Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جحيم حياتي الفصل العشرون

رواية جحيم حياتي البارت العشرون 20 بقلم عائشة محمد

رواية جحيم حياتي كاملة بقلم عائشة محمد

رواية جحيم حياتي الفصل العشرون

في المساء..
كانت تجلس بغرفتها حزينه تبكي بصدمه مازالت تتملك منها حتي الأن ، شعرت بأحد من والديها يدخل غرفتها فحاولت تجفيف دموعها سريعا و أبتسمت بهدوء ، نظرت لها والدتها حزينه علي حالها ، فهي تشعر بحزنها منذ أيام ولكنها لم تريد أن تضغط عليها لأنها تعلم جيدا أنها سوف تأتي بلحظة ما وتحكي لها كعادتها ولكن لم يحدث هذه المره...يبدو أن الأمر كبير
جلست حبيبه والدتها بجانبها وأبتسمت قائلة
-ممكن أفهم مالك يا ريم ، أنتِ مش ريم إلي أنا اعرفها ، مش ريم إلي بتفضل تنكش في البيت كله ، مش ريم إلي بتفضل تضحك وتهزر ، أنتِ عمرك ما قفلتي علي نفسك اوي كده ، فضلتي حبه قاعدة في البيت بعد ما كنتِ متعودة تنزلي كل يوم الصبح تقعدي في الجنينه وترسمي زي ما بتحبي .... مالك يا ريم احكيلي ، أنا مامتك وصاحبتك ، فضفضي واحكيلي ، مالك ؟
تجمعت الدموع بعيونها وبدأت بالبكاء قائلة
-أنا ...أنا حبيت يا ماما...معرفش حصل ازاي وامتي بس حبيت ، الحكاية بدأت صدفه وفجأة بدأنا نتقابل كل شويه وكل مره بتكون صدفه برضوا ، السبب إلي خلاني أقعد في البيت بقالي كام يوم إني خوفت انزل واقابله و نظراتي وكلامي يفضح مشاعري ويعرف إني بحبه ، انهارده نزلت وقابلته ومعرفش أنا عملت كده ازاي يا ماما ، أنا اسفة ...فجأة لقيتني بعترفله بحبي بس.....بس هو صدمني بالرد
ضحكت ريم بألم وقالت متذكرة حديثة
-أنا همشي علشان متأخرش علي الشغل...سلام
نظرت لوالدتها بحزن وبكاء وأكملت
-قالي كده ومشي وسابني ومبصش وراه حتي...
ازداد بكائها فعانقتها والدتها بحزن عليها ، كان يمر بجانب غرفتها وسمعها تبكي ، كان الباب مفتوح قليلا فوقف يستمع لهم وهو لا يعلم لماذا تبكي أبنته هكذا.
قالت ريم وهي تعانق والدتها كطفلة صغيره
-حبيته يا ماما ، حبيته للأسف ، هو اسمه أنس ... كان موجود في فرح فريدة وجاسم ، هو كان تبع جاسم واتقابلنا صدفه برضوا هناك ، يمكن أكون علقت قلبي وحبيت حد مش ليا بس اعمل ايه والله غصب عني ، أنا ندمانه إني سمحت لقلبي إنه يحب
شعر بالغضب والحزن بنفس الوقت ، هل أبنته تحب ؟ هل كبرت لهذه الدرجة ؟ تنهد والدها و نظر مره أخري لحالتها الباكيه و ذهب بعيدا
**
كان يجلس ينتظره في الكافيه الذي قرروا الالتقاء به ، نظر من بعيد ليجده يدلف بحالته السيئة ووجهه الحزين فأبتسم قائلا
-طول ما أنا عايش يا جاسم تأكد أني مش هخليك تفرح ولو يوم واحد وهتفضل كده علطول
أخفي أبتسامته و تصنع الأهتمام قائلا
-جاسم ، مالك يابني...طلبت تقابلني بسرعة و بعدين وشك ماله
نظر له جاسم بحزن وقال
-فريده
توتر أمير قليلا ... هل اخبرته الحقيقة ؟ لا ليس معقول ف لو اخبرته لما كان سيجلس معه بهدوء الأن ، أجاب أمير بهدوء
-مالها ؟
-في حد اغتصبها قبل الفرح
أتسعت عيناها وأبتلع لعابه بخوف ولكنه ما سرعان أخفي خوفه وتوتره وقال بصدمه
-ايه !! ازاي
مسح وجهه بحزن وقال
-أنا تعبت و مفيش حد غيرك افضفض معاه ، بس اوعدني الكلام إلي هيتقال ما بينا ده هيفضل ما بينا
قال مؤكدا
-طبعا طبعا ده أنا أخوك ، احكي
قال جاسم وهو يشرح له
-فريده من اول ما اتجوزنا وهي غريبه ...و قالتلي....قالتلي في أول الجواز أنها مش..مش عذراء يعني
أخذ كوب الماء الذي أمامه وارتشف بهدوء يحاول تصنعه ليخفي خوفه وتوتره ، وأكمل جاسم قائلا وهو يتابع رده فعله الغريبه
-المهم فضلنا لحد الأن عايشين عادي وأنا شاكك إن في حاجة ورا الموضوع ، مش فريدة إلي تعمل كده وتخون ثقة اهلها و ثقتي وثقة ربنا قبلنا كلنا ، فضلت اضغط عليها لغاية ما حاولت تنتحر انهارده بس لحقتها و جريت بيها علي المستشفي ولما فاقت فضلت اضغط عليها تاني لحد ما قالتلي....
قال والعرق يتصبب منه وكان متوترا
-قالت ايه ؟
-‏قالت إن في واحد حيوان أغتصبها بس مش هتقدر تقول أسمه وإن هو مهددها بأختها فعلشان كده كانت خايفة تقولي ومش راضيه تقولي مين ال***  إلي عمل كده
تنهد جاسم وقال
-وأنا مقدرتش ، كان لازم إتكلم مع حد لأني حاسس إني هنفجر
نظر له أمير بتشتت و نهض قائلا
-معلش أسف يا جاسم ، خمس دقايق هدخل الحمام وهاجي
ذهب أمير سريعا من أمامه وهتف جاسم وهو غير مصدق
-هي فريده هيطلع عندها حق ؟ ..... لا لا أكيد أخويا ميعملش فيا كده لا
.....فلاش باك.....
كان يقف بالخارج ينتظر اي طبيب او ممرضة ليسأله عن حالها ، خرجت إحدي الممرضات بالفعل فركض إليها سريعا قائلا بلهفة
-فريدة كويسة ؟ طيب هو في ايه ؟
نظرت له وقالت بأسف
-أنا أسفه لحضرتك بس المريضه في حاله حرجة ولازم يتنقل ليها دم بسرعة لأنها فقدت دم كتير وكويس إن حضرتك لحقتها لأنها كان ممكن لقدر الله تموت ، بس اطمن إن شاء الله هتكون بخير
ذهبت الممرضة لتجلب لهم الدم الذي سيحتاجوه ووقف هو يستند علي الحائط غير مصدق ، كان سيفقدها لو تأخر بضع ثواني اخري ، جلس علي المقعد و وضع وجهه بين يده قائلا بحزن
-كنتِ هتمشي وتسبيني فعلا يا فريدة .... ليه يا فريده ، ليه عملتي كده ؟ أنا أسف يا فريدة ، يارب قومها بالسلامة...يارب أنا مقدرش أعيش من غيرها
بعد نصف ساعة تقريبا ، كان مازال يجلس كما هو يدعو كثيرا لتخرج صغيرته سريعا ، رأي جاسم الطبيب وهو يخرج فنهض ذاهبا له وهو يشعر باللهفة والخوف وسأل بقلق
-خير يا دكتور ؟
أبتسم الطبيب وقال
-خير يا بني ، قدرنا نلاقي دم مطابق لفصيلة دمها و انقذناها بفضل ربنا ، الحمدلله
فرح جاسم بشده وشعر بالسعادة فقال
-طيب أنا أقدر أشوفها ؟
-‏اه بس هينقلوها الأول اوضه عادية و بعدين تقدر تدخلها وهي شويه وهتفوق
وضع الطبيب يده علي كتفه وقال بأبتسامة
-احمد ربنا أنك لحقتها و متزعلهاش تاني وفهمها إن حياتها غاليه عندك ومش اي خناقة مهما كانت علي ايه تستاهل أنها تنهي حياتها بطريقة حرام و تبعد نفسها عنك
أبتسم أبتسامه حنونه وذهب ليقف جاسم وهو يعيد كلام الطبيب بذهنه فقال بأصرار
-أنا لازم أفهم كل حاجة انهاردة ، أنا عارف أن في حاجة ومش هقدر أسكت أكتر من كده
بعد قليل كان يجلس بجانبها ينتظر أن تعود لوعيها ، وضع يدها علي وجنتها وأبتسم وهو يتذكر أول قبله لهم ، وضع يده الأخري علي ذقنه لتزداد أبتسامته ويتذكر هذه الندبه التي يعشقها ودائما ما تفكره بها ، قال جاسم وهو يمسك يدها و اليد الأخري يضعها علي وجنتها
-ليه كنتِ عايزة تبعدي عني .... طب بلاش أنا ، أنتِ عارفة إن الأنتحار حرام ، كان يرضيكي تروحي لربنا كده يا فريده ، لو بينا مشاكل الدنيا كلها أنا عمري ما أتمني او أقول كلمه قصدي فيها أنك تبعدي عني بالطريقة دي ، طب مفكرتيش في أهلك وأختك وصحابك ! الحمدلله إني رجعت البيت يا فريدة ، أنا بحبك
شعر بجفنيها وهي تحركهم ببطئ فأبتسم وقال
-فريده
-‏امممم
أجابت بهدوء و فتحت عيونها لتستكشف اين هي فقالت بتعب
-أنا فين ؟
أبتسم بهدوء وقال
-أنتِ اتكتبلك عمر جديد
شعر بدموعها تتجمع بعيونها وقالت ببكاء وحزن وهي تعاتبه
-ليه أنقذتني يا جاسم .... أنقذتني علشان ارجع اتعذب تاني وأنا عايشة وافضل معذباك معايا ، أنا تعبت يا جاسم تعبت
قال بهدوء وحب
-طيب فهميني يا فريدة ، فهميني وأنا صدقيني هقف جنبك
صرخت به قائلة
-مينفعش ، مينفعش يا جاسم لأني حتي لو قلتلك مش هتصدقني
نهض و قال بغضب وحدة
-ليه مش هصدقك ، مش أنتِ هتقولي الحقيقة ، قولي وأنا هصدقك يا فريدة ، ليه مصره تعيشي في العذاب ده وتعيشيني فيه وأنتِ في إيديكي تقولي وأنا هقف جنبك ، ليه خايفة كده وفكراني مش هصدقك وأنا دايما كنت واقف في ضهرك من زمان وعمري ما فكرت أكدبك في يوم ، قولي يا فريدة ، احكي.....
قال بحده هي الأخري
-مش هعرف أحكي لأن أمير أخوك هو إلي عمل فيا كده
دلفت إحدي الممرضات للداخل وقال
-حضراتكوا مينفعش كده أنتوا في مستشفي ، وكمان غلط علي حضرتك الزعيق والعصبيه ولازم ترتاحي ، اهدوا مينفعش كده وإلا أحنا هنبقي مضطرين نخرجكوا
فحصت الممرضة فريدة وكانت فريدة تنظر لهذا الذي يقف مصدوم وهي تتمني أن يصدقها ، كان يقف مصدوم غير مصدقا لما قالت ، نعم يعلم أن أمير كان حقير معها في السابق ولكنه تغير ، ولكن لماذا ستقول علي أمير شيئا كهذا ؟ هل تريد الأنتقام منه ؟! ولكن ماذا لو كان هو بالفعل من ...من أغتصبها....لا لا ، بالفعل لا ، هل تكذب عليه و تريد أتهام أمير بهذه الجريمه ، شعر جاسم بالغضب ونظر لها بعيناه التي أحمرت من الغضب ، خرجت الممرضة وقالت فريدة
-جاسم...
قاطعها جاسم بغضب
-أنتِ طالق يا فريدة ، أنا أستحملت منك كتير من ساعة ما أتجوزنا...لكن تتهمي أخويا لمجرد أنك عايزة تنتقمي منه علي إلي كان بيعمله فيكي زمان ده أنا مش هقدر أستحمله ، أنتِ كدابه
صدمه كبيرة ، صدمه غير متوقعة ، كانت تنظر له وعيناها متسعه ولكنها ضحكت بسخرية وقالت
-عرفت بقي إني كان عندي حق إنك مش هتصدقني ...لا وكمان طلقتني ، براڤو يا جاسم
خرج جاسم من الغرفة بغضب وتركها وحيدة تبكي ، تبكي بشده ... فلقد أصبح البكاء صديقها
**
أصرت فريدة علي الخروج من المشفي ولم يعارضها ولم يتحدث معا ويشعر أن عقله سينفجر من التفكير ، لا يعرف كيف طلقها ، لا يعرف هل تكذب عليه أم لا ، أصبح لا يعرف أي شيئ ، اصبح تائها أكثر ، كان يجلس بشرفة غرفتهم شاردا فشعر بها بجانبه قائلة
-أنا مش عارفة أنا هعمل كده ليه بس أنا مش عايزة أبان كدابه في نظرك يا جاسم ، أمير هو إلي عمل فيا كده علشان ياخد مني إلي هو عايزه و يحرق قلبك وينتقم منك ويعذبك علشان دايما الكل كانوا شايفينك أحسن منه وعلشان طنط وعمو كانوا دايما بيقارنوه بيك فعايز يبوظلك حياتك زي ما أنت بوظلته حياته .... أنا كان ممكن أقولك من بدري بس مش بإيدي ، هددني بأختي يا جاسم ، هددني أنه هيخطفها و هيعمل فيها زي ما عمل فيا ومش كده وبس....هيقتلها
نظر لها جاسم بصدمة لتكمل قائلة وهي تمسح دموعها
-عارفة أنك مش مصدقني وحقك علشان هو أخوك إلي فضلت سنين بتحاول ترجعه لحضنكوا تاني ... وعارفة أنك طلقتني ... وعارفة أنك شايفني كدابة ويمكن تكون مش طايقني بس أنا بطلب منك حاجة واحدة بس ، بطلب منك تديني فرصة أثبتلك فيها كل حاجة ، عارفة إني كده هكون بعرض حياة أختي للخطر بس أنا هحاول احميها
نظرت له ، نظرت لعيونه بعمق وقالت برجاء
-ارجوك فرصة واحدة بس ولو طلع إني غلطانة همشي وهبعد ومش هتعرف عني حاجة تاني ، بس أنا محتاجة مساعدتك و محتجاك تساعدني أحمي أختي
.....عودة للواقع.....
 
في المرحاض ، كان يقف يمسك هاتفه بغضب ويتصل بها ، كان ينتظر أن تجيب حتي سمع صوتها فقال بغضب
-بقي كده يا ***  تحكي لجاسم
-صدقني مقلتلهوش أسمك والله
-بس حكيتي ... ومين عالم مش يمكن بعد كام يوم تقوليلوا أسمي ، شكلك مستغنيه عن أختك يا فريدة ، أنتِ حره أنا حذرتك وأنتِ مسمعتيش الكلام
أغلق المحادثة ووقف يحاول أن يهدأ
كان يجلس بالخارج ينتظرة ، وصلته رسالة منها بها
"كلمني وهددني بأختي تاني ، أنا خايفة يا جاسم ، أنا حاسة إني برميها في النار بإيدي"
بعث لها مدونا
"متخافيش يا فريدة ، الموضوع لو طلع صح مش هسمح لأمير يلمس شعره من أختك"
مازال لا يصدقها ولكن يكفي أنها يساعدها ولابد من أكتشاف الحقيقة
**
خرج أمير من المرحاض وتوجه لجاسم الذي نهض قائلا
-كان نفسي أقعد معاك شويه كمان بس طلعلي شغل مهم ولازم أمشي
-‏بس أحنا ملحقناش نتكلم
-عارف ، بس أنا أستريحت إني حكيت ، شكرا أنك أخويا وأنك بتحبني وعمرك ما تفكر تزعلني وأنك دايما جنبي ، شكرا أنك دايما موجود وبقيت سندي وضهري
شعر أمير بالحزن...نعم فهو يشعر مثل الجميع ولأول مره يشعر بالحزن علي أخيه ، فجاسم يحبه و لكنه قد خانه و أعتدي علي زوجتة ودمر له حياته ومازال جاسم يحبه.
أنا لست كما تعتقد ، لست جيد ، أنا سيئ ، لقد دمرت حياتك ومازلت أنت تحبني .... غبي
قال جاسم وهو يقطع شروده
-أنت كويس ؟
أومأ برأسه وأبتسم فودعه جاسم وذهب قائلا لنفسه
-مش عارف أتمني مين يطلع صح ، أنا بين ناريين ، حبيبتي وأخويا ، بس لو طلع أمير بينتقم مني في فريدة أنا هتكسر اوي ، يعني بعد ما الاقي أخ ليا أتسند عليه يطلع وقت ما كنت أنا بتسند عليه كان هو بيكسر ضهري علشان أقع ، يارب أنت عالم بحالي وعالم بالنار إلي في قلبي
**
كانت تحاول الأتصال به مرات عديدة
-ها رد ؟
-‏لا بس هيرد إن شاء الله
تنهد جاسم قائلا
-أنا خايف ، خايف بعد كل ده يطلع أخويا فعلا مش بيحبني
قالت فريدة بأسف
-أنا أسفة يا جاسم ، أنا إلي عملت فيك كده
جاء ليتحدث ولكنها وضعت يده علي فمه وفتحت مكبر الصوت ليظهر صوت أمير قائلا بهدوء
-الو اذيك يا فريدة ، عاملة ايه وجاسم عامل ايه
قالت فريدة بتهكم
-مفيش داعي للتمثيل جاسم مش في البيت
-‏اومال بتتصلي ليه يا *** 
أنصدم جاسم وكاد أن يتحدث ويلقنه درس ولكنها اوقفتة وقالت برجاء
-متصلة علشان اطلب منك نتقابل ولو لأخر مره ، والله العظيم أنا مقولتش حاجة عنك
قال أمير بسخرية
-بس حكتيله ، وبعدين ايه وحشتك ! يظهر كده إن اليوم إلي قضتيه معايا عجبك اوي .... مفيش مشكلة نبقي نتفق في يوم تجيلي الشقة
كور يده بغضب وصدمة بنفس الوقت وبرزت عروقة من الغضب وقالت فريدة بحده
-احترم نفسك يا أمير وبعدين متنساش أنك اعتديت عليا يعني مش بمزاجي ولو اقدر كنت موتك بإيدي يا حيوان
قال أمير بتلذذ
-طب بذمتك مستمتعتيش؟ أنا لأول مرة كنت مستمتع كده مع واحدة ولا كأن كانت اول مرة
نهض جاسم بغضب وهو يحاول أن يكتم غضبه ، قالت فريدة بغضب
-أنت واحد سافل وحقير
قال بنفاذ صبر
-أنت عايزة ايه يا بت
قالت فريدة برجاء
-عايزة اقابلك ، عايزة أتكلم معاك ، مش عيزاك تأذي اختي ، اختي ملهاش ذنب في اي حاجة ، اطلب اي حاجة بس ابعد عن اختي
قال مفكرا
-امممم ، خلاص ممكن مأذيش اختك بس بشرط .... عايزك دلوقتي
نظرت لجاسم وأتسعت عيونهم و ظهر الخوف علي وجهها وتذكرت هذه الليله التي كانت بداية جحيمها فجلس جاسم بجانبها وأمسك يدها ، نظرت له فريدة فنظر لها وهو يطمئنها فقالت بتردد
-عايزني ازاي يعني ؟
أجاب عليها ببساطة
-زي ما أنتِ فاهمة بس المره دي تبقي برضاكي ، ها موافقة ؟
-أنت بجد أنسان حقير اوي ، أنا بكرهك
قال منهيا المحادثة
-لو مش عايزاني المس أختك تعالي علي المكان إلي هبعتهولك بعد نص ساعة ، لو مجتيش هتبقي دي دعوة مباشرة إني اخطف اختك ، سلام يا حلوه
أنهي المكالمة ونظرت فريدة لجاسم ليقول بحزن
-أنا أسف علشان مصدقتكيش يا فريدة ، مكنتش متخيل إن اخويا يبقي كده
-‏مش زعلانه منك يا جاسم بس أنا خايفة علي ريم
قال وهو يطمئنها
-متخافيش أنا بعت أتنين معرفه واقفين تحت البيت
نهض قائلا وهو يمسك يدها
-دلوقتي يلا بينا
**
كان يقف أمام المسجد ينتظر والدها ، فهو قد سأل وعلم أن والدها يصلي بهذا المسجد ، ولا بأس فهو يتذكر ملامحه قليلا منذ يوم الزفاف ، وجده يخرج فأقترب منه قائلا بأبتسامة
-تقبل الله
-منا ومنكم
قال أنس متسائلا
-أنا أسف بس هو حضرتك والد الأنسه ريم !
نظر له عزيز يتفحصه ثم قال
-ايوة أنا ، مين حضرتك ؟
قال مبتسما
-أنا اسمي أنس ، كنت حابب أتكلم مع حضرتك شوية ، ينفع ؟
تذكر والدها هذا الأسم الذي قالته صباحا ، هل هذا هو من تحبه ؟ ولكن ماذا يفعل هنا ؟
قال والدها موافقا
-تمام أتفضل ، في قهوة قريبة هنا تعال نقعد ونتكلم براحتنا
**
-روني ، اقولك نكتة ؟
قال مسرعا وهو يرفض بأصرار
-لا لا ابوس دماغك بلاش النكت بتاعتك دي ، مش عايزة أسمع حاجة والله
تذمرت روان كطفلة صغيرة وقالت
-بالله عليك والله حلوة هتعجبك المرادي علشان عن الظباط إلي زيك
تنهد مروان وقال مستسلما
-يا الله ، قولي يا روان
أبتسمت روان وقالت
-بيقولك مره ضابط شرطه هرش فى دماغوا نزل امل مركزى
ضحكت روان بشدة ونظر هو لها بأشمئزار قائلا
-مسمعش صوتك تاني
قالت روان بمزاح
-بيقولك مره واحد قفوش ومش بيحبني ولا بيحب النكت بتاعتي
نظر لها مروان وقال بأبتسامة
-لا أنا مبحبش النكت بتاعتك لكن بحبك أنت
صفقت روان قائلة وهي تضحك
-خد قلبي يا عم أكتر ما أنت واخده ميغلاش عليك
عانقها مروان وهو يضحك قائلا
-بحبك يا مجنونة
**
-فاكر يوم لما روحنا دريم بارك وقعدنا نلعب لبليل
أبتسم آسر وقال
-طبعا وهو ده يوم يتنسي
أبتسمت قائلة بتذكر
-كان يوم تحفه ، مش قادرة انسي اي تفاصيل فيه ، كنت فرحانة لأنك كنت بتحاول تخرجني من إلي أنا فيه ، كنت حاسه إني طايرة من الفرحه
ضحك آسر وقال وهو يذكرها
-فاكرة لما كنا عمالين نضحك في الغسالة بدل ما نصوت
ضحكت شهد وقالت
-نص الناس إلي كانت راكبه معانا كانوا عمالين يصوتوا وأنا وأنت ضحكنا كان جايب أخر المدينه بجد
ضحك هو الأخر قائلا
-غالبا والله اعلم العيب كان في الأماكن إلي ركبنا فيها
ضحكت شهد وقالت
-احنا كنا بنركب اللعبه من هنا والناس تبقي بتصوت وأنا وأنت بنضحك
توقفوا عن الضحك ثم أمسك يدها و قال بحب
-ايه رأيك نروحها تاني واهو تبقي شهدت حبنا قبل ما نتجوز وبعد ما اتجوزنا
أبتسمت قائلة
-والله قولتلك قبل كده اي مكان معاك بيكون جميل جدا وبتفضل ذكري حلوة في قلبي وعقلي
قبلها من وجنتها وعانقها بحب
**
فتح باب هذا المنزل الذي كان يمكث به من قبل ، وجدها تقف أمامه فقال بسعادة وأبتسامة خبيثه
-الليله ليلتنا يا قمر ، اتفضلي يا عروسة
نظرت له مشمئزة وقالت
-قبل ما ادخل في حاجة أنا جيباها ليك
أبتسم وقال
-هدايا ، لا لا كده كتير عليا
قالت فريدة بأبتسامة جانبيه
-بس هدية هتعجبك اوي
ظهر جاسم ليتراجع أمير للخلف ويرتبك قائلا
-جاسم! أنت....أنت بتعمل ايه هنا
أنقض عليه جاسم وظل يضرب به قائلا
-بقي أنا وماما وبابا و روان رجعناك تقعد وسطنا وفضلنا نحبك وبابا وماما كانوا بيحاولوا يعلموا اي حاجة تفرحك علشان تنسي إلي حصل زمان وأنت تعمل كده....ده أنا أكتر واحد كنت فرحان بوجودك ، كنت فرحان إن عندي أخ وبقي جنبي ، كنت فرحان وكنت فاكر أننا هنكون صحاب ، ليه عملت كده ليه أنتقمت مني في فريدة ، طب كنت اعمل فيا اي حاجة أنت عايزها لكن ليه تعمل كده في فريدة ، طب أنت عارف إني مصدقتهاش في الأول ، مكنتش مصدقها ومكنتش قادر اصدقها لأني مكنتش عايزك تبقي كده ، ليه عملت كده ....لييه
وضعت يدها علي كتفه وهي تحاول ابعاده عنه
-خلاص يا جاسم هيموت في إيدك ، جاسم خلاص بالله عليك
أبتعد عنه جاسم بعد أن اصبح وجهه مليئ بالدماء والكدمات ، ضحك أمير وقال وهو يحاول النهوض
-ايه وقفت ليه ، عايز تعرف أنا عملت كده ليه ... عملت كده علشان كانوا بيقارنوني بيك ، كانوا دايما شايفينك احسن مني ، كنت دايما المفضل عند الكل ، كرهوني في نفسي بسببك ، وصلت للحالة دي بسببك ، علشان كده قررت اعمل إلي عملته في فريدة و أنت لما هتعرف هتتكسر وبكده هكون حققت أنتقامي منك و أخدت من فريدة إلي كنت عايزة
نظر له جاسم بحزن وقال
-يا خسارة يا أمير ، يا خسارة ، كان في إيدك تعيش في وسط عيلة بتحبك وعرفت غلطها إلي عملته معاك زمان ومستعده تجبلك نجمه من السما لو عايز بس تبقي سعيد وتنسي الماضي ، عارف إن ماما وبابا غلطوا بس كلنا بنغلط وهما عرفوا غلطهم وكانوا شايلينك من علي الأرض علشان عايزين يصلحوا غلطتهم وكانوا ندمانين لكن أنت أخترت إن قلبك يفضل أسود وبدل ما تبعد وتسكت حتي ... لا دخلت حياتنا ودمرتها ، ده أنا أخوك يا أمير ، أخوك إلي كان بيحبك ودي...دي فريدة مرات أخوك إلي هي كانت المفروض تبقي في مكانة روان أختك وتحافظ وتخاف عليها ، أنا بعتذرلك عن إلي ماما وبابا عملوه فيك زمان بس ده مش مبرر لكل القرف إلي أنت عملته ده
صمت جاسم و بدأ أمير بالتصفيق قائلا
-لا بجد هايل ، خلصت !
صدر رنين هاتف أمير فأبتسم وأجاب وفتح مكبر الصوت ليقول بأبتسامة خبيثة
-اظن المكالمة دي تخصكوا
ظهر صوت إحدي اصدقاء أمير قائلا
-كل حاجة تمام يا أمير ، البت معانا واحنا طالعين علي المكان إلي قولت عليه ، واه صح في اتنين حاولوا ينقذوها ، معرفش هما مين بس متقلقش أنا والرجالة شوفنا شغلنا معاهم ، تطلب اي حاجة تاني !
أبتسم أمير وقال
-لا يا حبيبي تسلم ، معلش تعبتك معايا ، سلام
أنهي أمير المحادثة وقال بأستفزاز
-ها هتعملوا العزا امتي ؟
أقتربت منه فريدة وأمسكت ياقة قميصة قائلة بغضب
-أختي مش هيحصلها حاجة فاهم ، رجعلي أختي والا هقتلك وأنا نفسي أقتلك من بدري يا حيوان
أمسكها جاسم وأبعدها وقال بحده
-أنت مش قولت أنك مش هتعمل حاجة لريم
ضحك أمير مجددا وقال
-ما هو أنتوا يا طيبين اوي يا اغبيه اوي ، دي كانت حجة علشان فريدة تجيلي ، يعني فريدة جت او مجتش كنت هخطف ريم برضوا في الحالتين
**
-يعني أنت بتحب بنتي وطالب إيديها مني بس مش عايزني أقولها
-‏ايوة بالظبط كده وبستأذن حضرتك إني أعملها مفاجأة صغيرة كده واطلب إيديها بس طبعا كل ده مش هيتم غير لما حضرتك توافق
كاد أن يتحدث ولكن رن هاتفه ليجدها حبيبه زوجته
-معلش لحظة
أجاب عزيز قائلا
-الو
نهض عزيز قائلا بصدمة
-ايه !!! مين إلي أتخطفت ؟ مين إلي خطفوها ؟! أنا جاي حالا
أغلق الهاتف فقلق أنس وسأله قائلا
-في ايه يا عمي ؟
قال وقلبه يكاد ينفجر من نبضاته السريعة
-ريم اتخطفت
انصدم أنس و انقبض قلبه وشعر بقدمه لا تستطيع حمله
**
بعد ساعات قليله ، كانت تجلس في قسم الشرطة تعاتب نفسها ، هي السبب بكل شئ ، فهي ضحت بأختها لكي يصدقها جاسم ويعرف الحقيقة ، إذا حدث شئ لريم فهي ستكون السبب ، إذا خسرت أختها فهي لن تسامح نفسها ، فاقت من شرودها علي صوت مروان قائلا
-أمير معترف بكل حاجة ، معترف إن هو المسئول عن خطف ريم و إنه هيقتلها بس مش راضي يقولنا المكان
نهضت روان التي كانت تجلس بجانب فريدة وذهبت لتقف بجانب جاسم ومروان وآسر وقالت وهي لا تفهم
-بس ليه أمير يعمل كده أنا مش فاهمة!
نهضت فريدة ونهضت شهد معها ، سارت نحوهم بخطوات ثقيلة وقالت
-علشان ....
كانت ستقع ولكن أمسكها جاسم وهمس لها قائلا
-متأكده أنك عايزة تحكي
أومأت برأسها وقالت
-ايوة ، لازم الكل يعرف الحقيقة حتي لو مش هيصدقوني
أعتدلت وقالت وهي تمسك يد روان قائلة
-أنا أسفة يا روان ، عارفة إن إلي هقولوا عن أمير اخوكي بس هي دي الحقيقة
صمتت قليلا ثم تنهدت وبدأت بسرد كل شئ بحزن وبكاء ، أنتهت فريدة وكان الجميع مصدوم ، كيف فعل أمير كل هذا ، أنهارت فريدة وظلت تبكي بشدة فأقترب منها جاسم يعانقها ولكن سرعان ما أبتعدت عنه ولاحظ الجميع هذا ، عقد جاسم حاجبية وقال
-في ايه ؟
قالت فريدة بحزن شديد
-أنت نسيت أنك طلقتني
أنصدم الجميع أكثر وقالت روان بصدمه
-نعم !! طلقك ازاي وامتي ؟
نظرت فريدة لجاسم وقالت
-لما حكتله الحقيقة ومصدقنيش....طلقني
قال جاسم مسرعا
-أنا مستعد اردك ليا
قالت فريدة وهي تتمني عودة ريم
-مش وقته يا جاسم ..... لما ريم ترجع بالسلامة
كان الجميع مصدوم من كل هذه الاحداث فقال مروان متنهدا
-طيب أنتوا وجودكوا هنا ملهوش فايدة ، أكيد فريدة تعبانة من كل الأحداث دي ، ف أنتوا ممكن تروحوا وأنا موجود هنا ولو حصل اي جديد هبلغكوا
رفضت فريدة قائلة
-لا أنا مش همشي من هنا
وقف جاسم أمامها وقال
-فريدة أنتِ بحالتك دي لو فضلتي هنا شوية كمان مش بعيد نخرج بيكي علي المستشفي علطول ، روحي أنتِ والبنات و آسر هيوصلكوا وأنا هفضل هنا مع مروان وصدقيني لو حصل اي حاجة هبلغك
نظرت له وقالت بصوت باكِ
-مش عايزة اروح ، لو روحت هفتكر ريم ، أنا خايفة مترجعش يا جاسم
رأي هذا الحزن والخوف بعيونها ، ملامحها التي اصابها الحزن ، لم تعد فريدة التي كان يعرفها .... ولكنه يقسم أنه سيبدأ معها حياة جديدة و سيعوضها عن كل هذا الحزن الذي عاشته ، تحدث جاسم قائلا بأمل
-متقوليش كده يا فريدة ، خليكي واثقة في ربنا و إن شاء الله ريم هترجع وهتبقي في حضنكوا ، يلا بقي وصدقيني خير
نظر جاسم لروان وشهد ليأخذوها ثم أقترب من آسر و مروان وقال معتذرا
-أنا عارف أننا لغبطنا ليكوا حياتكوا ، أسف علي كل حاجة .....
كاد أن يكمل ولكن قاطعة آسر قائلا
-أسف علي ايه يا جاسم ، أحنا اهل وصحاب ومينفعش تعتذر ، إن شاء الله خير وريم هترجع
وضع مروان يده علي كتف جاسم وقال
-وبعدين ملكش دعوة احنا موافقين تلغبطولنا حياتنا
أبتسم جاسم وقال
-أنا كسبت 2 صحاب بالدنيا كلها
أبتسموا وقال آسر
-همشي أنا علشان اوصلهم وهجيلكوا تاني
كانت علاقة الثلاثة مع الوقت تطورت واصبحوا اصدقاء ، فأصبح الثلاث شباب اصدقاء و الثلاث فتيات بالفعل هم اصدقاء منذ الصغر فكانت علاقتهم جميعا جيدة
**
عادت فريدة للمنزل لتجد خالد وجميلة والد ووالدة جاسم هنا ، عندما علموا بأختطاف ريم قرروا أن يأتوا ويكونوا مع عزيز وحبيبه والد ووالده فريدة ، نهضت حبيبه والدتها وقالت وهي تبكي
-بنتي ، بنتي مين خطفها يا فريدة
نظرت فريدة لهم جميعا ، نظرت لوالد ووالدة أمير ، كيف ستخبرهم أن أبنهم هو من أختطف أختها ، كيف ستخبرهم أن أبنهم قد اعتدي عليها قبل زفافها ، كيف ستخبرهم أن أبنهم دمر حياتها وحياة أخيه و حياة أختها ، لاحظت روان وشهد صراعها الداخلي فتنهدت روان وقالت
-أمير ، اخويا
نهض خالد متسائلا
-ماله أمير ؟
أكملت روان قائلة
-أمير هو إلي خطف روان ، وأمير معترف بكل حاجة علشان لو مش هتصدقوا
قال عزيز
-يعني ايه ؟ طب هو خطفها ليه ؟!
قالت جميلة بعدم تصديق
-لا أنا مش مصدقة ، أمير أتغير وبقي شخص كويس ومستحيل يخطف ريم ... وهو هيخطفها ليه اصلا !
تحدثت روان قائلة
-هي دي الحقيقة يا ماما ، والأصعب بقي إن أمير اصلا مسافرش علشان يتعالج ده سافر يقعد كام يوم بره وهو مفهمنا أنه بيتعالج بس في الأساس لا
أكملت شهد قائلة
-طنط حبيبه ، عمو عزيز ، في حاجة فريدة كانت مخبياها عليكوا من زمان ، أمير من زمان كان بيضايق فريدة وكان عايز حاجة وحشة منها بس فريدة كانت بتصده وبتهزقة دايما وكان بيضايق ريم وكان بيحاول يضغط عليها ب ريم
أكملت روان قائلة بحزن
-وهي خافت تقولكوا فتبعدوها عني علشان أنا أخته يعني ففضلت ساكتة ومقالتش لحد منكوا ويمكن دي غلطتها الوحيده
لم تستطيع فريدة التحمل أكثر فتركتهم ودخلت غرفه أختها وأغلقت عليها ، نظرت للغرفة سريعا وامتلأت عيونها بالدموع وهي تتذكر بعض لحظاتها مع ريم التي كانت أبنتها وصديقتها قبل أن تكون أختها ، ذهبت و أستلقت علي فراشها وهي تحتضن وسادتها و تستنشق عبيرها الذي مازال يملأ غرفتها ، بكت فريدة بشدة وقالت بندم
-أنا أسفة يا ريم ، يارب ترجعيلي بالسلامة ، اسفة إني أخترت جاسم عليكي
reaction:

تعليقات