رواية ملاذ العاشق الفصل العاشر 10 – بقلم اسراء معاطي

رواية ملاذ العاشق – الفصل العاشر

البارت العاشر

البارت العاشر

جنون حقيقي سيطر على سفيان لحظة ما دخل الأوضة وملقاش ملاذ ع السرير… والرسالة اللي وصلتلو علي التليفون كانت كافية تشعل النار في دماغه.

صوته دوّى في المكان وهو بيتكلم في التليفون بيزعق فرجالته:

سفيان: ساعة… ساعة واحدة بس واعرف مراتي فين! دوروا في كل مكان… مراتي اتخطفت من المستشفى وانتوا واقفين تحت يا بهايم! ساعة واعرف مكانها، والا وقسمًا بالله ما هيكفيني روحكوا واحد واحد! سامعين ولا لأ؟!

كريم كان أول واحد يتحرك بسرعة، جرى ينده اي حد يساعد الممرضه اللي سايحه ف دمها علي الارض ….

سفيان خرج من الأوضة بخطوات غاضبه وصوت زعيقه شق جدران المستشفى:

سفيان: فين مدير المخروووبة دي؟!!!

اتلموا حواليه دكاترة وممرضين، وش الفزع ماليهم:

أحد الأطباء: خير يا سفيان بيه… في إيه؟

سفيان: خير؟! مراتي اتخطفت من مستشفى كبيرة زي دي إزاي؟! ممكن أفهم؟!

وبعد لحظات دخل المدير بنفسه، صوته مرتعش ووشه مرعوب:

المدير: خير يا سفيان بيه… حصل إيه؟

سفيان: اللي حصل إني عاوز أفهم… مستشفى ليها اسمها وسمعتها، إزاي مراتي تتخطف من عندكم بالسهولة دي

انا عاوز سجل كاميرات المستشفي دي حالا

عند ملاذ

فوقت تلاقي نفسها على سرير غير المستشفى، ومش فاكرة غير إنها نامت بعد ما أخدت المحلول.

اتفاجأت بباب الأوضة بيتفتح وأدهم داخل عليها.

اتخضت وقامت بسرعة من مكانها، وهي بتقول بارتباك:

– دكتور أدهم! حضرتك بتعمل إيه هنا؟ وأنا… أنا إيه اللي جابني أصلاً؟

بصلها أدهم بنظرة فيها هوس، وقال وهو صوته مهزوز بالجنون:

– أنا اللي جبتك هنا يا حبيبتي… أنا بحبك. وانتي كمان بتحبيني. أنا عارف إن سفيان اتجوزك غصب عنك، يا حبيبة قلبي، بس أنا معاكي أهو.

اتصدمت ملاذ من كلامه، وقالتله بحدة:

– دكتور أدهم، إيه اللي حضرتك بتقوله ده؟! على ما أظن أنا قولتلك قبل كده إني مش بحبك. ولو سمحت سيبني أروح من هنا… جوزي أكيد بيدوّر عليا.

جن جنون أدهم بعد كلامها، واندفع ناحيتها بسرعة. مسكها من كتفها ولزقها في الحيطة وهو بيصرخ زي المجانين:

– أوعاكي! أوعاكي أسمعك تقولي الكلام ده تاني! انتي بتاعتي أنا… أنا لوحدي! سامعة؟ ومش هتخرجي من هنا أبداً. أنا هاخدك ونسافر سوا… انتي ملكي أنا بس.

مسك وشها بين إيديه بقوة، وصوته نازل حنية مش طبيعية:

– أنا عاوزك… متخافيش مني. أنا بحبك، وهخدك ونعيش بعيد عن أي حد.

ملاذ عينيها مليانة رعب، بتتهز من خوفها، ومش قادرة تعمل غير إنها تهز راسها بالموافقة، بس علشان يسيبها.

بعدها أدهم سابها وخرج من الأوضة، وهي وقعت على السرير، مرعوبة وعينيها مليانة دموع، مش قادرة غير إنها تدعي ربنا ينجيها من الجحيم اللي وقعت فيه.

عند سفيان

ركب عربيته بعصبية، وساق بأقصى سرعة لحد ما وقف قدام فيلا توفيق.

نزل زي العاصفة، والحراس اللي على البوابة حاولوا يوقفوه.

– لو سمحت يا يا سفيان بيه، مفيش دخول من غير إذن!

بص لهم سفيان بنظرة بردت الدم في عروقهم، ومد إيده خرج المسدس.

– اللي مسغنيعن عمرو يحاول يوقفني!

الحراس اتراجعوا غصب عنهم وهو دخل بخطوات تقيلة.

دخل جوه لقى توفيق قاعد مسترخي على الكرسي وبينفخ السيجار.

ابتسم ابتسامة خبيثة وقال:

– أهلاً يا ابن اخويا … نورتني.

سفيان ما استحملش أكتر، مسك توفيق من ياقة الجاكيت وزقه بعنف على الترابيزة، والكاسات اتكسرت.

– فين مراتي يا ابن الكلب؟!

ضحك توفيق بهدوء وهو بيحاول يظبط هدومه:

– مرآتك؟! أنا مالي ومال مراتك؟ يمكن زهقت منك وهربت.

سفيان ضربه بالقلم لحد ما وقع من على الكرسي، مسكه من تاني وهو بيزأر:

– لو لمست شعره منها، مش هيكفيني عمرك يا توفيق

توفيق مسح الدم من على شفايفه وقال بسخرية:

– إنت لسه متعلمتش يا سفيان… اللعبة أكبر منك. مراتك دي مش هتشوفها غير لما أنا أسمح.

سفيان رفع المسدس على راسه وقال بنبره كلهاغضب:

– أنا آخر واحد يتلعب معاه يا توفيق! هات مراتي دلوقتي، ولا أقسم بالله دمك هو اللي هيبقى بداية الحرب اللي عمرك ما هتعرف تطفيها!

الرجالة حوالين توفيق حاولوا يتدخلوا، بس سفيان ضرب طلقة في الهوا خلت الكل يتجمد مكانه.

– محدش يتحرك! اللي يقرب مني هيموت.

توفيق ابتسم ابتسامة سم، وقال بهدوء:

– خلاص… استعد يا ابن اخويا. اللعبة لسه بدأت، وأنت اخترت تكون جوه النار.

سفيان زاد غضبه، بس قبل ما يضغط الزناد، دخل كريم بسرعة وهو بيزعق:

– سفيان! لأ… مش كده. دي خطة عايز يجرّك فيهاا انا شاكك انو ملوش علاقه ب خطفملاذ اصلا.

سفيان وقف ثابت والمسدس في إيديه بيرتعش من الغضب، صوته كان مبحوح:

– صدقني لو طلعتان انت اللي خاطفها يا توفيق صدقني هموتك ومش هيهمني اي حاجه.

سابه ومشي بخطوات تقيلة،

أما توفيق، بعد ما هو مشي نده علي حد من رجالتو عاوزك تعرفلي مين اللي خطفها واول حد تدور وراه هو ادهم انا قولت كده ل ابن الجارحي علشان اشوف وهو محروق دمو عاوزك تعرف هي مين سامع

اومأ الراجل وخرج وساب توفيق ف تفكيرو .

عند سفيان

بيروح للمستشفي تاني بعد م عرف انو الممرضه فاقت وكمان يشوف الكاميرات

دخل سفيان أوضة الممرضة . فتح الباب بهدوء لكن صوته كان مليان غضب مكتوم:

– “اتكلمي… إيه اللي حصل؟”

الممرضة، صوتها بيرتعش وهي بتحاول تفتكر:

– “أنا دخلت أغير للمادام المحلول… لقيت واحد واقف جوه، لابس بالطو أبيض ومغطي وشه. كان بيحاول يشيل المدام ملاذ من على السرير. أول ما شافني، لسه هصرخ، لقيتو كتم نفسي وضرب دماغي في الحيطة… بعدها مش فاكره اي حاجه .”

عينين سفيان لمعت غضب، وأومأ براسه من غير كلمة، وخرج بخطوات تقيلة. راح على طول عند مدير المستشفى، صوته كان مليان نبرة تهديد:

– “وديني على غرفة الكاميرات دلوقتي.”

دخلوا سوا غرفة المراقبة، ولما فتحوا التسجيلات، اكتشفوا إن الكاميرات متوقفة في نفس الليلة. المدير اتصدم وقال:

– “ده مستحيل! الكاميرات عندنا مبتقفش… اللي عمل كده حد من جوه المستشفى نفسه.”

عند توفيق

كان قاعد في مكتبه، دخل واحد من رجالتو وقال:

– “باشا، رحنا بيت الدكتور أدهم… ولأول مرة نلاقي حرّاس واقفين على الباب. واضح إنه مأمن المكان جامد.”

وش توفيق اتغير، ضرب بإيده على المكتب:

– “يبقى هو… اكيد خطفها. جهزوا الرجالة حالاً… هنروح له.”

عند سفيان

خرج من المستشفى، دماغه بتغلي إنه لسه مش قادر يوصل لأي خيط. فجأة رن تليفونه، رفعه بسرعة:

– “أيوه؟”

صوت واحد من رجاله اللي سايبه يراقب بيت توفيق:

– “سفيان بيه… توفيق خرج دلوقتي هو ورجالته، وماشيين بالعربيات لمكان مش معروف. أنا وراهم بالعربيه.”

سفيان بصوت حاد مليان تهديد:

– “خليك وراهم… ولو حصل اي حاجه غريبه كلمني فورا وابعتلي اللوكيشن.”

عند أهل ملاذ

أبو ملاذ كان قاعد مع أمها، بيحاول يقنعها بصوت هادي لكنه مليان رجاء:

– والله يا أم ملاذ، الراجل باين عليه طيب وبيحب البنت… وأنا حاسس إن في حاجة حصلت خلت البنت تتجوز بالطريقة دي. علشان خاطري… تعالي نسمع للبنت، ونروح نقعد معاها يومين لحد ما تخف. وبعدين نرجع بيتنا تاني.

عند توفيق وأدهم

وصل توفيق بيت أدهم، ولما الحراس حاولوا يمنعوه… رجالة توفيق ضربوهم وأسقطوهم أرضًا.

توفيق خبط على الباب، ولما أدهم فتح، اتفاجئ بيه واقف قدامه. بص بضيق على الحراس المرميين علي الارض، ورجع نظر لتوفيق:

– خير؟

رد توفيق ببرود وهو داخل:

– إيه؟ مش هدخل؟

سابه أدهم وهو مايل من الضيق، ودخله. توفيق قعد بكل ثقة، وحط رجل على رجل وقال:

– هي فين؟

أدهم بعصبية:

– هي مين؟

توفيق بسخرية:

– متستعبطش… البت اللي انت هتموت نفسك عليها وهتضيع الشغل بتاعنا بسببها. دي فين؟!

بصله أدهم بحدة وقال:

– أنت لو خاطفها علشان تهد سفيان، كان يبقى معلش. لكن علشان بتحبها وهتخيب علشانها وتضيع شغلنا… يبقى لأ.

أدهم رد ببرود:

– طظ في الشغل… أنا بظبط ورق وهسافر بيها.

ضحك توفيق بسخرية:

– تسافر؟! ودي هتعملها إزاي؟ تبقالك إيه علشان تسافر معاها؟ ولا هي هتسافر معاك إزاي وهي متجوزة؟

أدهم بحدة:

– هأجبرها ترفع قضية خلع قبل ما نسافر.

انفجر توفيق في ضحكة عالية، لكنه فجأة سكت وقال بصوت خطير:

– يبقى متعرفش سفيان… صدقني لو لقاك، وعرف إن مراته عندك… هينهيك.

وقف وقال: سلام.

عند سفيان

الراجل اللي سفيان سايبه يراقب كلمو، وقال:

– سفيان بيه، في ضرب حصل قدام المكان اللي جه ليه توفيق … والحراس واقعين.

سفيان اتجمد وهو بيسمع، وقال بسرعة:

– طب خليك مكانك… وابعتلي اللوكيشن حالًا، أنا والرجالة جايين.

عند أدهم وملاذ

بعد ما مشي توفيق، أدهم أمر حراس تانيين ييجوا… أكتر من الأول، علشان يقفوا على الباب لحد ما يغيّر مكانه.

أما ملاذ، كانت قاعدة في الأوضة، عينيها مليانة دموع وهي بتدعي ربنا ينقذها:

– يا رب… يا رب سفيان يلاقيني ويخرجني من هنا.

فجأة الباب اتفتح، وأدهم دخل بخطوات تقيلة. قرب منها بسرعة، لحد ما لزقها في الحيطة. حاول يقرب من وشها، وهي بترتعش:

– لو سمحت… أبعد. مينفعش كده. متلمسش حاجة من حق جوزي.

ملامحه اتغيرت، وصوته اتصعب:

– جوزك؟!!

رفع إيده وصفعها بالقلم، شد وشها بين إيديه، وزقها على السرير، صرخ بغضب:

– قولتلك… انتي بتاعتي! سامعة؟! أنا وبس اللي ليا حق فيكي… محدش غيري! وأنا هثبتلك دلوقتي.

بدأ يقطع هدومها وهي بتصرخ بأعلى صوتها.

عند سفيان

كان قرب من الفيلا، ومع أول ما وصل، الحراس حاولوا يمنعوه. لكنه اتجنن لما سمع صرخات جاية من جوه.

– ملاذ!!

الصرخات خلته يتأكد إنها جواه. هجم على الحراس بكل غضب، وكريم ورجالته دخلوا معاه. التشابك بينهم كان نار، لحد ما سفيان اندفع، كسر الباب، واتجه على طول ناحية الأوضة اللي جاي منها الصوت.

فتح الباب بعنف، واتفاجأ بالمنظر… أدهم بيحاول يتهجم على ملاذ وهي بتقاوم بكل قوتها.

صرخ سفيان وهو بيهجم عليه:

– يا ابن الكلب!!!

مسك أدهم وشاله من على ملاذ، وبدأ يضرب فيه ضرب متوحش، الغل مسيطر عليه وهو شايف هدوم مراته متقطعة.

دخل كريم بسرعة وحاول يحوشه:

– بس يا سفيان! متوسخش إيدك بسبب كلب زي ده… متخسرش نفسك عشانه!

سفيان وقف يتنفس بعنف، ورمى أدهم زي الكلب، وبعدين راح لملاذ.

وقلع الجاكيت من عليه ولفو علي الجزء اللي هدومها اتقطعت من عليها وباس راسها ب حنان و شالها بين إيديه، عينيه مليانة نار من الغضب من أدهم، وفي نفس الوقت دموعه محبوسة وهو شايف مراته مرعوبة بالشكل ده.

ملاذ كانت مرتمية في حضنه، إيديها متعلقة فيه بقوة وكأنها خايفة لو سبته ثانية هتضيع.

بصتلُه بعينيها المليانة دموع، وصوتها طلع متقطع من كتر الرعب:

– كنت… كنت عارفة إنك هتيجي يا سفيان… كنت متأكدة.

سفيان وقف مكانه لحظة، حضنها أكتر وباس راسها بحنان وهو بيقول بصوت مبحوح:

– والله ما كان في قوة في الدنيا هتمنعني عنكِ… طول ما أنا عايش، عمري ما هسيبك تضيعِ مني.

هي غمضت عينيها، ولأول مرة من وقت خطفها، حسّت بالأمان… أمان ملجأها الوحيد: سفيان.

اتشبتت فيه ب خوف وهي حاسه انو ملجأ الامان ب النسبالها ، وبص لكريم وقال بغضب:

– كريم… هات الكلب ده. ووديه على مخزن القصر.

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية ملاذ العاشق) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق