Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جحيم حياتي الفصل الواحد والعشرون

رواية جحيم حياتي البارت الواحد والعشرون بقلم عائشة محمد

رواية جحيم حياتي كاملة بقلم عائشة محمد

رواية جحيم حياتي الفصل الواحد والعشرون

مر يوم بالكامل ومازالوا لا يعرفون شئ و فريدة كما هي تجلس بغرفة ريم و تبكي وتلوم نفسها...
كانت تجلس ريم وهي مقيدة علي إحدي المقاعد في مكان مظلم و كانت فريدة تقف أمامها ، وجدت فريدة أمير يظهر من هذا الظلام الذي هو جزء منه و ضحك ضحكة شيطانية وقال
-أختك يا ريم أتخلت عنك في سبيل أن جاسم يعرف أنها بريئة ، أختك هي السبب في إلي أنتِ فيه
صرخت فريدة قائلة بنفي
-لا لا يا ريم متصدقهوش ، والله أنا متخلتش عنك ده أنتِ أختي وصاحبتي وبنتي ، أنا كنت فاكرة إني هقدر احميكي بس محصلش ، كان لازم جاسم يعرف الحقيقة
ضحك أمير وقال
-وجاسم عرف الحقيقة .... مقابل ايه ! مقابل موت أختك ، موتك يا ريم
صرخت ريم قائلة
‏-لا ارجوك يا أمير
قالت فريدة وهي تبكي
-طب أنا مستعدة اعمل اي حاجة بس بلاش تأذيها
قال أمير وهو يقترب من ريم
-الوقت فات يا فريدة
وقفت تشاهده وهو يعتدي علي أختها وكلا منهم تصرخ وهو يضحك بشر ، وبعد أن أنتهي أبتعد عنها و قتلها ، قتلها بدون أن يتردد ، ظلت فريدة تصرخ وتبكي حتي استيقظت من نومها تشعر بأنقباض بقلبها وكانت تتنفس بضيق ، فنهضت خائفة وهي تركض للخارج لتجد جاسم و آسر ومروان ، ركضت فريدة بخوف وبكاء وعانقت جاسم وهي تبكي ، هدأها جاسم بلطف وهو يقول
-فريدة اهدي
توقفت فريدة وأبتعدت عنه تنظر للجميع فوجدت والدها ووالدتها و اصدقائها يبكون ، والباقي كانت علامات الحزن تملئ وجوههم ، نظرت فريدة لجاسم بعيون مترجية وقالت
-جاسم هما بيعيطوا ليه ؟ اكيد عرفتوا مكان ريم وهما بيعيطوا علشان هترجع بالسلامة صح !
تنهد جاسم و أمسك ذراعيها وجعلها تجلس وجلس أمامها علي الأرض وأخفض رأسه بحزن فقالت وهي تصرخ به
-متنزلش راسك كده ، قولي في ايه
رفع رأسه وقال بحزن
-أحنا لقينا فيديو أتبعت علي موبايل أمير ، والفيديو ده........
نهضت سريعا قائلة بلهفة
-فيديو ايه ! فيديو يخص ريم ؟ طب أنا عايزة أشوفه
صرخت مجددا قائلة
-عايزة أشوفه
نظر جاسم لمروان فأعطي مروان هاتف أمير لفريدة بعد أن فتح لها هذا الفيديو لتجد فريدة مكان ما يحترق ، كانت النار تأكل هذا المكان بالكامل ، نظرت فريدة لجاسم بتعجب وقالت
-وايه علاقة ده ب ريم !
وقف بجانبها وقال وهو ينظر لها بحزن
-المكان ده مخزن قديم بعيد جداا ، المخزن ده كان تبع الشركة بتاعت بابا بس علشان بعيد وفي مكان يعتبر مقطوع قررنا نقفلة وده كان في الفترة إلي أمير كان عايش معانا فيها قبل ما يسيبنا ويمشي وهو عارف كل حاجة وأستغل أنه بعيد وقديم و خطف ريم فيه ..... يعني المكان إلي أنتِ شيفاه بيتحرق ده ريم فيه جوه ، وللأسف حتي لو قررنا نروح علشان الجثة وكده ف ... مش هيكون فيه جثة لأن النار زمانها حولت ريم والمكان كله لرماد
كانت تستمع لكل شئ وهي تبكي وبكائها يزداد ، قالت فريدة بعد أن أنهي كلامه
-أنت كداب ، ريم عايشة ، أنا حاسه .... ريم محصلهاش حاجة
دفعته مرتين بقوة وهي تكرر
-أنت كداب ، ريم عايشة
أمسك جاسم يدها لتصرخ وتتلوي بين ذراعيه قائلة
-لا ، لا ..... جاسم أنت قولتلي هتحمي أختي ، قولتلي أنك مش هتسمح لأمير يلمس شعره منها ، ريم ماتت بسببي ، ماتت بعد ما أنا اتخليت عنها علشان تصدقني وتعرف حقيقة أمير ، أنا السبب ، لو كنت فضلت ساكتة كانت ريم هتبقي كويسة وقاعدة في وسطنا دلوقتي ، قعدت تقولي قوليلي الحقيقة لغاية ما ضعفت وزهقت وقولتلك الحقيقة و هفضل ادفع تمن إني قولت الحقيقة عمري كله
ظلت فريدة تبكي وهي تصرخ بأسم ريم حتي وقعت فاقدة الوعي
**
خرج الطبيب وقال وهو يطمئنهم
-اطمنوا ، جالها أنهيار عصبي بس هي بقت كويسة وتقدر تخرج كمان ، هي فاقت تقدروا تدخلولها
دخل جاسم و والدها و والدتها لها ، كانت شاحبه الوجهه ، الدموع تغطي وجنتيها ، كانت معالم الحزن مرسومة بدقة علي وجهها الذي لم يبتسم منذ قبل زفافها ، أمسك والدها يدها وقال وهو يبكي
-متلوميش نفسك يا فريدة ، أنتِ مش السبب في موت ريم ، أنتِ عملتي الصح لما كشفتي أمير علي حقيقتة
-بس أنا كنت عارفة إني لو كشفت أمير هيبقي ده تمن موت أختي ومع ذلك كملت ، أنا قرفانة من نفسي اوي ونفسي أموت
قالت والدتها سريعا بخوف
-لا يا فريدة ، أنتِ الحاجة الوحيدة إلي موجودة في حياتنا بعد موت أختك ، مش هنقدر علي خسارتك أنتِ كمان
نظرت لهم بعد أن كانت تنظر للفراغ وقالت بصوت باكِ
-تفتكروا ريم هتسامحني !
نهضت فريدة وعانقت والديها وهي تبكي قائلة
-مش هتسامحني ، ريم مش هتسامحني لأني كنت السبب في موتها ، أنا السبب في كل حاجة ، أنا السبب
قال والدها نافيا
-لا يا حبيبتي متقوليش كده يا فريدة ، متشيليش نفسك ذنب مش ذنبك ولا ذنب حد ، ده قدرها ومحدش يقدر يغيره
كان يقف كل هذا يستمع لهم ويشاهدها وهي تبكي بقهر وألم ، كان يريد أن يفعل شيئ حتي ينهي هذا الألم ولكن لا يوجد شئ ، فهو لو يستطيع أن يعيد ريم مرة اخري كان اعادها لرؤيتهم سعداء ولكن هذا مستحيل.....
**
...بعد مرور شهرين...
بدأت فريدة في العمل في إحدي المستشفيات حتي تشغل وقتها وتفكيرها ولا تفكر بريم كثيرا و كان جاسم طوال الشهرين يحاول أن يعديها له ولكنها كانت ترفض وتتهرب منه ومع ذلك كان يحاول دائما
..في المساء..
أنهت عملها بالمشفي و كانت في طريقها للخروج ولكن اوقفها شخص ما قائلا
-دكتورة فريدة
التفتت فريدة للخلف وأبتسمت قائلة
-اتفضل يا دكتور ياسين
أبتسم ياسين وقال بلطف
-حضرتك بدأتي تشتغلي هنا من شهر تقريبا او شهر وشوية ، و نعرف بعض من أول يوم حضرتك جيتي فيه ف يعني لو ينفع نشيل الألقاب
حركت عيناها بتفكير وأبتسمت قائلة
-يعني ...أنا شايفة الأحسن أننا نفضل كده لو مش هيضايقك
شعر بالأحراج فداعب شعره وقال بأبتسامة مترددة
-طيب ممكن اعزمك علي الغدا انهاردة ؟
صمتت قليلا تفكر ثم تنهدت وقالت
-أسفة بس مش هينفع يا دكتور ياسين
احرجتة مرة أخري فقال بحزن
-لا عادي مفيش مشكلة نبقي نعوضها بإذن الله
أبتسمت أبتسامة أخيرة وقالت وهي تودعه
-إن شاء الله ، يلا سلام
أستدارت وأكملت طريقها فوجدت فريدة سيارة تقف أمامها ، تعرف هي هذه السيارة جيدا ، قلبت عيونها بملل و وجدتة يخرج من سيارتة قائلا بغضب
-فريدة بجد أنا زهقت من لعب العيال بتاعك ده
قالت بحزن تحاول أن تخفيه
-يعني ؟
قال بغضب يحاول أن يقلله
-يعني أنا مش فاهم في ايه ، بقالنا شهرين بعيد عن بعض وكل ما اجي أكلمك في أننا نرجع ترفضي وتتهربي مني ، مرضتش اضغط عليكي بسبب إلي حصل بس...
تحولت نبرته للحب والأشتياق وقال
-بس أنتِ وحشتيني
كم تريد أن تقول له وأنت ايضا ، كم تريد أن تقول له أنها تتعذب ، كم تريد أن تقول له أنها تحتاج له وتشتاق له ، تنهدت فريدة وقالت
-جاسم ارجوك امشي
أمسك جاسم ذراعها وقال بحدة
-مش همشي وهاخدك معايا دلوقتي هنروح بيتك و هجيب مأذون و هنرجع لبعض
صرخت به بغضب قائلة
-مش هينفع ، ولو سمحت سيب إيدي
كان يقف يشاهد كل ما يحدث من البداية وعندما وجدها تصرخ ذهب سريعا وقال بغضب وهو يحاول ابعاد جاسم عنها
-أنت يا استاذ ابعد إيدك عنها
نظر جاسم لياسين ثم نظر لفريدة وقال بنفاذ صبر وهو ينظر لياسين بعيون يتطاير منها الشر
-ابعد عني بدل ما هطلع غضبي فيك وبعدين أنت مالك !
كاد ياسين أن يجيب ولكنها قالت وهي تجذب يدها بعنف من يده
-كفاية بقي يا جاسم لو سمحت ، دكتور ياسين مفيش حاجة ممكن حضرتك تدخل المستشفي
تنهد ياسين ونظر بتهكم لجاسم ثم قال بحنان لفريدة
-لو احتجتي حاجة أنا موجود
كان جاسم سينقض عليه الأن ولكنه أمسكت يد جاسم ونظرت له تحذرة ثم قالت بأبتسامة صغيرة
-تمام يا دكتور
ذهب ياسين و أبتعدت فريدة عن جاسم و ذهبت قائلة
-متحاولش توقفني لأني بجد مش عايزة اتكلم
تنهد جاسم وقال
-أنتِ بقالك كتير مش عايزة تتكلمي يا فريدة ، دايما بتتهربي مني ، يا تري تكوني بطلتي تحبيني ؟؟
**
كانت تقف بالمرحاض مترددة ، كانت تمسك بيدها هذا الجهاز لأختبار الحمل ، فهي تشعر بأرهاق وتعب يشبه ألم الحمل في بدايته منذ اسبوع ، تنهدت روان و قامت بالفحص...
كان يقف بالخارج يطرق علي الباب قائلا
-روان أنتِ كويسة ! اوعي تكوني بترجعي تاني ؟ روان صدقيني تعالي نكشف أنتِ بقالك كام يوم مش كويسة
وجدها تخرج بعد أن فتحت الباب ، كانت تنظر بصدمة فحرك يده امام وجهها وقال
-روان أنتِ كويسة ؟
تعلقت روان بعنقة سريعا وصرخت بسعادة قائلة
-أنا حامل ..... حامل يا مروان
ظل دقائق يستوعب حتي اعطتة هذا الجهاز الصغير فأتسعت عيونه وأبتسامته بسعادة وضحك وهو يقذف الجهاز بعيدا لتضحك عليه ثم حملها وهو يعانقها وظل يدور بها بسعادة قائلا
-أنا فرحان... فرحان اوي يا روان
ضحكت روان وتعلقت به أكثر قائلة بهمس
-أنا بحبك
توقف مروان وأنزلها وحاوط وجهها قائلا
-وأنا كمان
**
كانت هبه والدة آسر تجلس وتمشط لشهد التي تجلس امامها شعرها ، أبتسمت شهد وقالت بسعادة
-تعرفي يا ماما ، أنا من زمان اوي محدش سرحلي شعري ولا عمري حسيت بالحنيه دي من حد ، ربنا بعتك ليا أنتِ وآسر و مروان علشان تعوضوني عن كل حاجة
أبتسمت هبه وقالت
-وأنا كان نفسي يبقي عندي بنت ، العب معاها واسرحلها شعرها واغنيلها وتغنيلي ، واهو ربنا عوضني بيكي بعد السنين دي كلها
التفتت شهد وعانقتها قائلة
-ربنا يخليكي لينا
سمعوا صوتة قائلا
-وانا مليش من الحب جانب!
ابتعدوا ونظروا لباب الغرفة ليجدوا آسر ، ضحكت هبه وقالت
-أنت جيت امتي من الشغل ؟
-‏لسة جاي بس شكلكوا مسمعتوش الباب وهو بيتفتح ، ينفع بقي انضم ليكوا في العناق الأسري ده
أبتسموا و ذهب آسر لهم لتعانقهم هبه بحب قائلة
-ربنا رزقني بيكوا وأنا بجد بحبكوا وبتمني من ربنا يخليكوا لبعض ويسعدكوا
نظر آسر لشهد بأبتسامة لتبادلة هي ايضا ، أكملت والدتة قائلة
-وبدعي كمان من ربنا إني أشوف ولادكوا قريب ، ربنا يرزقكوا بالذرية الصالحة يا حبايبي
غمز آسر لشهد ليحمر وجهها وتبتسم بخجل
**
-بجد !!! أنتِ حامل
قالتها فريدة بسعادة فأكدت روان قائلة
-ايوة ، هبقي ماما وأنتوا هتبقوا خالات يا عيال
كانوا يتحدثون معا محادثة جماعية فقالت شهد بسعادة
-ربنا يقومك بالسلامة يا قلبي يارب
قالت فريدة بمزاح
-بس مش غريبة ! أنا اول مرة اشوف طفلة هتبقي أم لطفلة سبحان الله
ضحكت فريدة وشهد و تذمرت روان قائلة
-أنتِ هتعملي زي مروان ، والله حرام كده
ضحكت فريدة وقالت
-لا يا قلبي ده أنتِ هتبقي ماما زي القمر ، كل الدعم يا قمر
ضحكوا سويا وقالت شهد بسعادة
-أنا هبقي خالتو وعمتو في نفس الوقت
ضحكت روان وقالت بتلقائية
-تصدقي وأنا كمان ، لما فريدة وجاسم يرجعوا ويخلفوا هبقي عمتو وخالتو برضوا
صمتت فريدة وقالت شهد متسائلة
-فريدة أنتِ ليه مش عايزة ترجعي لجاسم ! ليه بالرغم من إن الحقيقة اتعرفت وجاسم بيلف وراكي علشان ترجعي بس أنتِ دايما بتهربي ودايما بترفضي أنكوا ترجعوا
قالت روان متأسفة
-أنا أسفة ، أنا مكنس قصدي أفتح الموضوع ده بس بجد يا فريدة احنا مش فاهمين ، مفيش حد فاهم أنتِ ليه مش عايزة ترجعي تاني بالرغم أن انا وشهد عارفين كويس أنك لسة بتحبي جاسم حتي لو بتمثلي علي الكل عكس كده ، ليه مصممة تعذبي نفسك وتعذبي جاسم ؟
ملأت الدموع عيونها واصبحت الرؤية تتلاشي أمامها بسبب دموعها التي تحاول السيطرة عليهم وقالت بصوت تحاول أن لا تظهر ضعفها به
-بنات أنا مضطرة أقفل دلوقتي كملوا انتوا ، ومبروك ليكي يا روان وربنا يقومك بالسلامة
أغلقت فريدة وتنهدت شهد قائلة
-كالعادة بتتهرب
بعد أن أغلقت المحادثة جلست تبكي بشده ، نعم هي مازالت تحبه وبشده ولكنها خائفة ، خائفة من اشياء كثيرة جداا ، تشعر أنه لا يوجد احد سيفهمها حتي صديقاتها ، لو كانت ريم هنا كان يمكن أن تفهمها ، تذكرت فريدة ريم وازداد بكائها أكثر حتي غفت وهي تبكي كعادتها في بعض الأيام
**
عاد ليمكث مع والديه بعد أن انفصل وهو وفريدة ، كان يجلس بالحديقة يتذكرها ، يتذكر كل شيئ بها ، يتذكر وجها الملاكي ، يتذكر برائتها ، يتذكر توترها وارتباكها ، ياذكر طريقة حديثها ، أغمض جاسم عينه وتنهد قائلا
-وحشتيتي اوي يا فريدة ، نفسي افهم ايه إلي مانعك انك ترجعيلي ، ساعات بحس نفسي مش فاهمك بجد يا فريدة ، او أنتِ إلي مش بتسمحي ليا إني افهمك
نظر جاسم للقمر وأبتسم وهو يتذكرها
**
...في منتصف اليوم التالي...
كانت تخرج من المشفي فلحق بها ياسين قائلا
-دكتورة فريدة ، أنتِ ماشية ؟
أومأت برأسها وقالت بأبتسامة
-يعني حاسة إني مرهقة فأستأذنت إن امشي
قال ياسين بلهفة
-طيب أنتِ كويسة ؟ حاسة بحاجة ؟
أبتسمت فريدة وقالت بهدوء
-اطمن أنا كويسة ، محتاجة استريح بس
أبتسم ياسين وقال
-طيب ممكن أقول ليكي حاجة ، الصراحة بقي يا دكتورة أنا معجب بيكي وكنت حابب اكلمك في الموضوع ده بس كنت خايف و.......
وجدتة يقع ارضا بعد أن تلقي لكمة من جاسم الذي استمع لحديثة وغضب بشده ، صدمت فريدة و قالت بغضب
-جاسم أنت مجنون ! وبعدين أنت بتعمل ايه هنا ، انت بتراقبني
قال جاسم بغضب وحده
-ايوة براقبك يا فريدة ، وأنت معجب بمين ها ! معجب بمين ، دي مراتي يا حيوان
كاد أن ينقض عليه مجددا ولكنه أمسكتة وبكت قائلة
-حرام عليك يا جاسم .... مش كل يوم والتاني هتيجي تفضحني قدام المستشفي ، امشي يا جاسم ، امشي
هدأ جاسم وشعر بوخز بقلبه عند رؤية دموعها ، نظرت له فريدة وقالت برجاء
-ارجوك امشي
ذهب جاسم بدون أن ينطق بأي كلمه وأنحنت هي تساعد ياسين الذي نزف فمه و أنفه أثر لكمة جاسم وقالت معتذرة
-أنا أسفة بجد ، أسفة جدا والله
-ده جوزك !
شعرت فريدة بالحزن وقالت
-كان ، أحنا متطلقين من شهرين
أبتسم ياسين وقال
-واضح انه لسه بيحبك ، يا تري أنتِ لسة بتحبيه ؟
نظرت له فريدة وصمتت فأبتسم وقال
-عرفت الأجابة خلاص ، ربنا يسعدك يا دكتورة و يريح قلبك وأسف لو كنت ازعجتك
توترت فريدة عندما قال أنه عرف الأجابة ، هل لهذه الدرجة يظهر عليها عشقها له ! قال فريدة بأسف
-أنا إلي المفروض اعتذر لحضرتك ، أنا أسفة جدا
نهض آسر وتألم بخفة قائلا
-متقلقيش هبقي كويس ، وبعدين أنا عذرتة ، أنا لو بحب حد قمر زي حضرتك كده وسمعت حد بيقولها أنه معجب بيها كنت هعمل فيه اكتر من كده ، أنا كويس متقلقيش والله
**
كان يقود سيارتة وهو تائه ، لا يعرف اين يذهب ، لا يعرف ماذا يفعل ، يضعف كلما رأي دموعها ، يود أن يسعدها ولكنه لا يفعل اي شئ سوي أنه يبكيها ، منذ اللحظة الذي اعترف بحبه لها وهب صغيرة وهو لا يفعل شئ سوي جرحها ، هل لو أبتعد عنها ستكون بخير ! تنهد جاسم وقال
-مدام أنتِ حابة نبعد مش هضغط عليكي أكتر من كده يا فريدة ، ربنا يسعدك وتنسي كل الحزن إلي كان في حياتك بسببي
**
عادت لمنزلها وهي غاضبة فسألتها والدتها قائلة
-مالك يا حبيبتي ؟
جلست فريدة وقالت بضيق
-مفيش ، كالعادة جاسم جالي قدام المستشفي
جلست والدتها بجانبها وقالت
-مش شايفة أنك بتتصرفي غلط ناحية جاسم ! أنت لسة بتحبي جاسم علي فكره وأنا ولا ابوكي فاهمين أنتِ بتعملي كده ليه بجد!
نظرت لها فريدة لتكمل والدتها وهي تمسك يدها
-فريدة هو أنتِ ضامنة إن جاسم يفضل يجري وراكي كتير علشان ترجعوا تاني لبعض ، يعني مثلا محطتيش في دماغك أنه ممكن ييأس من طريقتك معاه ، ممكن يجيله احباط ويفتكر أنك بطلتي تحبيه ، بعيد الشر بس ممكن الموت يفرق ما بينكوا وساعتها هتندمي الف مره علشان ضيعتي من عمرك حاجات جميلة ، ريم الله يرحمها أكبر دليل علي كلامي ، كانت عايشة وسطنا وفي يوم وليلة الموت بعدها عننا للأبد ، فريدة أنتِ محتاجة تفكري تاني ، أنا فهمت حاجة واحدة بس ، فهمت أنك خايفة ترجعي بالرغم من حبك ليه ، معرفش أنتِ خايفة ليه بس متخليش خوفك يضيع من إيدك حلم جميل كنتِ بتحلمي بيه من زمان
عانقتها والدتها ونهضت ونهضت فريدة هي الأخري ودلفت لغرفتها لتفكر في كلام والدتها ..
**
كانوا يجلسون جميعهم علي مائدة الطعام ، بعد أن علم خالد وجميلة بحمل أبنتهم قرروا دعوتها هي و مروان ليقضوا اليوم سويا ، كان جاسم يجلس حزين ، امسكت روان يده وقالت بحنان
-متزعلش يا جاسم ، فريدة لسة بتحبك
حرك رأسه نافيا وقال
-لا ، فريدة مبقتش تحبني ، هروبها مني و رفضها أننا نرجع لبعض وطريقتها معايا بيقولولي أنها مبقتش تحبني ، أنا بقالي شهرين بحاول معاها ومستعد أقعد عمري كله اترجاها أنها توافق أننا نرجع تاني بس أنا حاسس إني بضغط عليها ، حاسس إني السبب في تعاستها علشان كده قررت أبعد ، وربنا يسعدها
انصدمت روان وقالت
-تبعد ! بس أنت لسة بتحبها
قال جاسم بألم
-أنا بعشقها ، بس باين أن قصص الحب مش كلها بتنتهي بالسعادة
نهض جاسم مستأذنا
-بعد أذنكوا ، والف مبروك ليكي يا حبيبتي ويارب تقومي بالسلامة وتجيبي لينا طفل اهبل زيك كده
أبتسم جاسم لتبتسم روان وقبلها من رأسها وذهب ، حزنت روان علي أخيها وقال والده
-اهو من شهرين وهو علي الحال ده ، جاسم بقي شخص تاني ، ربنا يسهل الأحوال يارب
**
كانت تجلس بغرفتها تفكر جيدا بكلام والدتها ، تخيلت للحظة أن يفرق الموت بينهم وشعرت بالخوف ، فهي لم تخبره أنها مازالت تحبه ، معاملته معه كانت قاسية وكل هذا من أجل أن تخفي حبها ، ماذا لو فسر معاملتها انه لم تعد تحبه !
حسنا هي خائفة ولكن حان وقت التحدث ، سوف تقابلة وتشرح له خوفها وكل شئ حتي يجدوا حل ، أمسكت هاتفها وفي هذه اللحظة وصلتها رسالة منه ففتحتها سريعا وقرأتها
"أنا أسف ، أنا أسف علشان أنا كنت السبب في جرحك وعياطك وتعاستك ، من اللحظة إلي أعترفتلك بحبي فيها وأنتِ بدأتي تعاني بسببي ، أنا عارف أنك مبقتيش تحبيني وأنا مش هضغط عليكي أكتر من كده علشان مخربلكيش حياتك أكتر ما أنا خربتها ، ربنا يسعدك ، عايزك تعرفي دايما إني كنت ومازلت بعشقك يا فريدة ❤ الوداع "
أنهارت تبكي بشده ، لا هي تحبه ، تحبه بشده وتعشقة ، كيف يعتقد هذا الغبي أنها لم تعد تحبه ، فهبي تتنفسه ، فهو كل شئ جميل بحياتها ، تنهدت فريدة و أمسكت هاتفها بعد أن قررت الأتصال به
**
طرقت روان علي الباب ودخلت مبتسمة ، أبتسم جاسم وقال بمزاح
-لا أنتِ مش أختي !! من امتي وأنتِ بتخبطي علي الباب ، تعالي
ضحكت روان وأقترب منه تعانقة وتحدثت بحنان
-أنا واثقة يا جاسم إن أنت وفريدة هترجعوا ، صدقني أنا واثقة ، فريدة بتحبك صدقني
أجاب بحزن
-معتقدش يا روان
قالت وهي تحاول أن يتجعله يشعر بالأمل
-لا اعتقد ، أنا حاسة انها هتكلمك قريب أنا.......
قاطع حديثها رنين هاتفه فنظروا للهاتف و أتسعت عيونهم ثم نظروا لبعض وقال جاسم بصدمة
-أنتِ منجمة يا بت ؟ ليكي في السحر وجلب الحبيب وكده
ضحكت روان بصدمة وقالت مسرعة
-رد يلا مستني ايه !
أجاب جاسم مسرعا وقال بلهفة
-فريدة !
أبتسمعت فريدة وقالت
-بص بقي مبدأيا بالنسبة للرسالة الي أنت بعتها دي هي رسالة تحترم وكل حاجة بس اقسم بالله أنا مش هحترمها ، عارفة إني كنت غبية اوي الفترة إلي فاتت بس ممكن يعني لو مش هضايقك يعني نتقابل ونتكلم لو تحب ؟
قال جاسم بسعادة ولهفه
-ده أنا احب اوي كمان ، نص ساعة وهكون تحت بيتك و هاخدك ونروح اي مكان نتكلم فيه براحتنا
-تمان هستناك يا......حبيبي
أغلقت فريدة سريعا و نظر جاسم بصدمة لروان التي كانت تنظر له بسعادة ، صرخ جاسم فأنفزعت روان وقال جاسم وهو يعانقها
-قالتلي يا حبيبي ، قالتلي يا حبيبي
ضحكت روان وقالت
-كل ده علشان قالتلك يا حبيبي اومال لو قالتلك بحبك هتعمل ايه
دلف مروان وخالد وجميلة بخوف بعد أن سمعوا صوت صراخ مروان ، ضحك جاسم و روان وقالت جميلة
-أنتوا كويسين !
ضحكت روان وقالت
-لا عادي ده جاسم كان بيحاول يقطعلي الخلف ، كل الدعم يا مهزق
ضربها جاسم علي مؤخرة رأسها ونهض وهو سعيد قائلا
-فريدة كلمتني وطلبت نتقابل
عانق جاسم الجميع وكان يقبلهم وكانوا هم سعداء لأجله ويضحكون علي ردة فعله
**
بعد نصف ساعة كان يقف أمام منزلها وهو يستند علي سيارتة ، كان يرتدي قميص اسود وبنطال اسود وحذاء اسود وكان يصفف شعره ويضع العطر الذي تفضله هي ، كان يشعر أنه أستعاد روحه ، رن عليها وأخبرها أنه وصل لتنزل له ، نزلت فريدة و وقفت أمامه ووقف هو مبتسم وهو يراها جميله كعادتها ، كانت ترتدي فستان طويل وبسيط لونه بنفسجي ومن نهاية الفستان كان اللون يتدرج بدرجات البنفسجي الفاتح ، كان يزين خصرها فيونكه سوداء علي جانبها الأيمن وكانت ترتدي حجاب أسود ولم تضع اي مستحضرات تجميل فيكفي جمالها الطبيعي ليسحره ، أبتسمت فريدة و وقفت امامه قائلة
-يلا بينا
أبتسم جاسم و فتح لها باب السيارة لتبتسم وتدلف للداخل وذهب هو سريعا وصعد لمقعده وأنطلق ذاهبين لإحدي المطاعم
**
قفزت بسعادة قائلة وهي لا تصدق
-يعني أنتِ متأكده إن فريدة كلمته وقالتله يا حبيبي بعد ما كانت مطلعة عينه لمده شهرين وطلبت كمان أنهم بيتقابلوا !
قالت روان التي تجلس مع روان بسيارتهم عائدين للمنزل
-ايوة يا شهد ، لكي أن تتخيلي سعادة جاسم ، حسيت أن روحه رجعتله تاني ، ربنا يسعدهم بجد و يرجعهم لبعض بسرعة بقي عايزين نفرح
هتفت شهد قائلة
-آمين ، يكش يكتبوا الكتاب دلوقتي ونخلص
ضحكت روان وضحكت معها شهد ، قالت شهد
-مروان عامل ايه
فتحت روان مكبر الصوت وقالت
-مروان كويس اهو
قال مروان بسعادة
-شهودة حبيبتي ، عاملة ايه ؟
-بخير يا حبيبي ، مبروك ليك وعقبال ما تبقي أب لخشروميت عيل
ضحك مروان وقالت روان بصدمة
-خشروميت عيل ! ليه شيفاني أرنبه ، وبعدين ما تشدي حيلك أنتِ وتجيبي الخشرومية إلي أنتِ عيزاهم ده أنتِ غريبة اوي يا ست أنتِ
ضحكوا ثلاثتهم وقال مروان
-ايوة صح يا شهد أنا عايز ابقي خالو قريب زي ما هكون بابا بإذن الله
-يا عم ما أنت هتبقي بابا ده أنت طماع اوي ، عايز تبقي بابا وعمو ، لا اله الا الله يا جدع
وظلوا يتحدثوا قليلا حتي ودعوا بعض وأغلقوا المحادثة ، تأوهت روان فسألها مروان بلهفة
-مالك يا حبيبتي ، أنت كويسة ؟ نروح مستشفي ؟
إبتسمت روان وأمسكت يده قائلة
-أنا كويسة متقلقش يا حبيبي وبعدين اجمد كده أحنا لسة في الأول
ضحك مروان وقال
-ربنا يستر
**
أنهت المحادثة و تفاجأت به يعانقها من الخلف ، أبتسمت شهد و دفن هو وجهه بعنقها قائلا
-أنا شايف أننا نحقق لأخوكي حلمه بقي و نخليه عمو ، ايه رأيك ؟
ضحكت شهد والتفتت له تحاوط عنقه بيدها قائلة
-أنت كنت سامع بقي ؟
-اعمل ايه ، صوت موبايلك عالي وسمعت وأنا داخل الأوضة
أبتسمت شهد ونظر هو لها بخبث قائلا
-مش ده موضوعنا برضوا ، قولتي ايه يا قمر ، علي فكرة البطن المنفوخة عليكي هتبقي تحفة ، وهتبقي كمان ماما جميلة
أبتسمت شهد وقبلتة من وجنته قائلة
-وأنت هتبقي احسن بابا ، وهتبقي بابا كويس وحلو
قال بحزن
-تفتكري ! يعني هقدر اربيهم كويس واطلعم كويسين والماضي إلي بيطاردني مش هيأثر فيا وبالتالي أنا هأثر فيهم
عانقتة شهد وقالت بحب
-أنت لو هتأثر فيهم يبقي هتأثر فيهم بقلبك الطبيب ، وبروحك الحلوة ، و طيبتك ، و بضحتك إلي بعشقها ، صدقني يا آسر الماضي خلاص فات ومحدش يقدر يصلحه وأنت توبت وبقيت شخص تاني ، أنت بقيت احسن كتير عن الأول ومبقتش تفكر كتير في الموضوع ده و بدأت تنسي ، حتي لو مش هتنسي خالص بس هتنسي وإن شاء الله هتبقي احسن واحسن و هتبقي احسن بابا في الدنيا كلها
شعر آسر بسعادة وقال
-أنا لو بقيت احسن ف ده بفضلك وبفضل ماما و طبعا اول حاجة فضل ربنا ، أنا مش قادر احمد ربنا ازاي علي وجودك في حياتي يا حياتي
أنهي كلامه ثم قال بنبرة خبيثة وهو يحملها
-حيث كده بقي نكمل إلي كنا بنتكلم فيه ، مبدأيا كده أنا مش همسي اولادنا ، أنتِ إلي هتتعبي في الحمل وأنتِ إلي من حقك تسمي اولادنا .... بس ممكن ابقي أقول رأيي يعني لو مش هيضايقك
ضحكت شهد وقالت وهي تقبلة من وجنته
-أحنا الأتنين هنختار سوا
أبتسم آسر ونظر لها بخبث قائلا
-يعني موافقة أننا.....
أحمرت وجنتيها و أبتسمت بخفة فأبتسم آسر وأقترب منها يقبلها لتبدأ رحلتهم سويا
**
كان يرتدي ملابسة فوقفت زوجتة حبيبة امامه قائلة
-عزيز أنت بقالك حبه كده كل اسبوعين ولا اسبوع بتخرج بليل وتفضل شوية بره ومبترجعش الا بعد وقت
أبتسم عزيز وقال
-غصب عني والله ، واحد صاحبي تعبان و ملهوش حد وأنا وباقي زمايلة بنروح نزوره كل شويه
أنتهي و أقترب يقبل رأسها ثم ذهب قائلا
-مع السلامة ، مش هتأخر
خرج عزيز و جلست حبيبه قائلة
-مش مطمنة ، حاسة إن فيه حاجة ، يكونش عزيز اتجوز عليا ؟؟ اه يا بختك يا حبيبه بقي بعد العمر ده كله يسيبك ويتجوز عليكي ، أنا يا عزيز أنا تتجوز عليا.... ليه ، ده أنا طول عمري بحبك
جلست حبيبه تبكي وهي تعتقد أنه تزوج عليها
**
دلفوا للمطعم وجلسوا سويا ، أبتسمت فريدة وزفرت بهدوء قائلة وهي تحاول التخلص من توترها
-بص انا متوترة ولا كأني اول مرة أخرج معاك او اتكلم معاك ، في كلام كتير اوي عايزة اقولهولك ، عايزاك تسمعني كويس ومتفهمنيش غلط ، عارفة أنك في سؤال واحد بيتردد في دماغك وهو أنا ليه كنت بتهرب منك وكنت برفض أننا نرجع !
صمتت فريدة فأمسك يدها وقال وهو يشجعها علي التحدث
-كملي
-تفتكر أن أحنا ممكن نقدر نكمل مع بعض يا جاسم ؟
عقد حاجبية وقال
-ليه بتقولي كده ؟
أمتلأت عيونها بالدموع وقالت
-اصل أحنا في حاجات كتير اوي اتكسرت ما بينا و مش هنعرف نرجع زي الأول يا جاسم
صمت جاسم قليلا وأغمض عينه وهو غاضبا من نفسه وتذكر حديثة معها
...فلاش باك...
أبتعد عنها جاسم سريعا وقد عاد لوعيه ونظر له مشمئزا وقال بغضب
-أنتِ بتعملي فيا ايه بتخليني مش قادر اقاومك ، برائتك دي ايه ؟! ليه بتمثلي عليا البراءة...كل ده علشان أقع في الفخ وأقرب منك...للدرجادي أنتِ واحدة رخيصة ، يخربيت الحب إلي يخليني اضعف قدام واحدة زيك ، ليه يا فريدة ليه بعتي نفسك ودمرتيني ، أنا زي الأهبل من حبي فيكي بضعف قدامك ، مش قادر أكرهك بس مش هقدر ولا هينفع إني انسي او اعدي ، لسة بحبك اه بس عمرنا ما هينفع نكون سوا تاني زي الأول لأن في حاجات كتير أتكسرت ما بينا
-‏ذهب جاسم سريعا غاضبا من نفسه ومنها
...عودة للواقع...
...فلاش باك...
-بتبصيلي كده ليه ؟ ومش بتاكلي ليه ؟....بالمناسبة الأكل طعمة حلو تسلم إيدك
-كنت فاكرة أننا عمرنا ما هناكل مع بعض ولا نقعد علي ترابيزة واحدة وناكل ، جاسم أنت ليه بتعاملني كده ؟ بالرغم إلي حصل أنت مازلت بتعاملني بأحترام و مفضحتنيش ولا عملت اي حاجة تضرني
نظر لها قائلا
-اولا لأني حبيتك بجد ومهما عملتي فيا عمري ما افضحك او أذيكي لأن دي مش شخصيتي وأنتِ عارفة كويس ، ثانيا لأني حاسس إن في حاجة ورا الموضوع ده بس أنتِ إلي مش عايزة تقولي ودي حاجة ترجعلك مع إن لو أنتِ مظلومة بجد زي ما قولتي أنا هقف جنبك واساعدك لكن ما علينا كده كده خلاص حتي لو أنتِ فعلا مظلومة وفي حاجة ورا الكلام إلي قولتيه احنا مش هينفع نكون سوا تاني لأن زي ما قولتلك أحنا في حاجات كتير اوي اتكسرت ما بينا وخلينا نخرج بالمعروف زي ما دخلنا بالمعروف
صمت جاسم وعاد يأكل طعامة و تجمعت هي الدموع بعيونها ووضعت وجهها بصحنها لتأكل بصمت وحزن وقهر
...عودة للواقع...
فتح عينه عندما قالت وهي تبكي
-لسة فاكرة كل كلمة أنت قولتهالي قبل كده وفاكرة أنك قولتلي الجملة دي مرتين ، حتي لو أنتِ فعلا مظلومة وفي حاجة ورا الكلام إلي قولتيه احنا مش هينفع نكون سوا تاني لأن زي ما قولتلك أحنا في حاجات كتير اوي اتكسرت ما بينا ، تفتكر بقي هنقدر نبقي سوا تاني ؟
صمتت قليلا وهي تجفف دموعها وقالت بحزن
-أنا لسة بحبك يا جاسم وبعشقك كمان ، كان غصب عني إني اعاملك كده طول الشهرين دول بس كنت خايفة ، دي حاجة من الحاجات إلي كانت مخوفاني
تنهد جاسم وأمسك يدها قائلا
-مبدأيا يا فريدة أنا كنت في حاله صدمة ، كانت دماغي متشتتة وحاسس أنها هتنفجر من كتر التفكير ، كنت حاسس إني بغرق ومش عارف اعمل ايه ، وكل كلمه طلعت مني في فترة جوازنا دي ناتجة عن عدم تفكير اصلا لأني مكنتش قادر أفكر ، مكنتش بفكر خالص ، وصدقيني مفيش اي حاجة اتكسرت ما بينا
قالت بحزن شديد
-بس أنت قولتلي إني حتي لو كنت مظلومة برضوا مش هينفع نكون سوا تاني
أبتسم جاسم وقال
-علشان أنا كنت غبي ، حلو كده ؟ فريدة أنا بحبك ومستحيل استغني عنك بس برضوا لازم تقدري موقفي في فترة جوازنا ، حطي نفسك مكاني ، واحد كان بيحب واحدة وفجأة يوم جوازهم قالتله حاحة زي كده ، كان طبيعي اتشتت حتي لو واثق أنك متعمليش كده بس مكنتش فاهم طب ايه إلي حصل ؟ طب ليه مش عايزة تحكيلي ؟ عارف إن إلي حصل كان صعب عليكي أكتر بس زي ما كان صعب عليكي كان برضوا صعب عليا ، وأنا علشان كنت بحبك بجد عمري ما فكرت أذيكي او افضحك لأني بعشقك ، ممدتش إيدي عليكي غير لما ضربتك بالقلم و شديت شعرك وحقيقي بتمني كانت إيدي تتقطع قبل ما أعمل كده
سارعت تقول بلهفة
-بعيد الشر عنك يا جاسم ، أنت كده يعتبر اصلا معملتليش حاجة ، غيرك كان ممكن يموتني بجد لكن أنت بالرغم من صدمتك الا أنك مأذتنيش
أكمل قائلا بحب
-ومقدرش أذيكي صدقيني ، أنتِ حتة مني يا فريدة ومفيش اي حاجة اتكسرت بينا ولا حاجة ، إلي فات كان صعب عليكي وعليا ولازم نقدر ونفهم بعض وصدقيني أنا مستعد اعمل كل حاجة علشان اسعدك ، ده كفاية عليا أشوف أبتسامتك
أبتسمت فريدة وقالت
-خليك جنبي وأنا دايما هفضل مبسوطة ومبتسمة
أبتسم جاسم بأتساع وقال بمزاح
-طب ما يلا بينا نروح نكتب كتابنا بقي
ضحكت فريدة وقالت
-لا استني أنا لسة مخلصتش
-كملي يا ستي
-بص انا خايفة يعني لاحسن.....يعني .....تضايقني بأي حاجة بخصوص إلي حصل وإني يعني مش بنت او تندم أنك اتجوزتني وأنا مش بنت ، او تقولي كلام يجرحني بسبب الموضوع ده ....يعني من الأخر كده....تذلن......
قاطعها جاسم قائلا بضيق
-متكملهاش يا فريدة لو سمحتي ، للدرجادي شيفاني حقير لدرجة إني اذلك او اضايقك بسبب حاجة ملكيش دخل فيها ! أنتِ أمير اعتدي عليكي يعني مكنتش حاجة بمزاجك ، وبعدين أنا بقولك أنا مقدرش أذيكي وقصدي بالكلمة دي إني مقدرش أذيكي لا بالكلام ولا بالأفعال ، للدرجادي شيفاني حقير بجد !؟
شعرت فريدة بالضيق من نفسها وقالت وهي تعتذر
-أسفة والله مكنش قصدي كده ، أنا بس كنت خايفة وعلشان كده قولتلك أول ما بدأنا كلام أنك متفهمنيش غلط ، أنا أسفة يا جاسم متزعلش مني
-أنا مش زعلان منك وعمري ما ازعل منك لكن مش قادر اتخيل أنك كنتِ خايفة ترجعيلي بسبب كده ، ايه إلي خلاكي تفكري فيا كده ، بذمتك هو أنا اقدر اعمل كده اصلا ، أنا متضايق منك شوية علشان فكرتي كده لكن مش زعلان
أمتلأت الدموع بعيونها فسألها
-بتعيطي ليه دلوقتي ؟
-‏علشان أنا زعلتك
كانت تبكي وهي تشبه الاطفال كثيرا ، لم يستطيع منع نفسه وضحك علي هيئتها وقال بأبتسامة صادقة
-خلاص يا بطتي مش زعلان ، بس بطلي عياط
أرتسمت ابتسامة جميلة علي شفتيها و توقف عن البكاء فقال جاسم بسعادة
-حيث كده اعملي حسابك وبلغي أهلك إني هاجي بكرة أنا والعائلة الكريمة علشان نطلب إيدك
قالت متسائلة
-يعني أنت هتيجي بكرة تطلب إيدي ومعاك المأذون علشان نكتب الكتاب ولا ايه ؟ مش فاهمة ؟
ضحك جاسم وقال
-طول عمرك.....اقصد يعني طول عمرك ما شاء الله عبقرية ، لا بصي حوار كتب الكتاب كده وبس مش هينفع
عقدت حاجبيها وقالت
-اومال هنعمل ايه ؟
أبتسم وأمسك يدها قائلا
-هاجي بكرة أنا والعيلة نتفق علي ميعاد علشان نعمل فرح صغنن علي قدنا كده في جنينه الفيلا بتاعتنا مثلا او في اي مكان بس اقصد أن العيلة بس إلي هتكون موجودة ونكتب الكتاب
-فرح ! ما أحنا عملنا فرح قبل كده ؟
قبل يدها وقال
-الفرح فات باظ وأنتِ مكنتيش فرحانة ومحستيش بأي حاجة وعلشان كده هعوضك عن ده كله وهيبقي المرادي فرح بفرحه كبيرة ويارب دايما أشوفك فرحانة
أبتسمت فريدة بسعادة وقالت بحماس
-أنا بجد مش عارفة أقول ايه ، أنا بحبك بجد
-وأنا بعشقك
عبست ملامحها فسألها قائلا
-مالك ؟
-‏كان نفسي ريم تكون معانا
قال بحنان و حزن
-ادعيلها يا حبيبتي ، ادعيلها ، وصدقيني كل واحد مكتوبله هيعيش لغاية امتي ، وده قدرها.... أنتِ ملكيش ذنب
صمتت ريم قليلا ثم قالت
-عارف أقولك علي حاجة بس متقولش عليا هبله
ضحك جاسم وقال وهو يستمع
-قولي
وضعت فريدة يدها علي قلبها وقالت بحزن
-قلبي حاسس أنها لسة عايشه ، لسة عايشه ومماتتش
حزن جاسم عليها وقال
-هي عايشة جواكي يا فريدة ، ساكنة في قلبك ، لكن حوار أنها ممكن تبقي عايشة ده مظنش لأن لو هي عايشه ليه مظهرتش ، أنا مش قصدي حاجة بس أنا مش حابب أنك تعشمي نفسك بحاجة مش هتحصل لأن ده شبه مستحيل
تنهدت فريدة وقالت بيأس
-عندك حق
**
كان يجلس بجانبها كعادتة منذ شهرين ، يمسك يدها ويبكي بحزن عليها ، يبكي علي حبيبته التي غابت طويلا ، خسر وزنه بشده واصبح السواد يحيط عينيه ، نمت لحيته طويلا ، الحزن بادي علي معالم وجهه ، تحدث أنس قائلا
-ياريتني ما سيبتك ومشيت لما قولتيلي أنك بتحبيني ، ياريتني شرحتلك أنا كمان قد ايه حبيتك ، اصحي بقي ، اصحي وطمنيني عليكي
ضغط علي يدها بشدة وظل يردد قائلا
-الغيبوبة دي أخدتك مننا كتير اوي ، كفاية كده ، لو بتعاقبيني علشان سبتك ومشيت ف حقك عليا والله كنت غبي ، قومي علشان أقولك أنا بحبك قد ايه وعلشان نكتب كتابنا كمان وتبقي ليا يا .. ريم
reaction:

تعليقات