رواية عرض جواز الفصل السابع 7 - بقلم أسماء صلاح
البارت السابع من عرض جواز
توقفنا لما وجدان نظرت وراها باستغراب: "إيه ده، كريم راح فين؟ ليكون زعل؟" وخرج من الفيلا .
كريم خرج من الحمام ونظر لوالدته: "ها يا ماما؟"
والدته نظرت وراها بفزع: "آه."
كريم: "ده أنا يا ماما، اهدي."
والدته: "إنت كنت فين؟ وبعدين حد يخض حد كده؟"
كريم: "معلش، أنا آسف، ماكانش قصدي أخضك، أنا كنت فاكر إنك شايفاني."
والدته: "هشوفك إزاي يعني وأنا عطّيتلك ظهري؟ وبعدين أنت ما قلتليش كنت فين."
كريم: "هكون فين يعني يا ماما؟ في الحمام بغير هدومي."
والدته: "آها."
كريم: "ليه؟ إنتي كنتي بتدوري عليا؟"
والدته: "لا، بس قُلِقت لما ملقتكش في الغرفة، أصل إنت واقف في مكان مفيش، فإفتكرتك مشيت."
كريم: "همشي؟ هروح فين يعني يا ماما؟ متقلقش أنا مخرجتش.
والدته راحت له ومسكت الهدوم: "هات، وأنا هحطهم."
كريم: "لا يا ماما، أنا هحطهم، ماتتعبِيش نفسك المهم إنك اطمنتي على مروان."
والدته: "آه، الحمد لله، وهو شويه وهيوصل."
كريم: "طيب، كويس." حط الهدوم وقفل الدولاب.
والدته: "امسك تليفونك."
كريم: "طيب." وأخذ التليفون. "إنتي مش هتنامي ولا إيه يا ماما؟ الوقت اتأخر."
والدته: "لا، هنام بس لما يجي أخوك."
كريم: "مش إنتِ اطمنتِ عليه وقالك إنه كويس؟"
والدته: "آه."
كريم: "يبقى مافيش داعي تستني، الوقت اتأخر."
والدته: "لا، أنا هستني علشان أطمن إنه أكل."
كريم: "طيب يا ماما، أنا هستني معاكِ. تعالي يلا." وحط إيده على كتفها.
والدته: "إيه؟ هنروح فين؟"
كريم: "هنزل تحت نستنها."
والدته: "لا، نام إنت وأنا هستني لما يجي."
كريم: "لا يا ماما، أنا هستني معاكِ، يلا."
وماشي كريم مع والدته.
وبفتح باب الغرفة، خرجوا مع بعض ورحوا على الانتريه.
أمام عربية مروان:
مروان بارتياح: "الحمد لله إنها كويسة." حط التليفون في جيبه وفتح باب العربية وركب، حاطًا الجاكت على رجليه. "أنا لقي نجمة، نامت؟" استغرب : "إيه ده؟ يا نامت؟ كانت تعبانة أوي علشان كده نامت وهي قعدة." وقفل باب العربية. أخد الجاكيت وحطه على الكرسي، شغل العربية وتحرك.
فحست نجمة ببرود من هواء شباك العربية وهي نايمة. فتحركت.
مروان التفت لها، لقاها بتتحرك، وركز في الطريق.
وانكمشت نجمه في الكرسي وهي نايمه وحطت ايديها علي بعضهم
و التفت لها مروان لقها لسه نايمة، إيديها بتعرّش. بقلق: "باين عليها بردانة." نظر للشباك، لقاها مفتوح، فوقف العربية وراح وقفل الشباك.
لسه بردانة، برده. اعمل إيه دلوقتي؟ جت عينه على الجاكت بتاعه. "آه، أحط عليها الجاكت، كده مش هتبرد أوي."
أخذ الجاكيت، فرده، وقرب من نجمة شوية وحطه عليها. رجع لورا، شغل العربية وتحرك. التفت لها، وفي نفس الوقت مركز على الطريق.
"إيه ده؟ هي ما قالت ليش أوصلها فين؟ أعمل إيه دلوقتي؟ هي نايمة. أصحيها؟ ولا أعمل إيه؟ لازم أصحيها علشان تقولي أوصلها فين."
وقف العربية على جنب. "إنتي، يا هي، اسمها إيه؟ أنا معرفش اسمها. مش مشكلة، أصحيها وخلاص. انت اصحي."
ملقاش رد منها
مروان بصوت مرتفع: انتي اصحي. هيمد إيده ناحيتها بتردد، لا بلاش، أحسن أمد إيدي عليها بدل ما تفهم غلط. انتي اصحي،ملقاش رد منها.
مروان: مابتصحش ليه؟ دي لو ميتة كانت صحت. بس دي ولا حاسة بحاجة، وسبع نومه، أعمل إيه دلوقتي؟ وبيفكر، أيوه مافيش غير الحل ده. وطلع تليفونه من جيبه وبيفتحه.
مروان: إيه ده؟ يا أنا نسيت إنّي مش منزل أغاني على التليفون. طيب أعمل إيه دلوقتي؟ هي لازم تصحى علشان تقولي أوصلها فين. مش مشكلة، أدور على أي أغنية وأشغلها وخلاص. وفتح لتليفونه وبيدور على أغنية. اهي دي أغنية، اهي، وشغلها الفيديو وعلي الصوت، ونظر لنجمة ونايمة.
مروان: اصحي بقى! إيه يا انتي؟ نومك تقيل أوي! أما أقرب منها شوية يمكن تصحى. ومد إيده ناحيتها بالتليفون.
تحركت نجمة وهي مغمضة عينيها.
مروان: أهي أخيرًا بدأت تفوق.
بتتحرك نجمة وهي مغمضة عينيها بزعاج، وشالت إيدها من على إيدها التانية ووقعت الجاكيت من عليها، وشوحت بإيدها ناحية الصوت. فجت إيدها على تليفون مروان اللي مسكه، وهتوقعه من إيد مروان.
فمسكه مروان بسرعة وبصوت مرتفع: انتي اصحي! كنتي هتوقعي التليفون. اصحي!
وفتحت نجمة عينيها، لقيت مروان، فنخضت، وقامت اتعدلت على الكرسي.
نجمة: إيه ده؟ أنت مين؟
مروان: أنا مين؟ وطفي الأغنية وقفل تليفونه.
نجمة: أيوه، أنت مين؟ وأنا فين؟
مروان: مش بقولك عندك زهايمر؟ وانتي مش فاكرة حاجة؟
نجمة: حاجة إيه؟ وحطت إيدها على راسها ونظرت حوليها.
مروان: حاجة إيه؟
نجمة: آه، آه، افتكرت! ونظرت له.
مروان: طيب، كويس إنك افتكرتي.
نجمة: هو أنا نمت إزاي؟
مروان: معرفش، انتي نمتي إزاي؟ بعدين، انتي نومك تقيل أوي. ده لو حد شالك وانتي نايمة مش هتحسي بيه.
نجمة: لا طبعًا، هحس. وبعدين أنا مش نومي تقيل ولا حاجة.
مروان: مش نومك تقيل إيه؟ قعدت أنادي عليكي وانتي ولا هنا. وشغلت كمان أغنية وعليت الصوت، وانتي برده ولا هنا. وكمان كنتي هتوقعي التليفون من إيدي وانتي نايمة. هو انتي ما بتشوفيش؟ وانتي نايمة بتتحركي إزاي؟
نجمة: إيه السؤال ده؟ هشوف إزاي وأنا نايمة؟ بتحرك إزاي؟ أصحي يعني أشوف أنا بتحرك إزاي؟ وأنام تاني ولا إيه؟ هو حد بيشوف وهو نايم بيتحرك إزاي؟
مروان: أه طبعًا، بيعرف هو بيتحرك إزاي وهو نايم. افترضي وقع مثلاً من على السرير وهو نايم، مش هيتأذى. المفروض يخلي باله وهو نايم وهو بيتحرك. وبعدين، انتي روحتِ في النوم قوي كده إزاي؟
نجمة: أنا ما أعرفش. أنا نمت إزاي؟ ما أنا بسالك اهو! وشاورت بإيدها وحطتها على الجاكيت. فاستغربت: إيه الجاكيت ده؟
مروان: ده الجاكيت بتاعي.
نجمة: الجاكيت بتاعك؟
مروان: آه.
نجمة: وإيه اللي جابه على رجلي؟
مروان: هيكون إيه اللي جابه يعني؟ هو في حد غيرنا في العربية؟ أنا اللي حطيته عليك.
نجمة: انت؟
مروان: أيوه.
نجمة، بنزفرة: وإزاي تقرب مني وتحطه عليا وأنا نايمة؟
مروان: علشان...
وقطعت نجمة كلامه: هو أنا طلبت منك تحطه عليا؟ إيه اللي خلاك تقرب مني وتحطه؟
مروان: أنا...
قطعت نجمة كلامه: انت إيه؟ إزاي تسمح لنفسك تعمل كده؟
مروان: أنا عملت...
وقطعت نجمة كلامه: أيوه انت عملت كده. ليه؟ ما تتكلم! أنا مش فاهمة. إزاي تسمحت لنفسك تقرب مني وأنا...
حط مروان إيده على بوقها بضيق: ولا كلمة تانية، فاهمة؟ نجمة ورفعت إيدها وهتحطها على إيده.
مسك مروان إيدها: انتي إيه؟ ما بتسكتيش؟ اسكتي شوية واديني فرصة أتكلم وأقول لك أنا عملت كده ليه.
بتنظر له نجمة بضيق.
مروان: أنا حطيت الجاكيت عليكي علشان انتي كنتِ بردانة.
نجمة استغربت.
مروان: وبتترعشي من الهوا اللي كان جاي من الشباك. العربية وقفلت. شباك العربية علشان انتي كنتِ نايمة. فماكنش قدامي غير إني أحط الجاكيت عليكي علشان يدفكي شوية. يعني ماكنتش عاوز أقرب منك زي ما كنتِ فاكرة. وأنا قلتلك قبل كده، انتي لو آخر واحدة في الدنيا، أنا مش هفكر حتى مجرد التفكير إني هقرب منك، فاهمة؟
وبتنظر له نجمة بتعب.
مروان استغرب واتذكر انها عندها ضيق تنفس، فشال إيده بسرعة،وقحت نجمة بتعب ونظرت لتحت.
مروان مسك إيدها بقلق: أنا آسف، نسيت إنك عندك ضيق تنفس.
بتطلت نجمة قحة ونظرت له بتعب: لا مافيش، أنا... وبتحاول تاخد نفس، وحطت إيدها على صدرها.
مروان: هتحاولي تنظمي نفسك وتاخديه براحة، وأنا هفتح الشباك. فين البخاخة بتاعتك؟
نجمة أخذت نفس و بتعب: في الشنطة.
مروان: استني، أنا هجيبها لك. وساب إيدها اللي مسكها، وأخذ الجاكيت بتاعه من على رجلها وشطنتها.
وبتحاول نجمة تاخد نفس بتعب.
فتح مروان الشنطة بسرعة، وبيدور فيها لقى البخاخة، فأخذها بسرعة وبقلق: امسكي.
أخذت نجمة منه البخاخة، وفتحتها، وعملت بها، وسندت راسها على الكرسي بارتياح، وتاخد نفس.
مروان: أنا آسف، ماكنش قصدي.
نجمة وهي سنده رأسها على الكرسي: محصلش حاجة، وأنا اللي آسفة على الكلام اللي قولته لك.
مروان: طيب، انتي بقيتي كويسة دلوقتي ولا أخدك على المستشفى؟
نجمة: لا، أنا بقيت كويسة. ولو سمحت، روحني. زمان بابا قلقنا عليها.
مروان: طيب، بس...
نجمة: بس إيه؟
مروان: انتي ساكنة فين علشان أوصلك؟ انتي ما قولتيليش.
نجمة : آه صح، أنا ساكنة... وقالت العنوان. وممكن الشنطة؟
مروان: آه طبعًا، اتفضلي.
أخذت نجمة منه الشنطة: شكرا، وحطتها على رجلها.
مروان: العفو. وخلي الجاكيت ده معاكي علشان ماتبرديش.
نجمة: لا شكرا، مش بردانة.
مروان: هتبردي لما أشغل العربية زي ما بردتي وانت نايمة. امسكي وبطلي تناقشي وانتِ تعبانه. امسكي.
نجمة: لا شكرا، أنا بجد مش محتاجة.
مروان: طيب خلاص، هاقفل الشباك ده شوية علشان ماتبرديش.
نجمة: لا، سيبه مفتوح علشان أقدر أخد نفس.
مروان: طيب، بس انتي كده هتبردي.
نجمة: لا، مش هبرد. أنا بحب أشم الهوى، ولو سمحت اتحرك علشان أنا اتأخرت أوي.
مروان: طيب... وحط الجاكيت على رجله وتحرك.
نظرت نجمة من شباك العربية وهي سنده رأسها على الكرسي، وبتاخد نفس براحة.
في فيلا الشناوي:
في الانتريه:
بينظر كريم في تليفونه وبيتصفحه.
والدته: انت ساكت ليه؟
كريم: ها؟ مافيش يا ماما. ونظر لتليفونه.
والدته: مافيش ازاي؟ دي مش عوايدك. انت زعلت من اللي أنا قولته لك فوق صح؟
كريم: لا يا ماما، مزعلتش. هزعل من إيه؟ هو انتي قولتي حاجة تزعل؟ والتفت لتليفونه.
والدته: علي ماما، يعني هو أنا مش عارفك؟ انت ماتسكتش كده غير لما تبقى زعلان.
كريم: لا والله، أنا مش زعلان. انتي كنتِ قلقنا على مروان، وطبيعي إنك تقولي كده من قلقك عليه. وبعدين يا ست الكل، حد يزعل من القمر ده برده؟ ونظر لتليفونه.
والدته: أمال ساكت ليه؟ وبعدين انت بتعمل إيه على تليفونك؟ منتبه له أوي كده، وكل شوية تبص لي وترجع تاني تبص في التليفون.
بينظر كريم في تليفونه: بتفرج يا ماما على ماتش اسكواش.
والدته: اهااا... قلتي لي علشان كده مش قادر تبعد نظر عن التليفون ثانية واحدة حتى.
بينظر كريم في تليفونه: ما انتي عارفة يا ماما إني بحب الاسكواش.
والدته: طيب، أمال مش طلع صوت ليه؟
كريم: أصل أنا كتمت الصوت يا ماما علشان مازعجكش. والتفت لتليفونه.
والدته: طيب، هو مروان اتأخر ليه؟ قال لي إنه شوية وهيوصل. إيه اللي أخروه كده؟
بينظر كريم في تليفونه: متقلقيش يا ماما، زمانه جاي. اطلعي انتي نامي، وأنا هستناه لما يجي.
والدته: لا، أنا هستناه علشان أطمن عليه.
كريم وهو ناظر في تليفونه: طيب...
وخرجت عايشه من المطبخ ونظرت بالصدفه لقيت وجدان هانم وكريم بيه قاعدين في الانتريه فمشت ناحيتهم وقالت:
"تامرني بحاجة يا هانم?"
وجدان: "إنتِ لسه صاحيه؟ ما نمتِش؟"
عايشه: "كنت رايحه أنام يا هانم، بس قولت أسأل حضرتك الأول إذا كنتِ عاوزة حاجة قبل ما أنام."
وجدان: "لا يا عايشه، أنا مش عاوزه حاجة، روحي نامي، وأنا شويه كمان وهطلع أنام."
عايشه: "طيب يا هانم، تصبحوا على خير."
وجدان: "وانتي من أهله."
مشت عايشه.
وجدان: "إنت هتفضل كده تتفرج على التليفون؟"
كريم: "أمال عاوزني أعمل إيه يا ماما?"
والدته: "لا، ولا حاجة، بس عينيك هتوجع من ده، وقفله بقى وقوم نام."
كريم: "لا يا ماما، أنا هستني مروان لما ييجي وبالمرة أتفرج على الماتش ده لما يخلص."
والدته: "طيب، أنا هطلع الجينيه أشوف مروان جيه ولا لا."
كريم: "طيب يا ماما."
قامت والدته وهزت رأسها وطلعت على الجينيه، ونظرت عند البوابة ملقتش حد وقالت بقلق: "اتأخر ليه يا مروان؟"
قعدت على الكرسي وهي بتنظر على البوابة.
أمام بيت نجمة:
في التاكسي:
جمال: "هنا يا اسطي."
السواق: "حاضر."
وقف العربية.
دفع جمال الحساب ونزل من التاكسي ودخل البيت، طلع على شقتة ودخل : "نجمة!"
قفل الباب ودخل الانتريه، بدأ يدور على نجمة يمكن في غرفتها، وراح على غرفتها وطرق الباب.
جمال: "نجمة!"
خبط على الباب فاستغرب ليه مش رده، ففتح الباب ودخل الغرفة ما لقاش حد، و بقلق: "إيه ده؟ دي مش في الغرفة؟"
طلع تليفونه واتصل بيها، قال: "اتأخرت ليه؟"
طلع رقمه المفقود وقال: "والرقم اللي كلمتني منه بتاع واحد، وأكيد الشخص ده مش هيسيب لها تليفون."
فكر لحظة: "أعمل إيه دلوقتي؟"
في عربية مروان:
بتنظر نجمة من شباك العربية لقيت بيتها والتفت لمروان :
"هنا لو سمحت."
مروان: "هنا."
نجمة: "أيوه، اقف لو سمحت."
مروان: "طيب."
نظرت نجمة على بيتها.
وقف مروان العربية : "هو إنتِ ساكنة هنا؟"
نجمة: "أيوه، وبيتي اهوه."
أشارت على البيت.
مروان نظر على بيت نجمة، قالت له: "أنا متشكرة أوي."
مروان بابتسامة خفيفة: "العفو."
فتحت الباب ونزلت من العربية وقفلته.
مروان نظر لها لغاية ما دخلت البيت، ثم شغل العربية.
رن تليفون، فاستغرب مروان : "إيه الصوت ده؟"
بدأ يفتش حوليه لكن ما لقاش حاجة، قال: "مفيش حاجة، الصوت ده طلع منين؟"
وإيديه راحت تحت الكرسي بتاعه، لقى تليفون، قال: "إيه ده؟"
أخذ التليفون، فصل، وقال: "ده أكيد تليفونها."
نزل من العربية وراح للبيت، لقى نجمة طلعته على السلالم، فركض وراها بسرعة.
وقفت نجمة أمام شقتها، وكان واضح إنها منهكة، قربت تحط إيديها على الجرس.
مروان وقف وراها : "امسكي."
التفتت نجمة وراها بفزع : "آه! وحطت ايدها عليه
نظر مروان لإيدها، والتفت لها
نجمة، وهي متوترة: "إنتِ!"
مروان: "أيوه، أنا."
نجمة: "حد يعمل كده؟"
لما شافت إيدها توترت ورفعتها بسرعة.
تحركت ودست على رجله.
مروان: "آه!"
التفتت له نجمة بقلق: "إيه مالك؟"
مروان: "مالي ايه مش تحسبي، دستي على رجلي." ونظر لرجله
نظرت نجمه لرجله بقلق
والتفت لها مروان بوجع : يعني انتي ما بتشفيش وانتي نايمه بتتحركي ازاي قولنا ماشي كمان مابتشفيش وانتي صاحيه
بتتحركي ازاي .
نجمه : "معلش، أنا آسفة، ماكنتش أقصد. بس إنت جيت ورايا ليه؟"
مروان: "علشان من حظي، لقيت تليفونك في العربية فجبته علشان أدهولك."
نجمة: "تليفوني؟"
مروان: "أيوه."
نجمة: "أمال هو فين؟"
مروان: "أهو، اتفضلي."
أخذت نجمة التليفون و بابتسامة: "الحمد لله إنه لقيته، علشان عليه كل حاجتي."
نظر مروان لرجله بوجع
نجمة: "إنما هو كان فين في العربية؟"
مروان: "كان تحت الكرسي اللي كنتي قعدة عليه."
نجمه: تحت الكرسي
مروان: أيوه
نجمه: بس أنا دورت عليه تحت الكرسي وملقتوش، إنت لقيته إزاي؟
مروان: أصلاً كان بيرن فسمعت صوته وأخذته من تحت الكرسي.
نجمه: ومين اللي كان بيتصل؟
مروان: معرفش، هو فصل قبل ما أشوف.
نجمه: طيب، على العموم شكراً وآسفة مرة تانية علشان دوست على رجلك.
مروان: لا حصل خير، بس بعد كده ابقي شوفي الأول إنتي ماشيه إزاي.
نجمه: على فكرة أنا بشوف بمشي إزاي بس أنا اتخضيت لما لقيتك.
مروان: ليه، شايفني عفريت ولا إيه علشان أخضك؟
نجمه بابتسامة: لا، بس المفروض تقح ولا تعمل أي حاجة وإنت جاي مش تيجي هجم كده.
مروان: ما أنا ندهت عليكي إنتي مرضتش، وبعدين أنا غلطان علشان جيت بيهولك، كنت رميته أحسن.
نجمه بنرفزة: ترميه إزاي ده عليه كل حاجتي، ولو كنت رميته كان هيبقى صعب أجيبها تاني.
مروان بضيق: ليه يعني عليه كنز علشان صعب تجيبها تاني؟
نجمه: لا يا ظريف مش عليه كنز، عليه دراستي.
مروان: ليه هو إنتي متعلمة؟
نجمه: أيوه.
مروان: مش باين عليكي يعني إنك متعلمة.
نجمه: هو بيبقى إزاي يعني على اللي متعلم إنه متعلم؟
مروان: يعني من طريقة كلامه مثلاً.
نجمه: ومالها طريقة كلامي بقي، إن شاء الله، وبعدين قبل ما تتكلم عن طريقتي في الكلام شوف الأول إنت بتكلم إزاي.
مروان: بتكلم إزاي يعني؟ ما أنا بتكلم زي الناس، أهو.
نجمه: هي الناس بتكلم كده؟ ده لو الناس بتكلم كده كان كلهم قتلوا بعض.
مروان: ليه إن شاء الله شايفني قدامك قتّال قتلها؟
نجمه: والله إنت أدرها، بس شكلك بيقول كده إنك فعلاً كده.
مروان: والله إنتي اللي شكلك قتّالك، قتلها مش أنا.
نجمه: احترم نفسك أحسن لك ويلا امشي من هنا.
مروان: تصدقي إنك قلة الذوق فعلاً، أنا واقف في بيتكم وإنت بتطرديني؟ ده إيه قلة الذوق اللي إنتي فيها دي؟
نجمه: أنا مش قلة الذوق فاهم.
مروان: أمال تسمي إيه اللي إنتي بتعمليه ده؟ بدل ما تقولي "اتفضل"، تقومي تطرديني.
نجمه: ما إنت اللي خلتني أعمل كده من طريقة كلامك دي.
مروان: طريقه كلامي برده ولا قلة ذوقك وكلامك إنتي.
نجمه: والله إنت اللي قليل الذوق ومش محترم، إنت جاي تشتمني في بيتي.
مروان: أمال عاوزني أسكت يعني وإنت بتشتميني؟ وبعدين احترمي نفسك أحسن وانتي بتكلمني، معايا وعلي إيه، أنا ماشي علشان مش عاوز أضيع وقتي أكتر من كده مع واحدة زيك.
مروان: على أساس إيه إنك مشغول أوي؟ والله اللي يدور عليك يلاقيك صايع.
مروان: صايع؟ بلاش إنتي تكلمني أحسن علشان الصياعة دي إنتي اللي تعرفيها مش أنا، ويا ريت بقى ما أشوفش وشك المقرف ده تاني.
نجمه: والله إنت اللي وشك مقرف وغور بقى من هنا، وشوحت إيدها.
وبينظر لها مروان بغضب ومشي.
وبتنظر له نجمه وهو ماشي بغضب: دي إيه البجاحة، جاي يشتمني في بيتي كمان؟ أنا مش فاهمه، ده إيه ده؟ وشاورت بإيدها علشان يشتمني في بيتي.
وخرج مروان من البيت بغضب، والتفت عليه بعصبية: إيه اللي قلة الذوق اللي هي فيها دي؟ شايفة نفسها على إيه؟ دي أنا مش فاهم، دي ما عندهاش أخلاق ومش محترمة، أنا اللي غلطان، يا ريتني كنت سبتها للحرامية يقتلوها وأخلص. وراح عند عربيته وفتح باب العربية وركب وقفل الباب بغضب ونظر على بيت نجمة: تطردني؟ أنا ماشي يا حقيرة، وتحرك بالعربية.
أمام شقة نجمة:
والتفت نجمة ناحية الباب الشقة ورنت الجرس بغضب.
في غرفة نجمة:
سمع جمال صوت الجرس: إيه ده، هي اللي على الباب دي؟ وقام مسرعاً وخرج من الغرفة وبيجري وراح عندها باب الشقة وفتح الباب، لقى نجمة وبقلق: إيه اللي عمل في وشك كده؟
ودخلت نجمة: هقولك يا بابا بس اقعد الأول.
والدها: طيب، وقفل باب الشقة ومسك إيدها: تعالي يا حبيبتي اقعدي واحكلي إيه اللي عمل فيكي كده؟
نجمة: طيب، ومشت.
ومشي والدها معها: اقعدي ارتاحي.
نجمة: طيب، وقعدت على الكرسي.
وساب والدها إيدها: أنا هروح أجيبلك مياه وأجي.
نجمة: طيب يا بابا.
ومشي والدها.
وحطت نجمة شنطتها وتليفونها على الترابيزة اللي قدامها وسندت راسها على الكرسي وغمضت عينيها بتعب: آه.
وجاء والدها معه كوباية المياه بقلق: لقيها نايمة: إنتي نمتي يا حبيبتي؟
وفتحت نجمة عينيها: لا يا بابا، مانمْتُش.
والدها: طيب، امسكي المياه.
نجمة: طيب، وأخذت كوباية: شكراً يا بابا.
وقعد والدها أمامها على الترابيزة بقلق.
وشربت نجمة من كوباية المياه وهتحطها على الترابيزة.
والدها: هاتي يا حبيبتي. وأخذ منها كوباية المياه وحطها على الترابيزة جنبها.
نجمة: إنت قعدت على الترابيزة ليه يا بابا؟ أقوم أقعد على الكرسي.
والدها بقلق: سيبك أنا قاعد إزاي دلوقتي؟ قولي لي إيه اللي عمل كده في وشك؟ إنتي عملت حادثة ولا إيه؟
نجمة: لا يا بابا، ما عملتش حادثة.
والدها: أمال حصلك كده إزاي؟ وبعدين ما قلتليش ليه لما كلمتك في التليفون على اللي حصل وقلتي إنك كويسة.
نجمة: ما أنا فعلاً كويسة يا ماما.
والدها: إنتي كده كويسة يا نجمة؟ أمال لو مش كويسة، إنتي شايفة وشك عامل إزاي؟
نجمه: لا ماشفتوش بس انا كويسة يابابا والله متقلقش.
والدها: طيب قولي لي حصل لك كده ازاي.
نجمه قالت: طيب وبتحكي له علي اللي حصل.
والدها انصدم.
وخلصت نجمه حكي: والحمد لله يابابا انا كويسة قدامك اهوه وزمان الشرطه اخدتهم من المحل كمان.
وحضنها والدها بقلق: يا حبيبتي يابنتي.
وحطت نجمه ايده علي ضهره: متخافيش يابابا انا كويسه والله.
ونظر لها والدها: طيب ماتصلتش بي ليه وقولتي علي اللي حصل ده وانا كنت هبلغ الشرطه واجي لك.
نجمه: ما انا قوتلك يابابا هما كانوا مثبتنا انا وصاحب المحل والشاب اللي كان معانا ده.
والدها: قدر خيره الشاب ده انه حامكي مايخلهمش ياذيكي.
نجمه باستغراب: حامني؟
والدها: ايوه مش انتي لسه قايلي ان الحرامي الحقير ده كان عاوز ياخدك وهو اللي مانعهم وقعد يضرب فيهم.
نجمه بنرفزه: ايوه.
والدها: طيب يبقي حامكي يا نجمه واللي عملوا مع الحراميه ده هو اللي رجعك بخير الحمد لله ربنا يحمي للشباب علي اللي عملوا معاكي ده.
نجمه: انت بتدعله يابابا؟
والدها: اه علشان هو ابني حلال يا نجمه واللي عملوا ده يقول كده وربنا يجزائه خير علي اللي عملوا معاكي ده هو انتي متعرفيش اسمه ايه وساكن فين؟
نجمه: لا معرفش انما انت بتسال ليه؟
والدها: علشان عاوز اشكره علي اللي عملوا معاكي.
نجمه: تشكره؟
والدها: ايوه ده عرض حياته للخطر علشان يحميكي.
نجمه: لا يابابا هو عرض حياته للخطر علشان يحمي نفسه ولو ماكنش ضرب الحراميه كان زمانه ميت دلوقتي يعني يابابا ماكنش بيحمني انا.
والدها: حتي لو عمل كده يا نجمه علشان نفسه هو برده حماكي ومنع الحرامي انهم ياذوكي ولو كان معملش اللي عمله ده كان انت وصاحب المحل كمان لقدر الله موته معه فهو يستحق انه نشكره علي اللي عمله ده.
نجمه: خلاص بقي يابابا.
والدها: خلاص ايه يانجمه؟
نجمه: خلاص نقفل علي الموضوع ده بقي.
والدها: طيب ياحبيبتي المهم انك كويسه الحمد لله.
نجمه: طيب انا هروح اغير هدومي.
والدها: طيب تعالى.
نجمه: لا يابابا انا هقوم لوحدي.
والدها: لا انا هوصلك علي غرفتك علشان تغير وترتاحي شويه ومسك ايدها يلا.
نجمه: طيب وقامت.
وقام والدها: علي مهلك.
نجمه: انا كويسة يابابا متقلقش.
والدها: طيب بس علي مهلك برده.
نجمه: طيب ومشت.
وماشي والدها معها: انا هحضر الاكل اعقبال ما تغيري هدومك علشان ناكل مع بعض.
نجمه: هو انت لسه ماكلتش يابابا؟
والدها: ايوه لسه ماكلتش ما انا كنت مستنيكي علشان ناكل مع بعض.
نجمه: ليه يابابا كده كان لازم تاكل.
والدها: اكل ازاي بس وانا معرفش انتي فين؟
نجمه: يعني علشان متعرفش انا فين تقعد من غير اكل لغاية دلوقتى ده ينفع يعني يابابا؟
والدها: اه ينفع لما بنتي حبيبتي اللي مليش غيرها في الدنيا معرفش هي فين ولا حصلها ايه يبقي ينفع اقعد من غير اكل.
نجمه: لا يا سيدي بابا ماينفعش كان لازم تاكل وبعد كده ماتقعدش من غير اكل ماشي؟
والدها: ماشي بس بشرط.
ووقفت نجمه باستغراب: شرط؟
ووقف والدها: ايوه شرط.
نجمه: وايه هو الشرط ده بقي؟
والدها: انك متتاخريش تاني علشان نبقي ناكل مع بعض ماشي؟
نجمه: اممم ماشي يا سيدي بابا موافق.
والدها: طيب يلا بقي علشان تغيري هدومك وترتاحي.
نجمه: يلا مشت.
ومشي والدها معها.
نجمه: هو انت طبخ ايه يابابا؟
والدها: طبخ فراخ وعملك بقي احلي طجن بميه هتاكلي صوابعك وراها.
نجمه بابتسامة: بميه.
ووقفت امام الغرفة.
ووقف والدها جانبها: ايوه.
نجمه: طيب يابابا انا هروح اغير بسرعه وهجي علشان اكل.
والدها: طيب انا هروح احضر الاكل عقبال ما تغيري هدومك.
نجمه: طيب يابابا وسابت ايده ودخلت الغرفة.
وقفل والدها باب الغرفة بتاعتها وراح علي المطبخ.
في فيلا الشناوي:
في الجنينه:
وجدان قعدت بتتفرج على البوابة بقلق : "مروان، إيه اللي تأخر كده؟"
ثم قامت ودخلت الفيلا، راحت على الانتريه : "يا كريم!"
لقيته نايم. "انت نايم؟ ما أنا قلتلك اطلع نام فوق، وانت ما سمعتش الكلام!"
راحت لجنبه، ملقتش تليفونه، فقالت: "تليفونه فين؟"
وبدأت توطي علشان تاخده، قالت: "كريم، لا بلاش، أحسن يصحى. أتصل بتليفوني أحسن. بس هو فين؟ أنا سيبته فين؟"
مشت مسرعة وقالت: "ممكن يكون في الغرفة فوق. أما أروح أجيبه وبعدين أجي أصحيه علشان يطلع ينام في غرفته."
أمام الفيلا:
وصل مروان إلى الفيلا ووقف بالعربية، زمر بغضب.
صحى جاد من النوم على صوت التزمر وقال بنعاس: "إيه ده؟ صوت عربية، مين اللي جاي دلوقتي؟ معقول حد يزور حد في الوقت المتأخر ده؟"
قام وقال: "أما أروح أشوف من جاي دلوقتي وقال بصوت مرتفع: "أيوه، جاي، أهو!"
مروان وهو في العربية بيزمر بغضب.
جاد، جوه، سمع صوت التزمر، وقال: "جاي أهو؟ متسربع على إيه؟ وبعدين كفاية تزمر، هتصحي الناس اللي نايمة."
فتح البوابة، ولقي مروان قدامه. وقال: "مروان بيه!"
مروان أشار له يبعد بضيق.
جاد قال: "حاضر." وبعد شوية، دخل مروان الفيلا.
جاد نظر للعربية ولنفسه بخوف : "يارب ما يكون سمعني وأنا بتكلم، وإلا مش هحصلي خير. ممكن يطردني."
قفل البوابة والتفت لمروان وهو نازل من العربية بغضب: "جاد!"
جاد، لنفسه، : "يا نهار زي بعض، شكله سمعني علشان كده نادى عليَّ."
مروان: "إيه؟ مش سمعني؟ تعال."
جاد بخوف: "حاضر." راح له وبص في الأرض.
مروان: "كنت فين؟ سايب البوابة كده وبتزمر بالعربية؟"
جاد: "كنت..."
رفع رأسه فانصدم.
مروان: "إيه؟ ماترد؟ كنت فين؟"
جاد بقلق: "ها، كنت نايم يا فندم."
مروان: "نايم ازاي وأنت عارف إن فيه حد بره؟"
جاد: "ماكنتش أعرف يا فندم إن حضرتك لسه مجاتش."
مروان: "كمان ماكنتش تعرف؟ حلو أوي والله. أمال انت بتشتغل هنا إيه؟ بما إنك مش عارف مين اللي جيه ومين اللي مجاش، ولا انت جاي تنام هنا وخلاص؟"
جاد: "آسف يا فندم."
مروان: "وإيه يعني أسفك ده؟ أسفك ده هيصلح إهمالك ده؟"
جاد: "آسف يا فندم ومش هعمل كده تاني."
مروان: "والله؟ هو أنت وعاوز تعمل تاني ولا إيه؟"
جاد نظر له بقلق.
جوه الفيلا:
دخلت وجدان غرفتها، لقيت تليفونها على الكدمينو، فاخدته بقلق وقالت: "يارب يكون كويس وماحصلوش حاجة."
اتصلت بمروان.
عند مروان في العربية:
مروان رن تليفونه، طلعه من جيبه ونظر فيه، لقى والدته بتتصل. التفت لجاد وقال له: "امشي، وتاني مرة لو اتكررت مش هيحصل لك خير."
جاد: "حاضر يا فندم." ومشي.
مروان فتح الخط وقال: "ألو."
والدته: "ألو، ايوه يا مروان؟"
مروان: "أيوه يا ماما."
والدته: "إنت فين؟ تأخرت ليه؟ مش قولت إنك مش هتتأخر؟"
مروان: "أنا في الفيلا يا ماما."
والدته باستغراب: "في الفيلا؟"
مروان: "أيوه يا ماما، هدخل جوه أهو."
والدته: "طيب، أنا نازلة، أهو. سلام."
مروان: "سلام." وقفل الخط، حط التليفون في جيبه، ومشي.
جاد نظر له بارتياح و لنفسه: "الحمد لله، مرفدنيش ، إنما هو إيه اللي جرحه كده؟ اتخانق مع حد؟ لا، لا، مروان بيه مش بتاع خناق. وبعدين ده اللي يتخانق معاه ده بطل الجمهورية في الكاراتيه. اللي يتخانق معاه يبقى الله يرحمه. أمال إيه اللي عوره كده؟ يا خبر النهاردة بالفلوس، بكرة يبقى بلاش. أما أروح أنام."
ودخل على غرفته.
داخل الفيلا:
مروان وقف عند باب الفيلا وفتحه بالمفتاح ودخل، وقفله وراه بغضب وقال: "ياماما، ماما!"
سمعته والدته وهي في غرفتها: "مروان!"
خرجت مسرعة من الغرفة.
مروان لقى كريم في الانتريه، فراح له باستغراب: "إيه اللي منيمه هنا؟ ده ما نمش في غرفته ليه؟"
نزلت والدته على السلم، لقيت مروان في الانتريه، فراحَت له ووقفت وراه.
قالت: "حمد لله على السلامة يا أستاذ."
التفت له مروان : "الله يسلمك يا ست الكل."
والدته بصدمه وبصوت مرتفع: "إيه ده؟"
صحى كريم على الصوت، شاف مروان ووالدته واقفين. قام بنعاس : "فيه إيه؟"
التفت له مروان، ونظر له كريم بدهشة : "إيه ده؟"
والدته بقلق: "إيه اللي عمل فيك كده؟"
مروان بارتباك : "ها؟"
كريم بخوف: "إيوه يا مروان، إيه اللي جرحك كده؟ هو أنت اتخانقت مع حد؟"
مروان التفت له وقال: "لا، ما تخنقتش مع حد."
والدته: "أمال اتجرحت كده إزاي؟" وحطت إيدها على كتفه وقالت: "اقعد ارتاح."
مروان: "طيب." وقعد على الكرسي، وحط الجاكت على رجله.
والدته: "روح يا كريم، جيب كوباية مية بسرعة."
كريم بقلق: "حاضر يا ماما." ومشي.
والدته: "إنت كويس؟"
مروان حط إيده على إيدها : "أه يا ماما، كويس. متقلقيش."
والدته: "مقلقش إزاي وأنت بالشكل ده؟"
مروان: "ياماما يا حبيبتي، أنا كويس.
جاء كريم ومعه الميّة.
كريم: الميّة يا ماما.
والدته: طيب، واخدت الكوباية. امسكي يا حبيبي، اشرب.
مروان: طيب، وأخذ الكوباية وبيشرب.
وراح كريم وقعد قدامه بقلق.
وشرب مروان الميّة وحط الكوباية جنبه.
كريم: قولي بقى، إيه اللي عمل فيك كده؟
وحط مروان الكوباية بقلق: ها؟
كريم باستغراب: ها؟ إيه، إيه اللي عمل فيك كده؟
والدته: إيه اللي حصل معاك؟ مش أنت قلت إنك كويس على التليفون؟
مروان: ما أنا كويس يا ماما.
والدته: فين اللي كويس ده وانت متبهدل كده؟
مروان: مش متبهدل ولا حاجة يا ماما، أنا كويس.
كريم: كويس إيه يا مروان؟ إنت مجروح. إيه اللي عمل فيك كده؟
مروان: ها، مافيش. كنت بلعب كاراتيه، فانجرحت وأنا بلعب، بس هي دي كل الحكاية.
كريم ووالدته قالوا في نفس الوقت: تلعب كاراتيه؟
مروان: أيوه.
والدته: وانت من إمتى بتلعب كاراتيه بالليل يا مروان؟ وبعدين مش قلت إنك عندك شغل مهم مع عميل علشان كده قفلت التليفون؟
مروان: ها، أيوه، أنا خلصت مع العميل يا ماما، ورحت ألعب كاراتيه.
كريم: بس إزاي جرحت وأنت بتلعب؟ ده مش أول مرة تلعب فيها يعني علشان تنجرح.
مروان: ها، هو ده اللي حصل، يا كريم، أعمل إيه؟ يعني انجرحت وأنا بلعب، عادي بتحصل.
كريم: آه بتحصل بس مش معاك إنت يا مروان.
مروان: ليه يعني مش معايا؟
كريم: أولاً علشان أنت متعود تلعب. ثانياً ودي الأهم، إنك منتبه قوي وأنت بتلعب.
والدته: أيوه صح، كريم معاه حق، يا مروان. وإنت بتلعب بتركز قوي في اللعب، انجرحت إزاي بقى؟
مروان: ها، ما أنا كنت مش مركز قوي يا ماما علشان كده اتجرحت وأنا بلعب.
كريم باستغراب: مش مركز؟
مروان: أيوه، ما كنتش مركز.
والدته: ليه ما كنتش مركز؟ في حاجة حصلت؟
مروان: لا يا ماما، مافيش حاجة، بس كنت بفكر شوية في الشغل، مش أكتر. وبعدين في إيه؟ مالكم؟ هو أنا أول واحد ولا آخر واحد يتجرح؟ ليه الأسئلة دي كلها؟
والدته: إحنا بنطمن عليك، مش أكتر يا مروان.
مروان: اطمني يا ماما، أنا كويس.
بينما كريم بيبص له بتركيز لنفسه: هو مروان مالو؟ مضايق قوي كده ليه؟ إحنا بنسأله ده عمره ما اتكلم معانا بالشكل ده، في إيه؟
والدته: طيب، الدكتور قال لك إيه يا مروان؟
مروان بارتباك: ها؟ الدكتور؟
والدته: أيوه، قال لك إيه عن الجرح اللي في إيدك ده؟ ونظرت للجرح.
مروان: ها؟ ونظر لإيده.
كريم: أيوه، ما رحتش للدكتور؟
مروان التفت له: ها؟
والدته: في إيه يا مروان؟
مروان لنفسه: أعمل إيه دلوقتي؟ لو قلت لهم إني ما رحتش للدكتور، ماما أكيد هتقلق أكتر، ومش بعيد تطلب الدكتور دلوقتي ويجي. أعمل إيه؟ بس، أيوه، أحسن حاجة أقول لهم إني رحت للدكتور وقال لي إن الجرح سطحي وخلاص، بدل ما يقلقوا أكتر من كده.
كريم: مروان.
وسرح مروان في تفكيره.
كريم ووالدته استغربوا.
والدته: مروان؟
مروان: ها، أيوه ماما.
والدته: مالك؟ أنت كويس؟
مروان: آه يا ماما، كويس.
كريم: أمال ما بتردش علينا ليه وإحنا بنتكلمك؟
مروان: ها، لا، مافيش.
كريم: طيب، الدكتور قالك إيه على الجرح؟
مروان: مافيش، قالي إنه جرح سطحي، وعمل لي اللازم وخلاص. أنا هقوم أرتاح شوية علشان تعبان. وقام.
والدته: طيب، مش هتاكل؟
بينما كريم بيبص لمروان بتركيز.
مروان: لا يا ماما، مش جعان، أنا محتاج أنام بس.
والدته: بس يا مروان، أنت أكيد ماكلتش حاجة من الصبح. هجيب لك أي حاجة تاكلها.
مروان: بس يا ماما، أنا...
وقطعت والدته كلامه: ما تبصش، لازم تاكل علشان ما تتعبش. هروح أجيب لك أي حاجة خفيفة تاكلها علشان تعرف تنام.
مروان: طيب، أنا هطلع أغير.
والدته: طيب يا حبيبي، اطلع.
ومشي مروان.
كريم استغرب.
والدته لقيته لسه قاعد: وانت؟
كريم: ها، أيوه يا ماما.
والدته: قعد كده ليه؟ ما تطلع تنام.
كريم: طيب يا ماما، وقام. تصبحي على خير.
والدته: وأنت من أهله.
ومشي كريم.
والدته لنفسها: أما أروح أجيب الأكل لمروان. ومشت.
وراح مروان على غرفته، ولنفسه: الحمد لله إني عرفت أتصرف وألاقي طريقة ما قلتلهمش على اللي حصل معايا. لو ماما كانت عرفت، كانت هتقلق أكتر، ممكن يجرى لها حاجة، ودي حاجة عمري ما هسمح تحصل. ودخل غرفته.
ونظر كريم لمروان وهو داخل غرفته، ولنفسيه: مش عارف ليه حاسس إن مروان مخبي حاجة. بس هيكون مخبي إيه يا ترى؟ أما أروح أكلمه وأعرف إيه اللي مخبيه. ورح على غرفة مروان وخبط على الباب.
وطلع مروان هدومه من الدولاب، والتفت للباب: ادخلي يا ماما.
كريم: ده أنا ماينفعش أدخل ولا ماينفعش؟
مروان: أنت لسه ما نمتش؟
كريم: انت شايف ايه؟
مروان هز راسه: طيب ادخل وبطل لماضه.
ودخل كريم الغرفة: انت لسه مغيرتش.
مروان: انت شايف ايه؟
كريم بابتسامة: ماشي يا عم بتردها لي.
مروان: قل لي عايز حاجه.
كريم: هو انا يعني ما اجيش اتكلم معاك غير لما يكون عايز حاجه؟ انت شكلك واخد فكره عني وحشه خالص وراح وقعد على السرير.
مروان: لا مش واخد فكره عنك وحشه، بس بما انك مش رحت تنام يبقى اكيد في حاجه.
كريم: يعجبني ذكائك يا منظم.
مروان: طيب يا ظريف قول بقى عايز ايه علشان انا تعبان وعايز انام.
كريم: لا روح غير وبعدين تعالى نتكلم.
مروان: ده شكل موضوع مهم بقى بما انك عايزنا نقعد.
كريم: هو انا بتكلم غير في المهم؟ حتى رجلي على رجلي.
نظر مروان لرجل كريم بضيق والتفت له، والتفت كريم لرجله ونظر لمروان ونزلها.
مروان: لا قولي دلوقتي انت عايز ايه علشان انا تعبان ومش قادر اتكلم.
وراح له كريم ووقف قدامه: ايه يا منظم مستخسر فيا ان احنا نقعد مع بعض شويه نتكلم؟ انا بقى لي كتير ما قعدتش معاك.
مروان بتنهيد: طيب انا هروح اغير واجيب لك.
كريم بابتسامة: هو ده الكلام وحط ايده على كتفه.
مروان: طيب شيل ايدك.
كريم: ليه يا عم هو انت مش اخويا ولا ايه؟
مروان: لا اخوك هو، انا قلت حاجه بس عشان اروح اغير.
كريم: اه اذا كان كده ماشي وشال ايده.
مروان هز راسه وراح عند الدولاب وأخذ هدومه وقفله وماشي.
كريم: ما تتاخرش علشان انا ما بحبش انتظر كثير.
ووقف مروان والتفت له: انا اتاخر زي ما انا عايز. بقول لك ايه بقى، انا رجعت في كلامي ويلا اتفضل على غرفتك.
كريم: لا لا خلاص اتاخر زي ما انت عايز، انا هستناك برده.
مروان: ايوه كده وراح دخل الحمام.
وبينظر له كريم وراح ونط على السرير وقعد.
ودخلت والدته الغرفة معه بصينية الاكل: امسك يا مروان.
نظر لها كريم.
ورفعت والدته راسها لقيت كريم قاعد على السرير وباستغراب: انت لسه منمتش؟
كريم: لا لسه يا ماما.
وبتنظر والدته حواليها والتفت له: امال فين مروان؟
كريم: في الحمام يا ماما بيغير هدومه.
والدته: طيب وراحت عند الترابيزة وحطت الصينية عليها. انما انت مانمتش لسه ليه؟
كريم: هقعد شويه مع مروان وبعدين ابقى انام.
والدته: بس اخوك تعبان يا كريم ولازم يرتاح، لازم يعني تقعد معه دلوقتي.
كريم: هو انا بشوفه يا ماما علشان اقعد معه في وقت تاني؟ وبعدين انا مش هتعبه، انا هقعد معه شويه واسيبه يرتاح.
والدته: بس.
وخرج مروان من الحمام لقى والدته: ماما انت لسه مانمتيش؟
والدته: لا لسه، انا جبت لك الاكل اهوه.
ونظر مروان للأكل والتفت لها.
والدته: لازم تاكل ماشي.
كريم: متخافيش يا ماما، انا هخليه ياكله كله.
والدته: لا، انت هتيجي معايا علشان تسيبه ياكل ويرتاح.
كريم: لا يا ماما انا هقعد معه شويه وبعدين هو كمان عاوز يتكلم معايا مش كده يا مروان؟
مروان باستغراب: انا؟
والدته استغربت.
كريم: اه مش انت قولت انك عاوز تكلم معايا في موضوع مهم، انت نسيت ولا ايه؟
والدته: موضوع مهم؟
كريم: ايوه يا ماما.
والدته: موضوع ايه المهم ده يا مروان؟
مروان: ها؟
كريم وهز راسه بنعم.
مروان: اه صح افتكرت، انا فعلاً عاوز اتكلم مع كريم في موضوع مهم.
والدته: موضوع ايه ده؟
مروان: موضوع بخصوص الشغل يا ماما.
والدته: الشغل تاني يا ابني، رايح نفسك شويه، انت كده هتعب، حاول ترتاح راسك شويه من الشغل.
مروان: صعب يا ماما وراح لها ووقف قدامها، بس هحاول علشان خاطر عيونك انتِ يا ست الكل وباس راسها.
والدته: لا وتحاول علشان روحك كمان، ماشي.
مروان بابتسامة: ما انتي روحي يا ماما، وانا بحاول علشانها.
والدته بابتسامة: ربنا يخليك لي يا حبيبي وحطت ايده على كتفها.
مروان: ويخليكي لي يا ست الكل.
كريم: على فكرة كده ظلم.
مروان والدته استغربوا.
مروان: ظلم؟
كريم: ايوه، انتي يا ماما ربنا يخليه لك، وانت يا مروان ربنا يخليك لي، وانا ولا اديني موجود، ايه انتم نسوني؟
والدته: هنساك ازاي يا هبل؟ انت حد برده ينسه ابنه؟
مروان: قولي له يا ماما، حد يقدر ينسه اخوه؟
كريم: امال اما انتم مش نسيني، ماشوفتش يعني جبتم سيرتي وانتم بتكلموا؟
وراح له مروان وقعد قصاده على السرير: تعرف ليه ماجنش سيرتك انا وماما؟
كريم باستغراب: ليه بقي؟
مروان: علشان انت معانا دايماً ومش محتاجين نجيب سيرتك علشان نفتكرك، فهمت بقي؟
كريم: اه وحط ايده على ايد مروان وشده ناحيته.
ونام مروان على السرير جانبه.
وراحت لهم والدتهم بقلق: حاسب على اخوك ده مجروح.
كريم: متخافيش يا ماما، انا واخد بالي.
مروان: سيبه يا ماما ده اخويا، وعمره ما ياذيني، روحي انتي نامي علشان انتي شكلك تعبان.
والدته: طيب بس كُل الاكل كله.
تكمله البارت السابع من عرض جواز
مروان: طيب
والدته: ماتسهروش ماشي
كريم: ماشي ماما
والدته: تصبحوا على خير
كريم ومروان: وانت من أهله يا ماما
وخرجت من الغرفة وقفلت الباب وراها
مروان: ليه خلتني أكذب على ماما وأقول إن عندي موضوع مهم؟
كريم: علشان لو ماعملتش كده كانت هتخليني أروح أنام، وأنا عاوز أقعد معاك
مروان: اها
كريم: رايح فين؟
مروان: هروح فين يعني؟ هقعد علشان أسمعك
كريم: لا خليك زي ما انت، وأنا هتكلم كده
مروان: لا هقعد أحسن علشان أسمعك كويس
كريم: طيب، وأنا كمان هقعد
مروان: طيب
قعد كريم قدامه على السرير
مروان: قولي بقى، إيه الموضوع اللي عاوز تتكلم فيه؟
كريم: طيب هنتكلم بصراحة ولا هنلف وندور؟
مروان: نلف وندور؟
كريم: أيوه لو هنلف وندور يبقى بلاش نتكلم أحسن وأسيبك ترتاح وروح أنام
مروان: وأنا من امتى بلف وأدور عليك يا كريم؟، هوإيه الموضوع بالضبط؟
كريم: يعني لو قلتلك إيه الموضوع، هتكلم معايا بصراحة؟
مروان: هو أنا عمري كذبت عليك يا ابني؟
كريم: بصراحة لا، بس أنا حاسس إنك كذبت علي
مروان باستغراب : حاسس ان كذبت عليك .
كريم : ايوه .
مروان: وايه اللي خالك تحس بكده بقي ؟
كريم: طبعا تصرفاتك يا مروان.
مروان باستغراب : تصرفاتي ؟
كريم : ايوه.
مروان: تصرفات إيه؟ وبعدين، إيه الموضوع اللي أنت حاسس إنّي كذبت فيه ده ؟
كريم: الموضوع إنك انحرجت وانت بتلعب كاراتيه
مروان: (بارتباك) ها؟، ولف وشه الناحيه الثانيه ،بس أنا ما كذبتش يا كريم.
كريم: بدأنا نلف وندور بقى
مروان: وأنا هلف وأدور عليك ليه؟
كريم: معرفش، اسأل نفسك، قولي يا مروان إيه اللي جرحك كده؟
مروان: أنا قلتلك يا كريم، (وقام) انجرحت وأنا بلعب كاراتيه
وكريم قام وراه: لا يا مروان دي مش الحقيقة، أنا كنت حاسس إن فيه حاجة إنت مخبيها علينا، واتأكدت دلوقتي
مروان: (باستغراب) اتأكدت؟
كريم: أيوه، اتأكدت لما فتحت معاك الموضوع، لفيت وشك وتوترت ومعرفتش تبص في وشي، ده أكد لي إن فيه حاجة، وبعدين أنا مرضتش أتكلّم قدام ماما علشان ما تقلقش أكثر من كده، قولي يا مروان، في إيه؟، أنا مش أخوك؟، إنت مش واثق فيا؟
مروان: (بتعجب) إيه الكلام الفارغ ده؟ طبعاً بثق فيك، وأكثر من نفسي كمان
كريم: يبقى خلاص، قولي إيه اللي حصل، وأنا بوعدك وعد الأخوة إن ماما مش هتعرف حاجة
مروان: من غير ما توعدني يا كريم، أنا متأكد من كده
كريم: طيب قولي في إيه، واللي جرحك كده؟
مروان: طيب هقولك
في شقة نجمة:
في السفرة:
جمال بحص الاكل على السفرة و بصوت مرتفع: يلا نجمة علشان تاكلي
نجمة خرجت من الغرفة: حاضر يا بابا، أنا جيت اهو
والدها: طيب يلا تعالي اقعدي
نجمة: طيب
وقعد والدها على الكرسي
نظرت نجمة للأكل: إيه ده كله يا بابا؟
والدها: قولي ما شاء الله
نجمة: أنا ما حستش يا بابا وقعدت قصده
والدها: أنا عارف بس برضه قولي ما شاء الله
نجمة: حاضر يا سيدي بابا، ما شاء الله، إنما قولي عملت الأكل ده كله إمتى؟
والدها: رجعت من المدرسة وعملته، يلا كولي بقى
نجمة: حاضر، بسم الله الرحمن الرحيم، وبدأت تأكل
والدها: بسم الله، وبدأ يأكل، وقال: صحيح، إنتِ خلصتي الرواية؟
نجمة: لا يا بابا، لسه، أنا كتبت فيها شوية، لما أخلص أكل هاروح أخلصها
والدها: طيب كويس، خلصيها، واديه لي أقرها ماشي؟
نجمة: ماشي يا بابا، بس بشرط
والدها: شرط إيه؟
نجمة: إنك تقولي رأيك بصراحة
والدها: طبعاً هقولك بكل صراحة، إنتِ بنتي وأكيد مش هغشك، هقوله بمنتهى الصراحة والمصداقية
نجمة: إذاً كان كده يبقى ماشي، أول ما أخلصها هدهالك تقراها
والدها: طيب، يلا بقى كولي
نجمة: حاضر، وبدأت تأكل
في فيلا الشناوي:
مروان: هو ده كل اللي حصل يا كريم؟
كريم شال إيده من على كتف مروان: بدهشة: معقول يا مروان اللي إنت قلته ده؟
مروان: معقول؟ إنت مش مصدقني ولا إيه؟
كريم: لا طبعاً مصدقك يا مروان، بس مصدوم من اللي حصل ده
مروان: وأنا كمان مصدوم، بس الحمد لله جات سليمة
كريم: أيوه، الحمد لله إنك بخير، وحط إيده على كتفه، وقال: إنما قولي مين البنت اللي دفعت عنها دي؟
مروان (بنبرة زفر): معرفش هي مين
كريم: معقول يعني هي ملقتكش على اسمها؟
مروان بضيق: لا، ملقتش. وبعدين هتقولي ليه؟ أنا مالي ومالها؟
كريم: مالك ومالها إزاي؟ مش أنت دفعت عنها وحاميتها من الحرامية دول؟
مروان: أنا مدفعتش عن حد. أنا كنت بدافع عن نفسي والرجل صاحب المحل وبس، وقفل على الموضوع ده بقى.
كريم باستغراب: مالك يا مروان؟ اتنرفزت كده ليه؟ هو أنت تعرف البنت دي قبل كده؟
مروان: وهعرف منين يعني؟ وراح قعد على الكرسي.
وبينظر له كريم بتركيز.
مروان بضيق: إنت بتبصلي كده ليه؟
كريم: مش عارف، حاسس كده إنك تعرف البنت دي قبل كده.
مروان: كريم بقولك إيه؟ ما تروح تنام بقى.
كريم: أنام إيه؟ وراح له وقعد جنبه على الكرسي. قولي بس، أنت تعرفها قبل كده؟ متخبيش عليَّ، يا أنا أخوك.
مروان: تصدق، أنا غلطان علشان قلتلك.
كريم: ليه بس؟
مروان: علشان أنا عارفك هتفضل تكلم في الموضوع وتضايقني.
كريم: لا، أنا مش هضايقك، متقلقش.
مروان: أما إنت مش هضيقني، أمال إيه اللي بتعمله ده؟
كريم: هو أنا كده بضيقك؟
مروان: لا، سمح الله.
كريم: طيب بقى، بس إنت مقولتليش برده، أنت تعرف البنت دي قبل كده؟
مروان: تاني يا كريم؟ وإيه يهمك يعني؟ ازاي كنت أعرف ولا ماعرفهاش؟ وبعدين، ماتجبليش سيرتها تاني، ممكن؟
كريم: ليه؟ هي عملت إيه علشان منتش طايقها كده؟
مروان: معملتش حاجة، بس أنا مش عاوز أسمع سيرتها وخلاص.
كريم: على أخوك بردك؟
مروان: كريم، وقام: روح غرفتك.
وقام كريم: ليه يا مروان؟ ما إحنا بنتكلم.
مروان: أنا مابقاش عاوز أتكلم. أنا تعبان وعاوز أنام. وتفضل بقى.
كريم: لا، أنا هنام معاك النهاردة.
مروان: لا، مش هتنام معايا. روح على غرفتك يلا.
كريم: بس أنا عاوز أنام معاك.
مروان: كريم روح على غرفتك علشان أنا بدأت أتخانق ومش عاوز أتعصب، وماما تسمع صوتنا. يلا، اتفضل.
كريم: طيب، تصبح على خير.
مروان: وانت من أهله.
وماشي كريم.
وحط مروان إيده على رأسه بضيق: أوف.
ووقف كريم، لقى مروان حاطت إيده على رأسه بقلق: إنت كويس؟
وشال مروان إيده عن رأسه: إنت لسه هنا؟
كريم: أمال يعني، مشت. وبقولك من بره يا مروان.
ونظر مروان قدامه بغضب.
كريم: مالك يا مروان، إنت كويس؟
والتفت له مروان: آه، كويس. اتفضل بقى على غرفتك.
كريم: طيب، بس قبل ما أمشي، عاوز أقولك حاجة.
مروان باستغراب: حاجة إيه؟
كريم: بصراحة، أنا مبسوط قوي منك.
مروان: مبسوط مني؟
كريم: أيوه.
مروان: وليه بقي مبسوط مني؟
كريم: علشان ربت الحرامية دول، وعرفتهم قميتهم، وحاميت البنت منهم.
مروان: كان لازم أعمل كده يا كريم. دي مسألة كرامة وشرف، وماكانش ينفع أقف أفرج ومعملش حاجة، وإلا كنت أذيت. بابا الله يرحمه.
كريم: الله يرحمه.
مروان: ربنا على كده يا كريم. إن كرامة الإنسان وشرفه هما كل ما يمتلكه الإنسان. ولو ضاعوا، يبقى الإنسان مالهوش لازمة. علشان كده ماكانش ينفع أعمل غير اللي أنا عملته ده.
وراح له كريم: أنا مبسوط قوي يا مروان، إني عندي أخ زيك. وحضنه.
وحط مروان إيده على ضهره.
كريم: وأنا كمان يا كريم، مبسوط إني عندي أخ زيك. إنت صحيح بتضايقني وبتطلع روحي.
كريم: أنا بطلع روحك؟
مروان: أيوه، بترفزني كمان.
كريم: أنا.
مروان: أيوه، إنت. بس تعرف، أنا حياتي من دونك ناقصها.
كريم بابتسامة: أيوه كده، أعدل الكلام.
مروان: أعدل الكلام؟ أمشي يا كريم. وزقه.
كريم: خلاص، أنا آسف.
مروان: أمشي يا كريم، أنا عاوز أنام. أمشي.
كريم: طيب، ماشي. بس كُل الأول قبل ما تنام علشان ماما ماتزعلش منك.
مروان: طيب يلا أمشي.
كريم: طيب وماشي.
مروان: واقفل الباب وراك.
ووقف كريم: حاضر، مش عاوزني كمان أحكيلك حدوثة قبل النوم؟ وخرج بسرعة من الغرفة.
وراح مروان وراها، ووقف على الباب: آه، يا جبان.
وقف كريم: الجبن سيد الأخلاق يا مروان. يلا، تصبح على خير.
مروان: وانت من أهله.
ومشي كريم.
مروان وهز رأسه، وقفل باب الغرفة، وراح ناحية السرير، والتفت على يمينه لقى الأكل. فوقف: أما أكل أي حاجة من الأكل ده علشان ماما ماتزعلش مني زي ما الجبان ده قال. وراح عند الأكل، وقعد بياكل.
في شقة نجمة:
على السفرة:
نجمة: الحمد لله.
والدها: الحمد لله، إنتي أكلتي حاجة؟
نجمة: لا يا بابا، أنا شبعت.
والدها: ده طاجن البامية لسه بحاله، وإنتي بتحبيه. وبعدين، أنا مش عارف أكلك يعني؟ كملي أكلك يا حبيبتي.
نجمة: لا والله يا بابا، أنا شبعت الحمد لله.
والدها: طيب، روحي اغسلي إيدك، وخدي تلج من الفريزر حطيه على وشك الورم ده علشان يخف.
نجمة: طيب يا بابا. وقامت ومشت.
والدها: وأنا كمان شبعت الحمد لله. وقام بلم الأطباق وراح على المطبخ، وحطهم في الحوض. وخرج لقى نجمة خارجة من الحمام.
والدها: يلا يا حبيبتي، خدي التلج من الفريزر.
نجمة: حاضر يا بابا. بس إنت قومت ليه من على الأكل؟
والدها: علشان شبعت.
نجمة: طيب، أنا هلم الأكل.
والدها: لا، استني.
ووقفت نجمة: إيوه يا بابا.
والدها: روحي إنتي خدي التلج، وحطيه على وشك، وأنا هلم الأكل.
نجمة: إزاي ده بس يا بابا؟ مش كفاية إنك تطبخ؟ كمان هتلم الأكل؟ يعني أنا بقى معنديش دم لما أسيبك تعمل كل ده لوحدك؟ هو أنا ضيفة؟ ولا إيه يا بابا؟
والدها: لا، مش ضيفة. بس إنتي تعبانه.
نجمة: ما إيه يعني تعبانه؟ ما أنت كمان تعبان يا بابا، ولا إنت ناسي إنك نزلت علشان تدور عليها؟
والدها: لا مانستش بس وقطعت نجمة كلامه.
نجمة: ما بسش يا بابا، أنا اللي هلم الأكل وأغسل الأطباق كمان.
والدها: لا أنا اللي هغسل الأطباق. انتي لما تخلصي لم الأكل روحي ارتاحي وكملي الرواية علشان أنا عاوز أقرها.
نجمة: هبقي أكملها بس لما أغسل الأطباق يا بابا.
والدها: لا اللي هغسل الأطباق. روحي انتي بقي للمهم يلا.
نجمة: طيب يا بابا بس أنا بكرة إن شاء الله اللي هغسلهم ماشي.
والدها: ماشي يلا روحي هاتي بقى الأطباق وأنا هطلع لك التلج من الفريزر.
نجمة: طيب.
دخل والدها المطبخ وأخذ طبق وفتح الفريزر وأخذ تلج منه وحطه في الطبق وقفله. وجاءت نجمة معها الأطباق.
والدها: التلج اهو يانجمه، حطي الأطباق اللي في إيدك دي وحطيه على وشك.
نجمة: حاضر يا بابا.
وراحت عند الحوض وحطت الأطباق فيه، وراحت لوالدها.
نجمة: هات يا بابا الطبق.
والدها: خدي يا حبيبتي.
نجمة: أنا في غرفتي يا بابا لو عاوزت حاجة انادي عليها.
والدها: طيب يا حبيبتي.
خرجت نجمة من المطبخ ودخلت غرفتها وقعدت على السرير وحطت الطبق جنبها. نظرت للتلج وأخذت واحدة منه وحطتها على خدها الورم ووجعها، وشالتها بتوجع. وتذكرت كلام مروان وهي بتحط المرهم على الجرح وحطت التلج على خدها.
في غرفة مروان:
مروان: الحمد لله كفاية كده علشان أعرف أنام.
وسند يده اللي فيها الجرح على رجله وبوجع. اه. ونظر للجرح وتذكر نجمة وهي بتربطه له. بضيق قال: قلة الذوق.،وشال الصينية، وقام سند الصينية بإيده واحدة وفتح الباب، ورجع مسك الصينية بإيديه الاتنين وخرج من الغرفة،نزل وراح دخل المطبخ، وحط الصينية وخرج من المطبخ وطلع على غرفته دخل وقفل الباب، وراح عند السرير وقعد عليه وطفي الأباجورة ونام.
في غرفة نجمة:
نجمة: كفاية كده، أروح أكتب شوية الرواية خليني أخلصها.
قامت ومعها الطبق وراحت عند المكتب. حطت الطبق على المكتب، وقعدت على الكرسي ومسكت شنطتها وفتحتها وطلعت اللاب توب منها، وحطته على المكتب، وفتحت اللاب توب.
بدأت تكتب ودخل والدها. لقي نجمة قاعدة على المكتب وبتكتب.
والدها: حطتي التلج على خدك يا نجمة؟
نجمة: أيوه يا بابا.
والدها: طيب، لقي طبق التلج، أنا هخد الطبق ده ولا أنتي لسه عاوزاه؟
نجمة: لا يا بابا مش عاوزاه، بس سيبه، أنا هوديه.
والدها: لا أنا هوديه بالمرة وأنا خارج. وخد الطبق وأبقي حطي مرهم قبل ما تنامي على الجرح ده في وشك. ماشي؟
نجمة: حاضر.
والدها: أنا هروح أنام، مش عاوزة حاجة قبل ما أنام؟
نجمة: لا يا بابا، شكرا.
والدها: طيب، اسيبك بقي تكتبي الرواية. يلا تصبحي على خير.
نجمة: وأنت من أهله يا بابا.
وخرج جمال من الغرفة وقفل الباب وراها. بدأت نجمة تكتب.
راح جمال المطبخ وفتح التلاجة، وحط التلج وخرج من المطبخ راح غرفته غير هدومه ونام.
في غرفة نجمة:
نظرت نجمة للاب توب وبتكتب، وفضلت تكتب لغاية ما طلع النهار.
بتعب: خلصت أول رواية لي ورن المنبه، ونظرت له نجمة.
نجمة: إيه ده؟ إحنا بقينا الصبح؟ يعني أنا قاعدة كده من إمبارح لغاية ما النهار طلع، ما حسيتش بالوقت. يا ها! الكتابة أخدتني لعالم تاني لغاية لما النهار طلع. بس عالم جميل، المهم إن الرواية خلصت. أقوم أحضر الفطار قبل ما بابا يصحى.
قفلت اللاب توب وقامت، وراحت على الحمام. بعد شوية خرجت منه ودخلت المطبخ تحضر الفطار.
في غرفة والدها:
صحي جمال من النوم وقام فتح البلكونة.
جمال: يا فتح يا عليم، يا رزاق يا كريم.
دخل البلكونة لقى بلكونة عم شفيق مقفولة. باين عم شفيق لسه نايم. خرج وراح فتح باب الغرفة وراح على الحمام. سمع صوت خبط، فاستغرب.
دخل المطبخ لقى نجمة بتحضر الفطار، فابتسم.
جمال: صباح الخير يا نجمة.
نجمة: صباح الخير يا بابا.
والدها: ده إيه النشاط ده كله؟
نجمة: أمال يا بابا طلعك.
والدها بابتسامة: معقول أنا قمر كده؟
نجمة: أيوه طبعا قمر وأحلى من القمر كمان.
والدها: إنتي اللي أحلى وأحلى من القمر. إنما قولي لي، إنت صحيتي بدري ليه؟ ناوية تروحي الكلية؟
نجمة: آه يا بابا، ليه؟
والدها: هو إيه اللي ليه؟ إنتي تعبانة، ماينفعش تنزلي الكلية وإنتي تعبانة كده. خدك لسه ماخفش.
نجمة: خلاص يا بابا، مش رايحة. أنا أساسا معنديش غير محاضرتين، ومش مشكلة، هبقى أخدهم من سلمى ده بس علشان خاطرك يا بابا.
والدها: لا ده علشان صحتك يا نجمة مش علشان خاطري. وبعدين أنا عاوزك تروح الجامعة بس ماينفعش تروح وإنتي تعبانه كده وأنا كمان هروح أستأذن من المدرسة وأجي أقعد معاكي.
نجمة: لا يا بابا، ما تستأذن من المدرسة روح شوية شغلك، وأنا كويسة.
والدها: بس يا نجمة.
نجمة: مابسش يا بابا، أنا مش هروح الجامعة والله وهفضل في البيت متخافيش هكلمك كل شويه علشان أطمن عليها خلاص.
والدها: ماشي يا نجمة، هروح المدرسة أنا هروح أغسل وشي وأجيب لك الفول والطعمية.
نجمة: طيب يا بابا.
وماشي والدها.
نجمة: بابا!
وقف والدها ونظر لها: ايوه يا نجمة عاوزه حاجة تانية؟
نجمة: لا يا بابا، بس نسيت أقولك.
والدها: تقولي إيه؟
نجمة: إني خلصت الرواية.
والدها: إيه؟ خلصتها؟
نجمة: أيوه يا بابا، إمبارح فضلت أكتب لما ما حسيتش بالوقت، لقيت النهار طلع.
والدها: يعني إنتي ما نمتيش من إمبارح؟
نجمة: أيوه الحمد لله، خلصت أول رواية لي.
والدها: ليه يا نجمة كده؟
نجمة (باستغراب): هو إيه اللي ليه يا بابا؟
والدها: ما نمتيش من إمبارح وإنتي كمان تعبانه. ده ينفع كده يا نجمة؟ إنتي كده بتضري صحتك.
نجمة: متخافيش يا بابا، أنا كويسة والله.
والدها: طيب، سيبي اللي في إيدك ده وادخلي غرفتك دلوقتي ونامي.
نجمة: بس أنا مش جيلي نوم يا بابا.
والدها: مش جيلي نوم إيه؟ عينيك مقفولة هي، وبعدين أول ما هنامي على السرير هتروحي في النوم على طول.
نجمة: طيب هفطر معاك وبعدين أدخل أنام.
والدها: لا، لما تصحي افطري براحتك، بس دلوقتي ادخلي نامي، إنتي تعبانه.
نجمة: لا يا بابا، علشان خاطري أنا عاوزه أفطر معاك، ولما أفطر هتدخل أنام على طول.
والدها (بتنهيد): طيب، بس ما تعبتش نفسك.
نجمة: حاضر.
والدها: أنا هروح أجيب الفول والطعمية.
نجمة: طيب بس ما تتأخرش يا بابا، علشان أنا بعمل الشاي.
والدها: طيب ماشي، مش هتاخر، وخرج من المطبخ وراح الحمام، وبعد شوية خرج من الحمام وراح على غرفته.
في المطبخ:
واقفة نجمة أمام البوتاجاز، نظرت على اللبن والشاي وقالت: أنا مش مصدقها، إني خلصت أول رواية لي، أنا فرحانة أوي.
وخرج جمال من غرفته ونظر على المطبخ و بصوت مرتفع: أنا نازل يا نجمة.
وسمعته نجمة و بصوت مرتفع: طيب يا بابا بس ما تتأخرش.
وسمعها والدها وقال: طيب وراح عند باب الشقة وخرج منها ونزل.
نظر عم شفيق وهو واقف في بلكونته، لقى جمال ماشي وقال: صباح الخير يا جمال.
وقف جمال ورفع راسه له وقال: صباح الخير يا عم شفيق.
عم شفيق: إزاي صاحبك عامل إيه؟ كويس؟
جمال: أيوه كويس الحمد لله، مش عاوز حاجة أجيبه لك معايا؟
عم شفيق: لا، شكراً يا جمال، ربنا يخليك.
جمال: طيب عن إذنك.
عم شفيق: اتفضل.
ومشي جمال.
في فيلا الشناوي:
خرجت عايشة الشغالة من غرفتها ونظرت حوليها: باين لسه مفيش حد صاحي. وراحت على المطبخ لقيت صينية أكل على الترابيزة فاستغربت وقالت: إيه الصينية دي؟ مين اللي سيبها كده؟ يمكن وجدان هانم أكلت تاني، بس سبتها ليه؟ مفرغتش الأكل الباقي ليه؟ يمكن نسيت، ولا حاجة. على العموم مش مشكلة، هسخنها وآكلها، بدل ما يترمي. وأخذت الأطباق علشان تسخنهم.
في غرفة مروان:
صحى مروان من النوم، وقام وراح البلكونة وفتحها، بياخد نفس، ورح فتح الدولاب وأخذ هدوم وراح على الحمام.
في غرفة وجدان:
صحيت وجدان من النوم، وقامت وخرجت من الغرفة ونزلت
: يا عايشة، عايشة.
وجاءت عايشة وقالت: صباح الخير يا هانم.
وجدان: صباح الخير، حضري الفطار.
عايشة: حاضر يا هانم.
طلعت وجدان على غرفتها و لنفسها: أما أروح أطمن على مروان، أشوفه صحي ولا لسه. وراحت على غرفة مروان، وخبطت على الباب، ودخلت، ما لقتش حد فاستغربت وقالت: هو مروان راح فين؟ لقيت البلكونة مفتوحة، يمكن يكون في البلكونة. فاراحت البلكونة، ما لقيتش حد. ده كمان مش في البلكونة؟ معقول يكون خرج؟ بس خرج إزاي وهو تعبان كده؟
خرج مروان من الحمام، وبيتنشف شعره لقى والدته في البلكونة و باستغراب: ماما؟
فاراح دخل البلكونة : ماما.
التفتت له والدته : إنت هنا؟
مروان: أمال أكون فين يا ماما؟
والدته: أصل افتكرتك خرجت.
مروان: لا يا ماما، أنا هنا وما خرجتش. وخرج من البلكونة وبيتنشف شعره.
وخرجت والدته وراه : أمال كنت فين؟
مروان: كنت في الحمام يا ماما.
والدته: طيب، و ازاي الجرح اللي في إيدك دلوقتي؟
مروان: الحمد لله يا ماما، أحسن.
والدته: طيب، الحمد لله. أنت أكلت إمبارح الأكل كله؟
مروان: لا يا ماما، أكلت على قد ما أقدر والله.
والدته: طيب مش مشكلة، المهم إنك أكلت.
مروان: طيب. وراح عند المرايا وبدأ يمشط شعره.
والدته: إنت رايح فين يا مروان؟ خارج
مروان: أيوه يا ماما، خارج.
والدته: خارج إزاي وأنت لسه تعبان كده؟
خلص مروان تمشيط شعره : أنا بقيت كويس يا ماما، قدامك، وبعدين عندي شغل في الشركة ولازم أروح.
والدته: ما يتحرق الشغل، أنا الأهم عندي صحتك، وإنت تعبان، وما ينفعش تخرج اقعد ارتاح النهاردة في البيت، وعلى الأقل ابقي انزل بكرة إن شاء الله تروح الشركة.
وراح لها مروان : مش هينفع يا ماما والله، عندي شغل مهم، وما ينفعش يتأجل لبكرة، ولازم أروح.
والدته: بس يا مروان.
وقطع مروان كلامها : مابيسش يا ماما، لو كان ينفع كنت قعدت والله، بس ما ينفعش الشغل هيبوظ، وإنتي ما يرضكيش إن الشغل اللي تعب فيه بابا الله يرحمه السنين اللي فاتت دي كلها يبوظ.
والدته: لا طبعا مايرضنيش، بس برده مايرضنيش إنك تعبت وصحتك تتأثر.
مروان: متخافيش يا ماما، أنا كويس والله، وبعدين أنا يبقى جانبي أحسن أم في الدنيا، وصحتي هترجع.
والدته بابتسامة: إيوه، كول بعقلي حلاوة بالكلام ده.
مروان بابتسامة: هو أنا أقدر برده، يا ست الكل، أقول بعقلي حلاوة وبسها على خدها صباح الخير يا ست الكل.
والدته: صباح الخير. طيب يلا علشان تفطر، أنا خليت عايشة تحضر الفطار.
مروان: طيب يا ماما، اتفضلي إنتي وأنا هجي وراكي على طول.
والدته: طيب، وخرجت من الغرفة وراحت على غرفتها.
عايشة خرجت من المطبخ ونظرت حواليها، ملقتش حد: هي وجدان هانم راحت؟ وفين تلقيها؟ في غرفتها؟ وطلعتها لقيت وجدان هانم.
وقفت وجدان لقيت عايشة: إيوه يا عايشة، في إيه؟
عايشة: الفطار جاهز يا هانم.
وجدان: طيب، روحي إنتي وأنا جايه وراكي.
عايشة: حاضر يا هانم. ومشت.
ومشت وجدان على غرفتها.
مروان خرج من غرفته ونزل على السفرة، ملقاش حد. قعد: هي ماما فين يا عايشة؟
عايشة جات: صباح الخير.
مروان: صباح الخير، هي ماما؟
عايشة: فوق يا فندم.
مروان: طيب، اطلعى قول لها إن الفطار جاهز.
عايشة: أنا قلت لها يا فندم، وهي قالت إنها جايه.
مروان: طيب، روحي إنتي.
عايشة: حاضر. ومشت.
مروان: استني لما ماما تيجي علشان أفطر معاها.
خرجت وجدان من الغرفة ونزلت على السفرة، لقيت مروان قاعد: ما تفطرش ليه يا مروان.
مروان: مستنيكي يا ماما علشان نفطر مع بعض.
والدته: طيب يلا أفطر وقعدت جنبه.
مروان: طيب. وبياكل.
والدته مسكت براد الشاي: أفرغ لك شاي يا مروان؟
مروان: أه يا ماما، لو سمحتي.
والدته: طيب وفرغت الشاي في الفنجان طبعا نص معلقة سكر.
مروان: إيوه يا ماما، ما أنتي عارفه ما بحبش الحاجات اللي فيها سكريات كتير.
والدته: إيوه، عارف عابد الله يرحمه كان كده برده، وإنت طلعت كده.
مروان: الله يرحمه.
والدته: اتفضل يا حبيبي وحطت الفنجان جانب مروان.
مروان: شكرا يا ماما.
والدته: العفو يا حبيبي.
مروان: أمال فين كريم؟
والدته وهي بتاكل: هيكون فين يعني؟ نايم طبعًا.
مروان ساب الشوكة والسكينة من إيده باستغراب: نايم؟
والدته: إيوه، مالك؟ استغربت كده ليه؟
مروان بضيق: علشان النهاردة أول يوم لي في الشغل، يا ماما. هيروح الشغل إمتى؟ ده بعد ما الموظفين يروحوا.
والدته: إنت رايح فين؟
مروان: رايح أصحيه.
والدته: بس هو مش هيصحى دلوقتي لو عملت إيه، ده نايم متأخر وإنت عارف إنه لما بينام متأخر، مش بيصحى إلا متأخر.
مروان: ما هو لازم يصحى، يا ماما، علشان ده شغل مش هزر بما إنه وافق يبقى لازم يكون قده.
والدته: استر يا رب ده شكله مضايق أوي أما أروح وراه أهديه
وراح مروان على غرفة كريم وخبط على الباب و دخل، لقي الغرفة ضلمة: هو مضلم الغرفة كده ليه؟ وطلع تليفونه ينور لقي كريم نايم راح سرج الأبجورة. وطفى التليفون .
دخلت والدته الغرفة، لقيت كريم نايم ومروان واقف جنبه. راحت لمروان: سيبه وأنا هصحيه يا مروان، روح أنت كمل فطارك.
مروان: لا يا ماما، اتفضلي إنتي، انزلي كملّي فطارك، وسيبني معاه.
والدته بقلق: بس.
مروان: متخافيش يا ماما، ده أخويا برده.
والدته: طيب، بس براحه عليه يا مروان.
مروان: متخافيش يا ماما، أنا هتكلم معاه، مش هنتخانق يعني.
والدته: ربنا ما يجيب خناق.
مروان: يارب. يلا بقى، روحي كملّي فطار، وأنا شويّة وهجيلك وراكي.
والدته: طيب ونظرت لكريم وهو نايم، ومشت.
خرجت والدته من الغرفة، والتفت مروان لكريم وقعد جنبه: كريم! اصحي! وهزه في كتفه كريم! اصحي يا بني.
فاق كريم وفتح عنيه: في إيه، مروان؟ بتصحيني ليه؟ التفت الناحية التانية وغمض عنيه.
مروان بضيق: بصحيك ليه؟ هو إنت مافيش وراك حاجة النهاردة ولا إيه؟
ونام كريم تاني.
مروان لقاه نام تاني: ما تصحى يا بني، واتكلم زي ما أنا بكلمك.
مروان: كريم! وهزه. طيب. أخد المخدة من وراها وضربه بها على وشه جامد.
فاق كريم بوجع: آه! يا مروان! إيه اللي بتعمله ده على الصبح!
بيضربه مروان بضيق: أمال عاوزني أعمل لك إيه؟ ما إنت مش راضي تصحه .
كريم قعد: وعاوزني أصحى ليه دلوقتي؟
مروان: عاوزك تصحى ليه؟ هو إنت مش فاكر، وراك إيه؟
كريم: لا، مش فاكر وبعدين أساسًا، مفيش حاجة ورايا النهاردة علشان تصحيني.
مروان: لا بجد، مفيش وراك حاجة؟ يعني مش النهاردة أول يوم شغل ليك في الشركة ولا حاجة؟
كريم: آه صحيح، يا أنا كنت ناسي.
مروان: ناسي؟ لا برافو عليك! وبقولك إيه كمان، كمل نومك أحسن.
كريم: بجد، إنت أحسن أخ في الدنيا! كمل جميلك بقى، واطفي النور والباب كمان اقفله وانت خارج، وهينام.
مروان: هو إيه اللي إنت بتعمله ده؟
كريم: بعمل إيه يعني؟ يا مروان، هنام.
مروان بعصبية: هتنام إيه وزفت إيه؟ هو أنا جاي أصحيك علشان تنام؟ إنت بتهزر يا كريم والله!
كريم: في إيه يا مروان؟ مالك على الصبح؟
مروان: مالي إيه؟ حضرتك نايم لغاية دلوقتي، ولما أجي أصحيك تقول لي "هنام تاني"! ده اسمه كلام؟ ما إنت مش قد الشغل! وافقت ليه من الأول إنك تشتغل في الشركة؟ الموضوع مش لعب! إحنا بنلعبه مع بعض! ده شغل يا أستاذ!
كريم: إيوه، أنا عارف إن الشغل مش لعب.
مروان: طيب، إنت عارف إنه مش لعبة! نايم لغاية دلوقتي ليه؟ ما رحتش الشغل؟ ولا ناوي تروح لما الموظفين يروحوا؟
كريم: إيه يا مروان؟ مالك سخن عليّ قوي كده ليه على الصبح؟ وبعدين، إنت عارف إني نايم متأخر. ما حصلش حاجة يعني لو نمت كمان ساعة ولا ساعتين.
مروان: لا! هيحصل! ده شغل! وما فيش هزار! ممكن الساعتين اللي إنت عايز تنامهم دول يحصل فيهم حاجة في الشغل وتخرب.
كريم: يا سلام! علشان هنام ساعتين، الدنيا هتخرب؟! إيه، مروان؟ ما تقول كلام يدخل العقل!
مروان: لا! أنا بقول كلام يدخل العقل! وفي الشغل، أي حاجة لازم تتوقعها، فاهم؟ وشوف بقى 10 دقائق بالكتير، غير هدومك وروح على المطبعة. سامع؟
كريم باستغراب: 10 دقائق؟
مروان: إيوه! 10 دقائق! واتفضل بقى، قوم غير هدومك.
كريم: في إيه يا مروان؟ إنت بتعاملني كده ليه على الصبح؟ أنا أخوك مش موظف عندك! وبعدين، إحنا أصحاب الشركة! مالك مستعجلني ليه علشان أروح الشغل؟! أنا مش فاهم! هو حد هيكلمنا؟ إحنا أصحاب الشركة يا مروان، مش موظفين! ما حدش هيحاسبنا إذا كنا جينا متأخرين أو بدري!
مروان: لا! حد هيحاسبنا يا أستاذ!
كريم: ومين ده بقي ان شاء الله اللي هيحاسبنا؟
مروان: المسؤولية اللي احنا شايلينها يا أستاذ هي اللي هتحاسبني، ومجهود بابا الله يرحمه اللي عمله طول السنين دي كلها علشان الشركة دي تفضل، هو اللي هيحاسبني. وأنا مش ممكن اسمح أبداً إن الشركة تخرب ويضيع مجهود بابا طول السنين دي. سامع؟ واتفضل بقى قومي البسي وروحي المطبعة.
كريم: حاضر يا مروان، هقوم بس، هروح على المطبعة أعمل إيه؟ هو أنا مش هشتغل في الشركة؟
مروان: لا مش هتشتغل في الشركة، ولما هتروح المطبعة هتعرف هتعمل إيه يلا اتفضل.
كريم: حاضر.
وقام وحط إيده على كتفه مروان : ما تزعلش يا مروان مني، ماشي؟
شال مروان بضيق إيد كريم وسابها، ومشى.
بينما كريم كان بينظر له وهو ماشي : مروان استنى!
خرج مروان من الغرفة ونزل، وكريم خرج وراءه مسرعًا.
كريم بينادي: مروان!
نزل مروان على السلم بضيق، وكريم وراه بيقول: استنى يا ابني، أنا بنادي عليك على فكرة! بشاور له وهو نازل.
سمعته والدته وهي على السفرة، والتفت وراها لقيت مروان ماشي وكريم نازل على السلم.
: هو في إيه؟ وقامت بسرعة وراحت لمروان.
: في إيه يا مروان؟
نظر لها مروان ووقف : ما فيش حاجة يا ماما، أنا رايح الشركة.
والدته: رايح الشركة؟ طب مش هتفطر الأول؟
مروان: لا يا ماما، أنا فطرت الحمد لله، وكمان أنا اتأخرت. سلام، وماشي.
جاء كريم وحط إيده على كتفه مروان من وراها ووقفه.
والدته استغربت.
كريم: أنا بنادي عليك على فكرة من ساعتها، انت مش سامعني؟
والدته: هو في إيه يا كريم؟ هو انت زعلت أخوك ولا إيه؟
كريم: لا يا ماما، ما زعلتوش ولا حاجة، بس هو بيتقل عليا ليه؟ مش عارف.
مروان بضيق : أنا مش قلت لك تغير هدومك؟ ما غيرتش ليه؟ وبعدين إيه اللي منزلتك ورايا؟
والدته استغربت.
كريم: هغير يا مروان والله، بس انت ما تتقالش عليا أكتر من كده علشان أنا مش هستحمل.
مروان: طب يلا اتفضل روح غير، وبطل هزار ده مش وقت هزار.
كريم بابتسامة: ما تفكك يا مروان شوية، في إيه مالك؟
شال مروان إيده كريم وسابه ومشي.
فتح باب الفيلا وخرج، وقفلها وراءه بغضب.
والدته: أنت عملت إيه يا كريم؟ ما تتكلم! عملت إيه خلي أخوك يزعل كده؟
كريم: ما فيش يا ماما، أنا رايح أغير هدومي علشان أروح الشغل، ومشي.
وبتنظر له والدته وهو ماشي باستغراب.
عند البوابة:
وقاعد جاد البواب جانب البوابة، نظر على يمينه لقي مروان بيه رايح عند عربيته وقلق.
جاد: مروان بيه!
قام وفتح البوابة.
فتح مروان باب العربية وركب، وقفله وراءها وبيتحرك.
جاد: مع السلامة يا فندم.
وخرج مروان من الفيلا، وقفل جاد البوابة وقعد جانبها.
جوه الفيلا:
واقفة وجدان: هو إيه اللي حصل؟ خلي مروان يمشي فجأة كده من غير حتى ما يكمل فطار. أكيد كريم زعله في حاجة، بس كريم عمره ما يزعله. أمال هيكون إيه اللي حصل؟
وراحت وقعدت على الكرسي. ليكون كريم ما رضاش يروح الشغل؟ لا، ما هو لسه قايل اللي هو رايح يلبس عشان يروح الشغل. أمال مروان زعلان من إيه؟ وبتفكر.
في شقة نجمة:
على السفرة:
وحطت نجمة الفطار على السفرة : هو بابا اتأخر ليه؟ أنا قلت له ما يتأخرش كده، الشاي هيبرد. أروح أشوفه كده في البلكونة جيه ولا لا؟
وراحت على غرفتها يارب يكون جيه!
فتحت البلكونة، وطلعت فيها، فلقت عم شفيق قاعد في بلكونة شقته.
قالت: صباح الخير يا عم شفيق، وشاورت له.
عم شفيق بابتسامة: "إيه ده نجمة، صباح الخير، عاملة إيه؟" نزلت نجمة إيدها: "الحمد لله يا عم شفيق، إنتَ عامل إيه؟" عم شفيق: "الحمد لله، كويس. إنتِ فين يا بنتي؟ ما حدش بيشوفك ليه؟ ولا إنتِ نسيتِ عمك شفيق؟"
نجمة: "أنا برده اقدر أنساك."
عم شفيق: "طب إنتِ فين؟ ما حدش بيشوفك."
نجمة: "مشغولة والله يا عم شفيق، في المذاكرة. معلش، أنا عارفة إني مقصره معاك."
عم شفيق: "لا ولا يهمك، ربنا ينجحك. على فكرة، دايمًا بسأل عليك والله، جمال."
نجمة: "أيوه، أنا عارفة، بابا بيقول لي، وأنا كمان والله بسأل عليك. إنتَ مش محتاج حاجة؟"
عم شفيق: "لا، تسلمي يا حبيبتي." فجأة، عينيه راحت على خد نجمة عم شفيق: "خدك ورايم من إيه؟"
نجمة بارتباك: "...يتبع."
بقلم : Asmaa Salah
• تابع الفصل التالى " رواية عرض جواز " اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق