رواية في ظلال القضية الفصل السادس 6 – بقلم ملك سعيد

رواية في ظلال القضية – الفصل السادس

دلفت غرام إلى مديرية الأمن وهي تشعر بالحماس لهذه المهمة التي ستقوم بها
وهذا لا يعني أنها ليست مستاءة لأنها ستقوم بالمهمة مع رجلين
وآه من هؤلاء الرجال فهي تتخذهم اعداء لا أكثر
لكنها ستحاول أن تتغاضي عن عملها معهم .
سألت عن مكتب اللواء عاصم فدلها عليه إحدي الضباط الموجودين في المبني
اتجهت إلى مكتب اللواء بخطوات متزنة واثقة
وصلت أمام المكتب وقامت بالطرق عليه حتي وصل لمسامعها صوت اللواء يسمح لها بالدخول .
دلفت غرام إلى المكتب وهي تبتسم بحماس
رفع اللواء نظره لكي يري من الذي جاءه
ورأي غرام نفسها الفتاة التي تربت علي يده فهو ذو معرفة قديمة بوالدها
وعندما علم برغبة غرام بالانضمام إلى فكان أول المعاونين لها في تدريباتها .
ابتسم عندما رأها وقال لها بلطف :
” ازيك يا غرام يا بنتي عاملة إيه ؟! ”
اجابته غرام بابتسامة لا تظهر إلا للقليل:
” الحمد لله يافندم أنا زي الفل وبصراحة أكتر فرحت اوي لما عرفت إن حضرتك طلبتني علشان أكون في المهمة دي ”
أشار لها اللواء للجلوس وهو يقول بابتسامة :
” أنا عندي ثقة كبيرة إن مفيش غيرك هيقدر على المهمة دي علشان كده طلبتك اقعدي وارتاحي لحد ما ابعت للشباب اللي هيكونوا معاكي في المهمة ”
ضاقت نظراتها ثم قالت بتذمر لطيف:
” وهو لازم يكون معايا شباب طب ما أنا اقدر على المهمة لوحدي ”
رد عليها اللواء وهو يرفع سماعه الهاتف:
” عارف يا غرام انك قدها بس المهمة دي عايزة تعاون بينك وبين الشباب مش هتقدري عليها لوحدك ولا هما هيقدورا عليها لوحدهم اقعدي إنتِ وارتاحي لحد ما ييجوا ”
وبالفعل جلست غرام وهي تتأفف بضيق
فهي لا تريد العمل مع هؤلاء الشباب
لكن ما باليد حيلة
طلب اللواء إرسال كلا من غيث و مروان لمكتبه
لمناقشة أمور المهمة .
_______________
يقف عدي في إحدي غرف منزله
الأقرب إلى قلبه
وهو يتأمل صورها التي تملأ الحائط فهو يعشقها بل يتيم بها ووصل حبه لها حد الجنون
رفع يده يتلمس إحدي صورها والتي كانت أكبر صورة معلقة علي الحائط وهي صورة (ريم)
مالكة قلبه .
وقال وهو ينظر لها بهيام:
” قريب يا ريمي قريب وهتكوني بين ايديا عارف اني لحد دلوقتي معترفتلكيش بحبي بس وعد في أقرب وقت هعترفلك قد إيه أنا بحبك من أول مره شوفتك فيها وكل مره بشوفك فيها بيزيد حبي ليكي
قريب يا ريمي قريب جدًا ”
______________
التقى كلا من غيث ومروان أمام مكتب اللواء
وبدا على وجوههم الضيق فهم لا يريدون العمل بهذه المهمة مع هذه الفتاة
لكنهم لا يستطيعوا رفض أوامر سيدهم .
نظر غيث لمروان وقال له بتذمر :
” هو أنا ينفع انسحب من المهمة دي ؟! ”
اجابه مروان بحنق :
” لاء يا ظريف للأسف مضطرين نقوم بالمهمة مع البرنسيس غرام ويلا ندخل لاحسن اللواء يهزقنا قدامها ”
اماء له غيث موافقًا حديثه ، وقام بالطرق على الباب
ودلفوا عندما اتاهم صوت اللواء سامحًا لهم بالدخول ،
عندما دلفوا للداخل وقعت انظارهم على فتاة تجلس بكل ثقة و شموخ وتنظر لهم ببرود .
التقت انظار مروان و غرام وكانت تحمل بعض من التحدي ولا أنكر انها لا تخلو من بعض الإعجاب
وجه اللواء حديثه للشباب وقام بتعريفهم ببعض وقال :
” احب اعرفكم ببعض دي غرام نصر من اكفأ الضباط البنات وهي هتكون شريكتكم في المهمة الجديدة ”
نظرت لهم غرام بغرور بسبب مديح اللواء بها وقابلها نظرات الشباب المستهانة بها
وخاصًة نظرات مروان الذي كان يحدقها بنظرات تقليل .
شعر اللواء بشحونه الاجواء فأردف ملطفًا للجو:
” ودول بقي يا غرام هما مش محتاجين تعريف بس ميمنعش اني اعرفك عليهم ده غيث القاضي
وده…”
كان يشير إلى مروان وكاد أن يقوم بتعريفه
لكن قاطعه مروان وهو يتقدم نحو الكرسي المقابل لغرام وجلس عليه وهو يقول بغرور ونظرات
تحدي :
” أنا مروان القاضي اكفأ ضابط مباحث ممكن
تشتغلي معاه في حياتك وده طبعًا شرف ليكي انك هتقومي بالمهمة دي معايا ”
حدقته غرام بسؤم من حديثه الذي يحمل الغرور في طياته وايضًا التقليل منها ،
اللواء كان يتابع ما يحدث
بين غرام و مروان بهدوء فهو يعلم مدي صعوبة تعامل مروان مع الفتيات .
قاطع هذه النظرات المليئة التحدي صوت اللواء وهو يقول :
” ياريت تحاولوا تتفقوا مع البعض لإن بطريقتكم دي المهمة هتفشل وأنا هقتلكم لو ده حصل ”
نظر إلى غيث الذي مازال يقف وقال له وهو يشير إلى الكرسي الذي يجاور مروان :
” اقعد يا غيث وخلينا نناقش تفاصيل المهمة ”
جلس غيث بجانب مروان
وبدأ اللواء بمناقشة تفاصيل المهمة معهم
بجانب النظرات الحانقة من جهة مروان ل غرام
_______________
يجلس رحيم في أرضية السجن
وعلى وجهه إمارات الحزن
فالذي يمر به ليس بالسهل فهو بعيون الجميع قاتل زوجته
وشعور الظلم ليس بالهين عليه انه يألمه كثيرا .
ابتسم لسخرية القدر وقال بصوت منخفض :
“بدايتي معاها كانت غلط جوازنا كان مجرد سوء
تفاهم للأسف محدش عارف اني لما روحت اتقدم مروحتش علشان سالي روحت علشان سارة ”
_______________
تمشي بثقة بين ممرات المبني تحت أنظار الجميع المعجبة بها
نعم انها ريم عزام محاميتنا القوية
التي تجذب أعين كل من يراها
حيث كانت ترتدي بدلة تليق بها
والتي تتكون من بنطال باللون الأسود و قميص باللون الأبيض وجاكت باللون الأسود
وحذاء ذو كعب عالي باللون الأسود
وتركت لشعرها العنان .
وقفت دقيقة تتلفت حولها علها تجد أي شخص يدلها على مكتب ذلك البغيض جواد الذي كانت تتوعد له بالكثير ذلك المغرور
كان يسير بجانبها إحدي الرجال وكان يطالعها بإعجاب ظاهر .
لاحظت ريم نظراته لكنها تجاهلتها
واوقفته بيديها وقالت له بابتسامة حاولت أن تجعلها لطيفة بعض الشئ:
” بعد اذنك ممكن تقولي فين مكتب الضابط جواد ؟! ”
ابتسم لها الرجل ابتسامة واسعة واجابها بسرعة :
” ايوا طبعا مين ميعرفش مكتب السيد جواد فين اتفضلي معايا أنا هوصلك ليه ”
انهي حديثه وهو يشير لها بأن تسير امامه
فإستجابت ريم لإشارته وسارت أمامه بهدوء .
اوصلها الرجل أمام مكتب جواد وقال لها بلطف بالغ:
” ده مكتب السيد جواد تحبي ادخلك ليه ؟! ”
نظرت له ريم بضيق وقالت بهمس:
” ليه يعني هتوه مثلًا؟! ”
نظرت للرجل وقالت له بابتسامة شاكرة:
” شكرا لحضرتك أنا هقدر ادخل لوحدي تقدر تروح تشوف شغلك اللي أنا عطلتك عنه ”
وبالفعل ذهب الرجل وهو ما زال يرمقها بنظرات إعجاب
فقالت ريم بتأفف:
” اليوم كان ناقصه ده كمان مش كفاية الزفت جواد ده وانه قفل في وشي المكالمة والله لهربيه على العملة دي ”
انهت حديثها وطرقت على باب المكتب
ودلفت على الفور دون الاستماع لإذن جواد لها بالدخول .
رفع جواد انظاره ناحية الباب أثناء دلوف ريم وهي تقول له بغضب مكتوم :
” إنت إزاي تتجرأ وتقفل المكالمة في وشي؟! ”
التقت نظرات ريم بجواد
حيث كانت نظرات جواد صادمة عندما تذكر لقاءه بها في المطعم
إما ريم كانت إمارات الغضب و الغيظ يرتكزون علي ملامحها حسنا لنقل أنها لا تتذكره .
رفعت ريم حاجبيها عندما لاحظت نظراته المصوبة تجاهها وقالت له وهي تقترب من الكرسي المقابل لمكتبه بسخرية:
” أنا عارفة اني ملكة جمال العالم بس مش لدرجة انك مترفعش عيونك من عليا ”
فاق جواد من نظراته المتفحصة لها على نبرة صوتها الساخرة وتحولت ملامحه للبرود وقال لها :
” جمال !! كان نفسي اجبر بخاطرك واقولك انك جميلة فعلًا بس مش عايز اشيل ذنوب بسببك ”
رده الساخر جعلها تستشيط غضبًا منه فقالت له وهي تكز علي أسنانها :
” إنت متعرفش تتكلم مع الناس بذوق واحترام؟! ”
اجابها جواد بابتسامة مستمتعه لإثارة غضبها:
” على حسب علمي لاء معرفش ”
اذا نهضت وضربته بحذائها ذو الكعب العالي
هل تكون خاطئة
لا والله فإنه يستحق الضرب حتي يتربي ويعرف كيفية الرد باحترام .
تأففت ريم بضيق وقالت له:
” بص أنا مش فاضيالك قولي طلبتني ليه؟! ”
اجابها جواد:
” عجبني سؤالك وأنا هجاوبك عليه اسمعي يا ستي_____”
اماءت ريم وهي تنظر له وقالت:
” تمام يعني رحيم هيخرج من السجن بضمان محل إقامته لحد ما تلاقوا اي دليل يدينه ”
رفع جواد حاجبيه وقال لها بسخرية:
” جيبتي الطايرة يا فيلسوفة عصرك ”
اغضبها بل اغضبها بشدة نظرت له نظرات قاتمة وهي تسبه بأفظع كلمات السباب بالطبع بداخلها
وعندما انتهت فقرة سبابه الداخلية لها .
نظرت له ببرود ثم قالت:
” مش معني اني ساكتالك انك تتمادي معايا في الكلام إنت متعرفش إنت بتتكلم مع مين ”
اجابها ببرود :
” عارف ريم عزام افضل واشطر محامية فيكي يا مصر ده اللي عايزة تقوليه؟! ”
نظرت له بصدمة كيف له أن يردد كلماتها التي كانت تلقيها على نفسها بعد انهاء مكالمته معها
هل كان يستمع لحديثها
لكن كيف وهو من اغلق المكالمه .
رفعت انظارها له وجدته يطالعها ببرود ونظرة اخري غامضة لا تعلم ما بداخلها فقالت له بثقة وغرور :
” عليك نور فعلًا أنا افضل و اشطر محامية فيكي يا مصر عاجبك ولا مش عاجبك؟! ”
اجابها بلسانه اللاذع:
” لا مش عاجبني إزاي واحدة لسانها متبري منها تبقي اشطر محامية في مصر ظلمك اللي قال عنك كده..”
يكفي لقد فاض كيلها هذا المغرور يجعلها تخرج عن شعورها ومن الأفضل أن يتفادي شخصيتها التي تحاول أن تخفيها بقناع الفتاة اللطيفة
فهي لها شخصية اجرامية لا يعرفها احد إلا صديقها عدي .
بالطبع لأنها قرأت العديد من روايات المافيا الايطالية او الروسية لا يهم من كانوا الأهم أنها تعلم جيدًا أفضل طرق القتل التي يمكن استخدامها لقتل هذا الأحمق السخيف لكن صبرًا .
لاحظ جواد نظرات ريم له التي تحمل الكثير من التوعد
وهذا ما جعله يستمتع أكثر .
هو لا يعلم لماذا تحدث معها بهذه الطريقة عندما رأها
لكنه لا يستطيع إنكار أن رؤيته لها وهي منزعجة تجعله مستمتع وسعيد برؤيتها هكذا .
وهو لا يعلم أن أبواب العشق ستفتح له
على يد هذه الريم العنيدة ❤
يتبع……

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية في ظلال القضية) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق