رواية الفتاة التى فى المرآة الفصل الثالث 3 - بقلم دعاء سعيد
الفتاة_التى_فى_المرآة٣
الجزء الثالث........
فزعت أميرة عندما استعادت وعيها لتجد نفسها مستلقية ع سريرها ويجلس بجوارها رجل لا تعرفه يناولها كوبا من الماء ويسألها عن حالها .....فردت بتوتر قائلة...
(((انت مين ..؟؟!! ودخلت هنا ازاى ....؟؟؟!!!)))
أجابها باستغراب ...
((( معقولة انتى مش فاكرانى يا آنسة أميرة....؟؟!!!)))
ردت عليه باستفهام ...
(((آنسة أميرة...!!!! حضرتك متعرفش انى متزو.........)))
ولكنه قاطعها قبل أن تكمل كلامها ....
(((عارف طبعا انك متزوجة وعندك اولاد كمان ....)))
ردت عليه بغضب...
(((امال ليه بتنادينى يا آنسة....!!!!!!)))
فأجابها ع وجهه ابتسامة حانية...
(((معلش اعذرينى ...أنا قعدت عشرين سنة اناديكى يا آنسة أميرة.....وتقريبا بعد ما اتجوزتى مقابلتكيش ولا مرة لانى سافرت بعدها ع طول.....فمش متعود اقولك غير آنسة أميرة....والحقيقة اكتر أنا أول ما شفتك النهارده ؛ حسيت انى لسة شايف آنسة أميرة بنت الاستاذ محمود جارنا ، وكأن الزمن مغيرش فيكى حاجة خالص .....)))
كانت أميرة تتأمل ملامحه ونبرة صوته وهو يتحدث إليها وكأنها تحاول تذكره ..وبالفعل تذكرته ...
(((اس استاذ محسن جارنا ....صح ؟؟؟!!!)))
رد مبتسما....
(((الحمدلله انك افتكرتينى أخيرا .....)))
لكنها تساءلت مستفهمة ...
(((بس انت اللى جابك هنا...!!!؟؟؟ وانا ايه اللى حصل لى بالظبط ...؟؟؟!!!
أنا فاكرة انى دوخت ادام باب الشقة ،وبعدها مش فاكرة ايه اللى حصل لى...!!!)))
رد عليها.......
(((أنا كنت بفتح باب شقتى بالصدفة.....لقيتك واقعة ع الأرض ...
شيلتك ودخلتك الشقة ....وانتظرت لحد مافوقتى علشان اطمن عليكى....)))
ردت أميرة بابتسامة خفيفة
((((أنا متشكرة لحضرتك يا استاذ محسن .. ..)))
رد عليها وهو مبتسما.....
(((ع ايه يا انس....قصدى يا استاذة أميرة..)))
حاولت أميرة النهوض من الفراش فساعدها محسن وسارت ببطء مستندة عليه حتى وصلت إلى ردهة الشقة فجلست ع كرسى من كراسى طاولة الطعام ...ثم نظرت إليه وتحدثت معه ع استحياء..
(((حضرتك منورنى يا استاذ محسن ...بس انا الحمد لله بقيت احسن ومش عايزة اعطل حضرتك اكتر من كده ...)))
فرد عليها بتحمس ...
(((لا تعطيل ولا حاجة ....أنا كنت عامل اكل خفيف عندى فى شقتى.. تسمحيلى اجيبه وناكل لقمة مع بعض ....؟؟)))
كادت أميرة ترفض عرضه إلا أنها تذكرت كلمات الفتاة ميرا من
أنها دائما تختار الطريق الذى يبدو اسهل وأوضح
، وتترك الخيار الأفضل .....
فهى تدرك جيدا أن حالتها الصحية لن تعينها ع عمل اى طعام لنفسها وهى تحتاج لبعض الطعام بسبب شعورها بالانهاك والاعياء الشديد ....
فإذا بها تجيبه......
(((اكون شاكرة لجهد حضرتك.....)))
.اسرع محسن إلى شقته ليحضر الطعام الذى أعده ..ثم طلب منها الاذن ليقوم بتسخينه فى مطبخها .. ..فاذنت له
فدخل المطبخ ليقوم بتسخين الطعام وكأنه كان يريد بهذا الأمر أن يتفقد شقة أميرة التى لم يدخلها منذ رحيل والدها الاستاذ محمود الذى كان يعتبره بمثابة والده ....
فوجد أن حالة المطبخ مثل بقية الشقة لاتسر من يراها ....
فلطالما كانت هذه الشقة ينبعث منها الحياة والمرح وكانت دائما ملهمة لكل سكان العمارة من قوة الترابط الأسرى والسعادة والرضا التى كانت تحاوطها .....
فكيف تحولت إلى اشبه بقبر ع وجه الارض...!!!!
احضر محسن الطعام بعدما قام بتسخينه
وجلس ع الكرسى المقابل لأميرة ، بعدما وضع أمامها الطعام الذى اعده بنفسه ...
وبدأ بالأكل أمامها ليشجعها ع تناول الطعام ... فبدأت تاكل ببطء
ثم بدأ يتحدث معها ...
(((بس ايه اللى جايبك لوحدك الشقة هنا!!!؟؟ .....
امال فين رأفت والولاد...؟؟!!!)))
ردت عليه وهى تبلع الطعام بألم، والحزن مرسوم ع وجهها...
(((أنا انفصلت عن رأفت ......)))
كانت كلماتها وكأنها صدمة غير متوقعة ع نفسه ...
((( لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.....
طيب والولاد فين.....؟؟!!!)))
ردت بنفس الالم...
(((هم قاعدين مع باباها ...بس بيزورونى طبعا)))
هز محسن راسه وهو يدرك أنها تحاول أن تزين الحقيقة المؤلمة....
فمنظر الشقة لايعبر عن وجود أى حياة بها بل يعبر عن وحدة قاتلة تعيشها أميرة بمفردها.......
أنهت أميرة ومحسن طعامهم ثم استأذن محسن فى الانصراف ليعود إلى شقته ويترك أميرة لترتاح قليلا وكانت الساعة قد اقتربت من العاشرة مساءا ...
وبالفعل غادر إلى شقته وتركها لتدخل إلى غرفتها وتستلقى ع سريرها ولكنها لم تستطع النوم من التفكير بكل مامرت به فى يومها وقهرة قلبها بعدما رأته اليوم ...
ومر عليها ساعتين وهى تتقلب فى سريرها حتى انتصف الليل وبدأت دقات الساعة عاليه مدوية كالعادة فى مثل هذا التوقيت
فما انتهت الدقات ...حتى سمعت صوت الفتاة فى المرآة تناديها من جديد بصوتها العزب......
((((أميييرة ... أميييرة....
أنا عارفة انك صاحية....قومى نتكلم شوية عن اللى حصل معاكى النهارده...)))
فتبسمت أميرة ونهضت من نومها وجلست أمام المرآة تنظر الفتاة المبتسمة وقالت لها ...
(((عايزة تقولى ايه ...!!!)))
(((هتتكلمى عن اللى عمله رأفت .... ؟؟؟ !!!
ولا اولادى اللى كان باين عليهم الفرح فى فرح ابوهم وكأنى مكنتش فى حياتهم قبل كده ...!!!)))
ردت ميرا وهى مبتسمة......
(((لا ...أنا عايزة أكلمك عن محسن...
مسألتيش نفسك هو فتح باب شقتك ازاى ...............؟؟؟.!!!!!
انتظروا الجزء الرابع
باذن الله
بقلم
،،،،د.دعاء سعيد
• تابع الفصل التالى " رواية الفتاة التى فى المرآة " اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق