شمس الصقر (رواية صقر وشمس) – الفصل السابع
[7]
مرر يده على ريشه الأسود و كان يتذكر إحساسه في تلك اللحظة، لثاني مرة يشعر بهذا الشعور الغريب!!، مرر سبابته على منقار الصقر و يتهند في كل ثانية تمر.
تأفأف مرة أخرى و ذهب نحو السياج الخشبي قفز فوقه برشاقة ليركض نحوه رعد الذي صهل بصوته القوي بسعادة جعلته يبتسم بخفة، توقف رعد أمامه و أنزل رأسه ليبدأ صقر بالتربيت عليها و يمسده بخفة، كان يبدو عليه ملامح التهكم ليدفع رعد برأسه برفق نحو صدره مصدراً صوت صهيل خفيف ليبستم صقر بخفة لأنه فهم حاله و قال بصوت خشن:
صقر: لا شيء مهم كل ما هناك أنه اليوم حدث تغير بسيط في حياتي.
أبتعد عنه رعد و أصبح يسير حوله في شكل دائرة جعلت الأخر ينفجر ضحكاً من حركته، طار الصقر نحو رعد هابطاً فوق ظهره ليتوقف ناظراً الرعد نحو الصقر و نظر الصقر نحو رعد بدوره أيضاً، توقف صقر عن الضحك و نظر لمشاحنات النظر التي حدثت بينهم في تلك اللحظة.
بعد وهلة سمع صوت صراخها يملأ أرجاء القصر بأكمله، نظر نحو القصر بنظرات صادمة مندهشة!!، ليطير الصقر و يصيح عالياً في السماء بينما بدأ صهيل الرعد يعلوا شيئاً فشيئاً!!، إنطلق راكضاً متخطياً الحاجز بمرونة شديدة و فتح الباب ليجد جميع الخدم مجتمعين أسفل السلم ينظرون لأعلى حيث الغرف بتوتر و قلق، نظر لهم صقر نظرة خاطفة و قال راكضاً نحو السلم:
صقر: ماذا حدث؟!، ما سبب هذا الصراخ؟!.
رد عليه أحد الخدم بسرعة تجنباً لغضبه:
خادم: لا نعلم يا سيدي ما هو سبب هذا الصراخ!، لكنه يأتي من غرفة السيد الصغير.
صعد السلم سريعا ثم نحو غرفة آدم و فتح الباب الباب بقوة يصرخ قائلاً بقلق:
صقر: شمس، آدم هل أنتما بـ خير؟!!.
إنقطع صوته في أخر حديثه عندما رأها تقف في منتصف السرير و عليها علامات الخوف المرتعبة تنظر نحو الأريكة لينظر هو بدوره أيضا ليجد آدم جالساً عليها بكل أريحية واضعاً يده الصغيرة فوق وجهه كأنه يأس من شيئاً ما، صرخ بغضب ليجذب إنتباه كلاهما:
صقر: ماذا حدث لتصرخي كل هذا الصراخ و تسببي إزعاجاً في القصر؟!.
إنكمش جسدها مع إرتعاشة لاحظها جيداً لتنظر له برعب و خوف، نظراتها أصابت قلبه بخفة لتجعله يشعر ب قلبه الذي ينبض بسرعة، بدأ يهدأ من غضبه بسبب خوفها ليخرج صوتها مرتعشاً مشيرة نحو آدم:
شمس: لقد لقد كان هناك هناك صرصور بجانب الأريكة.
صفع جبينه بيأس شديد منها و مسح على وجهه ناظراً لها بنظرات هادئة لم تفهم معناها، نظر إلى آدم الذي فعل نفس حركته تماماً محركاً حاجبه لأعلى و أسفل لتلاحظ شمس حركته تلك و تحول أنظارها لـ آدم الذي وجدته يحرك حاجبه لأعلى و أسفل تماماً مثله!!، آدم إلتقط جهازه اللوحي و بدأ يكتب عليه بسرعة بينما نظرات شمس أصبحت مستغربة:
آدم: ألم أقل لكِ أن أبي تزوج من طفلة؟، هل صدقتي الأن انكِ هكذا أم لا؟!😒🙂.
تحدث صقر بينما يحك خلف عنقه الاسمر قائلاً بنبرة باردة يناظرها:
صقر: معك حق أيها الشقي، لقد تزوجت من طفلة و ليس فتاة كبيرة واعية!، أجهل الأن السبب الذي جعلني أقتنع بالزواج بكِ.
نظرت له شمس بحاجب مرفوع و لوت شفتيها بحركة مغرية لاحظها فقلب عيناه لأنه لا يريد أن يشعر بذلك الإحساس للمرة الثالثة لـ على التوالي، حولت نظرها نحو آدم الذي نظر لها بنفس نظرات والده لتقول بنبرة منزعجة قافزة من فوق السرير:
شمس: هل أنت و أبنك تتفقان علي الآن ؟!، على أساس بأننا رفاق يا آدم هل تبيعني هكذا لمجرد أنني خفت من صرصور؟!، و أنت يا صقر كيف تفعل هذا بزوجتك؟!.
تخصرت بطفولية تنفخ وجنتها و تهز قدمها اليمنى بسرعة نتيجة إنزعاجها منهما، تقدم منها صقر لبقف قبالتها جاعلاً منها تُرجع رأسها للخلف قليلاً لترفع رأسها نظراً لـ فرق الطول بينهما لم يغير ملامح وجهه و بدأ بالتحدث:
صقر: توقفي عن أفعالكِ الطائشة هذه و أنتبهي لتصرفاتكِ أكثر حتى لا أفقد سيطرتي على نفسي و أفعل بكِ شيئاً أندمك عليه لاحقاً، هل تفهمين ما أقوله يا فتاة؟!.
إبتلعت رمقها بصعوبة و هزت رأسها مرددة بتوتر:
شمس: فهمت، فهمت لكن إبتعد عني أنت هكذا تتخطى الحدود التي بيننا.
تقدم منها أكثر قائلا بنبرة مستفزة:
صقر: و ماذا في ذلك ف أنتِ زوجتي الأن يمكنني أن افعل بكِ ما أشاء لأن….
أنزل رأسه هامساً في أذنها بخبث شديد أرعش جسدها بأكمله جاعلاً من وجهها كـ حبة الطماطم الحمراء جداً:
صقر: لأن جسدكِ، قلبكِ و روحكِ ملكاً لي أنا فقط، أم انكِ نسيتي ما بيننا؟!.
أغلقت عيناها بقوة و ما زالت خجلة من همس صوته الرجولي الذي أطرب آذانها لتهمس بخفة:
شمس: لم أنسى أبداً شيئاً قلته يا صقر، لكن على الأقل لا تفعل هذا التصرف أمام طفل في سن آدم لأن هذا عيب ماذا سوف يفكر فيك الأن؟!.
صقر ببرود: حسناً إذن تعالي معي إلى الجناح.
إبتعدت شمس عنه قليلا بأستغراب و سألت:
شمس: لماذا نذهب إلى الجناح؟!.
صقر: لكي أفعل ما أشاء بكِ و حتى لا يشاهد آدم ذلك، أليس هذا ما تريدينه؟!.
صرخت بخجل تغطي فمها بكف يدها اليسرى و أصبحت عيناها تدور في الارجاء بكثرة:
شمس: ما الذي تتحدث عنه أنا لم أقصد هذا أبداً!!، لما تحاول جعلي أشعر بالأحراج و الخجل ؟! كم أنت شخصٌ مستفز!!.
هربت ركضاً من غرفة و ذهبت إلى الغرفة المجاورة لغرفة آدم و التي كانت في ذات الوقت جناح صقر، أما هو فـ تقدم جالساً بجانبه و مسح على وجهه ثم تنهد ناظراً له رامياً ظهره على ظهر الاريكة مردفاً:
صقر: يبدو بأنها سوف تتعبنا كثيراً؟!.
اومئ له آدم بأبتسامة الذي كتب بعد وهلة قصيرة رافعاً الجهاز أمام وجهه:
آدم: نعم، لكن هي تبدو مرحة جداً و ذات تفكير طفولي أيضاً.
صقر موافقاً: نعم معك حق، من صراخها فقط جعلت رعد و الصقر يضطربان جداً!!.
آدم بصدمة: حقاً 😳؟!.
صقر: نعم.
و بدأا يتحدثان معاً في بعض الأحاديث كالعادة، كانت هي في هذا الوقت قد دلفت إلى الجناح و أغلقت الباب مغمضة العينين أستندت عليه برأسها و يديها بينما تنفسها السريع هدأ تدريجيا و بدأت تتحدث:
شمس: حسنا يكفي أنتِ من ورطتي نفسكِ في هذا كله من البداية لهذا عليكِ تحمل المسؤولية يا شمس نعم هذا ما يجب علي فعله.
فتحت عيناها و إستدارت لتفاجئ بالجناح معتماً، عقدت حاجبيها بسبب العتمة لتذهب نحو الستائر بصعوبة لانها كانت ستائر سوداء اللون فتحتهم لتضرب أشعة الشمس عيناها الكمونية لتغمضهم بسرعة إلى أن بدأت تعتاد عليها بعد ذلك، وجدت باباً زجاجي يُطل على شرفة نحو مظهر شدها بشدة سرعان ما نزعت الحذاء عن قدميها بالأضافة إلى الجوارب أيضا ثم فتحت الباب بفضول شديد مع إبتسامة مرحة عاضتاً على شفتها السفلية بشدة.
ضربتها رياحاً باردة جعلتها تستمتع بها بينما تداعب وجهها الرقيق بخفة شديدة، أطلقت تنهيدة كبيرة تشعر براحة أكبر تجتاح صدرها في ثواني معدودة لتكمل سيرها نحو الأمام ممسكتاً السور الابيض بكفيها تنظر بدهشة و إعجاب شديد لما وقع بصرها عليه!، لقد كان رعد يهرول في مساحته الخاصة بكل حرية و طائر الصقر يحوم محلقاً في السماء عالياً بحرية.
أخفضت بصرها مرة أخرى نحو الرعد ليلمحها فـ يتوقف تدريجياً و يبدأ بالنظر لها بينما يمشي ببطئ، إبتسمت شمس قائلة:
شمس: يا إللهي ما أجمل هذا الحصان!!، سبحان الله رغم لونه الأسود إلا أنه جميل و يسر الأنظار!.
أستمرت في مراقبته لمدة خمس دقائق أخرى و من ثم عادت إلى الداخل سارت في أرجاء الجناح ببطئ و بصرها يتفحصها، وجدت أنها كبيرة مع سرير بحجمٍ عائلي بملائة بيضاء و بطانية خفيفة سوداء ذات طبقة من الستان اللامع، و الحوائط ذات ألوان رمادية من منتصفها لأعلى السطح بينما من الأسفل كان باللون الأسود اللامع و كأن سماء الليل المُرصعة بالنجوم تُحِفكَ من جميع الجوانب، أرضية السيراميك كانت رخامية سوداء جميلة و سجاد سكري اللون كسر اللون الفخم قليلاً في منتصفها.
وضع كرسي واحد متوسط الحجم باللون الاسود أيضاً في زاوية الحائط لو جلست عليه يمكنك مشاهدة السماء من خلال الشرفة لكن بزاوية جانبية، أنتقل بصرها نحو فتحة باب في جانب الجناح لتتجه نحوها لأنها كانت مُظلمة، تحسست الحائط بيدها لتجد مفتاح الاضاءة لتنير به المكان ليفتح فمها من كثرة الملابس الرجالية التي تحتويها و كانت يا إما بيضاء أو سوداء غير هذا لا.
و بنفس صدمتها إستدارت خارجة منها لتقف في منتصف الجناح لمدة دقيقة أو دقيقتين مضت هزت رأسها و قالت:
شمس: حسناً، يكفي صدمات لليوم سوف أذهب لكي أستحم و أبدل ثيابي لأنني متعبة رغم أنني لم أبذل أي مجهود!! يا إللهي ماذا يحدث لي؟!.
ذهبت نحو حقيبتها التي لاحظتها في النهاية فتحتها و بدأت تبحث بها عن ملابس جديدة مع بعضاً من فساتينها التي كانت معها بالأضافة إلى قمصان النوم بأشكال و ألوان مختلفة جعلتها تخجل بشدة، أمسكت واحداً ذهبي اللون بحمالات رفيعة و كان من الستان اللامع الرقيق مع خيطاً من الدانتيل في الأسفل ترافقها فتحة صغيرة من الجانب الأيسر تحديداً فوق منطقة الفخذ، رفعته إلى مستوى وجهها و ما زالت الصدمة تتحكم بها في هذه الفترة لتكمش على القميص بيديها تخبئه بين الثياب هو و باقي القمصان، أخذت بيجامة نوم قطنية سميكة باللون الأسود مع علامة تجارية رياضية ” إيديداس ” باللون الاحمر لتسير بـ خطواتها نحو الحمام.
أستحمت بسرعة ثم خرجت من الحمام لتشعر بالنعاس الشديد ذهبت نحو السرير نائمةً في المنتصف و هي في وضعية الجنين، مضت ثانية فقط و كانت قد غرقت في النوم دون أن تغطي جسدها حتى.
عند صقر الذي خرج من غرفة آدم، إتجه نحو جناح والدته و فتح الباب دالفا للداخل وجد الممرضة تبدل لها المحاليل لتتوقف عن ما كانت تفعله و تنظر له بتوتر شديد و وضعت يدها في جيب مأزرها الابيض حاولت الأبتسام بتصنع و كان هذا يبدو مثل وضوح الشمس عليها، لكن كان وجهه باردا كالعادة لم يغير من ملامحه و لو قليلا، جلس بجانب والدته لتخرج هي بخطوات سريعة من الجناح إستغرب هو منها.
أمسك بيد والدته و لثمها بقبلة حانية مليئة بالاشتياق، نظر في عيناها الزرقاء عكس عينيه العسلية و اردف بهدوء:
صقر: أمي، هذه الفتاة التي قابلتها اليوم تكون كنتكِ، سوف تحاول جعلكي تتحسنين لانها طبيبة و يبدو انها موهوبة ايضا، اريد ان اراكِ تتحدثين مرة اخرى إلي، سأفعل المستحيل لأجلك.
ترك يدها و وقف خارجا من الجناح، سار نحو جناحه ناويا أن يستحم و بعد ذلك يذهب إلى المكتب ينهي بعض الورق، فتح باب الجناح لتضرب أنفه رائحتها الأنثوية التي عبقت في الارجاء بسرعة شديدة مختلطة مع عطره الرجولي الفواح، أغلق الباب و ركز في الارجاء بأهتمام وجد باب الشرفة مفتوحا و الستائر كذلك لكنه لمح شيئا ذهبيا على سريره الاسود.
ذهب نحو السرير ليجدها هي، نائمة بوضعية الجنين و شعرها يغطي وجهها الابيض الحسناوي، جلس بجانبها بخفة و اصبح يحدق بها بل يفترس هيئتها إفتراسا شديدا بنظراته الحادة، رفعت يده مبعدا خصلاتها الذهبية عن وجهها لتظهر شفتيها و وجنتها الوردية بخفة أنفها الصغير الجميل كان رأسه محمر أيضا، تمدد بجانبها و استند بيده اليسرى و بيده اليمنى بدأ يمشي بها على جبينها، وجنتها، انفها، فكها، أرنبتها ليشعر بأنفاسها الحارة على سبابته تشنج جسده فجأة و قلبه نبض بسرعة بدأت الحرارة تعود لصدره لينهض بسرعة من جانبها و جذب شعره بقوة للخلف، شعر بالغضب من نفسه لماذا يحدث هذا له عندما يكون معها؟!، لماذا يرتبك و يصيبه الاضطراب الداخلي عندما تلمسه او يلمسها؟!، لماذا و لماذا و لماذا و ألف سؤالا و سؤال في ذهنه!.
نفى برأسه و سار نحو الحمام بخطوات سريعة ليبدأ بنزع ثيابه و بدأ يستحم بمياه باردة على غير عادته، مضت فترة قصيرة ثم خرج من الحمام مرتديا بنطالا قطنيا باللون الاسود، جفف شعره بينما يسير نحو السرير التي تتوسطه هي، أستلقى بجانبها لتستدير نحوه و تضع رأسها عند كتفه العاري العريض.
تنهد بتأفأف ثم أمسك رأسها و مرر يده اليسرى أسفل عنقها و بيده اليمنى قربها نحوه من خصرها لترفع نفسها قليلا من دون وعي و تدفن رأسها في جوف عنقه و تخرج انفاسها براحة، حاوطها بساعديه ثم امال برأسه على رأسها و نظر للسماء عبر الشرفة ليجد الصقر ينظر له بينما يقف على السور الابيض ليطير عاليا في السماء مرة أخرى و صياحه يملأ الارجاء.
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
سار آسر أمام عشرة رجال ضخام الجثة و معهم ملامح صارمة جدا، تحدث محسن بينما ينفث دخان سجارته:
محسن: هؤلاء هم الرجال الذين سوف يبحون عن إبنة عمك يا آسر ما رأيك بهم؟!.
آسر: جيد جدا يا رئيس هذا سوف يكفي بالغرض.
محسن: سوف يذهبون إلى المكان الذي تطلبه و يبدأون بالبحث عنها في جميع الاماكن التي يمكن لهم ان يصلوا لها.
اومئ له موافقا ثم اشار لهم محسن مردفا:
محسن: في الخارج عمر سوف يعطيكم حقيبة تحتوي على النقود و صورة للفتاة المطلوب البحث عنها، لا تعودوا إلى هنا إلا عندما تجدونها.
الرجال: مفهوم يا رئيس.
محسن: اخرجوا الان.
خرجوا من المكتب دون أن يتفوهوا بأدنى حرف، جلس آسر و قال مفكرا:
آسر: أشعر بأنه من الصعب العثور عليها بعد مرور أسبوع على رحيلها.
محسن: لا تقلق سوف يجدها الشباب و لن يحدث شيء.
اسر: اشعر بأن احدا ما متورط معها أيضا في هذا؟!.
محسن بأنزعاج: اسمعني جيدا انها مجرد فتاة لن تستطيع ان تتدبر أمورها كثيرا و سوف تشعر بالضعف مع الوقت، لا تعتقد انه لمجرد انها ذكية قليلا فهذا يعني باننا لن نستطيع ان نجدها.
نظر له آسر لمدة قصيرة و قال واقفا:
آسر: حسنا يا رئيس، سوف أذهب الان من أجل ان لا يشكوا بشيء في المنزل.
محسن: حسنا و تعال في المساء لانه توجد طلبية جديدة.
آسر بأستمتاع: حسنا يا رئيس.
خرج من المكتب و من المكان بأكمله صاعدا سيارته و قادها نحو المنزل.
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
في المساء**
بدأت تتململ في نومتها لتشعر بالثقل يحاوط خصرها و كتفها، بدأت تحاول ب فتح عيناها بصعوبة بسبب النعاس الذي تحاول طرده بصعوبة بالغة، اسندت رأسها على كتفه مجددا لتشعر بحرارة جسده التي أستغربت منها قليلا لتفكر بينما تتحسس صدره باعين مغلقة:
شمس بنعاس: لما الوسادة ساخنة و تبدو طرية و قاسية في ذات الوقت؟!.
تحسست أكثر لتنزل يدها نحو معدته التي تحتوي على عضلات مشدودة لتفتح عيناها بسرعة و بصدمة لتجد رأسها مدفون في عنقه، رمشت عدة مرات و ابعدت راسها عنه و بدأت تنظر لوضعهما لتجده يحتضنها بقوة و كان عاري الصدر بدأ وجهها يصبح أحمرا من الخجل و حاولت إبعاد يده عن خصرها لكنها لم تستطع عوضا عن ذلك سمعت صوته المبحوح الناعس أثر النوم و كان رجولي مطربا أذنها ك أغنية تعشقها اعتادت على سماعها:
صقر: تنامين براحة و عندما تستيقظين تريدين الهرب من بين يدي، و عندما انام انا تبدأين بالازعاج، هذه فظاظة منكِ و أنانية ايضا.
حمحمت بصوتها قليلا ثم قالت:
شمس بهمس: و لكنني لم ازعجك ابدا اقسم لك.
صقر: كاااذبة، كنتي تريدين النهوض و لكنكِ لم تستطيعي بسبب ضعفك.
شمس بأنزعاج: انا لست ضعيفة، و ليس ذنبي بانك تشبه الجبل في قوتك هذه يا رجل.
صقر: يا فتاة انني احذرك من اللهو هنا و هناك و إلا سوف يحدث ما لا يعجبك ابدا.
شمس: حسنا لكن اتركني اذهب اريد ان ارى حماتي و آدم.
صقر: أذهبي.
افلتها لتبتعد عنه بسرعة و صرخت عندما وجدت السماء سوداء و النجوم تظهر بوضوح:
شمس: متى حل الظلام هكذا بهذه السرعة؟!.
إنقلب نائما على معدته و اردف:
صقر: يبدو بانها الساعة السادسة الان او السابعة.
نظرت شمس للساعة التي كانت على كوميدينو بجانب السرير كانت باللون الاسود و الارقام باللون الاحمر القاني و تشير الساعة للسادسة و النصف لتردف بينما تتجه نحو الحمام:
شمس: استيقظ ولا تنم من دون تناول وجبة العشاء و من أجل أن نخرج والدتك من الجناح قليلاً.
همهم بنعاس و لم يهتم لها، غسلت وجهها و يديها ثم جففتهم و خرجت من الحمام أمسكت ب حجاب أبيض قطني و لفته حول رأسها بسرعة لتنظر نحو صقر و تجده نائما كما تركته، تنهدت و خرجت من الجناح ذهبت نحو غرفة آدم و طرقت على الباب مرتين ثم اطلت برأسها منه لتجده جالسا على الاريكة ممسكا بكتاب ما و يقرأه بأهتمام لتقاطع إهتمامه هذا صارخة:
شمس: يا فتى ابعد هذا الكتاب من أمامك الان و تعال معي لكي تتناول العشاء و اجعل والدك يستيقظ لانه ينام كالدب الشتوي في سباته العميق.
كتب آدم سريعا:
آدم: و ما شأني أنا😒؟!.
شمس: ولد أليس هو والدك؟!.
آدم: إذا كان والدي فأنتي زوجته إذهبي و إجعليه يستيقظ.
شمس بخبث: الا تريد ان ترى جدتك في الخارج هذه الليلة؟!.
نظر نحوها بنظرات ضيقة شكاكة لترفع حاجبها و تقول بتهكم:
شمس: ماذا؟!.
آدم: هل تمزحين؟!.
شمس: و لما أمزح في هذا ف انا من الاساس طبيبة و حالة جدتك يمكن ان تعالج.
آدم: و هل سوف تعود كما كانت في السابق؟!.
شمس: إن شاء الله لو كنا معها دائما و نستطيع الاعتناء بها جيدا سوف تتحسن بأذن الله.
أومئ تاركا الكتاب على الاريكة و سار نحوها و كتب:
آدم: حسنا سوف أذهب له و اوقظه من النوم و انتي اذهبي لها.
شمس: م هذا ما سوف يحدث من الاساس.
تركته و أتجهت نحو جناح ميس بينما ذهب هو إلى جناح صقر، طرقت شمس الباب ثم فتحت الباب و دلفت مغلقة أياه بخفة، سارت للداخل لتجدها جالسة كما كانت عندما رأتها جلست أمامها و نظر في عيناها بينما تمسك يدها النحيلة:
شمس: مساء الخير، هل يمكنني أن اسألك شيئا ما؟!.
أنتظرت لوهلة و قالت:
شمس: ما السبب الذي جعلهم يقتلون عمي آدم رحمه الله؟!.
نظرت لها شمس بتركيز شديد و أنتظرت رد فعلها لكن لا شيء، أمسكت اليد التي تحتوي على ابرة المحلول و نزعتها بخفة كالريشة و اوقفت التنقيط الخاص بالمحلول ثم عادت تسأل:
شمس: لماذا قتلوه بهذه الطريقة و من الذي قتله؟!.
بدأت ميس تتنفس بسرعة و تحاول تحريك يدها التي تمسكها شمس، إبتسمت شمس و هي ترى ردة فعل منها لتقول بينما تمسح على وجهها:
شمس: أهدئي اهدئي لا تقلقي لن يحدث شيء، انتي سوف تكونين بخير و لن يحدث اي شيء لكي، استريحي الان و غدا صباحا سوف اتي لكي مرة اخرى.
أنامتها شمس و غطت جسدها بالملائة البيضاء، أنتظرت دقيقة او دقيقتين عادت فيها ميس إلى حالتها العادية ثم اغلقت عيناها طالبة النوم.
خرجت شمس من الجناح لتجد آدم و صقر يتوقفان بالقرب من السلم عندما رأوها تخرج من عندها، سارت بإبتسامة نحوهم و توقفت أمامهما مردفة:
شمس: نجحت في مهمتك يا بطل هذا جيد.
كتب سريعا و كان يحمل ملامح الملل على وجهه:
آدم: ليس بالشيء الكبير كما تظنين.
شمس بأنزعاج: حسنا ايها الشقي.
نظرت شمس ل صقر بنظرات خاطفة و كانت تتذكر ما حدث و كيف كانت نائمة بين احضانه:
شمس. بأرتباك: كنت أعتقد بأنني استطيع بأن اخرجها الليلة لكنها أحتاجت للنوم أكثر، لهذا جعلتها تنام و منذ الغد سوف أبدأ بأعادة التأهيل لها كما انني نزعت لها المحلول و لن تعود لاستخدامه مرة اخرى منذ الان.
صقر: حسنا، هيا بنا إلى الاسفل الان.
شمس: كما تريد.
نزلت بضع درجات من السلم ليوقفها بحزم:
صقر: إلى اين تذهبين هكذا؟!.
إستدارت نحو بأستغراب تشير للاسفل:
شمس: الم تقل الان بأن ننزل ام انك نسيت بسرعة؟!.
صقر: اين تذهبين بهذه الملابس؟!.
نظرت إلى بجامتها البيتية و سألت بأستغراب:
شمس: لما ما بها ملابسي؟!.
تهجمت ملامحه و قال بغضب طفيف بينما آدم يتمنى أن تفهم:
صقر: غيري ملابسك إلى أخرى طويلة ولا تظهر أي شيء من جسدك هل تفهمين؟!.
كانت سترد عليه لكنها رأت آدم يشير لها بالذهاب بسرعة لتصعد درجة و كانت ستخطو للثانية و لانها لم ترد عليه صرخ بها:
صقر: هل فهمتي؟!.
ركضت من خلفه بسرعة و رشاقة مردفة بإندهاش:
شمس: فهمت فهمت لكن لا تغضب.
نزل هو و آدم بينما يشتمها تحت أنفاسه و كان يقبض على يد آدم بقوة دون أن يشعر، ليضربه آدم بقبضته اليمنى الصغيرة في فخذه و نظر له بأنزعاج ليردف له صقر متنهدا:
صقر ببرود: أسف ف هي تفقدني صوابي من دون أن أشعر.
رفع له آدم حاجبيه ثم أنزلهم بمعنى لا تهتم او لا مشكلة، اما هي دلفت إلى الجناح و بدلت بجامتها إلى عباءة منزلية من القطن السميك أيضا كانت سوداء بخطوط بيضاء من كلا الجانبين و عليها رسمة دب أبيض على البطن و بعض الوخرفات الذهبية الجميلة، خرجت و نزلت على السلم و كان وجهها منزعجا بسبب تصرفه و كانت تتمتم بأشياء غير مفهومة بفم ملتوي.
ذهبت نحو غرفة الطعام التي دلتها عليها احدى الخادمات و جلست بجانب آدم و كان صقر يترأس الطاولة، تناولوا وجبة العشاء ليذهب صقر نحو المكتب من اجل الاوراق التي كان ينوي ان ينهيها قبل العشاء لكنه نام.
صعدت شمش و آدم إلى غرفته و جلسا على الاريكة لتسأله شمس بأستغراب:
شمس: لما والدك اصبح غاضبا عندما كنت سوف أنزل ب بجامة البيت؟!.
كتب بسرعة و رفع الجهاز في وجهها:
آدم: لانه يوجد خدم رجال في البيت و ايضا الحرس في الخارج لهذا هو لا يحب ان يراكي احد بملابس البيت و جعلكي تغيرين ملابسك.
شمس تهمهم: هكذا إذن.
آدم: نعم.
بدأا في اللعب معا على البلاي ستيشن مباراة قتالية و كانت شمس تصرخ كلما تلقى لاعبها ضربة من قبل لاعب آدم لتصرخ في نهاية المباراة عندما خسرت:
شمس: هكذا ظلم، لماذا دائما أخسر هذه المرة الثالثة التي اخسر فيها.
آدم: ليس ذنبي بأنكي مبتدئة بها.
شمس بتذمر: كم أنت ولد شقي، ماذا يفعل والدك الان؟!.
آدم: في هذا الوقت يكون يعمل في مكتبه.
شمس: مممم حسنا.
و عادا للعب معا.
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
في صباح اليوم التالي**
ذهب صقر الى الشركة و ترك شمس و آدم بينما يذهبان نحو جناح ميس فتحت شمس الباب و دلفت إلى الداخل دون أن تطرق الباب لتجد ممرضة تعلق المحلول و كانت ستضعه في يد ميس لكن شمس صرخت بها توقفها:
شمس: توقفي ماذا تفعلين؟!.
نظرت لها الممرضة بخوف و تركت المحلول يفلت من يدها و قالت:
الممرضة بتوتر: لقد كان المحلول منزوعا من يدها ف اردت ان اعيده.
شمس: لا، لا تعيديه مجددا لانها سوف تبدأ بالعلاج الطبيعي الان، و انا اكون طبيبة يمكنك الخروج الان و اتمنى ان لا تعلقي لها المحلول مرة اخرى.
الممرضة: حسنا.
و خرجت الممرضة بسرعة ك عادتها، نظرت شمس ل ميس و ل آدم ل تمسك بيده و يجلسا بجوارها أردفت شمس بإبتسامة مرحة:
شمس: صبااااح الخير أمييي، بالمناسبة من اليوم سوف اناديكي بأمي ولا اقبل اي اعتراض.
نظرت بسعادة نحو آدم بينما ترفع و تنزل حاجباها ليبتسم لها بهدوء، رأت الكرسي المتحرك لتحضره و تجلس عليه ميس في البداية واجهت صعوبة لكنها تخطت الامر، لفت حجابا فوق رأسها و كان باللون الابيض ثم إتجهت نحو الشرفة و طلبت من آدم أن يفتح الباب ليفتحه و يخرج ثلاثتهم معا إلى الخارج، ضربت أشعة الشمس وجهها لتفتح عيناها و تغلقهم بسرعة كبيرة لترى شمس ردة فعلها و تبتسم لان هذا جيد ك بداية العلاج.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
Semo
S.m
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (شمس الصقر (رواية صقر وشمس)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.