه..
هتفت بإمتعاض..
ـ مش انهاردة بس..أنا شايلة منك من زمان علي فكرة..
مصطفي بدهشه من ذاكرتها السودوية..
ـ لسه فاكره قلبك اسود قوي..وبعدين هو يعني أنتي هونتي عليا..ماأنا اتنيلت قبل ماتروحي حضنتك..ووعدتك إني عمري ماأسيبك..وأني هنسي كل أللي فات..لدرجة أن الكل بقي بيشكك في مصداقية جوازنا..
ابتسمت بحب، وهي تتذكر يوم قررت أن تعترف له..بعد عودتهم من فرح كريمه..
نعم ثار عليها..وغار..وسب بألعن السباب.وكان علي وشك ضربها أيضا..
ولكنه قبل أن تترك السيارة وتدخل منزلها عاود جذبها بقوه.
ملقيا عليها سؤالا واحدا فقط..
flash back..
كادت أن تترك السياره وتدخل لمنزلها..وهي متأكده أن كل شيء بينهم انتهي والان..
الا انه مصطفي وكالعاده يخيب ظنونها به….
ـ في إيه يامصطفي سيب أيدي…
ـ هو سؤال واحد وعاوز أجابته حالا دلوقت..
ـ إيه هو؟
ـ قولتيلي ليه دلوقت كان ممكن تخبي عليا وكده كده أخوكي هيتصرف، كنتي ممكن تكملي من غير حرقة دم؟
رمقته بحزن ودموعها عادت لتسيل من جديد بغزاره..وهتفت بهمس..
ـ عشان حبيتك..ومكنتش عاوزه ابني حياتي معاك علي غش..ااه مراد هيتصرف، ومكنتش هتعرف لو مقولتلكش..بس كنت هفضل معاااك..
قاطعها سريعا يهز رأسه يمينا ويسارا..هاتفا بأمر.كمن كان بغيبوبه وأستفاق الآن..
ـ قولي من الأول تاني كدا..
شعرت بالخوف..وارتجفت اوصالها من نبرته الآمره..والتزمت الصمت..فعاود الصراخ عليها..
ـ قولي تاني يالمار..
أرتجف جسدها هذه المره وهي تنكمش علي نفسها خوفا منه..
ـ قولت عشان..
ـ ها عشان إيه؟
ـ عشان بحبك…والله العظيم..
أبتسم وجذبها بقوه من يدها، محاوطا أياها بقوه بين ذراعيه..
ـ بتحبيني بجد..يالمار..
بتلك اللحظه علمت أن ذلك المجنون عاشق لها..وأنها بحبها له امتلكته للأبد..ولكن ما حدث بعدها كان درب من الجنون..
وهو يخبرها أنه أيضا عاشق لها، وبل وسامحها بسهوله..
ـ بجد يامصطفي سامحتني بجد..
ـ بس بشرط…
ـ إيه هو؟
ـ تفضلي تقولي بحبك يامصطفي..بحبك يامصطفي العمر كله..ومن تاريخ اللحظه دي تنسي أللي فات..ونبدأ مع بعض من جديد
هتفت بحماس..
ـ انا نسيت اساسا..هو انا مين؟
اجابها وهو يقرص خدها..
ـ إنتي بلوتي السوده اللي مطلعه عنيه…
back
إبتسمت علي ذكراه بإتساع…لقد تعلمت منه كيف يكون العشق الحلال..وكيف هو جميل الصفح بعد المغفره..
لكزها بيده..هاتفا بتساؤل..
ـ بتضحكي علي إيه يابلوه..؟
ابتسمت وهي تدفن وجهها بصدره..
ـ هاااا..لا..مش بضحك..
همس بإبتسامه..
ـ مجنونه والله..
ـ قلب المجنونه..
رمقها بمكر..وهتف بضحك عليها..
ـ عاوزه إيه يالمار؟
ـ طلب صغنن..
ـ اممم..قولي وأشوف ..
ـ ننزل القاهره أخويا وحشني أوي..
قهقه علي غنجها..وهتف بمراوغه..
ـ حاضر ياستي ننزل وامرنا لله..بس أيه المقايل بقي..؟
همست بغنج..
ـ عاوز أيه؟
غمز لها..وهمس..
ـ أنتي فاهمه بقي..
قهقهت وهي تقترب برأسها منه..ايوه اللي هو إيه بقي..
ـ لمااار..
ـ مصطفي..
و….سكتت شهرزاد..
~~~~~~~~~~~
بشقة عمرو.
عمرو..عمرو..
عمرو ببرود..
ـ امممم..نعم..خير
كريمه بغيظ..
ـ سيب اللي في إيدك ده، واقعد معايا شويه..
رمقها بغيظ وعاود اللعب بالهاتف..بلا رد..
هتفت بتساؤل..
ـ الله أنت زعلان بقي؟.
عمرو ببرود…
ـ أنتي شايفه إيه؟
ـ ياعمرو والله ما قعدت أنا اديت لعمتو الاكل وطلعت، وسألتها ان كانت خدت دواها،..و..
بترت حديثها بخوف، وهو يلقي الهاتف أرضا بغضب..
ـ ومصحتنيش ليه أوديه أنا..هو أنا مش منبه عليكي طول ما الوسخ أبنها ده تحت متنزليش..لحد ما نتهبب نجهز شقتنا في البلد وننقل خالص..
كريمه بحزن..
ـ ونسيب عمتو ياعمرو..بقي دا جزاءها بعد دا كله..
انتفض ودار حول نفسه..
ـ أنتي عاوزه تجننيني..ولا مش فاهمه انتي…
أفهمي ابنها ورجع هنقعد هنا نعمل أيه، وياريته بني ادم عدل..دا واحد وسخ وعينه زايغه..ولولا خاطر عمتي كنت قتلته يوم ما اتغزل فيكي قدامنا بوقاحة وقلة ادب كده..
وهو بنفسه أللي بيلقح علي قاعدتنا هنا..يبقي بلاش نحطها في اختيار بينا وبين ابنها..حراام..
نكست رأسها بحزن وهتفت..
ـ أللي تشوفه ياعمرو..انا هعمله…
عمرو بقلق..
ـ كريمه أوعي تكوني مش عاوزه تقعدي في البلد..وكل دي حجج وبس..
هتفت سريعا بصدمه..
ـ إيه اللي بتقوله ده…لا طبعا..هو انا هستعر من أصلي ياعمرو..أنت بجد بقيت حاجه فظيعه..من ساعة ما نائل أبن عمتي رجع، وأنت مش طبيعي، اوف بقي انا تعبت منك..
تركته ودخلت غرفتها سريعا بعدما استمعت لسبابه عليها
لنطقها اسمه هكذا…
جلست علي الفراش، ومدت يدها تتلمس بطنها..هاتفه بصدمه..
ـ أبوكي اتجنن خلاص..الحمدلله فلتنا منه..واطلقت ضحكه فلتت منها غصبا، وخرجت مرتفعه..وصلت لمسامعه وهو يدلف من باب الغرفه..
عمرو بصدمه..
ـ مش معبراني صح..ولا مديه لكلامي ايتها اهتمام..وبتضحكي كمان..
لوت فمها بإمتعاض، وهتفت بهمس..
ـ هو يوم مش باين أنا عارفه…
ـ بتقولي ايه ياكريمه سمعيني..
قهقهت وهي تستقيم..واقتربت منه وحاوطت عنقه جبرا، وهو يشيحها بعيدا عنه..هاتفا بغيظ..
ـ أوعي ياكريمه بكرشك ده الله يسترك..
عبست وهتفت..
ـ ياسلام..دلوقت مش عجبك كرشي..
ـ اه مش عجبني بياخد السرير كله..ومبعرفش أنام منه..
رمقته بعتاب..
ـ اخص عليك ياعموره..دا بنتك حبيبتك..
دفنت وجهها بعنفه وهمست..
ـ حقك عليا متزعلش مني..مش هتتكرر تاني..وحتي لو اتكررت مش تبقي قلقان…
ـ ياسلام..إزاي بقي..كيميا دي، وأحنا أصلا مش هنقعد هنا تاني، انتهينا….
أبتسمت واكملت بترو..
ـ ياعمرو ياحبيبي، لو صبرت كنت قولتلك أن عمتو طردته أصلا، وأنا نزلت علي صوتهم العالي وعملت الاكل حجة عشان اطمن علي عمتو، ما انت عارف بتتعب من الأنفعال….
عمرو بصدمه..بجد عمتي عملت كده..وليه، دي كانت مستنيه اليوم ده من زمان..
ـ اه والله..وهو كان علي اخره..وقالها مش راجع هنا تاني..
ما دام مش عاوزه تديني الفلوس اللي في البنك..
عمتو قالتلي انه كان جاي يضحك عليها ويقلبها في أللي باقي معاها..
ـ عمرو بفرحه..ومقولتيش كده ليه من الاول…يغور في داهيه..عيل طماع وجشع، ربنا يهده..
تركها وخرج سريعا..
ـ رايح فين ياعمرو..
ـ رايح لمنيره وحشتني اوووي..بقالي أسبوع ومش عارف أشوفها…جايلك يامنيره..
هتفت بصدمه..
ـ يلهوي عالجنان..بلوه..يالا تستاهل أللي هيجرالك..وهي اساسا مش طيقاك..الله يرحمك ياعمرو..
~~~~~~~~~~
بعيادة مراد..
دلفت لداخل العياده ووقفت أمام تلك الممرضه التي تعمل معه..ورمقتها من الاعلي للاسفل بغيظ..من وقاحتها وملبسها الغير بريء اطلاقا..
هتفت الممرضه ببرود..
ـ الدكتور مش فاضي يامدام….
خلود بتهكم..يفضي ياحبيبتي..
الممرضه بغيره، فهي تعشق مراد منذ عملت هنا منذ سنوات، وبالنهايه لم يراها وتزوج بهذه..
ـ مش هيعرف يقابل حضرتك في حاله جوا..
خلود بتهكم..
ـ والله..
الممرضه بنفس التهكم..
ـ اه والله..
جن جنونها وهتفت بأمر..
ـ لمي حاجتك وأمشي أطلعي بره يالا..
الممرضه بوقاحة..
ـ الدكتور هو بس اللي يقولي برا..مش حضرتك.. أنتي مين اصلا.. واكملت عملها..
جاءها صوته الحاد من الخلف..
ـ أللي قالت عليه المدام يتنفذ وانتي مرفوده وأمشي اطلعي بره..
أنتفضت الممرضه وحاولت الاعتذار، وأنها لن تفعلها، وتعللت، بأنها لم تعرفها،.ولكنه كان حاسما أمره، ألي الخارج وكفي..
وقبل خروجها وامام جميع المرضي نده علي الممرضه وهو يحاوط خلود بذراعيه…ضاغطا علي كلماته..
ـ أه نسيت أعرفك..اني دي مدام خلود..مراتي
خرجت الممرضه وتبعته هي لغرفة الكشف..
ـ مراد
لا رد..
ـ مراد..
ـ لا رد..
عضت علي شفتيها وهتفت بأسف..
ـ حقك عليا أنا آسفه يامراد أنا عارفه أني غلطت بس..
أغمض عينيه وزفر ببطيء.
ـ بس إيه..انا قلتلك سيبيها علي ربنا..واحنا لسه مكملناش سنه جواز عشان ندور عالحمل..انتي هتبقي دكتوره إزاي أصلا..لما معندكيش صبر..
تنهدت وهي تتذكر كم ليله نامت بأحضانه تبكي لتأخيرها بالحمل..
وهو كان دوما مرحبا بها…وتحت أصرارها خضعوا اثناهم لجميع الفحوص الطبيه، ولله الحمد ليس بهم شيئا ليمنع الحمل…مسأله وقت فقط..
وعدته بعدها أن لا تذكر هذا الأمر أبداً مرة اخري…ولكنها كأي انثي حلمها الوحيد هي الأمومه وكلمة ماما فقط….
ولكن..
ـ سكتي ليه؟
أبتسمت بسعاده حينما تذكرت، وأقتربت من كرسيه وجلست علي قدمه وحاوطت عنقه..
ـ عشان مكنش ينفع ما روحش انهارده بالذات..
ـ ليه بقي بالذات…
اخرجت شيئا ما من حقيبتها..وأعطته له..
نظر له بتساؤل، وفتحه…
نظر بصدمه لمحتواه….واتسعت عينيه..
ـ بجد..دا بجد..
اومأت برأسها بفرحه..
ـ انا حامل يامراد..وفي توأم كمان..
رمقها بذهول هامسا..
ـ توأم…
ـ أه توام..حتي بص..
أعطت له صورة للسونار.. التي أعدته لها الطبيبه..
ـ شوفت الدكتوره بتقول في كيسين حمل…
نظر له ودقق به…هاتفا بسعاده
ـ توأم فعلا…
همست بغنج وهي تلتصق به..
ـ سامحتني بقي..
رمقها بعتب..رغم فرحته التي لا توصف، ولو لم يكن بالعمل لرقص فرحا..
ـ بردو لا…عشان روحتي لوحدك..
تأففت وهي تبتعد عنه..
ـ أف منك..روحت مع خديجه..وهي بتابع الحمل.. أنا همشي سلام..
مراد بصدمه..تمشي تروحي فين..استني عندك..والناس اللي برا دي..
ـ وأنا مالي…؟
جذبها من يدها، وادخلها عنوة لغرفة الأستراحة الخاصه به…
ـ اقعدي هنا..علي ما اخلص الكشف ونروح سوا..وهناك هربيكي براحتي..
ضربت الارض بقدمها وهتفت بحنق..
ـ اف..اخلص من زينبو يطلعلي أنت …
مراد وهو يغلق الباب عليها..
ـ سمعتك علي فكرة..وأنتي عارفه الا زينبو…هقولها..
ـ ياشيخ بقي…

 

بعد ساعة

 

دلف للغرفه..وجدها تغط بثبات عميق..اقترب منها وهو لا يصدق أنه أخيرا سيصبح أبا…
مهما اخبرها انه لا يفرق معه..كان كاذبا مخادعا..كان يتألم لألمها وهي تري خديجه وكريمة واحيانا شقيقته ببطن منتفخه..
رغم ضحكها وأبتسامتها التي لم تفارقها بوجودهم إلا أنها كانت تعيسه، وتتألم، وهو اكثر من يعلم ذلك، لأنه ايضا كان يشاطرها نفس الألم….
كان يتوق للابوة منذ ألتقاها..ولكن ماذا كان سيفعل..تركها لله..وعوضه الله خيرا كثيرا
توأما مرة واحده..
أبتسم بسعاده ولم ينتبه أن يديه تسللت ببطيء، لتتحسس بروز بطنها الذي يكاد يظهر..ضحك علي جنانه..
وهمس..هتجننيني يا خلود.
اكمل متمتما… الحمدلله..يارب
ـ بتضحك علي أيه؟
ـ ابدا فرحان..
ـ بجد يا مراد؟.
ـ أنا اسعد واحد في الدنيا بحالها ياقلب مراد..
ـ سامحتني طيب..
هتف بحسم
ـ متتكررش…
ـ حاضر..مش هتتكرر..
ـ مراد انا عاوزه انام..خلصت..
ـ أه ياقلب مراد خلصت..يالا بينا…
ـ يالا..
~~~~~~~~~
بمنزل نادر..
تسند بطنها بيدها بتعب من اثر الحمل والمجهود الشاق التي تقوم به كل يوم جبرا وظلما، من تنظيف بالشقه، وطبخ، وغسيل وكي، وغيرهم..
وكأنها هنا فقط لخدمتهم….تحولت من سيدة المنزل لخادمته فجأه..
حماتها وبناتها يجلسون كل واحده تلعب بهاتفها ببرود..يلقون أوامرهم عليها فقط….منذ أصطنعت حماتها رضاها عليها وموافقتها علي زواجهم..
وهي علي هذا الحال.. تتفنن في إذلالها فيما بينهم وما ان يأتي نادر تتفنن في إرضاءها..
نزلت دموعها وهي تفكر، لما لا تخبره..إلي متي ستظل هكذا غبيه، ملكة غباء الكون كما يلقبها..
إلي متي ستتحمل الذل والمهانه..
عادت تقنع نفسها أن كل هذا من اجلة هو..
رغم أختلاقه أنه سعيد معها… ألا انها كانت تشعر بأنه يحن لعائلته دوما، وهناك شعورا بصدره بالنقص بدونهم…
لا تريد لطفلها أن ينشأ بدون عائله..ولا تريده أيضا أن يولد ويري ذلها ومهانتها هكذا…
اغمضت عينيها بثقل، وتعب..لما لا تريحها الدنيا أبدا..ياليتها وياليت..
انتفضت علي صوت حماتها، وهي تتأفف، وتأمرها أن تعد لها فنجانا من القهوه سريعا..
دلفت ببطيء ناحية المطبخ… لتعد لها قهوتها بلا حيله…
تحاول صم أذنيها عن طلبات شقيقاته التي توالت عليها تباعا.. هامسه بتعب..
ـ يارب… أنجدني من إللي انا فيه… يارب..
أعدت القهوه بشرود ودموعها تغرق وجهها، وهي تلوم وتؤنب بنفسها، وتقنع نفسها انها تستحق كل ذلك واكثر…بل بات الشيطان يوسوس لها انها ما كان عليها أن توافق أبدا عليه، ولا احد من عائلته يرضي بها..
لقد عانت بحياتها مع أشقاء والدها وعدواتهم..لما لم تتخذ من حياة والدتها عبره…كان أكرم لها..أن يفترقا ولا تهان هكذا، وألا يعيش اطفالها هكذا حرب بارده….
اعدت الكوب مجبرة، وخرجت لتعطيه لها، مدت يدها به لحماتها فأخذته منها بتعالي وقرف….
أرتشفت شرفه منه، وسرعان ما صرخت حماتها وهي تبصقه بوجهها، متبعه حديثها بقذف الفنجان أرضا..
هاتفه بغل وغضب…
ـ انا مبحبش القهوه..أنا عاوزه شاي..
تهكمت بوجهها وهتفت لنفسها بمراره..وهي تمسح بطرف جلبابها القهوه من علي وجهها..
ـ كيف تناست هذه العاده اليوميه…فما حدث يحدث كل يوم..
إنحنت بتعب، ولملمت الفنجان المفتت قطعا من علي الارض..وإستدارت بإتجاه المطبخ..ولم تري ذلك الذي دخل من الباب من زمن..يقف مزهولا مما يحدث..
ومن دموعها المقهوره التي تسيل، ونظرتها، ووجهها التي تبدو بأنها اعتادت علي ذلك..
ـ اي حظ عسر هذا..وماذا يحدث بحق الله؟
ـ أكان هنا، ام كان مغيبا مغشي العينين لا يري؟
شعرت بوهن بجسدها، وهي تعود للمطبخ..يهدد بسقوطها أرضا..حاولت جاهدة ان تتماسك ولكن عبثا.
سقطت ارضا امام باب المطبخ…
انتفض من مكانه صارخا عليها.. …
انتفض الجميع رعبا من صوته..نادر شبحهم المخيف لهم جميعا، يخافون منه، لطالما كان قويا ينفذ ما برأسه..حتي والده رحمه الله كان يحترم قوته هذة..بل تنحي جانبا وألقي عليه زمام أمور حياتهم..
ـ ألما…..
ـ ألما…
بعد ساعه..
يجلس بجانبها يطعمها وعيناه تعاتبها بصمت….تحاول الفرار من عينيه ولا مفر….أنهت طعامها واستغلت ذهابه للمطبخ.. واندثت سريعا تحت الغطاء..ترتجف بخوف لا تريد الحديث، تريد الثبات ورمي عتابها وحزنها كله عليه، ولا تستطيع….
خرج من الغرفه ومكث قليلا..وعاد مرة أخري بعد دقيقه…. زفر بهم.. وهو يراها تمثل النوم عليه، هاربة منه.
ولكنها تعلم أنها محاولة بائسه منها..وأنه لن يتركها هكذا..
بينهم حديث طويل ولم ينتهي بعد..
خلع ثيابه الذي مازال بها.. وبقي عاري الصدر، واقترب وإندث بجانبها بعدما اغلق الاناره..
يده تسللت لتحتضن خصرها. وتقربها منها، دفن وجهه بعنقها…
ـ ألما..
أرتجف جسدها فشعر به..فشدد علي خصرها..
ـ عارف أنك صاحيه وبتمثلي النوم..مش هسألك إية أللي حصل؟
أنا بس عاوز اقولك ليه عملتي في نفسك كده..واستحملتي كل ده ليه وعشان إيه.؟
بتعقبي نفسك يا ألما ولا بتعاقبيني..؟
أنتبه علي شهقاتها الصغيره التي خرجت منها… دليلا علي بكاءها..
فهتف بحزن..
لا هعاتبك ولا هلومك، وهسكت مش هسألك..لأني عارفك..ملكه غباء الكون..
فتحت فمها لتعترض، وعادت لتطبقهم علي بعضهم سريعا متسعة العينين.. وهي تستمع له..
ـ أنا بس هقولك..أني طردتهم…عشان خاطر عيونك ياألما..
مهما كانوا إيه؟ ومين؟محدش يقدر يهينك ياألما..محدش يقدر يهين ألما مرات نادر ابدا.
تعالت شهقاتها، فبقي يهدهد بها ويديه تمسد وجهها بحنان تمسح دموعها حتي هدأت تماما..
استدارت تدفن نفسها بصدره، تبحث عن ذاك الامان الذي لا تجده الا هنا بجانبه..
فهتف بخبث وهو يرفع وجهها بيده لتنظر له، ليزيح عنها ولو القليل من ما عانته.. متبعا حديثه بغمزه من طرف عينه..
ـ مفيش غيري أنا وأنتي بس هنا دلوقت، هااا، واخده بالك انتي….
ابتسمت من بين بكاءها وعادت تدفن وجهها بصدره..هاتفه بحنق..
ـ بطل سفاله بقي..كفاية اللي امك عملته فيا..
عاود رفعها وجهها عنوه..هاتفا بذات الحنق..
ـ ماانتي اللي ملكة غباء الكون..من شهرين لو تفتكري مين اصر أني اسيبهم هنا..انا؟
ولا أنتي؟
ـ ما انا محبتش ازعلهم خصوصا ان والدتك قالتلي ان البيت عندكم هيقع..
رمقها يصدمه..
ـ هي قالتلك كده؟
ـ اه والله.
ـ وصدقتيها…؟؟
ـ اه صدقتها..مهي كانت بتعيط..
قهقه بغلب عليها..واردف قائلا..
ـ ياحبيبتي انا لسه مجدد البيت قبل جوازنا بشهر..انتي طيبه قوي ياألما..وأنا اكتر حاجه بقت تقلقني طيبتك ياحبيبتي..
ـ طب اعمل إيه والله صدقتها..
ـ ما علينا..طب ليه مقولتليش اللي بيحصل..
ـ مكنتش عوزاك تخسرهم، وتعمل زي ما عملت انهارده…عشان محسش أن أنا السبب..ووالدتك تدعي عليا
ـ يعني تتهاني بالطريقه دي عادي..وتخدميهم عادي..ومش عوزاني اخسرهم..ااه منك يا ألما..لأخر مره هقولك…كرامة الست من كرامة جوزها..وأنا اللي ميكرمكيش ميلزمنيش..
هتفت بدموع..
ـ مش عاوزاك تخسر عيلتك..ارجوك..يا نادر
اخرسها باحب طريقة له..هاتفا بحنق..
ـ اخرسي ياألما..جننتيني اخرسي خالص….
~~~~~~~
بعد أسبوع …

 

ببيت عمرو..
صعدت عمتها منيره ورمقته بغيظ فبادلها بأخرى لا مباليه هاتفا بمشاكسه لها..فهي لا تحدثه منذ ذلك اليوم الذي هبط لها…
حينما انهالت عليه بالسباب والضرب..لأنه كان يمنع كريمه عنها، ومنع نفسه أيضا عنها وكان سيتركها وحدها ويغادر..
فزوجته المصون لم تترك بقلبها شيء ألا وأخبرت عمته به.
ـ ياعيني عالحلو لما تبهدله الأيّام…هييييه..
جزت منيره علي اسنانها وسبته بغيظ..
ـ واطي شكل اللي خلفك بالظبط..
هتف بحنق وهو يستدير لينظر لها، ملقيا هاتفه بجانبه..
ـ جرا ايه يامنيرة ماله أبويا الله.. دا بردو .ابويه اللي عليه مسنود وحنان قلبه ملهوش حدود..واخوكي…
رمقته بغضب..وهتفت بصوت مرتفع..
ـ أنت هتعدي يومك ياعمرو، ولا أنت حر علي نفسك..
تأفف وهو يشيح بيده..
ـ ماشي يا منيرة ليكي يوم وتحتاجيني..
ـ لا وانت ماشاء الله خدوم..مكنتش عاوز تسيبني وتمشي..
زفر بتعب من نفس ذات الحوار الذي جعلها تقاطعه..
أنه كان سيتخلي عنها من أجل ابنها…يعلم أنها محقة ولكن ماذا كان سيفعل هو…وبكل لقاء له به، ذلك السمج يخبره أنه ضيفا هنا..
فتح فمه ليعيد تبرير موقفه لها للمره التي لا يعلم عددها..
ولكنها قاطعته وهي تصرخ وتمسك بيدها ذاك الطبق التي كانت تأكل منه كريمه..
ـ يا مرك يا منيرة مين اللي كل التمر ده كله..
عمرو ببراءه..
ـ هيكون مين طبعا المفجوعه بتاعتي وبنت خالتها..
شهقت وهي تلطم صدرها..وتنادي عليها..
ـ كريمه..انتي يابت..بت يازفته..منك لله ياعمرو..
عمرو بغيط..
ـ الله وأنا مالي الله..
عاود الجلوس مكانه ببرود ليلعب بهاتفه..
كانت تتلوي بالحمام وتشعر بثقل ببطنها ومغص حاد..
وبدأت تتعرق كثيرا..
استمعت لصراخ عمتها من الخارج عليها..فاقتربت لتخرج من الحمام لتخبرها..
قدمها لم تسعفها وصراخ عمتها يوترها..
ـ كريمه بت ياكريمه..كلتي البلح دا كله يابومه..أنتي وبنت خالتك..ياغلبااااي….انا مش قولتلك طفحية للبغل اللي قاعد بره ده..مش تاكليه انتي وهي يابت..
ـ انت يازفت ياعمرو..تعال..
ـ يوووه يادي النيله علي عمرو وسنينه..قايم اهو..
اقترب من الحمام مع فتح كريمه له..
صدما اثناهم من هييئها..رمقتهم بألم، وهي تميل علي عمتها..
ـ شكلي هولد ياعمتو..
شهقت عمتها…وكريمه تأن بتعب..
ـ يالا ياعمرو بسرعه..انت لسه هتتصدم..
عمرو سريعا..
ـ حاضر حاضر…
~~~~___
بعد ساعتين بالمشفي..
يدور أمامهم ذهابا وإيابا..وهم يكتمون ضحكاتهم عليه.
بعدما هاتفهم جميعا ليقفوا بجانبه في محنته كما يخبرهم..
معاذ وخديجه..ونادر والما، وخلود ومراد..وانضم لهم مصطفي ولمار اللذان أتوا منذ يومان…
يجلس الفتيات علي ألاريكه بجانب منيره التي اخذت تشرح لهم ماذا اكلت تلك المعتوه وابنة خالتها، وكم كمية اكلا تسببت في ولاتها مبكرا..
اقتربت لمار من مصطفي الذي يمسك ضحكاته علي عمرو وافعاله..وهمست بخوف…
ـ مصطفي هو الكلام اللي بتقوله طنط منيرة دا صح؟
مصطفي بحنان..
ـ كلام ايه ياقلب مصطفي..أللي صح؟
أن التمر فعلا بيعمل ولاده مبكره..
ـ أيوا بيسهل الولاده…يعني بيتاخد بمقدار معين..قبل الولاده بثلاث او اربع أسابيع كده..
هتفت بصدمه..هااا…يلهوي..
ـ بتسألي ليه دلوقت..؟
حكت رأسها وهتفت ببلاهه..
أبدا اصل كريمه كلت كيلو تمر بحاله..
فلتت ضحكه منه عليهم..
ـ عشان كده…والله مجانين..
نظر لها قليلا بشك..وهتف
ـ هو انتي مخبيه عني حاجه..
هزت رأسها وهي تشعر بنفس ذات الاعراض التي كانت تخبرها بها منيره، فهي أساسا من جلبت ذاك التمر لهم بالامس..بناء علي رغبة كريمه..
اخرجها صوته من شرودها..
ـ اوعي تكوني كلتي من البلح ده..أنتي لسه في السابع..انا محذرك امبارح، ووأنتي هناك قلتلك بلاش ده….
هتفت بتوتر..
ـ وانت مقولتش ليه امبارح السبب..
نظر لها برعب متسع العينين..وهم بالحديث، ولكنه قاطعه..
صوت بكاء الطفله..
هلل الجميع..وعمرو يهتف بتضرع..
ـ يارب ولد..يارب ولد..
تأففت عمته من افعاله، وهتفت بغضب..
ـ أنت يازفت الطين انت..واد ايه، ونيلة إيه؟
يا خايب الرجا انت…مراتك حامل في بنت، كل شويه اقولك بنت..
ضيق بين حاجبيه، وهتف وكأنه تذكر الآن..
ـ هااا..تصدقي طب يارب بنت..يارب بنت..
انفجر الجميع بالضحك عليه
عمرو بتساؤل…
ـ هي كده ولدت صح…
هتف مراد من بين ضحكاته العاليه..
ـ المفروض..اه..
لكذته خلود ببطنه..بطل ضحك بقي..عشان هيجيلك يوم..
مراد بهمس..دا هيبقي يوم المني، واحلي يوم في عمري كله…
ـ بجد يامراد فرحان..
ـ اسعد واحد في الدنيا والله..الحمدلله يارب..
~~~~~~
كانت تجلس هي والما يتحدثان..ألا ان خرجت الممرضه تحمل طفلة علي يديها..
هرول اليها عمرو كالمجنون..هاتفا بسعاده..
ـ بنتي حبيتي..قلب ابوها..أوعوا كده..
عاود الجميع الضحك عليه…وهم يحاولون أختطافها منه..ولكنه يرفض بشده..
ـ ابدا محدش هياخد بنتي..
دفنت الما وجهها بصدر نادر وهمست..
ـ كان نفسي في بنوته..
قبل رأسها بحنان واكمل بخبث وهو يغمز لها…
ـ المره الجايه نجيب بنوته، إحنا ورانا حاجه..
لكذته بضحك..
ـ مبضيعش وقت أنت..
ـ الله..دا يبقي عيبه في حقي..
~~~~~~
بعد ساعه..
بالغرفه..
انتبهت اخيرا واستعادت وعيها..وكل دقيقه ترمقه بغيظ..وهو يرفض اعطاءها طفلتها..الا ان صرخت بوهن..
ـ انت ياعمرو الزفت هات البت اشوفها..
هم بالحديث..فهتفت عمته بغيظ منه..
ـ ما تجيب البت دي يابني…أما نشوفها كده مينفعش…
ـ عمرو..
ـ لا يعني لا..أما الدكتور يجي ويطمني عليها، البت نازله بدري…
ـ مراد بضحك..يابني ما أنا كشفت عليها..وقلتلك فله..
عمرو بأمتعاض..
ـ وانت اش فهمك انت بطب الاطفال وانت بتاع قلب..
ـ نادر بضحك..طيب ماانا كمان شوفتها وقلتلك كويسه.
ـ ولا انت كمان اطفال..ولا مصطفي الزفت ومراته سبب البلاء اللي جابت التمر أصلا….
لمار بصدمه وهي تمثل الثبات، وترمق عمرو بتوعد..
ـ انا..
عمرو بغيظ..أيوه أنتي..وعلي فكره بقي يا مصطفي واكله معاها يجي كيلو هي كمان..أنا طول الليل ألم في بذر التمر من هنا وهنا..لحد ما زهقت وسيبته..
رمقها مصطفي بصدمه فهتفت بألم..
ـ مش وقته..أنا بموت يامصطفي من الصبح ومش قادره انطق، ألحقني.اااه…
مصطفي بصدمه…
ـ يبقي كلتي يا لمار..
لمار بغيظ منه ومن تفكيره…كلت..ارتحت….اااه..يا بطني..
بعد ساعه..
كان يقف الكل بنفس ذات المشهد
ـ معاذ بقهقه ..ياولاد المجانين…ربنا يكملك بعقلك يا خديجة يارب..
خديجة بضحك..ألتم احسن أعملها أنا كمان..ويا شماتة عمرو ومصطفي فيك..
معاذ بخوف…لا تعمليها إيه أهدي كده واعقلي..ال تعملها ال..
مالت برأسها علي ذراعه..وهتفت..متقلقش أنا كويسه متخافش..
بعد ساعتين..
لمار ببكاء..هو فين عاوزه اشوفة يامصطفي..
مصطفي بقلة حيلة..
ـ دخل الحضانه يالمار..يومين ويطلع..
ـ انا السبب..ياريتني سمعت كلامك ومكلتش منه..
مصطفي برضا…دا نصيبنا يا لمار..ان شاء الله هيبقي كويس….وبعدين أنا السبب ومفسرتش، وبعدين ربنا بيسبب الاسباب، ودا سبب مش اكتر…قولي الحمدلله..
وأدعي وقولي…
“اللهم عوضني خيرا مما اخذ مني”
ببكاء رددت خلفه…واكملت برجاء..
ـ يارب..
~~~~~~
بعد أسبوع …
ببيت مراد حيث أثر علي أقامة سبوعا لأبن شقيقته بعدما خرج أخيرا البارحة من الحضانه، وأبنة بنت خالته، رغم اعتراضات عمرو المستميته..ألا أنه جبرهم جبرا عليه..
زين المنزل والحديقه..وأمتلأت الحديقه بالأطفال والاهل والاقارب..
وعلي صوت دقات الهون…وصوت منيره الرنان.
خطت كريمه النار سبع مرات، وتبعتها لمار.. في طقس توارثته الأجيال جيلا بعد جيل..
وضعت زينب ابنه كريمة (لما) بالغربال..وأخذت تهز بها يمينا ويسارا..
سولاف بصدمه لمحمد الذي يلتصق بها..
ـ البت هتتسرع..كده..
قبل رأسها وهتف…
ـ متخافيش…دي كده قلبها هيقوي..

 

احتجز مصطفي طفله..بين يديه هاتفا برجاء لوالدته..
ـ لا يا أماااه..ابني لا..دا ضعيف..لسه..والنبي…
انتشلته والدته من بين يديه بحده..
ـ هات ياواد الواد ده..لازم نهزه بالغربال وندقله في الهون عشان قلبه يقوي..
ودعه مصطفي ببكاء مصطنع..
ـ تروح وترجعلي بالسلامه ياقلب أبوك..منك لله يالمار الكلب..
لكذته بكتفه بضحك..
ـ بتدعي عليا يا مصطفي..اخص عليك..
مصطفي بغلب..وهو يري والدته تضع أبنه بالغربال المزين..كأبنة عمرو..
ـ يا حبيبي يابني..أتبهدلت..
منيره بفرحه..
ـ أسمعي كلام أمك وجدتك منيره، وتميمه لا..
تميمه بحنق..
ـ وتميمه كخة يختي..ماشي يامنيره..
أكملت منيره بلا أهتمام ضاحكه..
ـ ما تسمعيش كلام ابوكي يابت..
عمرو بإمتعاض..
ـ اصيله ياعمتي..
هتفت والدة مصطفي كمثل.. وهي تهز أبن ولدها (وقاص)
ـ أسمع كلام أبوك، ولا تسمعش كلام أمك
ما تسمعش كلام جدك..واسمع كلامي أنا .جدتك..
لمار بحزن لمصطفي..خليها تقول اسمع كلام.. أمك..
مصطفي بضحك..
ـ لا عشان تتربي، ياطفسه…
لمار بحزن مصطنع…
ـ ماشي يامصطفي الله يسامحك..
~~~~~
آآآهههه

 

يا رب يا ربنا تكبر وتبقى ادنا
تلعب وتجري زينا وتبقى اشطر مننا

 

آآآآآآهه

 

(مياسين بهمس بأذن محمد..
ـ بابا..هل فعلتم لي ذلك ايضا..؟
محمد بقهقه وهو يحملها علي ذراعيه ويهز بها مثل الاطفال..
ـ لم يحدث من قبل ولكن سنفعله الآن، ما رأيك..
قهقت الطفله..واقترب معتز ليزيحها بغيره..هاتفا..
ـ وانا أيضا بابا…
أنزل مياسين وحمله أيضا،يهز به..هاتفا بسعاده..
ـ وانت كمان ياقلب بابا..اهوو.)
~~~~~~~~~~
حلقاته برجلاته إن شاء لله يعيش إن شاء لله يعيش
يكبر يبقى فى وسط اخواته جن مصور زيه مفيش

 

(كريمه بغيظ..أنا زعلانه منك ياعمرو..
ابتسم وحاوطها بذراعه..
ـ ليه بس ياقلب عمرو..
ـ عشان سمعت انك مسالتش عني اول مابنتك طلعت..وألتهيت ببنتك..
عمرو ببساطه وهو يهز كتفه..
ـ أبدا محصلش، أشاعات مغرضه..
ـ ياسلام..كل بيكدب وأنت صح..
قهقه عليها وهمس باذنها..
ـ انتي بتغيري بقي..من بنتك..
تأففت منه..وهتفت..
ـ أنا بكلم في إيه أصلا..انت خلاص البت دي كلت دماغك..
عمرو ببلاهه..
ـ لما حبيبة أبوها..
لكذته بكوعها…
ـ طب أوعي بقي أشبع بيها..وهتسهر بيها انهاردة، مادام حبيبتك….
هتف بسرعه..
ـ لالا..استني ابت..دا انتي اللي في القلب..بت مين دي..
كوكو..كريمه…انتي يابت..)
~~~~~~~~
بريلا بريلا ضحكة أمة وفرحة ابوه
اصغر واحد فى العيلة رشوا الملح عليه وارؤوه

 

ـ( مالك ياخديجه..انتي كويسه؟
هزت رأسها، وشحوب وجهها يزداد دب القلق بقلبه..
معاذ برعب..
ـ انتي هتعمليها صح؟
هتفت سريعا..
ـ لا لا لا..متخافش لسه بدري..لا..
ـ متأكده..
ـ اه..اه..
ـ ماشي..)
~~~~~~~~~~
يا رب يا ربنا تكبر وتبقى أدنا
تلعب وتجري زينا وتبقى اشطر مننا

 

(الله شكلهم حلو أوي يا نادر..
نادر بخبث وهو يتحسس بروز بطنها…
ـ ابننا هيبقي أحلي..حته قشطه كده شكل أمه..
قهقهت وهتفت بمكر..
ـ طبعا مش ابني وهيبقي وارث جيناتي..
هتف نادر سريعا..
ـ لالا..شكل اه..جينات ابوس ايدك لا..كفاية عليا انتي.
عبست بشفتيها وهتفت بعتاب…
ـ كده يا نادر اخص عليك..تقصد إني غبيه صح..وأنا أصلا طيبه..
ـ طب يرضيكي يطلع واد وطيب..الناس ياكلوه كده..بصي ركزي عالوش..وسيبك من الذكاء والجينات دي خالص..
ابتسمت بسعاده عليه..
ـ ماشي..نركز..)
~~~~~~~~~
حلقاته برجلاته يوم ورا يوم يبقى بشنبات
يتجوز على اد حالاته ويخلف صبيان وبنات

 

ونقولهم من حبنا يا رب يا ربنا
انشالله تبقوا ادنا يا رب يا ربنا

 

يا رب يا ربنا تكبر وتبقى ادنا
تلعب وتجري زينا وتبقى اشطر مننا

 

(يحتجزها بين ذراعيه، وهي تنظر لما يحدث بسعاده وفرحة عارمه، ووتخيل فرحة كهذه بتوأمها..بنفس المكان..
خلود بلا صبر..
ـ امتا اولد بقي..؟
مراد بضحك عليها…
ـ لسه بدري ياقلب مراد..لسه سبع شهور بحالهم..
ـ بس أنا عاوزاهم دلوقت..
هم بالحديث…فقاطعهم..صوتا عاليا متألما..

 

آآآآآه
ـ خديجــــــــــــة…

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثالث) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق