رواية رحماك الجزء الثالث – الفصل الثالث والعشرون
~~~~~~~~~~
بسم الله الرحمن الرحيم..
اللهم اجعلني من عبادك اللذين يطلبون العلم و يسخرونه لنفع الخلق و ادخلني برحمتك في عبادك الصالحين
امين
~~~~~~~~~~~
(فرحة ولقاء)
_(وان جاءك أحدهم لاجئا..متعبا وحزينا فأحسن لقاءه..وأغدق عليه ببحر جودك.. فلربما ضاقت عليك الدنيا يوما..فلا تجد ألا أحضانة سكنا لك وبيتا..أفرد ذراعيك له بحب وأبتسم،ولا تنكر الود يوما.. فخائن الود لا يؤتمن…)
(بشقة عمرو..)
قابلته متسعه العينين..ووجه مصدوم، وبالرغم من سعادتها التي لو وزعت عالكون الان ستفيض..تيبست
لقد عاد لها..كانت علي يقين بأنه سيعود..
لا تعلم كم مر عليها من الوقت، واقفه بلا حراك أمامه
دموعها من تتحدث فقط..ألا أن تدخلت عمتها التي ملأت البيت تهليلا، وصياحا بأن غاليها قد عاد..
ومن وسط صياح عمته، وتهليلها، وفرحتها..
كانا هما الاثنان بعالم آخر..
يود هو لو تقترب وتطفيء جمر قلبه المشتعل بفراقها..
يقف يستند علي عصا أعطاه له رابح تعاونه علي الوقوف، والسير قليلا..وبجانبه واصل المذهول من هذا اللقاء الصامت الباكي..
حاول واصل أن يحثه علي الدخول… ولكنه كان بعالم آخر.. ينتظرها فيه.. هي وفقط…
ظلت مكانها متيبسه، دموعها تسيل بصمت، ترمقة بضياع وتنظر لهيئته المبعثره، وجسده الضعيف بصدمه.. كيف وصل به الحال هكذا.. ألف سؤال وسؤال راودها.. وهي تتمتم بإسمه بهمس… .
ـ عمرو..
انتبهت لها عمتها وهزتها بقوه، وصرخت بوجهها أن عمرو قد عاد من الموت، عمرو مازال حي أفيقي…
هنا فاقت علي نفسها، وبكت كما لم تبكي من قبل حتي وقت علمت بموته..لم تبكي هكذا…
بكاءها الحار آلم قلبه فدلف ببطيء يساعده واصل حتي وقف أمامها، وفتح ذراع لها، والاخر مازال يستند به علي عكازه..
ماذا تفعل هي الآن.. وكيف ترفض نعيم الدنيا الذي يكمن بين ذراعيه..؟
بين احضانه يكمن راحتها..لتريح قلبها الظمأ من دفيء ا
أحضانه..
أرتمت علي صدره تبكي بقوه ويديها تحاوط صدره
وذراعه الحر يضغط عليها بقوه..يدفن رأسها بعنقه..
ويتمتم بهمس بأن تهدأ..فهو الآن هنا..بين ذراعيها كما كان.. طفلها الكبير..
(بعد ساعه..)
تبكي علي صدره بقوه..بعدما انسحب الجميع وضيفت عمته واصل، وأثر علي الرحيل بعدها…
تبكي ويهدهدها كطفله..بعدما حكي لها ما حدث..
رمقها بإبتسامه وهو يشرف عليها برأسه، مردفا بضحك..
ـ كريمه..بطلي بكي بقي..أنا جمبك أهو..هو آه مفشفش واحتمال منفعش تاني..بس أنا أهو حاسس أني هبقي زي القرد أن شاء الله..
مسحت دموعها بكف يدها كالاطفال، وهي تقاوم أن لا تفلتت ضحكتها علي مرحه..
ـ خلاص مش هعيط..بس متقولش علي نفسك كده..أنت آه نحس الحمدلله بس أنا بحبك بردو..ويجي منك..في أمل ياعمرو..
جز علي أسنانه، وأردف بغيظ..
ـ أنا نحس ياكريمه..
هزت رأسها وهي تضحك بسعاده عليه..
فهتف بمرح بصوت يشبه صوت اللمبي..
ـ دا انا عمرو يابت..الحب الحب..الشوق الشوق..
فلتت ضحكه منها، شقت صمت البيت الحزين..وصلت لمسامع عمتها بالخارج..فرفعت كفها تدعو لهم بالسعاده وراحة البال.. مكمله حديثها بحزن نابع من قلبها علي ابنها الوحيد..
ـ ويهديك يابني ويسعدك وين ماتكون..
~~~~~~~~~~
بالمزرعه..
تركها ودلف للبيت الخشبي..بلا كلام..ذاهبا بفكره للبعيد
يوم اتي للراوي يبكي، بعدنا علم بحقيقة مرضه بعد تلك الإصابه التي أصايب بها، بتمارينة الرياضيه، وما حدث له بعدها..
علمه بفشله الكلوي..وأنه علي مشارف الموت..وضعه وضعفه..كل شيء عاد ليطفو بذهنه من جديد..الذكري مؤلمه، وفراقها كان أقسي ذكراه….
كم بكي وقتها بأحضانه؟
حتي الراوي كان يبكي علي بكاءه..
الراوي وقصته..كم تشابهت مع قصته هو وسولاف
قصه بدوي عشق بدويه، أثناء الرعي والترحال، نشأت بينهم قصة عشق، حاربوا من أجلها القبائل والفرسان..
ألي أن نبذوهم قبائلهم، فأقسم الراوي علي جعل قصة عشقه مرجعا لكل العشاق..مشيدا تلك المزرعه وجعلها ملجأ لكل عاشق مهان وخذل من الأهل والاحباب..ولكن الدنيا لا تريح أحدا..وتلك هي مصائرنا وما كتبه الله لنا..
فقد كتب علي الراوي أن يضل هكذا بلا ولد ولا وريث يخلد اثمه..فالراوي كان عاقرا….
ـ دلفت خلفه ووقفت علي باب البيت تنظر له، ولشروده بحزن كم هي غبيه؟
لما الان تذكرت حديث الراوي…واضاعت سحر ليلتهم معا..؟
دلفت للداخل وخلعت مئزرها التي كانت ترتديه بالخارج..وتسللت بهدوء لتفترش صدره…
أبتسم..وهي تقترب برأسها من عنقه وتدفن وجهها به…فمد يده وغرس أصابعه بشعرها الفوضوي، أثر عبثه به..
قبلت عنقه بترو..وهمست..
ـ زعلت مني..أنا آسفه بس ياريتك عملت كده يامحمد..
أمسك بشعرها من الخلف ورفع وجهها مقابل وجهه وغاب معها بقبله طويله..عله ينسي بها تلك الليله وما حدث بعدها..!
تلك الليله الفاصله..في حياته معها..
ولكنه أبتعد مسندا جبينه علي جبينها، ويديه تمسد شعرها بحنان.. مخرجا تلك الآهات التي كتمها بقلبه لسنوات..ومعه بدأت سلسله من الإعترافات..بعدما توسلته بنبرة ناعمه بصوتها المغري أن يخرج ما بقلبه دفعة واحده ليغلقوا تلك الصفحه وإلي الابد..
أبتعد جاذبا أياها لتفترش صدرة ..ومد يده ليزيح خصلاتها ببطيء وهو يحكي لها..
ـ كانت ليله قاسيه وليلها طويل أوي….أول ماعرفت أللي عندي أول حاجه فكرت فيها كانت أنتي، ومبقتش عارف اتصرف، حتي دموعي مبقتش تنزل..كنت حاسس أني مخنوق..عايز أعيط، ومش قادر..عايز أصرخ وأقول ليه يارب كدا، وأرجع أستغفر وأقول أكيد ربنا له حكمه في كدا..
لحد مالقيت نفسي رجلي واخداني للراوي..الراجل ده أنا بحبه، وحبه في قلبي من عند ربنا محدش له دخل فيه..له فضل عليا، وعلي أخواتي، و لو فضلت عمري كله مش هوافيه..
وهو زي ما يكون كان حاسس بيا وبعذابي….او أنا كنت مفكر أنه مجرد أحساس..
بس أللي اكتشفته بعد كده أنه كان عارف أني جاي أصلا وعارف اللي بيا لدرجة أني لقيته من غير ما اعرف باعتلي عدنان بالعربيه..
اكتشفت أنه صبا الغجريه مرات ألياس كانت عنده وطبعا انتي عارفه حكاية صبا أوسمعتي عنها..صبا شافتني في خيالها وحكت للراوي..وهو لأنه عارف أيه حكايتها صدقها وبعتلي عدنان..
وقبل ما أتكلم كان واخدني من ايدي، وحابسني في أوضه بعيده..ولقيته فاتحلي دراعي..وقتها لقيت نفسي ببكي بحرقة..فضلت أبكي لحد ما هديت وبدأت احكيله..
وقتها كان رأيه قاطع، وأنه لازم أخيرك أنتي وأنتي تختاري زي ما هو عمل مع ساليمه…وقالي جمله عمري ما هنساها أبدا..
ـ (عارف يامحمد ساعات بجعد أسأل نفسي ليه ربنا مأمرليش أكون أب..هو أني مستاهلش ولا دا نتيجة حاجة مش منيحه أني عاملتها..وأرجع من تاني أجول باااه..طب أفرض جاني الواد، ومكنش صالح وهد اللي بنيته يا راوي..
ولا بنته كسرت ضهرك وبهدلتك ياغالي..
أكيد ربنا كان عالم بحالي واحوالي..وأن من وسط الدنيا كلياتها بدل ما يبجالي عيل ولا تنين يرزقني ربنا بمحبة كل الخلج دولا..ويجولولي ويجولوا لساليمه يا اماي..
ااه يامحمد ياولدي أرضي بجضاء (قضاء) الله، وجدره (قدرة) وأحمد ربك ومحدش عارف بكره أيه مخبي..)
ـ أقتنعت ياسولاف..ورضيت واترضيت كنت خارج من عنده وأنا عندي يقين أن بكرة احسن، وإني لو خيرتك هتختاريني وساعتها هيبقي الموت جنبك ومعاكي له طعم تاني، بكفايه اني اودع الدنيا وانتي جاري..
خرجت واحد تاني واصريت ارجع في نفس اليوم للبلد وأخيرك وانتي تختاري..
فجأه قبل ما أوصل لقيت شابه بتجري ورايا بكل قوتها أول مره أشوفها بس الراوي كان بيحكيلي عنها..وبتنادي عليا بإسم فادي..
اديرت ليها و..
ـ عاوزاني انا..؟
بصتلي وابتسمت
ـ اه انت، مش انت فادي
ـ ايوا انا..
ـ انا صبا العزازي، شوفتك في خيالي وعرفت من ايه بتعاني..
جسمي ارتعش مره واحده بس هي مهتمتش…وكملت وقالتلي بقوة..
ـ أوعي تعمل إللي حكالك عنه الراوي..سيبها لحال سبيلها متبقاش أناني..
بصتلها بصدمه..
ـ انتي بتقولي ايه؟
ادتني ظهرها وقالتلي..
ـ كرهها فيك..ابعدها بأي طريقه..عشان تبقي ليك..
الفراق صعب يا فادي، بس الاصعب إنك تحرمها تكون أم العمر كله..وخصوصي وأنك عارف أن ليها حبيب هيموت عشان يبقي قريب..
بقيت زي المجنون وجريت وراها، وهي بتبعد وتبعد
وأنا بسألها..
ـ تقصدي مين؟ استني هنا..
وقتها وقفت وابتدت بصابع رجليها الكبير تكتب عالرمله..
اسم اتصدمت اول ماشوفته (معتز)…
مقدرتش اقاوم جناني ولا صراخي عليها..ودموعي إللي بقت تجري زي الشلال، وهي كانت ثابته في مكانها، وبتغني أغنية غريبه..
وبصيت تاني عالرمله إللي لسه بترسم بصابع رجليها الكبيرعليها..
وقتها أنا شوفتها رسمه بنت، وفي كل أيد من ايدها ماسكه عيل..وجمبها واحد واقف معرفتوش مين بس كان سعيد..
شديت شعري وأنا بقولها..
ـ طلعتيلي منين..طلعتيلي منين بس..؟
قالتلي…بقوة وأمر..
ـ أبعد يامحمد…خلي الخير يأتيك..هتكونوا لبعض بس هتتعذبوا كتير..بس ساعتها هيكون الخير الكبير..وهفكرك وأنت بنفسك هتشكرني، وهتكون سعيد..
نزلت دموعي وهي ادورت، ومشيت وهي بتقولي..
سلم حبيبتك بإيديك لغريمك الوحيد..شيل الغرور والانانيه من قلبك يااجل ماتكون سعيد..أبعد..
فضلت تقولي أبعد لحد مااختفت..وأنا مشيت واللي بناه الراوي في ساعات هدته صبا في دقايق ومشت من سكات..
وقررت أنفذ أللي قلته..بعد ما فكرت كتير…وحصل أللي حصل.
انتفضت سولاف من علي صدره متسعة العينين..وهتفت بصدمه..فجأه
ـ صبا تعرف الحكايه كلها…أنت بتقول أيه يامحمد أنا بنفسي حكيت لصبا حكايتنا..صبا كانت مدهوشه وانا بحكيلها..
أستقام محمد مبتسما وهو يبعد شعرها عن وجهها بحنان..
ـ هي فعلا متعرفش ياسولاف، أو بالاصح مش فاكره ياحبيبتي..
سولاف بصدمه..
ـ إزاي؟
ـ أول ما جينا هنا وشوفتها كنت عاوز أجري عليها..وأشكرها زي ما قالتلي زمان لمحني الشيخ قاسم..وأنا ماشي وراها..
وقالي..أنت اتجننت يامحمد رايح فين..أنت مش عارف مين دي..دي مرات ألياس النوارس أبن اخو الخالة ساليمه..
اتصدمت..وقولتله..
ـ مش دي صبا الغجريه..؟
مسكني من ايدي وقالي..
ـ تعالي يامحمد وفهمني في أيه؟
قعدت وبدأت احكيله أللي حصل زمان..
هز راسه وقالي..
ـ صبا فعلا كانت كده زمان..بس اتعالجت وأللي معاها فاتوها من زمان..ومبقتش فاكرة حاجه من أللي حصل ..
يعني ألا إذا حد حكالها..زي حالاتك كده ، واتنبأتله بحاجه زمان..كمان الياس النوارس مبيسمحش لحد يقرب منها..
بلاش يامحمد..كفاية انك تدعيلها دعوة حلوه..
شهقت سولاف ووضعت يدها علي فمها وهتفت..
ـ بس هي عندها بصيرة جامده أوي يامحمد..وكلامها لسه بيصيب..
محمد بإبتسامه..
ـ دا نور البصيرة ياسولاف..وبركة حفظ القرآن الكريم..
المهم سيبك من دا كله..الماضي بحلوة ومره انسيه..
وخلينا في دلوقت..وأعرفي إني أسعد انسان في الدنيا والحمدلله أني مسمعتش كلام الراوي..وإلا مكنتش بقيت أبو معتز ومياسين..
عبست بوجهها وعاودت محاوطة خصره بذراعيها وهي تدفن وجهها بصدره..
ـ بس أنا أتعذبت في بعدك أوي يامحمد..أنا مكنتش أنا..
انا من غيرك مش سولاف..
قبل جبينها براحة أخيرا، لأخراجة ما في قبله..
ـ ربنا أللي عاوز كده ياسولاف..وكان ليه حكمه في كده..المهم أننا مع بعض دلوقت..
اعتدلت، وحاوطت عنقة بقوه مردفة بنبرة صوت باكيه..
ـ احضني أوي يامحمد..أنت واحشني أوي..احضني بعدد أيام فراقك..وعدد ساعات عذابي، وعذابك..
خرجت أااخ عميقه من قلبه شقت حنجرته، وهو يشدد من أحتضانها..
يحكم ذراعية عليها بقوه، ود لو يدخلها بأعماقه..
ـ وحشتيني ياسولاف..وحشتيني أوي..
خانته عاطفته بقربها..فرفع رأسها بيده وغيبها بعاطفة قويه
عاطفه بقربها، دوما مشتعله..
~~~~~~~~
(لا تغلق أبواب الرحمة بوجه أحدهم ولا تعثرها عليه بتأفوفاتك وغرورك….فمن أنت لكي تعاقب وتحاكم..ومن خلق الخلق مازال فاتحا بابه..فيا صاحب القلب الرحيم..أبشر
فوعد المولي لا يخيب..فالنار حرمت علي كل هين لين..قريب من الناس)
بالاسكندريه..
مبكرا..
معاذ بضحك وهي تقذفة بالماء بوجهه..
ـ قد اللي بتعمليه دا…طب تعالي بقي…
غطس تحت الماء قليلا..فلم تعد تراه، فجأه شعرت بمن يحملها علي كتفيه ويقذفها بعيدا..
خديجه بضحك..
ـ مجنون والله..
ـ أنامجنون طب اصبري عليا..
بدات بالسباحة بعيدا عنه، وهو يسبح خلفها ألا أن تعبا وقرر المغادره..
ارتديا ثيابهم واكملوا باقي جولتهم عالشاطيء..
خديجه بغيظ..
ـ أوووف كنت عاوزه اكلم ماما..كان لازم نسيب تليفوناتنا يعني..
معاذ بضحك عليها..مد يده وضربها بطرف اصبعه علي انفها..
ـ إحنا قلنا أيه، مفيش تليفونات..لمدة يومين..
همست بعنج..
ـ معاذ..
ـ لا..يعني لا..
ـ طب نروح نشوف سادين وحشتني أوي..
ـ لا عيلتي ولا عيلتك..أنا وانتي وبس..
لمحت بائع السميط القادم يحمل علي ذراعية كما هائلا من السميط الساخن الكبير..وهتفت بلهفه..
ـ معاذ هاتلي سميط بسرعه…
معاذ بضحك عليها..
ـ يامجنونه لسه بتحبي السميط..
هتفت بحماس وهي تتلمس شفتيها بلسانها بشهيه..وتصدر صوتا متلذذا..
ـ امممم..بموت فيه..بس مفيش احلي من سميط اسكندريه عالبحر..
هتف وهو يخرج الاموال من جيبه، ويعطيه للرجل العجوز الذي ينظر لهم بتمعن ويرمقونه هم بتلاعب وخبث..
ـ عندك حق..مفيش أحلي من سميط عم سامح..ولا أيه ياعم سامح..
هتفت خديجه، وهي تلتهم السميط..
ـ أنت نستنا يا عم سامح..أنا خديجه..ودا..
هتف الرجل بفرحة، وهو ينظر له بشوق بعدما تحقق منهم..
ـ ودا معاذ الغالي…ياااه يامعاذ..فينك يابني من زمان..
متأخذنيش ياحبيبي..النظر ضعف ومبقتش أشوف زي زمان..
مد معاذ يده وامسك بكف العم سامح وأعطاه بيده مبلغا من المال..خافضا رأسه مقبلا يد الرجل العجوز بأحترام..
ـ وحشتيني ياعم سامح..ووحشتني أيام زمان..
هتف صالح وهو يكافح دموع العجز بعينيه..
ـ خيرك علطول سابق يامعاذ..ربنا يحفظك لشبابك وينصرك علي مين يعاديك..ويرزقك بزينة الحياة الدنيا المال والبنون..
هتفت خديجه بإمتعاض وهي تلتهم الطعام..
ـ طول عمرك بتنساني من دعواتك ياعم سامح..دايما معاذ معاذ..
أبتسم سامح، واقترب منها بخطي ثقيله، وضربها بخفة علي رأسها..
ـ لسه زي ماانتي بنص لسان..وبعدين ما هو جوزك يعني الدعوه ليكي وليه..
معاذ بتساؤل..
ـ عرفت منين انها بقت مراتي..؟
هتفت خديجه بضحك..
ـ مابابا لسه بيكلم عم سامح وأكيد هو أللي قاله..أنت نسيت اننا كنا جيران في حته واحده..
معاذ بتذكر..
ـ ايوا أفتكرت..
هتف العم سامح بخبث…
ـ ويااما داريت عليكم..خروجكم مع بعض ونزولكم البحر..فاكرين..
هتف الأثنان بضحك..
ـ فاكرين طبعا..
العم سامح بضحك..
ـ طب فاكرة يابت ياخديجه العلقه اللي كلتيها لما أمك عرفت وجت تسألني..وأنا قولت..
قاطعته خديجه بغيظ..وهي تتحسس فخذها بيدها
ـ قولت متعرفش..ليه بتفكرني بس ياعم سامح..دا جسمي بيوجعني عالسيره..
معاذ بغضب..
ـ بتقولي مين أللي ضربك..؟
خديجه بعبوس..
ـ زينبو..
معاذ وكأن شيئا لم يكن..
ـ لا مدام زينبو يبقي خلاص..
ـ معاذ؟!
معاذ ببراءه..
ـ دي زينبو يعني مش غريبه..عديها ياخديجه.. بقي..
خديجه بغيظ..
ـ هووف..رخم..
~~~~~~~~~~
بببيت نادر..
حيث جاسر مازال محتجزا..
يتناوب عليه الاصدقاء الثلاثه..كل يسلم الاخر..
الا ان تعبا وجلسا معا بالخارج علي سلالم المنزل القديمه يحتسون الشاي بإستمتاع..
مصطفي..هنعمل أيه في البلوه ده..؟
مراد بهدوء..
ـ هنربيه شويه…
ـ مصطفي..لسه هنربي فية، إحنا نسلمه لراضي بقي خلينا نخلص، ونقوق للفرح أنا مصدقت اختك وافقت..برجوع عمرو…
ـ مراد بسعاده..عندك حق نغورو بقي..
انتبه مراد لنادر الذي ينظر لهاتفه بأهتمام..
ـ مالك يانادر في ايه…قررت ايه هتعمل فرحك معانا ولا أيه!
نادر بأنتباه…آه طبعا هعمله معاكم يازصاحبي..إحنا عالحلوة والمرة سوا..
ـ مصطفي..أومال مالك مش معانا ليه؟
ـ نادر بحيرة..الما بتقول الحربايه ام معاذ مش في البيت من امبارح..ومفيش لا حس ولا خبر عنها..
ـ مراد..ازاي الكلام ده وخرجت امتا، وهي المفروض مبتخرجش..وازاي ألما مشفتهاش..؟
ـ نادر…اصل الما كانت معايا ساعتها ولما رجعت ملقتهاش..
ـ مصطفي..طب هنعمل أيه دلوقت..لازم معاذ يعرف..
أتصل عليه يامراد..
ـ مراد بأسف..للأسف تليفوني أتسرق مني انهاردة من العياده، وإللي سرقه فص ملح وداب..حد فيكم يكلمه..أو..ااه افتكرت.. سيبوه متقلقهوش خلود قالتلي أن خديجه بعتتلها رسالة، وقالتلها متقلقيش عليا أنا في اسكندرية، وهنقفل التليفونات
ـ مصطفي.. طب وبعدين.؟
ـ مراد..كلم راضي يانادر وهو يتصرف..؟
ـ نادر..ماأنا كلمته، وبيدورو عليها من ساعتها..ربنا يستر بقي..يالا بينا..
مصطفي..والقتيل أللي جوا ده..
نادر…راضي هيبعت حد ياخده و زمانه علي وصول..نسلمه بعد ما أعترف ببلاويه..أنا بعت التسجيل لراضي وهو هيتصرف..
لم يكد يخطوا الا واستمعوا لصوت أبواق الشرطه..
ـ أهو البوليس جه أهو؟..
~~~~~~~~
ببيت رضوان..
تقف أمام المرأه تتراقص بخصرها، وتغني بمرح..
ـ ماتزوقيني يا ماما أوام يا ماما، دا عريسي هياخدني بالسلامه يااماما..
سااامعه..سامعه ياماما..
جاءها صوت زينب المتهكم..
ـ ااه ياختي سامعه..
شهقت خلود وهي تضع يدها علي فمها
ـ يافضحتي..زينبووو..
زينب بغيظ وهي تقترب منها..
ـ اه يختي زينبو..شوفتي عفريت..
تجاهلتها خلود، وهتفت بسعاده وهي تعاود النظر للمرآه..
ـ يختي عليا، وعلي جمالي..بنتك هتبقي عروسه يازينبو والنحس هيتفك أخيرا..
لوت زينبو شفتيها وهتفت بإمتعاض..
ـ بس متنبريش فيها..أحسن أنا عرفاكي بومه..
عبست خلود، وعاودت الحديث بلا اهتمام..
والنبي دا أنا عسل، ومرمر حبيبي هيتهبل عليا..
زينب بلوية فم وهمس..
ـ مرمر..يادي النيله..الواد المز دا بقي مرمر..عليه العوض ومنه العوض كنت بعقلك يامراد ياحبيبي..بس يالا بقي أهو ريحتني من مصيبه..
رمقتها خلود بغيظ..
ـ بتقولي أيه يازينبو..أحسن ماأنا عارفاكي..
زينب ببراءه..
ـ أنا يابنتي..هو أنا ليا ألا مصلحكتم..مسم..يامظلومه يااني..
لوت خلود كفها، وهتفت بضحك..
انتي مظلومه انتي…آه منك أنتي يازينبو..
~~~~~~~~
ببيت المزرعه..
ااي..اي ياميسم حرام عليكي براحه..
ـ الله هو أنا عملت حاجه لسه….انا لسه مجتش جنبك..
رمقها رائد بغيظ..
ـ كل ده، ومجتيش جنبي..أنتي مفتريه أوي ياميسم علي فكره وشرانيه..وأنا اتخدعت فيكي..
هتفت ميسم بلامبالاه وهي تضمد له جرحه بمنتهي السلام النفسي..
ـ الله مش كنت بوقع عريس..ولا كنت عاوزني أفضل عذبه العمر كله..
ضيق بين حاجبيه وهو ينظر لها ولما تقوله كأنها برأسين..
ـ أنتي بتقولي أيه، يابلوة حياتي أنتي …؟
ميسم ببراءه..
ـ بقول الحقيقه ياقلب ميسم..اكدب يعني…
رائد بصدمه..
ـ لالا..دا مش كلامك..انتي مش انتي..لا..فين ميسم الرقيقه..الحنونه..
هتفت بإمتعاض..
ـ هووف..في أيه يا رائد والمصحف أقول لجدي…
رائد وكأنه تذكر للتو..
ـ اااه قوليلي بقي..جدك…هو أللي مقويكي عليا..
لعبت له حواجبها، وهتفت بخبث..
ـ جدو حبيبي..
جز علي اسنانه وهتف..
ـ حبك برص ياميسم..وبعدين لهو أنا مقلتلكيش..؟.
ميسم بتساؤل..
ـ قولتلي ايه؟
رائد بتشفي وهو يستند بظهرة علي الفراش.. …
ـ أننا هننتقل البيت الجديد خلاص..ولا هيبقي في جدو..ولا ساميه ولا حد..ألا أنا وأنتي ياجميل..
ـ يعني أيه بقي كلامك دا؟
هتف وهو يفتح ذراعه لها، وهو يشير لها بعينه أن تقترب منه..
ـ تعالي هنا وأنا أحكيلك..
اقتربت كالقطه البريه، وأفترشت ذراعه..
قهقه علي هيئتها بشعرها الغجري المنفوش..وهتف بخبث..
ـ حوشي شعرك عني ياميسم..الدنيا حر..الله
رمقته بغل..ولملمت شعرها بحده..وانقضت عليه..
ـ أنت بتلعب بيا صح..
قهقه وهو يأخذ وضع الدفاع..
ـ أبدا..استني هفهمك..
ـ لا كداب..
ـ ياميسم..
ـ لا..
قضمت ذراعه بقوه..وهو يصيح..
ـ يامفتريه..منك لله..
~~~~~~~~
بعد يومان..
بمكتب الظابط أحمد..
ـ ها يا عسكري وصلتو لحد من اهلها..
ـ ياباشا الرقم أللي ادتهولنا مبيردش، وروحنا بيتها أللي في البطاقه أللي لقيوها معاه..جيرانها قالولنا عايشه لوحدها
بعد جواز بنتها من هنا لهنا عرفنا عنوان بنتها اهو يافندم.
الظابط بلهفه..
ـ طب مستني ايه يابجم..ابعت حد ليهم فورا..
ـ حاضر ياباشا..
دلف عسكري آخر له..
ـ ياباشا..الحق ياباشا..
ـ في ايه يابني انطق..؟
ـ اخباريه بتقول لقيوا جثه في منطقه مهجوره…مش باينلها ملامح والكلاب وكلااها..وريحتها قالبه الدنيا..
الظابط بلهفه وهو يستقيم ليرتدي جاكيته ويضع سلاحه..
فين بالظبط يالا قدامي..
ـ يالا ياباشا..
~~~~~~~~~~
بعد ساعه..
كان يقف واضعا المنديل علي وجهه يسد به أنفه من قوة الرائحه قبل أن يمد له أحدهم بكمامه ما..
ـ ها يادكتور عاينتها عشان الاسعاف تاخدها..
ـ أيوا يا فندم..هنكيسها بقي وكده تمام..
هز الظابط رأسه بأليه، وهو يصارع دورانه حتي لا يسقط أرضا من هول المنظر..
العسكري..مالك ياباشا هي يعني دي أول مره..
أحمد بتعب..بس مش بالفظاعه دي..يارب أحسن ختامنا..
~~~~~~~~~
يجلس راضي علي طاوله مستديرة امامه مجموعه من الظباط من بينهم مروان..يخططون للقبض علي مرتضي واعوانه..
ـ ها كله تمام…
ـ تمام ياباشا..والمره دي متأكدين ميه في الميه ان التسليم الليله.
ـ تمام يبقي علي بركه الله..
~~~~~~~
عمرو لم نفسك..اوعي بقي خليني اشوف مين..؟
تركها عمرو علي مضض، مجبرا بعدما استمع لصياح عمته عليهم أن يفتح أحدهم الباب..
ـ أنت يا زفت ياعمرو..انت والبلوة التانيه..حد يفتح الباب
أيدي مش فاضيه يا ولاد…ال..
عمرو ببلاهه..
ـ أللي شتمت دي تبقي عمتي..
قهقت عليه، وهي تزيحه ليبتعد عنها..
ـ طب أوعي يافقر، ربنا يستر بقيت اخاف من رنه الباب ده والله.
ـ انتي بتقولي فيها..انا بقيت أصدق أني نحس..
دقائق وكانت تعاود للغرفه تنظر له بصدمه
ـ مالك ياقلب عمرو وشك اصفرومخطوف ليه كده..أيه اللي حصل؟
هزت رأسها وهتفت بترو وكأنها بعالم اخر..
ـ عمرو دا عسكري..بيقول أن أمي عملت حادثه، وماتت وفي الثلاجه بقالها يوومين ياعمرو..
اتسعت عينيه وهو يعتدل ليستند علي عكازه..
ـ طب تعالي ياقلب عمرو..اهدي..
كريمه بهدوء مريب…
ـ أنا هاديه ياعمرو أهو..متخافش والله هاديه..بس هي كدا ماما ماتت.وغضبانه عليا..صح ياعمرو.
اقترب منها وجذبها بذراعه لحضنه..كانت جامده..جسدها كالثلج..
لم تحتضنه ولم تبكي..ولم تصرخ..بل ابتعدت وانزوت علي نفسها بصمت…
حاول معها مرارا وتكرارا..وفعلت عمتها وهي تبكي عليها..ولكنها وكأنها انفصلت عن العالم…
~~~~~~~~~
مرت الجنازه بسلام..بلا شيء يذكر..لم يمشي أحد خلفها الا مراد واصدقاءه..واستكفت النساء علي الدفن بلا عزاء وكذلك فعلت الرجال وخصوصا بعد علمهم ماذا كانت تخطط..
اخبرتها خديجه ماذا كانت تنوي والدتها للمار..علها تستفيق من صدمتها وتبكي حتي..ولكن لا جديد..
لم تحضر دفنتها ولم تذهب لتراها ولم تحضر غسلها..
علموا بموتها صباحا ودفنت عصرا وطوت صفحتها بشرها وخيرها..
وعادت الحياه تسير..كان يود الخروج وتركها لحضور الدفن..
ولكنها ابت ان يفارقها..بل هتفت بخوف..
ـ متروحش..خليك جمبي..هي مكنتش بتحبك ياعمرو..مترحش..
لم يكن بحال لتسمح له من الاساس كان سيذهب من اجلها بعدما رفضت العائله الحضور لجنازتها..
أقترب منها وأخذها بأحضانه..
ـ عيطي ياقلب عمرو..مش قادر اشوفك كده..
رفعت وجهها.وهتفت..
ـ مكنتش بتحبني ولا بتحبك ياعمرو..جسمي اللي مليان علامات وانتي سألتني من أيه..عارف كان من أيه ياعمرو..
عمرو بوجع عليها..هو يعلم منذ ليلتهم الاولي ولكنه آثر الصمت بعدما نكرت هي..
ـ من أيه ياقلب عمرو..
ـ كانت بتحرقني..وبتعذبني..وتقولي اكسر للبنت ضلع..كانت بتقولي انتي فقرية زي اللي خلفك..كنت ساعات انام جعانه..وهي بتقولي بطلي طفح هتتخني..
نزلت دموعه وهو يحتضنها بقوه..
ـ ششش اهدي..اهي راحت وارتاحت وريحتنا..
شهقت أخيرا بالبكاء…وهي تهتف بلوعه..
ـ كانت مؤذيه أوي ياعمرو..انا خايفه اكون ام جاحده كده زيها..دي اثرت عليا بالسلب..
ـ هتبقي احن وأجمل ام في الدنيا..ياحبيبة قلب عمرو..صدقيني..
اللي داق العذاب هو أللي بيقدر يعني أيه الفرح..
~~~~~~~~~~
وقف معاذ امام ثلاجة الموتي..بجسد ينتفض وبجوارة والده وراضي ونادر ومراد ومصطفي..بعدما قبض اخيرا علي كتلة الشر واغلقت قضيتهم للابد..بعدما أعترف مرتضي بأنها كانت معه ليلة اختفاءها…وماذا كانت ترتدي؟
والتي كانت تتطابق مع مواصفات الجثه التي وجدوها بإحدي الاماكن المهجوره..
والان اتوا للتعرف عليها..
ربت ابيه علي كتفه، وهتف بحسم..
ـ خليك أنت..أنا هدخل..
رمقة معاذ بإمتنان..فتبسم والده ودلف مع الطبيب للداخل..
دقيقه وخرج..يهمس بأن يحسن الله ختامه يشكره علي أنتقامه..
معاذ بلهفه..
ـ ها يابابا..؟
ـ البقاء لله ياحبيبي..
زفر معاذ براحه..لا يعلم مصدرها هل لأنه وجدها، أم لأنه انتهي من شرها، ومن شر اذيتها لخلق الله..لا يعلم..
ولكن مازال هناك بالقلب غصه..وهو يسأل نفسه..
ـ لما لم تكن والدتي كمثل باقي الامهات..أغمض عينيه بألم مردفا بوجع..
ـ الدوام لله يابابا..يالا نخلص الاجراءات..
ـ يالا ياحبيبي..
وكما رحلت سعاد..رحلت اماني بلا وداع..ولا دموع..بل زفر بعضهم راحة وأمان من رحيلها..
اقتربت خديجه منه، وهو يقف أمام لحدها..
ـ الله يرحمها..ويغفرلها..
رمقها بحب..وهو يستدير ممسكا بيدها..تاركا المكان لخالته وشقيقته ووالده..
ـ اللهم آمين..يارب…
سادين بحزن..سامحيها ياخالتو يمكن ربنا يخفف عنها..
إيمان بحنان..
ـ سامحتها من زمان عشان خاطر عيونكم ياقلب خالتو..
احتضنتها سادين بحب..
ـ ربنا يخليكي لينا ياخالتو..
حسين بغيظ وهو يسبقهم للخارج..
ـ طب يالا ياختي أنتي وهي، زمان تيم عمل ميت مشكله مع عيسي عشان خاطر بنتك..
تأففت سادين بغيظ من أفعال تيم..
ـ تيم الزفت..مفيش فايده فيه..
إيمان بضحك وهي تدلف للسياره..
ـ كتك أيه يا سادين..يابت أنتي بينك وبين تيم تار..دا انتي هتبقي حما صعبه اوي..
سادين بغيظ..
ـ بس متقوليش حما بس..هووف..
~~~~~~~~~~
بعد ايام..
معاذ بضحك علي الهاتف لصديق عمره
ايه ياعم محمد..انت نسيت الشغل ولا ايه؟
ولا سولاف نستك الدنيا..
جاءه رد سولاف الممتعض..
ـ سمعتك يامعاذ علي فكره..ولا مش جاي ألا لما اخلص شهر العسل..
معاذ بخبث..
ـ الله هو أنا قلت حاجه أنا بسأل بس..
همت لتتحدث فرمقها محمد بغيظ بعدما، أنزل معتز من علي كتفه بصعوبه..
هامسا لها بغيظ..
ـ اصبري عليا ياسولاف..
تأففت وهي تستقيم من جانبه..
ـ اوف بقي..أنهي أتصاله..بعد دعوة معاذ له لزفاف أصدقاءه..
ـ هو أنا مش قلتلك متكلميش رجالة غيري.
شدت شعرها بغيظ منه..وهتفت بأبتسامه خبيثه..وهي تقترب منه..
ـ حاضر ياقلب سولاف..حاضر..أيه تاني..
همس بريبه…
ـ أنتي بتاخديني علي قد عقلي مش كده..
أقتربت أكتر وحاوطت عنقه..
ـ تعرف أني بعشق غيرتك يامحمد…وكنت دايما أعصبك عشان أحس بيها..
زفر وهو يحاوطها بتملك..هامسا بأذنها..
ـ متسربي عيالك ياقلب محمد..وحشتيني..
قهقت وهو تنظر لطفليها التي يؤانسوهم هنا من صبيحة زواجهم بعد ليلة طويلة من البكاء هنا وهنا مطالبين بمحمد..
حتي ليلا تفترش طفلتها صدر محمد ويغفو معتز بالمنتصف
هتفت بقلة حيلة..
ـ اعمل فيهم أيه بس..دول كانوا بيعيطوا عليك مش عليا أنا..تصور..!
أبتعد عنها وألقي نظره عليهم وهم يطعمون الفرس الأبيض قطع السكاكر..مبتسما عليهم..وعلي رفضهم ترك مزرعة الراوي..الجميع عاد للديار ألا هما..
حاوطها بذراعه، وهتف بصدق..
ـ لو تعرفي بحبهم أد أيه ياسولاف مش هتقولي كده..أنا بحبهم كأنهم حته مني..
قبلته بترو من شفتيه وهمست..
ـ عارفه يامحمد..محمد أوعي تفكر أنهم عوضك أنت بس..انت عوض ربنا لينا يامحمد..انا كنت حاسه باليتم اكتر منهم..انا كنت من غيرك يتيمه..
أغمض عينيه براحه هاتفا..
ـ الحمدلله..يارب..
ـ بابا..بابا..
امسكها من يدها ودلف للخارج..
ـ تعالي نشوف عيالك عايزين ايه؟
ـ معتز.. بابا هيا لنأتي بزوجة الحصان..؟
ـ نعم بابا..هيا..
شهق محمد علي حديثهم..
ـ من اخبركم أن للحصان زوجة؟
ـ معتز ببراءه.. لقد اخبرني جدي الراوي أن للحصان زوجة تبكي عليه..فلتأتوا لتأخذوها..
صفقت سولاف بيدها..
ـ يالا يامحمد نروح نجيبها..
رمقها بصدمه..وهم يجرون أمامه ومعتز يمسك بالحصان..
ـ ياولاد المجانين..سولاف انتي يابت..
بعد ساعه..
كان يجلس ممتعض الوجة أمام الحداد الذي ينقش اسامي معتز ومياسين علي طوق الاحصنه..
سولاف بضحك عليه..
ـ في حد هنا زعلان ولا ايه؟
محمد بتأفف..
ـ لا هطق بس..الحصان دا بتاعك وعيالك استولو عليه..
هتفت بغنج..محمد..
زفر بضحك..علي محمد وسنينه ضيعتي هيبتي بجنانك انتي وعيالك..
لمحت سولاف صبا..وهتفت بفرحه..
ـ دي صبا لسه هنا..
امسك محمد بيدها قبل أن تركض لها..
ـ سولاف..قوليلها شكرا..قوليلها فادي بيقولك شكرا..
غمزت له وهتفت..
ـ عيوني..
ضحك عليها..بينما اقترب الياس منه..هاتفا بنبرة مرحة..
ـ ولسه ياصاحبي أول الغيث قطرة..
قهقه محمد عليه..
ـ شكلك مجرب ياشيخ النوارس..
ـ الياس بغيظ..روحها في ساليمه والراوي ولو أهاودها مش هتعاود للنوارس..
ـ تعرف أني أعرف مراتك من زمان..
ابتسم الياس بوقار..
ـ عارف…
محمد بصدمه..عرفت إزاي..والشيخ قاسم قال..
ـ قالك أنها نسيت مش كده..، هي فعلا نسيت حاجات كتير يامحمد ولو افتكرت بيبقي حد مفكرها..او انا اقعد احكيلها..
بس انت بالذات من ساعة ما عينها شافتك وهي فاكراك وفاكره قالتلك ايه..؟
ـ معقول..اشمعنا انا..؟
ـ مش عارف..بس ده من حسن حظك علي فكرة..صبا اللي لينت دماغ سولاف..
ابتسم محمد وهتف..الحمدلله..
ـ أنت طيب يامحمد..وربنا جعل صبا سبب لحكايتك..مش أكتر
ـ عندك حق..كل شيء بيحصلنا في الدنيا لسبب..
~~~~~~~
ليه ماقولتليش يا صبا..
ـ اكدب واقولك مفتكرتش فادي وحكايته..لا أنا افتكرتها بس حبيت أسمع منك انتي..
سولاف محدش له فضل في حكايتك غير ربنا وتدابيرة وحكمته..أحمدي ربنا ليل مع نهار وحافظي علي محمد دا عوض ربنا ليكي..
احتضنتها سولاف بحب..
ـ بحبك ياصبا..عندك حق..متقلقيش انا قافشه فيه..
صبا بضحك..هو ده..أوعي تفرطي فيه..وأوعي تنسيني من اول نسخه من قصتك..
سولاف بسعاده..
ـ ودي تيجي طبعا لا…شكرا إنك سمحتيلي اكتب قصتكم كمان..
صبا بفخر..
ـ أنا سمحتلك عشان يخلدها التاريخ..
سولاف يقهقه..
ـ ياااه عالتواضع..
ضحكا معا..فجاءهم صوت ساليمه الحنون..
ـ بتضحكوا علي أيش يا حبات الجلب..
اقتربت صبا منها واندست بأحضانها وهتفت بحزن..
ـ كلمي الياس ياخاله ساليمه يخليني معاكي شويه كمان..
ابتسمت ساليمه بحب..
ـ ياريت بيدي يا عز الناس..ما باليد حيلة..
مدت ساليمه يدها الاخري لسولاف التي أبعدت نظرها عنهم..تنظر لمن يمثل كل العالم أجمع لها، وبدونه تشعر باليتم..
ـ سولاف..
استدارت لها فوجدتها تفتح ذراعها الاخر لها.
ـ تعي ياحبة القلب..
صبا بغيره…وهي تشاكس سولاف
ـ ابعدي ياسولاف…دا حضني أنا بس..
سولاف بطفوله خرجت لها لسانها
ـ اممممم..بعينك..
ـ رخمه..
ـ مش أكتر منك..
الراوي من خلفهم..
ـ باااه هتتخانجوا ياحزانه علي حضن مرتي..
اختطفها الراوي من بينهم..هاتفا بغيظ..
ـ حضن ساليمه للراوي..همي منك ليها لحضن اجوازكم..
رمقتاه أثنتاه بغيظ..واقتربت كل واحده من زوجها..
ساليمه بحب..
ـ حلوين جوي مع بعض..ربنا يسعدهم يارب..
ـ يارب ياساليمه….دلوك لو مت هموت مرتاح البال..
ـ بااه بعيد الشر ياحبة القلب ليه اكده..
ـ سنه الحياه ياساليمه، الموت علينا حج….وكان لازم اسيب المزرعه بيد امينه..
ادمعت عين ساليمه…
ـ لسه مصمم علي اللي براسك ديه..
الراوي بأبتسامه..
ـ ياحبة القلب انتي ناسية ان المزرعه دي شركة بيني وبين أبو محمد الله يرحمه( مراد) يعني ده حجه الشرعي ياساليمه..وإلياس ده روحي وروحك..وعارف انه هينفذ الوصية بالحرف..المزرعه عايزه عشاج ليها مربوطين بالارض
واديكي شايفه الكل عاود..ومبجاش ألا اللي عشجوها من جواة القلب..
ـ عندك حج ياحبة القلب..عندك حج..سوي أيش ما بدك..
~~~~~~~~
بعد اسبوع..
بعرس ثلاثي..بحديقه واسعه..مزينة بدموع الفرحة ودعوات الأمهات الصادقه..وأغاني الاصدقاء ورقصهم.فرحة من القلب أخيرا بعد سنوات عجاف..
مصطفي بغيظ..
ـ اهمدي بقي يازفته أنا تعبت من الرقص..
ـ اوف اتنيلت أهو..خنيق..
ـ أنا بردو..أصبري يالمار هوريكي هانت..
خرجت له لسانها وهتفت بخبث..
ـ مش هتقدر علي فكره..
مصطفي بغيظ..
ـ هتشوفي هقدر ولا لا؟
اقتربت منه وهتفت بخبث..
ـ مش هتقدر ياقلب لمار عشان مش ههون عليك وانت بتحبني..
اغمض عينيه وهمس..
ـ علي مصطفي وسنينه..اجمد ياعم..
فاق علي صوتها الذي يصدح بالمايك بأغنية جعلته يقف مصعوقا…
(ـ يامصطفي يا مصطفي أنا بحبك يا مصطقي..سبع سنين بالعطارين..وانت حبيبي يا مصطفي..)
هلل الجميع وعاودوا الرقص..
محمد بغيظ لسولاف..
ـ احترمي نفسك والتمي كفايه عيالك ياسافله..هالمك ولا ألمهم..
سولاف بضحك..وأنا مالي بعيالي..أنت حر فيهم..أنا رايحه ارقص أنا بحب الاغنيه دي..
محمد بصدمه..بت سولاف..
إنتهت الليله وذهب كل بعروسه..
ـ ببيت مراد..
اقترب مراد من خلود وهتف بغيرة..
ـ وأنتي مش هتغنيلي أنا كمان.ولا مشبهش..
قهقت عليه وحاوطت عنقه..
ـ لا طبعا هغنيلك..ياقلب خلود بس مش عاوزه حد يسمعني غيرك.
مراد بعشق وهو يحاوط خصرها..
ـ بجد.
ـ اممم..طبعا..بجد.
الصقها به..وغيبها بقبله طويله..وابتعد يهمس لها..
ـ غنيلي يالا
ابتسمت بوهن من غزوه عليها..وهتفت وهي ترحل معه لعالم أخر..
حتي انها لم تشعر بأنه يراقصها علي صوتها..وكأن الجميع يسمع غناها….
ـ (بتعرف شعور لما..تلتقي صدفه بحدا..ما بيشبه حدا.
لما فجأة تموت العجقه ووحدك تشوفها هدا…)
ـ بشقة عمرو..
ـ كريمه افتحي بقي أنا قربت اقتنع اني نحس بجد…
دلفت خارج الحمام تحمل بيدها ذاك الاختبار..
ـ لا مش نحس ياعمرو المره دي..أنا حامل بجد..
نظر لها قليلا مذبهلا، يرمش بعينيه..
ـ بجد ولا بتهزري..
ـ لا بجد..وقف صامتا مصدوما..
قهقهت عليه وارتمت هي بحضنه..
ـ أحضنك أنا..مدام أنت مذبهل كده..
حاوطها بذراعه هاتفا..
ـ يالهوي ياابا هو أنا،…، هو فعلا هبقي اب.
ـ وانا هبقي ام…
قهقه بصوت مرتفع..وهو يرفعها..
ـ حبيبتي..
انتفضوا علي صوت عمتهم..
ـ حبك برص أنت وهي..نزل البت ياواد يا زفت انت..البت لسه حامل في الاول..وانتو نحس..خلو الفرحه تكمل للاخر..
انزلها عمرو بامتعاض..هامسا..
ـ عندك حق ياعمتي والله..
كريمه بصدمه..
ـ عمرو!
ـ اخرسي بلا عمر بلا زفت..نسمع كلام الكبارة دي يمكن نفلح..
(مش عم بقدر أفهم أحساسي شو عم يعمل..كل ما بفكر وقف عم لاقي حالي مكمل..)
ـ في شقة مصطفي..
ـ انتهي من صلاته معها..ووقفت امامه تنظر له بخجل..ووداعه..
فهتف بضحك عليها..
ـ لمار ياقلبي..مش لايق عليكي دور الخجل ده..
القت حجابها أرضا وهتفت بخبث..
ـ هووف ولا أنا بحبه…ما أنت فاهم بقي..
سحبها من خصرها لتلتصق به..هامسا بضحك..
ـ فاهم أيه بس هااا؟
دفنت وجهها بصدره..أنت فاهم بقي بطل بقي يا مصطفي..
مصطفي بخبث وهو يرفع وجهها..
ـ اممم فاهم أن اتجوزت وقحه..اسرت قلبي بوقاحتها..
هتفت بغنج..
ـ مصطفااااه..
ـ يالهوي عليا..وعلي مصطفااه دي..قولي تاني كده..
ـ أقول..أيه.
ـ مصطفي
ـ مصطفاااه..
ابتلع حديثها بشفتيه..وسكت شهرزاد..
(مش عم بقدر إفهم إحساسي شو عم يعمل كل ما بقرر وقّف عم لاقي حالي مكمل..حالة ضياع إحساسي بدو يرحل ما فيني قل له ارجاع لأني بحبّا)
ـ بشقة نادر..
زعلانه ليه بس ياقلب نادر..
ألما بدموع..
ـ نادر أهلك محضروش الفرح..مش موافقين بيا..ليه عملت كده..هيفضلوا يكرهوني العمر كله..
ـ بس كفايه اني بحبك ياألما..هو دا مش كفاية عندك..
جففت دموعها بظهر يدها..
ـ أنا خايفه تيجي يوم وتقولي انتي السبب في بعد اهلي عني..ساعتها مش هستحمل وجعك يانادر..
ـ ياقلب نادر انتي..أهدي ومضيعيش فرحتنا..محدش راضي بيكي ما طظ..هو أنا أللي هعيش ولا هما..
أنا بحبك أنتي ياألما..انتي سعادتي وفرحتي..اوعي تفكري في حاجه أبدا غير إنك تسعديني..الما أنتي نقطه ضعفي الوحيده..مش ذنبي أني بحبك..ولا ذنبي انك غبيه وعاوزه تضيعي فرحتنا علي فكره..
ضحكت من بين دموعها..
ـ ما انا كمان بحبك علي فكره..
نادر بخبث..
ـ طب ما تثبتيلي كده..
ضربته علي صدره..
ـ سافل أوي..
نادر وهو ينقض عليها…مش مهم اثبتلك أنا.. أنا وأنتي واحد علي فكره..
ـ ناادر..
نادر بغيظ..
ـ بس يابؤرة النكد أنتي..وجلابة المصايب..
همست بغنج وهو يأسرها بمشاعره..
ـ يا ناادر..
ـ يلهوي عليا
(كل شي قرار إلا الحب غصبا عنك ما بياخذ إذنك
بلحظة وحدة بغيرك وبينسّيك حتى إسمك)
علي متن يخت للصديقان..
صديقا البؤس والشقاء..
تعب الاطفال من اللعب واللهو طوال الفرح..وذهبوا بثبات عميق..فتركوهم بعهدة فهد وكيان..
واستغلوا الفرصه وهربوا لهنا..
كل يجلس بجانب….
معاذ بحب وهو يتحسس بطنها..
ـ يارب توأم….
قهقت عليه وهتفت وهي تريح ظهرها علي صدره..
ـ اللي يجيبه ربنا حلو…وبعدين الدكتوره قالت كيس واحد..
معاذ بضحك..
ـ يا ديجا أهو كلها أحلام وأمنيات..يارب توأم..
هتفت خلفه بمرح..
ـ يارب توأم لمعاذ..
ـ يارب
_______
علي الجانب الآخر..
غابا معا بقبلات حاره علي متن اليخت..الي أن ابتعدت عنه تنظر حولها.. بخجل..
ـ أحترم نفسك يامحمد صاحبك يشوفنا..
لم يكترث لترهاتها وهو يسحبها خلفه للغرفه بالأسفل..
شهقت ضاحكه من جنانه..
ـ يامحمد يامجنون..
محمد برغبه..
ـ وحشتيني ياقلب محمد عيالك مبيخلونيش أمسك إيدك حتي..
قهقت من قلبها بسعاده علي جنان اطفالها وغيرتهم عليه هو منها..
ألا أن باتت تغير هي منهم..قبل أن تغيب هي معه بلحظاتهم الخاصه..هامسه بشوق..
ـ وأنت كمان وحشتني أووي علي فكره..
(كل شي قرار إلا (إلا الحب) الحب غصبا عنك ما بياخذ إذنك
(بلحظة وحدة بغيرك…)
ببيت رائد الجديد..
يرمقها بغيظ كل دقيقه..ولا تهتم به…لقد فعلتها الغبية..
وانتقل جده للعيش معهم..
الجد بسعاده..
ـ بيتك حلو جوي ياراائد ياولدي…أني جررت هعيش معاك أهنه علطووول…
رائد بقهر..
ـ دا يوم المني ياجدي.
الجد بمكر..
ـ دا العشم ياقلب جدك..
استدار الجد ليصعد فأشار لها بيده متوعدا لها..فرمقته بلا مبالاه وهي تتأبط ذراع الجد..
ـ يالا ياجدو ياحبيبي اوريك اوضتك..
ـ يالا ياجلب جدك..
وضع رأسه بين كفية..مردفا بغلب..
ـ منك لله يا ميسم يمهل ولا يهمل..
(كل شي قرار إلا الحب غصبا عنك ما بياخذ إذنك
بلحظة وحدة بغيرك وبينسّيك حتى إسمك
كل شي قرار إلا (إلا الحب) الحب غصبا عنك ما بياخذ إذنك
بلحظة وحدة بغيرك…)
أنهت خلود غناءها، وهي تنظر لعينيه..
ـ عجبك صوتي…؟
ـ خلود….
ـ نعم ياقلب خلود..
ـ بحبك..
ـ وأنا كمان بحبك يا مراد..
زفر وهو يعاود أحتضانها بقوه..قبل ان يغرقا معا ببحر من العسل المصفي..
~~~~~~~~
علي اليخت..
معاذ بصياح…
ـ محمد يامحمد..محماااد..
انتفض محمد سريعا من نومه ..
ـ أيه في أيه؟
سولاف بغيظ وهي ترتدي ملابسها..
ـ يافضحتك ياسولاف شكل المركب بتغرق..
ـ يامحمااااااد..
صرخت سولاف عليه..
ـ قوم يامحمد..بسرعه..أنت لسه نايم..
استقام سريعا، وصعد للسطح، وخلفه هي..
محمد بلهفه..
ـ في أيه معاذ..؟ أيه اللي حصل؟
أقترب معاذ منه سريعا وبجانبه خديجة التي تضحك بقوه…
رافعا هاتفه للاعلي..مردفا بضحك..
ـ أضحك يا صاحبي للصوره تطلع حلوه..
محمد بصدمه..يابن ال..
جري محمد خلفه يمينا ويسارا..وسولاف وخديجة يضحكان بقوه عليهم
معاذ بتعب…
ـ أستسلمت خلاص..حرمت..
أقترب منه محمد، وأحكم ذراعه علي عنقه..هاتفا بغيظ..
ـ هادم الملذات أنت..مش كفاية القرود أللي في البيت..الرحمه أنا متهنتش..
ـ أحنا اسفين ياصلاح..بهزر يارمضان مبتهزرش
(بعد ساعه..)
محمد بهمس لمعاذ..تعالي بقي أوريك الصورة الحلوة تتاخد أزاي..؟
معاذ بضحك..أزاي يا ناصح..؟
محمد بخبث غامزا له….
أمسك كده التليفون وأفتح الكاميرا…
معاذ بمكر بعدما فهم عليه..
ـ ماشي….
كانت تستند بذراعيها علي مقدمه اليخت شارده للبعيد..ولم تلحظ ذلك الذي أقترب منها وحاوط خصرها من الخلف..
أنتفضت وأعتدلت لتنظر لوجهه…فلمحت معاذ خلفه بيده الهاتف..
شهقت..وهي تشير عليه..
محمد..اا..
قطع حديثها بقبله طويلة غابت هي معه كالعاده، ألا أن قطعها …هامسا بمكر..
ـ كده الصوره تطلع أحلي..
سولاف بخجل وهي تختبيء بصدرة..
ـ أنت قليل الأدب علي فكره..
محمد بسعاده…
ـ وأنتي مراتي علي فكره بقي..
رفعت رأسها التقت نظراتهم معا قليلا….ألي أن قطعتها هي..وهي تستدير لتنظر للنهر..
ـ تعرف أني لسه مش مصدقه أننا بقينا لبعض، كلمه مراتي منك ليها سحر تاني….بحب أسمعها منك.
همس بأذنها.
ـ يبقي هفضل أقولهالك علطول.. أنتي مراتي يا سولاااف..مراتي..مرات محمد ياقلب محمد
أخفت وجهها بين كفيها وهتفت بخوف..
ـ خايفه أكون بحلم..مش مصدقه أني مراتك بجد..
ـ ولا أنا مصدق.. أنتي كنتي القريبه البعيده.. دعوة دعتها كتير وربنا جبرني وحققهالي.. لو أنتي لسه حلم.. مش مهم حلم..حلم..المهم أن أحنا مع بعض فيه…صح…
ـ صح…
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثالث) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.