رواية ملاذ العاشق – الفصل التاسع عشر
البارت التاسع عشر
البارت التاسع عشر
في اللحظة دي، الصمت خيّم على المكان كله… لا صوت، ولا نفس
سيدرا كانت قاعده مكانها وكأن روحها فارقتها، عينيها دمعت، وإيدها بردت، بس حمزه مدّ إيده ومسَكها بحنان، كأنه بيطمنها من غير كلام.
كريم كان هيتكلم، لكن أبو حمزه رفع إيده بخفة، وقال بهدوء ووقار خلى الكل يسمع:
– والله يا ست الكل، أنا ابني قعد معايا أنا ووالدته، وحكالنا كل حاجة عن ظروف سيدرا. قالنا إنه بيحبها ومتعلق بيها، وإنه عارف كل تفصيلة في حياتها.
واحنا مش بالجهل اللي حضرتك مفكرانا بيه. أنا جيت وشوفت سيدرا، وشوفت فيها الأدب والجمال والاحترام والأخلاق.
إيه اللي يخليني أرفضها لسبب ما كانش بإيدها؟!
دي بنت اتظلمت، واتأذت، واتعالجت سنين عشان تقوم على رجليها تاني، وده لوحده كفاية يخليني أشوفها أقوى من ألف بنت.
– أنا فكّرت بعقلي وبقلبي، لقيت إن سيدرا مش بس بنت، دي ست البنات كلهم.
ولها حق إنها تعيش، وتتحب وتحب، وتتجوز، ويتجاب ليها أحسن وأغلى حاجة، وتتعامل زي أي بنت.
وكريم ده زي حمزه ابني بالظبط، راجل محترم وأخلاقه عالية، يبقى إيه اللي يمنع؟
ولف ناحيتها وقال:
– ولما حمزه كلّمني، قالي: “أنا هعرّف حضرتكو قبل أي حد، علشان لو عرفتوا من بعيد متزعلوش أو سيدرا تتأذي.”
والله يا ست الكل، أنا احترمت ابني جدًا وكبر في نظري.
رجع بص لأم كريم وقال بهدوء فيه نار مكبوتة:
– أما انتي بقى، أنا مش عارف إزاي أم تأذي بنتها بالشكل دا!
بس أحب أقولك، إحنا ما أخدناش بنت… إحنا أخدنا ست البنات كلهم.
، الكل بصله بإعجاب واحترام، وكريم لأول مرة من سنين حَس براحة حقيقية، ودموعه لمعت وهو بيحمد ربنا في سره إن أخته رزقها ربنا بإنسان نضيف زي حمزه وأهله.
سيدرا ما قدرتش تمسك نفسها، دموعها نزلت وهي بتتكلم بصوت بيتهز:
– مش عارفة أشكر حضرتك إزاي يا عمو… وشكرًا على ثقتك دي، وإن شاء الله أكون قدها.
حمزه شد إيدها بحنان، ضغط عليها بخفة كأنه بيقولها “أنا معاكي”.
أخته منار ودينا كانوا قاعدين جنبها بيهدوها، وعنيهم هما كمان دمعت من الموقف.
كريم أخد نفس عميق، وقال وهو بيبص لأبو حمزه:
– والله يا عمي، مش عارف أشكرك إزاي. أنا سعيد جدًا إن أختي ربنا عوضها خير بيكم
وبص لأمه بنظرة كلها تحذير وغضب في نفس الوقت، نظرة هي فهمتها كويس، ووشها اتغير، قامت من مكانها وهي مرعوبة، وانسحبت بخوف من القعدة.
كملوا القعدة على خير، وقِروا الفاتحة، واتفقوا هينزلوا يجيبوا الشبكة امتى، ومشوا.
وبعدها استأذن سفيان وملاذ وروّحوا.
كريم بعدها على طول طلع بسرعة على أوضة أمه، ونهى وسيدرا لحقوه بسرعة.
دخل من غير ما يخبط، وأمه وقفت بزعر، وهو زعق وقالها بصوت مليان غضب مكبوت سنين:
– أنا عاوز أعرف انتي عاوزة إيه! عاوزة توصلي لإييييه باللي بتعمليه ده؟ انتي إيه يا شيخة؟!
إيه الجحود والقسوة والسواد اللي جواكي ده؟!
أنا كنت بكرهك وأنا صغير، ودلوقتي بقيت بكرهك أكتر وأكتر!
انتي مستحيل تكوني أم…
أم إيه دي اللي بتفرح وهي بتكسر بنتها؟!
انتي تاخدي حاجتك من هنا وتطلعي بره بيتي،
السواق هيوصلك لشقة تانية تقعدي فيها،
وهبعتلك مصاريفك اللي تكفيكي وزيادة.
بس من النهارده ورايح، مفيش حاجة اسمها “تتدخلي” في حياتي ولا حياة أختي.
وفرح بنتك دي… إياكي أشوفك فيه.
علشان اللي زيك ميستاهلش يكون أم،
ولا حتى يكون حوالينا!
سلام يا دولت هانم.
ولو لاقيتك الصبح لسه هنا، هتخرجي برضو…
بس والله لا هتلاقي لا شقة ولا مصاريف!
وسابها ومشي وهو بيترعش من الغضب.
نهى راحت وراه تحاول تهديه، وسيدرا واقفة مكانها،
بصلها بنظرة كلها كره ووجع سنين،
نظرة وجعت دولت أكتر من ألف كلمة.
دولت حاولت تقرب منها وهي بتقولها بصوت مكسور:
– يا بنتي…
لكن سيدرا بعدت عنها بخطوة مليانة وجع وقالت بسخرية مرة:
– بنتك؟ تصدقي ضحكتيني!
كان فين بنتك دي وأنا ماشية وأنا صغيرة وراكي أنادي عليكي وانتي مش فاضية؟
لا لشعرك، لا لجسمك، لا لستايلك، لا لأصحابك!
وإحنا؟ إحنا فين؟
رمينا للبيبي سيتر اللي حضرتك جيباها، ولا للدادا!
أنا كنت ممكن أقعد بالأسبوع مشوفكيش!
مفتكرش كده مرة جيتي حضنتيني وأنا صغيرة،
ولا مرة قولتيلي “بحبك” من قلبك،
ولا مرة حسّيت إن ليّ أم!
وكل اللي حصلي بسببك،
بسبب إنك سيبتينا، وبعتينا
و وحدة لا ليها أصل ولا فصل…
اللي لافت على أبونا واتجوزته، وابنها وحكاياته الزبالة معايا لحد اللي عمله فيا!
هو انتي فاكرة تعبي النفسي ده من اللي حصلي؟
لأ… ده تراكمات!
تراكمات سنين من وجع، من إهمال، من قسوة،
بسببك… وبسبب أبويا… وبسبب كل اللي حصلي!
أنا بكرهك…
عارفة يعني إيه بكرهك؟
بكرهك لدرجة نفسي أنساكي، نفسي أمحيك من حياتي كلها!
ولا ومكفكيش كده، عاوزة كمان تطفشي البني آدم الوحيد اللي حبني بجد؟!
الوحيد اللي حسّ بيا وأنا مكنتش قادرة أحس بنفسي!
انتي أنانية…
أنانية لدرجة إنك حتى متقدريش تفرحيلي!
أنا بتمنى من كل قلبي تمشي…
تمشي ومشوفكيش تاني…
ولا حتى أسمع اسمك في البيت ده!
وبتمشي سيدرا بخطوات سريعة،
دموعها نازلة بس مش ضعف… وجع وراحة في نفس الوقت.
ودولت قاعدة مكانها، عنيها متعلقة ببنتها اللي مشيت،
وصوت الباب وهو بيتقفل خلاها تحس لأول مرة إنها فعلاً خسرتهم كلهم…
للأبد.
سفيان وملاذ في العربية،
الدنيا كانت هادية، بس ملاذ عينيها مليانة تساؤل وهي بتبصله باستغراب وبتقول:
– سفيان… دا مش طريق البيت؟
مسك سفيان إيدها بهدوء، وصوته ناعم وهو بيطمنها:
– م أنا عارف يا حبيبة قلبي
ابتسمت بخفه وقالت وهي متلخبطة:
– أومال رايحين فين؟
غمزلها سفيان وقالها بنبرة فيها دفء وغموض:
– مفاجأة…
وسكت شوية وهو ماسك إيدها بإيده التانية،
وبعد لحظات رجع قالها وهو بيبصلها بنظرة كلها حب:
– أهه، جدتي جاية بكرة… لما عرفت إنك حامل صممت تيجي تشوفك،
وعايزك تحاولي معاها تيجي تعيش معانا في الفيلا
ضحكت ملاذ وقالت بحنية وهي بتبصله بعشق:
– تيجي وتنور يا حبيبي، وحاضر هحاول معاها والله.
وبعد شوية وصلت العربية قدام يخت ضخم مضاء كله نور أبيض ودهبي،
وقف سفيان وهو بيقولها بابتسامة واثقة:
– يلا يا حبيبتي، انزلي.
نزلت ملاذ وهي مش فاهمة، بتبص حواليها بانبهار،
ولما جه سفيان ووقف جنبها قالها وهو بيقرب منها:
– تعالي يا حبيبتي
مشت معاه بخطوات مترددة شوية،
ولما وقفوا قدام اليخت، سألها بابتسامة كلها فخر:
– إيه رأيك يا ملاذي؟
اتسعت عنيها وانبهرت وهي بتقول:
– تحفففففففففة أوي يا سفيان، بجد تحفة مووووت!
ضحك وهو بيشاورلها على جنب اليخت:
– طب اقرأي كده هنا.
بصت في الاتجاه اللي أشار عليه،
ولما قرت الكلمة اللي مكتوبة بخط أنيق كبير (ملاذ العاشق)،
شهقت ملاذ وهي بتحط إيدها على بوقها، والدموع نزلت غصب عنها.
بصتله بصوت مبحوح:
– دا… دا بتاعك؟
قرب منها سفيان وهو بيبصلها بنظرة كلها حب وحنان وقال بابتسامة دافية:
– لأ يا حبيبتي… دا بتاعك إنتي.
أنا كتبت اسمه باسمك… ملاذ العاشق.
علشان انتي فعلاً ملاذي… وملاذ قلبي كمان
اتسعت عنيها من التأثر، واترمت في حضنه بقوة وهي بتقول ودموعها بتغرق خدودها:
– بجد يا سفيان؟ بس دا كتير عليا أوي يا حبيبي…
لف دراعاته حواليها، صوته بقى واطي بس كله حب:
– بس يا هبلة، الدنيا كلها مش كتير عليكي.
إنتي تستاهلي كل حاجة جميلة ذيك في الدنيا دي، إنتي نِعمتي اللي ربنا رزقني بيها
ابتسمت وهي بترد بنبرة كلها عشق وامتنان:
– ربنا يخليك ليا يا حبيب قلبي، وما يحرمنيش منك أبداً.
مسك إيدها بلُطف وقال:
– تعالي نطلع فوق.
طلعوا سوا على اليخت،
ولما دخلت ملاذ، وقفت مبهورة…
الجو كله رومانسي،
ورود حمرا متناثرة، شُموع منورة المكان، والموسيقى ناعمة بتعزف بلحن هادي.
بصت له بعينيها اللامعتين وابتسمت بخجل،
وسفيان
قرب منها وقالها بهمس:
– جميلة… وجمالك اللي منور الدنيا دي كلها
قعدوا سوا، واتعشوا وسط ضحكها وخجَلها وهو بيغازلها بكلامه وحركاته.
ولما خلصوا العشاء، قام سفيان،
مد إيده ليها وقال:
– تسمحيلي برقصة؟
ضحكت ملاذ بخجل وقالت:
– انت لسه هتسأل؟
مسكها من خصرها، وشغل أغنية هادية رومانسية،
وبدأ يرقص معاها، وهو بيدندن مع الاغنيه بصوت ناعم مليان عشق،.
ابتسمت ملاذ وهي بتحمد ربها في سرها عليه
كانت حاسة بالأمان، بالحب، بالحياة.
سفيان رفعها بخفة، لف بيها
وهي كانت حاضناه بكل قوتها،
نزلها على الأرض بلُطف،
وبص في عينيها وقالها بصوت كله حب صادق:
– بحبك أوي يا ملاذ العاشق.
بصتله ملاذ بنظرة كلها شوق وطمأنينة، وقالت له بصوتها المليان حنية:
– وأنا أكتر يا قلب ملاذ
قرب سفيان شفايفه من شفايفها،
باسها بشغف وحب عميق، كأنه بيحلفها إن عمره ما هيبعد عنها،
وشالها على إيديه وهو بيضحك بخفة،
ودخل بيها أوضة اليخت،
وهي حضناه كأنها خايفه يضيع منها…
كأن اللحظة دي كانت بداية عمر جديد ليهم هما الاتنين
عند توفيق وأدهم
توفيق كان بيحاول يقنع أدهم، وقاله بنبرة جادة:
– يا أدهم اسمع مني بس، انت عارف يعني إيه “المقنّص” طلب يقابلنا إحنا واللي معانا؟ دا أول مرة ف حياته يعمل كده، محدش أصلاً يعرف هو مين ولا شكله عامل إزاي! طلب يقابلنا يعني اللعب هيبقى كبير، والفلوس هتبقى أضعاف اللي قبل كده.
يعني شغلنا عجبُه! فاهم يعني إيه؟ يعني إحنا قدامه داخلين على نقلة تانية خالص، صفقتين بس وتتحقق كل أحلامك… نخلص من سفيان، وتاخد حبيبة قلبك وتسافر بعيد، تنسى أدهم القديم وتبدأ صفحة جديدة.
أدهم سكت لحظات، فكر بعقلية فيها تردد، وقال:
– ولو إني مقلق شوية، بس تمام… معاك.
توفيق ابتسم وقال:
– بُكره بالليل، امشي ورايا ومتقلقش… مش هتندم.
توفيق خرج، وساب أدهم قاعد لوحده.
أدهم مسك الموبايل ورن على حد، ولما اترد عليه قال:
– أيوه يا ابني، خلي البت اللي تبعك اللي شغالة عند سفيان، تحط الورق اللي قلتلك عليه خلال يومين، عايز أما أبلّغ عنه يكون الورق دا في مكان يبان إنه سري، كأنه مخبّيه بنفسه… فاهمني؟
خلي بالك، لما يحصل كده كلّمني، وليك الحلاوة اللي اتفقنا عليها.
قفل الموبايل، وابتسم ابتسامة كلها خبث وهو بيقول:
– يتمسك ويتلهي، وفي الوقت دا أكون خلصت الصفقتين وطلعت بكمية فلوس محترمة… وأخد ملاذ ونعملها باسبور ونمشي من البلد دي سوا.
—
عند خالد وسلمى
خالد ماسك ورق في إيده، ويده لسلوى بعنف وهو بيقولها:
– تسمعي الكلام اللي قولتهولِك وتنفذيه بالحرف… أحسنلك.
سلوى كانت مرعوبة، صوتها بيرتعش وهي بتقول:
– أنا خايفة يا خالد، بلاش الموضوع دا.
مسكها خالد من دراعها بعنف وهو بيصرخ فيها:
– نعم يا روح أمك خاااايفة؟ لا يا قلبي، مفيش خوف عندي! اللي قولت عليه يتنفذ، يا إما… وقسمًا بالله أقتلك!
قامت سلوى بخوف وهي بتقول بسرعة:
– حاضر حاضر والله يا خالد هعمل اللي قلت عليه.
—
عند ملاذ وسفيان
ملاذ صحيت الصبح على إيد سفيان وهي بتلعب في شعرها.
فتحت عينيها بابتسامة كلها حب وقالتله بصوت ناعم:
– صباح الخير يا حبيبي.
قرب منها سفيان، وباس خدها بحنان وقال:
– صباح النور يا حبيبة قلبي ونور عيوني.
ضحكت ملاذ بخجل وقالتله:
– ربنا يخليك ليا يا سفيان، وميحرمنيش منك أبداً.
مسك إيدها وباسها وقالها:
– يلا يا حبيبة قلبي، البسي علشان عندي شغل مهم أوي في الشركة، وبعدها هعدي على القسم، عندي قضية كبيرة، وإن شاء الله قريب هاخد حق أهلي وحق الناس اللي راحت ظلم.
ملاذ قلبها اتقبض، كانت خايفة عليه، بس مبينتش، اكتفت بابتسامة خفيفة وقالتله:
– ربنا معاك يا حبيب قلبي.
ضحك وقال:
– يا رب، قومي بقى علشان نروح عند الدكتورة، وبعدها أرجع أوصلك البيت وأروح شغلي.
—
عند سيدرا
رن موبايلها، بصت فيه وهي لسه نص نايمة… شافت الاسم “حبيبي”.
ردت بصوت نعسان:
– ألو…
ضحك حمزة وقال:
– أحلى “ألو” دي ولا إيه؟ صباح النور على عيونك الحلوين يا أجمل وأغلى سيدرا في الدنيا.
ابتسمت بخجل وردت:
– صباح النور يا حمزة.
قالتها بنبرة كلها دلع:
– يلا يا حبيبة قلبي قومي كده وفوقي، وروحي هاتي فستان يليق بست البنات، علشان نروح نجيب أحلى شبكة .
ردت وهي بتضحك:
– حاضر.
قفل معاها، وسيدرا حطت الموبايل على صدرها وابتسمت بحب، قامت فتحت الستارة، وشافت الست اللي اسمها أمها واخدة حاجتها وماشية… ابتسمت بسخرية، تجاهلت الموقف وخرجت من أوضتها.
خبطت على أوضة نهى، ولما فتحت شافتها بتعيط، اتخضت سيدرا وقالت:
– مالك يا نهى؟
نهى كانت ماسكة اختبار حمل، بتعيط وبتضحك في نفس الوقت، وقالت بصوت متقطع:
– أنا… أنا حامل يا سيدرا!
صرخت سيدرا بفرحة وهي بتحضنها:
– ياااه بجد! ألف مبروك يا حبيبة قلبي! مش مصدقة إني هبقى عمتو!
ضحكت نهى وقالت وهي لسه مش مصدقة:
– مش هقول لكريم غير لما أعمل تحليل دم وأتأكد.
سيدرا هزت راسها وقالت بحماس:
– صح كده، بس قومي بسرعة علشان ننزل نجيب فستان الشبكة، وإنتِي تجيبي طقم حلو كده، وأنا هكلم كيمو أبلغه إنك جاية معايا، وبالمرة نعمل التحليل.
قامت نهى تجهز نفسها، وسيدرا خرجت تكلم كريم.
—
عند ملاذ وسفيان – في المستشفى
ملاذ نايمة على السرير وسفيان جنبها، والدكتورة بتمرر السونار على بطنها.
قالت وهي بتبتسم:
– ما شاء الله، الحالة كويسة جدًا… وكمان ألف مبروك يا مدام ملاذ، حضرتك حامل في توأم!
اتصدمت ملاذ وبصّت لسفيان بفرحة مش مصدقة:
– بجد يا دكتورة؟
ابتسمت وقالت:
– أيوه والله، توأم يا حبيبتي.
سفيان رفع إيده للسماء وهو بيشكر ربنا، وابتسامته مليانة سعادة.
ملاذ قالت بسرعة:
– طب نوعهم إيه يا دكتورة؟
ضحكت وقالت:
– لسه بدري شوية يا قلبي، بس هكتبلك على الفيتامينات دي، تاخديها بانتظام، وإن شاء الله الحمل هيكمل على خير.
خرجوا من العيادة وهما في قمة سعادتهم، وعيونهم كلها حب لبعض.
نهى خرجت من المعمل وهي ماسكه النتيجه بإيدها بتترعش، قلبها بيخبط من الفرحه والخوف ف نفس الوقت، دموعها نازله بس المره دي دموع فرحه، بصت لـ سيدرا وقالت وهي بتضحك وبعيط ف نفس الوقت:
– “طلع صح يا سيدرا… أنا حامل بجد!”
سيدرا وهي بتحضنها بحب:
– ألف مبروك يا حبيبتي، والله فرحانه ليكي من قلبي!”
ضحكوا الاتنين زي الأطفال، ونهى قالت وهي بتحط إيدها على بطنها بخفه:
– “هخلي كريم يطير من الفرحة بس عاوزه أفاجئه بطريقتي أنا.”
راحت على محل بيبيهات، عينيها لفت بين الرفوف لحد ما شافت شوز صغير أبيض وسلوبته فيها دباديب، لمستهم بإيدها بحنان وهي بتهمس لنفسها:
– “دا أول حاجه هجبها لابني.”
خدتهم، واشترت بوكس هدايا صغير لونه سماوي، وحطت جواه اختبار الحمل وصورتهم سوا، وكتبت ورقه صغيره فيها: “بابا كريم استناني
بعدها مشيوا هي وسيدرا يكملوا اليوم، سيدرا كانت فرحانه ، دخلوا محل فساتين، وكل واحده بتقلب ف الموديلات وهي بتفرج التانيه.
لحد ما عين سيدرا وقعت على فستان بسيط بس في قمه الجمال، لونه أوف وايت ناعم كده وكأنه معمول مخصوص ليها.
قالت لـ نهى بحماس:
– “هو دااااااا! دا شكله معمول عشاني والله.”
ضحكت نهى وقالت:
– “يلا ادخلي جربيه يا ست البنات.”
دخلت سيدرا البروفا، وقفت قدام المرايه تبص لنفسها، الفستان كان طالع عليها تحفه، عينيها دمعت وهي بتهمس:
– “يا رب اليوم دا يفضل كده كله فرحه.”
بس في لحظه، الباب اتفتح فجأه، وإيد خشنه زقت جسمها لجوه بقوه، وكتمت بقها.
حاولت تتكلم، تتنفس، تصرخ… بس الصوت اتخنق جواها.
صوته قرب من ودنها وقال بنبره غريبه بين الغضب والوجع:
– “وحشتيني يا سيدرا…”
اتجمدت مكانها، عينيها وسعت وهي بتحاول تفهم اللي بيحصل، وشويّه شويّه رفع إيده من على بقها…
اتلفتت تشوف وشه،
وبمجرد ما شافته…
كلمتها خرجت مكسوره، ضعيفه، كلها صدمه:
– “خااالد؟!”
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية ملاذ العاشق) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.