شمس الصقر (رواية صقر وشمس) – الفصل السادس
[6]
خرج من المبنى ليجد رجاله محيطين بالمكان بأكمله، توجه نحوه رئيس الحرس و قد كان أسمه محمد و هو صديق صقر منذ الثانوية، اردف بنبرة متسألة بينما يتوجها نحو السيارة:
محمد: ماذا بك يا صقر؟؟، لما أنت هكذا متهكما و يبدو أن دمك يغلي مثل البركان؟!.
نفى بهدوء بينما يصعد السيارة و يجلس خلف المقود و جلس محمد بجانبه، أشار بيده للرجال بشكل دائري في الهواء لكي يجعلهم يصعدون السيارات و قد فهموا بالفعل هذا و نفذوا من دون ان يتفوه اي أحد منهم بحرف واحد، أردف صقر بينما بدأ بالخروج من الشارع بنبرة عادية:
صقر: غدا بعد الأجتماع سوف أعود الى هنا و أخذ خطيبتي من أجل أن أشتري الذهب.
حملق به محمد و لم يفهم ما تفوه به سأل بصدمة:
محمد: ماذا تقول يا رجل لم أفهم؟؟.
صقر ببرود: ها قد بدأ الغباء!!، لن أعيد حديثي لأنني أكره هذا.
تنهد محمد بقوة و أعاد حديثه في عقله مرددا:
محمد: حسنا أنت الان غدا سوف تشتري الذهب من أجل خطيبتك أي أنك سوف تشتري الشبكة!!، هل يعلم خالد بهذا؟.
نفى صقر: لا لم يعلم بعد، أنت و آدم فقط من يعلم كما أن بعد غد سوف يكون عقد القران و لن تكون هناك حفلة زفاف لكي تعلم.
لطم من شدة صدمته بطريقة درامية جعلت صقر ينظر نحوه بنظرة قاتلة بينما يردف محمد:
محمد: لما السرعة يا رجل لمااا؟؟، توجد فترة خطوبة كن فيها قليلا مثلي و مثل خالد لما الاستعجال؟؟.
هز رأسه يدلف الى الشارع الرئيسي مبررا:
صقر: توجد أسبابا خاصة لهذا سوف يكون علي الاستعجال في أمور الزفاف المملة هذه، و غير هذا هي لن تجلب أي شيء لأن القصر جاهز بالفعل و سوف تعيش مع والدتي و آدم.
أومى له محمد ثم تحدث:
محمد: بالمناسبة سوف أحتاج أن أخذ إجازة لمدة أسبوع لأنني اريد أن أعود الى البيت من أجل أن أحدد متى سوف تكون حفلة الزفاف و خالد معي، قررنا بأن يكون زفافي و زفافه في نفس اليوم و في نفس القاعة أيضا.
تحدث صقر بتهكم: كم أنتما منافقين و خائنين، تخططان من خلف ظهري و أكون أنا أخر من يعلم، خونة.
انزعج محمد بينما يبرر موقفه:
محمد: لا تمثل علي دور الضحية الان، انت سوف تتزوج قبلنا حتى!!، تمثيلك زائف بطريقة جدا.
اومئ له صقر بابتسامة باهتة، استمر في القيادة الى ان وصل الى قصره.
¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥
امسكت الفستان و وضعته في الخزانة ثم أرتمت فوق السرير بجانب ياسمين التي تسألت:
ياسمين: هل إلى هذا الحد وضعك سيء يا شمس؟؟، هذا لا يعطيكي فرصة حتى للتعرف عليه بشكل افضل.
هزت كتفها بقلة حيلة متنهدة:
شمس: ليس بيدي يا حبيبتي، أنا كنت أريد أن أتعرف عليه أكثر ايضا لكن كما هو الحال أمامك سوف اتزوج بعد غد و من دون أسرتي او حتى من دون حفلة زفاف، اليس هذا هو الحظ النحس و بدرجة عالية ايضا؟؟.
قهقهت ياسمين بينما تحتضنها و تقول بنبرة حنونة:
ياسمين: لا تقلقي نحن هنا أسرتك، صحيح لن يكون تواجدنا بنفس تواجد أسرتك لكن سوف نحاول قدر المستطاع ان نجعلكي تشعرين بحضورهم.
شمس: انا أعلم هذا مسبقا يا حلوتي لهذا اريد ان انام اصمتي و نامي مثلي و الا سوف اقتلك و انا اتكلم بجدية عندما يكون الامر متعلق بالنوم.
اصطنعت ياسمين الخوف ثم رددت بخفوت:
ياسمين: حسنا لكن أهدئي يا لكي من فتاة متوحشة.
امسكت شمس بوسادة بجانبها و صفعتها على وجهها جعلت الاخرى تحتضن الوسادة و تستدير الى الجهة الاخرى بانزعاج بينما شمس لم تبالي لها و غرقت في نوم عميق.
في الساعة الرابعة فجرا**
نظرت إلى يديها البيضاء و إلى جسدها الذي ألتف حوله قماش أبيض صانعا فستان بسيط بأكمام طويلة شفافة استطاعت ان ترى بشرتها من أسفله، هبت نسمة باردة ملفحة وجهها بخفة جعلت خصلات شعرها الشقراء تتطاير مع هبوبه، هنا أنصدمت متلمسة خصلاتها التي اصبحت طويلة تصل الى خصرها.
تناظرت حولها بصدمة لتجد أن المكان يحفه الظلام من جميع النواحي إلا بعضا من نور القمر الذي تخلل من بين الاغصان اليابسة، هنا هي شعرت بالخوف لكن صياح طائر الصقر فوقها جعلها تنظر لاعلى و اصبحت تركض متتبعة صياحه في هذا الظلام الحالك، وصلت إلى نهاية الغابة المظلمة و استندت بيدها على جذع شجرة بينما تشعر بتعب من كثرة الركض، رفعت أنظارها ببطئ حينما رأت ظل شخصا ما أمامها على الأرض، ملابسه سوداء بأكملها تقدمت نحوه و هي عازمة على رؤية ملامحه هذه المرة.
تقدمت و تشعر بدقات قلبها تصبح اسرع فأسرع، مع تزايد وتيرة تنفسها أيضا توقفت أمامه و يفصل بينهما خطوتين فقط لترفع يدها و تقربها ببطئ نحو رأسه محاولة إزالة القبعة عن رأسه لكن عوضا عن هذا وجدت أنه أحكم قبضته على يدها و وضعها مكان قلبه الذي ينبض بسرعة مثل قلبها تماما، فصل الخطوتين بينهما متقدما نحوها و دفن رأسه في خصلات شعرها الشقراء، اشتعل وجهها خجلا و حاولت إبعاد كفها المنبسط فوق صدره و لكنها محكمة بين قبضته لثانية بينما تتنفس أشتمت رحيق عطره الرجولي لتتوقف عن المحاولة ببطئ شديد.
شعرت به يلف ساعديه حول خصرها لتتمسك بأكتافه و هي تشعر براحة غريبة رفعها هو لتلف يديها حول عنقه و وجهها يصبح في مقابل وجهه، رفع وجهه اكثر لتظهر لحيته الخفيفة و فكه الحاد و شفاهه الحمراء بخفة وفعت يدها اليمنى ثم أزاحت القبعة السوداء لتقابلها عيناه العسلية الحادة مع شعره الاسود الكثيف، كانت مصدومة لكنها سعيدة بذات الوقت، وجدته يحرك شفاهه أمامها كأنه يخبرها بشيئاً ما لكنها رددت بخفوت:
شمس: لا أستطيع سماعك!، تحدث بصوت أعلى قليلا.
ردد أمامها مرة أخرى لكن لا فائدة كانت ستتحدث مرة أخرى لكنها سمعت صوت صياح الصقر يضرب في أذنيها و جعلها تشعر كأنها صماء و أذنيها أصبحت تؤلمها بقوة لتغطيهم بكفيها صارخة، ليصدح آذان الفجر و تفتح عيناها بقوة بينما تتنفس بسرعة، نظرت حولها لتجد نفسها داخل غرفة ياسمين لتتنهد براحة واضعة يدها فوق قلبها.
استقامت ناظرة إلى جانبها لتجد ياسمين نائمة بشكل مبعثر كعادتها المزعجة، هزتها بقوة و هي تصرخ:
شمس مماطلة: إستيقظي يااا غبية سوف يضيع علينا الفرض.
أستيقظت الاخرى بفزع و أصبحت تنظر يمينا و يسارا بينما شعرها المشعث يغطي وجهها لتصبح مثل المشعوذة و تردد قائلة بنعاس:
ياسمين: ماذا ماذا هناك؟، هل أنفجر شيئاً ما في المطبخ؟.
ردت عليها شمس و هي تفتح باب الحمام غير مبالة لها:
شمس: لقد أنفجر رأسك المربع هذا، كم انتي فتاة غبية.
ياسمين بغباء: اشكرك.
شمس: العفو.
توضأت كلا منهما ثم خرجتا و أمتهم سهيلة في الصلاة بينما ذهب سامر يصلي في المسجد، بعد مدة ذهبت شمس و ياسمين إلى النوم مرة أخرى بينما بقيت سهيلة مستيقظة كالعادة هي و سامر.
÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷
في فترة ما بعد الظهيرة**
وقفت شمس بينما ترتب حجابها أمام المرأة و سألتها ياسمين:
ياسمين: ألم يتأخر صقر؟؟.
نفت شمس: لا لم يتأخر خمس دقائق و سوف يكون في الاسفل.
ياسمين تومئ: حسنا، هل تعلمين إنه بسبب الإجازة التي طلبتها لمدة ثلاثة أيام، لا يمكنني أن أطلب إجازة لمدة قرن يا آنسة.
نظرت لها شمس و هي تحرك حاجبيها لأعلى و أسفل لكي تغيظها أكثر:
شمس: تستحقين هذا و أكثر أيضا، أنا لو كنت مكان مديرك هذا لم أكن لاوافق على طلب إجازتك.
و انهت حديثها مقهقهة لتغتاظ منها ياسمين و ترمي عليها الوسادة بحقد مردفة بينما الاخرى أمسكت الوسادة بسهولة:
ياسمين: غبية جدا و لما قد اتحدث مع شخص مثلك غبي يمتلك حذاءا بدلا من العقل!!.
شمس ببساطة: يمكن لانني شخص غالي على قلبك؟!.
قهقهت شمس بقوة في آخر حديثها لتمسك ياسمين الوسادة القانية ناوية صفعها بها لكن قاطعها هي و قاطع ضحكة شمس رنين الهاتف لترد على الرقم الذي كانت قد سجلته بأسمه مسبقا:
شمس: السلام عليكم!!.
رد عليها بنبرته الباردة الاعتيادة التي ترسل صدمة كهربائية على طول عامودها الفقري و جعلت الدماء تنسحب من عروقها بسرعة و استقر في وجنتيها و تلاحظ ياسمين هذا و تبدأ بهز إكتافها لاعلى و أسفل تزامنا مع حاحبيها جاعلة شمس ترتبك أكثر:
صقر: و عليكم السلام، هل أمام جاهزين؟!.
شمس: نعم، نحن جاهزون هل أتيت أنت؟!.
لف مقود السيارة دالفا الشارع و خلفه سيارة حماية واحدة تحمل أربعة أشخاص فقط بما فيهم يتواجد خالد و محمد معه في سياراته الخاصة:
صقر: حسنا، لقد وصلت الآن يمكنكم النزول.
شمس: حسنا دقيقة وسوف نكون في الاسفل.
رفعت فستانها المملوء بالورود و وضعته في جيب بنطالها لتسمع صوت قهقهة ياسمين التي ضحكت على مظهرها و قالت ببساطة:
ياسمين: ياا غبية سوف تحملين حقيبة لما لا تضعين هاتفك بها؟!.
نظرت نحوها بحقد دفين بأعين ضيقة و نبرة صوت قاتلة:
شمس: أنا أكره الحقائب حتى لو كانت صغيرة لهذا اصمتي او ضعي الحذاء في فمك الذي يشبه المذياع هذا.
ياسمين بتوتر: حسنا حسنا، لا تأخذي حقيبة أنا سوف أخذ حقيبتي.
شمس بأنتصار: هكذا تعجبينني اكثر.
وقفتا معا و خرجتا من الغرفة ثم أردفت شمس و هي تقف في الصالة:
شمس: عميييي لقد أتى صقر في الاسفل هل أنتم جاهزون؟!.
خرج سامر من غرفته بينما بعدل أزرار قميصه الازرق و يرتدي فوقه جاكيت بذلة رجالية باللون الأسود و يرتدي بنطالاً من الجينز الازرق الداكن مع جذمة كلاسيكية خفيفة باللون الاسود أيضا، تبعته بخطوات خفيفة سهيلة التي كانت ترتدي فستانا عمليا كان باللون الحمصي الغامق و منقط بنقط سوداء مع ضيق خفيف في منطقة البطن و كان طويلا بأكمام و ارتدت فوقه حجاب باللون الحمصي الفاتح مما جعلها تبدو أصغر سنا و تبدو مثل شمس و سهيلة في العمر.
صفرت شمس تليها ياسمين بأعجاب من ذوق كلاهما في الملابس لتقول شمس:
شمس: يا وييحي ما هذا يا ياسمين؟!، اليوم عندما نخرج أشتري أصفادً حديدية من أجل والداكِ لانه في المرة القادمة يمكن أن يخطفا و لن نستطيع أن نجدهم، لهذا الحرص واجب يا حبيبتي.
ياسمين بأعجاب مشابه: نعم نعم!!، أوافقكي الرأي الحرص واجب الحرص واجب!!.
خجلت سهيلة من حديثهم بينما كان سامر مستمتعا جدا ليصرخ بهم بخفة محاولا إبعاد الاحراج عن زوجته التي سوف تذوب كعادتها:
سامر: حسنا توقفا يا بنات و هيا بنا لكي لا نتأخر على صقر لا أريد أن أفلس على يداه.
ضحكت شمس بينما تفتح الباب و تسير للخارج هي و ياسمين:
شمس: لا عمي هذا لن يحدث، كما أنني فهمت لما تجعلنا نتوقف الأن هذا بسبب حبيبة القلب.
غمزت في أخر حديثها هي و ياسمين ليقهقه مرة أخرى يهز رأسه يأسا مردفا بينما يمسك يد زوجته و هو يغلق باب الشقة:
سامر: حسنا يا شمس سوف تمرين في هذا الموقف ذات يوم انتي و ياسمين أيضاً، حينها سوف تقولون….
غير صوته محاولا أن يجعله أنوثيا لكنه أصبح مثل صوت صرير باب الثلاجة عندما تفتح:
سامر: لقد قالها عمي/ابي بالفعل يا وييحي ما هذا الاحراج.
اعاد صوته إلى طبيعته و قد كانت الفتيات قد إنفجرن من الضحك مسبقا بينما سهيلة محاولة كتمه بصعوبة و بدأوا بنزول درجات السلم على غير العادة:
سامر: تضحكون الان يا مشاكسات حسنا سوف أريكم اليوم في الليل بالتحديد.
ازداد ضحكهم اكثر إلى أن وصلوا إلى أسفل و خرجوا من البناية، تقدمهم سامر و سهيلة نحو الرصيف الذي يجاوره سيارته ليجد سامر صقر و شابين خلفه يتتبعانه بخفة، إبتسم صقر إبتسامة مزيفة و صافح سامر المبتسم و الذي صدق إبتسامته كما حال الجميع إلا شمسنا التي وضعت يدها فوق فمها محاولة إخفاء إبتسامتها بصعوبة بينما كتفها الايسر يهتز بخفة:
سامر: السلام عليكم يا صقر، كيف حالك؟!.
صقر: و عليكم السلام يا عمي، بخير الحمد لله انت كيف حالك؟!.
سامر يومئ: الحمد لله، نحن سوف نصعد في سيارتنا الخاصة و أنت و الشباب في سيارتك و من أجل أن تدلنا على المكان الذي تود الذهاب إليه على راحتك.
صقر: حسنا عمي.
اشار نحو محمد الذي كان على يمينه:
صقر: هذا يكون محمد صديقي منذ زمن و يعمل معي.
و اشار نحو خالد الذي على يساره مكملا:
صقر: و هذا يكون خالد صديقي و يعمل معي في الشركة أيضا.
تحدث خالد و محمد في ذات الوقت:
محمد و خالد: تشرفنا بمعرفتك يا عم سامر.
سامر: و انا أيضا تشرفت بمعرفتكما، هل يمكننا التحرك من أجل أن نسرع.
أومئ صقر: حسنا سوف أبدأ بالقيادة و أنت بعد إذنك أتبعني.
سامر متحركا: لا مشكلة بني، يا بنات هيا بنا.
صعدت شمس و ياسمين في الخلف و سهيلة بجانب سامر الذي تولى القيادة مسبقا، بدأ صقر بالقيادة نحو محل للذهب كان يعرف صاحبه منذ فترة طوييلة جدا بالتحديد قبل وفاة والده أيضا، أخذ منهم الطريق للوصول إليه مدة نصف ساعة إنقضت بين صقر و خالد يتحدثان عن بعض الصفقات المهمة التي يجب النوافقة عليها من قبله و كان محمد بينهم مثل الاطرش في الزفة لانه مجرد رئيس للحرس ولا يعلم كثيرا عن أمور الشركة الداخلية مثل خالد الذي أعتاد على هذا، و في سيارة سامر كان يتحدث مع سهيلة عن بضعة أمور تخص عمله و كانت سهيلة تعطيه بعض الحلول لتيسير عمله بخبرتها القليلة لانها كانت خريجة جامعة تخصص إدارة أعمال، و كانت صرخات شمس المتحمسة الخافتة تزعج آذان ياسمين التي تحاول التركيز في لعبتها كحال شمس أيضا.
توقفت السيارتين أمام محل الذهب لينزل الجميع من كلا السيارتينو يتجها نحو المحل ليفتح محمد الباب الزجاجي إلى أن دلف الجميع و بعد ذلك أغلقه، خرج صاحب المحل مرحبا ب صقر ليبادله بإبتسامة باردة و أردف:
صقر: أريد أن أشتري طقم شبكة من الذهب بأكمله.
صاحب المحل: حسنا سوف أحضر أخر تشكيلة عصرية لدي.
صقر: تفضل.
غادر مدة دقيقتين مرت عليهم بصمت ثم عاد يحمل من كل شيء علبة تحتوي على عدة تشكيلات، بدأت تختار شمس هي و صقر و أنتهوا أيضا لتلبسها سهيلة الذهب و يرتدي صقر خاتمه ببرود ثم قال:
صقر: سوف نتوجه الان إلى مكتب المأذون لاجل عقد القران و غدا في العصر سوف أتي لأخذها.
سامر: لا مشكلة، شمس هل تريدين أن تقولي أي شيء.
نفت شمس بينما تلف الدبلة التي تزين أصبعها بهدوء:
شمس: لا مشكلة أبدا يا عمي، ف خير البرُ عاجله.
سامر: حسنا يا شمس هيا بنا نذهب إلى المأذون.
خرجوا من عند المحل بعد أن حاسبه صقر، و ذهبوا عند مكنب المأذون و تم عقد القران و الاشهار به أيضا، بدأ الجميع يعطيهم التهاني و البركات بهذه المناسبة و هما يرسمان إبتسامة مزيفة على وجه كلا منهما.
أحداث سريعة**
تركهم صقر و خالد و محمد يتبضعون بعض الحاجيات لشمس برغبة من سامر الذي غادر هو أيضا و ترك شمس، سهيلة و ياسمين في المجمع التجاري، أشتروا جهازها من الثياب فقط و بعض الحاجيات الخفيفة التي تلزمها، و أنتهوا عند آذان المغرب و لحسن الحظ كانوا قد وصولوا إلى البناية و صعدوا باستخدام المصعد لتخرج شمس اول واحدة راكضة نحو الباب لتفتحه و تدلف بخطى سريعة رامية كومة الاكياس التي كانت تمسكها و ألقت بجسدها فوق الاربكة تتمدد بطفولية قائلة:
شمس بتعب: آاااااااخ يا قدمااااي آااااااااخ، لقد أنقسم ظهري نصفين و تشققت عظامي كلها.
أرتمى جسد سهيلة و ياسمين كلا منهما على أريكة فردية و يردفا معا:
سهيلة و ياسمين: يااا الله ما كل هذا التعب؟!، لن اتسوق لمدة قرن من الان!!.
نظرتا لبعضهم البعض و ضحكا بينما شمس كانت قد بدأت تدخل في مرحلة النعاس، وقفت سهيلة و أيقظتها جاعلة ياسمين تأخذها للغرفة و تنام بعد أن تستحم و كانت تريدها سهيلة أن تتناول طعام العشاء لكنها بسبب النعاس الشديد الذي أصابها فجأة لم ترد ذلك ابدا، دلفت الغرفة بينما ياسمين وضعت الاكياس و بدأت بنقلها من الصالة الى الغرفة و شمس ذهبت تستحم بمياه دافئة نسبيا، أرتدت ملابسها بسرعة و عيناها تنغلق لوحدهما لتمشي خطواتها نحو السرير كأنها في حالة سكر شديد جعلت ياسمين تقهقه عليها بخفة.
ألقت بجسدها فوق السرير و نامت ثواني معدودة و لم تشعر بأي شيء في محيطها رغم هدوءه، بعد أن نقلت ياسمين جميع الاكياس داخل الغرفة ذهبت هي نحو الحمام و أستحمت سريعا ارتدت ملابس بيتية كانت ذات طبقة سميكة قليلا و خرجت تاركة شعرها مبلل بنسبة بسيطة، بدأت تكمل تحضير العشاء الخفيف مع والدتها لتسمعا صوت أنغلاق الباب لتخرج سهيلة و تعد الطعام فوق طاولة السفرة:
سهيلة: اهلا بك يا سامر لقد عدت في الوقت المناسب، حماتك تحبك.
سامر بقهقهة: حماتي تحبني منذ زمن.
سهيلة: حسنا حسنا، اذهب و بدل ثيابك و ان كنت تريد ان تستحم استحم.
سامر راحلا: حسنا سوف استحم و اتي سريعا.
رحل سامر نحو غرفته الخاصة و استحم بعد ذلك بدل ثيابه و خرج في هذه الاثناء كانت ياسمين و سهيلة قد انتهيتا من اعداد طاولة السفرة و جلستا للتو على الكراسي، جلس سامر و نظر مستغربا نحو الكرسي الذي كانت تجلس عليه شكس لانه كان فارغ:
سامر: أين هي شمس؟!.
سهيلة: لقد كانت تشعر بالتعب و بسببه كانت ستنام فوق الاريكة جعلتها تستفيق و ذهبت للنوم في غرفة ياسمين و هي نائمة منذ ربع ساعة تقريبا، اخبرتها ان تبقى مستيقظة قليلا حتى نجهز العشاء لكنها رفضت و هي بصراحة كانت ناعسة بشكل مفرط.
أومئت له ياسمين توافقها على حديثها ثم أمسك سامر الملعقة و بدأ يتناول طعامه قائلا:
سامر: أحسنتم، غدا في العصر سوف يأتي صقر في هذه الفترة جهزوا حقيبتها و امرحوا معها قليلا.
ياسمين و سهيلة: حسنا هذا ما سيحصل اساسا.
سامر بأبتسامة: أنا أثق بكم تمام الثقة.
بادلتاه الابتسامة و بدأوا في تناول العشاء، أنتهوا بعد فترة ليصدح صوت آذان العشاء خرج سامر ليصليه في المسجد بينما صلت ياسمين و سهيلة معا، بعد ذلك رتبتا طاولة السفرة، تحدثت ياسمين بينما تتثائب:
ياسمين: أمي سوف أرتب قليلا في حقيبة شمس و غذا صباحا يجب علي الذهاب لكي أحضر لها هدية للذكرى، هل تريدين شيئا قبل ان أذهب؟؟!.
سهيلة بنفي: لا حبيبتي يمكنك الذهاب تصبحين على خير.
أقتربت ياسمين منها و قبلتها على خدها مرددة:
ياسمين: و أنتي من أهل الخير يا حبي.
دخلت ياسمين غرفتها و أغلقت الباب خلفها، أخرجت حقيبة حمراء كبيرة و وضعتها وسط الغرفة و جلست هي القرفصاء أمامها بشكلا مضحك و بدأت تدندن بعض الاغاني و هي تتسلى في ترتيب الثياب و ما إلى ذلك داخل الحقيبة إلى أن أمتلىء نصفها و حينها شعرت بالنعاس أكثر، تركت كل شيء كما هو و ألقت جسدها فوق السرير بجانب شمس و أغلقت عيناه غارقة في بحر النوم كحال الغارقة التي بجانبها منذ فترة.
¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥
في الصباح**
أستيقظت شمس و نظرت من حولها بأستغراب لم تجد ياسمين بجانبها كالعادة، نظرت للأمام لتجد حقيبة سوداء كبيرة بجانب الباب مغلقة بإحكام و الاكياس التي كانت مملؤة بالملابس أمس أصبحت فارغة اليوم و موضوعة بانتظام بجانب الحائط، رفعت يدها قليلا و فركت راسها محاولة تذكر أي احداث حدثت بعد أن نامت لا فائدة، تنهدت بخفة و إتجهت نحو الحمام إستحمت مرة أخرى و من ثم فرشت أسنانها، توضأت سريعا بعد ذلك أرتدت نفس الملابس و خرجت من الحمام تجفف شعرها، أرتدت الاسدال و بدأت تؤدي فرضها بخشوع منتهية منه بعد فترة قصيرة، خرجت من الغرفة و نظرت بأستغراب لساعة الحائط المتواجدة في الصالة لتجد الساعة 11 تماما صدمت بقوة لتصرخ منادية:
شمس:يااااسمين!! ياااا ياااسمين أين أنتي يا غبية ردي علي.
خرجت ياسمين من المطبخ بينما تمسك في يدها جزرة و تقضم منها مرددة:
ياسمين: ماذا هناك تصرخين هكذا هل أنتي في كوكب و نحن في واحدٍ أخر أم ماذا؟!.
تخصرت شمس بطفولية و هي تنفخ خدها بأنزعاج واضح مع إهتزاز قدمها اليمنى:
شمس: لماذا تركتني نائمة إلى هذا الوقت المتأخر يا حمقاء؟!.
أخذت قضمة كبيرة من الجزرة المسكينة و أردفت بصوت محشور قليلا:
ياسمين: لانك عروس، و العروس يجب عليها أن ترتاح في ليلة زفافها.
شمس بغضب: يا غبية و من أخبركِ بأنني أريد النوم كل هذا الوقت؟!، لقد نمت لمدة يوم كامل يا متخلفة هذا كثير جدا على جسدي هل كنتي تريدينني أن ألتصق في السرير لمدى حياتي؟!.
أخذت قضمة مرة أخرة و أردفت بلا مبالاة و جلست فوق إحدى الكراسي:
ياسمين: لا يهم حتى و إن تحنطتي سوف يتزوجك صقر كما أنتي.
تنهدت شمس بينما تفرك جبينها و همهمت متفهمة:
شمس: هممم الان فهمتك!!، كل هذا من أجل أن تعلمينني بأنه مهما حدث سوف يتزوجني صقر.
إومئت لها الاخيرة و قضمت أخر الجزرة و كانت تعتليها نظرة الغباء بشدة، باغتتها شمس ممسكة بوسادة الاريكة و بدأت تضربها و تصيح قائلة صاكة على أسنانها:
شمس: يا غبية كل ما يشغل بالك الان هو صقر و إن كان سيتزوجني او لا؟، نحن بالفعل تزوجنا يوم أمس.
ياسمين تصد بصراخ: أعللللم ياا الله إجعلها تنقلع من هنا بأحترام و إجعلني أرتاح من قنبلة الكسل هذه.
شمس بأصرار: سوف أنقلع بأحترام يا قنبلة النشاط أنتي سوف أنقلع.
ضربتها لاخر مرة و من ثم جلست بجانبها و هي تتنهد بقوة لتضحك ياسمين و هي تميل عليها لتبعدها شمس بإبتسامة خفيفة ثم أحتضنتا بعضهم بعضا.
÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷
أحداث سريعة**
أمسك صقر حقيبتها السوداء ليجدها ثقيلة لكنها خفيفة بالنسبة له، أحتضنت شمس ياسمين و سهيلة بشدة لتبدأ سهيلة بالبكاء لكن تحاول شمس جاهدة أن توقفها، و صافحت سامر أيضا و هي تشكره على الاعتناء بها و من إجل المدة التي أقامت بها شقته، خرجا من الشقة و نزلا لاسفل بأستخدام المصعد بينما كان هو يحمل حقيبتها هي كانت تحمل حقيبة تحتوي على هدية من ياسمين و هدية من سهيلة.
أخذا أولى خطواتها معا خارج البناية و توجها نحو سيارته لتجد شمس السيارة التي إستأجرتها تتحرك من أمام البناية لتردد بغباء بينما تسير خلف صقر:
شمس: هل أصبحت سيارتي تتحرك بنفسها أم أن مكابحها قد تلفت؟!.
فتح صقر حقيبة سيارته الخلفية و رد عليها ببرود جعلها تنتفض ليستغرب من ردة فعلها:
صقر: إهدئي لقد جعلت محمد يأخذها إلى باحة القصر، ثم الم أخبركِ بأنها أصبحت ملكك من الأن؟!.
توقفت بجانب الباب ليغلق باب الحقيبة و توجه نحوها مردفا:
صقر: ماذا هناك هل مرض الزهايمر بدأ يصيب عقلك و أنتي في بداية عمرك؟!.
مطت شفتيها بحركة مغرية لفتت إنتباهه بدون قصدها:
شمس: ما أدراني أنا إن كان قد بدأ أم لا؟!
بسبب حركتها تلك بدأ يشعر بالحرارة تجتاح صدره ببطئ و لم يعلم السبب وراء هذا، و شعر بإحساس غريب لأول مرة يشعر به، نظرت نحوه شمس لتجده ينظر إليها و قد كان يتعرق بخفة لتتقدم منه خطوة و كانت سوف تتحسس جبينه لكنه أمسك يدها و لم يتفوه بأدنى حرف فقط ينظر إلى كمونتيها و هي إلى عسليتيه، قاطعت هذا الصمت بحديثها:
شمس: ماذا بك لماذا أنت تتصبب عرقا هكذا؟!، في حالتك هذه و البنية الجسدية التي تملكها أنت لن تصاب بنزلة برد بسهولة لانه بالتأكيد لديك مناعة قوية، هذا طبيعي بنية جسدك تشبه الجبل الجليدي.
إنتهت من حديثها منتظرة أي إجابة منه لكنه أفلت معصمها بهدوء و أبعد عيناه عنها بل عن شفتيها بالتحديد و إتجه نحو الباب فتحه و جلس خلف المقود بصمت أيضا، نفخت خدها بأنزعاج من تصرفه هذا اللا مبالي نحوها لتفتح الباب و تجلس بجانبه أغلقت الباب و أستدارت واضعة كيس الهدايا في المقاعد الخلفية ثم عادت تنظر إلى الأمام بملل.
بدأ صقر بالقيادة و خرج إلى الشارع الرئيسي، بدأت تحفظ الطريق المؤدي إلى القصر و تربطه بالطريق الذي يوصل إلى الشركة ليكون أسهل بالحفظ عليها، كان الصمت الكئيب يخيم عليهم لتسأل شمس فجأة:
شمس: هل تحركت والدتك من السرير لمدة الثلاثة سنوات التي مضت أم لا؟!.
نظر نحوها و تسأل لما هذا السؤال و في هذا الوقت بالتحديد؟!، أجابها بينما اعاد نظره إلى الطريق و كانت نبرته باردة:
صقر: لا لم تتحرك أبدا ف هي لا تتجاوب مع الواقع رغم أنها تسمع و ترى كل شيء، لما هذا السؤال و في هذا الوقت بالتحديد؟!.
أراحت ظهرها و أصبحت تفكر بصوت عالي و كان الجواب على سؤاله:
شمس: يجب أن ابدأ بإعادة تأهيل لها لمدة ثلاثة أسابيع و أغير لها جو محيطها و هذا يجعلها ببطئ تستوعبه و تتفاعل معه و سوف يحسن هذا نفسيتها تدريجيا أيضا.
نظر نحو جانب الطريق من نافذته و أسند يده اليسرى على جانب النافذة و كان يبتسم بجانبية، بينما هي نظرت نحوه لتجده يجلس بفاخمة و رجولية كعادته أنزلت أنظارها نحوه لتمعن النظر في ملابسه لتجده يرتدي قميصا أبيض و بنطال جينز أزرق داكن، لم تمعن النظر جيدا عندما أصطحبها من بيت سامر حسنا هذا سوف يكون ذوقه الدائم في ملابسه على الاغلب، أخرجت هاتفها و بدأت تلعب و كعادتها العفوية تصدر أصواتا حماسية بسبب اللعبة.
بينما غضبه ينفجر من إزعاجها لكنه تمالك نفسه قابضا على كفه اليسرى و وصل أمام القصر و توقف أيضا، لم تلاحظ هذا بالطبع ليتحدث بهدوء لكن نبرة جليدية خرجت:
صقر: لقد وصلنا.
أنتفض جسدها و أناملها جعلت الهاتف يتراقص بين كفيها لكنه سقط مرتطما بأرضية السيارة لتنظر له شمس بأعين ضيقة منزعجة و تحدثت بذات النبرة:
شمس: يا رجل ألا يمكنك أن تتحدث بنرة هادئة بدلا عن برود أعصابك هذا الذي سوف يقتلني لقد جعلت قلبي يقفز من الرعب حقا، تحدث بنبرة هادئة لطيفة حنونة لا باردة جليدية.
خرج من السيارة مرددا بنفس النبرة يغيظها:
صقر: و ما شأني أنا إن كنتِ جبانة.
فتح حقيبة السيارة الخلفية ثم أشار لاحد الحرس و أمره بحمل الحقيبة لكي يأخذها إلى جناحه الخاص لينفذ الاخر أمره بأحترام، أما هي خرجت قفزا من السيارة بسبب أرتفاعها ثم مدت كفها الايسر ملتقطة بأناملها هاتفها التي تحسرت عليه و بدأت بمسحه و تقبيله بحركة طفولية معتادة منها، عادت خطوتين إلى الخلف و فتحت الباب الخلفي و أمسكت كيس الهدايا و أغلقت الباب مرة أخرى، سار أمامها لتذهب نحوه و فتح الباب و دلف لكنها فتحت فاهها بتعجب من فخامة الباب و فكرت إذا كان الباب بهذه الفخامة إذا كيف سوف يكون القصر في الداخل؟!.
سار عدة خطوات لكنه أستدار ليراها كما هي توجه نحوها و سحبها من ذراعها و كانت قبضته مؤلمة لكنها كتمت أنينها تركها و أغلق الباب بقوة جعلها تنتفض بخفة و تنظر نحوه بأستغراب بينما تمسد ذراعها لكنه لم يبالي بها، صعد درجات السلم و توقف في منتصفه استدار ناويا أن يجدها خلفه لكنها خيبت ظنه للمرة الثالثة على التوالي ليصرخ بها بقوة و جعلها تقفز و تنظر بأعين مصدومة بدهشة نحوه:
صقر: شمس هيا.
قفز قلبها من بين أضلعها و شعرت بالرعب كما حال جميع من في القصر، أتجهت نحو السلم و صعدت بسرعة كما كانت معتادة منذ زمن، إتجه نحو اليسار تحديدا نحو جناح والدته و هي خلفه عند مقدمة السلم، فتح الباب و دلف داخلا ثم نظر نحو والدته بنظرة حنونة سريعة و اعاد ملامحه الباردة عندما رأى قدمها عند عتبة الباب.
دلفت إلى الجناح ثم توقفت لثواني عندما لمحت جسدها الجالس في منتصف السرير و هو يجلس على طرفه، تقدمت للامام تمعن النظر أكثر لتجدها في أوائل عقدها الخمسين أو أواخر الاربعين، ذات شعر أشقر قصير تماما ك شعر شمس عينان زرقاء قاتمة لكنها صافية جدا و جميلة وجه نحيل جدا و بشرة بيضاء شاحبة مع جسد نحيل أيضا، هذا حال الشخص الذي يعيش على المحاليل و المقويات.
أردف صقر محاولا جعل نبرته تكون باردة لكنها علمت هذا ببساطة فهذا تأثير الأم:
صقر: هذه والدتي ميس.
نظرت لها شمس بإبتسامة و تقدمت نحو صقر و قالت بينما تفرك خصلات شعره التي كانت مرتبة لتصبح مشعثة:
شمس: أنا أعدك سوف أعيد والدتك كما كانت في السابق.
كانت ما تزال تشعث شعره لتشعر بفراشات تطيير في معدتها بسبب نعومة شعره و امتقع وجهها بخجل و أصبحت يدها تتحرك ببطئ اكثر بينما الاخر كإن هناك من صفعه بقوة و لم يعد يشعر بمحيطه، عادت الحرارة تجتاح صدره لكن هذه المرة بقوة إزدرء رمقه الذي جف فجأة و ضربات قلبه أصبحت أعنف و أسرع و تيرة تنفسه هي الاخرى لم تسلم من لمستها.
خرج صوته مهزوزا قليلا و لم يعلم لما شعر بالضعف فجأة و كان يقبض بكلتا يديه على ملائة السرير الجالس فوقه:
صقر: أبعدي يدك عن رأسي و إلا سوف يحصل شيء لن يعجبك البتة يا فتاة.
نظرت نحوه بأستغراب لما تغير طبعه فجأة هكذا، لم تبعد يدها ليرفع رأسه و تتلاقى عيناه بعيناها شعرت بالخوف و الرعب لأن عيناه أصبحت حمراء و ملامحه أصبحت سوداوية أيضا أبعدت يدها بسرعة ليقف دافعا إياها بخفة عن طريقه خارجا من الجناح لا يعلم أين وجهته و هي بقيت يدها معلقة في الهواء و وجهها أحمر من الخجل لكن نظرات الصدمة لم تذهب، دقيقة مرت لتستوعب الوضع أنزلت كيس الهدايا أرضا و رفعت يدها اليسرى و نظرت نحو يدها اليمنى المعقلة في الهواء و بنظرات منزعجة طفولية صفعت كفها الايمن:
شمس: كهذا عيب هكذا عيب لقد فعلتي شيئا جعلته يتحول من جبل جليد إلى ثور هائج كان ينقص فقط أن ينطحني و ألتصق في الحائط مثل البرص هكذا عيب.
ضربت كفها للمرة الاخيرة و قد أصبحت حمراء ثم أمسكتها بعد ذلك و بدأت تقفز و هي تتآوه منها بأصوات مضحكة لتحرك ميس أصبعها و تلاحظ شمس و تتجه نحوها بسرعة و قالت بأبتسامة مجنونة و حماسية:
شمس: ياااا الله لقد بدأت تستجيب من أول يوم هذا جيد جدا الحمد لله الحمد لله، حمااتي لو علم إبنك بهذا ماذا سوف يفعل؟!، ماذا ستكون ردة فعله؟!.
امسكت ب كيس الهدايا و خرجت ناوية البحث عنه لكنها توقفت أمام باب أبيض اللون فتحت بابه بفضول لتجدها مرتبة جدا و نظيفة لدرجة لمعانه يعمي أنظار الشخص نظرت نحو السرير الذي كان يستطيع أن يحمل شخصا بالغا و كان مرتب بأناقة، نظرت نحو مكان المرآة لتجد طفلا بعمر الخامسة يصلي فوق سجادة متوسطة الحجم، إبتسمت بعفوية و دلفت نحو الداخل و أغلقت الباب جلست فوق الاريكة البيضاء التي كانت تشبه الستارة التي خلفها و أنتظرت حتى ينتهي لكنها لاحظت جهاز التابلت لتمسكه و قلبته بين كفيها لتحاول معرفة نوعه لكن صوت تصفيق أوقفها عن هذا، نظرت نحو مصدر الصوت بأستغراب لتجده الطفل الذي كان يصلي و كان أنتهى منها و ممسكا بسجادته الخاصة المطوية بين يديه.
رفعت أنظارها نحو وجهه لتجده ذو بشرة بيضاء مع شفاه صغيرة وردية و أنف صغير أيضا، عيناه تشبه جدته زرقاء قاتمة لكنها صافية و شعرا أسود كثيف من مجرد النظر إليه تعرف أنه ناعم مثل والده لكن كان هناك شيئا مختلف هذه المرة نعم كان حاحبه الايسر مرفوعا بغير رضا؟!، رفعت حاحبها هي الاخرى و كانها تتجادل معه برفع الحواجب لكنها كانت تلوي فهما بتهكم.
تقدم منها آدم بثقة و أمسك التابلت و فتحه ثم بدأ يكتب:
آدم: من أنتي؟!، و ماذا تفعلين هنا؟!.
قرأت ما كتبه لتبتسم بشقاوة جعلت الاخر يرجع رأسه للخلف قليلا و شعر بنية غريبة تصدر منها لترد بعفوية:
شمس: أنا أكون والدتك الجديدة و ماذا أفعل هنا جئت لكي أتعرف عليك.
جلس ببرود بجانبها و ملامح الملل قد أخذت مكانها مسبقا و كتب:
آدم: حسنا ما هو أسمك😒؟!.
نظرت نحوه شمس و طرف شفتها العلوي مرفوع جانبا و كانت سوف تصرخ لكنها تمالك نفسها و قالت بأستفزاز:
شمس: إن كنت تريد أن تعرف أسمي لماذا لم تسأل والدك؟!.
كتب ببرود ثم رفع التابلت في وجهها:
آدم: أبي أخبرني مسبقا بأنه قد تزوج من فتاة غبية مثل الطفلة دائما 😏😊.
كانت ستنفجر في وجهه لكنها تمالكت نفسها في إبتسامة مصطنعة:
شمس: حسنا دعنا لا نبدأ أول تعارف بيننا بهذه الطريقة حسنا، سوف أبدا و كأن لا شيء حدث.
مدت يدها و قالت بأبتسامة:
شمس: أنا شمس و قد تزوجنا أنا و والدك يوم أمس و أنا طبيبة عامة لكنني لم أعمل بعد.
صافح آدم يدها بأبتسامة و قد كان كتب مسبقا:
آدم: أنا آدم عمري خمس سنوات لم لأذهب للحضانة بعد و لا أريد كما أنني سررت بالتعرف عليكِ.
شمس: و انا أيضا سررت بالتعرف عليك.
و من هنا سوف تبدأ شمس و تبدأ معها الاحداث المشوقة أكثر.
¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥÷¥
Semo
S.m
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (شمس الصقر (رواية صقر وشمس)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.