رواية في ظلال القضية – الفصل الخامس
وصل جواد ومروان وغيث إلى قصر القاضي
ودلفوا مع بعضهم البعض
وجدوا العم صلاح و محمد و نغم يجلسون ويرتشفون القهوة ويشاهدون التلفاز
اقتربوا الشباب منهم بتعب وإرهاق
انتبهت نغم إليهم و إلى الإرهاق البادي على وجوههم فسألتهم بقلق وخوف أموي:
” مالكوا يا ولاد ؟! انتوا كويسين؟؟ ”
جلس جواد بتعب وهو يضع يديه علي رأسه وقال وهو مغمض العينين:
” أنا كويس يا أمي متقلقيش ”
نهضت نغم بقلق و اقترب من جواد ، وضعت يدها على جبهته اعتقادًا منها أن حرارته مرتفعة
فتح جواد عيونه ونظر إلى قلقها بحب وقال وهو يلتقط يديها بين يديه :
” إيه يا ست الكل أنا تمام اوي بس عندي إرهاق من الشغل مش أكتر أنا هطلع ارتاح وبكره الصبح هبقي زي الفل ”
ابتسمت له والدته بحب ومسدت على شعره بحنان
تحت انظار غيث الذي يشعر بالغيرة
فإقترب وجلس بجانب والده وقال له بغيرة :
” شايف يا ابو حميد مراتك بتفرق ما بينا ازاي أول ما شافتنا داخلين جريت على جواد إيه العنصرية دي؟؟ ”
قهقه عليه كل من والده وعمه ومروان الذي لا يضحك بالعادة
إما نغم وجواد فنظروا إلى غيث
بنظرات مختلفه
ف جواد كان ينظر له بنظرات استمتاع فهو يستمتع كلما رأي نظرات الغيرة في أعين أخيه .
إما والدته فكانت تنظر له بعتاب وقالت له :
” معقول أنا بفرق بينكم يا غيث اخص عليك متكلمنيش تاني ”
امتعض وجه غيث بسبب حديث والدته
وضحك عليه والده وقال له بمزاح :
” البس اهي زعلت منك ”
نهض غيث وهو ينظر إلى والده بغيظ شديد
واتجه ناحية والدته وجذبها من جانب جواد وقام باحتضانها بشدة وقال بحزن مصطنع :
” معقول زعلانة مني يا أمي …. متعرفيش كلامك كسر قلبي إزاي؟؟ ”
ضربته والدته بخفة على صدره القوي وهي تضحك على ابنها الذي لا يكبر ابدا وقالت بضحك :
” ههههه مستحيل تعقل ”
هتف غيث وهو ما زال يحتضنها:
” واعقل ليه أنا حابب شخصيتي اوي … بجد أنا بحب نفسي ربنا يحميني ”
قهقه جميع العائلة على حديث غيث
وانقضي اليوم بجمعة عائلية مرحة مليئة بالمزاح و السعادة .
_______________
ذُهل إياد مما سمع للتو تم اختطاف عائلتها والخاطف يقوم بتهديدها نظر لها بحزن و حاول أن يتمالك نفسه وأن لا يقوم بضمها لصدره والتهوين عنها تحولت معالم وجهه للحدة الشديدة وسألها بعملية :
” تفتكري إيه السبب انه خطفهم بتشكي في حد معين او مثلًا في عدو ليكم ممكن يفكر يخطفهم ؟! ”
نفت لين برأسها وقالت ببكاء قطع نياط قلبه الذي نبض منذ أن رأها :
” لاء احنا ملناش أعداء ولا اعرف مين ممكن يفكر انه يأذيهم كل اللي اعرفه اني لو منفذتش كل اوامره اكيد هيأذيهم ”
عندما رأي إياد خوف لين من المجهول ذاد غضبه وتوعد للمجهول بأشد عقاب وجه نظره لها ثم قال بعملية :
” مش عايزك تقلقي أنا بوعدك في أقرب وقت هرجعلك اهلك وأعرف هوية الخاطف مش عايزك تخافي طول ما أنا معاكي ”
نظرت له لين بصدمة من حديثه
عندما لاحظ إياد نظرات لين الصادمة استوعب ما قاله منذ قليل وظل يسب نفسه مرارا و تكرارا ثم قال بتبرير :
” قصدي طول ما أنا ماسك القضية ودلوقتي عايزك تروحي تسجلي كل بياناتك عند حازم وبإذن الله نقدر نوصل لأهلك ونرجعهوملك من غير ما يتأذوا ”
نظرت له لين بابتسامة أمل وقالت له بشكر :
” شكرا ليك يافندم وأنا عندي ثقة إن حضرتك هتقدر ترجعهوملي في أقرب وقت ”
ابتسم لها إياد ثم قال :
” بتشكريني على إيه ده واجبي ”
بادلته لين الابتسامة ثم هتفت :
” طب أنا هخرج اسجل بياناتي … واروح لإن الوقت اتأخر ”
إياد بإيماءة وآمر :
” تمام وأنا هبعت معاكي عنصرين من فريقي علشان يحرسوا بيتك الفترة دي علشان اضمن سلامتك ”
نفت برأسها ثم قالت باعتراض :
” بس يافندم ”
رمقها إياد بنظرة حادة وقال بنبرة لا تقبل النقاش :
” أنا قولت اللي عندي تقدري تتفضلي ”
نظرت له لين بغضب مكتوم بسبب طريقة حديثه معها
ثم دارت له ظهرها وتقدمت ناحية الباب
فتحه وقبل أن تخرج رمقته بنظرة غاضبة
وخرجت بخطوات سريعة .
إما إياد فظل يقهقه على هذه الطفلة المجنونة
التي لا تصل إلى منتصف صدره بسبب قصره قامتها
وعلى نظراتها الغاضبة منه .
_______________
أتي الصباج
وبهذا الصباح سيلتقوا الأحبه
الذي سيجمعهم القدر في أجمل قصص الحب
_______________
استيقظت ريم على صوت رنين هاتفها
رفعت يداها وهي مغمضة عينيها تحاول أن تمسك هاتفها حتي وصلت له والتقطته من الطاولة
ضغطت على زر الرد ووضعت الهاتف على اذنها وردت
بصوت ناعس:
” الو ”
رد عليها الطرف الآخر وهو يقول :
” معايا الآنسة ريم عزام؟؟ ”
فتحت ريم عيونها بنعاس ونظرت للهاتف لكي تعرف هوية المتصل لكنها وجدت رقم غير مسجل فإعتدلت من وضعية نومها وردت على الطرف الآخر بقولها :
” ايوا معاك ريم عزام مين حضرتك ؟! ”
رد الطرف الآخر قائلًا :
” معاكي جواد القاضي ضابط في المباحث وحسب ما وصلي انك محامية معروفة علشان كده اتواصلت معاكي ”
سألته ريم بقلق :
” اهلا بحضرتك بس بردو معرفتش حضرتك عايز مني إيه ؟! ”
اجابها جواد بعملية :
” هتعرفي كل حاجة لما تيجي لمديرية الأمن وأنا هكون بانتظارك ”
انهي حديثه وأغلق الخط على الفور ولم ينتظر معرفة رأيها
وهذا ما اغضب ريم وجعلها تنظر للهاتف بصدمة وقالت لنفسها:
” دقيقة كده هو قفل في وشي اللي يتقفل في وشه أبواب الجنة القذر الحيوان على اخر الزمن ريم عزام افضل واشطر محامية فيكي يا مصر يتقفل في وشها التليفون ماشي يا أنا يا إنت يا زفت الطين والله لوريك قيمتك ”
انهت حديثها والقت هاتفها على السرير ونهضت بخطوات سريعة لكي تتجهز وهي تتوعد لذلك المغرور
_____________
عندما انهي جواد مكالمته نظر إلى اللواء عاصم الذي يجلس على مكتبه وينظر له بغضب
فرفع حاجبه بإستغراب وعدم فهم لسبب غضبه فقال بتساؤل :
” مالك يافندم بتبصلي كده ليه هو أنا عملت حاجة غلط ؟! ”
ابتسم اللواء بسخرية ثم قال باستهزاء:
” عمرك ما عملت حاجة غلط يابني ربنا يحميك ”
عقد جواد حاجبيه وسأله:
” اومال بتبصلي كده ليه حاسك كده هتقوم و تقتلني!!”
كز على أسنانه وهي يجيبه قائلًا:
” حاسس لا فعلًا احساسك قوي أنا مش هقوم اقتلك بس ده أنا هقوم اولع فيك ”
سأله جواد بعدم فهم وملامح الدهشة مرتسمة على وجهه:
” وهو أنا عملت إيه ؟! ”
” بتكلم المحامية كده ليه هي بتشتغل عندك وأنا معرفش؟! ”
قهقه جواد باستنكار مما زاد من غضب اللواء عاصم
ثم قال من بين ضحكاته التي زادته
وسامه :
“وحضرتك عايزني اتكلم معاها إزاي ؟! يافندم دي مش خطيبتي دي حتة محامية هتخرج رحيم من السجن بضمان محل إقامته مش حاجة هي..”
ضرب اللواء علي الطاولة بحدة ثم قال بتحذير :
” هو إنت مش هتتربي بقي يابني احترم خلق ربنا
وعلى فكرة البنت اللي إنت بتقول عنها مش حاجة لا دي حاجة وحاجة كبيرة كمان ولما تيجي إنت هتشوف بعينك وياريت تحترمها وإلا هتشوف أنا هعمل فيك إيه فهمت ”
نظر جواد إلى اللواء بذهول بسبب دفاعه عن هذه المحامية ثم قال :
” مفهوم يافندم هروح أنا مكتبي هشوف آخر المستجدات عن جريمة القتل وهستني سيادة المحامية العظيمة تيجي ”
نهض جواد بكل برود وخرج من مكتب اللواء وهو يفكر في هذه المحامية الذي زاد فضوله لرؤيتها وخاصًة عندما رأي اللواء يتحدث عنها بهذا الشكل .
اتجه إلى مكتبه ووجد ملف القضية موضوع على الطاولة فخلع جاكيته الجلدي أسود اللون ووضعه خلف كرسيه وجلس عليه ثم امسك الملف وبدأ في فحصه .
_______________
” في منزل غرام ”
كانت تحضر لوالدها وجبة الإفطار كعادتها
دلف أبيها إلى المطبخ رأها منشغله بتحضير الإفطار
فقال لها وهو يقف خلفها :
” إيه يا غرام مجهزة نفسك ورايحة على فين كده من الصبح؟! ”
التفتت له غرام وهي تقول بضيق :
” عندي مهمة جديدة همسكها ومش كده وبس لاء مع راجلين يا بابا راجلين ”
والدها والذي يدعي العم نصر :
” وماله يا بنتي راجلين راجلين هما هياكلوكي ولا إيه ؟! ”
تأففت غرام ثم قالت :
” ما حضرتك عارف مبحبش اشتغل مع رجالة ”
قهقه عليها والدها
ونظرت له غرام بغضب مصطنع وهتفت بضيق :
” بتضحك على إيه دلوقتي هو أنا قولت نكته ؟! ”
اجابها نصر محاولًا السيطرة على ضحكاته:
” طب أنا هعمل إيه ؟! بنتي مجنونة وهتجنني معاها روحي يا غرام روحي على شغلك يا بنتي وجعتيلي راسي منك ”
نظرت غرام لأبيها بغيظ قالت له :
” هي بقت كده طب أنا ماشية ”
هتف نصر ببرود :
” مع الف سلامة ”
خرجت غرام من المطبخ بغيظ من والدها ودلفت إلى غرفتها
حملت هاتفها وتوجهت للخارج صعدت سيارتها البسيطة واتجهت لمديرية الأمن .
_______________
تجلس مريم في نفس الغرفة المتهالكة التي احتجزت فيها من قبل سوزي هذه المرأة عديمة القلب
التي اصطنعت تربيتها وطيبتها
إلا أن وراء هذا الوجه الطيب او هكذا كانت تراه
مصلحة
تريدها أن تعمل معهم في شبكة الدعارة وعندما رفضت واصرت على رفضها
جاءت لها سوزي قبل قليل وقالت لها .
(Flash back)
سوزي وهي ترمي فستان قصير باللون الأحمر يظهر أكثر مما يخفي على مريم التي تجلس علي الارض
شاردة وقالت بأمر :
” بكره هتبدأي شغلك غصب عنك
شكلي كنت طيبة معاكي بزياة بس خلاص زمن الطيبة خلص وزيك زي أي بنت هتتباع وتشتري بين الناس وابقي وريني مين اللي هينجدك من الشغلانة دي ”
(back)
أمسكت الفستان بين يديها وهي تبكي بقهر على ما وصلت له قالت من بين شهقاتها بحسرة على حالها:
” بكره الرجالة هتشتري فيا وأنا مفيش بإيدي حاجة اعملها غير اني ادعي لربنا أنه يبعتلي حد ينقذني قبل ما الناس دول يدمرولي حياتي ”
ظلت مريم تبكي وتدعي ربها بأن ينقذها من هذه الورطة التي وقعت بها .
يتبع……..
________________
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية في ظلال القضية) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.