رواية عرض جواز الفصل التاسع 9 – بقلم أسماء صلاح

 رواية عرض جواز الفصل التاسع 9 – بقلم أسماء صلاح 

تكملة البارت التاسع 

مروان : مش هيفيدك العياط، حتى لو قعدتي تعيطي طول عمرك برده مش هيفيدك علشان اللي بيروح عمره ما بيرجع.

انهرت نجمة من العياط : بس هي وحشتني أوي.

مروان بحزن قرب منها ومد إيده ومسكها التفت له نجمة وهي منهارة من العياط.

مروان : أنا عارف إن الفراق صعب، وخصوصًا لما يكون اللي بيروح أغلى ناس في حياتنا، وانا عارف قد إيه الوجع اللي حاسه بيه ده صعب علشان انا مرت بيه لما والدي اتوفى.

مروان : حاسيت ان انا مت معاه، وكنت ساعتها مش عارف أعيش، بس اتذكرت كلامه لي، الكلام ده هو اللي رجعني تاني للدنيا وأعرف أعيش من أول وجديد علشان هو معايا دايمًا ومسبتنيش.

نجمة بتبكي : معاك؟

مروان : أيوه معايا، هما صحيح بيبقوا في حتة تانية، بس هما أكيد حاسسين بينا وشايفنا، وانا حاسس إن بابا معايا في كل لحظة بعيشها.

نجمة بتبكي : بس أنا نفسي أشوف ماما تاني وأحضنها.

مروان بحزن : عاوزة تشوفيها؟ وبيمسح لها الدموع من على وشها.

نجمة بتبكي : أيوه، نفسي أحضنها أوي.

مروان حط إيده على وش نجمة وبيمسح لها دموع : طيب، أنا هخليكي تشوفيها.

نجمة بفرحة : بجد؟

مروان : أيوه، بس بشرط.

نجمة :  هو إيه؟ أنا مستعدة أعمل أي حاجة علشان أشوف ماما تاني.

مروان وحط إيده على وشها بحزن.

نجمة : إيه هو الشرط ده؟

مروان بحزن : إنك تبطلي عياط علشان لما تشوفك والدتك تبقى فرحانة.

نجمة : طيب ماشي خلاص مش هعيط. وشالت إيدها من إيده.

مروان شال إيده من على وشها بحزن.

نجمة حطت إيديها على وشها ومسحت دموعها : يلا بقى خليني أشوف.

مروان : طيب، غمضي عينيك.

نجمة باستغراب : إيه؟ أغمض عيني؟

مروان : أيوه، غمضي عينيك.

نجمة : بس أنا عايزة أشوف ماما.

مروان : طيب، بس غمضي عينيك.

نجمة : بس..

مروان : ما بسش. وحط إيده على عينيها.

نجمة : طيب وغمضت عينيها اديني غمضت.

مروان : طيب وشال إيده من على عينيها.

نجمة وهي مغمضة عينيها : هعمل إيه دلوقتي؟ أنت خليتني أغمض عيني ليه؟ أنا عايزة أشوف ماما.

مروان مسك إيدها : هسس، ما تتكلميش خالص واهدي.

نجمة وهي مغمضة عينيها باستغراب : ليه طيب ما أتكلمش؟

مروان : كده، اسمعي الكلام وخلاص، وحاولي تهدي.

نجمة وهي مغمضة عينيها : طيب. وأخذت نفس وهدت.

مروان : فكري بقى في والدتك وبس، وما تفكريش في أي حاجة تانية خالص، وإنتِ هتشوفيها، ماشي؟

نجمة وهي مغمضة عينيها تذكرت والدتها، ونزلت الدموع من عينيهامروان بحزن، ومسك إيدها جامد من غير ما يحس.

أمام شركة الشناوي:

وصل شرف على شركة الشناوي ووقف العربية، و لنفسه : هي دي الشركة، بس يا ترى مروان الشناوي جوه ولا لا؟ تلاقيه جوه، هو يروح فين يعني؟ أكيد جوه بيشوف شغله، أما استناه لما يطلع ونظر من شباك العربية.

في عربية مروان:

مروان مسك إيد نجمة جامد وهي مغمضة عينيها بحزن : ها، شفتيها؟

نجمة فتحت عينيها وهي الدموع نازلة منها، ونظرت له بحزن : آه.. وبتبكي.

مروان: وبتبكي ليه دلوقتي؟ وحط إيده على وشها ومسح دموعها انتي مش شوفتها، لازمته إيه الدموع دي بقى؟ وشال إيده من على وشها.

نجمه: وبتبكي تعرف، أنا بقالي كتير ما شوفتهاش وأنا نايمة، لدرجة إني فكرت إنها زعلانة مني، علشان كده مش بحلم بيها.

مروان باستغراب وهو ماسك إيدها : وهي تزعل منك ليه؟ هو انتي عملت حاجة ممكن تزعلها؟

نجمه: وبتبكي لا، بس أنا افتكرت كده علشان ما بشوفهاش، قلت يمكن تكون زعلانة.

مروان: بحزن لا مش زعلانة منك، وبعدين مافيش أم بتزعل من ولادها مهما عملوا، ما تفكريش كده تاني.

نجمه: شكرًا.

مروان: على إيه؟

نجمه: علشان خلتني أشوف ماما.

مروان: مافيش داعي تشكريني، أنا عملت كده علشان مريت باللي انتي فيه وعارف قد إيه صعب نفتكر حد ونلاقيه مش موجود معانا، وبعدين بطلي عياط وحط إيده على وشها ويمسح دموعها كل دي دموع؟ إيدي بقت ميه منك!

ضحكت نجمه.

مروان بابتسامة : انتي بتضحكي؟

نجمه: أمال عايزني أعمل إيه؟ وبطلت ضحك حد قالك تحط إيدك على وشي؟

مروان: يعني أنا اللي غلطان، مش كده؟

نجمه: آه، انت اللي غلطان، ويلا بقى اتحرك، بابا زمانه جاي وهيقلق عليّ.

مروان باستغراب : جاي منين؟ هو مش في البيت؟

نجمه: لا، في المدرسة، ولو جيه وما لقانيش في البيت هيقلق عليّ.

مروان: في المدرسة؟

نجمه: أيوه.

مروان: في المدرسة إزاي يعني؟

نجمه: زي الناس، ما هو بابا مدرس.

مروان: آه.

نجمه: يلا بقى اتحرك.

مروان: طيب، هتحرك، بس ما تؤمرنيش.

نجمه: أعملك إيه، ما انت مش عايز تتحرك؟

مروان: مش هتحرك ليه يعني؟ هنبات هنا مثلًا؟ أنا كمان مش فاضي على فكرة.

نجمه: طيب، بما إنك مش فاضي، اتحرك.

مروان: بردو بتأمريني! قلت لك ما تؤمرنيش.

نجمه: فين اللي بأمرك ده؟ أنا بقولك اتحرك.

مروان: ما هو ده أمر، وأنا ما بحبش حد يأمرني.

نجمه: أما انت ما بتحبش حد يأمرك، لسه واقف ليه؟ قلت لك اتحرك.

مروان: تاني بردك! مش هتحرك، ايه رايك بقى، غير لما تقعدي ساكتة.

نجمه: وهقعد ساكتة ليه إن شاء الله؟ انت هتعاقبني علشان بتوصلني؟

مروان: آه هعاقبك واسكتي بقى.

نجمه: مش ساكتة، إيه رأيك؟ وبعدين ما تتحركش، أنا هنزل أشوف تاكسي وبتتلفت ناحية باب العربية لقيت مروان ماسك إيدها 

نجمة: شيل إيدك.

مروان باستغراب : إيدي؟ هو أنا جيت جنبك علشان تقولي لي شيل إيدك؟

نجمه: لا والله، أمال دي إيه؟

ونظر مروان لإيده لقاها في إيد نجمه،نظر لها وشال إيده بسرعة و بارتباك : آسف، ما خدتش بالي.

نجمه: ابقى خد بالك بعد كده.

مروان ظهر على وجهه علامات الضيق.

هتفتح نجمه باب العربية.

مروان باستغراب : انتي بتعملي إيه؟

نجمه: انت شايف ايه؟ بفتح باب العربيه.

مروان بضيق: ليه بقى إن شاء الله بتفتحي الباب؟

نجمه: هيكون ليه يعني! علشان أنزل.

مروان: لا ما فيش نزول.

نجمه: وانت مين علشان تقرر عندي؟ بقى، ان شاء الله.

مروان: انا مين ،ولا مش مين؟ قلت: ما فيش نزول وشغل العربية.

نجمه: والله؟ أنا اللي هقرر، مش انت! وبتفتح باب العربية

مسك مروان إيدها بضيق: قلت ما فيش نزول يبقى ما فيش نزول، فاهمة؟

نجمه: لا مش فاهمة، وبعدين ما تقررش عني، سامع؟ سيب إيدي بقى!

مروان: مش سايبها، واقعدي بقى ما تتحركيش، فاهمة؟

نجمه: لا مش فاهمة، وهتحرك.

مروان: طيب. وقرب منها ومسك إيدها

نجمه بابتعاد: انت بتعمل ايه؟ ابعد عني!

مروان: هو انتي ليه متصورة إني عايز أقرب منك؟ أنا مش فاهم! انا قلت لك قبل كده، انك آخر واحدة في الدنيا، مش هقرب منك.

نجمه: أمال إيه اللي بتعمله ده؟ ولا انت بتقول كلام وتعكسه؟

مروان: ما بقولش كلام وأعكسه، وهتعرفي دلوقتي أنا بعمل إيه. ممكن تسكتي بقى؟

نجمه: مش ساكتة، وابعد عني!

قرب مروان بغضب منها، مسك إيدها وحط إيده على حزام الأمان وشده عليها، وبعد عنها.

مروان ثبت الحزام في الكرسي: وريني بقى هتتحركي إزاي.

نجمه بعصبية: طيب وبتحاول تفك حزام الأمان.

مروان شافها بتفكه، فالتفت قدامه وتحرك بالعربية.

نجمه: وقف العربية، أنا عاوزة أنزل!

مروان : مش موقفها. 

نجمه بعصبية: قلت لك وقف العربية!

مروان: قلت لك مش موقفها، واقعدي ساكتة بقى. 

نجمه: مش ساكتة! عايزة أنزل، وقف أحسن لك!

مروان : مش موقفه ،وريني بقى هتعملي ايه .

نجمه بنرفزه : قلت لك وقف، بدل ما اصوت والم عليك الناس، واقول انك خاطفني.

مروان بابتسامة ماكرة: صوتي، محدش هيصدقك، ما حدش بيقف للمجانين.

نجمه: أنا مجنونة؟!

مروان : آه، مجنونة، اسكتي بقى.

نجمه: والله انت اللي مجنون، وأنا اللي غلطانة إني ركبت معاك من الاول ! وقف العربية بقى!

مروان : شوفي، أنا زهقت من الكلام معاكي، علشان كده مش هرد عليك تاني، اتكلمي بقى براحتك والتفت للطريق.

نجمه: على أساس ايه يعني إن انا حابة قوي أتكلم معاك  ! 

ده أنا مش طايقاك، وإياك تكلمني تاني! علشان لو كلمتني تاني مش هرد عليك، فاهم؟ ونظرت من شباك العربية مروان نظر لها بغضب، ثم التفت للطريق.

أمام المطبعة:

وصل كريم عند المطبعة، وقف العربية، ونظر لنفسه: اديني وصلت، أشوف مروان عايزني اجي هنا ليه.

نزل من العربية، ودخل المطبعة، شاف الناس بتشتغل ولقى الأستاذ فتوح واقف مع العمال.

الأستاذ فتوح لاحظ كريم، راح له بابتسامة ومد إيده: أهلاً يا كريم بيه.

كريم ابتسم، سلم عليه: أهلاً بيك، معلش، حضرتك مين؟

الأستاذ فتوح: اه ،أنا اسف، ما عرفتش حضرتك بيه، انا الأستاذ فتوح، المسؤول هنا عن المطبعة.

كريم: أهلاً وسهلاً.

الأستاذ فتوح: اهلا بيك، نورت المطبعة!

كريم: شكراً.

الأستاذ فتوح:  انا كنت منتظر حضرتك، مروان اتصل وسأل علي حضرتك، قلت له ان حضرتك لسه ما وصلتش.

كريم باستغراب: منتظرني أنا؟

الأستاذ فتوح: أيوه يا فندم، اتفضل معايا كريم

كريم : طيب ،مشي .

ومشى الأستاذ فتوح معاه و لنفسه بقلق: أنا مش عارف أعمل كده إزاي! ده ابن صاحب الشركة! هتصرف معاك إزاي بس؟ بس بدل مروان بيه عايز كده، يبقى هنفذ اللي هو عايزه ووقف قدام ماكينة الطباعة.

كريم: حضرتك وقفت ليه؟

الأستاذ فتوح أشار للماكينة: علشان حضرتك، دي الماكينة…

كريم نظر لها باستغراب.

الأستاذ فتوح بتوتر: دي… دي…

كريم: دي إيه؟ مالك؟ في إيه؟

الاستاذ فتوح : لا ،ما فيش يا فندم. 

كريم : طيب … (ونظر للمكنه) مالها المكنه دي (والتفت له)

الأستاذ فتوح بقلق: دي………

تكملة البارت التاسع 

مروان : مش هيفيدك العياط، حتى لو قعدتي تعيطي طول عمرك برده مش هيفيدك علشان اللي بيروح عمره ما بيرجع.

انهرت نجمة من العياط : بس هي وحشتني أوي.

مروان بحزن قرب منها ومد إيده ومسكها التفت له نجمة وهي منهارة من العياط.

مروان : أنا عارف إن الفراق صعب، وخصوصًا لما يكون اللي بيروح أغلى ناس في حياتنا، وانا عارف قد إيه الوجع اللي حاسه بيه ده صعب علشان انا مرت بيه لما والدي اتوفى.

مروان : حاسيت ان انا مت معاه، وكنت ساعتها مش عارف أعيش، بس اتذكرت كلامه لي، الكلام ده هو اللي رجعني تاني للدنيا وأعرف أعيش من أول وجديد علشان هو معايا دايمًا ومسبتنيش.

نجمة بتبكي : معاك؟

مروان : أيوه معايا، هما صحيح بيبقوا في حتة تانية، بس هما أكيد حاسسين بينا وشايفنا، وانا حاسس إن بابا معايا في كل لحظة بعيشها.

نجمة بتبكي : بس أنا نفسي أشوف ماما تاني وأحضنها.

مروان بحزن : عاوزة تشوفيها؟ وبيمسح لها الدموع من على وشها.

نجمة بتبكي : أيوه، نفسي أحضنها أوي.

مروان حط إيده على وش نجمة وبيمسح لها دموع : طيب، أنا هخليكي تشوفيها.

نجمة بفرحة : بجد؟

مروان : أيوه، بس بشرط.

نجمة :  هو إيه؟ أنا مستعدة أعمل أي حاجة علشان أشوف ماما تاني.

مروان وحط إيده على وشها بحزن.

نجمة : إيه هو الشرط ده؟

مروان بحزن : إنك تبطلي عياط علشان لما تشوفك والدتك تبقى فرحانة.

نجمة : طيب ماشي خلاص مش هعيط. وشالت إيدها من إيده.

مروان شال إيده من على وشها بحزن.

نجمة حطت إيديها على وشها ومسحت دموعها : يلا بقى خليني أشوف.

مروان : طيب، غمضي عينيك.

نجمة باستغراب : إيه؟ أغمض عيني؟

مروان : أيوه، غمضي عينيك.

نجمة : بس أنا عايزة أشوف ماما.

مروان : طيب، بس غمضي عينيك.

نجمة : بس..

مروان : ما بسش. وحط إيده على عينيها.

نجمة : طيب وغمضت عينيها اديني غمضت.

مروان : طيب وشال إيده من على عينيها.

نجمة وهي مغمضة عينيها : هعمل إيه دلوقتي؟ أنت خليتني أغمض عيني ليه؟ أنا عايزة أشوف ماما.

مروان مسك إيدها : هسس، ما تتكلميش خالص واهدي.

نجمة وهي مغمضة عينيها باستغراب : ليه طيب ما أتكلمش؟

مروان : كده، اسمعي الكلام وخلاص، وحاولي تهدي.

نجمة وهي مغمضة عينيها : طيب. وأخذت نفس وهدت.

مروان : فكري بقى في والدتك وبس، وما تفكريش في أي حاجة تانية خالص، وإنتِ هتشوفيها، ماشي؟

نجمة وهي مغمضة عينيها تذكرت والدتها، ونزلت الدموع من عينيهامروان بحزن، ومسك إيدها جامد من غير ما يحس.

أمام شركة الشناوي:

وصل شرف على شركة الشناوي ووقف العربية، و لنفسه : هي دي الشركة، بس يا ترى مروان الشناوي جوه ولا لا؟ تلاقيه جوه، هو يروح فين يعني؟ أكيد جوه بيشوف شغله، أما استناه لما يطلع ونظر من شباك العربية.

في عربية مروان:

مروان مسك إيد نجمة جامد وهي مغمضة عينيها بحزن : ها، شفتيها؟

نجمة فتحت عينيها وهي الدموع نازلة منها، ونظرت له بحزن : آه.. وبتبكي.

مروان: وبتبكي ليه دلوقتي؟ وحط إيده على وشها ومسح دموعها انتي مش شوفتها، لازمته إيه الدموع دي بقى؟ وشال إيده من على وشها.

نجمه: وبتبكي تعرف، أنا بقالي كتير ما شوفتهاش وأنا نايمة، لدرجة إني فكرت إنها زعلانة مني، علشان كده مش بحلم بيها.

مروان باستغراب وهو ماسك إيدها : وهي تزعل منك ليه؟ هو انتي عملت حاجة ممكن تزعلها؟

نجمه: وبتبكي لا، بس أنا افتكرت كده علشان ما بشوفهاش، قلت يمكن تكون زعلانة.

مروان: بحزن لا مش زعلانة منك، وبعدين مافيش أم بتزعل من ولادها مهما عملوا، ما تفكريش كده تاني.

نجمه: شكرًا.

مروان: على إيه؟

نجمه: علشان خلتني أشوف ماما.

مروان: مافيش داعي تشكريني، أنا عملت كده علشان مريت باللي انتي فيه وعارف قد إيه صعب نفتكر حد ونلاقيه مش موجود معانا، وبعدين بطلي عياط وحط إيده على وشها ويمسح دموعها كل دي دموع؟ إيدي بقت ميه منك!

ضحكت نجمه.

مروان بابتسامة : انتي بتضحكي؟

نجمه: أمال عايزني أعمل إيه؟ وبطلت ضحك حد قالك تحط إيدك على وشي؟

مروان: يعني أنا اللي غلطان، مش كده؟

نجمه: آه، انت اللي غلطان، ويلا بقى اتحرك، بابا زمانه جاي وهيقلق عليّ.

مروان باستغراب : جاي منين؟ هو مش في البيت؟

نجمه: لا، في المدرسة، ولو جيه وما لقانيش في البيت هيقلق عليّ.

مروان: في المدرسة؟

نجمه: أيوه.

مروان: في المدرسة إزاي يعني؟

نجمه: زي الناس، ما هو بابا مدرس.

مروان: آه.

نجمه: يلا بقى اتحرك.

مروان: طيب، هتحرك، بس ما تؤمرنيش.

نجمه: أعملك إيه، ما انت مش عايز تتحرك؟

مروان: مش هتحرك ليه يعني؟ هنبات هنا مثلًا؟ أنا كمان مش فاضي على فكرة.

نجمه: طيب، بما إنك مش فاضي، اتحرك.

مروان: بردو بتأمريني! قلت لك ما تؤمرنيش.

نجمه: فين اللي بأمرك ده؟ أنا بقولك اتحرك.

مروان: ما هو ده أمر، وأنا ما بحبش حد يأمرني.

نجمه: أما انت ما بتحبش حد يأمرك، لسه واقف ليه؟ قلت لك اتحرك.

مروان: تاني بردك! مش هتحرك، ايه رايك بقى، غير لما تقعدي ساكتة.

نجمه: وهقعد ساكتة ليه إن شاء الله؟ انت هتعاقبني علشان بتوصلني؟

مروان: آه هعاقبك واسكتي بقى.

نجمه: مش ساكتة، إيه رأيك؟ وبعدين ما تتحركش، أنا هنزل أشوف تاكسي وبتتلفت ناحية باب العربية لقيت مروان ماسك إيدها 

نجمة: شيل إيدك.

مروان باستغراب : إيدي؟ هو أنا جيت جنبك علشان تقولي لي شيل إيدك؟

نجمه: لا والله، أمال دي إيه؟

ونظر مروان لإيده لقاها في إيد نجمه،نظر لها وشال إيده بسرعة و بارتباك : آسف، ما خدتش بالي.

نجمه: ابقى خد بالك بعد كده.

مروان ظهر على وجهه علامات الضيق.

هتفتح نجمه باب العربية.

مروان باستغراب : انتي بتعملي إيه؟

نجمه: انت شايف ايه؟ بفتح باب العربيه.

مروان بضيق: ليه بقى إن شاء الله بتفتحي الباب؟

نجمه: هيكون ليه يعني! علشان أنزل.

مروان: لا ما فيش نزول.

نجمه: وانت مين علشان تقرر عندي؟ بقى، ان شاء الله.

مروان: انا مين ،ولا مش مين؟ قلت: ما فيش نزول وشغل العربية.

نجمه: والله؟ أنا اللي هقرر، مش انت! وبتفتح باب العربية

مسك مروان إيدها بضيق: قلت ما فيش نزول يبقى ما فيش نزول، فاهمة؟

نجمه: لا مش فاهمة، وبعدين ما تقررش عني، سامع؟ سيب إيدي بقى!

مروان: مش سايبها، واقعدي بقى ما تتحركيش، فاهمة؟

نجمه: لا مش فاهمة، وهتحرك.

مروان: طيب. وقرب منها ومسك إيدها

نجمه بابتعاد: انت بتعمل ايه؟ ابعد عني!

مروان: هو انتي ليه متصورة إني عايز أقرب منك؟ أنا مش فاهم! انا قلت لك قبل كده، انك آخر واحدة في الدنيا، مش هقرب منك.

نجمه: أمال إيه اللي بتعمله ده؟ ولا انت بتقول كلام وتعكسه؟

مروان: ما بقولش كلام وأعكسه، وهتعرفي دلوقتي أنا بعمل إيه. ممكن تسكتي بقى؟

نجمه: مش ساكتة، وابعد عني!

قرب مروان بغضب منها، مسك إيدها وحط إيده على حزام الأمان وشده عليها، وبعد عنها.

مروان ثبت الحزام في الكرسي: وريني بقى هتتحركي إزاي.

نجمه بعصبية: طيب وبتحاول تفك حزام الأمان.

مروان شافها بتفكه، فالتفت قدامه وتحرك بالعربية.

نجمه: وقف العربية، أنا عاوزة أنزل!

مروان : مش موقفها. 

نجمه بعصبية: قلت لك وقف العربية!

مروان: قلت لك مش موقفها، واقعدي ساكتة بقى. 

نجمه: مش ساكتة! عايزة أنزل، وقف أحسن لك!

مروان : مش موقفه ،وريني بقى هتعملي ايه .

نجمه بنرفزه : قلت لك وقف، بدل ما اصوت والم عليك الناس، واقول انك خاطفني.

مروان بابتسامة ماكرة: صوتي، محدش هيصدقك، ما حدش بيقف للمجانين.

نجمه: أنا مجنونة؟!

مروان : آه، مجنونة، اسكتي بقى.

نجمه: والله انت اللي مجنون، وأنا اللي غلطانة إني ركبت معاك من الاول ! وقف العربية بقى!

مروان : شوفي، أنا زهقت من الكلام معاكي، علشان كده مش هرد عليك تاني، اتكلمي بقى براحتك والتفت للطريق.

نجمه: على أساس ايه يعني إن انا حابة قوي أتكلم معاك  ! 

ده أنا مش طايقاك، وإياك تكلمني تاني! علشان لو كلمتني تاني مش هرد عليك، فاهم؟ ونظرت من شباك العربية مروان نظر لها بغضب، ثم التفت للطريق.

أمام المطبعة:

وصل كريم عند المطبعة، وقف العربية، ونظر لنفسه: اديني وصلت، أشوف مروان عايزني اجي هنا ليه.

نزل من العربية، ودخل المطبعة، شاف الناس بتشتغل ولقى الأستاذ فتوح واقف مع العمال.

الأستاذ فتوح لاحظ كريم، راح له بابتسامة ومد إيده: أهلاً يا كريم بيه.

كريم ابتسم، سلم عليه: أهلاً بيك، معلش، حضرتك مين؟

الأستاذ فتوح: اه ،أنا اسف، ما عرفتش حضرتك بيه، انا الأستاذ فتوح، المسؤول هنا عن المطبعة.

كريم: أهلاً وسهلاً.

الأستاذ فتوح: اهلا بيك، نورت المطبعة!

كريم: شكراً.

الأستاذ فتوح:  انا كنت منتظر حضرتك، مروان اتصل وسأل علي حضرتك، قلت له ان حضرتك لسه ما وصلتش.

كريم باستغراب: منتظرني أنا؟

الأستاذ فتوح: أيوه يا فندم، اتفضل معايا كريم

كريم : طيب ،مشي .

ومشى الأستاذ فتوح معاه و لنفسه بقلق: أنا مش عارف أعمل كده إزاي! ده ابن صاحب الشركة! هتصرف معاك إزاي بس؟ بس بدل مروان بيه عايز كده، يبقى هنفذ اللي هو عايزه ووقف قدام ماكينة الطباعة.

كريم: حضرتك وقفت ليه؟

الأستاذ فتوح أشار للماكينة: علشان حضرتك، دي الماكينة…

كريم نظر لها باستغراب.

الأستاذ فتوح بتوتر: دي… دي…

كريم: دي إيه؟ مالك؟ في إيه؟

الاستاذ فتوح : لا ،ما فيش يا فندم. 

كريم : طيب … (ونظر للمكنه) مالها المكنه دي (والتفت له)

الأستاذ فتوح بقلق: دي………

يتبع

بقلم : Asmaa Salah

• تابع الفصل التالى ” رواية عرض جواز  ” اضغط على اسم الرواية 

أضف تعليق