رواية حياة (ادم وحياة) – الفصل السابع
* الفصل السابع *
إستفاقت حياة ..
وبدأت تفتح عينيها بصعوبة ، كانت في البداية لا ترى إلا ضباب ، لا تستطيع رؤية ما حولها بوضوح،
“أنا فين !”..
قالتها حياة بصوت لا يسمعه أحد سواها ..
فلم يأتي لها رد ..
وبدأت تستفيق بالتدريج ..
حتى وجدت نفسها في غرفتها و على سريرها ..
وهناك رائحة غريبة ف الغرفة ..
بدأت تشتم تلك الرائحة..
حتى علمت انه بخور ..
ووجدت والدتها تدور في الغرفة وهي تمسك البخور وتهمس بكلمات غير مسموعة..
وسمعت صوت غير واضح في الغرفة ، حاولت الانصات بشدة ..
“وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ” ..
علمت انه صوت قرآن يُتلى ويأتي من التليفزيون ..
ثم رأتها والدتها وعلمت انها استيقظت اخيراً ، فتحركت بسرعه نحوها ، واخدت تلف يدها بالبخور فوق رأسها مع قول ادعية كثيرة..
=بسم الله أرقيكي من كل شيء يؤذيكي ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيكي بسم الله أرقيكي ..
..زفرت حياة بضيق شديد ..
“خلاص يا ماما خلاص ، انا كويسة ، مش محتاجة كل ده” قالتها بصوت ضعيف ..
=كويسة ازاي يابنتي انتي مغمى عليكي من امبارح والدكتور جه قال مفيهاش حاجة ، تقوليلي كويسة .. انتي اكيد اتحسدتي ، منه لله اللي بصلك يابنتي
“يييي ياماما بقا ، بالله عليكي اسكتي انا مش حمل كلام، ووالله بقيت كويسة اطمني..”
اقتربت نسمة من حياة وضمتها اليها..
تعجبت حياة كثيراً من فعل والدتها ..
“تقريبا دي اول مرة تحضنيني فيها، لو اعرف كدا كنت وقعت من زمان”
=بعد الشر عليكي ، انتي بنتي يا هبله حتى لو بقسى عليكي فانتي بنتي مهما كان وبخاف عليكي ، ومش هستحمل لما يحصلك حاجة..
“ربنا يخليكي ليا يا امي” ..
هنا دخل حلمي الذي تفاجئ عندما وجد ابنته قد استيقظت اخيراً .. فأقبل عليها فرحاً .
_حياااة يابنتي انتي كويسة !! طمنيني عليكي ، كدا تقلقي بابا عليكي اللي مالوش غيرك ، كدا يا حياة ..
“غصب عني يا بابا معلش ، والله انا معرفش ايه اللي حصل”
_طب احكيلي اخر حاجة فكراها..
“انا صليت وقعدت اقرا ف المصحف وبعدين محستش بنفسي ، بس السبب يابابا هو اني منمتش كويس ، فاكر ماما لما صحتني بالعافيه وكنت لسه نايمة من كام ساعة بس، وروحت اشتريت الحاجات ومشيت كتير ، اكيد اكيد اغمى عليا عشان منمتش كويس”
_تصدقي ممكن يا حياة .. ده الدكتور حتى قال مفيهاش حاجة محتاجة راحة بس ..
_شوفتي يا ست نسمة عملتي ايه في البت ؟!
=يقطعني يا خويا ، لو اعرف ان كدا هيحصل مكنتش صحتها ..
_طب روحي يلا حضري الفطار عشان البنت تاكل ..
=حاضر .. دقيقتين والاكل يكون جاهز ..
قالتها نسمة ثم همت بالخروج ، واتبعتها نظرات حياة المندهشة ..
ضحك الوالد على حياة ..
_مالك يا حياة بتبصي لمامتك ليه كدا ! ..
“بابا هي ماما بتعاملني حلو بجد ولا انا بحلم ؟”
ضحك الوالد اكثر ..
_لا ياستي مش بتحلمي ، ماما بتعاملك حلو ..
“طب ازاي ، ومن امتة ، هو انا نايمة بقالي كتير”
_يابنتي كفاية بقا قلبي هيقف من كتر الضحك..
“لا لا في حاجة غلط صدقني ، لو اعرف ان هتعاملني كدا لما يغمى عليا كنت عملتها من سنييين”
_يابنتي مش معنى ان مامتك شديدة شوية معاكي يبقى مش بتحبك ، دي والله بتحبك اكتر من اي حاجة ف الدنيا وبتخاف عليكي بزيادة ،مشكلتها مش بتعرف تعبر .. مفيش أم بتكره بنتها يا حياة.
“ماشي يا بابا .. ربنا يخليهالنا يارب وتفضل كدا على طول”
_قومي بقا اغسلي وشك عشان نفطر سوا..
“حاضر يا بابا” ..
ثم همَ الوالد وامسك يد حياة ليساعدها على الوقوف ومن ثم اسندها واوصلها الي الحمام وذهب لأنتظارها حتى تنتهي ..
وبعد ١٠ دقائق خرجت حياة وذهبت لتجلس مع والدها ..
_ايه يا حياتي روقتي شوية ؟!
“روقت كتير يا بابا الحمدلله ، صح هي ماما فين!!..”
_راحت تزور جارتنا ، مش يلا نفطروا بقاا ؟!
” يلا انا اصلا ميتة من الجوع ”
اخذا يأكلان وهما يتحدثان عن ما حدث لها ..
“بس انتوا عرفتوا ازاي اني روحت في غيبوبة انا كنت قافلة الباب”
_احمدي ربنا اننا قدرنا ندخلك ، انا جيت من الشغل بسأل عليكي امك قالتلي ف اوضتها من ساعة ما جينا ،فقولت ادخل اطمن عليكي ،بفتح الباب لقيته مقفول من جوا ، قلقت جدا اعدت اخبط على الباب وانادي عليكي واتصل يمكن تصحي على صوت تليفونك بردو مفيش فايدة ، اتخانقت مع امك عشان سبتك كل ده ، قالتلي بحسبها نامت ، المهم مسكتش الا لما كسرت الباب ودخلت لقيتك واقعة والمصحف جمبك ، شلتك وجبنالك الدكتور ،وامك نازل عليها البت ملبوسة البت ملبوسة .. قال حلمي جملته الأخيرة وهو يضحك .
“يالهوي ملبوسة” ضحكت حياة على تلك الكلمة كثيراً ، ومن ثم شَردت وهي تحدث نفسها ..
“طب ما ممكن صح أكون ملبوسة ، امال ايه خلاني انهار في العياط كدا الا لو فيا حاجة وكمان ممكن يكون …..”
_في حاجة يابنتي !!
“ابدا يا بابا بتخيل اللي حصل بس مش أكتر “..
ثم طرق الباب ..
” هقوم افتح بقا يابابا ، دي اكيد ماما جت من عند الجيران”
_خليكي يا بنتي انتي تعبانة ، ثواني وجاي ..
همَ الوالد ليفتح الباب ، ثم سمعت حياة صوت ترحيب ..
_اهلا اهلا تعالى يابني ، تعالى يا جوز بنتي ، جيت في وقتك ، حماتك بتحبك ..
ثم دخل الوالد ومعه الشاب ..
وهمت حياة واقفة عند رؤيته !!
*ازيك يا حياة*
“الحمدلله كويسة”
_ايه يابني هتفضل واقف كدا ، انت مكسوف مش هتبقى مراتك دي ولا ايه ؟
*لا ياعمي ابداً اتكسف من حياة ازاي*
ثم تحرك الشاب ليجلس بجوار حياة ..
*كدا تتعبي ومتقوليش!!*
“ماما قالتلك صح..!”
*ده كل اللي همك ، مقولتليش ليه ياحياة ، وبعدين انا اتصلت بيكي كتير؟؟*
“انا امبارح تعبت ومحستش بنفسي ولسه صاحيه ، هقولك امتة وازاي”
*طب انتي دلوقتي كويسة ولا تحبي نروح للدكتور*
قالها وهو يمسك يدها بحنو وينظر في عينيها ..
نظرت حياة الي يديها ، ثم الي عينيه مرة اخرى ..
“انا كويسة يا نادر مش محتاجة لمستشفى” ..
(نعم لا تتعجب عزيزي .. ف نادر هو زوجها المستقبلي ..)!!
_طيب يا عيال انا هسيبكم تقعدوا لوحدكم شوية وهروح اعمل شاي .
*ماشي يا عمي*..
*على فكرة وحشتيني*..
“وانت كمان” قالتها حياة بابتسامة ساخرة ..
*طب هتصدقيني لو قولتلك ان قلبي وجعني امبارح من غير سبب ، قولت اكيد حصلك حاجة عشان كدا فضلت اتصل بيكي ومنمتش من امبارح الا لما يطلع النهار واجيلك*
“ربنا يخليك …… ليا”
*ويخليكي ليا يارب *
قالها وهو يقربها منه وضمها اليه ..
*انا بحبك اوي يا حياتي ، ربنا ميورنيش فيكي يوم وحش ابداً*
دمعت عينا حياة مما فعله ، ولكنها لا تستطيع ان تبعده عنها ، مهما كان فإنه سيصبح زوجها بعد ايام قليلة ..
“وانا كمان بحبك” قالت تلك الكلمه مع نزول دمعة على خديها ..
*حياة انتي بتعيطي* ابعدها نادر عنه ليرى ما بها ! .. وهو يمسح دموعها بيديه ..
“ماليش محتاجة ارتاح بس شوية”
ثم دخل الوالد ورأى حياة وهي مدمعة ، ترك الشاي على الطاولة وتحرك نحوها في قلق ..
_مالك يا حياة تعبانة ؟؟
“والله يا جماعة انا كويسة محتاجة انام شوية بس”
_طيب طيب ادخلي انتي نامي وانا هقعد مع نادر شوية ..
“سيبني انام براحتي يا بابا، ممكن محدش يصحيني!”
_حاضر بس ميمنعش اني ادخل اطمن عليكي ..
“ماشي يا بابا ، عن اذنك يا نادر”
*طب اسندك لحد اوضتك يا حياة*
ابتسمت حياة بسخرية ..
“مش محتاجة انا قادرة امشي ، معلش يا نادر هصحى واكلمك”
“عن اذنكم يا جماعة”
ثم همت حياة بالذهاب واتبعتها نظرات نادر المتسائلة ..
حتى وصلت حياة الي غرفتها واغلقت خلفها الباب ولكن تلك المرة لم تغلقه من الداخل ،حتى لا يحدث ما حدث في المرة السابقة ..
وجلست على سريرها ، وقررت انها ستستعيد كل ما مضى وتلك المرة لن يقطع تفكيرها أحد ..
(ستكون هي والذكريات فقط..!)
يتبع ..
#بقلم_روان_رشاد
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية حياة (ادم وحياة)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.