Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الوسيم واللصة الفصل الحادي عشر والثاني عشر

رواية الوسيم واللصة البارت الحادي عشر 11 والثاني عشر 12 كامل للكاتبة أم عائشة

رواية الوسيم واللصة كاملة بقلم أم عائشة

رواية الوسيم واللصة الفصل الحادي عشر

شعور بالقلق والخوف الشديد تملكها من ان يكون قد أُصيب وسيم بمكروه تسائلت تُرى هل هو مُلاحق مثلها ،ضيقت أعينها فى غضب إن اصابه مكروه كيف ستتمكن من ترجمة ما كُتب على الشعار وكيف تعرف المزيد عن عائلة سلوتير ،لا تستطيع ان تُعلِم أحد عن سرها يكفى وسيم الذى يعلم بالامر وليس كله ايضا
جرى العم جليل مسرعا مع العامل وهى خلفهما ،حتى وصلا عند المخزن ،وجدوا وسيم ملقاً على الارض والعمال حوله يحاولون إفاقته وعندما جاء العم جليل ،افسحوا له الطريق كى يتسنى له الاطمئنان على وسيم اقترب منه العم وحاول افاقته قدر ما يستطيع وندى تراقبه بصمت ورهبه ،لكنه لم يفلح فى افاقته ،الى ان قال العم _جهزوا عربتى بسرعه سوف انقله الى المشفى حالا
ندى_سآتى معك عم جليل ،لابد ان اطمأن على وسيم
العم _حسنا يا ابنتى ،اركبى
تعاون الرجال فى حمل وسيم بداخل العربه وانطلق العم جليل الى المشفى
____
فى المشفى الحكومى
كان الطبيب يفحص وسيم والممرضه المساعده له ترمق الزعيمة بضيق من حين الى آخر ولكنها لا تستطيع اخراجها لوجودها فى حمايه العم جليل ،الرجل الطيب الذى يحبه جميع اهل البلدة
تعلم ندى هذه النظرات جيدا لكنها تجاهلتها او بمعنى اوضح اعتادت عليها فلا تعد تشكل معها فارقا ،كانت سابقا تبكى وتنهار من تلك النظرات المستحقرة لشأنها والمهينه لها ،لكنها علمت أنها لن تجنى من الحزن سوى المرض والتعب وماذا سيفعل لها الناس إن تعبت او مرضت لا احد ليكون جوارها وقت مرضها،لذا كان لزاما عليها ان تصبر وتتجاهل تلك النظرات وخاصه انها تعلم تمام العلم انها مظلومه ولم تفعل شيئا ،لذا لمَ الحزن اذا ،لكنها كانت تتمنى ان يعاملها الناس بلطف ..
انهى الطبيب فحصه لوسيم وهو يقول _ماذا كان يعمل عندك يا عم جليل
العم_يعمل حاملاً لصناديق البضاعه
الطبيب _لا بد ان يرى عملا آخر ،هذه المهنه خطر على فقرات ظهره ،لابد وانه كان يعانى من فترة ولم يهتم بشأن الالم ،على كلٍ سأصف له هذه الادويه لمدة ثلاثه شهور وان لم تستجيب ،سيحتاج لعمليه جراحيه
جفلت ندى مكانها_عملية جراحيه ،يإلهى ،مسكين وسيم
العم_لا حول ولا قوة الا بالله،كنت اعرف ان هذا العمل لا يناسبه ثم نظر للطبيب_شكرا لك ايها الطبيب،متى سيفيق
الطبيب_اعطيته إبرة مسكنه وسيفيق خلال ربع ساعه ويمكنكم بعدها اخذه معكم
التفت العم الى ندى الواقفه بصمت قائلا_انتبهى انتِ له حالما أحضر الدواء وأعود
اومأت له ندى وجلست على الكرسى الى جوار وسيم النائم
بعد عشر دقائق استيقظ وسيم بألم ينظر حوله ولا يتذكر ما حدث فقال باستغراب_الزعيمة!! أين أنا
انتبهت له ندى _اهدأ وسيم ..أنت فى المشفى ..تعبت قليلا فنقلناك الى هنا
هنا تذكر وسيم ذلك الالم الشديد الذى اصابه اثناء حمله للصندوق لدرجه أنه احس ان فقرات ظهره قد تكسرت فى هذه اللحظه دخل العم جليل والقى التحيه _السلام عليكم ،كيف حالك الان بنى
وسيم وهو يحاول القيام من مكانه والاعتدال فى جلسته_الحمد لله يا عم جليل
العم _ارتح يابنى لست غريبا
ندى_شكرا يا عم ،تعباك معنا ..جزاك الله كل خير
العم _لا تقولى هذا ياابنتى انتم مثل ابنائى ثم نظر الى وسيم بعتاب_لم تحملت كل هذا الالم يابنى لمَ لم تخبرنى بشأن آلام ظهرك
وسيم باحراج_لم ارد ان اقلقكم بشأنى ،ثم انى رايت الجميع يحمل الصناديق دون شكوى ومنهم من اصغر منى فى العمر ايضا ،فتحرجت ان اشتكى أنا ،خفت أن يسخرون منى بسبب شكواى ،لم اُرِد ان يروننى بمظهر الضعيف يا عم جليل
العم جليل _هون على نفسك وسيم ،فليس كل ما يناسب الناس يناسبك انت ايضا وليس ما يناسبك يناسب الناس.. كلٌ منا له طاقه وقدرة معينه سخرها الله تعالى لنا ،فمنا من مَنّ الله عليه بالقوة البدنيه العاليه ومنا من اعطاه الله القدرة العقليه الكبيرة ،منا من هو ذكى ومنا من هو اقل ذكاء لكنه اكثر قوة بدنيه ،منا من لديه مَلَكة الحفظ السريع ومنا من يفهم بسرعه ولا يستطيع الحفظ ،جميعنا تنفاوت فى الصفات فستجد عندنا صفه تفوق الصفات الاخرى ونتفوق فيها ،اختلافنا عن بعضنا هو امر حتمى مقبول فلا يجب ان يسخر بعضنا من البعض لعدم تملك احدنا بعض الصفات او عندنا بدرجه طفيفه ،جميعا لدينا شىء يميزنا ونبرع به ،مهنه حمل الصناديق لا تناسبك وسيم،سأحاول ان اجد لك عملا تبرع فيه

فهم وسيم مقصدة فأومئ له بتفهم وقال_شكرا لك عم جليل،لا حرمنا الله من نصائحك
ابتسم له العم وكذلك ابتسم لندى التى كانت تتابع المشهد باعجاب
العم_هيا يابطل لتعود الى مقركم فلا حاجه لبقائك هنا اكثر
___
اوصل العم جليل كل وسيم والزعيمة الى المقر وسلم على الجميع هناك وغادر الى بيته
عاون سفيان وسيم الذى كان يجد صعوبة فى السير بمفرده فاخذ سفيان يسنده بيده ليصل الى سريره ليرتاح
التف الاطفال حول وسيم يطمئنون عليه فلقد احبوه كثيرا،وخاصه الصغيرة صفاء التى تعلقت به كثيرا بعد مساعدته لها بالمشفى لذا قررت رد الجميل له والبقاء الى جواره هذا اليوم
طلبت ندى من بيسان اعداد حساءً ساخنا لوسيم حتى يسترد صحته وعافيته
كان وسيم سعيدا برؤيته الجميع يلتفون حوله قلقين بشأنه ،شَعُر اخيرا بأهمية العائلة ...أهمية ان تنتمى لأحد ما يشد بأزرك ،يقف بجوارك عند مرضك وضعفك ،فالعائلة كالبنيان المرصوص يدعم احدهما الاخر ،اعطت ندى الادويه لسفيان لكى يساعد وسيم على تناولها ،دام الامر حوالى ثلاثه ايام حتى تمكن وسيم من متابعه السير وحده دون مساعدة وممارسه حياته بشكل عادى نوعا ما مع عدم حمل اى شىء ثقيل بعد الان او اداء اى تمارين مرهقه

_____
كانت الزعيمة تجلس فوق السطح كعادتها تتأمل ذاك القمر المنير ،تنظر نحو بياضه الجميل وشكله التام المستدير ،لاحظ ذلك الذى جاء ليجلس الى جوارها بهدوء لم يشأ ليقطع تؤملاتها تلك ،لكنها انتبهت له وقالت وهى مازالت تنظر للقمر وتستند بكلتا يديها على القطعه الخشبيه التى تجلس عليها _اتعلم .... اشبه نفسى بالقمر ،عندما يظهر تختفى النجوم ،تماما كما يحدث معى عندما اذهب مكان يَفِر معظم الناس منه ،ضحكت بسخريه وهى تقول _ مثيره للشفقه اليس كذلك ،اتمنى ان يأتى اليوم وينسى الناي تلك الكذبات والاشاعات عنى لكنها كالنار تشتعل وتنتشر بسرعه كبيرة ،اتمنى ان يعرفون يوما حقيقتى ،ان يقتربون منى ويعاشروونى فيعرفوننى على حقيقتى ،بعضهم يفعل ذلك لكنهم قله قالت ذلك ومن ثم رجعت الى حالة التجلد مرة اخرى وقالت وهى تصبر نفسها_يكفينى هؤلاء القلة كأمثال العم جليل ،قالتها بابتسامة وهى تنظر له

نظر اليها برهه ثم عاود النظر للقمر هو الاخر قائلا _انتِ حقا مثل القمر لكن ليس كما قلتى ... انتِ مثل القمر فى تفرده وتميزه ،رغم كل ما تعانيه وما قابلته فى حياتك ،رغم كونك يتيمة وحيدة تماما مثل القمر الا انك تشعين نورا وضياء تنشرينه على من حولك ،تقفين لجوارهم تبثينهم الامل تعطينهم دفعه للامام ،تدفعينهم للسير قُدما فى هذه الحياة رغم الصعاب ،تساعدين من يحتاج للمساعدة ...انت كالقمر يا ندى ،اتمنى من كل قلبى ان تحققى ما تطمحى له وتكتشفى الحقائق كلها كى يرتاح بالك الملتاع هذا

نظرت له بوجه خال من التعابير يشوبه الحزن تجاهد فى اخفاءه_انت مخطأ وسيم ... انا هى من فى حاجه اليهم وليسوا هم ...انا دونهم كائن هش يمكن محوه بسهوله ..هم سببا فى كونى صامدة الى الان ...بدونهم حياتى ستكون دون معنى ...لمن سأعيش ولمَ أسعى .. بدونهم كنت لاكون وحيدة دون هدف ..عوضنى الله بهم ...لاجد هدفا اعمل لاجله ..عاهدت نفسى لان اكون عونا لهم.. الا اجعلهم يعانون ما عانيته فى صغرى ...هذا هو سبب وجودى فى الحياة وسيم ..فلكل منا مهمه فى الحياة خُلِق لاجلها وهذه هى مهمتى ،فالوالدين مثلا مهمتهم الاعتناء بابناءهم وتربيتهم حتى يشبوا رجالا يُعتمد عليهم ،أنت ايضا لك مهمه ويجب ان تكرس حياتك لاتمام هذه المهمه بنجاح

وسيم بامتنان_اتعلمين شيئا ،كل يوم اتعلم منكم درسا جديدا ،دروس قيمة تعلمنا اياها الحياة ما كنت سأتعلمنا وأنا حبيس غرفتى ،لابد من السعى والعمل والخطأ ايضا حتى نتعلم من اخطاءنا فلا نكررها ،تعلمت اننا مهما تقدما فى العمر نحتاج لان نتعلم ،ادين لعمى بالكثير لكنه اخطأ فى جعلى اتعلم الجانب العلمى فقط كان عليه ان يعلمنى الجانب الاجتماعى والنفسى ،لابد للانسان ان يفقه فى جميع نواحى الحياه لا يشترط ان يكون جيدا جدا فى كافه النواحى ولكن عليه ان يعرف بعض الاشياء حول كل منهم ،عليه ان يوازن فيما بينهم ،علىّ ان اقرا ،علىّ ان اتعلم المزيد هذا ما نويت ان افعله،سأبحث عن بعض الكتب التى اظنها ستفيدننى غدا باذن الله
ونحن نبحث عن عائلة سلوتير .
لتلمع فى ذهن ندى فكرة فتقول_وسيم ما رايك ان نسأل صاحب المكتبه العامة عن عمل لك ،اعتقد انه سيكون عملا مناسبا لك وخاصة مع حبكَ الشديدِ للقراءه

وسيم _فكرة جيدة ،اتمنى ان اجد فرصه عمل هناك

ندى_باذن الله سأطلب من العم جليل أن يزكيك عندهم ،هيا دعنا ننزل لننام

وسيم_حسناً ،تصبحين على خير
ندى_وانت من أهل الجنة

_____
فى الصباح تناول الجميع فطوره واستعدت ندى للخروج مع وسيم للمكتبه العامة
وصلا الى المكان واخذ وسيم يبحث عن كتاب تاريخى قد يجد من خلاله عائلة سلوتير تلك استغرق ساعتان فى البحث لكنه لم يجد شيئا ،انتبه الى جهاز الحاسوب فقال _ما رايك انت نستخدم الشبكه العنكبوتيه
قالت ندى وهو تشير للحاسوب _اتعرف التعامل مع ذاك الشىء
وسيم_كلا ولكنى سأستعين بأمين المكتبه لا اظن الامر صعبا
ندى وهى تهز كتفيها فعدم فهم فهى لا تفهم فى مثل هذه الاشياء_حسنا افعل ما تراه مناسبا
تحدث وسيم مع المسئول فأعلمه الرجل كيفيه استخدام الانترنت للبحث عن المعلومات
وسيم_حسنا فهمت ،شكرا لك
اومأ الرجل اليه وابتعد عنهم
سحبت ندى كرسيا وجلست الى جوار وسيم ونظرا معا نحو شاشه الحاسوب
بدأ وسيم يكتب فى البحث"معلومات عن عائلة سلوتير "
كانت نتائج البحث عبارة عن الكثير من الصور التى تحوى رمز العائلة مثل الساعه والتحف الفنيه الفريده
ظل وسيم يتصفح حتى يصل الى مبتغاه ،لفت نظره رابط لموقع بعنوان"كل ما تريد معرفته عن عائلة سلوتير "
ضغط عليه وسيم وهو يقول فرحا_هذا هو ،انتظر الموقع ان يكمل تحميله ،بضع ثوانٍ كانت بالنسبة لهم وقتا طويلا فهم فى شوق لمعرفة المزيد عن عائله سلوتير تلك
اكتمل تحميل الموقع نظر وسيم ثم قال _ماذا !!هذا ما كان ينقصنا
ندى باستغراب_ماذا هناك
وسيم بضجر_الموقع يريد كلمة سر حتى يعرض المعلومات التى به
ندى وهى تخبط على المنضدة بيدها_يالا الحظ وكيف سنعرف كلمة السر تلك
وسيم_سأحاول تخمينها ارجو ان اُفلح
كتب وسيم _عائلة سلوتير .....جاءته كلمة السر خاطئه
جرب كلمة سلوتير فقط ايضا خاطئه
كتب الوريث الشرعى ايضا ليست صواب
حاول وسيم كثيرا وجميعهم دون جدوى اعاد رأسه للخلف فى يأس
فقالت ندى _ما رايك ان تكتب ما كُتب على الشعار،،اعنى بنفس اللغه
وسيم وهو يعود لاامام مرة اخرى وهو يقول بحماس_صحيح كيف غابت عن بالى اجل فنجرب
ندى _اتتذكر كيف تُكتب
وسيم وهو يكتبها _اجل اعرفها جيدا انتظرى حتى انتهى،اكمل وسيم كتابه الكلمة ثم ضغط على رمز الادخال ،كُتب كلمة سر صحيحه انتظر تحميل الصفحه
تعالت ضربات قلب كليهما ونظرا لبعضهما البعض فى ترقب لحظات حتى ظهرت الصفحه اخيرا امامهم
ندى بارتياح_اخيرا شبنا حتى نصل
ضحك وسيم وهو يحاول ان يقرأ ما كُتب_ندى اسمعى مكتوب هنا
"عائلة سلوتير العريقه ،هى عائلة يمتد اصلها الى بلاد النوبه القديمة ،عائلة تتميز بالعراقه والنبل وها هى بعض الصور للورثه الشرعيين للعائلة على مر العصور
اخذا الاثنان يتاملان الاشخاص حتى وصلت لرجل تعرفه فقالت وسيم انظر لهذا الرجل إنه ابى الحقيقى ،اجل اخبرنى بهذا والدىّ قبل ان يموتا ،لقد رايته مرة واحدة فقط
اتسعت عينى وسيم فى اندهاش_إذن انتِ فعلا تنتمين لهذه العائلة ندى ،انتِ هى وريثه العرش كما يقول الشعار
اعادت ندى ظهرها للخلف لتستند على الكرسى،أنا ،هل انتمى حقا لتلك العائلة!!
وسيم _اجل ،هذا صحيح ،الشعار معك وصور اخر وريث هو والدكِ

اعادت ندى رأسها للامام وحدقت بصورة والدها باشتياق بالغ _لقد اشتقت اليكم كثيرا افتقدكم جدا ،ما فائدة كونى من تلك العائلة دونكما

وسيم _مكتوب هنا ان اسمه أمين
ندى_أجل هذا هو اسمه
نظر وسيم بالاسهم لاسفل قائلا _ندى انظرى مكتوب هنا ،أن اخيه هو من كان من المفترض أن يُلقب بوريث العرش ولكنه تنازل عنه لاخيه لانه ظن ان اخيه جديرا باللقب اكثر منه ....انظرى هذه صورته ،اسمه حليم
نظرت ندى لصاحب الصورة وقالت _وسيم اتعلم شيئا ،اظنك تشبههم كثيرا
تفآجأ وسيم وقال وهو يرفع احد حاجبيه_أنا ..وما دخلى بالعائلة
ندى وهى تقول باستياء_انسيت ان معك نفس الشعار يا وسيم وهذا الشبه دليل آخر
وسيم وهو يحك شعره_لا ادرى الامر يزداد حيرة كيف سنتأكد من ذلك
ثم فجاءة قال _ندى انظرى ظننت انى وصلت لنهاية الصفحه ،مازال هناك المزيد اسمعى
"عندما يبلغ الابناء سن الحادي والعشرون من عمرهم يتم اقامة حفل ضخم لتتويج أكبر ابناء العائلة سناً ليكون هو وريث العائلة ،لابد ان يكون هذا الابن يحمل شعار العائلة التى تتناقله الاجيال جيلا بعد جيل ،وفى حاله انه لم يظهر أى وريث لتلك العائلة بسبب موت الابناء او تعرضهم لحادث اودى بحياتهم ،سوف تحول املاك تلك العائله لتكون متحفا وطنيا وستصادر تلك الاموال وبهذا تنتهى شجرة عائلة سلوتير للابد "

صمت كليهما وكأن على رؤسهم الطير ينظران الى بعضهم البعض دون كلام ...
يتبع..

الفصل الثاني عشر 12

دقات طبول تتراقص على اصوات ضربات قلبهما شعور مبهم تملكهما لم يستطيعا تفسيره او العمل حياله ،شعرا لوهلة بالفرح أن مشاكلهم جميعا ستُحل انهم سيعوضون هؤلاء الاطفال المساكين عن كل ما عانوه اخيرا سيرى جميعهم النور بعد الظلام الدامس الذى اُجبروا على العيش به ،اخيرا ستشعر ندى انها ليست مقيدة ،انها يمكنها تقديم المزيد والمزيد للاطفال لتُغير اقدارهم البائسة تلك الى الافضل بعون الله
،لكن السؤال الذى يطرح نفسه ماذا بعد ،كيف سيمكنها ذلك كيف سيمكنها اثبات انها هى وريثه العرش وكيف ستتخطى ذلك المجرم الذى تسبب فى قتل والديها وتشردها طوال تلك السنين ،كيف ستعرف انه لن يفعل شيئا يمنعها من القدوم لحفل التتويج هذا ،لم تفكر ابدا فى نفسها ولم تفرح بهذه الثروة الهائلة انما كان جُل هما هو الاطفال وتغيير مصيرهم المؤجج بالصعوبات هذا ارادت ان تعوضهم ان ترى النور يدخل افئدتهم الصغيرة لينكشح ظلام الجهل للابد

نظر لها وسيم فرحا انها اخيرا ستعوض عما عانته ،اخيرا ستلقى نتيجه صبرها وتحملها طوال سنوات صعبه عاشتها ،لم يفكر به هو ولم يهتم ،لم يسخط او يشعر بالغيرة ابدا لانه لم يكن هو الوريث ،لم تكن الاموال همه ابدا ،كان يحلم دائما بالعائلة ووجدها اخيرا وسط تلك الاطفال وهذا هو مبتغاه ،لا يصدق اساسا انه من تلك العائلة او لا يعرف الى من ينتمى من الاساس هو حتى لا يعرف اسم والديه
فكر كثيرا هناك اشياء كثيرة مبهمه مجهولة بالنسبه له وعليه اكتشافها ،من هو ،من هما والديه ،ما علاقته بندى ولماذا يحمل شعار مثلها لماذا شعاره لا يحوى تلك الكلمات النوبيه ،هل كل فرد فى العائلة معه الشعار نفسه ،ولكن الوريث فقط هو من يحمل معه الشعار ذو الكلمات النوبيه "الشعار الاصلى"

اسئلة كثيرة تدور في خلدهما تحتاج اجابة شافيه تريح قلوبهما ،اسئلة لم يجدوا لها تفسير
لذا قررا العودة إلى المقر والتفكير فى الخطوة القادمة لاحقا

وسيم— ماذا سنفعل الان

ندى — لا شىء لا استطيع التفكير ،شُل عقلى هنا ،دعنا نعود ونفكر فى الخطوة القادمة لاحقا

وسيم — حسنا لكِ ذلك ،لكنى اريد ان اسأل صاحب المكتبه عن حاجته لمساعد هنا

ندى— انتظر حتى اكلم العم جليل فى الامر هو سيجد لك عملا هنا بسهولة

وسيم— أجل ،صحيح

ندى وهى تقف استعدادا للمغادرة تشعر انها تحمل ثقلا شديدا فوق ظهرها ،تشعر ان هناك اشياء مبهمة صعبة بانتظارها

____

عادا المقر وتناولا طعامهما مع البقيه وما كان سوى الارز وحبات البطاطس لم يكن هناك مصدرا لبروتين كاللحوم الحمراء او البيضاء او حتى اللحم الطرى"السمك" ،فظروفهم كما تعلمون صعبه وعليهم تقبل الامر
لم يشتكى احد امام ندى من هذا الامر لكنها كانت لاتريد ان يشعر احدهم بالحرمان من شئ ما لذا كانت تعمل جاهده على ادخال مصدر للحوم ولو مرة فى الاسبوع


بعد الطعام اخلت بنفسها كالعادة ولكن ليس فوق السطح فى هذا التوقيت فالشمس حارقه فى هذا التوقيت ،لذا قررت التوجه للخارج ،تملكتها رغبه شديدة فى الذهاب الى بيت والديها اللذان ربيانها ،لم يكن الحال على وضعه فلقد مرت سنوات طوال على احتراقه،تعلم أن اناس اخرون استوطنوه ومحو كل اثر يدل على وجوده من الأساس ،لكنهم لم يستطيعوا محو ذكرياتها الجميلة التى قضتها به فى كنفهم والتى تحملها معها فى صدرها اينما ذهبت ،لعلها عزائها الوحيد ومؤنس وحشه قلبها

وقفت على مقربه من البيت الذى اصبح بيتا جميلا يملكه اناس اخرون ،احست بالحنين بالشوق الجارف لهما ،كانت فى هذه اللحظه فى اشد الحاجه لهما،تريد مشورتهما فى الامر ماذا عليها أن تفعل أن تذهب للمطالبة بإرثها وهى على يقين تام انها بهذا تلقى نفسها فى جحيم مجهول لن تستطيع مجابهته ام تنسى الامر وتترك الوضع كما هو ،تعيش الى حد ما فى سلام ترضى بالقليل من المال والمزيد من الحب للاطفال
اخرجها من تساؤلاتها هو خروج طفلين من باب المنزل يتضاحكان وينويان لعب المرة امام المنزل ،ابتسمت لهما وتذكرت كيف كان والداها يلاعبانها ويمزحان معها هناك امام المنزل ،كان ابوها حطابا يجمع الحطب ويقوم بتكسيره بفأسه وهى تقف الى جواره تساعده فى حمل الاجزاء التى انتهى منها وتضعها مكانها تساعده حتى ينتهى بسرعه من عمله ويتاح له الوقت ليلعب معها كما إعتاد ،بسمة حنين ارتسمت على محياها وهى تتذكر تلك الايام الجميلة ولكن سرعان ما تدمع اعينها عندما تتذكر ذلك الحريق الضخم الذى شب بيتهما ،تذكرت والديها المحترقين وهما يرقدان فى سرير المشفى يلفظان بآخر كلماتهما لها بعدم نسيان مكان السر المخبأ ،قبل رحيلهما
مسحت ادمعها سريعا قبل أن تستدعى تلك الدمعات دمعات اخرى تجاهد فى الخروج ،لعنت فى نفسها ذلك السر ،ذاك الشعار التى تظن انه السبب فى موت والديها الحقيقين ،وشىء ما خفى يقول لها أن موت والديها اللذان ربيانها ايضا كان مدبرا ،

راع انتباها وما اخرجها من شرودها تلك ،هى تلك الحركات الغريبه التى تسمعها فى مكان غريب مهجور بالقرب من هنا ،قادتها قدماها حيث تلك الحركات فسمعت صوت استغاثة من طفل صغير ،واخران يكبرانه يحاولان الاعتداء عليه وسلبه ما معه من نقود

___
كان يحاول الفرار منهما فى اى مكان لا يريد اعطائهما ما تعب هو فى جمعه ،وصل به الحال الى طريق مسدود حُشِر هو داخله ،ليجدهم ينظرون اليه كالذئاب الشرسه بابتسامتهم العريضه السخيفه تلك
_استسلم يا مالك ،ليس هنالك مفر ،اعطنا تلك النقود هيا
ابتلع ريقه فى خوف جال بعينيه الصغيرة المكان محاولا أن يجد ثغره يحاول المرور منها والهرب منهما لكن كان المكان مغلقا ولا طريقه للفرار سوى بتخطى الولدان ولكن انى له ذلك وهو يصغرهما كما أن تلك العصا الخشبيه فى يد احدهما تبدو مؤلمة للغايه اذا ما اصابت جسده الصغير ،لم يكن ابدا جبانا ،لكن الموقف الذى به كان يحتم عليه الخوف
سمعهم يقولون_اسمع اذا اعطيتنا تلك النقود بهدوء لن نؤذيك ،ليبتسم بعدها صاحبه ابتسامة ماكرة تشى بأنهم لن يتركانه وشأنه حتى لو اعطاهم ما معه من نقود

رغم صغر سنه الا انه ليس غبيا فهو لماح جدا عقله اكبر من سنه بكثير ،ربما الحياة علمته الكثير فى وقت مبكر فأصبح بعقل رجل بجسد صغير ،فهم انهم على كل حال سيبرحونه ضربا بتلك العصا التى معهم ،لذا قرر انه لم يعطيهم النقود مهما حدث،حاول رفع صوته وطلب الاستغاثه من احد ،ربما يسمعه من بالجوار

ليقول احد الفتيان بشماته_فلتصرخ اكتر ،لن يسمعك احد هنا فالمكان مهجور ولا يمر من هنا الا القليل

_هيا اعطنا النقود ،اسرع

ليقول مالك باصرار_لا هى اموالى انا تعبت حتى حصلت عليها هى ليست من حقكما ،اتركاننى وشأنى

لينظر احدها للاخر ويقولا بصوت مخيف دب الرعب فى أوصال الصغير_يبدو أن احدهما يحتاج تأديب هنا ،ما رايك بتجريب تلك العصا على جسد هذا الصغير
ليقول الاخر_اظن انها ستؤلم كثيرا ومن ثم انفجرا فى الضحك بصوت عالٍ

ليصرخ فيهم مالك بصوته الذى يشوبه البكاء_اوغااد

ليقترب منه ذاك الفتى الذى يحمل العصا والاخر يحاول تقييد مالك حتى لا يتحرك
رفع الفتى يده استعدادا لضرب مالك فاغمض هو عينيه بقوة مستعدا للشعور بالالم بعد أن تطاله تلك العصا

لكنه سمع صوت يعرفه كان لا يحب سماعه ويهرب بعيدا منه لا لشىء سوى لانه سمع انها لصه ويجب الابتعاد عنها،لكنه لا يدرى لم احب سماعه الان وشعر بالارتياح حياله لانها منجدته

وقفت تربع يدها امام صدرها وهى تقول بحدة واعين كالصقر_اتركوه وشأنه ،هيا

لم يكترثا لامرها فى البدايه وكاد الولد بضرب مالك ،الا انها قالت بتحذير ونبرة دبت الرعب فى اوصالهما البائسه _حذارى أن تفعلها

ليقول الاخر بمحاولة التشجع _لا تعترضى طريقنا ايتها اللصه حتى لا نبلغ الشرطه عنك

لتقول هى بسخريه_حقا، انا لصة وماذا عنكما،تريدان ضرب هذا الصغير من اجل النقود اليس كذلك

ليصيح مالك بها مثل كل مرة_انا لست صغير ،واذا كنت تريننى كذلك فلترحلى من هنا لا احتاج مساعدتك

لينفجر الولدان ضحكا ويقولان بسخريه للزعيمة_اسمعتى ،ارحلى هو لا يحتاج اليكِ

ويقول الفتى الذى يمسك مالك من وملابسه ويرجه بقوة_هيا اخرج النقود ،اسرع

لتشير ندى الى مالك بإشارة فهمها هو على الفور وكأنهما الإثنان يعرفان بعضهما منذ سنوات
فقال مالك _حسنا ،سأعطيها لكم ،ابتعد عنى حتى اخرجها من ملابسى
ليتركه الفتى فيخرج مالك نقوده ويقذفها سريعا الى ندى التى التقطتها بسهولة وهو يقول _النقود ليست معى الان

ليجن جنون الاولاد _ماذا ،ما الذى فعلته ،ويلكمه الفتى بشدة فى فكه فيسقط مالك على الارض من الالم

ليتجهم وجه ندى فلقد تفآجات بفعلته وقالت_
اقسم انك لو فعلتها ثانيه انى سأفصل رأسك على جسدك البائس هكذا ،كانت تعابير وجهها قاسية للغايه ومخيفه جدا وبدأت بالاقتراب منهما لدرجه أن الولدان فزعا منها وفرا بسرعه من امامها

لتقترب هى من مالك بخوف تتفحصه_مالك انت بخير
ليقول وهو يمسح الدم من انفه _أجل شكرا لك،خرجت من هذه المعركه المحسومة لهم من البداية بأقل الخسائر ،بفضلك،انا مدين لك

اخرجت هى منديلا فى جيبها تمسح اثار الدماء العالقه فى وجهه بحنان شعره هو كما شعر بصدق خوفها عليه
وقالت_لم وثقت بى وقذفت لى كيس النقود ،الم تهرب منى فى كل مرة ترانى فيها

مالك وهو يجلس على الارض جوارها _لا ادرى،لم ارك الان مثلهم ،لاول مرة اشعر انك لست لصة ،انتبهت لتوى انك لست مثلهم انتى لست لصه اليس كذلك

هزت رأسها بالنفى_نعم لست لصة يا مالك وهذا ما كنت احاول أن اخبرك به وان لم تعطنى فرصه ابدا

اعتدلت فى جلستها جواره وقالت_منذ متى وهؤلاء الاوغاد يطاردونك

ليقول مالك_منذ عدة ايام

لتزفر هى بضيق_مالك اما أن الاوان لتنضم الينا لتكون فردا من اسرتنا ؟

ليصمت مالك وينظر للجانب الاخر

لتقول هى بهدوء يحمل فى طياته الضيق وهى تعتدل فى وقفتها وتنفض الغبار عن ملابسها_لابد انك لم تثق بى بعد ،تفضل هذه نقودك حافظ عليها ،ولا تأتى اماكن مهجورة خالية من الناس مرة اخرى ،فلتظل فى منطقتك هناك امان نسبيا اكتر من هنا

وتمشى مبتعدة عنه ليشيعها هو بنظراته ومن ثم تتذكر شيئا فتنظر اليه مرة اخرى_نسيت أن اخبرك انى تحدثت مع العم جليل واخبرنى انه ثمة عمل مناسب لك أفضل من سلات القمامة بكثير ،الى اللقاء مالك

رحلت هى او هكذا تظاهرت فهى ظلت فى مكان قريب منه حتى تتأكد انه خرج من هذه المنطقه بسلام ومن ثم عادت الى المقر بعدما اطمأنت عليه

_
فى طريقها الى المقر التقت العم جليل ،كان ينوى الذهاب والاطمئنان على وسيم والاولاد
ندى بابتسامة_عم جليل ،مرحبا ،كيف حالك

العم جليل بابتسامة ايضا_كيف حالك بنيتى

ندى_انا بخير طالما انت بخير عم جليل

العم _ادامها الله عليكِ نعمة بنيتى ،كيف حال وسيم والبقيه

ندى_الجميع بخير بفضل الله ،تفضل بالدخول

دخل العم معها ورحب به الجميع فهم يحبونه جدا ويعتبرونه كبيرهم والمسؤل عنهم
قدمت له بيسان بعضا من التمر الوحيد الذى عندهم ،التقط العم ثلاث تمرات ليصيب السُنه وهو يقول _بارك الله فيكى ابنتى ،اطعمكم الله من طعام اهل الجنه

لتبتسم له بيسان وتفرح بدعائه هذا كثيرا

جلس العم والى جواره ندى ووسيم والبقيه وبعد ان تجاذب العم اطراف الحديث مع الجميع قال لوسيم _لقد اخبرتنى الزعيمة انك تود العمل بالمكتبه العامة اليس كذلك
وسيم_بلى كذلك ياعم جليل

العم_حسنا ،لقد تحدثت مع المسؤل ورحب كثيرا بعدما عرف انك تجيد اكثر من لغه واخبرنى انه ينتظرك فى الغد فى العاشرة صباحا فلا تتأخر
اتسعت ابتسامة وسيم وسُر كثيرا بهذا الخبر فوقف مكانه وقال بفرحه_شكرا لك ايها العم لا حرمنا الله منك

ليبتسم له العم_اريد ان اسمع عنك اخبار سارة هناك فلا تخزلنى

ليومئ له وسيم_ابدا لن اخذلك ،سأبذل ما بوسعى هناك

قام العم من مكانه ورتب على كتب وسيم_وهذا ظنى بك
ثم نظر الى الجميع_حسنا الى اللقاء ،يجب ان اغادر الان

الزعيمة_فى امان الله عم جليل

العم_السلام عليكم

______

غادر العم وانشغل كلُ فرد بحاله ،منهم من يلعب ومنهم من يقوم باشياء طُلبت منه وكالعادة بيسان فى المطبخ تقوم بأعمال الطهى والتنظيف

لاحظ سفيان شرود الزعيمة وجلوسها فى مكانها المفضل

فاستند على لوح خشبى قائم على احد الحوائط بالاعلى وقال_لم تخبرينى بعد ماذا اكتشفتم فى المكتبه

ندى بحيرة_ممم هل اقول لك انه بناءً على كلام والدىّ وبناء على ما اكتشفناه انى هى الوريثه الشرعيه لعائلة سلوتير؟

نظر لها سفيان ملياً وكاد بالتحدث الا انه وجدها تُكمل _وانه ايضا هناك حفل تتويج للوريث الشرعى بعد اسبوعان من الان؟

سفيان بهدوء_ولمَ اراك لستِ سعيدة بهذا الامر

ندى باضطراب_وما المبهج ف الامر سفيان قل لى ،هل اذا ذهبت الى هناك واخبرتهم انى هى الوريثه هل سيصدقوننى ؟

سفيان— ولم لا ،الشعار معك

ندى بضيق— الامر ليس بهذه البساطه ، لا اظنهم سيصدقون بهذه السهوله ويسلموننى إرث العائلة لمجرد وجود الشعار معى ،الاترى ان الناس يدعوننى باللصه، اخشى ان يتهموننى بسرقته وذاك الرجل الذى يدعى انه عمى ويريد قتلى اتراه سيسمح بحدوث هذا

صمت سفيان فهى معها حق فى كل كلمه قالتها الامر ليس بالهين ابدا

اكملت ندى بشعور حارق يخترقها —هذا الشعار لن يجلب لى سوى المتاعب سفيان ،ماذا تُرانى فاعله

سفيان بصدق وبقلب مخلص— نحن معك فيما ستفعلينه ،سندعمك فى اى قرار تتخذينه

لتقول هى بحب اخوى لذلك الذى تربى معها منذ الصغر وشاركته هو واخته دروب الحياه — لا اشك فى ذلك ابدا ،
ومن ثم نظرت الى النجوم التى تخضب السماء وتتلألأ فيها فتجعلها عروس فى يوم زفافها — أفكر فى نسيان الامر برمته ،ومن ثم تنهدت وهى تقول—حياتنا هنا كنت على وشك الاستقرار اخيرا ،كنا قد بدأنا ننعم بحياة الى حد ما كريمه

ليقول سفيان بحكمه اكتسبها من سنين حياته الشاقه-- دوام الحال من المحال ،الحياه تتقلب ما بين الحلو والمر ،سنتخطى الصعاب معا باذن الله ،فكرى جيدا واتخذى قرارك برويه دون تعجل مازال امامك متسع من الوقت للتفكير وانى لاثق فيما ستقررينه

ندى— ممم معك حق سافكر مليا قبل ان اخبرك قرارى النهائر بهذا الشأن

_____
فى اليوم التالى

ذهب وسيم الى المكتبه واعجب بمهاراته المسؤول عن المكتبه ووافق على عمل وسيم معه

اخذ وسيم يقرأ ملخص كل كتاب موجود فى المكتبه حتى يكون ملما بكل ما هو موجود ،بدأ يُعيد ترتيب الكتب وتوزيعها حسب تشابه مواضيعها وتخصصاتها احدث تغييرا كبيرا ف المكتبه ومن اول يوم عمل له هناك ،قضى يومه كله هناك لم يشعر بالوقت بين يدى الكتب حتى جاءه المسؤول عن الامن يخبره ان الوقت تأخر وعليهم اغلاق المكتبه

انتبه وسيم لذلك ونظر من خلال النافذه فوجد الظلام قد اسدل ستائره فعلا وشعر بالجوع كثيرا فهو نسى ان يذهب للغداء ولم يكن يتخيل ان الليل قد حل بهذه السرعه فهو وجد موضوعات فى الكتب شيقه جدا استرعت اهتمامه

ساعد وسيم العامل على اغلاق المكتبه وذهب الى المقر يتضور جوعا ،كان الهدوء يسود المكان الا من سفيان الذى كان بانتظاره
وسيم باستغراب_سفيان اما زلت مستيقظا
سفيان وهو يجلس الى الطاولة رافعا احدى ارجله جاعلها الى جواره على الكرسى الذى يجلس عليه_انتظرك

وسيم وهو يجلس _ما الامر ،اهناك شىء تود اخبارى به ،ثم الفت حوله _هل الجميع بخير

سفيان وهو يقوم من مكانه ويتجه للمطبخ— كلنا بخير لا تقلق ،انتظر ساحضر طعامك اظن انك جائع

جلس وسيم بانهاك —اتضور جوعا

جاء سفيان بطبق الطعام الخاص به _بيسان خبأته لك واوصتنى ان اقدمه لك حالما تعود ،فنحن لا نأكل مثل هذا الطعام كل يوم

كان عبارة عن ارز وقطعه من لحم الفراخ الشهيه،كان قد احضرها العم جليل معه وهو قادم اليهم امس

ابتسم وسيم وقال وهو يأكل— ممم يا له من طبق لذيذ ،كان حقا يستحق الانتظار كل هذا الوقت،سلمت يمناها ،اختك لديها مهارة فائقه فى الطهى

بادله سفيان الابتسامة وقال _وسيم بعد ما عرفت الامر ماذا ستفعل،الزعيمه اخبرتنى انك ايضا تنتمى للعائلة وربما تكون قريبا لها

وسيم—اجل لكنى لست متاكدا من هذا الأمر

سفيان — وماذا ستفعل ؟

وسيم بجديه_بالتأكيد سأساعد الزعيمة للوصول للحفل الخاص بتتويجها لتتسلم إرثها

سفيان— بهذه السهولة ،نحن لا نعرف حتى اين تكون عائلة سلوتير هذه

وسيم— بحثت عنها مكانها اثناء تواجدي بالمكتبة،انها فى الحى الغربى من المدينه ،لا تبعد كثيرا عن هنا ،سيتطلب الامر نهارا كاملا فى الذهاب العوده

سفيان_اظنك تخطط لشىء ما

وسيم_اجل فكرت فى الذهاب غدا واستكشاف المكان هناك قبل ان تذهب الزعيمة

سفيان_فكرة سديدة سآتى معك

وسيم_حسنا اهلا بك يارفيق

سفيان _ولم تظن ان الزعيمة ستذهب لحفل التتويج ؟

وسيم_ولم لا تذهب اليس ارثها ،اليس هذا ما ضحى والديها من أجل حمايته،اتتركه يضيع بعد كل هذا ؟!

سفيان _قل لى بصدق ،الم تشعر بالغيرة من الزعيمة لانها هى الوريثه وليس انت رغم انك تنتمى لنفس العائلة ؟

وسيم_ابدا ولم يخطر ببالى هذا الشيء ،حلمى كان ايجاد عائلة ووجدتها فيكم لا اريد اكثر من هذا صدقنى

سفيان_اصدقك وسيم ،كنت اسال فقد ليطمئن قلبي

وسيم_اطمئن سفيان ،لن اخون ابدا اليد التى مُدت الى بالمساعده يوما ،هو شعارها إرثها من أبيها واظنها تستحقه بعد كل ما عانته

سفيان_أجل لذلك اريد مساعدتها فى الحصول عليه الزعيمة تستحق الأفضل هى دائما ما تقدم سعادة الاخرين قبل سعادتها

اتفقا على الذهاب فى الغد
وبعد مشوار ليس بالقصير وجدوا أنفسهم أمام قصر عائلة سلوتير ليتفآجا وسيم بمن يقف أمامه فييقول بلهفه_عمى!!
يتبع الفصل الثالث عشر والرابع عشر اضغط هنا
reaction:

تعليقات