رواية ملاذ العاشق الفصل الحادي عشر 11 – بقلم اسراء معاطي

رواية ملاذ العاشق – الفصل الحادي عشر

البارت الحادي عشر

البارت الحادي عشر

عند ملاذ وسفيان

وصلوا القصر عند منتصف الليل. نزل سفيان من العربيه وهو شايل ملاذ بين ذراعيه، فتح الباب بهدوء، متجاهل الألم اللي بيسري في دراعه من الضربة اللي كان واخدها. كانت متشبثة بيه بقوة، زي طفله صغيره متعلقه ف حضن أبوها وحنانو ، غارقة في صدره كأنها بتستمد منه الطمأنينة كلها.

صعد بيها جناحهما الخاص، دخل ووضعها برفق على السرير، فك الطرحة من على رأسها، وعدّل خصلات شعرها بيده العريضة بحنان غريب عنه. رفع وجهها لوشه وقال بصوت دافئ:

“حقك عليّ يا ملاذي… اني اتأخرت عليكِ. وصوتو اتغير ب غضب بيحاول يتحكم فيه وهو بيقولها مش عارف لو كنت اتأخرت كان الكلب دا عمل فيكي ايه. إ”

وباس كفها بحب، يده محيطة بإيدها الصغيرة اللي ابتلعت داخل كفه الكبير.

ابتسمت ملاذ بخجل، همست:

“هو إنت إزاي حنين كده؟”

ابتسم هو ابتسامة حزينة وقال:

“أنا عمري ما كنت حنين مع حد… لكن معاكي بحس إني بني آدم يا ملاذ. وصدقيني… أنا مش بالوحش اللي انتي شايفاه. هييجي وقت وأحكيلك كل حاجة.”

سكت لحظة ثم قال بنبرة عملية:

“المهم، قومي خدي دش وأنا هنزل أخلص شوية حاجات وأجيلك.”

ولما همّ بالخروج، وقف وقال بجدية:

“ممكن أعرف إنتي تعرفي اللي خطفك ده منين؟”

اتوترت ملامحها وردت مرتبكة:

“ده دكتور… اسمه أدهم. كان مشرف عليا في المستشفى اللي كنت بشتغل فيها. حاول يقرب مني كذا مرة، بس والله العظيم كنت بصدّه… اتفاجئت إنه هو اللي خطفني وقعد يقولي بحبك وكده بس والله صديتو وصوتها اتحول ل ضعف وهي بتقولو لغايه اما اتهجم عليه لولا انت جت مش عارفه كان هيجرالي ايه.”

هز سفيان رأسه بتماسك، نزل عشان يواجه الحقيقة بنفسه ويعرف ايه علاقتو ب توفيق.

عند كريم ونهى

رجع كريم البيت، دخل من غير ما يخبط، متأكد إن نهى نايمة. حب يسيبها ترتاح. دخل الحمام، أخد دش، لبس تيشرت وبنطلون قطني خفيف، ورجله خدته لجناحها.

فتح باب أوضتها بهدوء، لكن اتصدم من المنظر.

لأول مرة يشوف نهي من غير طرحة، شعرها منسدل على كتفها، وقميصها القطني الخفيف مرسوم على تفاصيلها جسمها الناعمة. وقف يتأملها، عيناه متعلقة بجمالها.

قرب منها ببطء، مد إيده على شعرها يلمس خصلة، يقربها منه ويشمها كالمسحور.

تمدّد جنبها، حاوط خصرها بذراعه، وصدمته أكبر لما هي غريزيًا لفت ذراعها حوالين وسطه ودفنت وشها في رقبته.

ابتسم كريم، وضمها ليه أكتر… ونام وهو محتويها.

عند سفيان وأدهم

فتح سفيان باب المخزن وهو داخل ومعاه رجاله، لقوا أدهم مرمي على الأرض من الضرب اللي خدو. جلس سفيان على كرسي، رجل فوق رجل، وأمرهم يصحوه.

رمو عليه جردل ميه، فاق وهو بيشوف سفيان قدامه. عينيه مليانة كره.

قال أدهم بتحدي:

“جايبني هنا ليه؟”

رد سفيان ببرود قاتل:

“علشان حاولت تلمس حاجة مش بتاعتك.”

ابتسم أدهم باستفزاز وقال:

“ملاذ بتاعتي أنا. إحنا كنا بنحب بعض من ايام المستشفي. وأنت أجبرتها تتجوزك… هتسيبك وتيجيلي، لأنها بتحبني أنا.”

كلامه أشعل الغضب في سفيان. نهض كالوحش، مسكه من هدومه، وانهال عليه ضرب بكل غِلّ. أدهم مش قادر يدافع، جسمه متهالك. رجالة سفيان اضطرت تمنعه عشان ما يموّتش أدهم في إيده.

صرخ سفيان وهو بيبص ل رجالتو:

“عاوز أعرف الكلب ده إيه علاقته بتوفيق… وبسرعة!”

وخرج وهو متعصب، بيحاول يستعيد هدوءه.

ا عند ملاذ وسفيان

رجع سفيان جناحه، سمع صوت الميّاه شغالة ف الحمام. عرف إن ملاذ لسه في الحمام. أخد هدوم وخرج على جناح تاني ياخد دش هو كمان.

انتهت ملاذ من الدش، لكنها اكتشفت إنها نسيت هدومها. نادت على سفيان، لكن مفيش رد. اضطرت تلبس البرنص، المفتوح بخفة كاشف عنقها الأبيض وملامح جسدها المهلك، وشعرها المبلول نازل مايته على كتفها.

خرجت بخجل… وفي نفس اللحظة كان سفيان داخل.

وقف مصدوم، عيناه اتسمرت عليها. حاولت تلف وتدخل تاني الحمام لكنه سبقها، مسك يدها بقوة وشدها على صدره، صوته أجش وهو يهمس:

“سبحان اللي خلقك بكل الجمال ده. يا ملاذي ”

ملاذ اتسمرت، قلبها بيخبط بعنف، خدودها احمرت، شفايفها بترتعش.

اقترب منها أكتر، مش قادر يقاومها، رفع وجهها وقرب منها وهو بيمشي ب عنيه علي ملامحها الرقيقه … ثم طبع قبلة مشتعلة على شفايفها المرتعشة.

شهقت بخفوت، أنينها الهامس أشعل نار جوه قلبه. التفّت ذراعاها حول رقبته بلا وعي، فاشتعل أكثر، رفعها بذراعيه ووضعها على السرير.

انحنى على عنقها، يغرقه بقبلاته، يتنقّل بجنون محموم، وهي مستسلمة، متجاوبة مع كل لمسة.

يداه أفلتت رباط البرنص، انكشف منها ما زاد جنونه. نزع تيشيرته بعجلة، عاد إليها، يعاملها برقة محملة بالشوق، وكأنه يخشى أن تنكسر بين يديه.

ابتعد لحظة، أنفاسه متقطعة، سألها بصوت مبحوح:

“أكمل يا ملاذي …؟”

هزّت رأسها بخجل ورضوخ، فعاد لها بجنون أكبر، ممتلكًا روحها وجسدها.

واصبحت ملاذ زوجته قولا وفعل. جمعها بين أحضانه، يهمس في أذنها يهدّي ارتجافها، وضمها سفيان اكتر ل حضنو وهو يبيوس راسها وبيمشي ايدو ب حنان علي ضهرها وكتفهاا العاري لحد م غلبهم النعاس ونانو وهما ف حضن بعض..

تاني يوم الصبح – عند كريم ونهى

استيقظت نهى ألاول، واتفاجئت إنها نايمة جوه حضن كريم. اتخضت في البداية، لكن بسرعة استغلت اللحظة… قربت منه أكتر، وبصّت على ملامحه وهي نائمة بابتسامة عذبة، لمست بخفة خصلات شعره وقالت بهمس مليان صدق:

“أنا مش عارفة إنت جيتلي منين ولا إزاي ظهرت في حياتي… بس اللي عارفاه إن عمري ما حسيت بالأمان والحنية غير معاك. إنت طيب جدًا يا كريم… وبجد بتمنى أفضّل جنبك على طول.”

وبعد ما خلصت كلامها، ضمته أكتر لحضنها. فجأة، اتفاجئت إن كريم صاحي من الأول وسامعها، صوته مبحوح وهو بيرد عليها بابتسامة رقيقة:

“وأنا كمان مش فاهم يا قلب كريم… من يوم ما شوفتك وأنا مش على بعضي. خطفتيني بعيونك الحزينة الشاردة… جننتيني وخليتيني أتمنى أشوفك تاني. إنتي فاكرة إني لقيت بيتك بالصدفة؟ لأ… أنا سألت وعرفت علشان أوصلك. واليوم اللي شوفتك فيه قاعدة برة ف الشارع بتعيطي… اتجننت، وكل اللي تمنّيته وقتها إني آخدك في حضني.”

نهى بصّت له بخجل، خدودها احمرّت، وهمست:

“كل ده ومقولتليش؟”

ضحك كريم بخفة وهو بيرفع حاجبه مازحًا:

“هو أنا كنت اتلميت عليكِ يا أختي؟ كل اما اكلمك … استاذ كريم؟ استاذ كريم؟ لأ يا حلوة… أنا مش أستاذ… أنا الباشمهندس كريم!”

انفجرت نهى من الضحك على طريقته، ضحكة صافية ملأت المكان. وهو بدوره فضّل يتأملها بعينه، وقال وهو بيمثل الجدية:

“صلاة النبي أحسن… أيوه كده خلّي الدنيا تنور.”

بس فجأة افتكر حاجة وقال بسرعة:

“استني… هو إنتي تعرفي مرات سفيان صاحبي منين؟”

اتصدمت نهى وردّت بتوتر:

“ملاذ؟!… هو إنت صاحب جوز ملاذ؟”

ابتسم وقال بثقة:

“أيوه. هو إنتي مش شفتيش يوم كتب الكتاب؟”

نهى تنهدت بحزن، ملامحها سرحت وقالت:

“هو أنا كنت فاهمة حاجة أصلاً… ولا حتى عارفة إيه اللي بيحصل. معرفش ملاذ صحبتي كان مالها وقتها.”

بصّ لها كريم بحنية وقال:

“طب إيه رأيك أخدك لها بنفسها… وهي تفهمك كل حاجة.”

لمعت عيون نهى بسعادة، وبصّت له بفرحة طفولية:

“بجد يا كريم؟”

رد عليها وهو بيطبطب على إيدها:

“بجد يا روح كريم.”

مبسوطة لدرجة إنها فجأة رفعت نفسها من ع السرير، باسته بخفة على خده، وجرت على الحمام بطريقة كوميدية وهي تهتف:

“يعيش كريم… يعيش كريم!”

وقف كريم متجمد مكانه، حاطط إيده على خده اللي لسه سخن من البوسة، وابتسامته مليانة حب وهو بيقول لنفسه:

“يا رب ما تحرمني من الضحكة دي أبداً.”

وخرج من أوضتها يغيّر هدومه، ولسه الابتسامة مرسومة على وشه

عند سفيان وملاذ

فتح سفيان عينيه أول ما النهار بدأ ينور بخيوط بسيطة من الشباك. أول حاجة وقعت عينه عليها كانت ملاذ، نايمة بين حضنه، متكورّة عليه كأنها جزء منه. عينيه سرحت في تفاصيلها الصغيرة؛ شعرها المبعثر، خدودها الوردية، شفايفها اللي لسه شايلة أثر لمسات مبارح… وعلى رقبتها آثار جنونه بيها اللي لحد دلوقتي مش قادر يصدق إنه عاشها معاها.

ابتسم من غير ما يحس، وقرب أكتر منها، شدها على صدره وهو بيمشي كفه الكبير بحنان على ضهرها.

اتململت ملاذ في حضنه، وفتحت عينيها بهدوء، لقت نفسها غرقانة في عينيه اللي مليانة شوق ودفا. إحمرار خدودها زاد، سحبت الغطا على جسمها بسرعة وهي بتنكمش بخجل طفولي.

ضحك سفيان بخفة على حركاتها، مد إيده شدها تاني لحضنه، يده الكبيرة بتحتوي خدها بلطف وقال بصوت غليظ لكنه دافي:

“مالك يا ملاذي؟”

ردت بصوت واطي، شبه همس:

“م… مالي.”

مكانش عاوز يحرجها اكتر، اكتفى إنه يبصلها بابتسامة كلها عشق، وهمس وهو ماسكها أقرب:

“زي القمر… وأكتر.”

عينيه فضلت تاكل ملامحها بشغف، قرب منها أكتر، بص لشفايفها المرتعشة من التوتر… وضغط عليها بشفايفه، قبلة بطيئة، مشبعة بكل الشوق اللي جواه.

ملاذ في الأول بادلت بخجل، لكن سرعان ما استسلمت للدفا اللي بيحاوطها، انسجمت معاه، كأنها بتسيب روحها تطير جواه.

سفيان متمكنش من نفسه، شافها قدامه نقية وضعيفة وملكه لوحده… إيديه نزلت لخصرها، ضمها أقوى، وبق بيسحبها تحت جسده وهو بيحاوطها بكل كيانه.

ابتدى ينزل بقبلاته لعنقها، يختم بشفايفه كل بقعة في جلدها الأبيض الناعم، صوت أنينها الخافت بيخترق عقله ويشعل نار أكبر.

تمسكت في ضهره، أصابعها بتضغط على جلده، وصوتها المبحوح خلاه يجن أكتر، فقد السيطرة تمامًا وبدأ ياخدها في جولة جديدة من جولاته المحمومة، المليانة حب وشوق وامتلاك… كأنه بيأكد للمرة التانية إنها بقت ملاذه قولا وفعلا.

عند اهل ملاذ

قال محمد:

“يا أم ملاذ، كفاية كده… هو إيه يا وليّه؟! عاملالي عزومة رمضان ولا بنتنا داخلة على مجاعة؟ بط، فراخ، حمام، لحمة، كفتة، محاشي، رز معمر ورز بسمتي! دا إيه كله؟!”

ردّت فاطمة وهي بتحط الأطباق في الشنط بحماس:

“لا يا أخويا، دي بنتي… هدخل عليها إيدي فاضية إزاي؟! وبعدين إنت ناسي إنها كانت في المستشفى هي وجوزها؟ ، ولازم تاكل أكل يرم عضمها. ده غير إنها وحشتني موت… يا ابو ملاذ، نفسي أشوفها وأحضنها.”

ابتسم محمد بحنية وقال:

“ربنا يخليكي لينا يا أم ملاذ… طب يلا، خلصي رصّي الحاجة دي في الشنط عشان نروح.”

عند ملاذ وسفيان

كانوا نايمين لسه، . فجأة رنّ موبايل سفيان على الكومودينو. مد إيده بخمول ورد:

“أيوه يا صاحبي…”

جاء صوت كريم مرح:

“إيه يا حبيبي، عامل إيه؟ بقولك… أنا جاي دلوقتي ومعايا حد. جهّز نفسك إنت والمدام، نص ساعة وهكون عندك.”

رفع سفيان حواجبه باستغراب وقال بابتسامة صغيرة:

“تنور يا صاحبي… مستنيك.”

قفل معاه، ولفّ يلاقي ملاذ متكمكمة في الغطا لحد راسها، شكلها زي القطة الصغيرة. بصّ عليها وضحك بصوت عالي وهو يقول بخبث:

“إيه يا حبيبتي مستخبية كده ليه؟ هو أنا هكلك؟”

شد إيده ناحية الغطا وهو يضحك، لقاها متشبثة فيه أكتر، وبتصرخ بخجل:

“والنبي يا سفيان، لا! سيبني يا سفيان!”

ضحك وهو بيرفع حواجبه بمرح، صوته غلظ بخبث وهو يهمس:

“إيه يا ملاذ… ما أنا شوفت كل حاجة إمبارح، يا زوزو.”

وشها ولع حمرة وهي بترد بارتباك:

“سفيان! خلاص بقى… بالله عليك!”

قرب منها، باس خدها بسرعة وهو بيضحك وقال:

“طيب خلاص يا روحي… مش هحرجك. قومي بقى، يلا خدي دش، عشان صاحبي جاي ومعاه ضيف. وأنا كمان هدخل أستحمى.”

وقف، أخد هدومه ودخل الحمام وهو سايبها على راحتها. ملاذ فضلت مكانها، قلبها بيدق من كسوفها وضحكها في نفس الوقت، وعينيها بتنور وهي بتفتكر لمسات وحنان سفيان من الليلة اللي فاتت.

سفيان خرج من الحمام، وبعده بدقايق دخلت ملاذ تاخد دش. فجأة رن تليفونه وكان واحد من رجال الأمن. رد سفيان وهو بيقول بصرامة:

ـ أيوه؟

ـ يا سفيان بيه، في راجل وست تحت بيقولوا إنهم أهل مدام ملاذ.

اتسعت عيون سفيان بسرعة ورد بعصبية:

ـ إنت واقفهم عندك ليه يا غبي؟! دخّلهم فورًا.

في الوقت ده، طلعت ملاذ من الحمام لابسة بيجامة بيت بسيطة، عينيها مليانة خجل وهي بتبص لسفيان، ورجعت عند التسريحة تنشف شعرها بالسيشوار.

سفيان كان واقف متسمر وهو بيتأملها، مش قادر يشيل عينيه عنها. قرب منها بهدوء وأخذ السيشوار من إيديها، وكمل هو بنفسه ينشف شعرها، وبعد ما خلص، حط شوية زيت على كفه وبدأ يدلك شعرها برفق، كأن كل لمسة منه رسالة حب. مسك المشط وسرح لها شعرها بهدوء لحد ما عمله جديلة رقيقة.

قرب منها وأخذ إيديها بين إيديه، رفعهم لشفايفه وباسهم بوسه خفيفة وهو بيبص في عينيها بنظرة غارقة في الحنان، وقال بصوت منخفض:

ـ تعالي معايا… محضرلك مفاجأة.

نزل معاها لتحت، وأول ما وصلت… اتصدمت بوالدتها ووالدها واقفين قدامها.

صرخت بدموع وهي بتجري على أمها:

ـ مامااااا! وحشتيني قوي… قوي… قوي!

حضنتها أمها بكل قوتها، وهي نفسها بتعيط:

ـ وإنتِ يا نور عيني وحشتيني… موت.

فضلوا الاتنين يعياطوا في حضن بعض. بعد كده جريت ملاذ على أبوها، وارتمت في حضنه:

ـ وحشتني يا بابا.

حضنها أبوها بحنان وابتدى يطبطب على ضهرها وهو بيحاول يسكتها.

أم ملاذ راحت تسلم على سفيان بابتسامة ودعوة طيبة، وكمان أبوها مد إيده وسلم عليه باحترام.

أم ملاذ رجعت لبنتها، قاعدة تبصلها بلهفة وقالت:

ـ مالك يا حبيبة قلبي؟ صغرانة كده ليه؟ إنتي مش بتاكلي ولا إيه؟ جبتلك كل الأكل اللي بتحبيه.

ابتسم سفيان بهدوء وقال باحترام:

ـ ليه كده يا ست الكل؟ تعبتي نفسك ليه؟

ردت أم ملاذ بحنية:

ـ ولا تعب ولا حاجة يا ابني.

في اللحظة دي، خبط كريم على الباب، واحدة من الخدم فتحتله. ملاذ أول ما عرفت نزلت بسرعة بعد ما لبست الإسدال، لكن لما شافت اللي معاه اتصدمت، صوتها خرج مبحوح وهي بتنادي:

ـ نُهى!

جريت عليها بكل قوتها ونُهى جريت هي كمان، وفضلوا الاتنين يحضنوا بعض ويعيطوا.

طلع سفيان وأهل ملاذ على صوتهم، وبص سفيان لكريم باستفهام:

ـ في إيه يا كريم؟ هي بتعمل معاك إيه؟

ابتسم كريم وقال:

ـ هقولك بعدين.

ملاذ وهي لسه ماسكة في نُهى قالت بدموع:

ـ إيه اللي جابك مع كريم؟

ردت نُهى بهدوء:

ـ هقولك كل حاجة لما نكون لوحدنا.

سلمت نُهى على أم ملاذ وأبوها، وكريم عرفهم إنها مراته.

أبو ملاذ وأمه استغربوا جدًا، لكن أم ملاذ ابتسمت وقالت:

ـ بركة إنك بعدتي عن أبوك وعن مشاكله. ربنا يوفقك يا بنتي مع جوزك… شكله ابن حلال.

بعدها سفيان أمر الخدم يحضروا الأكل اللي جايباه أم ملاذ على السفرة، وقعدوا كلهم يتعشوا سوا.

وبعد الأكل، سفيان خد أم ملاذ وأبوها يوريهم الأوضة اللي هيناموا فيها.

أم ملاذ قالت له بخجل:

ـ كتير والله كده يا ابني. إحنا ما كناش عايزين نتقل عليك.

رد سفيان بابتسامة:

ـ تتقلوا إيه بس يا ست الكل؟ ده بيتك، وبيت بنتك، يعني بيتك.

قالت له بدعوة صافية:

ـ ربنا يوفقك يا ابني ويصلح حالك.

طلع سفيان وكريم بره الجنينه يتكلمو شويه.

وملاذ ونهي قعدو مع بعض وكل واحده حكت للتانيه اللي حصل وهما مصدومين من الصدفه اللي جمعتهم لكنهم مبسوطين انهم مع بعض

في الوقت ده، كانوا كريم وسفيان قاعدين في الجنينة. جالهم واحد من رجالة سفيان وقال:

ـ يا سفيان بيه، عرفنا أدهم اللي انت حابسو في . المخزن طلع بيشتغل مع توفيق… بيسهل له عمليات تجارة الأعضاء لانو دكتور وشغال ف مستشفي ومعاه ناس تانيه كمان، وكمان ليه نصيب صغير في المخدرات والسلاح. بس أكبر شغله في الأعضاء.

بص سفيان لكريم وقال بغضب:

ـ يا أولاد الكلب.

فجأة جري واحد تاني من رجالة سفيان وقال وهو لاهث:

ـ الحق يا سفيان بيه! رحنا المخزن ندور على أدهم… لقينا الحراس اللي واقفين على الباب مقتولين… وأدهم مش موجود جوه!

بقلم : اسراء معاطي

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية ملاذ العاشق) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق