رواية رحماك الجزء الثالث – الفصل الثاني عشر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم..
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول إذا نزل به بلاء: “اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك وجميع سخطتك، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(فرحة، ودمعة)
بالبيت الكبير
يفترش الارض، أمام غرفتها محتضنا طفلاها بحنان، كل دقيقه يهمس بأذنهم أنها بخير، ستكون بخير، من اجله وأجلهم..
إنكمشا بأحضانه، خوفاً ورعبا حينما رأوا والدتهم علي حالتها تلك، قدميه خانته فلم يعد بقادر علي البقاء صامدا أكثر، فإفترش الأرض بجانبهم…يحتضنهم بتملك..
يشتم بهم رائحتها، ورائحة صباهم وشبابهم معا..
رؤيتها بهذه الحالة، تدمي قلبه وتعذبه، تشعل الحريق بصدره، يتمني لو يأخذها من العالم أجمع لدنيته..
ولكن تأتي الرياح دوما بما لا تشتهي السفن..
إنتفض من مكانه حينما دلفت فريده للخارج، وأعطت ورقة ما بيده..
ـ كيان..هات العلاج ده بسرعه..لازم أعلقلها محلول عندها هبوط حاد من قلة الأكل….
كيان بلهفه وهو يأكل الدرجات بقدمه….حاضر ثواني..
التفت لتعود للداخل،ولكنه امسك بيدها سريعا، و سألها بلهفه ورجفه بصوته..
ـ فريده سولاف، أنا، ارتجف صوته وأكمل، عاوزه أشوفها
ـ زفرت بحزن علي حال تلك التي بالداخل، وعلي وشك الإنهيار، وحال ذلك العاشق البائس..وأردفت بإبتسامه..
ـ هتبقي كويسه متقلقش، بس هي مأكلتش بقالها كام يوم كويس ودا عملها هبوط حاد..
رمقها بألم..ونظرة رجاء..ان تنفذ رجاء قلبه، وتتركه يدلف لها..، ولكنها سرعان ما دلفت مره أخري للداخل..
وهي تأمره..
ـ محمد خد الولاد نزلهم تحت عند جدك، وطمنه علي سولاف، إنت عارف مبيقدرش يطلع السلم..علي ماتفوق وتنزله بنفسها..
إقترب فهد منه، وأخذ عنه تلك المهمه..رأفة به..
ـ خليك أنت هنا يامحمد، أنت كمان تعبان، أنا هنزل بيهم أنا وأطمن جدي
هز رأسه بآليه..وسرعان ما اردف بقلق..
ـ خلي بالك منهم يافهد عيالك بيضربوهم..
أبتسم فهد بحزن..وتأكد أن كلام جده صحيح، فاقد الشئ يعطيه ببزخ..
ـ متقلقش يامحمد، في عنيا..
قبل محمد الأطفال، وهمس لهم بأذنهم شيئا فطاوعوه بلا شغب..
أقترب من والدته التي تنظر له بألم..وجلس ارضا ووضع رأسه علي قدمها..
ـ قلبي بيوجعني اوي ياأمي، أنا السبب..
ـ ليه بتقول كده؟
ـ عشان انا رميت حمل سنين كله في وشها مره واحده..واكيد مفكره إن هي السبب..
ـ ليه عملت كده يامحمد، كنت أستني تبقي في حضنك وأحكيلها..
ـ عمرها ما هتبقي في حضني، من غير ماتعرف، سولاف دي، مش سولاف بتاعة زمان..
ـ وإنتي حبيت أنهي أكتر يامحمد..
ـ والله لو قلبت قرد، انا شايفها غزال..
أبتسمت والدته ومالت برأسها قبلت رأسه..
ـ عارف يامحمد، علاجكو أنتو الأتنين فين؟
محمد بتهكم..
ـ فين، في الآخره أنا عارف…
ـ لا ياقلب أمك..عند الراوي..
أتسعت عين محمد، وكأنه تناسي الامر..
ـ أمي، أنتي..
ناديه بمكر..غمزت له..
ـ بعد العيد، سباق الفرسان والجمال اللي عامله الراوي والنوارس والغجر، بعد مابقوا كيان واحد..
وانت عارف لازم نكون موجودين، وجدك الصبح قال كلنا هنروح..
محمد بفرحه..
ـ الله عليكي ياامي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد نصف ساعه..
أستسلمت لمرضها، وأخذ المرض منها مبلغه..وتغيرت ملامح وجهها المشعه، ليحل محلها الأصفرار وحاوط السواد عينيها…
عينيها شاخصه في اللاشئ وعقلها يعيد عليها أعترافه وماقذفه بوجهها..
هبطت دمعه أخري من عينيها، لتجاور ذلك الكم الهائل من دموعها التي تسيل بلا توقف..
أقتربت فريده، ومسحت دموعها بيديها…
ـ بتعملي في نفسك ليه كده ياسولاف..ليه مصعبه الأمر علي نفسك..
رمقتها بوجع، وعادت تنظر للاشئ..
زفرت فريدة، وجلست بقربها، ويدها أمتدت لتسير علي شعرها، بترو وحنان..مردفه بأبتسامه حزينه
ـ عارفه ياسولاف وحاسه بيكي، عارفه يعني أيه فراقك عن أكتر حد بتحبيه في الدنيا، وعارفه يعني أيه، تحس أن الدنيا بحالها جايه عليكي… ومفيش أكتر مني هيحس بيكي، مهما شوفتي، مش هتشوفي قد أللي شفته..
الظلم وحش، بس صدقيني، الصابرين علي خير علي رأي الراوي وساليمه..
بس والله هو عمل كده عشان ميظملكيش..إسمعيه ياسولاف، وحسي بيه، محمد كان في حالة، هو نفسه مكنش عارف يساعد نفسه إزاي.. كان تايه وبيخبط في كله ومع كله…
محمد كان…
وضعت يدها علي أذنيها وصرخت بقهر…إسكتي يافريده..كفايه، مش عاوزه أسمع، أنا عرفت كل حاجة…
أنا السبب في اللي حصل..أنا السبب..عاوزه تقوليلي كده انا عارفه لوحدي..أنه لولا أتبرعلي مكنش وصل لكده..
حرام عليكم..كفاية بقي..
أنتفصت فريده، واعتدلت بجلستها..
أهدي، أهدي، يا سولاف..أنتي عرفتي أيه بالظبط.. ومين أللي قالك..؟
انتفض جميع من بالخارج علي صوت صراخها..وبكائها..
واندفعوا يدقون علي باب الغرفه..
كيان…أفتحي يافريده، في أيه..؟
نظرت فريده لشقيقتها التي تقف بزاويه الغرفه تبكي بصمت وكذلك والدتها وزوجة خالتها..
صرخت فريده علي شقيقتها وصوت صرخات، وبكاء سولاف تزداد أكثر..
سلمي..هاتي بسرعه الحقنه أللي في كيس العلاج ده..
هزت سلمي رأسها، واقتربت بأيدي مرتجفه وجذبت الحقنه..
ـــــــــــــــــــــ
هبط سريعا حينما استمع لبكاء مياسين، وصدم بما يحدث إبنة شقيقته سلمي اشتبكت مع مياسين ودفعته، فوقعت وجرحت شفتيها..
محمد بغضب لفهد الذي يقف مصدوما مما يحدث..
ـ هو انا مش أمنتك عليهم، سايب بنتك تضربها، وواقف تتفرج..
فريده أبنة فهد..
ـ لا يابابا متصدقهاش هي اللي ضربتني الاول، واخدت لعبتي..
نظرمحمد لفهد بغيظ..مردفا بغيظ..
ـ بقي مياسين هتضرب فريده اللي اكبر منها..
فهد بسلبيه..
ـ خلاص يامحمد، عيال وبيلعبوا..
محمد بجنون..
ـ بنتك عورتها وتقولي عيال، بدل ماتقولها عيب كده..
فهد بصدمه..لم يتوقع هجوم محمد هكذا..
ـ انت هتحب بنت اختي اكتر مني..
محمد بغضب..
ـ أسترجل يافهد، وبلاش كلامك الدبش ده..وأيه اللي ناقصني عشان محبهاش..اكتر منك..
مياسين وأمها وأخوها..لمحمد وبس..حط تحت كلامي ده ميت خط..
وأللي يمسهم بكلمه، همحيه من علي وش الأرض..
أتسعت عين فهد وهو يري محمد يندفع للحمام، وسرعان ماعاد بعدما نظف فم مياسين وجفف وجهها، وعدل لها من وضع ثيابها وشعرها..
أعاد بنظره لجده الذي يجلس بجواره، المبتسم بفخر لمحمد..
وهمس بأذنه..
ـ أظاهر أنك عندك حق، بس أنت طلعتني وحش ياجدي..
ـ عشان قلبك يطمن يافهد..
ـ بس ذنبها أيه مياسين اتعورت..
ـ معلهش، أبوها هيداويها..نظر لمحمد الذي دلف بهم للخارج..
ـ فعلا ياجدي، عندك حق..
سرعان ماعاد. بعدما أطمأن علي معتز ومياسين، ووضعهم أمانه مع سايس الاسطبل حيث يعشقون المكوث هناك..حتي تسترد والدتهم صحتها..
صدم بصرخاتها، وبكاءها، والجميع مكتفون، بالدق علي باب الغرفه..ليفتح لهم أحدهم..
ازاحهم بغضب..
ـ إوعوا كده..أنتو لسه هتخبطوا..
دفع الباب، وهرول بأتجاهها..كانت شقيقتاه يحاولان معها حتي تهدأ، وتحقنها فريدة بالمهدئ..
أبعد شقيقته، وحاوطها هو بذراعيه بتملك..عينيه تذرف دمع الندم، يؤنب نفسه علي ما أوصلها إليه..ليته لم يخبرها..ياليت..
رفعت وجهها ونظرت له قبل أن تغرق بغيبوبتها الاضطراريه..بعدما حقنتها فريده بالمهدئ
وهمست..له..
ـ أنا السبب..اناا السبب
مد يده، ورفع وجهها لتنظر له..
ـ بصيلي ياسولاف..مش أنتي السبب، أنتي..
قبل أن يكمل…كانت رحلت لعالم آخر..
فريده..بحزن..سيبها يامحمد ترتاح…يالا..هي مش سمعاك
كلو يخرج..يالا.. هي مش هتصحا دلوقت..
ودعها بعينيه وقلبه..ودلف للخارج..بلا كلام..
هبط وجلب طفلاها، وصعد لشقته برفقتهم
قابلته فريده علي الدرج..
ـ واخد العيال فين، هاتوهم يناموا معانا أنهارده..
ـ لا..
ـ ليه يامحمد، هيناموا مع ولاد خالهم
ووجهت كلامها للأطفال.. اوهي تمد يدها لتلتقطهم لذي بدأوا يفهمون بعضا من كلامهم..
وفوجأت بردة فعلهم وبكاءهم، وتمسكهم بمحمد..
ـ ازاح محمد يدها، بتعب.. اوعي يافريده الله لا يسيئك..
صعد وأخذهم بأحضانه، وسرعان ما غفوا من كثره اللعب، أغمض عينيه بحزن.. عليها..ولكن سرعان ما أبتسم..وأغمض عينيه..هو الآخر..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ببيت جاسر..)
جاسر بصدمه، وهو يفتح لنادر الباب..
ـ ياااه عاش من شافك يانادر، أيه اللي فكرك بيا ياراجل..
نادر بغضب مكبوت..
ـ أيه ياعم نسيتنا قولت افتكرك أنا..عامل أيه؟
ـ كويس ادخل، أدخل..
نادر بتأمل..
ـ محدش هنا ولا أيه؟
ـ لا معدش غيري، نسمه أختي بعد جواز أمي، راحت قعدت معاها، وأبويا متجوز ومع مراته ماانت عارف..
ـ ااه، يتني البيت خليلك..
ـ بالظبط..
بعد فتره..
مالك ياجاسر في أيه..؟
قذف جاسر زجاجه العطر بالمرآه مزمجرا بغضب..موجها حديثه لصديقه نادر..
بنت…ال.مبتردش عليا ومش عارف اوصلها..
نفث نادر سيجارته بلامبالاه مصطنعه.
ـ هي مين، ياعم أللي تقدر تقفل في وشك؟
ـ متفكك بقي ياعم من حوارات البنات دي وتتجوز..
.داانت حواليك المزز ياما..يتمنولك الرضا ترضي.. نقيلك واحده بنت حلال، وإتلم..
صرخ جاسر علي ناادر بحده….
أفكني من مين، أنا مفيش واحده تقولي لا..وخلود دي لازم اجيب مناخيرها الارض
نظر له نادر بتمعن..
ـ خلود مين؟
ـ دي حته بت…وأخذ يقصد عليه قصتها، متجاهلا لمار تماما..
نادر بغيظ يداريه بمهاره..
ـ متفكك منها ياجاسر، حرام عليك ياأخي أنت عندك أخت..
مادام ملهاش في الكلام ده..وكفايه أوي اللي عملته صحبتها أللي بتقول عليها دي فيها..ولا أنت حبتها ولا أيه؟
رمقه جاسر بغيظ..
ـ حب إيه وقرف فيه!، أنا عاوزها عشان أذل انفاسها، عشان تبقي تعرف تعلي صوتها عليا اوي وتعملي فيها الشريفه العفيفه..
شرد وتذكر كيف أوقفته خلود وصاحت به حينما رآها لاول
حينما أتي متعللا بمساعده خاله مدرس الكيمياء الذي يعطيهم الدرس، حتي يلتقط من عنده بعض المراهقات..ليبتذهم كالعاده..
وغالبا ما كانوت يقعن له بنظره وكلمه..ولكنه صدم هناك بلمار شقيقة صديقه مراد وعادت شغله الغيظ والإنتقام منه تلوح في الأفق..وبالفعل أستطاع ايقاعها بشباكه..
حاول مع خلود مرارا، ولكن آخر مره غضبت وأرتفع صوتها وهددته بأن تشكيه لخاله..ولسوء الحظ كان اصدقاءه معه بذلك اليوم، لذا اخذها علي كرامته وراهن اصدقاءه عليها
أن تصير من أحدي نساءه..ويذلها ويجعل منها خادمته اللعينه.
(جاسر دكتور صيدلي، شاب عابث..فاسد دللته الاموال وافسدته..)
جز علي أسنانه، وقذف الهاتف علي الاريكه بجوارع ومد يده خطف السيجاره من يد صديقه..
هتروح مني فين…مسيرها تظهر..
نادر بهدوء..هو أنت والبنت دي حصل بينكم حاجه ياجاسر..
ـ حاجة ايه يعني؟
ـ أنت فاهم..أنا اقصد ايه؟
ـ لا طبعا..
ـ أومال بتهددها بأيه؟
ضحك جاسر بعبث وغمز لصديقه..مردفا بخبث..
ـ دي واحده غبيه أصلا..ومبتفكرش..أبدا ياسيدي، طلبت منها صور بلبس البيت، وهي متأخرتش، قومت أنا واخدها ومظبطها بقي ماانت عارفني…استغلالي..
ـ والصور والحاجات دي شايلهم فين ياناصح علي كده..
ـ أشار جاسر علي هاتفه..طبعا كنزي الثمين..
زفر نادر بحزن..أنا نفسي أعرف بتستفاد إيه من أذيه البنات وفضيحتهم..انت عندك أخت ياجاسر حرام عليك
جاسر بغضب..في إيه يانادر، أنت عايشلي فيها دور الشيخ الولي..كل شويه عندك اخت..عندك اخت..وانت مالك ياأخي الله…
رمقه نادر بحزن علي حاله ولملم متعلقاته، بخطه مدروسه وخرج ليذهب..
ـ أنا قولتلك وأنت حر، أنا يابني مش شيخ ولا حاجه، بس حد الله بيني وبين الحرام، أنا عندي ولايا، وأخري معاك سيجارتين..
عن إذنك..وربنا يهديك..
زفر جاسر وأقترب بلهفة منه..
ـ نادر انت ياعم أنت زعلت ولا أيه؟استني بس..
جذبه جاسر من ذراعه..
ـ استني ياعم احنا لسه مقعدناش، سيبك انت من السيره دي خالص، تعالي نقعد..
وقعت عين نادر علي هاتف جاسر الذي قذفه..فجلس مره أخري ولكن بجانبه..
نادر بخبث..
ـ طيب بما أننا قاعدين ماتقوم ترصلنا حجرين..
جاسر بحماس..اشطا هو دا الكلام..
هبط جاسر للاسفل، وأمسك نادر هاتفه بسرعه، وبدون تردد ضغط علي ذر إعادة ضبط الهاتف ومسح ماعليه تماما..
دقائق وانتهي الامر، أبتسم بإنتصار وهو يقذفه بكوب الماء بجواره..
ـ وبكده وريني بقي، هتقدر تفضح بنات الناس إزاي ياسي جاسر..
بصق بجانبه قرفا، وهبط للأسفل..وهو يمثل أنه يتحدث بالهاتف…
جاسر بتساؤل..في ايه يانادر رايح فين مش هتسهر معايا ولا إيه، دا حتي جايلي مزه..أيه اخر حلاوه..
نادر بقرف حاول اخفاءه..
ـ لا ياسيدي أمي تعبت، ورايح اجبلها الدوا..وأنت عارف مليش في النجاسه، سهره سعيده..
رجل نادر سريعا..متجهها لعربه ما بجانب الطريق..
ـ اطلع يازفت بسرعه حاسس أني عاوز ارجع..
ـ عملت إيه طمني؟ جبت التليفون؟
نادر بتنهيده..قولتلك مش هينفع، عشان ميشكش فيا.. بس عملت حاجه تانيه..
مصطفي بلهفه..عملت ايه؟
ـ أهدي ياعم عليا، هقولك أهو..وقص عليه ماحدث..
بقلق..طب افرض أن معاه نسخ تانيه، يبقي أحنا استفادنا ايه؟
نادر بتهكم..
ـ يابني جاسر ده أغبي شخص ممكن تقابله في الدنيا..ولا متقلقش ممعهوش غيره..وحتي لو معاه..هو أساسا مش هيطلع عليه صبح حر..
ـ أزاي بس، اوعي تكون…
ـ لا مش أللي في دماغك.. انا هبلغ عنه..
وأناطالع لمحت واحده دخلاله.. وزمانه انت عارف بقي..
مراد بصدمه.. أنت أتجننت مش هينفع طبعا..أنا عاوز الم الدور مش أنيله..وبعدين مفكرتش ان تكون أللي داخله دي مجبره هي كمان..وبيستغلها..
ـ تصدق عندك حق..طب أيه.. أهدي بقي ومتقلقش..وأنسي جاسر خالص من دماغك..محدش هيقدر يهدد أختك تاني..
وبعدين لو قربلها، أحنا هننسفه نسف..
ـ يارب يانادر، أنا مش عاوزها، تفضل عايشه في خوف وندم..من الماضي..
الماضي أنا محيته..المستقبل بقي لمصطفي، هو يبنيه معاها براحته….
ـ ربنا يكرمك ياصاحبي، أنا لو كنت أعرف من البدايه، مكناش وصلنا لكده، بس قدر الله وماشاء فعل، وان شاء الله تفوق علي كده..وتتعلم الدرس..بس أقعد معاها وفهمها..
ـ يارب..
ـ بس قولي هو مصطفي يعرف، حكيتله..؟
ـ لا طبعا احكيله أيه، انا حكيتله علي موضوع خلود وخلاص، وأللي حصل، مهما حصل دي أختي وسمعتها، ولو هي أيه، مينفعش افضحها..
ـ طول عمرك شهم يامراد..وأحسن حاجه عملتها انك هتبعدها عن البيئه دي كلها..ومصطفي بيحبها من زمان وهيصونها متقلقش..
أشاح مراد وجهه، ونظر للخارج بشرود..
شاردا في تلك الخجوله الهادئه..تخطر علي باله ليلا ونهارا..وبكل الاوقات..
إنتفض علي يد صديقه..أنت يابني روحت فين؟
أوعي تكون بتفكر في خلود..أنت كمان..
جز مراد علي أسنانه حينما فطن لمن يفكر بها، هو الاخر وأكمل..
ـ مش عارف اشيلها من دماغي يانادر هتجنن..وحاسس إني باللي بعمله ده بظلمها هي، وبضيع حقها..بروح اطمن عليها كل يومين، وكل مابص في وشها بحس اني مذنب..أنا قررت اعترفلها بكل حاجه..أنت عارفني مش هقدر انفذ أللي اتفقت عليه مع معاذ، أنا حاسس بالذنب..
ـ يبقي انت فعلا حبيتها يامراد..
ـ مش عارف..إحساس غريب أول مره احسه..بس علطول عاوز اشوفها، ونفسي اتكلم معاها كتير
عارف إحساس إنك تدخل مكان وتحس إنك منتمي ليه، تحس أنك مرتاح..ومبسوط..هو دا..؟
ـ دي بدايه اللعنه ياصاحبي..دا الحب يامراد..
ـ تفتكر دا حب، ولا شعور بالذنب، ولا أعجاب أنا محتار، والمفروض هتقدملها بعد جواز لمار، زي ما أتفقت مع معاذ..
ـ أنت بجد مقتنع بأللي هتعمله ده، دا إسمه غش يامراد..لازم تصارحها..فكر كده لو هي عرفت، ومسيرها تعرف أن أنت اخو البنت اللي كانت هتدمر حياتها..
ـ طب أعمل أيه، مفيش طريقه أقدر احميها بيها من جاسر الزفت ده، ألا جوازي منها، أنا فكره أن حد يقربلها بتجنني..
ـ طب خلينا نفكر بهدوء..أنت دلوقت، لو اعترفتلها بالحقيقة عمرها ماهتسامحك، ولو انطبقت السما عالارض مش هترضي بيك..ولا هتتجوزك..
ـ أنت بطمني يعني؟
ـ لا أنا بفكر معاك..ومفيش قدامك غير حل واحد؟
ـ أيه هو؟
ـ أبوها؟
ـ ماله؟
ـ أشركه في الحوار، وأحكيله يامراد، أحنا رجاله، وعندنا ولايا، وأللي منرضهوش علي ولايانا، منرضهوش لبنات الناس، روح لعمك رضوان، واحكيله وقوله الموضوع كل حاجه من اولها..وسيبه يختار بنفسه الصالح لبنته.
ـ ولو رفض؟
ـ وأنت شاري؟
ـ أنا أبيع الدنيا واشتريها..
ـ يبقي تتقدملها تاني،وثالث، ورابع..
ـ ااه لحد ما الراجل يزهق..
ـ لا لحد مايجوزهالك ياغشيم..يالا ياغبي، يالا..هفضل افهم فيك لحد امتا..؟
مراد بإبتسامه، ياأخي دا انت فصيل..
ـ يااكش يطمر بس..
ـ ربنا يخليك ليا يانادر..مش عارف أشكرك إزاي؟
ـ بس يالا أنت نسيت أننا اخوات، وراضعين علي بعض…أنت أخويا يامراد، وأللي يرشك بالمايه، أرشه بالنار..
(مراد ونادر، وجاسر..أبناء لمنطقه واحده، مراد ونادر كانوا يسكنون في مبني واحد، وجاسر زميل لهم بنفس المدرسه، ولكنهم كانوا يسكنون بمنطقه ابعد قليلا، ولطالما غار جاسر من مراد، لطالما تنافسوا علي مستواهم الدراسي..و افترقا بالجامعه، وذهب كل بطريق..ولكن بقي الحقد بداخل قلب جاسر، وحينما رأي شقيقته بسنتر خاله، صدم وقرر الانتقام لنفسه منها ومن أخيها..)
ــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم التالي..
بمنزل مراد..
تبكي بحرقه علي ماصابها، تتهرب منه بكل السبل..تضغط علي الهاتف الذي جلبه لها، حتي تكتم صوته..
كل نصف ساعه يتصل بها، مره تجيت ومرات عده لا.
فيبعث لها برساله..تهديد..
والآن من المفترض أنهم بالطريق هو وعائلته لكتب كتابه عليها.
إلي هنا وعادت تبكي بقوه..
فتحت كريمه الباب بغته، وصدمت من هيئتها..
اقتربت منها وأخذتها بأحضانها، الاسبوعان الماضيان، اقتربا كثيرا من بعضهن، لمار طفله متمرده وفقط، ليست شريرة لتلك الدرجه..
شعرت كريمه، بأنها لا تختلف عنها، الفرق فقط أنها دوما مستسلمه، أما لمار عنيده متمرده..
ـ ششش أهدي، مش أحنا اتفقنا نفتح صفحه جديده يالمار، واهو مراد طمنك أن الوسخ ده خلاص صفحه واتقفلت من حياتنا..نبدأ بقي بدايه صح..
جففت وجهها بيدها كالاطفال..وعبست بشفتيها..
ـ بداية أيه اللي هبدأها صح مع مصطفي، بقولك بخاف، بترعب منه..
كريمه بأنتباه..ألا قوليلي يا لمار اشمعناا مصطفي اللي بتخافي منه أوي كده..
شردت في الماضي، كانت طفله صغيره، بعمر الرابعه عشر حينما كان يأتي هو شابا بالجامعه مع مراد، كانت دوما متحرره وتخرج عليهم بلباس كاشف لا يستر،و كان دوما يرمقها بشرار ووعيد، فتدلف سريعا للداخل، كانت تلقبه بالشيطان، وبيوم ما التقطها تلعب مع أولاد الجيران، بالشارع وبنفس ذات اللبس..
انتظر صعودها وجلبها من ذراعها ليختبا بها أسفل الدرج ببنايتهم..صارخا عليها أنه أن رآها مرة أخري ترتدي هكذا ثياب وتلعب مع الأولاد، سيقص لها شعرها، ويذبحها بيديه ذبحا.
ومن يومها وهي ترتعش أن رأته، وبإعتقادها أنه قاتلها..
قصت علي كريمه ما يخيفها فصدمت كريمه، وضحكت بأعلي صوتها..
نظرت لها لمار بسخط مردفه بغضب..
ـ بتضحكي ليه بقي ان شاءالله..
هدأت كريمه ومسحت علي شعرها بحنان..
ـ عشان غبيه يالمار ومش شايفه قدامك..
ـ تقصدي أيه؟
ـ أقصد أن الايام هتثبتلك، أد أيه أنتي ظلمتي نفسك بنفسك، أفتحي قلبك وعقلك..وانتي تعرفي مين عدوك ومين حبيبك..
ـ بس انا بحب جاسر..
رمقتها كريمه بإستنكار..
ـ جاسر اللي كان عاوز يفضحك..اللي مصنش العيش والملح اللي كله في بيتكم..وخان ثقتنا فيه..
مراد لو مش خايف علي سمعتك كان قتله يالمار..عارفه يعني أيه؟
بصي قدامك ومتبصيش لورا تاني؟
ويالا عشان تجهزي زمانهم علي وصول، يالا ياعروسه..
ـــــــــــــــــــــــ
ببيت رضوان..
أخيرا الفرحه غزت البيت، ورغم أن العروس مازالت مجبره ألا أن معااذ صمم علي كتب الكتاب، وأيدته زينب وبشده..
انتهي المأذون من عقد القرآن..
وأنطلقت الزغاريط، من زينب وأيمان..
زينب لخديجه..ألف ألف مبروك ياقلب أمك..أخيرا هفرح بيكي..عقبالك ياخلود يارب..
اقتربت أيمان من معاذ، وغمرته بأحضانها..
ـ ألف الف مبروك ياقلب خالتك، كنت بدعيلك ليل مع نهار يرتاح بالك وفكرك..
قبل يدها بإمتنان..
ـ ربنا يخليكي ليا ياخالتي، لو فضلت عمري كله أشكرك علي حنيتك اللي طول عمرنا محرومين منها، وأنتي رغم كل السيئات أللي عملتها فيكي أمي، مبخلتيش بيها علينا، مش هوفيكي حقك..
ـ بس ياواد أنت أهبل، دا انت ابني وروحي ومتتخيرش عن عيسي..وربنا الأعلم..
معاذ بغيظ..يعني حبكت البطيخه بتاعتكم تولد الاسبوع ده..
قهقت أيمان عليه..
ـ الله هو بإيدها يامعاذ، اخص عليك..وبعدين دا الواد شبهك الخالق الناطق..
معاذ بمكر..
طب والبت..
لكذته خالته بحده..
ـ شبهي ياروح أمك..دا انا كنت أطردهم من البيت..دا طلعت عين أهلي، علي ما ولدت..
انفجر الجميع بالضحك عليهم ألا رضوان الذي يجلس شاردا..
أقترب منه حسين..مردفا بقلق..
ـ مالك يارضوان، مش فرحان ليه، وشايل الهم كده؟
نظر له رضوان بإنتباه، مردفا بهم..
ـ مفيش ياأبو معاذ، متشغلش بالك، وبعدين هو أنا في دي الساعه لما أسلم بنتي لمعاذ..
حسين بهدوء..
ـ مالك يارضوان، هو أنا يعني مش عارفك، عمال تبص لخلود وحزين ليه، أحكيلي ياراجل يا عجوز، يمكن تلاقي عندي الحل..
نظر رضوان له قليلا..وهم بالوقوف..مردفا بصوت مرتفع..
ـ طب نسيب العرسان مع بعضيهم شويه، وأنا هاخد الحاج حسين ونقعد عالقهوه تحت..
فهم حسين عليه وأيده، وهبطا للاسفل..معا
ـــــــــــــــــــــــــــ
ببيت مراد..
انتهي الماذون مرددا
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير..
انتهي الماذون، ورحل ورحل معه، عائلة مصطفي، بعد وقت ليس بقليل..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقترب مصطفي من مراد ولكذه بجانبه..
ـ أيه يامصطفي بتزوغني في جنبي ليه..؟
مصطفي بغيظ..ومن بين أسنانه..
ـ يابن ال..
ولكنه كتم غيظه وهمس له..
ـ جرا ايه يامراد هو أنت مش هتقولي خد مراتك واخرجوا، زي مابيحصل ولا ايه؟
مراد بإستنكار..
ـ لا طبعا..
ـ نعم ياأخويا..لا ليه.؟
ـ هو كده أن كان عجبك، كلها أيام، وتبقي في بيتك أهمد بقي
مصطفي بغيظ..
ـ طب عاوز أقعد معاها لوحدنا، أيه بقي أظن من حقي بقي..
مراد بإمتعاض..
ـ وهي أساسا طيقاك..عشان تقعد معاها..
زفر مصطفي بغيظ..مردفا بتهديد..
ـ قسما عظما يامراد لو مخلتني اتنيل أقعد معاها براحتي..لأكون منادي علي خالتك، وقايلها أننا الصبح كنا بشهد علي جواز بنتها من المحروس عمرو..
كتم مراد فم مصطفي سريعا..
ـ الله يخربيتك يامصطفي، أنت أتجننت، أنت عاوز تقوم الحرب علينا…
أبعد مصطفي يده عنه بحده، وأكمل..
ـ لا ولو عرفت أن السواق مش هيوديها عند خديجه، دا رايح عند عمتها منيره، تشوف عمرو..شوف بقي.
مراد بصدمه..
ـ اسكت، اسكت الله يحرقك..
مراد بلهفه…
ياخالتي ياخالتي..
نادي لمار تقعد مع عريسها..
ـ حاضر..
ـ ايوا كده ناس مبتجيش غير بالصك علي دماغها..
ما كان من الاول، ماكله بيتجوز أهو وحلو..جت علي قرمط يعني..
مراد بغيظ..
ـ دا أنت بلاء يااخي..الله يعينها أختي عليك..
مصطفي بسماجه..
ـ ملكش فيه، خليك في حالك..أختك دي حبيبتك..هتعيش في الجنه..
دخلت لمار بعدما غيرت ملابسها، وهبطت بملابس بيتيه ووجه خالي تماما من أي زينه، عكس ما كانت علبه منذ قليل..
جذب مراد شقيقته لتجلس بجانبه..
ـ تعالي ياقلب اخوكي اقعدي هنا..
وانت أقعد واقف ليه..
نظر له مصطفي بصدمه..نعم يااخويا أنت هتقعد معانا كمان..
ـ وفيه أيه، الله ماتقعد شوف عاوز تقول للمار أيه؟..
نظر له مصطفي بغيظ، وهتف بحده من تحت أسنانه..
ـ مراااااد..
اشاح مراد وجهه عنه، واعطاه لشقيقته التي ترتجف يديها ووقعت عينه بعينها تتوسله أن لا يتركها..
مسح علي وجهها بيده بحنان..وجذبها لصدره..
جن جنون مصطفي، وصاح علي سعاد..
يااخالتي..
انتفض مراد وخرج سريعا..بلا كلام..همت أن ترحل خلفه ألا يديه جذبتها سريعا لتلتصق به..
ـ رايحه فينن يازوجتي العزيزه..
ـ هااا..
ـ اقفلي بوقك ده..
ـ انتبه لرجفتها..
ـ ششش أهدي، أهدي، أنتي خايفه مني يالمار.
ـ هزت رأسها سريعا بالنفي..
ـ سيبني أطلع..عاوزه أنام..
ـ هو أنا قلتلك أنك كنتي زي القمر أنهارده..
هزت رأسها بالنفي..
فأكمل..بخبث وهو يرمقها من الاعلي للاسفل بوقاحه..
ـ ودلوقت أجمل بصراحه..
شهقت بخجل، وأرتجفت يدها..
تألم لخوفها منه..وترك يدها..
طب أهدي أنا بعدت أهو.. ولكن مجرد ما تركها
أطلقت العنان لقدميها لتهرب من أمامه..
قهقه عليها، وبسرعه عاود جذبها من ذراعها ، فإرتطمت بصدره..
ـ رايحه فين، أنا قلتلك اطلعي..
من هنا ورايح مفيش حركه الا بأذني، ولا فيه مرواح في حته الا معايا فاهمه..
ـ حاضر حاضر..
لف ذراعه حول خصرها وقربها منه..فأرتجفت بين ذراعيه
أشفق عليها وأقترب مقبلا جبينها بترو وحنان..
ـ شششش متخافيش، أنا بس حبيت اقولك مبروك ياعروستي..
ابعدها بهدوء..ورحل بلا كلام..حتي لم ينظر لها..
زفرت لمار..بعد رحيله..مردفه بغيظ..
ـ كتك عرسه يامصطفي، لا بس أنا لازم اقوي كده..مش لازم افضل خايفه منه..لازم أرجع لمار القديمه..
ـ ماشي يامصطفي..ماشي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ببيت منيره)
تركتهم منيره وأغلقت الباب..
فاقترب عمرو سريعا وأنتشلها من علي الارض معانقا أياها بحرارة..
ـ أخيرا ياكريمه..
حاوطت بجرأه عنقه، ودفنت وجهه به..
ـ اخيرااا…ياقلب كريمه..
قهقه ودار بها..بصيلي ياكوكو..
نظرت لوجهه..فالتهم شفتيها سريعا..
كريمه بخجل..وهي تستند جبينها علي جبينه..
نزلني ياعمرو يخربيتك عمتي تشوفنا..تبقي ليله طين..
ـ وإيه يعني أما تشوفنا، راجل ومراته….!
ـ عمرو نزلني عيب، عمتي هتعمل مننا بوفتيك..
انزلها عمرو، وهو يحك رأسه.
ـ في دي عندك حق..دا أنا من يوم ماقعدت هنا.. وأنا مهري شباشب وشتيمه، خزان مرمطه عمتك دي..
ـ عمتو دي ملهاش حل..
عمرو بحزن..بس وحيده منه لله ابنها سابها وسافر مسألش عنها..متجوز وعايش حياته وسايبها هنا..ولولا معاش جوزها الله يرحمها كانت شحتت
كريمه بتفكير..
ـ بقولك ياعمرو أنت جيشك هنا، وانا كمان صعب أعيش حياتي كلها بالبلد.
فأيه رأيك لو استأذنا عمتو، واخدنا منها شقتها اللي فوق دي..وفضلنا هنا ونبقي ننزل البلد كلنا في الاجازات..واهو ناخد بحسها..
ـ طب وأبويا وأمي..أكيد هيزعلو ياكريمه..
دفعت عمته بلهفه الباب..مردفه بفرحه عارمه..
ـ ملكوش دعوه بيهم أنا هقنعهم، بس والنبي ياعمرو خليك معايا أنت وكريمه، أنا خايفه أموت لوحدي..متسبونيش..
شهقا الاثنان بنفس واحد، ونظرا لبعضهم البعض..
وبصوت واحد..
ـ انتي بتتسنطي علينا..؟!
هبطت منيره وجلبت حذاءها ونزلت عليهم الاثنين..
ـ أومال عاوزيني اسيبكم، تحضنوا بعض يا أوساخ وتحبوا في بعض، وأنا قاعده..تعالوا هنا.
عمرو بصدمه..يلهوووي..أجري ياكريمه..
حرام عليكي يامنيره..دا أنتي قطعتي خلفي منك لله..
منيره بحده..لا هو أنت كنت عاوزني اسيبك لما تخلف كمان ياوسخ..
كريمه بحسره..هو أنا مكتوب عليا الضرب، أسيب أمي أمي هنا انضرب..حرام عليكي ياعمتو..
قذفت منيره جسدها الثقيل عليهم…
ـ أبدا والله ما أسيبكم ألا لما توافقوا تقعدو معايا..
عمرو بتعب..موافق يامنيره..موافق بس قومي من عليه هفطس، وهخرج من الدنيا قبل ما أخشها
ـ قول جد ياواد ياعمرو..
ـ جد ياعمتي، منك لله ياكريمه، يعني حبكت تتنيلي تقوليلي دلوقت..
اطلقت منيره زرغوطه مرتفعه..
ـ يافرحة قلبك يامنيره.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت رضوان.
اقترب معاذ من خديجه..وبلا مقدمات قبلها من خدها..فشهقت ووضعت يدها علي خدها بصدمه..
ـ ااه ياسافل..همت أن تبتعد فلم تسعفها قدمها المجبره..
قهقه عليها وجذبها من خصرها لتلتصق به..
مردفا بخبث..
ـ رايحه فين، دا انا قتيلك الليله..؟
همست بصدمه وعينها علي الباب المغلق..
ـ معاذ أنت أتجننت الله يخربيتك أوعي كده..
اقترب بوجهه من وجهها وهمس امام شفتيها بخبث..
ـ اخرسي بقي، هتفضحينا وننقفش، وأنا هموت وننقفش، عشان أصلح غلطي وأخدك وأمشي..
شهقت بخجل.. اه يا..
بلهفه التقط شفتيها بخاصته..
حاولت التخلص منه، ولا جدوي، فاستسلمت لعبثه بها..
أبتعد عنها لاعقا شفتيه بلسانه مردفا بخبث..
ـ احلي فرولايه دي ولا إيه..
ـ يا سافل..
ـ عيونه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
علي القهوه.
حسين بصدمه..
ـ وانت مستني إيه؟طبعا توافق
ـ انت شايف كده…؟
ـ ملهاش حل غير كده ياراجل يا طيب..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت دياب..
مالك يارائد في إيه؟ملهوف ليه كده..
إنت بتلبس ورايح فين، دلوقت..؟
ـ هطلع الجبل..
إتسعت عينيها وأردفت بصدمه..
ـ إنت إتجننت، جبل إيه، ولمين؟
إرتدي ثيابه..ونظر لها..
ـ إلبسي أنتي كمان بسرعه، هوديكي بيت سولاف، لحد ما إرجع، مش هقدر اطمن عليكي ألا هناك..
هزت رأسها بالرفض..
ـ أنا مش متحركه من هنا، ألا لما اعرف فيه إيه؟
رفع رأسها ووالتهم شفتيها بقبله مجنونه..ذابت بها إلا ان ابتعد، مردفا بعشق…
ـ بتثقي فيا..؟
ـ طبعا..بس متضحكش عليا بالله عليك..أنا خايفه..
ـ أوعدك أول ماارجع احكيلك كل حاجه، بس دلوقت مش هينفع، متأخر، وأنا بقالي زمن مستني الفرصه دي..
يالا عشان الحاج راشد وكيان مستنيني..أوصلك ونتكل إحنا..
ـ الحاج راشد طالع معاك..الجبل بنفسه..
ـ ايوا، اطمني بقي..وألبسي بسرعه..
ـ حاضر..
ـــــــــــــــــــــــــــ
بالبيت الكبير..
تستند بذراعيها علي سور الشرفه، تنظر له ولاطفالها بجانبه بشرود…
وتسيل دموعها بصمت..الدنيا تدور بها، والشعور بالذنب يقتلها..لولا تبرعه لها لما أضحي عقيما ولا أصيب بكل ما جري..ياليتهم تركوها لترحل تلك الليله من العالم أجمع
صوتا حنونا من خلفها هو من أفاقها من شرودها..
ـ مش أنتي السبب في عقمه، ولا أنتي السبب بالفشل الكلوي..يا سولاف..
أنتفضت ونظرت لها بصدمه..
ـ إزاي؟إنتي بتقولي إيه؟
ـ هقولك..؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمعه وبسمه..
حياتنا مابينهم منقسمه..
تيجي دمعه تبوظ ملامحنا، وفجأه من وسط دموعنا تطلع أيد تمسحها..
نبتسم، بسمه من جمالها تزين ملامحنا..
قولوا للي أخترع جمال الشكل والمنظر..
في شكل تاني للجمال، أعمق ودايم..
جمال البسمه والطله..
في ناس بضحكه منهم تأثرك..
وفي ناس دموعها وحزنها تكهربك،
وترجع في لحظه زي الطفل تغرقك..
ياللي شايف بسمتك دايما حزينه.
جرب تلونها كده بأحمر شفايف😉.
وعجبي…
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثالث) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.