رواية بنات الحارة الفصل الأربعون 40 – بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة – الفصل الأربعون

الفصل40

الفصل40

**بنات الحارة 4cats**

بقلم نسرين بلعجيلي

Nisrine Bellaajili

الفصل 40…

الليل أوقات بيبقى أرحم من النهار.. بيخبي وشوش الناس، ويغطي على أسرار كثير.

بس في حارة مليانة حكايات زي “بنات الحارة”، حتى الليل ما بيعرفش يستر. السطح بيشهد مواجهة نار، والبيوت جوه البلد بتتوجع من الفضيحة، والقلوب بتتكسّر بين خوف وخيانة.

في الفصل ده، هتلاقوا الحقيقة بتوجع أكثر من الكذب.. وهتشوفوا إزاي غلطة واحدة ممكن تغيّر مصير بنات كثير.

كلام نسرين…

أنا باكتب لكم النهارده والقلب ثقيل.. كل مرة أرجع للقلم ألاقيه بيفضفض عننا كلنا، مش عن شخصيات الرواية بس.

كل بنت ممكن تبقى صفاء في لحظة ضعف، أو زينب في لحظة خوف، أو رحاب وهي بتحارب.

الرواية مش مجرد سطور، دي مراية بتعكس وجعنا وحلمنا، ويمكن ربنا يكتب لحد فيكم نجاة من كلمة أو مشهد هنا.

الليل كان ثقيل، والهواء فوق السطح واقف كأنه مستني الكلمة اللي هتغيّر كل حاجة.

رحاب عينيها مركّزة على صفاء، صوتها مليان إصرار :

“قولي يا صفاء.. أخذتي القرض ولا لأ؟!”

صفاء فضلت ساكتة شوية، دموعها نازلة، ثم فجأة قامت واقفة، صرخت بصوت مبحوح :

“آآآه! عملت الورق، كله خلص خلاص. رحت البنك ووقّعت على كل حاجة”

زينب شهقت، قلبها وقع :

“إيه؟! إنتِ بتقولي إيه يا صفاء؟! إنتِ إتجننتي؟!”

نورهان قامت واقفة هي كمان، وشها مصدوم :

“إزاي تعملي كده من غير ما ترجعي لينا؟! ده ممكن يودينا كلنا في ستين داهية”

رحاب قربت منها بغضب، وشها مولّع :

“إنتِ عارفة عملتِ إيه يا صفاء؟! الراجل ده نصاب، وإنتِ فتحتيله الباب على مصراعيه، إزاي تمضي ورق قرض بإسمك؟!”

صفاء انهارت على الكرسي، إيديها على وشها :

“هو ضحك عليّا، قال لي المشروع مضمون، قال لي هيغيّر حياتنا، أنا صدقته، كنت حاسة إن دي فرصتي”

رحاب مسكتها من دراعها بعنف :

“فرصتك؟! دي مصيبتك. ولازم من دلوقتي نعرف إنتِ عملتِ الورق بإسم مين، وعنوانه فين، ونكشفه قبل ما يسرقك”

زينب هزت راسها بيأس :

“يا رب أستر.. يعني فوق كل اللي إحنا فيه، ييجي ريان يكمل علينا؟”

نسرين بلعجيلي

نورهان بصوت مليان غضب وخوف :

“لازم نتحرك فورًا قبل ما الفلوس تطلع ويتبخر.”

الجو على السطح ثقيل، والبنات واقفين حوالين صفاء اللي بقت زي طفلة مكسورة، دموعها بتنزل، وصوتها بيتكسر :

“سامحوني، أنا غلطت. بس أنا دلوقتي في إيدي مصيبه مش عارفة أعمل إيه”

رحاب (بصوت عالي ومليان شك) :

“إستني يا صفاء، مش إنتِ كنتِ بتقولي بتحبيه؟! إزاي دلوقتي بتقولي ضحك عليكِ؟! فيه حاجة تانية مخبياها عنّا؟!”

صفاء (بتنهار أكتر، صوتها بيتقطع) :

“أنا… أنا كنت فاكرة إنه بيحبني بجد… كنت عايزة أصدق ده، بس الحقيقة إنه قال لي إنه رايح البلد، ومن وقتها اختفى، مابقاش يرد على مكالماتي، كل ما أتصل تليفونه مقفول”

زينب (بغضب) :

“يبقى كان بيلعب بيكِ من الأول يا صفاء، لا حب ولا مشروع، ده جاي يسرقك ويمشي.”

نورهان (بحزم) :

“وإنتِ لازم تصحي دلوقتي قبل ما تضيعينا معاكِ. لازم نعرف هو مين، فين عنوانه الحقيقي، وإزاي نمسك خيوط وراه.”

رحاب (بتقرب منها، عينيها مليانة غضب) :

“صفاء، لو في حاجة تانية مخبياها عننّا قوليها دلوقتي. كل كلمة دلوقتي تفرق بين إننا ننقذك، أو نلاقي نفسنا غرقانين في مصيبة أكبر.”

صفاء تبص لهم، عينيها تايهة، دموعها سايلة، وصوتها بالكاد مسموع :

“أنا… أنا فعلاً مش عارفة هو فين، ولا عايز مني إيه، بس اللي أعرفه إنه خلاني أوقع، وبعدها إختفى.”

رحاب (بتصرخ) :

“بس ده مش كل حاجة، في إيه كمان؟! قولي!”

صفاء تفضل ساكتة، تتنفس بسرعة، وترجع تبص لهم بعينين غامضين، كأن فيه كلمة محبوسة في حلقها.

الصمت بيسيطر على السطح وكل البنات بيبصوا لبعض والقلق مالي قلوبهم.

الهواء ثقيل، والسؤال لسه معلّق :

إيه اللي صفاء لسه مخبياه عنهم؟

بيت الحاج عثمان….

الحاج عثمان كان قاعد في الصالة، ماسك الموبايل القديم اللي فيه الفيديو، عينه فيها قلق وحيرة.

إحسان مراته دخلت ومعاها صينية شاي، حطتها قدامه وقالت :

“مالك يا عثمان؟ من ساعة ما جيت وإنت ساكت كأنك شايل جبل على صدرك.”

Nisrine Bellaajili

الحاج عثمان (يتنهد) :

“الفيديو ده… الفيديو اللي معايا ممكن يكون هو المفتاح يوقع اليازيدي. بس أنا مش عايز ابان إني أنا اللي بعتّه. لو عرفوا، أنا وإنتِ والعيال نكون في خطر.”

إحسان (ترفع حاجبها) :

“وأنت ناوي تعمل إيه؟ هتفضل مخبيه كده؟ الفيديو لازم يوصل لأسامة، هو الوحيد اللي هيعرف يستغله صح.”

الحاج عثمان (بصوت واطي) :

“بس إزاي؟ لو بعثته من رقمي، أو حتى حد شافني معاه، هنتفضح.”

إحسان فكرت شوية، وبعدين عينيها لمعت بفكرة :

“بص يا عثمان، تروح شقة أسامة وأسماء كأنك جاي تطمّن عليه أو على الشقه . تسيب الموبايل هناك من غير ما حد يحس. تحطه في أي مكان واضح، أسامة هيلاقيه بنفسه. ولما يفتحه ويشوف اللي جواه، هيفهم إنه هدية من ربنا.”

الحاج عثمان (اتسعت عينه) :

“يعني كده يبقى الموضوع جاي له صدفة مش أنا اللي وراه.”

إحسان (تهز راسها بثقة) :

“بالظبط. وتبقى إنت طلعت اللي في ضميرك من غير ما تورط نفسك. واللي ييجي بعد كده يبقى في رقبة اليازيدي.”

الحاج عثمان مسك إيدها، صوته اتكسر :

“إنتِ دايمًا ست عاقلة يا إحسان. ربنا يسترها علينا ويكفي الحارة شرّ اليازيدي.”

إحسان (بصوت حاسم) :

“استرها، بس متسكتش. الحق لازم يبان، حتى لو جاي من باب ماحدش متوقعه.”

بيت أبو حنان في البلد…

الليل حالك، والقمر مستخبي ورا سحابة سودا كأنه مش قادر يبص على البيت اللي غرقان في الحزن.

أم حنان قاعدة على الأرض، رجلها مطويّة تحتها، بتبكي بحرقة وتلطم على وشها :

“يا رب… يا رب إيه الذل ده؟ البت اتفضحت، وإسمها بقى على لسان الكبير والصغير. هو ده جزاتي يا دنيا؟ ربيتها بالعافية واللقمة الناشفة، وفي الآخر ترجع لي مكسورة ومهانة”

صوتها كان بيشق القلب، والدموع سايبة مجاري على خدودها، إيديها متشققة من الشقى طول السنين، وبتخبط بيهم على صدرها :

“يا ريتني متّ قبل ما أشوف اليوم ده… يا ريتني متّ.”

أبو حنان كان قاعد في الركن، عينه مغرورقة بالدموع بس مش قادر يعيط زيها. صوته طلع مبحوح وهو بيكلم نفسه :

“أنا راجل مكسور، كنت فاكر إني باحمي بيتي، لكن الحقيقة إني عجزت. لا قدرت أحافظ على بناتي، ولا قدرت أوقف لسان الناس. كل اللي عملته في حياتي طلع على فشوش.”

رفع راسه للحيط، كأنه بيكلم ربنا :

“يا رب… أنا أبوهم، كان لازم أكون السند، بس إيدي قصيرة والظلم أطول. قولي لي يا وليّة، إحنا عملنا إيه عشان ده يبقى نصيبنا؟!”

أم حنان صرخت :

“عملنا إيه؟ عملنا إيه غير إني اتبهدلت معاك في شقى السنين، كنت باكل من ورا الجيران عشان عيالنا ياكلوا. في الآخر رجّالة الحارة ينهشوا في لحم بنتي كأنها عدوّة، وهي اللي كانت بتقضي الليل تخدمكم”

سكتوا فجأة، بس صوت بكاها فضل يملأ البيت. جدران الطين المتهالكة كأنها بكت معاهم، واللي يسمع شكواهم يحس إن القهر كسر ضهرهم، وإن الدنيا خذت منهم كل حاجة وما سابتش غير الحسرة والندم.

وفي اللحظة دي، صوت بكاها العالي خرج برّه البيت. الجيران اللي قاعدين على المصطبة قدّام الدار سمعوا، وبصّوا لبعض. واحدة قالت بنبرة شماتة :

“ما هو العيب من البيت، اللي ربّى يجيب العار.”

واحدة تانية ردّت :

“يا ساتر يا رب… البت الصغيرة اتفضحت، و أهلها مش قادرين يداروا وشّهم.”

الكلام وصل جوّه البيت زي السكاكين. أبو حنان مسك راسه بإيديه، والدموع غرقت دقنه، وقال :

“حتى ستر ربنا الناس ما رحمتوش، إحنا اتفضحنا في الدنيا قبل الآخرة.”

البيت بقى أوسع من صمتهم، والجدران الطينية حسّت بيهم، كأنها بتنهار معاهم. اللي يسمع شكواهم يحس إن القهر كسر ضهرهم، وإن الدنيا خذت منهم كل حاجة وما سابتش غير الحسرة والندم.

غرفة زينب…

زينب قاعدة على طرف السرير، الموبايل في إيدها، صوتها متوتر وهي بتحكي لفارس اللي على الطرف التاني من الخط :

“فارس… الليلة فوق السطح كانت نار. صفاء اعترفت إنها خلصت ورق القرض، والموضوع كله بقى خطر.”

صوت فارس طلع غاضب جدًا :

“هي مجنونة ولا إيه؟! إزاي تعمل كده؟! يا زينب، صاحبتك غبية، وأكتر من كده، أكيد ريان ده متفق مع صاحبه في البنك. القرض اتسحب خلاص، وهي اللي هتفضل تدفع كل شهر، ولو ما دفعتش، السجن مستنيها.”

زينب (بدموع في صوتها) :

“أنا خايفة عليها يا فارس، هي صدّقت كلامه وخلاص.”

فارس (ياخذ نفس عميق ويحاول يهدأ) :

“إسمعيني كويس.. لازم تجيبي الإسم الكامل للراجل ده. من غير الإسم مش هنعرف نعمل حاجة. خلي صفاء تقول لك بياناته بالظبط. وبعد كده لازم تسأل البنك بنفسها، هل القرض طلع فعلًا ولا لسه واقف.”

زينب (تهز راسها وهي بتبلع غصتها) :

“يعني كل ده لازم يتعمل دلوقتي؟”

فارس (بحزم) :

“في أسرع وقت يا زينب. أي تأخير هيخلي الموضوع يكبر ويتعقد أكثر. أنا مش هسيبكوا لوحدكم، بس لازم نتحرك بعقل قبل ما المصيبة تقع على دماغ صفاء، وتجرّكوا معاها.”

زينب تسكت شوية، تبص للسقف ودموعها بتلمع :

“ربنا يستر… يا رب نلحقها قبل ما تضيع.”

بعد ما قفلت المكالمة، زينب قامت تمشي ناحية المراية، بصت في وشها اللي مليان قلق. دموعها نزلت وهي تهمس لنفسها :

“هو أنا لو كنت مكان صفاء، كنت هعمل زيها؟ كنت ممكن أصدق حلم كذاب وأضيع نفسي؟”

نسرين بلعجيلي

إيدها لمست الزجاج كأنها بتسأل المراية :

“إيه اللي يخلّي البنت تقع في فخ راجل بيلعب على مشاعرها؟ الضعف؟ ولا الحلم؟”

سكتت لحظة، ودموعها نزلت أكثر، بس شدّت نفسها وقالت بصوت خافت :

“لأ … مش هسيب نفسي أكون ضحية زيها. لازم أقف جنبها وأحميها حتى من نفسها.”

زينب كانت لسه واقفة قدام المراية، دموعها بتنزل وهي ماسكة الموبايل في إيدها. فجأة رنّ تاني، إسمه ظهر على الشاشة : فارس.

بإيد مرتعشة ردّت :

“ألو…”

فارس (بصوت هادي لكن مليان قوة) :

“زينب… أنا حسّيت إنك لسه مش مطمنة. إسمعي، إنتِ أقوى مما تفتكري. ما تسيبيش اللي بيحصل حوالين صفاء يهزك.”

زينب (بصوت متكسّر) :

“فارس… أنا خايفة… خايفة نخسرها… وخايفة نضيع معاها.”

فارس (بنبرة ثابتة) :

“الخوف طبيعي، بس الاستسلام مش طبيعي. إنتِ مش لوحدك، أنا معاكِ خطوة بخطوة. الليلة دي تبقى بداية حل، مش بداية ضياع.”

سكت لحظة، وبعدين قال بحزم :

“إوعديني يا زينب ما تضعفيش. خليكِ سند لصاحبتك، زي ما إنتِ دايمًا. وأنا هكون سندك.”

زينب قعدت على السرير، قلبها بيخبط بسرعة، دموعها اتحولت لابتسامة صغيرة وسط القهر :

“باوعدك يا فارس مش هضعف.”

زينب قعدت على السرير، مسحت دموعها، وكتبت رسالة في جروب واتساب البنات :

زينب :

“يا بنات، كلمت فارس، وقال لازم نروح البنك بكرة الصبح. نسأل بنفسنا القرض طلع ولا لسه.”

الجروب بدأ يولّع بالردود :

نورهان :

“معاه حق، ماينفعش نضيع وقت.”

رحاب :

“برافو عليك يا زينب. بس قوليلي، فارس ناوي يخطبك إمتى؟ ولا إنتِ هتضيعي عمرك زي صفاء، تسيبي حد يضحك عليكِ؟!”

زينب (بتتوتر وهي تكتب) :

“يا رحاب.. دلوقتي مش وقته. خلينا نركز في اللي إحنا فيه.”

رحاب ما سكتتش وكتبت :

“هو وقته يا زينب، شوفي صفاء غرقت إزاي، عشان سمعت كلام راجل نصاب. إنتِ متسيبيش قلبك يلعب بيكِ، فارس لو صادق، يخطبك ويعلنها.”

زينب فضلت ساكتة، قلبها بيتخبط، وعيونها مش قادرة تبص في الموبايل.

فجأة… في نفس الجروب، ظهر إشعار : “أسماء أونلاين”.

رغم إنها في غيبوبة بالمستشفى، لكن تليفونها في إيد أسامة اللي كان قاعد جنبها.

الجهاز رنّ بالرسائل، أسامة غصب عنه فتح يشوف :

صفاء (في الجروب) :

“أنا مش قادرة أخبي أكثر،أنا… أنا عملت حاجة تانية.”

الجروب كله سكت. النقاط بتاعة الكتابة ظهرت، وبعدها رسالة أطول.

صفاء :

“ريان مش بس خلاني أعمل القرض، خلاني أدي له نسخة من بطاقتي وكمان مضيت على ورق فاضي. قال لي عشان يجهز المشروع، وأنا صدقته.”

أسامة اتجمّد مكانه، عينه اتسعت، صوته واطي وهو يقرأ لنفسه :

“ورق فاضي؟ يا دي مصيبة”

رفع عينه على أسماء الممددة على السرير، دموعه نزلت وهو يهمس :

“إيه اللي بتعملوه في نفسكم يا بنات؟! الدنيا هتاكلكوا كده.”

قفل التليفون بسرعة، أخذ نفس عميق وهو يضغط على صدره.

“لا… مش هقول للبنات دلوقتي. لو عرفوا، الدنيا هتولّع فوق دماغ صفاء والموضوع يضيع. لازم أنا اللي أتحرك الأول، لازم أعرف ريان ده مين.”

خرج من الأوضة، عينه مليانة غضب وقرار :

“الليلة دي أبدأ الحرب مع ريان.”

أسامة وهو واقف في الكوريدور، ماسك التليفون بإيده، قلبه بيدق بسرعة.

الرسالة الأخيرة اللي بعثتها صفاء في جروب البنات وقعت عينه عليها.

عينه جرت بسرعة على الكلام، وفجأة اتسعت، إيده ارتعشت، وصوته طلع مبحوح :

“إيه… إيه المصيبة دي؟!”

القلوب اللي بتصدق بسرعة… بتدفع الثمن غالي. والعقل اللي يتأخر في السؤال… بيفتح باب للمصيبة.”

اللهم احفظ بناتنا من فتن الدنيا،

اللهم ارزقهنّ عقلًا راجحًا وقلبًا مطمئنًا،

واجعل خطواتهنّ في درب الصواب،

واكتب لهنّ الستر في الدنيا والآخرة.

صفاء عملت ايه تاني؟؟

قولولي يا بنات لو كنتو مكان صفاء لا قدر الله منته هتصدقو قلبكم و لا عقلكم ؟؟

يتبع يوم الاثنين …..

نسرين بلعجيلي

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية بنات الحارة) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق