Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الوسيم واللصة كاملة بقلم أم عائشة

رواية الوسيم واللصة كاملة بقلم أم عائشة عبر مدونة كوكب الروايات

رواية الوسيم واللصة كاملة بقلم أم عائشة

رواية الوسيم واللصة الفصل الأول

ظل ينظر حوله فى رعب ورهبة للمكان فلاول مرة يخرج للعالم الخارجى كيف له ان يواجهه وحده لوهلة أحس بالضعف الانهيار اخذ يتفحص المكان بعيون زائغه حائرة ظل على وضعه مضطرباً هائماً على وجهه لفترة إلى ان حاول تهدئة نفسه
محدثاً نفسه _تشجع يا وسيم ،أما كنت تتمنى ان تخرج ولو قليلا للخارج ،فها أنت ذا خارجاً تصرف بشجاعه وعِش اللحظه فهذا ما كنت تتمناه ،تَعَرف ْعلى العالمِ من حولك ،تَعَرف على الناسِ تعامل معهم ،استمتع بالطبيعه التى حُرِمت منها ،لتلمع عيناه وينسى كونه وحيدًا فى مكان لا يعرف اين هو واول مرة يذهبُ اليه ...
ليستمتع ب المكان حوله فى اشتياقٍ عجيب ،لمح شجرةً فذهب اليها واخذ يتحسسها وهو فرح فهو محب للاشجار والازهار كثيرا ويشعر بشعور غريب لا يمكن وصفه شعور جعله فى قمة سعادته شعر انه قد اُطلِق لينال حريته للتو فهو كان طوال عمره حبيسَ شقه صغيرة بين اربع جدران ،لم يكن المكان الذى هو به كما كان يتخيله فى مخيلته ،فهو عندما كان يقرأ عن الاشجار والازهار فى مكتبته الشىء الوحيد الذى تعامل معه ،فرسم صورة لها فى مخيلته ولكن ارض الواقع مختلف ،فالمكان ليس بالمساحات الواسعه الخضراء المليئة بالاشجار والازهار المتخلفه الاشكال والالوان وانما كانت شجرة واحدة مزروعه على جانب الطريق
،بعد فترة
،قرر وسيم ان يسير قليلا فى الطرقات يتعرف على المكان وبينما هو يسير فى الطريق دخل شارع جانبى غير الذى كان يسير به بعدما سمع صوت اطفال يهتفون فوجد قدمه تسحبه لهناك فوجد مجموعه من الاطفال بملابس يبدو عليها الاتساخ من لعبهم بالخارج يلعبون معا بالكرة ،يشوطونها معاً ويصرخون ويصيحون بمرح _شوط هيا،،،،لا الجانب الاخر،،،مررالكرة لكريم ،،،،جون هاااااى وعلا هتاف الاطفال عالياً

كان وسيم يراقبهم بسعادة حقيقيه ،فقد كان يتمنى فى صغره ان يكون معه اطفال اخرون يشاركهم اللعب والمرح ولكن لا أحد فهو تربى وحيدا لم يرى او يتعامل مع أحد سوى عمه والكتب فقط ،فاق من تفكيره على نداء الاطفال له بأن يعيد لهم الكرة التى استقرت تحت قدمه فنظر اليهم ببلاهه وعدم فهم ورفع يده باستفسار_ماذا!!!!
،فقال احمد الاطفال_ارجع لنا الكرة ،شوطها هيا
فابتسم وسيم انه سيجرب شيئا كان يتمنى ان يجربه فالصغر ،رفع قدمه وركل الكرة
فجد الاطفال يضحكون عليه فلقد كانت ركلة وسيم ضعيفه جداً وذلك لانه لم يجربها من قبل فقد كان يجهل الامر تماماً
فأغتاظ منهم وقال_دعنى اجرب ثانية هيا اعطنى الكرة

شاط اليه الطفل الكرة وهو يقول_ادفعها بكل قوتك ،هيا

وضعها وسيم امام قدمه وهذه المرة شاطها بقوة كبيرة الامر الذى جعل الكرة تطير بعيداً مختفيه عن الانظار ،مما جعل الاطفال غاضبون متزمرون
_ماهذا انت لا تعرف شيئا عن لعب الكرة ،فلقد تسببت فى اضاعه كرتنا
وضع وسيم يده على رأسه _أنا آسف ،فأنا حقاً لم ألعب بالكرة من قبل ،ولكن يمكننى البحث عنها حتى اجدها لكم
طفل أخر باستياء_لن تستطيع استعادتها،فإذا وجدها احد فلن يرضى اعادتها لنا مرة أخرى

طفل أخر_حسناً ،سأذهب لاستأذن أمى واحضر كرتى ولكن لنكن حذرين هذه المرة واشار الى وسيم_وانت لن نسمح لك بالعب مرة اخرى
ابتسم له وسيم_حسنا ً،أسف

أخذ وسيم يتجول فى الشوارع يتأمل كل ما تقع عليه عيناه ،ينظر الى المشهد هذا وذاك. مشاهد كان يراها لاول مرة ويفعلها بالناس باعتياديه تامه وكأنه جاء من كوكب أخر غير هنا ،لا يفهم ماذا يفعلون ولم يفعلون ذلك ، وجد رجل يركب عربة يجرها حمار كبير وعريض وفوق العربه الكثير من الاشياء التالفه والتى لا تصلح لشىء،وجد رجل أخر يجلس جوار محل الجزاره الخاص به وشاب أخر يقف ويحمل بيده دلو به ماء ويرشه حول المكان ،لم يكن يفهم ما هويه سائق العربه ،ولم هذا الشاب يرش المكان بالماء والرجل الذى يجلس على الكرسى يرشده ان ينضح الماء بيده حول المكان ،اكمل سيره حتى وجد ذلك المشهد الذى اثار غضبه ،
ففى ورشة إصلاح السيارات كان هناك رجلا كبير ملابسه كلها ملخطة بالسواد يمسك عصاه ويضرب بها طفل صغير ملابسه ليس بأفضل من الرجل الاكبر ،كان الرجل يضرب الطفل والطفل يقول _سامحنى يامعلمى لن افعلها ثانيه ،ارجوك ،
ولكن الرجل لم يستمع اليه واستمر فى ضربه الامر الذى جعل وسيم يتدخل_أنت ايها الرجل دعه وشأنه ،لم تضربه هكذا
الرجل بحنق_وما شأنك أنت ،لا تتدخل فيما لا يخصك
وسيم بضيق _كيف لا اتدخل ،وانت تضرب طفل صغير لا حول له ولا قوة
الرجل_انا افعل هذا كى يتعلم ،والا ماذا يفعل عندى هنا ،اتتركه يُخطىء دون ان اردعه كى يكرر خطئه مرة اخرى
وسيم_حسنا ولكن ليس بهذه القسوة ،اليس لديك ابناء فى سنه؟،اترضاها لهم ؟
الرجل بسخط_ابنائى لا يعملون فى الورش وهم فى سن الدراسه ايها الاحمق فلتغرب عن وجههى ولا تتدخل مرة اخرى ،قالها وهو يدفش وسيم بعيدا
،بينما قال للولد الصغير وهو يركله بقدمه_وانت قم هيا وان كررت هذا الخطأ ثانيه فسوف اعاقبك بشده اتفهم
الولد بخوف وهو يتجه نحو السيارة وينام تحتها كى يصلحها _حاضر معلمى

نظر وسيم للرجل بضيق شديد واشفق على الولد الصغير وهو يسأل نفسه _ما الذى يدفع اهل هذا الولد الصغير على تركه يعمل فى هذه السن الصغيرة ويتحمل هذه الاهانه والضرب بهذا الشكل القاسى
،لم يكن وسيم يفهم كل ما يدور حوله وذلك لقله خبرته او انعدامها من الاساس فهو يكتشف العالم من حوله لاول مرة ،العالم الذى لم يعرف عنه سوى فى الكتب فقط وايضا لم يعلم سوى القليل عنه من الكتب _فقد كان عمه يقدم له الكتب العلميه والحقائق التاريخيه ويعلمه اللغات فقط، اما الكتب التى تتحدث عن ثقافات الشعوب والمعاملات والكتب الاجتماعيه لم يتسنى له قراءتها من قبل
اكمل سيره وتؤملاته فى الطريق والمكان من حوله ،ولكن شعر ان الجوع داهمه فهو لم يأكل شيئاً منذ أن تركه عمه فى الصباح الباكر وحده ،وضع يده على بطه التى تكركر من الجوع واخذ يفكر ماذا يصنع للحصول على طعام ،أكمل سيره على مر بجواره رجل فأستغل وسيم هذه الفرصه لسؤاله كيف يحصل على طعام هنا فأوقفه قائلا بحرج_يا عم من فضلك
توقف الرجل عن السير ونظر لوسيم ،وسيم_هل لى بسؤال من فضلك
_ماهو
_كيف لى ان احصل على طعام هنا فأنا جائع حقاً
_اتقصد انك تريد مطعما ،حسنا ،ثم اشار بيده على الجانب الايسر وهو يقول_هناك واحدا يقدم طعاما شهيا وبسعر معقول فلتذهب الى هناك
وسيم باستفهام_بسعر معقول!اتقصد نقود !!
الرجل باستغراب_أجل فكيف ستطلب طعاماً وانت ليس لديك نقوداً
وسم وقد فهم_اتقصد انى احتاج نقودا كى احصل على طعام
الرجل_امرك عجيب ،اجل ،لا نقود لا طعام ،وتركه الرجل ورحل
حك وسيم شعره وهو يفكر _مم ماذا الان ،انا ليس لدى اى نقود فكيف سأجلب طعاما ،وليس لدى ادنى فكرة عن كيفيه جلب النقود هنا ،حسنا سأسال ماراً أخر كيف أجلب نقوداً ،واكمل سيره فوجد سكة حديديه فقال بفرحه_انه خط سكة حديديه ،يالا سعادتى فأخيرا سأرى قطارا حقيقيا أمامى عينىّ فأنا كثيراً ما أسمعه من شقتى الى كنت بها ولكن لم يتسنى لى رؤيته على الطبيعيه
انتظره طويلا حتى مَلّ من الانتظار واصوات بطنه تكركر بصوت عالٍ ولا أثر لقدوم اى قطار ،قرر ان يذهب للبحث عن وسيلة لجلب نقود او طلب الطعام من البائع عله يوافق اعطاءه دون نقود
_أجل سأطلب منه طعاما واخبره انى ليس لدى نقود وسيشفق علىّ ويعطينى.

مشى حتى وجد محل به بعض المخبوزات كانت الرائحه شهيه حقاً ولم يستطع مقاومتها أمام اصوات معدته الى تطالبه بنصيبها اليومى من الطعام ،اقترب من الرجل _ياعم _هل لك ان تعطينى بعضا من هذا الخبز
الرجل وهو يضع بعضاً من الخبز بالكيس البلاستيكى الشفاف _حسنا تفضل ،ثمنه ٣جنيهات
وسيم_ولكنى ليس لدى اى نقود ، هل لك ان تعطينى دون مقابل حالما اعرف كيف سأحصل على نقود !!

فأعاد الرجل يده مرة اخرى وقام بافراغ محتويات الكيس البلاستيكى من الخبر وهو يقول بضيق_ بمَ انك ليس معك نقود ،فلما تطلب منى بعض الخبز ،ها فلترحل من هنا هيا
وسيم وهو ينظر للرجل بتعجب_ولكنى جائع جدا ،فماذا افعل
الرجل بدون شفقه_هذه ليست مشكلتى سأِمتُ المتسولون امثالك ،اذهب من هنا

تنهد وسيم بضيق وهو لا يدرى ماذا يفعل _يبدو ان الامر لن يكون سهلا وان الحياه ليست كما كنت اتوقعها ،فلم اكن اتخيل ان يرفض هذا الرجل طلبى لو كنت مكانه لاعطيت السائل من فورى فما يجب ان اترك احدا جائعا دون طعام ،وقف مكانه قليلا وقرر سؤال الرجل كيف يحصل على نقود كى يتسنى له الحصول ع الطعام _حسنا ياعم،كيف لى ان احصل على نقودا كى اشترى منك الخبز
البائع بضجر_أما زلت هنا فلترحل من هنا هيا
ليبتعد وسيم وهو يزفر بضيق من هذا البائع النزق ،وبينما هو يسير حتى وجد عربة خشبيه امامه مليئه بالتفاح الطازح،كم كان وسيم محباً للتفاح وخاصة التفاح الاخضر ،جرى ريق وسيم كثيرا وتمنى لو استطاع الاقتراب وتناول واحده ،ولكنه خاف ان يطلب من البائع فيطرده مثل بائع الخبز ولكن وقعت عينيه على واحده على الارض بعيدة قليلا عن عربة التفاح والسيارت تمر بجوارها وسوف تدهشها فى اى لحظه ،لذا قرر ان يحضرها ويأكلها فهو اولى بها بدلا من الدهس تحت اطارات السيارة العابرة ،اقترب منها وانخفض ليلتقطها قام بمسحها فى ملابسه واستعد ان
يقضمها بأسنانه ليسمع ذلك الصوت الحاد الذى يأتى من خلفه ويصيح به_عندك ايها اللص السارق ،أعد الىّ تفاحتى الان
وسيم _أنا لست لصاً اليها العم
الرجل بغضب _اذا فسر لى ماذا تفعل تفاحتى هذه معك
وسيم _لقد وجدتها ملقاه على الارض باهمال وكادت ان تدعسها السيارات فقررت اخذها
الرجل_حسناً ارجعها لى ،الا ترى انى صاحب هذه العربه المليئه بالتفاح
علم وسيم ان ما باليد حيلة وان هذه التفاحه الشهيه ليست من نصيبه فمد يده الممسكه بالتفاحه تجاه الرجل وهو يقول بأسف على التفاحه فلقد كان يود تناولها فهو جائع للغايه _تفضل
مد الرجل يده ليلتقطها منه ،ليسمع
ذلك الصوت الانثوى الرقيق والحاد فى نفس الوقت _اتركها له
نظر الرجل لذلك الوجه الذى يعرفه جيدا وهو متجهم الوجه وهو يقول_ماذا تريدين انتى ايضا
نظر وسيم لتلك الفتاة التى ظهرت من العدم وترتدى ملابس كالمحاربين وجاكيت فوق ملابسها تلك وفوق حجابها الذى هو من نفس لون ملابسها الزيتونيه ترتدى غطاء الرأس الخاص بالجاكيت الجبلى اللون وتلف حول خصرها حزام ربما يتضع به نقودها وتنظر للرجل بقوة وصلابه وبوجه خال من التعابير قالت له _قلت اترك التفاحه لهذا الشاب فهى ليست لك هو وجدها ملقاه على الطريق ربما وقعت من مشترى ما
ليقول الرجل بحنق فهو لا يريد ان يعطى التفاحه لوسيم وانما يود اخذها له _اهذه خُدعه من خُدعِك مَرة اخرى!! ،نظرت له بامتعاض فأكمل الرجل_الان عَرفت... هو فتى من الفِتيان الذين يعملون معك ،كل هذه مسرحية لسَرقه تفاحاتى ايتها اللصه
غضبت من كلامه وظهر على محياها الضيق_انتبه لكلامك ايها الثمين وإلا عرفتك مع من تتحدث
ليضحك الرجل بسخريه_انا اعرفكم جيدا مجموعه من الحمقى المشردون الذين ينتشرون فى البلدة يسرقون الناس ويأخذون اشياءهم بدون وجه حق
لتزفر بضيق وتتنهد بنفاذ صبر وتضع يدها على حافظة نقودها وتخرج له مالا وتضعه فى يد الرجل بقوة وهى تقول_هذه النقود ثمن كيلو من التفاح ،اعطه تفاحته واعطنى البقيه لارحل من هنا
،اخرج الرجل كيسا ورقياً وعبأ فيه كليو من التفاح ومن ثم اخرج لوسيم تفاحه وهو يقول_خذ هذه،
ومن ثم ناول بقيه الكيس الورقى لها لتأخذه منه وهى ترمقه بضيق وترحل من امامهم فى هدوء .
كان وسيم يتابع المشهد بصمت تام وعندما ناوله الرجل التفاحة ،ظل يبدل نظراته بين التفاحه والفتاة التى ترحل مبتعدة عنه ،حتى قرر اللحاق بها وشكرها على التفاحه ،كان تمشى بسرعه كبيرة كان يجرى كى يلحقها وهو ينادى_أنت ،يااا...اا..انتظرى ..هاااى
لتقف هى وترمقه بحده _ماذا تريد فلقد حصلت على تفاحتك ،لم تلحق بى
ليجيبها وسيم بتلعثم_أ..أنا ..وودت ان اشكرك على التفاحه فقط ..ش..شكرا لك
لتجيبه بهدوء عكس طبيعتها_هى لك من البدايه ولكن هذا الرجل جشع ولم يكن ليسمح لك بأخذها ،كنت لافوت الامر فهى تفاحه واحده وحسب ولكن علمت انك جائع وربما تفاحه تستطيع ان تسد جوعك ،فهنيئا لك بها وتركته ورحلت مرة اخرى.....

ليقول وسيم وهو ينظر للتفاحه_انتِ على حق فأنا جدا جائع واخذ يقضم التفاحه حتى إلتهما كلها فى ثوانى ،وهو يقول فى نفسه_طالما حلمت بالحريه وان اخرج للعالم ولكنى لم أدر أن هذا العالم صعب الى هذه الدرجه ،لابد لى ان اتجلد اكثر ،
والان حل الليل تُرى اين سأبيت ليلتى ، جلس على حافة السورالمطل على البحر ونظر للسماء وسرح وهو يتأمل النجوم وينظر لذلك النجم المتلألأ فى الفضاء وهو يقول _سبحان الخالق اذ ابدع ،ماأجمله من منظر ،ظل على وضعه ساعات وساعات حتى جَنّ الليل ولم يَعُد أحد يسير فى الشارع سوى بعض السيارات القليله المارة ،فكر وسيم اين سينام حقاً فهو اصبح مرهق للغايه ولا يدرى ماذا يفعل،اصبح يسير بغير هدى وهو يحاول ان يستدل على الطريق بنور المصابيح المرابطه بطول الطريق،
تنهد بيأس وضيق وهو يسير وحده فنظر لشارع جانبى فوجد ولدا صغيرا يفترش ورقة من الكرتون وينام عليها استغرب وسيم ففلته لكن سرعان ما قرر ان يفعل مثله فليس هنالك حل أخر ،بحث عن ورقه كرتونيه حتى وجد واحدة بجوار سلة القمامه فأخذها وافترش جوار الولد واسند ظهره على الحائط وحاول ان يغمض عينيه لينام ،
لم يستطع وسيم ان يغط فى النوم كما الولد الصغير الذى على ما يبدو انه اعتاد هذه النومة ،أما وسيم فطوال عمره ينام على فراشه الناعم لذا كان الوضع صعب جدا بالنسبه له،اخذ يتقلب فى جلسته أكثر من مرة ومن ثم قرر ان يفترش كالولد ويفرد ظهره وينام ،اغمض عينيه وراح فى سبات عميق بعد عدة ساعات من محاولات نوم فاشلة فهو لم ينم الا عندما بلغ منه التعب مبلغه ولم تعد عيناه قادرتان على البقاء مستيقظه اكثر
،استيقظ فى الصباح على ضوء الشمس الساطع وحركة الناس من حوله فهب واقفاً حرجاً من رؤية الناس له بهذا الوضع ولكن على ما يبدو ان كل منشغل بحاله او انهم قد تعودوا على هذا المنظر، ان يروا احدهم نائما على الارض بلا مأوى ،نظر الى جواره ليرى الولد الصغير فوجد لا اثر للولد ولا لقطعه الورق الكرتونيه التى كان ينام عليها
قام وسيم من نومته واخذ يفرك ظهره بألم فالوضع مؤلم جداً ولكن عليه اعتياد الامر حتى تتحسن احواله ،اخذ الورقه وطواها بحرص ودسها بجوار سلة القمامه حتى يرجع اليها اذا ما احتاجها مرة اخرى ،فرط فى عينيه ليزيل اثار النوم منها وهو يقول _ماذا الان،إانى جائع مرة اخرى ،تابع سيره بغير هدى حتى وجد حوض ماء كبير وبه عدة حنفيات ،فاقترب من احداهم وفتحها وغسل يده ووجه ،ومن ثم اخذ بيده ماءاً ليقربه من فمه ليشرب حتى ارتوى ،قضى يومه فى إكمال رحلته الغامضه يكتشف كيف يعيش الناس من حوله وعلى الرغم من وضعه البائس وحالته التى اصبحت مزريه الا انه كان يجد الامر ممتعا بعض الشىء وعلى الاقل افضل من بقاءه فى الشقه طوال عمره ليموت ولا يعرف عنه احد

رواية الوسيم واللصة الفصل الثاني

ادرك وسيم خلال اليوم ان العمل هو ما يقوم به الناس
من حوله فاستنتج ان عليه العمل ليحصل على نقود ليجلب بها طعام ،كان قد اكتشف ذلك متأخراً والشمس قد قاربت على الزوال ،وجد فتى يحمل الصناديق ويبدو عليها انها ثقيله وينقلها من العربة الى مخزن صغير ففكر وسيم ان يفعل مثله فاقترب من الرجل قائلا_هل يمكننى حمل هذه الصناديق ايضا مقابل بعضاً من النقود لاجلب الطعام ، كاد الرجل ليرفض ولكن نظر الى وسيم والى ملابسه والتى اصبحت فى حالة مزريه ولكن يبدو عليها غالية الثمن فعلم انه ربما كان ميسور الحال وغارت عليه الايام فأشفق عليه وهو يقول حسنا_سأدُعك تنقل هذه الصناديق مع هذا الفتى ولكن ليس مقابل المال وانما سأعطى لك وجبة عشاء تقتاتها،
سُر وسيم بذلك وقال حسنا _موافق ،باشر وسيم عمله الاول فى حياته فى حمل هذه الصناديق،كان الامر صعب عليه وحملها بصعوبة كبيرة فتعجب كيف لفتى صغير مثل هذا يحمل الصناديق بسلاسه فى حين انه يجد صعوبه بالغة فى حملها ،عندها أدرك وسيم انه اذا اراد الاستمرار فى هذه الحياة فعليه بالعمل ليجد قوت يومه وانه يوجد الكثير من الاشياء التى يجهلها هو وعليه تعلمها حتى يتسنى له العيش كما الاخرون وانه لن يكون بالامر السهل ابدا فالحياة ليست كما يظنها او يتوقعها ،انهى عمله بعد جهد كبير وحصل اخيرا على الطعام كما وعده الرجل ،وسيم_شكرا لك
الرجل _اذا كنت تريد جمع المال فعليك بذل جهدا أكبر من هذا ،فهذه الحياه لا تقبل بالضعفاء فيها ابدا
ادرك وسيم ان هذه نصيحه من الرجل وعليه الاخذ بها ،فقال وسيم_معك حق ،هل لى ان اعود اليك فى الصباح لأعمل مقابل المال
الرجل_حسنا ولكنى اظن ان هذا العمل ليس مناسباً لك
وسيم_ما باليد حيلة ايها العم ،ليس لدى حل اخر
الرجل_يبدو انك غريب ،فهذه أول مرة اراك فيها هنا
وسيم_أجل انا غريب ولا اعرف احد هنا ابدا،
الرجل_اذا فستعثُر عليك ،لا تقلق
وسيم بعدم فهم_من الذى ستعثر عليّ؟
الرجل _اسمع احذر المخادعون،وحافظ على ما تحاول حمايته حتى تجدك ،واعلم انها لن تتركك
وسيم_لم افهم شيئا،من هى ؟
الرجل_انها اللصة
وسيم _ماذا لصه ،ولماذا اريدها ان تجدنى على اى حال فأنا ليس لدى شىء لتسبنى اياه
ذهب وسيم الى المكان حيث نام فيه ليلة أمس فلقد كان تعباً للغاية لأول مرة يبذل هذا الجهد الكبير فهو ليس معتاد على هذا ابدا ،لكنه لم يجد الولد الصغير الذى كان نائما بالامس لم يفكر وسيم بالامر كثيرا فلقد كان مرهقاً بدرجه كافيه لعدم التفكير فى شىء سوى النوم ،جلب الورقه الكرتونيه التى قد خبأها فى الصباح فردها على الارض ونام من فوره ولم يستيقظ الا فى الصباح على ضوء اشعه الشمس تداعب وجهه ،اعتدل وسيم فى جلسه وقال فى نفسه ،ان عليه ان يبحث عن مكان لينام فيه بدلا من هذا ،لذا قرر ان يسأل العم صاحب المخزن ان يجد له مأوى ،وهو فى طريقه الى مكان المخزن حيث سيعمل هناك ،اعترض طريقه شاب ما ،وسيم باستغراب_أهناك شىء!
الشاب وهو ينظر بخبث لهيئة وسيم وملابسه الغاليه رغم اتساخها والى تلك الساعه التى فى يده وتبدو باهظة الثمن _لقد رأيتك تنام بالعراء ،هل أجد لك مأوى؟!
وسيم بفرحة_أحقاً ستفعل؟!
الشاب بكذب وهو مازال ينظر للساعه بيده _اجل طبعا طبعا ،لكن كل شىء بالمقابل
وسيم_لكنى ليس لدى نقوداً
الشاب_وهو يشير الى ساعه يد وسيم ،لكن لديك هذه
وسيم _انها ساعتى ،اوه حسناً ،اذا اعطيتها لك ستدبر لى مأوى أنام فيه فالساعه غاليه جدا
الشاب بابتسامة عريضه فهو سوف يحصل على مبتغاه بسهولة _اجل بالطبع اعطنى اياها لادبر لك مكانا تنام فيه وقابلنى هنا بالمساء اتفقنا
خلع وسيم ساعته بكل سذاجه واعطاه للشاب الذى لا يعرفه ويراه لاول مرة _تفضل ،نتقابل فى المساء يا صديقى ،اخذ الشاب الساعه واخفاها فى ملابسه بسرعه وانطلق وهو يقول فى نفسه بخبث_لست صديق أحد ايها الاحمق ،اخذت ساعتك بكل سهوله

كانت هناك تتابع مايحدث من بعيد وهى تكور قبضتها فى غضب فلقد استطاع هذا المخادع خداع وسيم بسهوله ،وهذا الاحمق صدقه بسرعه جدا ،لذا كان عليها أن تتصرف ....
ذهب وسيم الى المخزن بفرحه من أنه لن يكون مضطرا للنوم فى الشارع مرة اخرى ،القى وسيم التحية على الرجل الطيب وباشر عمله فى حمل الصناديق بحماس ،كان معه فى العمل هذه المرة ولدان صغيران ،كانوا يحملون الصناديق بسهوله وبسرعه كبيرة فى حين ان وسيم يمشى ببطىء شديد ويبدوا انه يعانى صعوبه فى نقل الصناديق،لذا كانوا كلما يعملون حموله ويضعونها وهم فى طريق العودة للعربه يجدون وسيم مازال لم يقطع متتصف المسافه يسخرون منه ،لكن وسيم لم يلتفت اليهم ،هو يعلم انه ينقصه الكثير من الاشياء ليتعلمها ،يعلم انهم لا يعرفون عنه شىء لذا لم يلقِ لكلامهم بالًا
فى المساء وبعد أن انهى عمله وأخذ استراحه طويلة من هذا العمل الشاق ،تناول طعامه وهو يستند على السور

المطل على البحر بالنقود التى تقاضاها مقابل عمله ،ومن ثم ذهب الى المكان حيث تقابل مع الشاب فى الصباح ليأخذه الى المكان حيث سيبيت

انتظره طويلاً لكنه لم يظهر ،كان وسيم يزفر بضيق فهو تعب جداً ويريد ان يريح ظهره بعد هذا اليوم الشاق ،وسيم_اين انت ،لمَ تأخرت هكذا ،اريد أن استلقى فظهرى يؤلمنى كثيرا ،ليسمع ذلك الصوت الذى سمعه من قبل _لن يأتى ولو انتظرته اسبوعاً كاملا
نظر وسيم الى صاحبة هذا الصوت فوجدها نفس الفتاة التى اعطته التفاحه وترتدى نفس الملابس فقال _لن يأتى!!! ،لمَ فهو وعدنى أنه سيدبر لى مأوى
قالت بضجر _أتعرفه من قبل ؟
وسيم ببراءه_لا
_فلمَ وثقت به
_قال انه سيدبر لى مأوى
_اوصدقته بهذه السهوله
_ولمَ سيكذب علىّ
_أظنه فعل
_احقاً يفعل ،لكنه اخذ المقابل
_تقصد انه احتال عليك ،ليأخذ ساعتك باهظه الثمن
_اتعنين أنه لن يجد لى مكاناً ابيت فيه
قالت بنفاذ صبر_أولم تفهم بعد!
وسيم بحزن_اذا اين سأبيت؟
_ألست حزيناً بأمر الساعه؟
_ماذا أفعل بالساعه وأنا ليس لدى مأوى
_ايها الاحمق كان بامكانك بيعها وتأجير مكاناً تمكث فيه
قال ببلاهه_احقاً ما تقولين !!
_غريب أنت ،لمَ أرى احداً بسذاجتك تلك
ليقول وسيم بأسى_ لا أفقه كثيرا فى هذه الامور
_أرى ذلك
_حسنا سأذهب لمكانى المعتاد كى انام واسلم أمرى لله
وقفت مربعه يدها الى صدرها_ستنام فى الشارع مرة اخرى ؟!
_ليس لدى خيار أخر
_حسناً فلتأتى معى
_الى اين ؟
_سأجد لك مأوىً
_وكيف أثق بكِ بعدما حدث مع الشاب
قالت باعجاب_ جيد،يبدو أنك تتعلم بسرعه
قال_ليس كثيرا ،فالعم حذرنى من المخاعدين ،لكنى لم انتبه ،ولكن كيف لى ذلك وأنا لم اتعامل مع اناس من قبل
قالت بسخريه_لمَ أكنت تعيش على القمر أم ماذا !
_بل كنت اعيش فى شقة معزوله عن العالم ،لم اخالط أحداً من قبل
_ولمَ
_لا تشغلى بالك ،فها أنا مطلوب منى ان اواجه العالم وحدى دون اى خبرات سابقه ،اتعرفين شيئاً
نظرت له باهتمام
فأكمل _أنا سعيد أنى مازلت على قيد الحياة الى الان ،فالعيش ليس بالامرالسهل كما توقعت
_هون عليك ،فلست وحدك فى هذه الحياة من تعانى
_معك حق ،فلقد رايت طفلا صغيرا ينام وحده فى العراء اول أمس ولقد حذوت حذوه فى النوم فى الشارع ولكنى بعدها لم أره ارجو ان يكون بخير
_اتقصد سامى ! لا تقلق هو بخير
_اوتعرفينه!
_أظن ذلك
_حسناً ،شكرا لك ،اعتذر لابد أن اغادر فأنا متعب كثيرا
_ألن تأتى معى
_انتِ علمتنى ألا اثق بأحد لا اعرفه ،وأنا لا اعرفك
قالت وهى تضع يدها فى جيب جاكيتها _أنا ......اللصة
رفع وسيم حاجبيه وهو ينظر لها بتعجب_اهذه انتِ اللصة
_أظن عم جليل صاحب المخزن،اخبرك بشأنى
قال باستفهام_وفيما تريديننى ايتها اللصة،ليس لدى شىء كما ترين ،فالساعه قد اخذها المحتال ذاك
_اريد ان اساعدك
_أوأجد المساعدة عند اللصة !
_جرب هذا،فعلى كل حال انت ليس لديك شىء تخشى أن اسلبك اياه
وسيم بتفكير_ممم معك حق ،اذا اين سنذهب؟

تقدمت للامام تسبقه بخطوات وهى تقول_اتبعنى
سار وسيم خلفها ومن ثم قال بشك _كيف عرفتِ بأمر الشاب المحتال الذى سلبنى ساعتى
توقفت عن السير وأدارت رأسها له وهى تقول_كنت اراقبك منذ ان جئت الى هنا ،اعلم كل شىء حدث معك فى اليومين الذين قضيتهم فى بلدتنا

وسيم بدهشه_تراقبيننى !،لماذا

قالت وهى تكمل مسيرها_سأخبرك لاحقا والان اسرع فلقد تأخرت على البقيه
سار معها وسيم فى مكان لم يذهب له من قبل ،كان قد ظن انه عرف كل مكان فى هذه البلدة ولكن ها هى تأخذه الى مكان غريب لم تصل اليه قدماه
فنظر باستغراب الى المكان حوله المقفر والمهمل فالمبنى يبدو أنه اثرى ابنيته محطمة الا من بعض الاسقف نوافذه مهترءة مكسور زجاجها بابه ملصم حتى يثبت مكانه اذا حركته حركه خاطئة فسوف ينخلع فى يدك ،عليته الخشبيه محطمه الا من بعض الاخشاب المثبته به ،قال وسيم _ماذا المكان !
_انه المكان حيث نعيش جميعنا
_ماذا تقصدين بجميعنا؟
_أدخل وسترى
_اين ،هذا المكان لا يصلح للعيش فيه ،الا ترين جدارنه قد تسقط فى اى لحظه
_لا تقلق هى لن تسقط
بدى وسيم مترددا فقالت _اظن هذا المكان افضل لك من المبيت فى الشارع ،لا تقلق ستعتاد على الامر ،هيا تقدم
اقتربت من الباب وقامت بطرق الباب لينفتح فتحه صغيرة بالباب ويظهر منها ولد صغير وهو يقول _كلمة السر ،لتقول _افتح انه انا الزعيمه ايها الاحمق
لينفتح الباب فى الحال ويُسْمَع صوت من بالداخل يهللون بفرح بعودة زعيمتهم ليجد وسيم بعضاً من الاطفال الصغار يلتفون حولها بفرح _اهلا بعودتك ايتها الزعيمه ،لتربت هى على كتف احدهم وهى تبتسم وتمسد شعر الاخرى وهى تقول_لقد اشتقت لكم ايها الصغار ،كيف حالكم
الصغيرة_وانتِ ايضا اشتقنا لك كثيراً

الطفل الآخر باشتياق ولهفه _اين حلواى ،لتضع الزعيمة يدها فى جيب الجاكيت خاصتها وتعطى له نصيبه من الحلوى هو والطفلة الصغيرة وتبتسم لهم بحب ،ليقترب شاب صغير فى السابعه عشر من العمر طويل القامة اسمر اللون وهو يقول باحترام_مرحباً بعودتك ايتها الزعيمة ،لتؤمى له وهى تقول بجديه_أَكُل شىء على ما يرام ياسفيان ؟،سفيان_اجل ،لا تقلقى ،الجميع بخير ،
_هل تناول الجميع عشاءه وخلدوا الى النوم
سفيان_اجل ايتها الزعيمة ،بيسان قامت بتحضير العشاء وتأكدنا من أن الجميع تناول عشاءه وخلد للنوم
قالت بإعجاب_احسنتم بارك الله فيكم ،فلتأخذ الطفلين للنوم ولتخلد أنت وبيسان للنوم ايضا ،اعلم انكما لا تناما قبل الإطمئنان علىّ
ليقول سفيان بطاعه_حسناً ،ايتها الرئيسه ،تصبحين على خير
الزعيمة_وانت من اهل الخير سفيان

ليغادر سفيان ومعه الطفلين ،وتلتف الزعيمه لتجد وسيم يقف ،لا يفقه شىء مما يحدث أمامه وينظر لها ببلاهه

لتقول _ما بك ،اراك تقف مندهشاً
وسيم_ماهذا المكان ،ومن هؤلاء الاطفال ،ومن هما سفيان وبيسان وعلى ما يبدو أن هناك آخرون بالداخل ولماذا ينادونك بالزعيمة
لتبتسم هى _على رسلك ما كل هذه الاسئله ,ستفهم كل شىء ولكن لندخل اولا

دخل وسيم خلفها فوجد باحة صغيرة تؤدى الى باب بنى اللون دفشته لينفتح ،فوجد وسيم طاولة كبيرة وطويلة متهالكة بعض الشىء ويحيط بها طاولات قصيرة صغيرة يبدو انها تستخدم الجلوس عليها وعلى اليمين كان هناك ستارتان وعلى اليسار باب بنى اللون ايضا وسلم يؤدى الى السطح المتهالك بالاعلى وغرفه ليس لها لا باب ولا ستار

لتقول الزعيمه _اهلا بك وسيم فى بيتك الثانى ،حيث نقيم جميعنا هنا معا ،نحن هنا جميعا ليس لدينا عائلة ولا مأوى ،لذا هذا يعتبر بيتنا الذى لا نملك سواه

تفآجىء وسيم بما تقول واشفق على هؤلاء الصغار الذين لا أهل لهم
لتكمل كلامها_دعنى اصف لك المكان هو ليس جيدا كثيرا لكنه يفى بالغرض على أى حال ،على هذه الطاوله التى امامك نتناول طعامنا ومجتمع لمناقشه المشكلات التى تواجهنا
اما على يمينك وخلف هاتين الستارتين،غرفتين واحدة للبنات والاخرى للاولاد
اما على اليسار فذاك المطبخ وهذا الباب خلفه الحمام وهذا السلم يؤدى الى السطح ،ها ما رأيك ،اعتقد انك كنت تعيش فى مكان افضل بكثير من هذا بالطبع

ليقول وسيم _أجل ،افضل عشرات المرات ولكن يتراجع وسيم ويقول_ولكن هذا لا بأس به فأنا أظنه أفضل من المبيت فى الشارع
_اجل اعتقد ذلك ،
انتظر هنا
دخلت غرفة الفتيات واحضرت ملاءة قديمه ووضعتها على احدى الطاولات الصغيرة وهى تقول فلتنم هنا الليله وفى الصباح سوف اطلب من سفيان أن يصنع لك سريراً اكثر راحة من هذا
وسيم _شكرا لك ،ولكن هل لى أن أسألك سؤالا
_تفضل
_لما ينادونك بالزعيمة
_أنا الاكبر والاقدم هنا ،سوف تعرف كل شىء عنا بمرور الوقت
_حسنا هل لى أن أسألك سؤالا أخر اومأت برأسها ليكمل _لماذا احضرتنى الى هنا معكم
_اظن انك بحاجه الى مأوى ولقد قلت لك انى تبعتك طوال اليومين الماضيين بدوت كالتائه الذى لا يفقه شيئا ،ظننتك فى البدايه من ذوى الاحتياجات العقليه ولكن علمت بعدها انك بخير ولكن تفتقد للخبرة فأنت حسن السريرة لا تحتاط من أحد ،واذا ظللت وحدك هكذا فستتعرض لمشكلات كثيرة ،لذا بقاؤك هنا هو أمان لك حالما تستطيع العودة الى منزلك ،ولكن هل لى أن أسألك كيف ابتعدت عن منزلك وجئت الى هنا

ليتنهد وسيم وهو يقول بنعاس_هل لى أن اجيبك على سؤالك فى الغد
_حسنا ،تصبح على خير ،لتخرج هى خارج المكان وتتجه للباحة
_اين تذهبين
_حيث أنام ،لى غرفة صغيرة فى الردهه بالخارج
_أحقاً لم الحظها
_أجل اعلم فهى غرفه لا يعلم بشأنها سواى أنا وسفيان وميسان ،صحيح لم اعرف بماذا أناديك
_وسيم
_حسناً ،ايها الوسيم ،تصبح على خير
_تصبحين على خير ايتها الزعيمة
___

فى الصباح
استيقظ الجميع باكرا وجلس كل فى مكانه استعدادا لتناول فطوره الذى لم يكن سوى قطع من الخبز وبعض الجبن ،استيقظ وسيم هو ايضا وجلس فى مكانه
ليجد الزعيمة تقول له_صباح الخير وسيم ،هل نمت جيدا
_اجل، صباح الخير،ثم نظر الى الاطفال الذين يجلسون حول الطاولة ،لم يكن شاهدهم فى الامس لانهم كانوا نائمين بغرفهم
عرفتهم الزعيمة بوسيم فانتبهوا لها عندما بدأت كلامها_صباح الخير جميعا ،انضم الينا عضو جديد لمجموعتنا ،فلترحبوا بوسيم ثانى اكبر عضو فى مجموعتنا ،اظنه فى مثل عمرى فلترحبوا به ولتكنوا له كل الاحترام
الجميع مرحبا_اهلا بك بيننا،وسيم وهو ينظر فى وجوههم جميعا_اهلا بكم ،كان وسيم سعيداً لبقاءه اخيرا وسط مجموعه ولن يكون وحيداً بعد اليوم ،فكم تمنى لمن يشاركه طعامه ويشاركه حديثه ،
_وسيم ،لمَ لا تتناول فطورك كى تذهب الى عملك ،انتبه وسيم لها بعدما كان شارداً _حسناً ،التهم وسيم الطعام الزهيد الذى كان امامه بشهيه كبيرة فكيف لا يتناوله بهذه السرعه فهذا الطعام البسيط احب اليه من الطعام الفاخر الذى كان يقدم اليه فى شقته ويأكله وحيداً ،فلقد كان الطعام رغم لذته الا انه لا يستساغ بدون رفيق .
ضحك فتى عليه وهو يقول_يبدو انك كنت جائع جدا فلقد التهمت كل الطعام الذى أمامك بسرعه كبيرة ،ابتسم له وسيم فى حين رمقته الزعيمه بحدة ،فقال الفتى وهو ينظر للزعيمه_اسف لم اقصد شيئا
_حسناً،اذا انتهيتم من الطعام فليذهب كلٌ الى عمله بسرعه
الجميع فى نفس واحد _حاضر ايتها الزعيمة ،الى اللقاء
انتبه وسيم الى ذلك الصبى وتذكر أن نفس الصبى الذى كان ينام فى الشارع وتعلم منه أن ينام فى الشارع بعدما كان متحيرا اين ينام ،فذهب اليه وسيم_مرحباً ،اتذكرنى ؟
هز الصبى رأسه بنعم ،فقالت الزعيمه_هذا سامى ،احدث عضو بمجموعتنا وجدته ينام فى الشارع فاحضرته الى هنا
وسيم _لهذا اختفى الطفل ولم أره فى اليوم التالى
الزعيمة _أجل
نظر وسيم اليها وكاد يقول شيئاً ،لكنه سمعها تقول_هيا الجميع الى العمل ،فصمت فوجدها تقول_اعرف انك لا تعرف الطريق الى مخزن العم جليل ،سامى سوف يأخذك الى هناك ،وسيم _حسناً ،شكرا لك

لم ترد عليه وانما التفتت تتفقد هل الجميع غادر الى عمله أم لا ،ومن ثم قالت لبيسان_هل تحتاجين شيىء احضره لك لاعداد الغداء
بيسان _لا ايتها الزعيمة ،بارك الله لنا فيكى
الزعيمة بابتسامة_وفيكى ايضا ،اعلم انك تتعبين هنا وتتحملين مسؤليه التنظيف والترتيب وحدك ،سأحاول أن اعود باكرا كى اساعدك
_لا بأس عليكِ،فأنا اعلم كم تتعبين انتِ ايضا من اجلنا ،وتتعبين فى البحث عن من لا مأوى له ،تحملين همنا جميعا
_انتم اخوتى بيسان ولا يمكننى التخلى عنكم يتبع الفصل الثالث اضغط هنا
reaction:

تعليقات