شمس الصقر (رواية صقر وشمس) الفصل الرابع 4 – بقلم سيمو

شمس الصقر (رواية صقر وشمس) – الفصل الرابع

[4]

[4]

نظر نحوها ببرود شديد عكس اضطرابته الكثيرة ليمعن النظر في ملابسها المحتشمة

لينظر لها ثم خرج صوته الرجولي ب نبرة باردة قائلا:

صقر: من تكونين؟؟, و كيف دخلتي الى هنا و لم يلاحظك احد ابدا؟!!.

تقدمت منه ب بضع خطوات ثم اردفت ب هدوء لكن غريب قليلا:

شمس: انا شمس, دخلت هنا مثل اي احد اخر دخل قبلي و كيف لم يلاحظني احد ف هذه مشكلة موظفيك يا حضرة النقيب.

سالها ببرود:

صقر: من هذا الذي تلقبينه ب النقيب؟!!.

اشارت ب سبابتها نحوه قائلة:

شمس: انت هو حضرة النقيب صقر ادم الاسيوطي.

صقر: انا لست نقيب, انا هنا مدير الشركة هل لديكي اي خلل عقلي؟؟.

شمس ب ثقة: لا حضرة النقيب ليس لدي اي خلل ابدا, بل انت الذي تنفي مهنتك الحقيقة عن انظار الجميع.

صقر: ماذا تريدين؟؟.

تمتمت بينما تجلس ثم قالت تسال نفسها:

شمس: هممممم شمس ماذا تريدين؟؟.

بينما كانت انظارها تدور في ارجاء مكتبه سقط نظرها على ورقة كانت بين يديه لتسحبها باهتمام شديد ثم بدات تنظر الى محتواها باهتمام اشد بينما هو يفترس ملامحها المهتمة تلك باعصاب غاضبة و كانت عيناه الحادة تقدح شرارا لكنها القت الورقة باهمال فوق سطح المكتب ثم قالت:

شمس: هذه الصفقة لا تليق ب سمعتك انت و الشركة ايضا لانها ستكون ذات خسارة كبيرة لك ايضا, لانه يوجد بها شرط خفي يا حضرة النقيب.

نظر نحوها و كانه لم يفهم ما تفوهت به ليريح ظهره على ظهر المقعد بينما بدات تشرح له حال ما لاحظت ملامح وجهه التي لم تفهم ما تفوهت به:

شمس: حسنا, تقدر ارباح الشركة في الشهر الواحد قرابة ال 35 مليون و ايضا مع العديد من الصفقات التي ما لا نهاية لها كل يوم و يقترح عليك اكثر من 30 صفقة في اليوم و اذا تم الموافقة عليها جميعها حينها سوف تصبح ارباح الشركة في تزايد مستمر و سوف تزداد تحديدا ب 30 ضعف الارباح حاليا و ستكون قرابة ال 1050 مليون و يمكن ان تصل الى 1100 مليون لكن ان تقبل مثل هذه الصفقة التي سوف تقلب شركتك سوف تكون محط صدمة الجميع حينها يا حضرة النقيب!!.

تنهد صقر بنبرة تكبت غضبه الشديد ثم قالت بسرعة:

شمس: اريد عقد صفقة معك يا حضرة النقيب.

صدم داخليا و بشدة هل كل حديثها هذا و اكتشاف هويته التي اخفاها و ايضا معرفتها ب مقدار ارباح الشركة السرية ايضا من اجل صفقة يعقدها معها؟!, ابتسم ب جانبية لان جميع النساء تجري خلف رغباتها الشخصية, اردف قائلا:

صقر: ما هي الصفقة التي تريدينها؟؟.

شمس: الصفقة بيني و بينك حضرة النقيب لكن…

قاطعها سائلا:

صقر: ما هي اسم شركتك؟؟.

نظرت نحوه باستغراب ثم قالت ب نفس نبرته:

شمس: شركة؟؟!, اي شركة تقصد؟؟.

صقر ببرود: شركتك انتي يا انسة شمس.

شمس تنفي ببساطة: لكنني لا املك اي شركة حضرة النقيب.

نظر نحوها ب نظرات حادة جدا و قال صارخا:

صقر: اذا لم تكن لديكي شركة اذا كيف يمكنك ان تقولي بانك تريدين اقامة صفقة بيني و بينك من دون وجودها اساسا؟!.

نظرت نحوه ب نظرات مذهولة من صراخه لتقول ب ثقة باردة و جادة:

شمس: الصفقة التي سوف اعقدها معك فوائدها لك اكثر من فوائدك لي و بنسبة كبيرة جدا ايضا, كما انه لا يمكنك ان تحكم على احد من مظهره كما تفكر الان.

صقر: و هل تمكنتي من معرفة ما افكر به ايضا!!, يا لكي من فتاة بلهاء ثم انه انا لا املك وقت ل اللعب مع امثالك هيا اخرجي من هنا.

ابتسامة سخرية ظهرت على وجهها ثم قالت:

شمس: مع امثالي؟؟!, حضرة النقيب انا اعلم كل تفاصيل حياتك الشخصية و العملية ايضا, حسنا سوف اثبت لك هذا ايضا.

ابتسم هو الاخر قائلا:

صقر: كيف يا انسة شمس؟؟.

وقفت شمس و بدات تقول:

شمس: قبل سبع سنوات تحديدا في تاريخ 1562012 توفي والدك في حادث سيارة كبير للغاية حطم هذا املك في ان تكتمل مسيرتك المهنية كونك اصبحت نقيبا في الشرطة لكي تقوم بادارة اعماله التي تكرهها بشدة, لهذا انت هنا الان رغما عنك, في الحقيقة انا اتفهم مشاعرك لانني انا ايضا كنت سوف ارغم على امر كنت اهرب منه لمدة طويلة جدا لهذا….

قاطعها صارخا:

صقر: لا تمثلي لي بانك تعلمين شيئا بينما الجميع يعرفه يا فتاة و ايضا لا تدعي بانك كنتي في مثل حالتي بينما انتي تشعرين بالشفقة تجاهي.

شهقت شمس ب درامية ثم قالت:

شمس: كيف يمكنني ان اشفق على زوجي المستقبلي؟؟.

صقر بصدمة: ماذا؟؟.

هنا صدم جدا من حديثها هذا ليقف و يقول بنبرة باردة ضاربا مكتبه:

صقر: هل تظنيني احمقا امامك لكي تتفوهي ب هذا الحديث يا فتاة, يبدو بانكي لم تعلمي من انا جيدا قبل ان تاتي الى هنا.

تقدمت شمس من مكتبه و قالت ب برود و ملامح باردة:

شمس: لقد هربت من بيت متخلفين بسبب انهم كانوا يريدون اجباري على الزواج من احدهم لهذا انا هنا و بسبب تقاليدهم انا الان قد جلبت العار لهم لهذا سوف اقتل من دون اي شفقة او رحمة و انا لا اريد ان يحدث هذا لانني امتلك اشخاصا يحبونني كثيرا و يقلقون كثيرا بشاني و اصدقاء ايضا و قبل كل هذا لم يخلق بعد من يريد ان يقتلني او يؤذيني, لهذا لقد كنت صادقة منذ قليل في ما اخبرتك به.

نظر نحوها لم يجدها تحمل اي تعبير ابدا كانت باردة, لكنه لم يكن يتخيل بانها في وضع كهذا ابدا لهذا تنهد قائلا:

صقر: كيف يمكنني ان اساعدك؟؟.

شمس: اريد عقد صفقة معا ما رايك؟؟, و المقابل هو انه يمكنك ان تفعل بي ما شئت حياتي, قلبي, و روحي, و جسدي ملك لك.

جلس مريحا ظهره و قال ببرود:

صقر: هل انتي فتاة خرقاء ام ماذا؟؟, كيف يمكنك ان تمنحي كل ذلك مقابل ماذا وما هو طلبك؟؟.

شمس: طلبي هو ان تجعلني على اسمك لمدة لا تقل عن ستة اشهر.

صقر: هذا فقط؟؟.

شمس تومئ: هذا فقط.

صقر: هل تعلمين بانك فتاة حمقاء و جدا, تاتين الى هنا و تقدمين حياتك للشخص الغريب الا تفكرين في انه يمكنني ان اخونك و اقدمك ل بيت المتخلفين ذاك؟؟.

شمس مبتسمة: لا لانك رجل و الرجل لن يخلف كلمته مهما حدث لانه رجل ام انك لا تعرف نفسك يا حضرة النقيب؟؟.

ابتسم صقر لانه سوف يحظى ببعض المتعة في حياته البائسة و المملة هذه، تغاضى عن حديثها و اشار للكرسي ثم اردف بابتسامة:

صقر: لا اقبل بان تقف زوجتي المستقبلة لمدة طويلة هكذا.

ابتسمت شمس ب براءة ثم جلست كما طلب منها لتقول له:

شمس: بالمناسبة انت اتعبتني كثيرا في البحث عنك لدرجة انني سهرت لمدة طوية جدا لكي اجدك في نهاية المطاف اجد ان موقعك قريب مني و لدرجة كبيرة ايضا.

صقر: اذن انتي من كان يخترق ذلك الموقع الخاص بالمعلومات في الاونة الاخيرة!!.

اومئت شمس ببراءة كبيرة جدا ليبتسم هو ثم سال ب جدية:

صقر: كيف امكنك فعل ذلك يا فتاة؟؟.

شمس: هذا سر.

صقر بابتسامة جانبية: سر؟, لكنك لن تخفيه عن زوجك المستقبلي؟.

شمس متنهدة: صحيح لن اخفيه لكن في نفس الوقت ليس لمدة طويلة وقريبا سوف تعلم التفاصيل في الوقت المناسب لهذا لا تقلق.

صقر ببرود: انا لست قلقلا من الاساس.

شمس تقف: حسنا سوف اتركك الان و لا تقبل ب هذه الصفقة و ايضا ان كنت تريد مقابلتي ف سوف تعلم اين هو مكاني لان هذا ليس بالشيء الكثير بالنسبة لك, السلام عليكم.

صقر: و عليكم السلام.

خرجت شمس من مكتبه لتبتسم بارتياح ثم سارت بخطواتها خارج الشركة, بينما في هذه الاثناء رن صقر على رقم ما بينما انظاره تشاهدها وهي تخطوا خطواتها خارج الشركة مستقلة سيارتها السوداء و تقود بسرعة شديدة مخلفة اثار غبار خلفها.

…………………………………………………………………….

نزلت من سيارتها و ركنتها امام المبنى السكني ثم ضغطت على زر التحكم من بعد لتغلقها ثم صعدت درجتي السلم التي تؤدي الى مدخل المبنى ثم توقفت نظرت للخلف بابتسامة نحو الشجيرات التي بالقرب من مكان وقوفها و قد كانت تركز على نقطة مظلمة ثم رفعت كف يدها اليمنى و اشارت بسبابتها نحو المكان المظلم ثم اشارت نحو كتفها الايسر ثم رفعت كفها الايسر و بسطتها ثم بانامل يدها اليمنى السبابة و الوسطى تلمستهم بكفها اليسرى المنبسطة مرة ثم ادارتهم للجهة الاخرى و تلمستهم ب كفها ايضا ثم اشارت لجانب راسها و ادت حركة الاعجاب بابهامها الايمن ثم دخلت بابتسامة مكملة خطاها ب جدية.

خرج شخص من بين المنطقة المظلمة التي كانت تنظر لها ثم تنهد باندهاش و صدمة غير مصدق لما حدث قبل قليل ليخرج الهاتف من جيب سترته سريعا و ضغط على رقم رئيسه في العمل منتظرا رده ليرد لم يمهل رئيسه ليتحدث ليسبقه قائلا:

الحارس: سيد صقر لقد علمت ب انني ارقابها كما انها مدحت طريقة تفكيرك.

اغلق صقر الهاتف من دون ان يرد ثم ارخى ظهره يفكر فيها, ذكية, جميلة, باردة, جادة, مبتسمة, و تمتلك الثقة في النفس كما انها لا تخاف شيئا على الرغم من انها تعلم مصيرها في المستقبل, هي قد وهبته حياتها وجسدها و روحها مقابل ان تكون زوجته لمدة ستة اشهر فقط المدة القانونية المسموحة لهم ومن ثم سوف يبداون ب اجراءات الطلاق, حسنا لنرى من انتي يا انسة شمس, لمس زرا اسود اسفل مكتبه ثم ثواني ليجد احمد الذي عدل من نظارته ثم قال:

صقر: احمد اريد منك ان تجلب لي ملف الفتاة التي كانت في مكتبي منذ مدة قصيرة و اريده امامي قبل ان اغادر الشركة.

احمد: حسنا سيد صقر, هل من اوامر اخرى؟؟.

صقر: لا, يمكنك الذهاب.

خرج احمد من مكتب صقر ليبدا صقر بدراسة الصفقة لالتي رفضتها شمس و يتاكد من محتوى البنود و الشروط الموضعية لتحتد عيناه اكثر ثم صرخ مناديا بقوة:

صقر: خالد.

اتى خالد في الحال بسبب صراخه القوي الذي ارعبه بشدة ثم قال بصوت مهزوز و توتر من هالة الوحش الجالس امامه:

خالد ب خوف: ماذا بك يا سيد صقر؟؟.

صقر ب غضب: افلس الشركة الخاصة بهذه الصفقة في الحال, اريد ان ارى اخبارهم في المساء.

تبدلت ملامح خالد من الخوف الى اخرى شيطانية و عيناه البنية اصبحت قوية و حادة جدا ثم حرك انامل يده بطريقة غريبة مرعبة و همس بنبرة اشد غرابة من حركة انامله:

خالد: سوف افلسها لكن ب طريقتي يا صقر, هل انت موافق؟؟.

ضحك صقر من انقلاب شخصيته بهذا الوقت القصير, اومئ مردفا:

صقر: موافق يا خالد اذهب.

خرج في ثانية من مكتبه ليتنهد صقر ثم بدا يدرس باقي الصفقات.

………………………………………………………………………..

ارتمت فوق السرير بعد ان اخذت حماما باردا اصابها بالدوار رغم اقتراب الشتاء من القدوم لكنها لا تهتم, تلمست خصلاتها التي اصبحت متساوية الطول في ايام قليلة ثم ابتسمت هامسة:

شمس: يجب ان افي بوعدي له قبل ان اقابله.

اغمضت مقلتيها براحة ثم ذهبت في سبات عميق الى مملكة سلطان النوم.

……………………………………………………………………..

في المساء**

اصبح يسير في ارجاء جناحه الخاص و يفكر في ملفها الذي يمسكه بين انامله الذي يحتوي فقط على اسمها و مهنتها التي تنافي شخصيتها التي تحدثت بها معه و التي راها بها, لكن اين باقي المعلومات التي كان يريد ان يراها؟, تفاصيل حياتها؟, سيرتها الذاتية؟, بكل بساطة لا وجود لها ابدا!!, تنهد راميا نفسه فوق السرير ب جانب ادم الذي قرر امضاء الليلة معه فجاة.

في صباح اليوم التالي**

بينما يجلس الجميع يتناولون طعام الافطار ثم ترك سامر كوب الشاي مردفا بهوء:

سامر: شمس لقد صح ما قلته!, لقد اتصل والدك بي و سالني ان كنتي تقيمين هنا لكنني اجبت بالنفي بعد بضعة احاديث جانبية و في ليلة امس سالني بنفس السؤال الذي اخبرتني به ” شمسنا” لهذا اخبرته بانك بخير و لا توجد اي مشاكل.

ابتسمت شمس براحة ثم اردفت شاكرة:

شمس: اشكرك يا عم سامر من اعماق قلبي.

سامر: لا فائدة من شكري الان ف انا قد اتمت مهمتي فقط.

قهقه في نهاية حديثه ليشاركه الجميع ايضا, تسالت شمس:

شمس: خالتي الم تهاتفك و الدتي؟؟.

سهيلة: لا, ليس بعد يا شمس.

شمس تومئ: حسنا لا باس خالتي.

انتهوا بعد برهة ثم خرج سامر نحو عمله الخاص و من ثم خرجت ياسمين تليها سهيلة لكي تتسوق من اجل حاجيات المنزل التي تنقصه, جلست شمس ب ملل امام شاشة التلفاز تقلب في الاخبار لتجد ان العناوين متصدرة في اشهار افلاس شركة مهمة في السوق, امعنت شمس النظر في الاسم و اصبحت تحك راسها بينما تحاول تذكر الاسم:

شمس: لقد رايت هذا الاسم مسبقا, لكن اين اين؟؟!, اها لقد تذكرت لقد كانت هذه الشركة التي قدمت صفقة ل شركة صقر و التي اخبرته بها بانها خدعة من اجل ان يوهموه بان المكسب له فقط لكنه العكس صحيح.

ابتسمت قليلا ثم فجاة اصبحت تضحك ب صخب غريب جدا اول مرة تضحك ب مثل هذا الشكل, امكست ب هاتفها و بدات تضغط باناملها عدة ارقام ثم رفعته الى مستوى اذنها منتظرة رد الطرف الاخر ثم شعرت ب نبرته الباردة التي ارجفت اوصالها باكملها ادخلتها في حالة من الارتباك و التوتر لكنها تنهدت ثم اردفت بهدوء بارد:

شمس: ردة فعلك جيدة بشانهم.

انصت جيدا لصوتها ثم ابتسم ببرودة مردفا ب نبرة ابرد:

صقر: بالتاكيد سوف تكون جيدة و جدا ايضا, من اين جلبتي رقمي يا فتاة؟؟.

شمس: مثل ما جلبتك انت.

صقر: هاه صحيح هذا ليس بالشيء الكبير بالنسبة لكي.

شمس: اصبت, اين انت الان؟؟.

صقر باستفزاز: و ما شانك بي يا فتاة؟؟.

شمس بلا مبالاة: شاني هو انني سوف اصبح زوجتك المستقبلة فقط؟.

صقر: هل انتي حمقاء تسالينني و انتي تعلمين بالذي بيننا؟؟, يا فتاة انتي سوف تصيبينني بالصداع من الان, ماذا سوف يحدث مستقبلا هل سوف تصيبينني بازمة قلبية من حماقتك؟؟.

شمس: انت تتحدث كثيرا في ما سوف يحدث مستقبلا لهذا دع كل شيء ل وقته المحدد فقط ولا تستعجل بها لان هذا ماسوف يصيبك بالصداع ليس انا.

همهم صقر بينما يتوقف ب سيارته امام محل ما و بجانبه باقة ورود بيضاء و حمراء و ينظر لها ببرود مردفا:

صقر: هل تعلمين بانني الان مقدما على القيام ب شيء لا احبه ابدا و ل اول مرة اقوم به في تاريخ حياتي الذي لم اتذكره ابدا.

شمس: حقا؟؟, و ما هو و من السبب؟.

صقر: اولا السبب هو انتي, ثانيا هو انني ذاهب لكي اقابل عمك سامر بشان زفافنا يا فتاة.

صرخت شمس بينما تقف فوق الاريكة و قالت بصدمة:

شمس: ماااذا؟؟.

صقر ببرود: كما سمعتني يا فتاة انا لا احب ان اعيد حديثي مرتين.

هدات شمس قليلا ثم جلست مقرفصة بينما قالت ب توتر:

شمس: هل تقصد بانك ذاهب الان لكي تتحدث مع عمي سامر بشاننا؟؟.

صقر: اجل هذا ما اقصده و الان سوف اغلق الهاتف.

شمس: هييي انتظر قليلا.

اقفل صقر الهاتف في وجهها و لم يهتم بها بينما مد يده ملتقطا بانامله باقة الورود و من ثم خرج من سيارته متقدما نحو باب المحل ذو الواجهة الزجاجية.

فتح الباب و سار نحو الأمام ببرود ثم هبط بضع درجات من السلم لاسفل ليجد مكانا واسعا جدا مليئ بشتى أنواع السيارات و ب مختلف الالوان ايضا، في الحقيقة هو اندهش تماما لأنه لم يكن يعلم بأن هذا هو عمل سامر و أنه يكون متخصصا في تجارة السيارات هكذا.

تقدم بضع خطوات ثم وجد شابا قوي البينة متقدما نحوه و تحدث باحترام:

الشاب: تفضل يا سيدي، ما هو طلبك؟!.

صقر: انني ابحث عن صاحب العمل سامر كامل، هل هو موجود؟!.

اومئ الشاب باحترام مردفا:

الشاب: نعم سيدي هو موجود حاليا لكن من انت لكي اخبره؟!

صقر ببرود: أخبره ب انني صقر آدم الاسيوطي.

ارتجف جسد الشاب ثم نظر في عيناه العسلية الحادة ايرتجف اكثر بينما الآخر يبادله ب برود كالعادة ليدرك نفسه ثم قال باحترام:

الشاب: حسنا سيد صقر تفضلي معي لكي ادلك على الطريق نحو مكتب العم سامر.

صقر: حسنا

سار الشاب أمام صقر الذي يسير خلفه ب رجولية باردة و يمسك باقة الورود باهمال بين أنامل يده صعدا الى الطابق الثاني الذي يشبه الطابق السفلي تماما مكان تملئه السيارات في جميع الاتجاهات تلفت ينظر في الإرجاء باهتمام يرى انواع السيارات التي بالنسبة له نادرة لأنه معتادا على قيادة السيارات المرتفعة المشابهة تماما ل سيارة شمس لكن ب نوع اخر، اتجهت نحو اليسار ثم توقف الشاب قائلا:

الشاب: اعذرني سيد صقر هل يمكنك الانتظار لبضعة ثواني فقط لكي أخبر عم سامر؟!

صقر: لا بأس يمكنك الذهاب.

طرق الباب ثم دلف بعد أن سمع الاذن بالدخول:

الشاب: عم سامر سيد صقر آدم الاسيوطي هنا و يريد مقابلتك؟!.

نظر سامر نحو الشاب ثم قال سريعا عندما تذكره:

سامر: دعه يدخل بسرعة.

الشاب: حسنا يا عم.

خرج الشاب تاركا الباب ثم أشار إلى الداخل مردفا باحترام :

الشاب: تفضل سيد صقر العم سامر في انتظارك.

دلف صقر الى الداخل ليجد سامر يقف و يرحب به يمد يده مردفا:

سامر: تفضل سيد صقر اهلا و سهلا بك في مكاني المتواضع.

صقر: شكرا لك ايها العم لكنني اريدك في موضوع مهم جدا.

أشار له سامر بالجلوس ليجلسا و وضع باقة الورود على المكتب ثم اردف سائلا:

سامر: ما هو هذا الشيء المهم؟!، اسف لم أقدم لك شيئا ماذا تحب أن تشرب؟!

صقر بنفي: شكرا لا اريد شيئا، الموضوع المهم هو متعلق ب شمس محمد عزت التي تكون ابنة صديقك.

صدم سامر من حديث صقر، لماذا تورطت شمس معه و كيف من الاساس:

سامر: شمس و ما ادراك بها؟!، اقصد هي بالفعل ابنة صديقي لكن من اين تعرفها سيد صقر؟!.

صقر بهدوء: في الحقيقة يا عم انا اريد ان اطلب يدها منك على سنة الله و رسوله الكريم.

ردد سامر ب صدمة عفوية:

سامر: عليه افضل الصلاة و السلام!!، لكن اعذرني لم افهم ما تقصده؟!.

صقر: اريد ان اجعل اسمها على اسمي اريدها أن تكون زوجتي.

تنهد سامر ثم أدرك الوضع ليسأله قائلا:

سامر: حسنا لقد فهمت، لكن هل لك أن تجيب عن سؤالي اين رأيتها و كيف عرفتها؟!.

أراح صقر ظهره ثم تحدث بابتسامة خفيفة:

صقر: في الواقع لقد رأيتها منذ مدة قصيرة بينما انا عائد من مكان عملي كانت في منتزه بالقرب من طريق عودتي إلى منزلي و قد كانت تساعد و تلعب مع عدة من الأطفال الصغار ل هذا انا اعجبت بها منذ ذلك الحين.

حك خلف رأسه مدعيا الاحراج من أجل أن تكتمل تمثيليته المحترفة:

صقر: يمكنك ان تقول إنه الحب من النظرة الأولى.

قهقه سامر عليه بخفة ثم تحدث ب جدية بعد أن تذكر وضعها الذي لا مفر منه:

سامر: هل تحدثت معها اذن قبل القدوم إلى هنا؟!.

صقر بجدية: لقد تحدثت معها بالفعل منذ ذلك الحين لكنها صارحتني قائلة بأنها فتاة هربت من بيت عائلتها بسبب الزواج الاجباري كما أنه يمكن أن تقتل و سالتني أن كنت اريد أن ارتبط بها رغم أن مصيرها عاجلا ام اجلا سوف يكون الموت بسبب حجة العار التي لفقوها لها.

سامر: اذا هي اخبرتك بالفعل!!.

صقر: نعم، لكنها بعد أن صارحتني بوضعها رغم أنني شخص غريب في نظرها شعرت و كأنني اريد حمايتها، صراحتها معي منذ المرة الأولى أثبت لي بأنها الجديرة بأن تكون زوجتي ل هذا قدمت إلى هنا بسرعة و من دون أدنى شك بأنني اعلم انها الطريقة الصحيحة كما علمني و رباني والداي.

سامر باعجاب: و حسنة تربيتهما فيك يا بني، حسنا دعنا اولا ناخذ راي العروس الذي هو أهم من رأي الجميع هنا و من ثم سوف ارد عليك.

صقر: اتفقنا.

وقف ثم ربط زر سترته و استقام برجولية طاغية ليقف سامر بدوره ليسلم عليه صقر مردفا:

صقر: اشكرك يا عم سامر لأنك تقبلتني، ما أن تاخذ رأيها مهما كان ارجوك هاتفني على رقمي هذا و سوف ارد عليك في الحال.

أمسك الكارت الابيض الذي يحتوي على رقم هاتفه ثم اردف بابتسامة:

سامر: حسنا يا بني كما تريد، اتمنى لك التوفيق.

صقر: اشكرك يا عم سامر، عن اذنك.

سامر: تفضل يا بني.

خرج صقر من المكتب و ما زالت الابتسامة المصطنعة كانت على ملامح وجهه، بينما الشاب الذي كان أمامه ب قليل ابتعد عن طريقه نزل من الطابق الثاني بينما يفك زر سترته لكي يحرر عضلاته التي تكاد أن تمزق القميص من شدة صلابتها لترفرف سترته بينما يهبط درجات السلم معطيا إياه منظرا مهيبا و ملامحه الباردة الصلبة مع حدة مقلتيه العسلية، يا لحظك يا شمس لقد أمسكت القمر بين كفي يديكي.

استقل سيارته و قاد بينما يذهب نحو الشركة ليجد هاتفه قد وصلته رسالة أخرجه من جيب السترة الداخلية ليجدها رسالة من آدم ابتسم ب حنان ثم قرأ رسالته التي كان محتواها:

آدم: اين ذهبت يا أبي منذ الصباح لم اراك بجانبي عندما استيقظت؟!.

بدأ صقر يسجل رسالة صوتية لأنه يقود و لا يجوز له أن يكتب رسالة لهذا بدأ يسجل قائلا:

صقر: لقد ذهبت لأنني احضر لك مفاجأة لكن لا اعلم أن كانت سوف تعجبك ام لا؟!.

آدم: ما هي يا ابي؟!.

سجل مرة أخرى:

صقر: لن تكون مفاجأة أن اخبرتك، عندما اصل الى القصر اليوم سوف اخبرك عزيزي لهذا اصبر قليلا.

آدم بتذكر: حسنا وداعاً.

صقر: وداعا.

ارجع هاتفه داخل سترته ثم بدأ ينظر إلى الطريق باهتمام، يريد أن يعلم كيف سوف تتصرف في مثل هكذا وضع، ابتسامة جانبية خبيثة ظهرت على ملامحه الرجولية لقد بدأت حياته تتغير بسبب تلك الفتاة و بدلا من أن يشغل تفكيره في العمل مثل السابق أصبح الآن عقله مشغول بها هي يريد أن يكتشفها اكثر و اكثر، اوقف سيارته أمام الشركة ثم خرج من السيارة و اتجه نحو عمله الممل الذي اعتاد عليه منذ سنوات.

|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥

اتجه أسر نحو مقر محسن و قال بغضب مقتحما المكان:

أسر: يا رئيس لماذا لم تحرك رجالك بعد لقد بدأ صبري ينفذ بالفعل؟!!.

نفث دخان سيجارته في الهواء المظلم من حوله و قال بلا مبالاة:

محسن: الم اخبرك بأنني اوكلتهم ب مهمة لن يستطيعوا أن ينتهوا منها إلا بعد اسبوع ايها الاحمق.

أسر: اعلم لكن كل ما تأخرنا هذا سوف يكون في صالحها يا رئيس.

محسن: هل انت غبي يا اسر، انها فتاة لن تكون لديها فائدة ابدا، هي الآن مجرد هاربة نريد القبض عليها و قتلها لن تستطيع أن تفلت من قبضة رجالي ابدا لهذا من منتبها على حديثك، لأنها ليست سوى فتاة لا حول ولا قوة لها مجرد كائن ضعيف مثل الحشرة نحتاج الى دهسه اسفل اقدامنا.

نظر أسر نحوه باستمتاع ثم تحدث قائلا بندم:

أسر: يا ليتني كنت قد استمعت إلى حديثك يا رئيس في الماضي.

محسن باستغراب: عن ماذا تتحدث؟!.

أسر: اقصد عندما اقترحت أن نختطفها و نقضي على شرفها كان من الممكن أن اتزوجها حينها رغم أنني أنا الذي كنت قد سلبت شرفها الغالي.

محسن بملل: تقصد فكرة اغتصابها؟!.

أسر: أجل هذا ما قصدته.

محسن: انت من اعترض حينها لهذا لا تندم و لا تتذمر بسبب هذا الموضوع التافه، تستطيع أن تغتصبها و تقضي معها ليلة كاملة قبل أن تقتلها أن كنت تريد.

أسر: انني افكر في هذا الاحتمال ايضا، لكن لن تكون هناك فرصة بأن يقابلها والدها و يودعها، لكن لا مشكلة كل شيء مقابل أن أثبت لها بأنني انا الجدير بأن امتلكها فقط و ليس أحدا اخر.

محسن: هذا هو الحديث السليم يا أسر.

ضحكا معا بصخب بينما يمرر له صحن مملوءا بالهروين المركز و الذي كان قد ادمن عليه منذ زمن بعيد.

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

في المساء**

دلف صقر القصر ليجده ملل مثل كل يوم لا صوت, لا صراخ, لا شجار, لا خناق, فقط الصمت الكئيب المخيم على هذا القصر منذ رحيلها, صعد نحو جناحه ليفتح الباب فيجد ادم جالسا في الشرفة بينما ينظر ل طائر الصقر الذي كان ينظر بدوره نحو ادم كلاهما هادئين و كلاهما التفتا ينظران نحو صقر الذي اتكا على باب الشرفة مكتفا يداه و ينظر نحوهما ب نظرات لا معنى لها, نظر ادم نحو طائر الصقر ثم نحو نحو والده مرة اخرى ليمسك جهاز التابلت و يبدا بالكتابة:

ادم: ابي هل هذا خاصتك اقصد الطائر؟؟.

صقر: صحيح انه لي.

ادم: انه يشبهك جدا هل لهذا اخترته بسبب ريشه الاسود الناعم الذي يشبه لون شعرك و ايضا بسبب لون عيناه الحادة العسلية؟؟.

تقدم صقر منه و من ثم اردف قائلا:

صقر: ليس تماما لكنني احبه فقط, هل هذا سبب كافي؟؟.

ادم: اجل, اخبرني الان ما هي تلك المفاجاة التي تريد ان تخبرني بها؟؟.

صقر: هل حقا تريديني ان اخبرك؟؟.

ادم بملل: اجل هيا صبري يكاد يطير مني يا رجل.

امسكه من خصره و من ثم اجلسه فوق فخذيه و قال:

صقر: سوف اجلب لك ماما الى هذا البيت.

انتظر ادم قليلا يفكر في حديث والده, تنهد ثم كتب:

ادم: هل تقصد بانك سوف تتزوج؟؟.

صقر يومئ: اجل, هذا ما قصدته.

ابتسم ادم ابتسامة باهتة لم يراها صقر ثم كتب:

ادم: هل رايتها من قبل؟؟.

صقر: اجل لقد رايتها.

ادم بخبث: اوصفها لي اذن.

صقر: حسنا هي فتاة جميلة الوجه, بيضاء البشرة مثلك تماما, لديها زوج من الاعين غريبة اللون لم اشاهد مثلهم من قبل, ليست طويلة و ليست قصيرة ياتي طولها الى بداية كتفي فقط و من الممكن اسفله, ممممم و ايضا هي رشيقة الجسد و ذكية جدا جدا.

ابتسم ادم بشدة ثم كتب:

ادم: لقد احببتها بهذه السرعة ايها الرجل لا اصدقك.

قرا صقر كلامه ثم ضحك ب صخب شديد و قال من بين ضحكاته:

صقر: انا احببتها؟؟, هذا مستحيل ايها الشقي انا لدي قلب ميت منذ زمن, ثم من اين اتيت ب هذا الاستنتاج الغريب؟.

ادم: من حديثك حينما اخبرتك ان توصفها لي, لقد وصفتها بدقة شديدة جدا يا ابي لهذا استنتجت بانك تحبها من النادر ان يوصف رجل امراة اخرى بهذا الشكل.

صقر بصدمة: من اين لك هذا الكلام ايها الشقي ها؟؟.

ادم: انا لست ب جاهل هنا.

صقر متنهدا: حسنا اذهب لكي تستحم و من ثم سوف ننزل لكي نتناول وجبة العشاء بينما اضع ل طائري وجبته.

ادم: حسنا.

غادر ادم جناح والده بينما استحم صقر في وهلة قصيرة ليخرج مرتديا ثيابا منزلية ثم خرج من القصر متجها نحو مكان طائره ليدلف نحو الداخل بالقرب من الاسطبل لينظر في الارجاء ف لم يجد الصقر, هم يجلب له وجبته لكنه سمع صياحه في وسط السماء ليخرج ف يجده يهبط من السماء ممسكا بين مخالبه حمامة بيضاء بينما جناحها يبدو مكسورا و هي تحاول الفرار ب حياتها لكي تنجو لكن هيهات ف الصقر قابضا عليها بشدة و لا يوجد فائدة من المحاولة, نظر صقر من دون ان يرف له جفن يفكر, هو مثل طائر الصقر هذا سقطت بين مخالبه حمامة بيضاء مكسورة الجناح تشبهها قليلا لكن ليس من الممكن ان تكون مثلها.

بينما يفكر هو في هذا الموقف وجد الصقر يمسك بالحمامة و يتجه بها نحو مكانه الخاص حينها ادرك صقر بان هذه الحمامة هي التي سوف تكون وجبة الصقر في الحال, كما شمس هي حمامة بيضاء مكسورة الجناح و هو الذي يمسكها بين مخالبه الحادة.


________________________________



Semo



S.m

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (شمس الصقر (رواية صقر وشمس)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق