Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الفتاة التى فى المرآة الفصل الثانى 2 - بقلم دعاء سعيد

 رواية الفتاة التى فى المرآة الفصل الثانى 2 - بقلم دعاء سعيد 

الفتاة_التى_فى_المرآة٢


نظرت أميرة إلى صورة الفتاة المبتسمة فى مرآة والدتها القديمة....

اخذت تنظر لها بتمعن وهى تدرك أن مايحدث قد يكون دربا من الجنون وحالة من الهلاوس البصرية والسمعية فقد كانت أميرة حاصلة ع ليسانس اداب علم نفس بتفوق إلا أن زواجها من رأفت جعلها تترك كل شئ وتتفرغ لبناء بيتها الذى هُدم فى لحظات....

وبدلا من أن تنهض أميرة هاربة من الغرفة مما رأت فى المرآة وسمعت ..جلست ع سريرها تتأملها وهى تبتسم وكأنها أعادت لها ذكريات قديمة بهذه الابتسامة الساحرة.....ثم فجأة سمعتها تتحدث إليها مرة أخرى بنفس نغمة صوتها الرقيق .....

(((أميييرة .....اصحى بقى عايزة اتكلم  معاكى شوية ..انتى هتفضلى نايمة مش هتقومى بقى ....!!!!!.))))

اندهشت أميرة لسماعها الصوت مرة ثانية ،ومع ذلك ردت ع الفتاة ....

(((انتى مين وعايزة منى ايه .........؟؟؟!!!))))

ردت الفتاة بنفس الابتسامة .....

((((أنا ميرا وعايزة اتكلم معاكى احكيلك وتحكي لى.....اشكيلك وتشكي لى ......اسمعك وتسمعينى .......))))

ردت أميرة باقتضاب .....

(((أنا معتش عندى رغبة  ولا مقدرة انى احكى أو اشكى أو اسمع ......))))

ردت الفتاة ومازالت ابتسامتها الجميلة تعلو وجهها .....

(((طيب ماتجربى يمكن ترتاحى أو حتى تتحسنى شوية ......!!!)))

ردت أميرة بيأس ....

(((تفتكرى ان قعادى لوحدى فى بيت أهلى القديم ...وكلامى مع صورة فى مراية قديمة غالبا  هتطلع هلاوس سمعية وبصرية ومهما كان اللى هحكيه معاها ده ممكن يحسن حالى.....!!!؟؟؟

 ولا بدال ما ابقى عندى اكتئاب بس 

 يبقى عندى اكتئاب بهلاوس .......!!!!))))

ردت الفتاة بشئ من النصح ...

(((طول عمرك بتسيبى الطريق الافضل وتختارى الأسوء لمجرد أنه بيبان لك الاسهل والاوضح و .....)))

تعجبت أميرة من كلمات الفتاة التى بالمرآة 

وبدأت تفكر فى أمرها هل هى فعلا هلاوس كما تعتقد ام انها اشباح تطاردها ام شئ آخر تجهله .....وع الرغم من كل ذلك استمرت فى الحديث مع الفتاة التى بالمرآة ...فقد كان هناك شئ يجذبها للحديث معها والنظر إليها ....شئ حرك بداخلها دافع جديد لم يكن لديها نحو اى شخص فى الحياة بعدما مرت به .....

مما جعلها ترد ع الفتاة وتقطع كلماتها المسترسلة ....

(((انتى تعرفينى منين علشان بتتكلمى عنى كده ومسترسلة اوى فى وصفى ووصف مشكلتى ....!!!)))

ردت ميرا بنفس الابتسامة الواثقة ع وجهها.....

(((أميرة أنا أعرف عنك كل حاجة ....يمكن كمان أعرف عنك حاجات انتى متعرفيهاش عن نفسك.......))))

زاد اندهاش أميرة من رد الفتاة ميرا .....وفجأة سمعت صوت آذان الفجر يشق هدوء الليل بصوت مدوى فى الآذان ومداوى للقلوب التى تتلمس عطف الرحمن.....

فأسرعت أميرة وتوضأت للصلاة لتنفض بعضا من الالامها التى لا تتوقف ....

وبعدما أتمت صلاتها وناجت ربها ....

وجدت نفسها توجهت دون تردد للمرآة وكأنها قامت تبحث عن الفتاة .....

إلا أنها لم تجد سوى انعكاس صورتها هى ولا أثر لتلك الفتاة التى كانت تحدثها قبل الصلاة....فتيقن جواها اعتقادها أنها لم تكن سوى هلاوس ليلية ،ولكن الغريب فى الأمر أن هذه المحادثة الجنونية كان لها تاثير ايجابى عليها ...فقد شعرت بأن هناك شعاع نور صغير قد أضاء داخل روحها المنطفئة ...شعاع لاتعلم مصدره ولكنها تعلم أنه قد أضاء شيئا بداخلها بعد حديثها مع  هذه الفتاة......

عادت أميرة لفراشها لتكمل نومها الذى لاينقطع هروبا من حالها ، ولكن وع غير ما اعتادته منذ أن رجعت إلى بيت أهلها فلم تغرق فى نوم عميق بسرعة كما كان يحدث ...بل ع العكس وجدت نفسها تتقلب فى فراشها وتفكر فى كلمات الفتاة من أنها دائما تترك الافضل وتلجأ لما تعتقد. أنه اسهل وأوضح......

وبينما أفكارها تعصف برأسها غلبها النعاس ولكنه سرعان ما استيقظت بعد ساعات قليلة ع ضوء الشمس الساطع الذى تسلل لغرفتها كما يحدث يوميا دون أن تشعر به من ولكن هذه المرة ايقظها وكأن نور الصباح قد اتحد مع شعاع النور الذى أضاء بداخلها دون أن تدرى .....

وجدت أميرة نفسها مازالت تفكر فى كلام الفتاة ميرا وفجأة شعرت بحنين شديد لابنائها ...فاتخذت قرارها وعزمت ع الذهاب لرؤيتهم ....

فنهضت من فراشها وهى تشعر بقليل من النشاط نتيجة حماسها لرؤية ابنائها واعدت بنفسها طعاما يساعدها ع استرداد بعضا من صحتها وجلست تنطر إلى الساعة تنتظر مواعيد عودتهم من العمل والجامعة ....وهى تراجع ذكريات عمرها مع أبنائها....

وفى تمام الرابعة والنصف عصرا انطلقت متجهة إلى الڤيلا التى قضت بها سنوات عمرها ثم خرجت منها گأنها لم تكن يوما من سكانها....

لم تكن الڤيلا قريبة من منزل والديها إلا أنها قررت أن تسير هذه المسافة ع الأقدام كأنها تريد أن تراجع بقية ذكرياتها ...فسارت ع أقدامها مايقرب من أربعين دقيقة دون أن تشعر بأى تعب  من شدة شوقها لأبنائها ....

ولكنها عندما بلغت أسوار الڤيلا ...رأت زينات وأنوار معلقة فى كل مكان وعندما نظرت من خلف باب الحديقة الخارجى رأت زوجها السابق رأفت وهو يرتدى بدلة الزفاف ويرقص مع عروسه الجديدة.....

أما ابناؤها فقد جلسوا وسط المدعويين مبتسمين...

 لايظهر عليهم سوى الفرح والسرور .....

تراجعت أميرة بظهرها مبتعدة عن باب الڤيلا بعد ما رأت ...

وفجأة اصطدمت بشخص خلفها ....فاستدارت لتجدها فاطمة إحدى خادمات الڤيلا ....والتى عانقتها بحرارة عندما رأتها قائلة......

((((وحشتينا ياست أميرة .....البيت وحش اوى من غيرك ....

من ساعة مامشيتى وكل حاجة فى البيت مبقاش لها طعم حتى البهوات الصغيرين معدوش بيقعدوا ع الأكل مع بعض زي زمان ...بقى كل واحد بياكل فى اوضته وخلاص .....

تعرفى أنا فكرت كتير اسيب الشغل هنا بس ملقتش حاجة تانية اقدر اعيش منها  ...)))

نظرت لها أميرة وفى عينيها دموع متحجرة تأبى أن تسيل حتى لاتشعر بمزيد من الذل والألم فقد وجدت من الخادمة مالم تجده من أبنائها.....

ثم سلمت عليها باليد وانصرفت عائدة إلى منزل والديها وهى لاتدرى كيف ستكمل طريقها حتى تبلغه فقد صارت تشعر ببعد المسافة بعدما قطعتها وهى قادمة دون أن تشعر بها ....

وفى لحظة ادركت أنها لن تستطيع فاستقلت سيارة أجرة عائدة إلى منزل والديها .....فما أن وصلت وصعدت السلالم  ووقفت أمام باب الشقة حتى فقدت وعيها قبل أن تدخل المنزل .....

ولكنها عندما استفاقت ..وجدت نفسها ع سريرها بغرفتها ...

فنظرت بجانبها لتجد رجلا يجلس بجوارها ....

ويقدم لها كوبا من الماء قائلا....

(((حمدالله ع سلامتك يا آنسة أميرة........................


انتظروا الجزء الثالث 

 باذن الله 

بقلم 

،،،،د.دعاء سعيد


• تابع الفصل التالى " رواية الفتاة التى فى المرآة  " اضغط على اسم الرواية 

reaction:

تعليقات