رواية في ظلال القضية الفصل الرابع 4 – بقلم ملك سعيد

رواية في ظلال القضية – الفصل الرابع

قام غيث و مروان بمعرفة مكان رحيم والقوا القبض عليه للتحقيق في جريمة القتل ، تحت اعتراضات رحيم على الذهاب معهم وبعض جمل الدفاع عن نفسه:
” أنا برئ مقتلتهاش صدقوني “
” أنا عارف اني هددتها بس صدقوني دي كانت لحظة عصبية “
” أنا مستحيل افكر ائذيها لإني بحبها “
ولكن لم يهتم غيث و مروان بدفاعه عن نفسه وقال له مروان ببرود :
” هنعرف الحقيقة بعد التحقيقات “
وتم القبض على رحيم وتوجهوا إلى مديرية الأمن
بعدما قام غيث بالإتصال على جواد واخبره بأنهم استطاعوا إلقاء القبض على رحيم وعليه أن يتوجه إلى مديرية الأمن لكي يحقق معه .
_______________
” بمكتب جواد بمديرية الأمن “
جلس جواد على كرسيه وهو ينظر إلى رحيم الذي كان جسده ينتفض من الخوف وسأله بشك :
” قتلتها ليه؟؟ “
نظر رحيم إلى جواد بخوف ثم قال بدفاع عن نفسه :
” مقتلتهاش …. والله مقتلتها “
نهض جواد بحركة سريعة أدت إلى ازدياد خوف و توتر رحيم ثم جلس على الكرسي المقابل لكرسي رحيم ثم اردف بتساؤل :
” طب إيه اللي يخلي سارة اخت مراتك تتهمك؟؟ “
فرك رحيم يديه ببعضها بتوتر ووجهه يتصبب عرقًا و قال :
” أكيد بسبب الخناقة اللي كانت بيني و بين سالي قبل ما تتقتل “
نظر له بشك ثم تابع اسألته قائلًا:
” وإيه سبب خناقتك معاها و تهديدك ليها بالقتل؟؟ “
ارتجف رحيم و نظر إلى جواد الذي بدي على ملامح وجهه الشك وقال :
” عرفت انها لسه بتتواصل مع حبيبها القديم …. فطبيعي اتخانق معاها …. و محدش يقدر يلومني على موقفي في اللحظة دي …. أنا عارف اني هددتها بس صدقني أنا مقتلتهاش …. بعد ما اتخانقنا سيبت البيت و مشيت …. لإني كنت متعصب جامد و خوفت لأذيها “
تنهد جواد ثم هتف:
” طبعًا أنا مقدرش احدد إن كنت القاتل و لا لاء إلا بالتحقيقات …. و تشريح جثه الضحية …. و لوقتها احنا هنستضيفك عندنا “
قال رحيم بدفاع عن نفسه :
” بس أنا مليش ذنب و مقتلتهاش علشان تحبسوني …. أنا برئ من التهمة دي “
” هنشوف إن كنت برئ و لا لاء …. و يا سيدي لو إنت برئ أكيد هتخرج من هنا …. وأنا أول واحد هيساعدك “
اومأ له رحيم وعلى ملامحه الحزن بسبب مقتل زوجته ، و لشعور الظلم الذي يسيطر عليه فهو برئ من هذه التهمة المنسوبة إليه ، لكن ليس باليد حيلة .
نادى جواد على إحدي الضباط الذين يقفون أمام مكتبه لأخد رحيم لحبسه على ذمة التحقيق
استجاب الضابط لآوامره و آخذ رحيم إلى السجن
وبعد ذلك توجه جواد إلى مكتب اللواء عاصم .
________________
اتجهت فتاة إلى منزلها تسمي لين فتاة من عائلة بسيطة تعيش مع والديها في حي بسيط
وعمرها 19 عامًا
فتاة ذو لسان سليط و هي مصيبة متنقلة
لكن قلبها ابيض وصافي مثل الحليب
كانت ممسكة بهاتفها تتطلع إلى آخر الأخبار
وصلت أمام منزلها وهو عبارة عن حديقة صغيرة مليئة بالأشجار و الورود ومنزل صغير مكون من غرفتان و مطبخ و حمام و غرفة معيشة .
دلفت لين إلى منزلها بعدما قامت بفتحه بمفتاحها الخاص ، وجدت منزلها رأسا على عقب حيث أن أثاث المنزل جميعه محطم و ملقي على الارض ولا يوجد أثر لوالديها فهرعت إلى الداخل بخطوات مرتجفة بفعل الخوف وهي تنادي بصوت مرتجف :
” بابا ماما حد يرد عليا “
ركضت لين تبحث عن والديها بجميع غرف المنزل لكن ليس لهم أثر ، وعندما يأست من ايجادهم جلست على أرضية المنزل تبكي بشدة وهي تنظر حولها بخوف ، لكن قطع صوت شهقاتها ، صوت رنين هاتفها حملته بأيدي مرتعشة وجدت رقم مجهول يتصل بها ضغطت على زر الايجاب ورفعت هاتفها بجوار اذنيها ،
وسمعت كلمات المجهول التي زادت الرعب داخلها
” لينة قلبي …. مش عايزك تخافي على اهلك ابدًا …. هما في إيد أمينه …. ولو عايزاني مأذيهومش … هتنفذي كل اللي هقولهولك بالحرف الواحد “
لين بصوت متقطع من الخوف :
” إنت إنت مين !! …. وعايز إيه مني ؟! ….. وليه خطفت اهلي ؟! “
” لينة قلبي اوعدك هجاوبك على كل أسئلتك دي في الوقت المناسب … بس دلوقتي هضطر اقفل وياريت متتغابيش وتتواصلي مع الشرطة …. وإلا مش محتاج اقولك اني هأذي اهلك “
لين بترجي و بكاء :
” لا مش هتواصل مع الشرطة …. بس متأذيش اهلي …. وأنا مستعدة اعمل اللي إنت تطلبه … بس متقربلهمش “
” شطورة يا لينة قلبي “
اغلق المجهول المكالمة وترك لين بصراعها الداخلي من أن تذهب إلى الشرطة وتخبرهم بخطف عائلتها ، أو تستسلم لتهديد المجهول ، لكنها اتخذت قرارها بأن تخبر الشرطة ، فهي ليس لديها أي حل لإنقاذ عائلتها من بطش هذا المجهول .
نهضت لين ومسحت دموعها بقوة
قالت بإصرار لإنقاذ عائلتها :
” لا يا لين ده مش وقت ضعفك …. عيلتك بأشد الحاجة ليكي في الوقت ده …. وأنا هعمل كل جهدي علشان انقذهم “
حملت لين هاتفها وتوجهت لخارج منزلها
متجهة إلى قسم الشرطة .
_______________
جلس جواد أمام اللواء عاصم قائلًا:
” بعد تشريح جثة الضحية …. وجد انها اتعرضت لخمس طعنات في بطنها …. وللأسف مفيش أي أثر للسكينة اللي اتقتلت بيها المجني عليها “
سأله اللواء عاصم بعملية:
” طب مفيش أي كاميرات في المبني اللي كانت عايشة فيه الضحية “
” لا يا فندم فيه كاميرات …. بس للأسف كان في حد معطلها …. ومش محتاج اقولك انه القاتل “
” و الحل؟؟ “
اجابه جواد بعملية:
” أكيد هنلاقي أي دليل يدينه … مش بالضروري انهاردة او بكره …. بس أكيد هنوصل لأي حاجة توصلنا للقاتل “
” أنا مضطر اعينله محامي “
سأله جواد بنبرة مستغربة:
” ليه يافندم؟! …. احنا لسه في أول التحقيقات …. ولسه متثبتتش عليه التهمة … لحد دلوقتي “
” عارف …. بس الواضح إن رحيم ملهوش حد من عيلته علشان يساعده …. و متنساش يا جواد إن المتهم برئ حتي تثبت ادانته …. ورحيم بالنسبالي دلوقتي برئ …. ولازم اعينله محامي “
نهض جواد ثم اردف :
” تمام يافندم …. أنا مضطر امشي دلوقتي “
” يا ريت فعلا تمشي دلوقتي…. إنت مش شايف وشك عامل إزاي؟؟ “
عقد حاجبيه ثم سأله :
” عامل إزاي يافندم؟؟ … ما أنا زي الفل اهو “
تحدث اللواء عاصم باستنكار:
” زي الفل!! …. امشي يا جواد ارتاحلك شوية إنت وشك مصفر وحالتك حالة….. مية مرة اقولك بلاش تجهد نفسك في الشغل …. بس مفيش فايدة “
ابتسم جواد ثم هتف:
” ده شغلي يافندم وأنا مقدرش أهمل فيه “
امتعض وجه اللواء عاصم ثم قال :
” وهو أنا قولتلك أهمل فيه …. امشي يا جواد… امشي يابني … وجودك بيعليلي الضغط “
خرج جواد وهو يضحك على حديث سيده بالعمل
وهو بطريقه للخارج لمح مروان و غيث يقفون قبالة بعضهم يتحدثون فإقترب منهم و سألهم :
” إيه اللي موقفكم هنا ؟! “
نظروا له ثم اجابه مروان:
” كنا مستنيينك…. علشان نمشي مع بعض “
اماء جواد قائلًا :
” تمام يلا “
توجه جواد إلى سيارته وكذلك غيث و مروان وكلا منهم لتجه إلى قصر عائلة القاضي .
______________
تجلس ريم في غرفتها وهي ممسكة بألبوم
صور عائلتها
التي كانت تتكون من أب أم و اخت
وكم كانوا سعيدين في الصور
لكن السعادة لا تدوم بعد فقدان العائلة يشعر الإنسان بالوحدة و الحزن
وريم كذلك لكنها مع الوقت حاولت أن تنسي بعض آلامها
وها هي تجلس وتسترجع ذكرياتها
ودموعها تملئ عينيها وتتمرد على وجنتيها .
وقالت بهمس حزين وهي تلمس صورة تجمعها بعائلتها :
” وحشتوني اوي … كل ما احاول انسي وجع فراقكم مقدرش بجد فراقكم صعب … من ساعة ما سيبتوني وأنا مستنية اللحظة اللي هجيلكم فيها …. لإني تعبت من الوحدة اللي أنا عايشاها …. دايمًا لابسة قناع القوة وأنا من جوايا أضعف مما تتخيلوا …. بابا كان دايمًا يقولي عايزك قوية دايمًا وتعتمدي على نفسك … وأنا بقيت كده بس بتمني اني اخرج من وحدتي “
________________
وصلت لين أمام قسم الشرطة وهي تقدم قدم و تأخرها من كثرة توترها وخوفها من اتخاذها لهذه الخطوة
التي من الممكن أن تتسبب بإلحاق الآذي لوالديها ،
دلفت لين إلى داخل القسم
وظلت تتلفت حولها بخوف من ما هي مقبلة عليه
لاحظ إحدي ضباط الشرطة وجود لين فترك الملف الذي بيده على الطاولة و اقترب منها حتي وقف أمامها .
وسألها بصوته الخشن :
” في حاجة يا آنسه أقدر نساعدك بيها؟؟ “
نظرت له لين بخوف وابتلعت ريقها بصعوبه وعندما لاحظت نظرات الضابط الحادة لها حاولت بقدر الإمكان
أن تبدو طبيعية وقالت :
” ممكن اقابل الضابط المسئول عن القسم ده بعد اذنك “
نظر لها الضابط نظرات متفحصة ثم أماء برأسه قائلا :
” تمام استني هنا على بال ما اديله خبر “
قال جملته ولم ينتظر جوابها واتجه إلى مكتب الضابط المسؤول عن القسم
طرق الضابط على باب المكتب
سمع صوت خشن حاد يأمره بالدخول
فتح الضابط المسمي ب حازم الباب ودلف إلى مكتب سيده وهو يقدم التحية له .
وهنا ظهر الضابط إياد عز الدين وهو يجلس بكل وقار على مكتبه وبيده ملف إحدي القضايا التي يمسكها
رفع نظره إلى حازم وسأله ببرود :
” هتفضل ساكت كده ؟! قول في إيه؟! “
ابتلع حازم ريقه من التوتر ولما لا فهو أمام سيده الحاد الطباع وقال بتوتر :
” بصراحة يا باشا في بنت طالبه تقابل حضرتك “
رفع إياد إحدي حاجبيه بتعجب وسأله :
” متعرفش مين ؟! “
اجابه بنفي :
” لا يا باشا “
فكر إياد بهوية الفتاة التي تطلب مقابلته ثم رفع نظره
إلى حازم و قال له بلهجة آمره :
” دخلهالي “
هز رأسه بطاعة ثم قال:
” حاضر يا باشا فورًا هتكون عند حضرتك “
خرج حازم من المكتب واتجه ناحية لين التي تقف وتفرك بيديها بتوتر اقترب منها بخطوات سريعة حتي رأته لين واعتدلت في وقفتها
وقف حازم أمامها ثم قال :
” الباشا مستنيكي في مكتبه تعالي ورايا “
اماءت له لين ولحقت حازم بخطوات بطيئة متوترة حتي وصلت أمام مكتب الضابط
طرق حازم الباب وأذن له إياد بالدخول
فتح حازم الباب ثم قال وهو ينظر للين
التي تقف أمام الباب بخوف :
” تعالي يا آنسه “
اماءت له لين بتوتر ثم دلفت إلى المكتب بخطوات بطيئة مرتجفة حتي وقفت أمام إياد
الذي عندما رأها لم يستطيع ابعاد نظره عنها
لكنه فاق من شروده على صوت حازم القائل:
” تؤمرني بحاجة تانية يا باشا؟؟ “
قال له إياد وما زالت نظراته على لين المتوترة:
” روح إنت “
خرج حازم من المكتب وترك لين بمفردها مع إياد
حاول إياد أن يتغاضي عن إعجابه بها وقال
بخشونه :
” اقعدي يا آنسه واحكيلي ليه طلبتي تقابليني؟؟ “
عندما سمعت لين سؤال إياد عن سبب طلبها لرؤيته
قالت له بدموع:
” حد خطف بابا و ماما وبيهددني بيهم وعايزاك تساعدني وترجعهم ليا “
يتبع……..

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية في ظلال القضية) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق