Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جحيم حياتي الفصل الثاني والعشرون والأخير

رواية جحيم حياتي البارت الثاني والعشرون والأخير بقلم عائشة محمد

رواية جحيم حياتي كاملة بقلم عائشة محمد

رواية جحيم حياتي الفصل الأخير

كانت تجلس بسيارتة ، نظرت له فريدة بحب وقالت
-مع السلامة يا جاسم ، أشوفك بكره ، وعلي فكره أنا بحبك وبحبك اوي كمان وعمري ما بطلت احبك او فكرت إني ابطل احبك
أبتسم جاسم ف التفتت لتفتح باب السيارة و تنزل ولكنه أوقفها قائلا
-فريدة
التفتت فريدة له مجددا وهي تقول
-نع......
صمتت فريدة وأتسعت عيونها بسبب قبلته الفجائية ااتي علي وجنتها ، شعرت بعصافير في بطنها ، لقد أشتاقت له بشده و لمشاكستة معها
قبلها جاسم قبلة دافئة علي وجنتها وأبتعد قائلا مشاكسة
-احمدي ربنا أنها في خدك
أبتسمت فريدة و قالت بأعتراض
-علي فكره مينفعش كده ، أحنا لسة متجوزناش
أبتسم جاسم وقال مازحا وهو يهددها
-طب انزلي بقي لاحسن 5 ثواني كمان وأنا مش مسئول عن إلي هيحصل ، أحتمال بوليس الاداب يدخل علينا بضهره
ضحكت فريدة و قالت مسرعة
-لا أنا هنزل بقي ، تصبح علي خير
نظر لها يراقبها وهي تنزل من سيارتة و قبل أن تصعد لبنايتهم لوحت له بيدها كطفلة صغيرة و ركضت لتصعد لمنزلها ، أبتسم جاسم لعدم تغيرها ، مازالت كما هي بالرغم من كل ما مرت به والجحيم الذي عانت به في حياتها الا أنها مازالت نقية ، مازالت طفلة صغيرة ، مازالت تحبه وهو يعشقها ❤

صعدت فريدة لمنزلها ودخلت قائلة بسعادة
-مامااا ، أنا فرحانة اوي ، فرحانة اوي
وقفت فريدة أمام والدتها ولاحظت أثار البكاء علي عيونها فعقدت حاجبيها وقالت
-مالك يا ماما ؟ أنتِ معيطة ؟
صمتت والدتها قليلا ثم قالت بحزن
-باباكي اتجوز عليا
أنفجرت حبيبة باكية و ثواني اخري و أنفجرت فريدة ضاحكة ، هدأتها فريدة وهي تضحك قائلة
-أنتِ بتقولي ايه يا ماما ، مستحيل طبعا الكلام ده ، أنتِ ناسية قصة حبك أنتِ وبابا ، أنا أتعلمت أنا وريم الحب منكوا ، يا بختنا بجد علشان اتولدنا ما بين أتنين مهما كبر بيهم السن حبهم بيكبر معاهم ، طب سؤال عرفتي ازاي أنه اتجوز عليكي ؟
-علشان بينزل كل فترة وبيتأخر بره وكل ما أسأله يقولي رايح لواحد صاحبه تعبان وملهوش صحاب فهو بيروح يزوره علشان ملهوش حد
نهضت فريدة وهي تهتف قائلة
-لا اله الا الله ، وفين أنه أتجوز عليكي يعني ؟
أكملت فريدة مازحه
-بقولك ايه يا ست أنتِ ، أنتِ نكدية اوي يا ماما
ضحكت حبيبه بسخرية وقالت
-وايه لازمة ماما يا مهزقة
ضحكت فريدة وعانقتها قائلة
-ماما بجد ، بابا عمره ما يفكر يتجوز عليكي صدقيني
مرت دقائق سريعة يعانقون فيها بعضهم ثم بكت فريدة قائلة
-أنا ريم وحشاني اوي يا ماما

قبلها من جبينها وهو يدعو الله أن تنهض وتستعيد وعيها ، دخل له والدها وقال بيأس
-مفاقتش ؟
حرك أنس رأسه بنفي وحزن فقال والدها وهو يمسك يدها الأخري
-هو أنت مبتروحش ؟
حرك أنس رأسه بنفي وقال بحزن
-أنا مسبتهاش لحظة يا عمي
أبتسم والدها وقال
-قبل ما أنت تقابلني وتطلب إيديها من شهرين سمعتها بتكلم مامتها الصبح و بتشرحلها قد ايه هي بتحبك وقد ايه هي زعلانة ومقهورة من ردة فعلك لما قالتلك أنها بتحبك ، كانت ندمانة أنها سمحت لقلبها أنه يحب حد مش شايفها ، لو تعرف حبك ليها ولهفتك وخوفك عليها دلوقتي هتفرح اوي ، أنت عملت إلي أنا معملتهوش ، أنت فضلت جنبها وأنا إلي هو باباها باجي اطمن عليها كل فترة ، بس غصب عني .... مش عايز حد يعرف
سأله أنس قائلا
-أنا أسف أنا عارف إن مليش دعوة وكده بس ممكن أفهم ليه حضرتك مقولتش لحد إن ريم عايشة !
تنهد عزيز وقال
-كلنا عيشنا خبر موت ريم وخصوصا فريدة ، فريدة كانت محمله نفسها المسؤليه ومازالت بس قدرت تتخطي إلي حصل شوية بس منسيتش أختها ، كلنا اتقهرنا علي موتها ، لما كلمتني وقولتلي أن ريم عايشة بس دخلت في غيبوبة والدكاترة مش عارفين هتصحي منها ولا لا خوفت أقولهم ولقدر الله ريم تتوفي بجد وساعتها هنكون عيشنا الحزن ده مرتين ، مش عارف أنا كده صح ولا لا بس أنا مش عايز فريدة ترجع تاني تفتكر إلي حصل وكلنا نرجع نفتكر ونزعل مرة تانية ، زعلنا عليها في المره الأولي كان حقيقي لأننا كنت فاكرين أنها ماتت بجد ، أنا خايف اعيشهم كلهم الموقف ده تاني ، فاهمني !
حرك أنس رأسة بتفهم وقال
-فاهم حضرتك وعندك حق في كل كلمة قولتها ، ربنا يستر و ريم تفوق ، أنا متأكد أنها هتفوق ، أنا كنت غبي لما مشيت وسبتها ، كنت غبي و أكتشفت حبي متأخر ، لازم ريم تفوق علشان أنا بحبها وعايزها معايا عمري كله ، أنا بحبها اوي يا عمي ومستعد اضحي بحياتي علشان تفوق
أبتسم عزيز وقال
-إن شاء الله هتفوق وهفرح بيكوا أنتوا الاتنين

في صباح اليوم التالي
تذمرت روان بعد أن شعرت أنها علي وشك الأنفجار من تناول الطعام وقالت
-كفاية بقي أنا تعبت والله ، أنت لو فضلت كده أنا هبقي دبدوبة عقبال ما اولد
ضحك مروان وقال
-أنا بحب الدباديب ملكيش دعوة ، يلا كلي دي كمان
نهضت روان مسرعة وقالت وهي تهرب
-ابدا ، وحياة الطفل إلي في بطني ده مش واكله حاجة تاني ، ده أنا حاسة إني هنفجر حرام عليك
ضحك مروان بشدة وقال
-خلاص خلاص أنتِ هتعيطيلي
أمسك يدها وجذبها بجانبه وقال وهو يعانقها
-ياااه يا روان .... مش قادر أتخيل شكلك وبطنك قدامك مترين هتبقي فظيعة
نظرت له روان شزرا وقالت وهي تبعده عنها
-ابعد عني يالا
ضحك مروان بشدة وعاد يعانقها وهو يقول
-خلاص خلاص مش هتكلم
قالت روان وهي سعيدة
-أنا بجد فرحانة اوي يا مروان إن جاسم وفريدة هيبدأوا بداية جديدة ، بجد فرحانه ليه جدا ونفسي دايما يكون فرحان هو وفريدة
كان مروان سعيد هو الأخر وقال بفضول
-هما بيحبوا بعض من امتي ؟
أبتسمت روان وقالت
-ياااه من زمان اوي ، دي حكاية طويلة ، قصة حب بدأت بأعجاب مراهقة وبعدين اتحول لحب بجد
بدأت روان بسرد قصة حب فريدة وجاسم لمروان ، كانت تستعيد كل الذكريات وهي تقص له كل شئ ، تتذكر كم كانت فريدة واقعة بحبه وتعتقد أن لا أحد يعلم ولكن كانت كالغبية لا تعلم أن حبها لجاسم كان يظهر في كل شئ ، يظهر في نظراتها....كلماتها له....كانت كالكتاب المفتوح ولكنها أعتقدت أن لا احد يعلم ، تذكرت روان كيف كانت فريدة تعتقد أن جاسم لا يحبها و لن يحبها ، لم تكن تعلم أن جاسم كان واقعا بحبها ولا يري سواها هو الأخر ، تذكرت ايضا جرح فريدة وشعورها بالألم عندما أبتعد عنها جاسم ، تفاصيل كثيرة ولكن أهم شئ أن حبهم وعشقهم لبعضهم لم ولن يتغير بل يزداد مع مرور الوقت والسنوات ❤

أبتسم جاسم وقال بسعادة
-لتاني مره أنا جاي اطلب إيد بنتك علي سنة الله ورسوله وصدقني المرادي مفيهاش رجوع لأن المره الأولي كانت الظروف زي ما حضرتك عارف و بالنسبة لفريدة ف هي في عيني يا عمي
أبتسم والدها ونظر له وقال
-أنا كنت مستني بفارغ الصبر اللحظة إلي هترجعوا فيها لبعض ، أنا واثق فيك و واثق أنك بتحب بنتي وهتحافظ عليها والدليل إلي أنت عملته معاها قبل كده ، أنك مفضحتهاش و مذلتهاش بحاجة حصلت غصب عنها ، و واثق برضوا إن فريدة بتحبك ، فعلشان كده أنا موافق
أمتلأ المكان بالسعادة و نظر جاسم لفريدة بحب فقال والد جاسم "خالد"
-أنا....أنا عارف إن الوقت عدي علي إلي أنا هقوله ده بس أنا أسف ، كل حاجة حصلت لفريدة ولريم الله يرحمها كان بسبب أبني إلي أنا كنت السبب إني اوصله للحاله دي ، كنت فاكر إني لما هقوله أنت فاشل وإن جاسم أحسن منك أنه هيتغير ....مكنتش أعرف إني هعمل منه إنسان وحش كده ، أنا أسف أنا السبب ، أنا إلي كنت فاكر إني هغيره لما أشتمه و اعقده ، كنت بفكر غلط ودفعت تمن غلطي بس للأسف مدفعتهوش لوحدي ، ريم وفريدة وجاسم دفعوه معايا ، عارف أنكوا بالرغم من أنكوا بتتعاملوا عادي الا أن أنتوا مش كويسين ، لسة جواكوا ألم ووجع كبير علي فراق بنتكوا ، أنا أسف
أبتسم عزيز وقال
-مش عايزك تفكر كده ، أحنا أهل يا خالد ، بالنسبة لريم فهي راحت للي ارحم مننا كلنا وأكيد هي في مكان أحسن دلوقتي ، وعندك حق أحنا مش كويسين وكل يوم بنتعب أكتر بسبب فراقها لينا بس هي دي الحياة ، منقدرش نقول غير الحمدلله
صمتوا لثواني معدودة ثم قال جاسم متسائلا
-طيب الفرح هيكون امتي ؟
عقدت والدة فريدة حاجبيها "حبيبه" وقالت
-فرح!
ضحكت جميلة وقالت
-ايوة فرح ، الفرح الأولاني مكنش فرح بالنسبة لفريدة و من حقها يتعملها فرح وتلبس الفستان الأبيض وتفرح زي كل البنات
صمتت جميلة فأكمل جاسم موضحا
-عارف إن علشان ريم وكده ممكن متتقبلوش الموضوع بس أنا مش قصدي حاجة غير إني افرح فريدة ، فريدة مفرحتش بالفرح إلي عملناه ، وكمان احنا ممكن نظبط الجنينة في الفيلا بتاعتنا و نحتفل هناك كلنا سوا ويبقي فرح صغير علي قدنا كده ، ها ايه رأيكوا ؟
نظرت حبيبه و عزيز لبعضهم ثم نظروا لفريدة وتذكروا حالتها في زفافها الذي لاحظها الجميع ولكنها كانت تقول أنها متوترة وحزينة لأنها ستترك عائلتها فأبتسموا وقال عزيز
-موافق ، ربنا يجعل أيامكوا كلها فرح وسعادة
قال خالد بسعادة
-طيب ها ، عايزين نتفق علي ميعاد الفرح
أتفقوا سويا وحددوا اليوم فقال جاسم برجاء
-طيب بما أننا اتقفنا عل كل حاجة ، تسمحلي يا عمي أخرج أنا وفريدة بليل ؟
-يعني ، الصراحة ..... أنا موافق ، اخرجوا بس متتأخروش
أبتسم عزيز فأبتسم جاسم ونظر لفريدة بسعادة

هتفوا بسعادة قائلين
-بجد يا ديدا ، الفرح وكتب الكتاب أخر الأسبوع إلي جاي ؟
ضحكت فريدة بسعادة وقالت وهي تقفز بغرفتها
-ايوة ، أنا فرحانه فرحانة اوي يا بنات ، حاسه إني كأني اول مره أتجوز
قالت شهد بسعادة
-ما هي فعلا أول مره ، كل إلي فات ده انسيه واعتبريها اول مره فعلا يا ديدا ، ربنا يسعدك يا قمر
قالت روان وهي تقفز بسعادة
-يعني اخيرا عندنا فرح وهلبس فستان سوارية و هشوفكوا
ضحكوا سويا وقالت فريدة
-ايوة يا ستي هتلبسي فستان سوارية وهتشوفينا ، اخبار النونو ايه صحيح
زفرت روان وقالت بضيق
-اسكتوا يا بنات ، مروان اخوكي يا ست كوخه يا شهد مفكر إني معنديش جهاز غير المعدة غالبا ، من ساعة ما حملت و هو 24 بيأكلني وبيغصب عليا أكل لغاية ما بقيت شبه البطيخة
ضحكت فريدة وشهد لتقول روان بتذمر
-اضحكوا اضحكوا ، يارب إلي فيا يجي فيكوا ، وبعدين اه صحيح ما يلا أنتِ وهي بقي احملوا علشان نبقي سوا علشان عيالنا يبقي فرق السن بينهم مش كبير و يبقوا دايما سوا
ضحكت فريدة وقالت بمزاح
-عيني هتجوز من هنا وتاني يوم هبقي حامل يا روان
ضحكوا سويا وقالت شهد وهي مؤكدة
-صحيح يكون في علمكوا ولادنا لازم يكونوا صحاب ويفضلوا سوا زي ما احنا سوا ويكملوا مسيرتنا بقي ، أنا بقولكوا اهو
تنهدت فريدة وقالت روان متسائلة
-ساكتة ليه يا فريدة بتفكري في ايه ؟
قالت بحزن شديد
-تفتكروا ريم ممكن ترجع ؟ يعني اصل هي وحشتني ونفسي تكون معايا ، أنا حاسه انها هترجع معرفش ازاي بس أنا حاسه بيها ، يمكن أكون بقول اي كلام من وجهه نظركوا وتكونوا زعلانين علشاني بس أنا فعلا حاسه انها هتيجي

قال بأسف شديد
-أنا أسف يا أستاذ أنس ، ريم حالتها بتسوء و مفيش اي تحسن
قال وهو غير مصدق
-يعني ايه ؟
-يعني ممكن في اي لحظة ريم لقدر الله تتوفي
خرج من غرفة الطبيب وهو يشعر بألم شديد بقلبه ، يشعر بحزن لا يستطيع وصفه ، كان يجلس بجانبها كل يوم متأملا أن تستيقظ ليري عيونها التي مثل حبات القهوة ، ليري أبتسامتها التي يعشقها ، ليري برائتها ، هل أنقذها ليشاهد موتها لمدة شهرين ! كان يتمني أن تستيقظ ليكون معها ، لتصبح له ، لم يكن من الصدفة أن يراها كل مره هكذا ، لم يكن يعرف أنه ستسرق قلبه بدون علمه في كل مره يراها بها ، وضع يده علي مقبض الباب ودخل لغرفتها وظل يدور حول نفسه وهو لا يعرف ماذا يفعل ، هل يتصل بوالدها ..... ولكن ماذا سيقول له ، وضع يده علي رأسه وأنفجر باكيا وهو يقول بغضب
-ليه عايزة تمشي وتسبيني ، أنا مكنتش أعرف إني حبيتك ، ليه خلتيني احبك وبعدين عايزة تمشي ، ليه عايزة توجعي قلب باباكي طيب ! بقالي شهرين قاعد جنبك ومستعد أقعد عمره كله بس تفوقي ، فوقي يا ريم أنا بحبك ، اصحي
صرخ وهو يضرب الحائط بيده
-اصحي بقي
أسند رأسه علي الحائط وهو يبكي بحزن وألم يصعب وصفه ، كان يشعر أن كل شئ من حوله يهدم ، كان يشعر بألم شديد بصدره ، كان تائها ، يشعر بروحه قد أستنزفت ولكنه توقف عن البكاء و شعر بالحياة تعود له وهو غير مصدقا
-أنت عامل دوشة ليه ، صحيت اهو يكش تبطل عياط
قالتها بألم ومزاح وهي مازالت تغمض عيونها ، كان يقف وعيونه متسعة بشده ، شعر كأنه يتخيل ، التفت ببطئ ونظر لها قائلا بصدمه
-ر...ري...ريم
ركض نحوها سريعا وهو يبتسم بسعادة ، بكي من شده سعادتة وشكر ربه ثم أمسك يدها ، كان كشخص عادت له الحياة من جديد ، كان كشخص أعطتة الحياة فرصة ثانية ، كان سعيدا ، يشعر أن العالم بأكمله غير كافي لسعادتة ، همس أنس بحب
-ريم أنتِ...أنتِ سمعاني
حاولت فتح عيونها فتألمت وهي تشعر بألم في رأسها وقالت وهي تبتسم بتعب
-ايوة سمعاك وشيفاك ، ودي اول و احلي مره اصحي علي قمر ، وبعدين لازم اسمعك ما أنت عامل دوشه وعمال تتكلم و تزعق ومش مهنيني يا جدع
ضحك أنس بعد أن كانت الدموع ملأت وجهه وقبل يدها و هرول سريعا للخارج وهو يطلب الطبيب ليفحصها

شعرت بنبضات قلبها تتزايد و شعرت بسعادة تمتلكها ، وضعت يدها علي قلبها وعقدت حاجبيها وقالت
-أنا مالي حاسة بسعادة كده ليه وقلبي بيدق بسرعة ؟ غريبة .....
وجدت هاتفها يرن فأجابت بعد أن علمت من المتصل
-حبيبتي ، أحنا وصلنا
-حمدلله علي سلامتكوا ، جاسم
قال بأنتباه
-‏نعم يا حبيبتي
وضعت يدها علي قلبها مجددا وقالت بعدم فهم
-في حاجة غريبة ، مره واحدة حسيت قلبي نبضاته زادت وحسيت بفرحه غريبة و ...... و ريم جت في بالي !!
قال جاسم بحب
-يمكن تكون دي اشارة إن ريم فرحانه ليكي
لم تقتنع ولكنها قالت
-ممكن ليه لا
-ادعيلها يا فريدة
قالت وهي تجلس بحزن
-بدعيلها ، مش قدامي حاجة غير إني ادعيلها
قال جاسم وهو يحاول أن يسعدها
-علي فكره يا ديدا ، فستانك جاهز مش عايزك تشغلي بالك بالموضوع ده
سألته قائلة
-جاهز ازاي يعني ؟
أبتسم جاسم وقال
-يعني يا ستي فساتك متفصل وجاهز ناقص بس إنك تلبسيه وأشوفك بيه ، بس خدي بالك أنتِ مش هتشوفيه الا يوم الفرح
وضعت يدها بخصرها وقالت متذمرة
-نعم ياخويا ، يعني ايه بقي
ضحك جاسم وقال وهو يشاكسها
-يعني زي ما سمعتي ، لما هتيجي الفيلا علشان تجهزي ساعتها بس هتشوفيه وهتلبسيه كمان ، يلا بقي سلام ورايا حاجات كتير عايز اظبطها علشان تبقي جاهزة علي يوم فرحنا يا قطتي ، متنسيش هعدي عليكي بليل علشان نخرج سوا
أبتسمت فريدة وقالت بحب
-جاسم....أنا بحبك اوي
أبتسم هو الأخر وقال
-وأنا بعشقك

قال آسر بعناد
-أنا عايز بنت شبهك
تذمرت هي قائلة بعناد أكثر
-وأنا عايزة ولد شبهك
كانوا هكذا لمدة نصف ساعة تقريبا وهم يتشاجرون كالأطفال ، كانت والدة أسر "هبه" تجلس وهي تضع يدها علي رأسها فحرفيا لم تعد تتحمل عنادهم ، شعرت أن رأسها سينفجر فأنفجرت هي بهم قائلة بنفاذ صبر
-هو أنا قاعدة في حضانة ، مالكوا عمالين تتخانقوا كده ليه زي العيال الصغيرة ، اولا كل إلي يجيبه ربنا كويس ، ثانيا احملي الأول علي خير وبعدين اتخانقوا براحتكوا بس بعيد عني ، وبعدين ولا تزعلوا إن شاء الله ربنا هيرزقكوا بتؤام بنت و ولد
نظرت شهد لآسر وأخرجت له لسانها كطفلة صغيرة ، فنظر لها وقلدها بسخرية فضحكت هبه وقالت
-سبحان الله ربنا رزقني بأتنين هبل
نظر آسر وشهد لبعض ثم أنفجروا ثلاثتهم يضحكون

كان يطعمها وهو ينظر لها ، لم يبعد عينه عنها منذ أن أستيقظت ، خجلت ريم من نظراته وأحمرت وجنتيها وقالت
-هو أنت بتصورني !.... أنا مبحبش حد يبصلي كده كتير علشان بتوتر
أبتسم أنس وقال وهو تائها في عيونها
-بس أنا مش حد....أنا بحبك
أحمرت وجنتيها أكثر وقالت
-طيب أنت ليه سبتني ومشيت لما أعترفتلك بحبي ؟
قال أنس وهو يمازحها
-علشان أنا إنسان مهزق وغبي ومش بقدر النعمة
ضحكت ريم ووافقتة قائلة
-والله عندك حق في كل كلمه قولتها
ضحكوا سويا ثم قال أنس
-كنت فاكر إني مبحبكيش ، مكنتش أعرف إن قلبي أتعلق بيكي وحبيتك ، لما قعدت مع نفسي شوية فهمت إني بحبك وعلشان كده جيت اتقدمتلك بس سبحان الله حظي فقر ، وأنا قاعد مع والدك هوبا جاله اتصال من هنا بيبلغوه أنك أتخطفتي ، يعني ما شاء الله علي الحظ
ضحكت ريم ثم قالت متسائلة
-أنس أنت قولتلي إن امير هو إلي خطفني ، هو ايه إلي حصل وايه سبب أنه يخطفني ؟ و اهلي فين وليه كلمت بابا بس ؟ ممكن تشرحلي حصل ايه
تنهد أنس وقال
-باباكي حكالي كل حاجة ، متأكدة انك عايزة تسمعي؟
اومأت له فزفر وهو يستعد ليشرح لها كل الأحداث الكثيرة التي حدثت ثم قص لها كل ما حدث ، كانت تنظر له بصدمة وهو يحكي لها ، أنتهي أنس فقالت ريم وهي غير مصدقة
-يعني أنا بقالي شهرين في غيبوبة ، و أمير أعتدي علي أختي قبل الفرح.....علشان كده فريدة كانت متغيرة دايما ، قلبي كان حاسس إن فيها حاجة وحاجة كبيرة ، و غير ده كله أهلي فاكرين إني موت من شهرين
أومأ له ثم تحدث قائلا
-بعد ما هربتك من المخزن إلي كنتِ مخطوفة فيه و فهمت محمود صاحب أمير إلي كان للأسف صاحبي برضوا إني اعتديت عليكي ، ولعوا في المخزن وصور المخزن فيديو وهو بيولع وبعته علي موبايل أمير و الكل شافه و أفتكروا أنك جوه المخزن وبقيتي مجرد رماد ، كان لازم اعمل كده لأنهم كانوا كتير و أمير كان عامل حسابة لأي حركة علشان كده كان متفق مع محمود أنه يبقي معاه رجاله كتير وغالبا مكنتش هقدر عليهم كلهم فأضطريت أمثل إن أمير مفهمني كل حاجة وباعتني ليهم وإني تبعهم وإني أعتديت عليكي زي ما المفروض كان يحصل و علشان كده ولعوا في المخزن زي ما أمير قال
تنهدت ريم وقالت بحزن
-أمير حقير اوي بجد ، مش فاهمة أنت ازاي صاحبه ، اوعي تكون وحش زيه
أبتسم أنس وقال وهو يطمئنها
-تخيلي لو كنت وحش زيه هل كان ممكن اضيع من إيدي فرصة إني اعتدي عليكي ؟ هل اصلا كنت هاجي وهنقذك ، وهل كنت هفضل جنبك
أبتسمت وقالت بسعادة
-هو أنت بجد فضلت جنبي لمدة شهرين
أومأ لها وقال
-ولو مش مصدقاني تقدري تسألي اي دكتور او اي ممرضة ، او حتي باباكي إلي زمانه جاي في الطريق
دلف والدها لغرفتها و نظر لها بعيونه الباكية و هرول نحوها يعانقها وهو يزيل هذا الشوق ، أبتسم أنس وأبتعد قليلا ليترك لهم مساحتهم الخاصة ، كان يعانقها وهو يشعر أن الحياة تضحك له و لفريدة و لوالدتها و للجميع ، شعر بقلبه يرقص فرحا ، كانت هي الأخري قد أشتاقت لمعانقة والدها و والدتها وفريدة ، أشتاقت لهم بشده ، بكي والدها وهو يعانقها وبكت ريم معه ، ابتعد عنها بعد دقائق و أمسك وجهها بحنان وهو ينظر لوجهها و الأبتسامة تعلو شفتيه وكان يتمتم قائلا
-الحمدلله ، الحمدلله
أبتعد عنها وذهب لأنس وعانقة بسعادة قائلا
-أنا متشكر ، متشكر ليك يا ابني ، بنتي عايشة دلوقتي بسبب ربنا و بسببك ، أنت إلي انقذتها ، شكرا ليك ، شكرا
عانقة أنس ونظر لريم بسعادة التي كانت مبتسمة وتبكي بسعادة تغزوها

في المساء ، كان يقف يستند علي سيارتة ينتظرها بلهفة ، وجدها تنزل مسرعة وهي تقول
-معلش اتأخرت عليك
أبتسم جاسم وقال
-لو بعد التأخير هشوف القمر ده أنا موافق ، وبعدين انا مستعد استناكي عمري كله
أبتسمت فريدة وقالت
-لا أنا كنت نسيت الكلام الحلو ده فبراحه عليا
ضحك جاسم وفتح لها باب السيارة لتدلف ثم ذهب وجلس هو بمقعده وأنطلق ذاهبا

كان يجلس يحكي لها كل شئ حدث خلال الشهرين الذي غابت بهم ، شعرت بالسعادة لأجل فريدة فقال والدها وهو ينهي حديثة
-خلاص استريحتي وعرفتي كل حاجة
اومأت له وهي تضحك فأبتسم وقال
-لازم الكل يعرف ، الكل هيفرح اوي وخصوصا فريدة ، متتخيليش كانت شايلة ذنبك ازاي
هتفت مسرعة وهي تقول
-لا مش لازم فريدة
عقد والدها وأنس حاجبيهم ونظروا لبعض بتساؤل ثم نظروا لها لتبتسم بخبث وسعادة وهي تخطط لشئ ما

وصلوا لمكانهم المقصود فقال جاسم بحماس
-غمضي عيونك بسرعة
نظرت له وأبتسمت ثم أغمضت عيونها ، نزل جاسم وذهب لها وفتح لها باب السيارة ثم أمسك يدها قائلا
-براحه ، متخافيش أنا ماسكك ، اوعي تغشي يا فريدة
ضحكت فريدة وقالت
-تعرف عني كده ؟
ضحك هو الآخر وقال بمزاح
-ده أنتِ ام كده
وقف بجانبها و وضع يده علي عيونها ثم أمسك يدها بيده الأخري و سار بها لتقول بتذمر
-جاسم هفضل مغمضة عيني كده كتير؟
-‏خلاص خلاص وصلنا
ابعد يده عن وجهها ببطئ ، وقفت فريدة تشعر بالصدمة مما تري ، شعرت بسعادة كبيرة ، نظرت فريدة لجاسم وعيونها ممتلأه بالدموع وقالت
-المستشفي دي علشاني ؟
أبتسم جاسم وقال
-أنتِ شايفة ايه ؟ المستشفي اسمها مستشفي فريدة يبقي بتاعت مين ، المستشفي دي كلها بتاعتك أنتِ وطاقم العمل كله موجود وكل حاجة جاهزة مش ناقص غير أنك تشغليها ، وكمان روان وشهد هيكونوا معاكي وبكده مش هتتفرقوا عن بعض ابدا
أبتسمت فريدة وقالت متأسفة
-أنا اسفة يا جاسم بس أنا مش هقدر أقبل حاجة زي دي
أمسك يدها وقال بحزن
-ليه يا فريدة ، انا مش هبقي جوزك وشريك حياتك ولازم اساعدك وادعمك واقف في ضهرك ، اعتبريها هدية علي كل حاجة حصلت وحشة
صمتت فريدة قليلا وقالت بتردد
-مش عارفة حاسة إن كده كتير
أبتسم جاسم وقال بنفي
-مفيش حاجة كتير عليكي وبعدين أنا لو اطول اجبلك العالم كله مش هتأخر ، بصي بقي المستشفي دي بتاعتك و أنتِ المسئولة عنها وكل الدكاترة و الممرضين موجودين وكل حاجة جاهزة ، فبرضاكي او غصب عنك هتشتغلي هنا
أبتسمت فريدة وقالت
-عارف نفسي اعمل ايه دلوقتي ؟
نظر لها بأهتمام لتقول بخجل
-نفسي احضنك حضن كبيير بس مش هينفع ، وسيب إيدي بقي ولا انا استحليتها
ضحك جاسم وترك يدها قائلا
-لا يا ستي اهو
ثم أكمل بخبث
-بكره نتجوز و تحضنيني واحضنك و هنعمل كل حاجة
غمز لها بعد أن أنهي حديثة فخجلت وقالت
-ما شاء الله علي قلة الادب
ضحكوا سويا فابتسم وقال لها
-تسمحيلي اخدك في جولة في المستشفي بتاعتك
أومأت بسعادة وحماس و دلفوا سويا للداخل
 
مرت الأيام بسرعة وفريدة وجاسم سعداء ، ومازال مروان يطعم روان كثيرا كنوع من انواع الاهتمام بها وبصحتها هي والجنين ، شهد و آسر سعداء سويا واستطاع آسر أن يتخطي الماضي بنسبة كبيرة و يعود الفضل في هذا اولا لله ثم والدتة ثم زوجتة شهد التي يحبها بشده و يفعل لها اي شئ حد يسعدها...
...في صباح يوم زفاف فريدة وجاسم...
كانت فريدة نائمة في غرفتها وهي تحلم بجاسم ، تألمت فريدة عندما وجدت من يقفز عليها قائلة بسعادة
-ديداااا
فتحت فريدة عيونها لتجدها شهد وكانت روان تقف بعيدا تضحك عليهم ، ابعدتها فريدة قائلة
-يا شيخة اقول عليكي ايه ، فطستيني ، ايه مجتيش أنتِ كمان يا روان تنطي عليا لي
ضحكت روان وقالت
-لا يا ستي أنا حامل ، يلا قومي اجهزي علشان نروح الفيلا
عقدت فريدة حاجبيها وقالت
-فيلا ايه ؟
نظرت شهد لروان وقالت بنفاذ صبر
-دي لسة نايمة يا ستي ومفاقتش
قالت روان وهي توضح لها
-يابنتي هنتنيل كلنا نروح الفيلا علشان تجهزي هناك علشان فرحك هناك ، أنتِ سمعاني اصلا
قالت فريدة وهي تغمض عيونها
-ايوة ايوة طبعا سمعاكي
نهضت فريدة وهي تقول بصدمة
-انهاردة فرحي !
قالت شهد بضيق
-يادي النيلة أنتِ لسة فايقة
قالت روان وهي تضحك
-كويس انها فاقت اصلا ، يلا بقي قومي
نهضت فؤيدة ولكنها امسكت هاتفها عندما وجدت رسالة تصل لها من جاسم ، فتحتها فريدة وقرأتها
"اعملي حسابك انهاردة هيبقي في مفاجأة كبيرة ليكي مننا كلنا وكلنا واثقين أنها هتعجبك ❤"
قرأت فريدة الرسالة لروان وشهد وقالت
-تعرفوا ايه المفاجأة دي ؟
نظرت كلا منهم لسقف الغرفة و ظلوا يصفرون فقالت فريدة بضيق
-اه يا كلاب ، ماشي كلها كام ساعة واعرف
بعد قليل تجهزت فريدة وذهب الجميع لمنزل فريدة و جاسم وصعدت الثلاث فتيات لغرفة اخري غير غرفة جاسم وفريدة وجلسوا بها ، قالت شهد مسرعة
-يلا لازم تلبسي الفستان بسرعة علشان زمان الميكب ارتست هتيجي علشان تعملك مكياج
أبتسمت فريدة بسعادة وقالت
-بجد يعني هشوف الفستان اخيرا
أتجهت روان للخارج قائلة
-ثواني هروح اجيبة و هاجي ، هيعجبك اوي انا واثقة
ابتسمت فريدة بحماس و كانت تنتظر بلهفة وشوق ، مرت دقائق حتي وجدت روان تفتح الباب وتضع الفستان اولا لتراه فريدة وتصرخ بسعادة قائلة وهي تركض عليه
-الله جميل اوي
ظلت فريدة تتفحصة بأنبهار وسعادة ، تشعر أنها المره الاولي التي ستتزوج بها مِن مَن أحبته طوال عمرها ، ظلت تنظر للفستان الذي كان رائع للغاية ، كان يشبه الفساتين الملكية
(الصورة الي اتخيلت الفستان بيها هحطها في التعليقات 😂💙)
قالت شهد سريعا
-يلا يلا ، ادخلي خدي شاور بسرعة يلا علشان تلبسية وبعدين المكياج بقي يلا بطلي لكاعة
وضعت روان الفستان علي الفراش و دفعوها للمرحاض واغلقوا الباب ، وقفت فريدة وراء الباب غير مصدقة ، هل بالفعل حياتها اصبحت سعيدة ، كانت تشعر بحماس وسعادة كثيرة ولكن كان هناك شئ ينقصها ، كانت تتمني أن تكون ريم معها ، دعت لها فريدة بالرحمة وقالت
-ياريتك كنتِ هنا
 
-ها خلصتي ؟
سألتها روان وهي تقف هي وشهد خلف باب الغرفة
لم يسمعوا صوتها فقالت شهد وهي قلقة
-فريدة أنت مبترديش ليه ؟
نظرت شهد لروان فقالت روان
-فريدة لو مردتيش هندخل
فتحت روان الباب ودلفوا للداخل فوجدوا فريدة تقف امام المرآه وهي ترتدي الفستان الذي كانت تبدو به كأميرة ، قالت روان بدهشة
-بسم الله ما شاء الله بجد روعة عليكي اوي
قالت شهد بسعادة
-ما شاء الله يا قلبي شكلك زي القمر بجد والفستان لايق عليكي وشبه الملكات والأميرات كده
كانت فريدة تنظر للمرآه ولا تتحدث فأقتربت منها روان وقالت بقلق
-مالك يا فريدة أنتِ مش فرحانة ؟
حركت فريدة رأسها بنفسي سريعا وقالت
-أنا طايرة من الفرحة وحاسة إني اول مره اتجوز والبس الفستان الأبيض بس.....بس أنا كده مش بظلم جاسم ؟
قطبوا جبينهم بعدم فهم وقالت شهد متسائلة
-ازاي يعني ؟
أمتلأت عيونها بالدموع وقالت
-علشان يعني هو مش هيبقي اول واحد يلمسني
عانقتها روان وشهد وقالت شهد بعتاب
-فريدة انتِ ازاي تفكري كده ، ليه محسساني إن اول مره كانت برضاكي
أكملت روان قائلة
-فريدة متفكريش كده بالله عليكي ، أنتِ فعلا مكنش برضاكي إلي حصل ، امير اعتدي عليكي ، والله أنا مكسوفة إن هو كان اخويا وللأسف كنت بحبه في يوم من الأيام ، جاسم بيحبك يا ديدا و مش هيفكر زي ما انتِ بتفكري كده لأن أنتِ بتفكري بطريقة غبية
قالت شهد بمزاح وهي تحاول أن تخفف عن فريدة
-هي غبيه اصلا والكل يشهد علي كده
تذمرت فريدة وقالت وهي تبتعد عنهم
-أنا غبيه يا مهزقة ، والله لاجيبك من شعرك
ركضت شهد وركضت فريدة ورائها في جو من المزاح و الضحك وكانت روان تضحك عليهم ، قالت روان وهي توقفهم
-ثواني كده هو انتِ مقفلتيش الستوستة ليه ؟
قالت فريدة وهي تحاول مجددا
-حاولت كتير بس معرفتش ، حد يجي يقفلهالي
ضحكت روان وقالت
-يارب متعرفيش تفتحيها بعد الفرح جاسم هيحب الحوار ده اوي
ضحكوا سويا وقالت شهد بمزاح وهي تقلدها
-معلش يا جاسم ممكن تفتحلي السوستة علشان مش عارفة
ظلوا يضحكون سويا فقاطع ضحكهم طرقات متتالية علي الباب و انفتح الباب ودلفت والدة فريدة "حبيبه" ووالدة روان "جميلة" وأبتسموا بحب عندما شاهدوا فريدة بهذا الفستان ، كانت رائعة ، أكثر من رائعة ، عانقتها والدتها قائلة بحب
-ما شاء الله عليكي ، قمر
ابتسمت جميلة وقالت
-مرات ابني طول عمرها قمر
ابتسمت فريدة وقالت
-ربنا يخليكوا ليا
وقفت روان بجانب والدتها قائلة بتذمر
-ايوة مرات ابنك طول عمرها قمر لكن بنتك كوخه عادي
ضحكت جميلة وضربت روان بخفة قائلة
-بلاش شغل الحرباية إلي بتكون اخت العريس دي
ضحكوا جميعا وقالت حبيبه
-البنت إلي هتعملك المكياج جت ، يلا
خرجت حبيبه لتنادي علي خبيرة التجميل ، دخلت الفتاة و أبتسمت قائلة عندما رأت فريدة
-بسم الله ما شاء الله ، انا اول مره اشوف عروسة جميلة كده ما شاء الله ، أنا مش بحسدك والله
أبتسمت فريدة وقالت
-كفاية ما شاء الله إلي قولتيها ، أسمك ايه
أبتسمت الفتاة وقالت
-أنا أسمي نورهان ، يلا اتفضلي اقعدي
قالت فريدة بخوف
-بس بالله عليكي متكتريش ، مش عايزة اطلع زي العرفيتة
ضحكت نورهان وكذلك روان وشهد وقالت نورهان وهي تطمئنها
-متخافيش والله اطمني
جلست فريدة و بدأت نورهان بوضع مساحيق التجميل لها وبدأت روان وشهد بتجهيز انفسهم ايضا للزفاف

أنتهت نورهان من وضع مساحيق التجميل لفريدة و لفت لها حجابها ايضا ، نظرت فريدة لنفسها غير مصدقة ، قالت فريدة بسعادة
-ميرسي يا نور ، بجد شكرا
أبتسمت نورهان وقالت
-العفو ، ها ايه رأيكوا يا بنات ؟
التفتت فريدة لشهد وروان لتبتسم كلا منهم وقالوا في نفس الوقت
-قمر اوي ما شاء الله
غمزت لها روان وقالت بخبث
-جاسم هيبقي هاين عليه ياكلك اوي
أحمرت وجنتيها و قالت محذرة
-لمي لسانك يا قليلة الأدب انتِ واخوكي ، واضح إن الجواز غيرك وبقيتي قليلة الأدب
ضحكوا جميعا وأستأذنت نورهان لتذهب ، كانوا يققون الثلاث فتيات سويا وقالت فريدة بسعادة
-بجد أنا مش مصدقة ، انا فرحانة اوي يا بنات ، فرحانة اوي
أمسكوا إيدي بعضهم و ظلوا يقفزون بسعادة وعانقوا بعض ، قالت فريدة بحب
-بنات أنا بجد بحبكوا ، ربنا يخليكوا ليا ، ربنا يديم صداقتنا علطول
أبتسموا الثلاثة وقالت روان بسعادة
-أنا بحب علاقتنا وصداقتنا جدا بجد ، دايما كنا سوا وفي ضهر بعض و بنكون مع بعض في الوحش قبل الحلو دايما ، أنا محظوظة إن عندي صحاب زيكوا
قالت شهد بحب و امتنان
-أنا بجد مش هقدر أنسي وقفتكوا جنبي طول حياتي ، أنتوا واهلكوا كنتوا أهلي وعوضتوني عن كل حاجة حصلتلي وحشة ، أنا لقيت نفسي معاكوا ، ربنا يخليكوا ليا
طرقات علي الباب مرة اخري وقال والدها مستأذنا
-فريدة ، ممكن ادخل
ابتعدوا ثلاثتهم عن بعض و قالت فريدة مسرعة
-طبعا يا بابا اتفضل
دلف والدها ببطئ ليبتسم عندما رآها ، أقتربت منه فريدة وقالت
-شكلي حلو ؟
قبلها والدها من جبينها وقال
-زي القمر ، كفاية الفرحة إلي في عنيكي ، اللمعه و الفرحة إلي في عنيكي دي مشوفتهاش في الفرح إلي فات ، كان عنده حق جاسم ، حقيقي أنا فرحان أنك هتبقي مرات واحد بيهتم ازاي يفرحك
عانقتة فريدة بحب وكادت أن تبكي قائلة
-ريم ، ريم كنت اتمني انها تبقي معايا
ابعدها عزيز ببطئ عنه وقال وهو يهدأها
-اهدي ومتعيطيش ومبتبوظيش المكياج بتاعك ، ريم هتبقي موجودة
عقدت فريدة حاجبيها وقالت
-ازاي ؟
توتر والدها وقال
-قصدي يعني إن هي هتكون موجودة معاكي ، في قلبك ، متعيطيش بقي وأبتسمي ويلا بينا علشان المأذون وصل و كل حاجة جاهزة
نظر عزيز لروان وشهد فتنفسوا براحه ، فقد كان علي وشك أن يفشي عن هذه المفاجأة
مد والدها يده لها لتبتسم وتتمسك به بتوتر وسعادة ونزلوا سويا و كانت شهد وروان ورائها
خرجت فريدة مع والدها إلي الحديقة لينبهر بها الجميع وخصوصا جاسم ، يعلم انها جميلة ولكنها اصبحت أجمل بهذا الفستان وبمساحيق التجميل البسيطة التي اظهرت جمالها ، خطفت انفاسه بشدة ، هي قد خطفت انفاسة منذ زمن ولكن الأن شئ مختلف ، يشعر أنها أول مره يراها بفستانها الأبيض ، لمعة عيونها والسعادة التي يراها بعيونها هي من جعلتة يشعر بهذا الأحساس ، أقترب جاسم منهم و أعطاه والدها يدها ليمسكها وتتمسك هي بيده كطفلتة ، نظرت له وهي تبتسم بسعادة ، كانت الحديقة مزينة بطريقة رائعة ، كان يوجد مقعدان لهم مختلفين عن الجميع وكان يوجد طاولات صغيرة و حولها عدد من المقاعد وكانت المقاعد علي عدد الحاضرين والذين كانوا عائلة فريدة وعائلة جاسم و مروان و روان وشهد وآسر ، جلس جاسم وبجانبه فريدة وكان امامهم طاولة صغيرة و يجلس المأذون ليعقد قرانهم...
تم عقد القران بسعادة وفرحه يشعر بها الجميع ، كان الجميع يتمني لهم السعادة وأن يبعد عنهم اي شر ، بدأت موسيقي رومانسية هادئة فنهض جاسم وامسك يدها قائلا
-تسمحيلي بالرقصة دي
أبتسمت فريدة و نهضت معه و حاوطت عنقة بيدها و هو حاوط خصرها بيده وقربها منه لتخجل فريدة وتسأله قائلة
-صحيح يا جاسم ايه هي المفاجأة ومين إلي عملهالي ؟
ابتسم جاسم وقال
-كلنا ، كلنا عاملين ليكي مفاجأة هتبسطك اوي ، وبدل الفرحة هتبقي أتنين
عقدت حاجبيها وقالت
-طب أنا هعرف المفاجأة دي امتي ؟
-‏يعني شوية كده ، المهم ركزي معايا ، أنا من حقي اعرف ايه القمر ده ؟
قالت فريدة بثقة وغرور
-ده أقل حاجة عندي علي فكره
ضحك جاسم بشده وقال
-يا واد يا واثق أنت ، طيب هو أنتِ عارفة إن أنا بحبك ؟
أومأت له وهي تنظر لعيونة بحب فقالت
-المهم أنك تبقي عارف برضوا إني بحبك يا جاسم وعمري في لحظة ما فكرت إني ابطل احبك
أبتسم جاسم وظلوا يتحدثون قليلا و كان جاسم يتغزل بها بحب ليري وجنتها الحمراء بشده ، أنتهت الرقصة وبدأت أغنية أخري ليرقصوا عليها وشاركوهم شهد وآسر و روان ومروان هذه الرقصة
 
كانت بالخارج خائفة ، نظرت له قائلة وهي تشعر بالخوف والتوتر
-أنا خايفة يا أنس
أبتسم أنس وقال
-ليه ده أنتِ هتشوفي أختك إلي كنتِ هتموتي وتشوفيها ، يلا بينا ، ابتسمي
ابتسمت ريم و دلفت للداخل ، وقفت تشاهدهم وهم يرقصون ، رأت السعادة علي وجه فريدة ، لم تراها سعيدة هكذا من قبل وها هي الأن ستجعلها سعيدة أكثر ، أنتهت الرقصة وصفق الجميع لهم و بعدها أنتبهوا جميها لصوت ريم قائلة
-فريدة
كانت فريدة تقف بظهرها ، ماذا سمعت الأن ؟ هل هذا صوت ريم ؟! لا مستحيل ، ازدادت وتيرة تنفسها و ازدادت نبضات قلبها و التفتت ببطئ وهي تمسك بيد جاسم بشده ، رآتها فريدة فوقفت مكانها وهي تنظر حولها وهي تعتقد أنها تتخيل ، هل جنت الأن لتري أختها التي توفت !
قالت فريدة بلهفة
-أنتوا شايفينها ، هي ريم موجودة ولا أنا بتخيل ؟
اقتربت ريم منها وهي تقول بأبتسامة
-لا أنا موجودة وعايشة يا فريدة ، حتي هاتي إيدك
أمسكت ريم يد فريدة ووضعتها علي وجهها لتقول بأبتسامة
-شوفتي إني موجودة
كانت مصدومة بشدة ولا تبدي اي رد فوقف جاسم بجانبها وقال
-فريدة حبيبتي ، ريم واقفة قدامك ، ريم عايشة
كأنها كانت تنتظر أن يؤكد لها أحد ، انفجرت فريدة باكية و عانقت أختها بأشتياق وبادلتها ريم العناق ، كانت فريدة تشعر بمشاعر كثيرة ، توتر...سعادة...صدمة...شوق...دهشة ، ظلت تعانقها لمدة طويلة وكل منهم تبكي بشدة ، ابتعدوا عن بعض و أمسكت فريدة وجهها بحنان قائلة ببكاء
-ازاي ؟ انتِ عايشة ، أنا مش فاهمة حاجة ، ازاي ؟
أقترب والدها قائلا
-أنس كان عارف المكان إلي أمير هيخطف فيه ريم و كان قاعد معايا لما جالي أتصال إن ريم اتخطفت وهو إلي راح وأنقذها بس ريم دخلت في غيبوبة من الصدمة و أنس أتصل بيا وأنا بس إلي كنت عارف إن ريم عايشة بس في غيبوبة ، أنا أسف علشان مقولتش لحد خالص بس أحنا كنا عيشنا موقف موتها ده مره و احتمال صحيانها من الغيبوبة كان ضعيف لأن كانت حالتها متدهورة فخوفت أقولكوا و بعدين لقدر الله ريم تتوفي بجد بس الحمدلله ، فاقت الأسبوع إلي فات والكل عرف وهي طلبت إنك الوحيدة متعرفيش علشان تعملك مفاجأة انهارده و كانت قاعدة في شقة شهد
ضحكت فريدة بسعادة وعانقت ريم مجددا قائلة
-انتِ عايشة ، أنتِ عايشة ، انا مش مصدقة ، بجد مش مصدقة
كانوا يقفزون سويا بسعادة وأكملت فريدة قائلة
-كنت حاسة إنك عايشة
ابتعدت فريدة عن ريم وقالت بأسف
-أنا أسفة علشان اتخليت عنك علشان جاسم يعرف الحقيقة
قالت ريم مسرعة
-شششش ، أنتِ عملتي الصح ، أمير كان لازم يتكشف و يتحطلة حد لكل إلي عمله ، وأنا اهو واقفة قدامك سليمة والفضل يرجع لأنس
نظرت ريم وفريدة لأنس ثم نظرت فريدة لريم وقالت بهمس
-هو ده بقي أنس حبيب القلب
نظرت فريدة لأنس وقالت بأمتنان وسعادة
-أنا متشكرة ، شكرا ليك جدا
أبتسم أنس وقال
-العفو أنا معملتش حاجة ، أنا أسف علشان جيت الفرح او كنت ضيف متطفل علي افراد العيلة بس جاسم هو إلي دعاني وهو إلي اصر هو و باباكي إني احضر معاكوا
أبتسمت فريدة وقالت
-متقولش كده ده أنت تنور في اي وقت ، وبعدين ما أنت بقيت من ضمن افراد العيلة
نظرت فريدة لريم وغمزت لها ثم عادت تعانقها لتزيل هذا الأشتياق وهي مازالت لا تصدق ولكنها تحاول
مر اليوم سريعا و قد اصبح افضل وأسعد يوم لفريدة ، فقد حظت بسعادة كثيرة في هذا اليوم ولن تنساه ابدا ، حان وقت الذهاب ليتركوا العريس والعروسة سويا ، بدأ الجميع يودعهم ، وقفت ريم أمام فريدة وقالت
-أنا فرحانة ليكي بجد يا فريدة و بتمنالك السعادة دايما
جذبتها فريدة وعانقتها قائلة
-وأنا فرحانة أنك عايشة ، أنا لسة لحد دلوقتي مش مصدقة وحاسة إني بحلم ، هو فعلا حلم جميل ، أنا بحبك اوي يا ريم ، ربنا يخليكي ليا و يطول في عمرك
وقف أنس قائلا بأبتسامة
-تسمحولي بس قبل ما نمشي أقول حاجة ، أنا كنت طلبت إيد ريم من باباها وهو وافق
التقط أنس وردة من علي إحدي الطاولات وجلس علي إحدي ركبتيه وأكمل قائلا
-بس أنا عايز اسمع رأيها ، موافقة تتجوزيني ونعيش في تبات و نبات ونخلف صبيان وبنات
ضحكت ريم وقالت وهي تضيق عيونها
-أنا همشي علشان متأخرش علي الشغل ، سلام
قلب أنس عيونه بملل وقال بمزاح
-كنت بغل والله كنت يغل
ضحكت ريم و أخذت منه الوردة وأومأت له بأبتسامة ، لينهض سعيدا للغاية وفرح الجميع من اجلهم
ذهب الجميع ووقف جاسم وفريدة بمفردهم فنظر جاسم لها بخبث لتقول وهي تعود للخلف
-في اي يا جاسم ! متبصليش كده والا والله هروح انادي بابا ياخدني معاه
هرول نحوها يحملها بين ذراعية قائلا
-بابا مين والناس نايمين ، ده أنا مستني اللحظة دي من خشروميت سنة
ضحكت فريدة وقالت
-جاسم أنا بحبك بجد
نظر لها وقال
-لا متثبتنيش لاحسن مش هنلحق نطلع الاوضة
ضحكت مجددا وقالت
-خلاص أنا هسكت اهو
دلفوا لغرفتهم وأنزلها جاسم لتنظر حولها بدهشة وسعادة ، كانت الغرفة مزينة و يوجد ورد أحمر علي الفراش علي شكل قلب ، أبتسم جاسم وقال
-ايه رأيك ؟
نظرت له وقالت بسعادة
-جميلة اوي ، جاسم أنا بجد فرحانة فرحانة اوي ، أنا انهاردة احلي يوم في حياتي ، أنا وأنت اتجوزنا وريم طلعت عايشة وكل حاجة حلوة حصلت انهاردة ، أنا فرحانة اوي ، أنهاردة يوم محصلش
أبتسم جاسم وقال
-ربنا يسعدك دايما يا فريدة ، أنا هاين عليا اعيش حياتي علشان اسعدك ، يلا ادخلي غيري واتوضي علشان نصلي ركعتين سوا علشان ربنا يباركلنا
دخلت فريدة للمرحاض وهو وقف يبدل ملابسة في الغرفة ، وقفت أمام المرآه وخلعت حجابها لينسدل شعرها النحاسي الناعم علي كتفيها ، حاولت فريدة فتح سحاب الفستان وتذكرت حديثها هي واصدقائها فضحكت ثم تنفست قائلة وهي تدعم نفسها
-مش هتكسف ، جاسم بقي جوزي ، أنا مش هتكسف
فتحت فريدة الباب سريعا و قالت
-جاسم
كان مازال يبدل ملابسه فكان عاري الصدر ، شهقت فريدة و دخلت سريعا للمرحاض مرة اخري فضحك جاسم وقال
-فريدة ، في ايه ؟
قالت بتوتر وخجل
-يعني....أنا....كنت عيزاك .....اصل أنا .... مش عارفة افتح السوستة بتاعت الفستان
ضحك جاسم وقال لنفسه
-أنا كنت مستني اللحظة دي
حمحم جاسم ورفع صوتة قائلا
-طب اخرجي يا فريدة ومتتكسفيش ، أنا لبست التيشرت اهو
تنفست فريدة بعمق و فتحت الباب لتجده مازال عاري ، كادت أن تغلق الباب مجددا ولكنه وضع قدمه وجذبها من يدها له قائلا بهمس
-تعرفي إني اول مره الاحظ جمال شعرك
شعرت بقشعريرة تجري بجسدها ، فأدارها جاسم و أمسك شعرها يضعه علي إحدي كتفيها ليظهر ظهر الفستان ، كان تنفسها مضطرب بشده ، أمسك جاسم السحاب و بدأ بفتحة ليظهر ظهرها العاري ، لامس ظهرها بيده لتنكمش و تخجل بشدة ، أقترب منها جاسم يطبع قبلة علي كتفها ، قالت فريدة بصوت متقطع
-جا..جاسم ، أنا متوضتش علشان نصلي
ركضت بسرعة نحو المرحاض وأغلقت الباب ليقف هو مبتسم قائلا بخبث
-هنصلي و ابقي وريني هتهربي مني ازاي يا فريدة
خرجت فريدة بعد قليل و دلف جاسم هو الآخر ليتوضي ثم خرج وصلوا ليبدأوا حياتهم بتوفيق الله ، أنتهوا فوجد جاسم فريدة حزينة ، أقترب منها جاسم وقال
-مالك يا فريدة ، أنت مش كنتِ فرحانة من شوية ؟
-أنا لسة فرحانة بس أنا حاسة إني بظلمك علشان يعني .... يعني يعتبر أنك مش اول واحد.......
قاطعها جاسم وهو يقبلها لتتفاجأ فريدة وتنصدم ، شعرت أن قلبها يكاد يخرج من مكانة من شدة نبضاتة ، أبتعد عنها جاسم بعد ثواني وقال بأبتسامة
-ياريت متفكريش كده تاني يا فريدة وملكيش دعوة ، أنتِ كنتِ ضحيه وبعدين إلي حصل كان اعتداء وغصب عنك ، وبعدين أحنا مش أتفقنا أننا هنسي الماضي
اومأت وهي تحاول أن تتماسك ، فقد بعثر لها جميع مشاعرها و تماسكها ، أقترب جاسم منها وقال
-طب ايه بقي ؟ مش يلا
نظرت له فريدة و رمشت بعيونها عدة مرات وهي تحاول أن تتنفس بطريقة طبيعية وقالت بصوت هادئ ومضطرب
-يلا ايه
أسكرتة بجمالها وبرائتها مجددا فهي دائما تفعل هذا به فأقترب منها وأخذها لعالم جديد ، عالم لا يوجد به الا هما...❤
 
..بعد مرور 5 سنوات...
....عاش جاسم وفريدة معا بسعادة ، كلا منهم يسعد الأخر وكلا منهم متفهم للأخر ، وكانوا دائما يساعدون بعض ويتشاركون في كل شئ ، كانوا يعيشون كل يوم كأنه أخر يوم لهم و هكذا اصبحوا سعداء وها هي الأن حامل في بداية الشهر التاسع ، كان جاسم يرعاها أثناء حملها ، كان مهتم بها و كان يحاول أن يفعل اي شئ كي لا تشعر بالتعب....
....أنجبت روان ولد يشبهها وكذلك يشبه مروان ، وعاش مروان وروان وأبنهم يونس في سعادة ، مازالت روان مجنونة بالرغم من أنها اصبحت أم ، مازالت طفلة صغيرة بدلت حياة مروان إلي حياة شغوفة ومجنونة....
....كذلك أنجبت شهد و آسر ولد وفتاة تؤام وهم نديم وندي ، اصبح آسر افضل بفضل الله و بفضل ظهور شهد بحياته و كذلك هو كان لها كمنقذ ، فقد أنقذها من حياتها البائسة كما أنقذتة هي من حياته التي كان يعيش وهو يشعر أنه بلا روح ، فببساطة كان كلا منهم دواء للأخر ، و كانت هبة تشهد حبهم و كانت سعيدة لأجلهم و كل بوم حبها لشهد يزداد وتعتبرها كأبنتها ولم تتغير معها في اي يوم....
....تم خطوبة و عقد قران ريم و أنس بعد زفاف فريدة بشهر وسوف يعقد زفافهم بعد أن تنتهي من جامعتها ، والد ووالدة أنس احبوا ريم وعائلتها كثيرا....
....تخرجت ريم واصبحت مهندسة كما تتمني وها هو يوم زفافها هي وأنس....
 
في هذه القاعة التي بها زفاف ريم و أنس ، كان جميع الثنائيات يرقصون ومن ضمنهم كان مروان وروان و آسر وشهد و آخرين وكان أهمهم جاسم وفريدة ، ضحك جاسم قائلا بمزاح
-يعني ياربي شكلك صغيرة وقصيرة وقولنا مش مشكلة لكن لما تبقي حامل برضوا ميبانش عليكي ، بذمتك دي منظر بطن واحدة حامل وفي بداية الشهر التاسع
ضحكت فريدة وقالت
-فاكر لما كنت فاكرة في أول كام شهر في الحمل أنه حمل كاذب بسبب بطني إلي مش فاهمة مالها ، بس كده كبرت شوية والله
ضحك جاسم وقال
-كبرت !! يمكن تكوني أنتِ شايفة حاجة أنا مش شايفها
ضحكت فريدة و نظرت له بحب فقال لها جاسم بتساؤل
-بتبصيلي كده ليه
قالت فريدة بسعادة
-مش قادرة اصدق أنه عدي 5 سنين علي جوازنا و كلها كام يوم وهنبقي بابا وماما ، أنت خليت حياتي سعيدة ، خلتني أسعد واحدة في الدنيا كلها
أبتسم جاسم وقال
-صدقيني أنا مش عايز حاجة من الدنيا الا إني أشوفك فرحانة دايما ، ده أنتِ حب عمري بجد يا فريدة ، بحبك من وأنتِ صغيرة ، مكنتش متوقع إن في يوم من الأيام هتبقي ليا أنا وبس زي ما حلمت ، كنت بلوم نفسي إني حبيت طفلة ، كنت بخاف أذيكي علشان كده بعدت عنك وأنا كنت حاسس إني ببعد عن روحي ، بس كنت واثق إني لما هرجع هحارب الدنيا علشان تبقي ليا بجد واحقق حلمي وفعلا ده إلي حصل
وضعت رأسها علي صدره وقالت بحب
-عارف ، لما شوفتك تاني في الجامعة كنت حاسة بمشاعر كتير اوي ، كنت فرحانة اوي ، ده أنا كنت بحلم بيك كل يوم وفجأة تظهر ، اول مقابلة لينا حسيت إني عارفاك ، لما لاحظت جرح في دقنك حسيت إن أنت بس قولت لنفسي وايه إلي هيجيبه هنا بس طلعت فعلا أنت
أبتسم جاسم وقال وهو يضع يده علي هذا الحرج
-تعرفي بقي إني بحب الجرح ده اوي ، كان ده الذكري الوحيدة إلي كانت منك ليا
ضحكت فريدة ووضعت يدها علي ذقنة في مكان الجرح وقالت بندم
-حقك عليا والله
شعرت بألم شديد و كان الألم شديد لدرجة أنها لم تستطيع أن تتنفس بشكل طبيعي ، ضغطت فريدة علي يد جاسم فقال بلهقة
-مالك يا ديدا ؟
لم تستطيع أن تتحمل هذا الألم وشعرت بشئ ما يسيل من بين قدميها فأتسعت عيونها ونظرت لجاسم وصرخت قائلة
-أنا بولد
انصدم جاسم وقال
-ازاي يعني ، أنتِ مش لسة في اول التاسع
صرخت وهي توضح له
-ما أنا ممكن أولد في اي وقت في التاسع ، في اوله او في اخره او في نصه ، مش قادرة يا جاسم
التف الجميع حولها من أثر صراخها وكان جاسم يقف مصدوما لا يعلم ماذا يفعل ، كان الألم يزداد بمرور الوقت فظلت تصرخ بشدة وهي تضرب جاسم قائلة
-اعمل حاجة أنت هتفضل واقف متنح كده
أقتربت ريم منها قائلة بمزاح
-مش عيب لما تبوظي فرح أختك ، استني شوية يا ديدا وبعدين ابقي اولدي
صرخت بها فريدة قائلة
-وهو بمزاجي يا كلبة الكلاب أنتِ ، يكش تحسي بالي أنا حاسه بيه قريب ، جاسم أنت هتفضل متنح لغاية ما اولد هنا ، شيلني ، عايزة اروح المستشفي مش قادرة
حملها جاسم وركض بها للخارج وركض الجميع خلفهم ، كانت هي تتلوي بين ذراعية لا تستطيع التحمل أكثر فكانت تصرخ وتبكي بشدة

تمت الولادة و كانت فريدة بخير وكذلك الطفلة ، فقد رزقهم الله بفتاة ، كان جاسم يجلس بجانبها قائلا بأبتسامة حب
-حمدلله علي سلامتك يا حبيبتي
ابتسمت فريدة بتعب وقالت
-الله يسلمك
هتفت روان قائلة بسعادة
-شبه اخويا اوي
قالت ريم بنفي وعناد
-لا شبه فريدة علي فكره
قالت حبيبه وهي تضحك
-هي لسة طلعلها ملامح يا بنتي أنتِ وهي
قال خالد بسعادة
-ربنا يجعلها ذرية صالحة ليكوا
قالت فريدة وهي تحاول أن تجلس
-أنا عايزة اشيلها
ساعدها جاسم و أخذ أبنته وأعطاها لفريدة
قال عزيز مستأذنا
-طيب نسيبكوا سوا بقي ، يلا بينا
خرج الجميع وبقي جاسم وفريدة وأبنتهم ، قبل جاسم جبينها وقال
-كنت خايف عليكي اوي يا فريدة
أبتسمت فريدة وقالت
-متخافش يا حبيبي ، مجرد ما لمستها بعد ما ولدت حسيت إن تعبي وجعي كله راح
اسندت فريدة رأسها علي كتفه وحاوط خصرها بيده يعانقها و كانت فريدة تحمل ابنتهم النائمة ، أبتسم جاسم وقال
-جميلة اوي ما شاء الله ، يارب تبقي شبهك أنتِ علشان يبقي عندي نسختين منك ..... بس الصراحة حتي لو كانت شبهك أنتِ عندي بالدنيا كلها وبس
ضحكت فريدة وقالت بحب
-ربنا يخليك ليا ، ها هنسميها ايه ؟
قال جاسم مسرعا
-لا لا ، بعد كل الوجع والألم إلي حسيتي بيه طول فترة الحمل وبعد الوجع والألم بتوع انهاردة أنتِ إلي من حقك تسميها ، أنتِ تعبتي اوي
أبتسمت فريدة ونظرت له قائلة
-ما ربنا يباركلي فيك ، كنت دايما بتهون عليا ، كفاية وجودك جنبي اصلا يا جاسم
قبل رأسها وظلوا ينظروا لأميرتهم النائمة فقالت فريدة مقترحة
-ايه رأيك نسميها عشق لأنها موجودة دلوقتي معانا بسبب عشقنا لبعض
نظرت له فريدة فأبتسم قائلا
-تصدقي اسم حلو ، عشق
أبتسمت فريدة وأقترب جاسم يقبلها ، استيقظت هذه الطفلة وهي تبكي لتقطع لحظتهم فقال جاسم بضيق
-اهلا ، اهو هنبدأ من دلوقتي ، لا بقولك ايه أنا استحملت 9 شهور بالعافية فعايزك كده تبقي ضيفة ظريفة خفيفة علينا
صمتت الفتاة ونظرت له بعيونها التي مازالت لا تستيطع أن تفتحها جيدا ثم انفجرت باكية مجددا لتضحك فريدة قائلة
-شوفت اهي زعلت منك ، صالحها بقي
أمسك جاسك يدها الصغيرة وقال متأسفا
-خلاص والله حقك عليا أنا اسف ، مش قصدي حاجة والله يا عشقي أنا بس كنت بهزر
صمتت الصغيرة فأبتسم جاسم ونظر لفريدة قائلا
-دي فهماني ، ما شاء الله ذكية مش زي أمها
قالت فريدة بمزاح
-يابني متخلنيش اتغابي عليك
ضحك جاسم وقال
-لا خلاص خلاص
قبل جاسم صغيرتة ثم عاد ليعانق فريدة وتستند هي برأسها علي كتفه ، قال جاسم بسعادة
-أنا فرحان ، فرحان بجد ، أنا بحبك وبحب بنتنا إلي كنت مستنيها بقالي 9 شهور ، ربنا يخليكوا ليا
قال فريدة هي الأخري بسعادة
-ويخليك ليا ، بحبك
قال بحب وسعادة
-وأنا بعشقكوا ❤
تمت 
reaction:

تعليقات