رواية ملاذ العاشق الفصل السابع عشر 17 – بقلم اسراء معاطي

رواية ملاذ العاشق – الفصل السابع عشر

البارت السابع عشر

البارت السابع عشر

بتخرج ملاذ من حضن سيدرا وهي ماسكه إديها، وبتقولها بدموع:

“أنا النهارده أسعد واحده ف الدنيا يا سيدرا، متتخيليش فرحتي قد إيه لاقيناكي.

مره واحده اختفيتي وبعدها خبر وفاة أبوكي، ومعرفتش أروحلك.

كنا صغيرين ونتيجة الثانوي ظهرت، كنت برن على تليفونك وتليفون بيتك محدش بيرد، واتلهيت ف التقديم والجامعة،

بس عمري ما نسيتك يا صاحبة عمري.”

بصّت على نهي وهي بتقولها:

“وقابلت بعدك نهي، أطيب حد ممكن تشوفيه. نقلت عندنا ف المنطقة، واتفاجئت إنها معايا ف المعهد،

وكانت لسه بتحكيلي عنك، بس عمر ما جه ف بالي تكوني إنتي.”

اتكلمت ملاذ بحزن وهي بتقولها:

“متخيلتش إنك عشتي كل التعب النفسي ده لوحدك يا حبيبتي،

ومكنتش متوقعة إن الحيوان اللي كنتي بتشتكيلي منه عمل فيكي كده.”

ردت سيدرا وهي بتشد إديها برقه وبتقول:

“خلاص يا ملاذ علشان خاطري، مش عاوزه أفتكر بليز.

وبحد أنا مبسوطه جدًا إني قابلتك تاني يا عشرة عمري.”

وراحت عند نهي وسلمت عليها وهي بتقولها بابتسامة هادية:

“ألف سلامة عليكي يا نهي، يوم ما جيتيلي المستشفى مع كريم وشوفتك، أنا ارتحتلك جدًا.”

ابتسمت نهي وقالتلها:

“تسلميلي يا حبيبتي.”

وبصّت سيدرا اخوهاب  نظرة كريم عرف معناها وعملها اشاره   “بعدين.

بيستأذن ملاذ وسفيان من كريم ونهي بعد ما عرفوا إن خلاص نهي هتروح ومعاها سيدرا وكريم.

وبيرجعوا البيت، ويطلعوا جناحهم.

بتدخل ملاذ الأوضة وتقعد على السرير بتتنهد بتعب.

بيقرّب منها سفيان وبيحاوط جسمها بإيديه وبيقولها:

“قومي يا حبيبتي خدي دش كده وفوقي.”

بترد ملاذ بتعب:

“حقيقي مش قادرة يا سفيان.”

بيقفها بلُطف وبيقولها:

“خلاص يا حبيبتي، تعالي أنا هديهولك بنفسي.”

بتتوتر ملاذ، ووشها بيحمر وهي بتقول بخجل:

“بس يا سفيان.”

بيضحك سفيان بمرح وهو بيقولها:

“فيها إيه يا حبيبتي؟ انتي مراتي، وهشوف حاجات أول مره أشوفها.”

بتضربه بخفه على صدره وهي بتقول بخجل واضح:

“بس يا سفيان، خلاص هدخل أخد الدش.”

بيشدها من خدودها وبيقولها بلُطف:

“ما كان من الأول كده يا حبيبتي، خدي راحتك، أنا هبات ف جناح تاني.”

بتقوم ملاذ وهي حاسة بدوخة وتعب، بس مش عايزه تقلقه.

بتاخد هدومها وتدخل تاخد الدوش.

سفيان بيستناها تدخل، وبعدها بيرن على عاصم:

“أيوه يا عاصم، بقولك عاوزك تدورلي ورا واحد اسمه خالد المحمودي،

تجيبلي قرارُه من تحت الأرض، وعاوزك تعرفلي الواد  ده كان  مختفي فين بقاله أربع سنين.”

بيقفل معاه، بياخد هدومه، ويمشي على جناح تاني.

نزل كريم من العربية بخطوات سريعة، فتح الباب وسند نهي بحنان علشان تنزل بهدوء، ومدّ إيده التانية لأخته سيدرا.

كانت واقفة مترددة، عينيها معلقة بالقصر الكبير اللي قدامها، جدرانه كأنها بتحكي وجعها القديم. قلبها بدأ يدق بسرعة، نفسها كانت بتتقطع، حسّت إن كل ذِكريات عمرها بتترمي في وشها مرة واحدة.

نظرتها كانت مليانة خوف وألم، المكان دا مش بس بيت… دا سجن طفولتها.

افتكرت أول مرة شافت فيها مرات أبوها، وازاي دخلت حياتهم وقلبت كل حاجة رأسًا على عقب.

افتكرت ضحكة أبوها اللي كانت أمانها… واللي اتحولت لصوت قاسي مليان تهديد وظلم بعد جوازه التاني.

افتكرت الزبالة ابن مرات أبوها، اللي من أول يوم كان بيطاردها بنظرات قذرة لحد ما دمرها…

اغتصبها وسرق منها براءتها، وسابها تواجه العالم لوحدها.

غمضت عينيها بقوة وهي بتسحب نفس عميق، بتحاول تطرد كل حاجة وجعاها.

كريم كان حاسس بيها، مسك إيدها بحنان وقالها بهدوء:

– يلا يا حبيبتي، خلينا نعدي دا سوا.

هزت راسها، وشجعت نفسها تمشي جنبه، وعدت نفسها إنها المرة دي هتعيش لنفسها… وهتدفن الماضي كله ورا ضهرها.

ولما دخلوا القصر، فجأة صوت مألوف ناداها:

– سيدرااااااااااااااا!

وبسرعة جريت ست في الخمسينات عليها، دموعها بتملأ وشها… دولت هانم، أمهم.

رمت نفسها ناحيتها، بس كريم وقفها بحدة ومدّ إيده قدامها وقال:

– عندك يا دولت هانم.

اتجمدت مكانها وبصّت له بصدمة، وقالت بصوت مرتعش:

– عندي إيه يا كريم؟ دي بنتي… وحشتني.

ضحك كريم بسخرية، ضحكة موجوعة أكتر من إنها غاضبة، وقال بنبرة كلها مرارة:

– بنتك؟ أهو… افتكرتي إنها بنتك دلوقتي؟

صوته علي فجأة وهو بيكمل:

– أنا قولتلك من زمان، ولادِك ماتوا يوم ما بعتيهم وانسيتي إن عندك بيت وولاد محتاجينك!

قرب منها بخطوة وصوته بقى أخشن:

– أنا مقعدك هنا علشان الناس تقول إنك أمي… لكن الحقيقة؟ أمنا ماتت، وإنتِ ولادك ماتوا .

سكت لحظة، وبص لسيدرا اللي كانت واقفة ودموعها سايحة على خدودها، نظرتها كلها ليها كره وغضب مكبوت.

قالها بهدوء وهو ماسك إيدها:

– يلا يا سيدرا.

مشي بيها من غير ما تبص وراها، وساب دولت منهارة مكانها.

دخل نهي جناحهم وساعدها كريم تستريح على السرير، غطاها وقال بحنان:

– ثواني يا حبيبتي، هطلع أوصل سيدرا أوضتها وراجعلك.

هزت نهي راسها بهدوء وقالت:

– ما تتأخرش يا كريم.

طلع كريم مع سيدرا فوق، فتح باب أوضتها وقال بابتسامة خفيفة:

– دي أوضتك يا ستي، خليت الخدم ينضفوها ويفرشوها، بقت أحلى من الأول كمان.

بصتلها بحنان وقال:

– خدي دش وارتاحي، وأنا هجيلك بكرة بدري.

ندت عليه وهي واقفة مكانها:

– كريم…

وقف، لفلها بهدوء وقال بنظرة فيها فهم ووجع:

– سيدرا، أنا عارف انتي عاوزة تقولي إيه… بس مش وقته، بعدين.

سكتت سيدرا وهي بتعض شفايفها من التوتر، قلبها بيولّع بأسئلة كتير، عقلها مش قادر يستوعب إن بعد كل السنين دي، رجعت لنفس القصر اللي بدأ منه الكابوس.

قفل الباب وخرج، وسابها واقفة وسط أوضتها، بتبص حوالين المكان كأنها بتواجه شبح ماضيها لأول مرة.

في الشقة الصغيرة اللي النور فيها خافت والدخان مالي الجو، كان خالد واقف قدام الشباك، ماسك السيجارة بين صوابعه، شرارة الحريق في طرفها بتنور ملامحه المتوترة.

ورا على السرير، سلوى كانت لافّة نفسها في الملاية، شعرها متناثر على كتفها، عينيها مرعوبة وهي بتبصله من بعيد.

السكوت كان خانق، لحد ما كسرت الصمت وسألت بنبرة فيها قلق:

– ناوي على إيه يا خالد؟

لفلها خالد بنظرة باردة، ملامحه متقلبة بين وجع قديم وغِلّ متراكم، وقال بصوت غامض:

– ناوي أحرق قلب كريم… أحرقه على سيدرا، أخته ولا مراته ما تفرقش.

هما حرّقو قلبي علي امي قبل كده، وأنا كمان لازم أردها له نار.

قرب خطوتين، رمَى السيجارة في الأرض وسحقها برجله، وصوته بدأ يعلى وهو بيكمل بغِلّ مكتوم:

– هو وابو … كانوا السبب في ضياعي.

هما عاشوا في العز، وأنا اترميت ف الشوارع.

كل يوم كنت بنام ف مكان شكل، بجوع وببرد، وهما نايمين على حرير.

بس خلاص… اللعبة ابتدت، والله لأخليهم يندموا على كل نفس بياخدوه.

ضحك ضحكة غريبة، كانت فيها وجع ومكر في نفس الوقت، وبص للفراغ كأنه شايف انتقامه بيحصل قدامه.

– أما سفيان…

صمت لحظة، وبعدين قالها بنبرة مليانة حقد:

– عمري ما كرهت حد زيه.

شايف نفسه دايمًا فوق، الأحسن، الأقوى، واللي الناس كلها تحترمه وناجح من صغرو

واحنا صغيرين كان ديما يجي ل ابو كريم ونتخانق وكل مره يبق كسبان ويقعد يضحك هو وكريم عليه وانا واقع ع الارض

بس المرة دي… هو اللي هيقع.

أنا متوصي عليه من ناس كبار كلهم عاوزينو واقع … والسبوبة دي هتخليني أطلع فوق قوي.

هيوصلني لحته هو عمره ما حلم بيها.

صوته اتغير، بقى مليان غِلّ وطمع وهو بيقول:

– أنا مش هفضل تحت، لا… أنا لازم أكبر، وأعلى، وأكون فوق الكل.

بكره تشوفي يا سلوى، هتشوفي خالد وهو بيبقى اسم الكل يخاف منه.

سلوى كانت بتسمعه، وكل كلمة منه كانت بتخلي قلبها يدق بخوف أكتر.

كانت حاسة إن الطريق اللي ماشي فيه مش هيخلص بخير.

عيونه بقت فيها شرّ صريح، وكأنه فقد السيطرة على نفسه.

أومأت بخوف وهي بتقول بصوت واطي:

– يا خالد… خاف من سفيان دا بلاش تكمّل كده، هتودينا في داهية.

بس هو ولا سمع، ولا حتى اهتم.

لف ناحيتها بنظرة باردة، وقال وهو بيولع سيجارة جديدة:

– اللي بيخاف… ما بيوصلش يا سلوى.

أنا خلاص اخترت طريقي، واللي يقف قصادي… يتحرق.

اتسمرت مكانها، بتبصله بخوف حقيقي.

لأول مرة تحس إنها مع وحش مش بني آدم.

كانت عايزة تحذره، تنقذه من نفسه، لكن حسّت إنها هي اللي محتاجة نجاة… قبل ما يغرقها معاه في نار انتقامه.

سفيان رجع لملاذ بعد شوية، استغرب إنها لسه مطلعتش من الحمّام.

وقف قدام الباب بيخبط بخفة، صوته فيه قلق واضح:

– ملاذ، حبيبتي، انتي كويسة؟

من جوه، كانت ملاذ دايخة، جسمها تقيل وحرارتها غريبة، بتحاول توازن نفسها.

سمعت صوته فغسلت وشها بسرعة بالمية الباردة، خدت نفس عميق ولبست الروب.

طلعت له بابتسامة هادية، بتحاول تخبي تعبها.

قرب منها سفيان وهو بيبصلها بنظرة كلها قلق:

– اتأخرتي ليه يا حبيبة قلبي؟ كنت هافتح الباب وادخل عليكي.

ضحكت بخفة وقالت وهي بتمسح المية من وشها:

– ولا حاجة يا سفيان، الميّه كانت دافية وجسمي كان وجعني، قولت أفكه شوية.

ضحك سفيان بنظرة فيها شقاوة وحنية، شدها ليه وهو بيهمس:

– طب ما تيجي أفكهولِك أنا؟ انتي وحشاني موت يا ملاذ.

احمر وشها في لحظة، وبصتله بخجل واضح وهي بتقوله:

– اتلم بقى يا سفيان.

ضحك أكتر، قرب منها وبيحاوطها من وسطها وبيبسوها بوسات متفرقه علي وشها وبدايه عنقها وهي نفسها وصوتها بيروح واحده واحده وسفيان بيقرب من شفايفها ويلتهمها بحب وشغف وبتستسلم ملاذ وتبادلو بحب وتلف اديها حوالين رقبتو وهو بيمد ايدو ويفك رباط البرنص ويزقها علي السرير ب خفه ويعتليها بحب ويغرقو ف بحور عشقهم اللي مبتنتهيش

عند كريم

، كريم كان خارج من الحمّام بعد ما أخد دش سريع.

دخل على نهي اللي كانت نايمة علي السرير

دخل ومعاه صينية فيها أكل خفيف وقال بحنية:

– قومي يا قلبي، لازم تاكلي حاجة.

قعد جمبها وبدأ يأكلها بنفسه، كل لقمة بيقدمها بابتسامة دافية، عينيه كلها حب واهتمام.

خلصوا الأكل، قرب منها وقال بنغمة فيها حب وحنان:

– يلا يا حبيبتي علشان تاخدي دش، أغيرلك على الجرح واديكي العلاج وتنامي.

بصت له نهي باستغراب وقالت بخجل وهي بتعض شفايفها:

– أخد دش إزاي وأنا تعبانة كده؟

ضحك كريم بخفة  وغمزلها ب عبث ومد إيده على خدها وقالها: وانا روحت فين يا قلب كريم

بتبصلو نهي ب خجل ولسه هتتكلم

بيرد كريم ولا كلمه مراتي حلالي فيها ايه

بتستسلم نهي لانها فعلا مش قادره تعمل حاجه

خرجت بعد شوية وهي هادية، حسّة إنها خفّت فعلاً.

هو جاب الفوطة، نشّف شعرها، غيّرلها على الجرح بحذر، وأداها دواها بنفسه.

ولما خلص، غطّاها بالبطانية، وقعد جمبها، مسك إيدها وقال وهو بيبصلها بحب:

– نهي، عارف أنا محظوظ قد إيه إنك في حياتي؟

بصتله بدموع تأثر وقالت:

– وأنا أكتر يا كريم، بجد مش عارفة كنت هعمل إيه لو مكنتش جمبي.

قرب منها، مسكها بحنان وقال وهو بيضمها لحضنه:

– بس خلاص، مفيش “لو”… احنا مع بعض خلاص.

نامت نهي في حضنه، وابتسامة صغيرة على شفايفها، وقلبها مطمن لأول مرة من سنين.

في أوضه سيدرا

كانت سيدرا نايمة بتحاول تغمض عينيها…

بس النوم كان بيهرب منها كل مرة.

حاسّة ببرودة غريبة، بخوف مالي صدرها ومش عارفة سببه.

هو دا بيتها اللي اتربّت فيه؟

بيت أمانها اللي كان المفروض يكون حضنها؟

بس الحقيقة إنه نفس البيت اللي عاش معاها حرمان حنان الأم،

وقسوة الأب،

والبيت اللي فقدت فيه جزء من طفولتها وبراءتها.

قامت ببطء، مسكت الموبايل اللي كريم ادهولها،

فتحته، ودخلت على حساب حمزة في الإنستجرام.

إيدها كانت بتترعش وهي تبعتله “طلب متابعة”،

وبعدها كتبت رسالة صغيرة وبعتها.

في نفس اللحظة، كان حمزة قاعد على اللاب بيتابع شغله،

وصوت إشعار الموبايل قطع سكون المكان.

بصّ في التليفون، واتفاجئ باسمها.

“سيدرا؟!”

قفل اللاب فورًا، وفتح الرسالة، ومن غير ما يفكّر —

رنّ عليها على طول.

سيدرا كانت قاعدة بتبص ف الموبايل،

ولما شافت اسمه بيظهر، قلبها خبط، وردّت بسرعة.

صوته جه قلقان، دافي:

“إنتِ كويسة يا سيدرا؟”

اتكلمت هي بصوت مبحوح من العياط:

“لأ يا حمزة… مش كويسة خالص.

حاسّة بخنقة، بخوف، البيت دا كله وجع…

فاكرة فيه كل حاجة وجعتني — طلاق ماما وبابا،

جوازتو، ومراتو وابنها، وكل اللي حصل ليا… أنا خلاص مش قادرة.”

سكت حمزة لحظة، وبعدين قال بهدوء:

“اهدي يا حبيبتي، دا طبيعي تحسي كده.

كل الوجع اللي جواكي لازم يطلع، بس بهدوء.

كل مرة تفتكري، واجهي.

ما تسيبيش الماضي يكسرك تاني، إنتِ أقوى منه.

تعالي نحكي سوا، خلينا نتكلم عن أي حاجة،

بس ما تسيبيش نفسك للوحدة.”

كلماته نزلت على قلبها زي الميّه البارده

ابتدت تتنفس براحة، ووشها ارتخى شوية.

يتكلمون بعد كده وعرفو عن بعض اكتر

لحد ما النعاس غلبهم هما الاتنين،

وسكت الخط…

وسيدرا نامت لأول مرة وهي حاسّة إنها مش لوحدها.

تاني يوم الصبح،

كان سفيان أول واحد يصحى.

بصّ جنبُه لقى ملاذ نايمة بهدوء، شعرها متبعثر على المخدة وملامحها هادية كأنها ملاك.

ابتسم بخفة، ومدّ إيده يعدّل خصلة وقعت على وشها،

لكن مرضيش يصحيها.

قام بهدوء، لبس هدومه، ونزل تحت.

لقى والد ملاذ ووالدتها قاعدين في الصالون بيشربوا الشاي.

سلّم عليهم بابتسامة:

“صباح الخير يا عمي، صباح الخير يا طنط.”

رحبوا بيه بحرارة، وقعد يفطر معاهم شوية وهو بيقول:

“ملاذ نايمة، أول ما تصحى ادوها الفطار… كانت تعبانة شوية امبارح.”

خلص فطاره، وخرج على الشركة .

أما عند نهى وكريم،

كان كريم أول ما صحي، بصّ على مراته بابتسامة حب.

قرب منها وقال:

“صباح الخير يا روحي.”

فتحت عينيها بابتسامة خفيفة، ولسه بترد عليه،

قام هو يأكلها بإيده، وبعدها غيرلها على الجرح واداها دواها،

وهو بيقولها:

“أنا هعدي على سيدرا أشوفها، وبعد كده خليها تيجي تقعد معاكي، تمام؟”

هزت راسها بابتسامة: “تمام يا حبيبي، خلي بالك من نفسك.”

راح كريم عند سيدرا،

خبط على الباب كذا مرة… مفيش رد.

قلق، ففتح الباب ودخل بهدوء.

كانت نايمة على جنبها، شكلها تعبان بس ملامحها هادية.

قرب منها وقعد على طرف السرير،

مدّ إيده يلعب في شعرها بخفة كعادته،

فابتدت تتحرك وتفتح عينيها على لمسته.

“صباح الخير يا سيدرا.”

ابتسمت وهي بتحاول تفوق:

“صباح النور يا كريم… الحمد لله، أنا أحسن دلوقتي.”

قالها بهدوء وهو بيحاول يخفف قلقها:

“تمام يا حبيبتي، بس أنا مضطر أنزل الشغل.

أنا وسفيان عندنا يوم طويل النهارده،

روحي اقعدي مع نهى شوية، ما تفضليش لوحدك.”

قامت سيدرا تقف قدامه،

وفي نظرتها مزيج من الارتباك والجرأة.

قالتله وهي بتقرب خطوة صغيرة:

“كريم… استنى.”

اتلفت ليها مستغرب،

“أنا عارفة إنك بتحاول تهرب بس جاوبني بصراحة…

إزاي؟ إزاي إنت متجوز نهى — صاحبة ملاذ،

وسفيان صاحبك متجوز ملاذ،

وانت… كنت بتحبها؟”

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية ملاذ العاشق) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق