رواية الإعصار الفصل الرابع والثلاثون 34 – بقلم زينب محروس

رواية الإعصار – الفصل الرابع والثلاثون

 

رائد حك جبينه بعصبية و قلق و بعدين سأل عبير بإهتمام: مفيش حاجة لفتت نظرك فى المقنعين دول؟

عبير افتكرت مشهد الاختطاف اللى فى عز النهار و فى نفس السوق فقالت: القناع القماشى الأسود المغطى وشهم موجود فيه علامة مثلث أزرق بين منطقة الحواجب.
عمر و رائد افتكروا المقنعين اللى هجموا على عليا قبل كدا، لما كانت هى و فهد فى عمارة المعادى قبل ما تقرر تتجوز رائد اللى افتكر كمان حديثهم امبارح لما كانت بتحكيله عن نفسها و ذكرت أمر المقنعين دول و أنهم تبع عيلة سمير اللى بيدوروا عليها و عايزين يقتلوها عشان خرجت عن طوعهم.

رائد خرج من البيت بسرعة من غير ما ينطق بحرف زيادة، ساق عربيته و اتصل بخالد و أول ما الخط اتفتح رائد قال بسرعة: معاك عشر دقايق تعرف فيهم عنوان سمير النواردى و تبعته فى رسالة بسرعة.

بعد شوية وقت كان رائد بيرن جرس الباب الداخلى لڤيلا النواردى، دادة سميحة فتحت الباب و قبل ما تسأل هو مين هو دخل و هو بينده على سمير بعصبية، سمير كان نازل ع السلم و خرج مختار النواردى و من وراه نسوان العيلة و من ضمنهم خلود اللى شايلة ابنها على دراعها، رائد جرى على سمير و ضربه بوكس وقعه ع الأرض، و بعدين وقفه. مسكه من تلابيب قميصه و سأله بغضب: عليا فين؟ ودتها فين؟

خلود ردت بتهكم: عليا مين و زفت مين اللى بتسأل عنها، احنا منعرفش عنها حاجة.
رائد بصلها بطرف عينه بقرف و رجع سأل سمير و هو بيرجه: انطق يا سمير بقولك ودتها فين؟

سمير بصدق: انا و الله معرفش عنها حاجة، هى مش كانت معاك و مع عيلتها؟

مختار ادخل و شال ايد رائد عن ابنه و قال: احترم نفسك يا أستاذ و احترم البيت اللى انت فيه، احنا اش عرفنا هى فين! روح دور عليها بعيد عننا بطلوا ترموا بلاويكم ع الناس.

سمير حط أيده مكان رائد ما ضربه و بعدين كلم رائد باهتمام و قال: هى بجد عليا مش معاك؟؟
رائد بزعيق: امال يعنى جاى اهزر معاك! عليا اتخطفت و اللى خطفوها يبقوا رجالتكم بأمارة المثلث الأزرق.
سمير بص لأبوه بشك و قبل ما يتكلم مختار نده على رجلته و أجبرهم يطلعوا رائد برا حدود الڤيلا، ركب عربيته و هو متعصب و على أخره، ضرب دركسيون العربية بغضب و هو بيقول: هما مش عارفين بيلعبوا مع مين، لو لمسوا منك شعرة بس هدفعهم التمن غالى أوى.
بينما هو قاعد محتار و مش عارف هيعمل ايه لقى ورقة مكرمشة اتحدفت ع الكرسى اللى جنبه، شال الورقة باستغراب و بص من الشباك لبرا العربية، فشاف سميحة داخلة الڤيلا و بتتلفت و بتبصله ففهم إنها اللى حدفت الورقة، فتح الورقة بسرعة لقى مكتوب فيها “مدام عليا موجودة فى مخزن الأحذية و دا العنوان ******” رائد طوى الورقة تانى و اتجه للعنوان.

أخيراً قدر يوصل للمكان، كان واضح أنه حى سكنى قديم و خالى من السكان بسبب المبانى اللى مايلة للسقوط، دور على حد يدله على المخزن لكن مع الأسف مفيش مخلوق يوحد ربنا، استعان بفونه و بعت ل عمر رسالة بعنوان المكان و اتحرك هو يدور ع مخزن الأحذية، مخدش منه الموضوع وقت عشان يلاقيه لف حوالين المخزن بحذر عشان يشوف لو فى حرس موجودين، بس مكنش فى حد و دا شجعه يقرب لواحد من شبابيك المخزن، كانت حالة الشباك متسمحش أنه يتكسر، رائد حاول يشوف حاجة من فتاحات الشباك الخشبية فلمح عليا متعلقة فى نص المخزن و من الواضح إن مفيش حد معاها عشان يمنعها تهرب، اتحرك بسرعة للباب الرئيسى اللى كان عبارة عن باب كبير من الصاج صعب يتكسر، رجع تانى لعند الشباك و حاول يزقه جامد لعل و عسى أنه يتفتح، لكنه فشل فى فتح فتحرك بعيد عن المخزن بشوية و هو بيدور على عصاية حتى تساعده فى فتح الشباك.
أخيراً قدر يلاقى غابة صغيرة على الأرض اخده و جرى علطول يفتح بيها الشباك، دخلها من بين فتحة بين خشب الشيش و حاول يرفع الشنكل عشان يقدر يفتح الشباك، بعد محاولات كتير قدر أنه يرفع الشنكل، من توتره كان بيزق دُلَف الشباك لجوا المخزن بدل ما يشدها نحيتها لبرا، أدرك أخيراً أنه بيحاول يفتحه فى الاتجاه الغلط فصحح الاتجاه و قدر يفتح الشباك، رمى الغابة ع الأرض و دخل دماغه من الشباك عشان يتأكد إن مفيش حد قبل ما يرفع نفسه و يتجاوز فتحة الشباك.

لما دخل لعليا كانت مبروطة من دراعتها بحبل و فى حبل من دماغها و الاتنين متوصلين بدلو فوق دماغها بمسافة بسيطة، و كان واضح عليها إنها متخدرة لأن عيونها كانت بتقّفل و بتعيط فى نفس الوقت لكنها كانت بتحاول على قد ما تقدر إنها متنامش لأنها لو نامت رأسها هترخى فالدلو هيتكب فوقها، و كان بؤها عليه لازقة تمنعها من الكلام رائد لما شافها أول حاجة فكر فيها إنه يفك الازقة و بالفعل نظراً لانها كانت مرفوعة عن مستوى الأرض فاستعان بصندوق خشبى وقف عليه، بينما عليا فكرت إنه هيفك الحبل فغمضت عيونها جامد بخوف.

رائد شال اللازقة بشويش عشان ميوجعهاش و لا يحرك وشها، أخدت ثوانى على ما استوعبت إنها مازالت بخير، فتحت عيونها و بصت لرائد بخوف فهو ابتسم رغم خوفه عليها و قال: متخافيش انا هنا و محدش هيقدر يئذيكى.
اتكلمت بهدوء و هى بتحرك بؤبؤ عيونها لفوق ببطء: مش هتعرف تفكنى، لأن الأحبال دى لو رخت الدلو دا هيتكب عليا و كمان هما مخدرنى.
رائد سألها بترقب: هو فيه ايه؟
عليا بخوف: حمض الكبريتيك.
رائد اتنهد بحيرة و هو بيفكر المفروض يعمل، لو هو فكها الحمض هيتكب عليها يحرقها، و لو سابها هى مش هتقدر تقاوم مفعول المخدر اكتر من كدا و دماغها هترخى فبردو هيتكب عليها، حرك عيونه فى المكان و هو بيدور على حاجة معينة بعد ما قرر هينقذها ازاى.
جاب عدد من الصناديق و حطهم جنب بعض تحت عليا و جاب كراتين و فردهم على الصناديق الخشبية و بعد ما عمل كام طبقة من الكراتين كانت ملامسة لمشط رجل عليا من تحت بحيث تحميها لو وقعت بعد ما يفكها، حط صندوقين فوق بعض و طلع عليهم بحيث يعرف يفكها، بصلها بحب و قال عشان يطمنها: مش هيحصلك حاجة، أنا هنا عشانك.

مسك الدلو و بدأ يفك الحبل اللى كان مربوط جامد، و فى نفس الوقت كان بيلاغيها لأنها كانت خلاص مش قادرة تقاوم اكتر من كدا، فك الحبل اللى حوالين راسها و بدأ يفك إيدها المربوطة بتركيز و بطل يكلمها و هى كانت خلاص الرؤية قدمها بدأت تلغوش، إيدها الاتنين اتفكوا و هو مازال ماسك الدلو، مسك راسها و هى حاسة بصداع كانت بتتحرك بدون توازن، و أخيراً غابت عن الوعى فوقعت على أخر مفرش الكراتين اللى رائد عامله فكانت بعيدة عن أى أذى مصدره الدلو، رائد حاول يفك رباط الدلو نفسه عشان ينزله من غير ميتكبش بس كان بعيد عن إيده فحاول يحرك رجله شوية عشان يطول ف بالغلط وقف على طرف الصندوق، ف الصندوق اتقلب و رائد وقع و الحمض اتكب على رجله من عند العضلة التوأمية فصرخ بألم و مسك رجله بوجع و هو بيبص على عليا عشان يتأكد إنها بخير و محصلهاش حاجة.

حاول يقف على رجله رغم كل الوجع اللى حاسس بيه، قرب منها و قومها و هو ساندها على كتفه و اتحرك نحية الشباك عشان يخرجوا منه، لكن قبل ما دا يحصل الباب اتفتح و دخل منه مختار و معاه رجالة كتير مُسلحين و قال بسخرية: لسه بدرى يا رائد بيه!
رائد بص لعليا اللى نايمة على كتفه و قال: خلينا نمشى من هنا، أنت كدا بتلعب بالنار.
مختار ضحك باستفزاز و قال: ما أنا عشان عارف أنا بلعب مع مين فأنا مش هينفع أسيبكم تمشوا غير لو نفذت اللى هقولك عليه، مش انت بردوا عندك شركات هندسية بجانب شركة إستيراد و تصدير؟
رائد باستغراب: اه، مالهم؟
مُختار بخبث: هعمل معاك صفقة لو وافقت أنها تتم هتخرج من هنا بخير و وعد لما الصفقة تنتهى هجيبلك عليا لحد عندك من غير ما يتئذى فيها شعرة…….. قولت ايه؟
رائد بتكشيرة: أكيد لاء طبعاً لأن واضح من كلامك إنها صفقة مشبوهة، و كمان أنا عليا هتخرج من هنا رجلها على رجلى.
مُختار شاور لرجالته و قال بغضب: يبقى تشرفونا هنا انتوا الاتنين لحد ما عقلك يرجع لراسك، و لو فضلت راكب دماغك هبعتكم فى رحلة أبدية سوا.
رجالة مُختار قربوا على رائد و حاولوا ياخدوا منه عليا لكنه زق اول اتنين قربوا منه و قعد عليا ع الأرض و دخل معاهم فى معركة، واحد ضد سبعة فمهما يكون شجاع فالكترة تغلب الشجاعة انتهى الأمر بتكتيفه و واحد شال عليا و طلعها للطابق التانى فى المخزن و مهتمش برائد اللى بيهددهم بعصبية و غضب.

الطابق التانى من المخزن دا عبارة عن خشب مقسم نص المخزن عمودياً بشكل أُفقى، و نهاية الخشب الأفقى دا سياچ من أعمدة خشبية ضعيفة، رائد بص لمختار بتوعد و قال: هتندم ع اللى بتعمله دا على فكرة، أنا مش هرحمك يا ابن النواردى.

مُختار بحقد: هنشوف مين اللى مش هيرحم مين، اللى زى عليا كان لازم تتعاقب عشان خرجت عن طوع عيلتنا، لكن نظراً إنها طلعت مراتك فأنت قررت ارحمها فى مقابل إنك تتنازل عن كبريائك و تساعدنى لكن طالما مش مهتم بعرضى فهتخلص منكم انتوا الاتنين و لا تهمونى……. اربطوه.
مُختار وجه كلمته الأخيرة لرجالته لكن قبل ما حد يتحرك سمعوا صوت سمير بيقول بزعيق: محدش بترحك…. فين عليا؟
مختار بصله بغضب: انت بتهبب ايه هنا؟
سمير بغضب مماثل: جيت امنعك عن اللى فى دماغك، قدامك تستغل اى حد عشان مصالحك إلا عليا……بتخطفها ليه؟
مُختار باستغراب مخلوط بغضب: هو ايه اللى بخطفها ليه؟ أنت مش كان نفسك تنتقم منها على اللى عملته فيك لما هربت منك فى كتب الكتاب؟ ايه اللى اتغير؟
– مفيش حاجة اتغيرت، بس أنا كنت بسايرك عشان تلاقيها و أخدها و اهرب و مكنتش هخليك تئذيها……. أنا هاخد عليا و هنخرج من هنا و بحذرك تخلى حد من رجالتك يعترض طريقى.

أنهى كلامه و طلع للدور التانى عشان يجيب عليا، لحق بيه مُختار و قبل ما سمير يشيل عليا من الكرسى اللى قاعدة عليه و فاقدة الوعى أبوه منعه و صرخ فى وشه: انت اتجننت يا سمير؟ بتعصى أوامرى؟!!
سمير شال إيد مُختار بضيق: انا كنت اهبل لما سمعت كلامك و كنت بضربها كنت أهبل لما سمعت منك و طلقتها.
سمير التفت عشان ياخد عليا ف مختار مسكه تانى عشان يمنعه ف راح سمير ذقه جامد لدرجة إنه كسر خشب السياچ و وقع تحت على أرضية المخزن قدام رائد و رجالته و فى ثوانى كانت الأرضية مليانة دم رجالته سألوا رائد و قربوا منه يفحصوا نبضه لكنه كان مات، اللحظة اللى سمير زق فيها أبوه كانت هى نفس اللحظة اللى دخل فيها عمر و معاه قوات الأمن.

عليا فاقت لقت نفسها فى المشفى و معاها عبير و هناء و عبد الرحمن و صباح، اول حاجة كلامها كان سؤال عن رائد لما قالت بقلق: هو فين رائد؟ حصله حاجة؟ هو مش هنا ليه؟
هناء مسحت على راسها بحنان و قالت: إهدى يا حبيبتى رائد كويس هو بس مع عمر و ماجد عند الدكتور و دلوقت تلاقيهم هنا.
عليا عيطت وقالت: عند الدكتور ليه؟ انا حاسة إنه مش بخير.
قبل ما حد يرد الباب خبط و ظهر عمر اللى و هو لسه على الباب عليا سألته عن رائد فقرب منها و قال: متقلقيش هو كويس بس و حالاً و ماجد هيجيبه و جاى ورايا.
عليا بقلق : طب هو كان بيعمل ايه عند الدكتور.
هناء بصت لعمر و شاورت بإيدها بمعنى متقولش، فرد و قال: يا جماعة كدا كدا هتعرف……يا عليا رائد كويس بس كل الموضع إنه لما كان بينقذك حمض الكبريتيك اتكب على رجله.
عليا بصدمة مخلوطة بخوف: يا نهار أسود دى بتحرق، لاء انا لازم اشوفه قدام عينى و اطمن عليه……. انا مش هستنى لما هو يجى.
عمر بص لهناء اللى حاولت تمنعها تقوم و قال: مفيش مشكلة يا مرات عمى، كدا كدا الدكتور قال إنها بخير ت لو فاقت تقدر تخرج عادى و دا اللى انا سبقت رائد و جيت عشانه.
عليا و هى خارجة مع عيلتها من الأوضة شافت رائد عند بداية الدور جى مع ماجد، جرت عليه بلهفة و لما وصلت قدامه كنت هتقع بسبب الإدناء الإسلامى اللى هى لابساه لكنه مد إيده بسرعة عشان يمسكها فاتكئت هى على ساعديه و شرعت برأسها و سألته بعيون دامعة و قلق: أنت كويس؟ رجلك بتوجعك؟؟
رائد ابتسم بحب و ساعدها تقف كويس و قال: متقلقيش أنا كويس دا مجرد إحمرار بس شديد شوية و الدكتور عطانى مسكن و رش عليه بخ مخدر فمش حاسس بوجع خالص، طمنينى انتى عنك…….. انت كويسة؟؟
عليا هزت راسها بتأكيد و قالت: الحمدلله بخير……. بس أنت لازم ترجع القاهرة عشان خاطر فهد، مختار النواردى لو عرف انى تبعك ممكن يئذى فهد عشان ينتقم منى.
رائد حط أيده على رأسها و قال بحنان: متخافيش لا سمير و لا أبوه حد فيهم هيقدر يقرب منك او يزعلك، سمير اتقبض عليه بتهمة قتل مختار دا غير إن المخزن اللى كنا فيه دا بإسم سمير و الشرطة لقت فيه أسلحة غير مرخصة و عليه قضية تهريب سلاح.

*********
فى ڤيلا عتمان النفيلى.
عتمان فتح الباب الرئيس فظهر شاب لابس بنطلون أسود و قميص قطنى بنفس اللون و لابس كاب و نضارة، خلع النضارة أو ما شاف عتمان و مد إيده بفلاشة و قال: هنا موجود كل تسجيلات الڤيديو اللى اتفقنا عليها.
عتمان ابتسم بخبث و أخدها منه و قال: و أخيراً نهاية ابن الشيمى على ايدى.
الشاب باستفسار: هو حضرتك هتعمل بيهم ايه؟
عتمان بسخرية: تعتقد تسجيلات صوت و صورة لواحد بيعترف أنه حاول يقتل مراته هيتعمل بيها ايه؟؟؟
الشاب سكت ف عتمان قال: أظن وضحت؟…… عموماً دى حاجة متخصكش.
الشاب بطمع: معاك حق أنا اللى يهمنى اتعابى.
عتمان عطاه شيك، الشاب بص فى ع الرقم و بعدين قال بجشع: ميعملوش حاجة، أنا محتاج قد دول كمان عشان أسافر انا و اهلى برا البلد.
عتمان بتهكم: و أنا المفروض أصرف على أهلك يعنى!!
الشاب بخوف: ما انا اكيد مش هسافر و أسيبهم، رائد بيه أكيد هيعرف إن أنا اللى سربت التسجيلات لأنى المسؤول الوحيد عن كاميرات المراقبة فى الڤيلا فأكيد هو مش هيرحمنى و ممكن يئذينى فى عيلتى.

عتمان اتنهد بضيق و قال: دا اللى عندى عاجبك خده هتطمع و كدا سيبه و امشى.

الشاب بتكشيرة: طب و على ايه الطيب أحسن، يلا سلام.
عتمان قفل الباب و كان راجع لمكتبه لكنه وقف لما شاف نازل من ع السلم و هو بيعدل ساعته، فسأله بسخرية: على فين العزم يا سي معتز؟؟
معتز عوج زاوية بؤه بضيق و قال: فريد عامل عملية و أنا رايح أشوفه.
عتمان باستهزاء: رايح لفريد!!……. يلا ما أنت شبه و هو شبهك، ربنا يهديك و ترجع لعقلك.
معتز استغفر ربنا و قال: انا مش هضيع وقتى الجدال معاك.
معتز ساب أبوه واقف يتابعه و هو بيتخطاه، و بعدين رجع خطوتين بضهره و سأل عتمان بشك: هى فين ساندى؟ متأكد إنك مش باعته تحتال ع حد؟؟

عتمان ارتبك لما معتز ذكر سيرة ساندى، لكنه قدر يخفى ارتباكه و رد بنبرة جاهد إنه يطلعها مش مهزوزة: و أنا هعرف مكانها منين؟ تلاقيها فى اى مكان بتقضى يومين.
معتز ضغط على شفايفه بتفكير و بعدين نهى الحوار قال: انا خارج.

تكملة الفصل

 

عليا كانت واقفة ع السلم و ماسكة فى الطربزين و متابعة رائد و هو قاعد يتكلم من فاطمة و علاء و بيضحكوا و مبسوطين، جه عمر من وراها و بخفوت: بتشاورى عقلك و لا ايه؟
عليا فهمت قصده فردت من غير ما تبصله: خايفة و مترددة يا عمر، مش عارفة هو حد شرير و لا كويس.
عمر سألها بترقب: عايزة رأى؟
– يا ريت.
عمر بص على رائد و ابتسم: هو كويس.
عليا بصت لعمر و قالت باستنكار: بعد اللى عمله معايا؟؟
عمر تتنهد و قال: رائد عشرة ١٥ سنة يا عليا و انت عارفه كويس، و عارف إنه شخص كويس و محترم هو بس عيبه إنه متسرع و لو حد من اللى بيحبهم اتأذى عقله بيطير.
عليا سكتت شوية و بعدين قالت بتردد: يعنى أنت شايف أنى ارجع.
عمر رفع كتافه بقلة حيلة و قال: دى حاجة أنتى الوحيدة اللى تشوفى فيها مش أنا أو حد غيرى، لأن بردو اللى حصلك مش سهل……… و فى نفس الوقت رائد جاى ندمان و طالب فرصة فانتى حرة دا حياتك و أياً كان قرارك أنا معاكى.
عليا قالت بحزن: عارف يا عمر، أنا حبيت رائد أوى عشان كدا اتوجعت منه أوى لكنى مازلت بحبه و بخاف عليه و مش قادرة أكرهه.
عمر بفضول: طب و اما انتى بتحبيه كدا إيه اللى مخليكى مترددة؟.

– الشبه اللى بينى و بين ملك هو اللى مخوفنى، خايفة ارجعله و لا قدر الله ينسى تانى و يفكرنى ملك و يحاول يقتلنى مرة تانية.

عمر بطمئنة: من الناحية دى متخافيش انا موجود و طنط صفاء موجودة و خالد موجود و كلنا مش هنسمح بحاجة زى كدا تانى و دا فى حالة حدوث البلاء اللى احنا بنفترضه و إنه يفقد الذاكرة مرة تانية.

عليا باستشارة: يعنى أسامح و ارجع؟
– و الله براحتك، اقولك؟ صلى استخارة و شوفى ربنا هيدلك على ايه.

بالليل رائد كان فى الأوضة بيتكلم فى الفون و بيحجز فى فندق، عليا دخلت الأوضة و هو بيتكلم و مش واخد باله، قفل الخط و لف عشان يخرج لكنه اتفاجأ بيها وراه فسألها: عليا انتى هنا من امتى؟

عليا بجدية: من لما كنت بتحجز أوضة.
رائد ابستم و قال بحرج: يعنى سمعتينى، انا كنت هقولك عشان متفكريش إن دا استسلام أو استغناء عنك، انا بس مبقتش حابب افضل هنا اكتر من كدا و احس انى كابت حرية اخواتك البنات.

عليا سكتت شوية بترتب الكلام اللى هتقوله لكنها مش عايزة تبين إنها سامحته فقالت: خلاص هاجى معاك و مش عشانك و إنما عشان أنا السبب فى حرق رجلك ههتم بيك بس لحد ما رجلك تخف و بعدين هرجع هنا تانى.
رائد بغموض: مش محتاجة تهتمى بيه أنا هخلى بالى من نفسى.
عليا باعتراض: لاء طبعاً أنا مش عايزة احس بالذنب انى أذيتك.
رائد استغل الموقف فقال: حيث إنك مصممة تيجى فأيه رأيك تيجى نسافر القاهرة عشان فهد؟
عليا سكتت شوية على أساس إنها بتفكر يعنى و بعدين قالت و كأنها بتمن عليه: خلاص ماشى هعرف العيلة، بس لازم تعرف انى مش راجعالك.
رائد هز رأسه بابتسامة و متكلمش و خرج و سابها لوحدها مع تفكيرها و تخطيطها الطفولى.

 

 

مر ثلاث أسابيع على وجود فريد فى المشفى، ليان كانت قاعدة جنبه على السرير و ماسكة إيده بإيدها اليمين و إيدها الشمال بتلعب فى شعره الناعم، فريد قال بغيظ خفيف: قولتلك شيلى إيدك عن شعرى عشان الحركة دى بتستفزنى، راعى إن إحنا فى المشفى.
ليان ضحكت و قالت بمشاكسة: بتستفزك! هتعمل ايه يعنى؟
فريد ضيق عيونه و قال: يعنى مش عارفة عايز أعمل ايه؟
ليان اكتفت بابتسامة حب و قالت: عارفة، تحب انفذ بدالك؟
فريد بصلها بتحدى فهى قربت رأسها من رأسه ببطء و عيونها مثبتة على عيونه و قالت بهمس: أنا محدش يتحدانى.
فريد ابتسم بحب و هى نهت كلامها و باسته من خده و رفعت عيونها ليه تانى بخجل فهو ابتسم بسخرية لانه توقع مكان البوسة يكون جريء عن كدا فقال: وشك قلب طماطم كدا من مجرد بوسة اخوية! كانت عندى توقعات اكتر من كدا.
نهى كلامه بغمزة ف ليان بعدت عنه و قالت بتكشيرة: دا اللى عندى و بعدين احترم نفسك احنا فى المشفى.
فريد ضحك عليها و بعدين قال بخبث: بما إنك ورتينى اللى عندك من حقى أنا كمان اوريكى اللى عندى.
ليان اتنهدت و قالت برفض و هى بترجع بدماغها: لاء يا حبيبى مش وقته.
فريد ثبت دماغها بإيده و هو بيتأمل ملامحها بحب و قرب منها جامد تكاد تكون أنفاسهم مختلطة و بعدين نزل بدماغه لكن قبل ما ينفذ الباب خبط، ليان زقته بسرعة و فى ثوانى كانت ع الأرض، فريد ضحك على خوفها و قال بسخرية: هو أنا شاقطك و لا ايه!
ليان قالت و هى بتتحرك للباب: لا مراتك بس لازم نراعى المكان.
ليان فتحت الباب فظهر محامى فريد و اللى كان شاب من عمره لابس بدلة رسمية، ليان بعدت عن الباب عشان هو يدخل و بعدين سابتهم لوحدهم يخلصوا شغلهم و خرجت تكلم نازلى فى الفون و تتفق معاها ع التجهيزات اللى عايزة تعملها فى الڤيلا عشان يفاجئوا فريد لما يخرج من المشفى.

أخيراً الدكتور سمح لفريد يخرج من المشفى بعد تأكيد شديد بالراحة و الانتظام ع العلاج و عدم الإجهاد أو حتى مسموحله يسوق عربية غير لما يخف تماماً، ليان كانت بتخلص ورق فى الاستقبال و هى راجعة شافت حد زى حارس كدا خارج من أوضة فريد، لمحت على أيده الشمال وشم اسود، وقفت مكانها تحاول تفتكر هى شافته فين و أخيراً افتكرت إنه نفس الشخص اللى ولع فى مطعم نازلى، دخلت بسرعة عند فريد و سألته بقلق: أنت كويس، ليكون أذاك؟
فريد باستغراب: مين اللى يئذينى؟……… تقصدى جمال؟
– جمال مين؟
– جمال يبقى الشاب اللى خرج من هنا حالاً، دا يبقى الدراع اليمين لعمى عتمان.
ليان قالت بجدية: يعنى عمك هو السبب فى حرق المطعم؛ لأن دا نفس الشخص اللى ظهر فى كاميرا المراقبة بيولع فى المطعم.
فريد بأسف: اه هو فعلاً.
– طب و دا كان هنا بيعمل ايه؟
– خلينا بس نرجع البيت لأن القصة طويلة و هحكيلك كل حاجة.
ليان جهزت شنطة هدومهم و قبل ما يخرجوا من المشفى فون فريد رن برقم أمانى اللى قالتله إن فى ملفات كتير محتاجة إمضته و إنها مش فاضية عشان توديهم، فريد قفل معاها و قال: احنا هنعدى ع الشركة الأول، فى أوراق ضرورية لازم اجيبها.
ليان باعتراض: لاء طبعاً، ممكن هزة العربية بسبب المطبات تكون غلط عليك، انت خلى عمى محمد يروحك و أنا هاخد تاكسى و اجيبهم و احصلك.
– يا بنتى ما هى هياها ما انا كدا كدا هركب العربية.
– لاء مش نفسها لأن المسافة من هنا للبيت هتاخد عشر دقايق، لكن عشان نروح الشركة و نرجع للبيت هياخد وقت كتير لأن المسافة بعيدة فأنا اللى هروح.

 

فى ڤيلا الشيمى.
عمر راح عشان يشوف عليا فكان مستنيها فى الجنينة، رائد جه من وراه و حط أيده على كتفه قبل ما يلف و يقعد جنبه و قال: سرحان فى ايه؟

عمر بصله بطرف عينه قال مش مهتم يعنى فرائد قال بحزن: هو انت لسه زعلان؟
عمر بجدية: اكيد زعلان بس سامحتك…… المهم سيبك و قولى…….فاكر الفيديو اللى اتبعت على بيتنا فى إسكندرية؟
رائد باستغراب: اه ماله؟
– أنا شايف إن فى مؤامرة ضدك من عتمان و سمير، لأن ساندى أخت ملك هى اللى كانت فى الڤيديو الأصلى مع جمال و سمير هو اللى بعت الفيديو.
رائد بغير اقتناع: و هو سمير يعرف عتمان منين؟
عمر: مش عارف بس الموضوع فيه إن، أصل اشمعنا دوناً عن كل الناس سمير يعمل فيديو مطابق بمساعدتهم؟ إلا إذا كان فيه علاقة بينه و بين عتمان.

رائد سكت شوية بيفكر و بعدين قال بتذكر: اه صح قولى هى عليا بنت عمك ازاى؟
عمر بتوضيح: بعد ولادتها بشهر مرات عمى خدتها و راحت عند اهلها و هى راجعة بالليل اتخطفت منها و اتباعت لسعيد العمرى اللى مكنش بيخلف هو و مراته.
– فهمت………… مش هتقولى بقى أصالحك عشان تبطل زعلان منى؟
عمر بغيظ طفولى: متصالحنيش، أنا هعالج زعلى لوحدى و هطلع على جتتك خضتى على بنت عمى، و بعدها نقدر نرجع عمر و رائد بتوع زمان.
رائد ابتسم بود: اعمل اللى انت عايزه المهم متبقاش زعلان منى.
عمر ابتسمله، و عليا جت و معاها فهد و ريتان بعد ما اتحجبت شايلة لا صنية عليها عصير، عليا قعدت جنب رائد بعد ما رحبت بعليا، و ريتان حطت العصير، و هى بترفع راسها نظرها وقع على عمر اللى استغرب وجودها فقال: انتى هنا؟
ريتان ابتسمت و قعدت على كرسى قباله: انت شايف ايه؟
رائد سأله بفضول: انتوا تعرفوا بعض؟
عمر : معرفة عابرة، كانت هى اللى انقذتك فى الحادثة الأخيرة.
ريتان بتفاجؤ: يعنى رائد اخويا هو صاحبك إللى عامل حادثة؟
عمر هز بدماغه فهى كملت:كويس إن اتجرأت يومها و نزلت من العربية و إلا كنت هندم.
******
فى فيلا عتمان النفيلى.
كان قاعد فى المكتب و معاه جمال، عتمان سأل باهتمام: ها عملت ايه؟
جمال: وصلتله كلامك بإنه مينفعش يضحى بأملاك العيلة و يتنازل لوليد المصرى عن الشركة، و إنها لو مش لازماها يسبهالك.
عتمان: و قالك ايه؟
جمال: رفض، قال إن الشركة من حق وليد ولازم ترجعله، و إن الله جده عمله زمان و انت و أبوه مقدرتوش تصلحوه هو هيصلحه.
عتمان بغضب: غير زى ولادى بالظبط، اهو هيحصلهم و أنا هاخد الشركة بالقانون و الشرع.
جمال ابتسم بخبث و قال: انا عملت زى ما انت قولت و لما هو رفض انا لعبت فى فرامل العربية يعنى هو و مراته هتسمع خبرهم.

عتمان بشر: تعرف يا جمال إنت أذكى من ولادى الأغبية، بس اوعى فى يوم ذكائك دا يروح انا مرحمتش بناتى و كان على يدك، طلبت منك تبوظ فرامل عربية ملك لما ضميرها أنبها و فكرت تعترف لرائد إنها اللى قتلت أمينة و كمان رفضت تمضيه على أوراق التنازل. و ساندى اللى حبت حتة شاب غلبان مفيش على لسانه غير قال و قال الرسول و ضللها و خرجها عن طوعى و هى سمعت منه و صلحت العلاقة بين فريد و مراته و رفضت ترمى نفسها على وليد فمكنش قدامى غير انى اتخلص منها عشان كدا طلبت منك تعمل فيها نفس اللى رائد عمله فى عليا.

جمال بتحذير: عتمان بيه وطى صوتك، حضرتك ناسى ان معتز بيه ميعرفش إنك سبب موت ملك و مفكر إن ساندى مسافرة و ميعرفش إن إحنا قتلناها.
عتمان بصوت واطى: معاك حق لازم أخلى بالى، معتز دلوقت اعدادته مش مظبوطة لو عرف حقيقة زى كدا ممكن يبلغ عنى و يقلب ضدى تماماً.
عتمان فتح الدرج و طلع فلاشة و حطها قدام جمال و قال: الفلاشة دى عليها الفيديو المتفبرك اللى سمير طلبه كدليل ع رائد و كمان تسجيل صوتى لرائد بيعترف باللى حصل لعليا…… استنى منى إشارة و بعدها انشرهم ع النت عايزين نطلع رائد تريند.

**********
ليان جابت الاوراق و رجعت ع الفيلا اللى كانت متزينة عشان يستقبلوا فريد اللى لسه موصلش، ليان بصت فى ساعتها و قالت بقلق: معقول اروح الشركة و اجى قبل فريد؟
نازلى: ما يمكن الطريق زحمة و بعدين مش انتى كلمتيه من شوية و قالك فى الطريق؟
ليان بقلق: ايوا بس لو هو خرج من المشفى ساعة ما انا اتصلت يفترض أنه وصل من خمس دقايق، انا هرن تانى.

ليان كانت بتتحرك فى المكان قدام الباب رايح جاى و هى بتتصل على فريد و أيدها التانية على دماغها بقلق، حاولت كام مرة لكن محدش بيرد، بصت لنازلى و قالت: انا قلبى واجعنى عليه يا ليان اكيد تأخيره ده حصله حاجة، انا قلقانة……. أنا هروح المشفى تانى.
قبل ما نازلى تتكلم رن الفون برقم أمانى، ليان ردت بسرعة فارتفع صوت أمانى: باشمهندس فريد عمل حادثة ع الطريق و اتنقل المشفى تانى، هو حالياً فى مشفى المصرى.
ليان نزلت منها دمعة و الفون وقع ع الأرض و طلعت تجرى، فنازلى شالت الفون و لحقتها و هى بتسألها فى ايه،وصلوا المشفى ف ليان راحت تسأل فى الاستقبال لكنها قابلت مدام أمانى و عم ابراهيم واقفين بيعيطوا، فراحتلهم و سألت بدموع و خوف: فريد فين؟ انتوا بتعيطوا ليه؟

مدام أمانى بصتلها بحزن و من غير مقدمات قالت: الباشمهندس………. تعيشى انتى.

ليان حست برعشة فى جسمها و نقلت نظرها بين أمانى و عم إبراهيم بصدمة و بعدين ضحكت بجنون و بصت لنازلى إللى بتعيط: أول مرة اعرف إن مدام أمانى بتحب الهزار……….. نازلى حبيبتى بلاش تعيطى دى بتهزر.

– مش انتى بتهزرى ؟
ليان وجهت كلامها لأمانى اللى هزت راسها برفض و قالت : البقاء لله.

ليان دققت النظر لأمانى وهى بتعيط و جسمها بيرتعش، و بعدين صرخت فى وشها و قالت: يعنى ايه؟؟ يعنى فريد خلاص مش موجود؟؟……. لاء طبعاً دا اتعالج و عمل العملية و بقى حلو.
بدأت تضرب بإيدها الاتنين على دماغها و هى بتعيط و تصرخ و تقول: فريد لاء……. فريد لاء..

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية الإعصار) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق