رواية حياة (ادم وحياة) الفصل السادس 6 – بقلم روان رشاد

رواية حياة (ادم وحياة) – الفصل السادس

* الفصل السادس *

* الفصل السادس *

_على جنب ياسطا لو سمحت ..

قالتها والدة حياة عندما وصلا الي المنزل ، مما جعل حياة تستيقظ مدمعة العينين من ذكرياتها ..

_مال عينك يا حياة ، انتي معيطة !! ..

“مفيش يا ماما ، عيني دمعت من الهوا الجامد بس”

_طيب اتصلي بابوكي ينزل يشيل معانا الحاجات دي ..

“بابا راح الشغل من بدري يا ماما انتي نسيتي !!”

_بردو نزل الراجل ده ؟؟ ، وانا قولتله أجل دروسك اليومين دول عشان يساعدنا شوية ..

“يا ماما معلش ده شغله بردو ومش بالسهل يأجله ، وبعدين بقا مش بيتأخر كتير برا زي الأول ، يعني سمع الكلام أهو” قالتها حياة وهي تغمز بعينيها لوالدتها ..

_اغمزي اغمزي ، مانتي وهو واحد ، انا تاعبه نفسي عشانكوا ليه جتكوا القرف ما تولعوا انتوا الاتنين ..

ثم تركت الأم الاشياء في الشارع وصعدت الي منزلها ..

مما جعل حياة تضحك على والدتها وعلى فعلتها تلك ..

فنادتها حياة وهي تقهقه ..

“يا ماما استني طب ، مين هيشيل معايا الحاجات دي طب ”

_استني ابوكي لما يجي يشيلها معاكي مش هو بقا يجي بدري بردو ..

“ماليش دعوة ببابا دلوقت ، انا عايزاكي انتي يا ست الحبايب يا حبيبة انتي” مازالت حياة تتحدث وهي تضحك ولم تتوقف ..

فلم تجيبها الام لانها كانت صعدت بالفعل .. وقفت حياة بمفردها في الشارع وهي تزفر بضيق كيف ستصعد بكل تلك الاشياء بمفردها ..

وفجأة ظهر جارها أحمد طالب بالثانوية العامة ..

فنادته حتى وجدها تقف بمفردها .. فذهب اليها متعجباً ..

_ايه يا طنط حياة اللي موقفك كدا ، انتي لوحدك مش معاكي حد !

“انت شايف ايه يا احمد!!” قالتها حياة رافعه حاجبيها ..

فضحك أحمد ..

_اااه .. يعني حضرتك عاوزاني اطلع دول معاكي صح ..!

“الله ينور علييك .. امال بيقولو عليك غبي وبتسقط ليه ف الامتحانات يا ولا انت” قالتها حياة وهي تزغره في كتفه ..

_انا ذكي في كل حاجة الا الدراسة يا طنط حياة ..

“طب من حقك تكون في سنة كام دلوقتي”..

_احم احم.. من حقي اكون في تانية كلية ..

“طيب يا عم احمد ربنا معاك ،شيل معايا بقا الحاجات دي ونتكلم واحنا طالعين ع السلم على سنة عشرة ثانوي بتاعتك دي ” قالتها حياة مازحة وهي تضحك ..

فرفع احمد الاشياء وهو يضحك ويجيبها ..

_لا ٨ بس مش عشرة يا طنط حياة ..

“طب اطلع اطلع بلاش لماضه”

صعدا الاثنان ع السلالم واخذا يتحدثان سوياً ..

_الا قوليلي يا طنط حياة ، هو حضرتك هتتجوزي عن حب ولا صالونات ، عشان انا سمعت ان الجواز عن حب هو اللي بيدوم يعني ..

سمعت حياة سؤاله فتركت الاشياء من يدها وزفرت مع ابتسامة جانبية ..

“عن حب يا احمد هتجوز عن حب ، انا كنت بحبه اوي وعانيت وهو كمان عانى معايا عشان نبقى لبعض”

_الله .. ماشاء الله ربنا يكملك على خير يا طنط.

“امين يارب”

واخيراً وصلا الاثنان الي الطابق الخامس الخاص بمنزل حياة ..

وهما يتنفسان بصعوبة ..

“بجد يااحمد متشكرة اوي مش عارفة اقولك ايه”

_ولا حاجة ، ده اقل واجب ، وبعدين مينفعش اسيبك لوحدك كدا ف الشارع بالحاجات دي .

“لا شهم شهم يعني” قالتها حياة مازحة ..

“طب تعالى ادخل بقا اتغدى معانا”

_قصدك اتعشى الساعه ٨ يا طنط حياة ..

“الكلام ده عندكوا احنا بنتغدى دلوقتي ، طب تعالى اتعشى معانا ”

_مش هقدر والله ، وبعدين هنزل العب كورة شوية مع صحابي ..

“كورة ايه يخربيتك امتحاناتك الشهر الجاي”

_ياستي فكك ، بدل ما تبقى السنة التامنة تبقى التاسعة.. قالها وهو يمازح حياة .

“ربنا يهديك والله يابني انت ، يلا اجري شوف رايح فين”

_هو ايه خلاص خلصت حاجتي من جارتي ..

“اجري يالا اجري من هنا” ..قالتها وهي تمثل انها تخلع حذائها لتضربه به ..

فجرى احمد ع السلالم وهو يضحك بصوت عالي ..

فطرقت حياة ع الباب ، ففتحت لها والدتها ..

_مانتي حلوة اهو وبتعرفي تتصرفي ..

“طب شيلي يا ماما معايا بقا عشان ضهري اتقطم والله ..

ساعدتها والدتها ف حمل الاشياء الي داخل المنزل ..

فدخلت حياة واخذت قسطاً من الراحة ثم هاتفت والدها لتخبره انهم قد وصلوا واشتروا باقي الأشياء ..

فبارك لها والدها ، واطمئن على سلامتهم واغلق الاتصال ..

ثم ذهبت حياة الي غرفتها لتغير ملابسها ، وبعد ان خلعت جميع ثيابها وقفت امام المرآه بملابسها الداخلية فقط ..

وهي تنظر الي جسدها في يأس شديد ..

تنظر الي علامات الضرب والخرابيش الموجودة على ظهرها وفخذيها ..

وتنظر الي اماكن الكدمات الزرقاء ..

كيف وصل بها الحال لتلك المرحلة !!

ثم ذهبت بحزن الي الحمام وبيدها ملابسها ..

دخلت الي الحمام لتتوضأ ، وارتدت ثيابها ..

ثم دخلت الي غرفتها مرة اخرى ، واغلقت الباب بأحكام حتى لا تدخل والدتها عليها ..

وارتدت اسدال الصلاة ..

ووضعت سجادة الصلاة ..

وصلت ما فاتها من صلوات اليوم وبعد ان انتهت ..

جلست تقرأ في القرآن الكريم ، وتفتح صفحات عشوائية ..

فجاءت عند آيآت في سورة طه..



وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ..قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ..قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى .”


قرأتها عدت مرات وهي مدمعة العينين ..

“يارب سامحني .. سامحني .. انا كنت ناسية نفسي .. الشيطان ضحك عليا .. وانا بتوب اليك فتقبل توبتي يا تواب”

فقلبت الصفحات وهي مازالت مدمعة العينين ..

فجاءت عند آية في سورة النمل ..


“أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُون

َ”

وكأن القرآن يجيبها ..

فبكت..بكت كثيراً ..

واخذت تقلب الصفحات حتى جاءت عند آيآت في سورة ق ..



وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ *إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ *وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ *وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ *وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ *لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيد

ٌ”

هنا انهارت حياة في البكااء .. كأن تلك الكلمات تقال لها خصيصاً ..

اين كان عقلها !!

لماذا ابتعدت عن الله الي ذلك الحد !!

لماذا ابتعدت عن الصلاة والقرآن أخيرَ صديقان ف الدنيا !!

كانت من كثرة البكاء تقرأ الآيات بصوت ضعيف تخرجه بصعوبة ..

فقلبت الاوراق مرة اخرى وجاءت عند آيات من سورة الحشر..


“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ *وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ* لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ”


هناا.. انهارت حياة داخلياً وخارجياً ، هنا اوقعت المصحف من يديها من شدة بكائها ، اصبحت تبكي بصوت مسموع ، كانت في اشد حالاتها ضعفاً ..

“يارب .. انا ازاي مسلمة وجاهلة ديني كده وبعيدة عنك ، يارب توب عليا ، يارب سامحني ، يارب ارحمني ،يارب ريحني، يارب انا في اشد الحاجة اليك ، انت اللي هتنقذني من حياتي دي وهتغفرلي اخطائي ، يارب انا عبدك الضعيف استجب لي .. استجب . استجب ”

جلست حياة تردد تلك الكلمات وهي في حالة يرثى لها .. واصبح وجهها ملئ بالدموع ..

ماذا حدث لها لتبكي بتلك الشدة وتكون بهذه الحالة!!

اخذت تبكي وتصرخ بقول (ياااارب) بقوة، وهي واضعة يديها على وجهها قليلاً ، وعلى قلبها قليلاً..

وظلت هكذا حتى فقدت الوعي … !!!

#يتبع…

#بقلم_روان_رشاد

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية حياة (ادم وحياة)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق