رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل الثالث والتسعون
الفصل الثالث والتسعون
أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
الفصل الثالث والتسعون:
-نــــــعم يا أخويا، مين ده اللي فاهم غلط ومين ده اللي هيجي بليل مع اخوه ويطلب ايد بنتي ثراء؟؟؟؟
تحدث مروان
بتهليل
بعد أن رحل جابر وخرج إليه كل من سليم وبسام
وألقوا
عليه ما حدث بالداخل وما سيحدث
بالمساء
،
وأخيرًا
صحح له سليم ما يظنه من ظنون سيئة حول جابر،
معدلًا
من صورته أمامه وأنه ليس مثلما ظن ويظن به.
وببرود
شديد
استثار
أعصاب مروان، رد الاثنان معًا:
-جــابــــر.
-على جثتي سامعين؟؟ على جثتي، لما ابقى أموت و روحي تطلع وقتها بس
هيجوزها
.
ردد كلماته الرافضة
المهللة
وهو يصعد على الأريكة ويتنقل منها لأخرى بحذائه..
نظر بسام
لفعلته
وقال يحذره:
-اهدا كدة وقول هديت وانزل من على الكنبة عشان لو واحدة منهم شافتك
هتبهدلك
وشكلك هيبقى زي الزفت.
قذفه مروان
بالوسادة
وهو يعقب
باستهجان
واضح:
-يبهدلوا مين ده انا مروان يابا، ثم أنت بتغير الموضوع ليه، دلوقتي واحد فيكم يروح ويقول للي اسمه جابر ده
ميجيش
عشان لو جه
هطرده
،
ومعنديش
بنات للجواز، انا عندي بنتي
تعنس
جمبي ولا أنها
تجوزه
.
ولجت رحمة رفقة روفان الصالون ورأوا تلك الحالة الذي يتواجد عليها مروان، فصاحت عليه روفان منزعجة من صعوده بحذائه على الأريكة رغم
تحذيرهم
له مرارًا
وتكرارًا
:
-ده إحنا لو بنكلم مع ثور كان زمانه فهم
ومطلعش
على الكنبة تاني
بجذمته
، انزل يا مروان انزل.
عقبت رحمة
بأنزعاج
لا يقل شيئًا عن روفان:
-لو ليه، ما هو ثور اهو قدامك وبرضو
مبيفهمش
.
اشتعل مروان من لسانها الحاد،
وتطاولها
الوقح فصاح يصرخ:
-لا أنا
سكتلك
كتير، فين جوزها دي، يا أيهم، تعالى شوف مراتك ما أنا اصلي اخلص من بنتها تطلعي هي..
انتهى وقبل أن يتحدث أي منهم مرة أخرى، ردد
باهتياج
متذكرًا ما كان يتحدث به
مكررًا
حديثه عليهم:
-دلوقتي
تروحوله
وتخلوه
ميجيش
عشان أنا مش موافق ومش
هيطول
بنتي ولو عمل ايه ولو عندكم أي تساؤلات
فأجابتي
بسيطة وهي مش معنى أنه طلع مش زي ما كنت فاكر يبقى أوافق لا، ده واد
فلاتي
ومترباش
، ويكفي أنه
اعترفلكم
أنه كان بتاع بنات.
باغته
سليم بالصراخ عليه متحدث بجدية ونبرة صارمة:
-ما
تتهد
بقى
فلقتنا
وقرفتنا
وبعدين أنت آخر واحد تكلم ولا نسيت أنك كنت
انيل
منه ورغم كل حاجة عملتها
وقرفك
علياء قبلت بيك
وادتك
فرصة، يبقى أنت ليه مش عايز
تديله
الفرصة دي؟
ابتسمت رحمة بسخرية وردت
باستهزاء
:
-عشان طماع عايز
يكوش
على كل حاجة لوحده.
كز مروان على أسنانه ورد عليها:
-بتقولي أي كلام وخلاص ولا فاهمة إحنا بنكلم على ايه اصلا.
جاء دور بسام بالتحدث بذات الصرامة والقوة:
-أنت عايز إيه دلوقتي يا مروان؟؟؟
-عايزه
ميجيش
ويخرج بنتي من رأسه، ولو جه
هطرده
، أنا مستحيل اقعد معاه و أوافق على الجوازة
واديله
بنتي ولو على جثتي.
آتت علياء بتلك اللحظة عاقدة حاجبيها متسائلة بعدم فهم عن سبب أصواتهم العالية:
-في إيه صوتكم عالي كدة ليه؟؟ وأنت واقف كدة ليه يا مروان مش
قولنالك
ميت مرة
متطلعش
على الكنب بالجزمة، أنت مفيش فايدة فيك؟
صاحت رحمة
تؤيدها
:
-قوليله عشان أنا صوتي
اتنبح
انا
والبونية
معاه.
سارع بسام بالرد عليها عقب انتهاء رحمة وسرد عليها سبب هذا
الثوران
الذي حل عليه:
-تعالي شوفي جوزك، جابر اتقدم
لثراء
وحابب
يجي بليل مع عابد ويتفق مع مروان وهو مش موافق، شوفي جوزك بقى
واقنعيه
عشان تعبنا نفهم فيه بالكلام.
ارتفع حاجبي علياء وقالت:
-هو مش جابر ده تقريبًا كدة خاطب؟!
هلل مروان وهبط من أعلى الأريكة واقفًا جوار علياء متمتم:
-الله أكبر ظهر الحق،
قوليلهم
.
صرخ عليه بسام بحدة:
-تقولنا ايه؟؟ ما هو قال إنه
فركش
، مروان
متتلككش
، الواد بيحب بنتك
وعايزها
وشاريها
وجه البيت من بابه، يعني جد وراجل ولو مش سالك أو شمال مكنش فكر يكلم معانا واللي أنا أعرفه بقى أن لو في واحد شاري وعايز بنتي بالطريقة دي عُمري ما هقوله لا، وهبقى
مطمن
وهي معاه.
أضاف سليم على حديثه بذات النبرة الحادة:
-وخلاصة الكلام
والرغي
ده كله، الواد جاي بليل، وافقت وقعدت معاه كان بها، موافقتش إحنا اللي
هنقعد
معاه، ثراء مش بنتك لوحدك، ومدام أنت
لاغي
عقلك بالشكل ده ومش عارف بتعمل إيه، إحنا بقى عارفين هنعمل ايه.
صفقت رحمة
للاثنان
تشجعهما
، قائلة:
-خمسة عليكم هو ده الكلام ولا بلاش
ادوله
كمان وكمان.
صرخ مروان بوجه الجميع معلق:
-مش هيحصل ومش هقعد معاه وثراء بنتي وانا بس اللي أبوها ومن حقي أوافق أو ارفض، وبعدين هو امتى
فركش
وليه؟؟
افرضوا
البت
سابته
عشان عرفت حاجة عنه ولا
هبب
معاها حاجة.
التوى ثغر سليم وقال:
-جابر !! يا شيخ اتقي الله ده الكتاب باين من عنوانه وهو ما شاء الله عليه باين عليه اهبل
واهطل
بس طيب..
تدخل بسام مرة أخرى
محدثًا
علياء كي توافق وتقف معهم ضد زوجها:
-ما تقولي حاجة يا علياء، مروان
بيتلكك
للواد
وبيقول
عليه
فلاتي
ومش متربي،
وبتاع
بنات، ولو وافق عليه وبنتك وافقت تبقى مهزقة عشان تاخد واحد عرف قبلها بنات بعدد شعر رأسه.
اسودت عين علياء وسلطت بصرها على زوجها الذي سارع بالدفاع عن نفسه:
-وربنا كداب، وربنا ما قولت كدة، انا بس قولت أنه
فلاتي
وبتاع
بنات وانا مش موافق عليه، مش بحبه يا ناس ولا
بقبله
..
ردت علياء بجمود:
-على كدة بقى مكنش المفروض أوافق عليك ولا اديك فرصة رغم كل حاجة شوفتها وعرفتها عنك، مش كدة يا مروان؟
نفى برأسه وخفضت نبرته وهو يدنو منها مغمغم:
-أنا غير، انا اتغيرت بجد عشانك وعشان حبيتك، بس الواد ده..
قاطعه سليم متمتم:
-اتغير برضو، وكل اللي بتقول عليه فعل ماضي، خليك رحيم واديله فرصة زي ما أنت خدت فرصتك زمان.
صر مروان على أسنانه وقال:
-هو أنا اللي ابن عمك ولا هو، مالك محموق عشانه كأنك قاعد معاه أربعة وعشرين ساعة.
نطقت علياء وقالت بهدوء وحسم:
-مروان خليه يجي واقعد اتكلم معاه وشوف رأي بنتك، عشان بنتك لو عايزاه مش هنقولها لا.
رددت الأخيرة وهي تفارق الصالون ومن بعدها كل من روفان ورحمة..
وما أن خرجت حتى كز على اسنانه بقوة وعض على شفتاه بغل حادقًا بكلا من سليم وبسام متمتم بعند وثبات على رأيه:
-طب إيه رأيكم بقى مش هيجي برضو ومش هقابله ومش هتكلم معاه ولو حصل إيـــه….
_______________________
في المساء، آتى كلا من سلطان، عابد، وجابر والذي قص عليهم ما حدث وكيف انتهى آمر خطبته من أروى فقد كان هذا الخبر متوقع ولم ينصدم أي منهم، كذلك أخبرهم بتقدمه لمروان ورغم رفضه إلا أنه تمسك بها، وذهب وتحدث مع كلا من سليم وبسام، وبالبداية احتج عابد على ذهابه معه وأخبره بتلك الكلمات:
“انسى أنت لو جيت القعدة هتبوظ وهتتفشكل وانا مش ناقص، اتقي الله.”
لم يرضخ جابر لحديثه وأخبره بأنه لن يذهب من تلقاء نفسه بل بناءًا على حديث بسام وسليم معه..
تدخل سلطان وانهى ما يحدث بينهم من جدال، وتمسك اكثر بالذهاب معهم تجنبًا لحدوث أي شيء فلو حدث هذا سيحاول بقدر الإمكان أن يصلح الوضع..
والآن يجلس كلا من جابر وسلطان وعابد على أريكة وبالأريكة المقابلة يجلس كلا من مروان، سليم، بسام وعلى المقعد جلس محمود والد سليم.
كبح جابر ضحكاته ومنع أن يظهر أي شيء على محياه، فرغمًا عنه وجد ذاته يركز مع مروان والذي كان يفعل المثل ويتبادل معه النظرات المبهمة.
ولم يغيب أو يغفل أي من الجالسين عما يحدث بين الاثنان.
شعر عابد بالقلق ونظر لسلطان الذي انتبه إليه و وصل إليه من عينيه ما يحدث معه ويعايشه بتلك اللحظة من قلق بالغ، فأردف بمرح وبسمة لا تغيب عن وجهه:
-واضح كدة أني مكتوبلي أقعد معاكم القعدة دي عشان ولادي كلهم، ومبسوط عشان وئام وعابد، وطبعا ثراء وجابر اللي مش حابب تضيع من ايده زي عابد بضبط.
وقبل أن يتحدث أي حد، سبقهم مروان وقال مبعدًا انظاره أخيرًا عن جابر:
-والله عابد أنا معنديش مشكلة ومش هنختلف، أما بقى سي جابر ده فـ أنا…
قاطعه جابر متمتم بأسلوب لبق، هادئ، في غاية الاحترام:
-بتموت فيا، بتعشقني واضح واضح، ولعلمك يا اونكل ده من القلب للقلب، تعالى كدة جرب تفتح قلبي هتلاقي نفسك قاعد جوه وحاطط رجل على رجل.
برز فكيه وقال يستأذن الجميع وهو مثبتًا بصره على جابر والتوعد والشرار يتطاير من عينيه:
-معلش يا جماعة انا محتاج اقعد واتكلم مع جابر لوحدنا، وافهم واعرف دماغه أكتر، واختبره كدة كام اختبار..
ازدرد جابر ريقه وبدأ القلق بالتسرب إليه، محركًا، بصره على الجميع يرجوهم بعينيه كي لا يحدث هذا، ويظلوا جالسين ويجبروه بالنهاية على الرضوخ والموافقة.
حمحم بسام وقال:
-مفيش داعي لوحدكم، إحنا مش غرب إحنا أهل واتكلم واختبره زي ما أنت عايز قدامنا ولا إيه.
أيد محمود حديثه وهتف بهدوء:
-بضبط، اتفضل يا مروان اتكلم.
عض على شفتاه من الداخل يسب أخيه بداخله لعدم منحه تلك الفرصة والتي كانت ستتيح له فعل ما يرغب به.
رمق جابر بنظرة شاملة من أعلاه لاسفله، ثم أردف:
-قولي بتتعاطى أي ممنوعات؟؟ أو بتشرب سجاير؟
قبل جابر وجه وظهر يده وهو يجيب ببسمة واسعة:
-الحمدلله لا.
وبنبرة سريعة يملئها الشك قال مروان:
-لا مبتشربش ولا بتشرب؟؟
وبذات الطريقة رد جابر:
-لا مبشربش..
-طب كنت بتشرب وبطلت ولا أنت من الأول مبتشربش؟
-لا كنت بس بطلت الحمدلله.
هلل مروان وأشار نحوه وقال كأنه مسك به بالجُرم المشهود:
-اهو شوفتوا اعترف بعضمة لسانه، أنا مش موافق على الجوازة دي.
شعر جابر بالهلع فسارع مدافعًا عن ذاته:
-هو في إيه؟؟ بتشهدهم على ايه؟؟ ده انا بقولك بطلت، يعني مكذبتش يعني صريح، انا موتي وسمي الكدب اه…بس لو عايزني اكدب ومبقاش صريح عشان الجوازة تمشي قولي..
أشار مروان نحوه مرة أخرى مغمغم:
-اهو شوفتو عايز يكدب، يعني الكدب عنده متاح.
رمق محمود مروان بنظرة محذرة متحدث بحدة:
-في ايه يا مروان ما تهدأ !!!!
-أنا هادي، انا بسأل بس شوية أسئلة حابب أعرف اجوبتهم..
ابتلع ريقه ثم سأله سؤاله الثاني مدعي عدم معرفته:
-طب قولي كلمت كام بنت قبل بنتي؟ وبمنتهى الصراحة والمصداقية.
قلب جابر عينيه يحاول التذكر تحت مراقبة الجميع له، وعندما فشل قال:
-لا مش فاكر بصراحة ومش هدي رقم عشان مبقاش كداب، افرض قولت رقم واللي عرفتهم اكتر من اللي قولته ابقى كداب؟؟
ابتسم مروان بظفر وهو يردف:
-معنى أنك مش فاكر أنك كلمت كتير..
-بعدد شعر رأسي، بس الكلام ده كان زمان، دلوقتي ولا بنت بفضل الله، ايه كمان اتفضل أسال؟
طرح عليه سؤاله الثالث والذي كان غير منطقي ومبالغ به بملامح عابسة:
-بتاكل، وبتشرب؟؟
ارتفع جانب فم وأنف جابر مستنكرًا سؤاله يجيبه:
-أكيد حضرتك، انا بني آدم، اكيد باكل واكيد بشرب وبعمل زي الناس كلها ما بتعمل.
-حلو أوي انا بقى مش موافق، أنا عايز جوز بنتي لا بياكل ولا بيشرب، شرفتني ونورتني الحبة دول.
انفعل جابر وانتفض من جلسته أعلى الأريكة وقال بنبرة شبه عالية محتجًا ومعترضًا على ما يحدث:
-هو اسمه ايه ده بقى؟؟؟ يعني ايه بترفضني عشان باكل وبشرب، اومال اعيش ازاي، ما حضرتك انا لو مأكلتش وشربت هموت.
انفلتت أعصاب مروان وصاح وهو يهب هو الآخر، ملقيًا بما يتمناه بوجهه وأمام الجميع:
-ما تموت ولا تغور في ستين داهية، أنا اللي هياخد ثراء لازم يكون لا بياكل ولا بيشرب ولا حتى بيدخل الحمام إيه رأيك بقى؟
في ذات الوقت، مال بسام الحانق الساخط والمستنكر لأفعال اخيه هامسًا لسليم والذي كان وضعه مختلفًا تمامًا، فقد كان يكبح ضحكاته مستمتعًا بما يراه من مروان وجابر.
-مروان زودها اوي، وبيقول كلام أهبل، وأنا بدأت اتعصب وماسك نفسي عنه بالعافية.
بادله سليم همسه، متمتم:
-لا اجمد خلينا نتفرج ونضحك، وبعدين الاتنين اهطل من بعض وبصراحة اكتر هموت وأعرف جابر هيعمل إيه بعد كلام أخوك المتخلف ده.
عودة إلى جابر والذي حسم آمره وقرر مجاراة مروان، جالسًا مرة أخرى هاتفًا بتحدي:
-طب ماشي أنا موافق، وهبطل اكل وشرب.
اغتاظ مروان وقال:
-شايفين بيشتغلني إزاي، قال هيبطل اكل وشرب الكداب..
-الله !!! اومال عايزني اعملك ايه يا اونكل، ما أنت اللي كلامك ميدخلش عقل، وبعدين قولتلي عايزني ابطل اكل وشرب وقولتلك عيوني، المفروض اعمل اكتر من كدة ايه؟؟؟ مع العلم أن عابد بيأكل وبيشرب عادي وهتجوزوا بنتك وئام عادي، بس عندي أنا بتحطلي العقدة في المنشار، ما تقولوا حاجة يا جماعة سايبني بهاتي معاه لوحدي ليه.
خرج صوت محمود، يأمر مروان:
-اقعد يا مروان واتكلم كلام طبيعي وعاقل، وبعدين الواد عداه العيب وازح..
هز جابر رأسه يؤكد:
-قوله يا جدو، واتكله على عداه العيب وازح دي، ده انا لو مش شاري ثراء كان زماني طفشت من هذا الأسلوب والمعاملة التي لا تليق بي ولا تمت لمعاملة الضيوف بشكل حسن ولبق بـ صلة..
-يا شيخ ياريتك تحس على دم وتطفش، اقولك على حاجة انا عايزك تبيع بنتي، متشتريهاش..
نفخ محمود وقال:
-اللهم ما طولك يا روح، مـــروان متعصبنيش وتخرجني عن شعوري.
تنهد سلطان مما يحدث وكيف لا يقبل مروان بـ ابنه، فصاح بصوت عالي:
-صلوا على النبي يا جماعة.
-عليه أفضل الصلاة والسلام.
هكذا رددوا جميعًا وبصوت واحد، فتابع سلطان ولم يتوقف أو يكتفي بهذا مصوب حديثه لمروان:
-دلوقتي أنا شايف يا استاذ مروان أنك مش موافق ومش متقبل أن جابر يتجوز بنتكم الفاضلة، مضبوط كدة؟
تهللت أسارير مروان وأكد:
-عليك نور، ده مضبوط أوي.
تنهد سلطان وتابع:
-طيب خلينا دلوقتي نتكلم بخصوص عابد و وئام وجابر و
هب جابر يرفض هذا متمتم بأسلوب أجبر كلا من سليم وبسام الغاضب على إطلاق الضحكات:
-لا، مفيش الكلام ده، لن اقبل به، انا جاي متشيك وهتفق يعني هتفق، اونكل سليم واونكل مروان اكدولي أنه تمام وادولي الاوكيه، أنا مش همشي من هنا غير وأنا قاري فاتحتها ومحدد ميعاد الفرح.
عض عابد على شفتيه، وتوتره وقلقه في تزايد مما يحدث بين مروان وجابر، خائفًا من غضب مروان وإعلانه رفضه للاثنان.
فقال وهو يكز على أسنانه:
-الله يخربيتك هتبوظلي الجوازة، قولتلك متجيش، الله يحرقك، اترزع بقى..
-يا عم اترزع مين أنت مش سامع.
ردد الأخيرة مطالعًا مروان مهلل :
-بص بقى يا اونكل كل شيء بالخناق إلا الجواز بالاتفاق صح؟
لم يجيب مروان فتابع جابر:
-وانا مش جاي اتخانق، وجاي اطلب ايد بنتك الفاضلة، ولا تقلق عليها لن اخونها، أو اجرحها أو اصرخ عليها وساعاملها كما اعامل بسكوت نواعم واحرص على عدم إذابته وسقوطه في مج الشاي بلبن..
نطق سليم بمرح قبل أن يعقب مروان:
-لا إذا كان هتعاملها زي بسكوت نواعم فيبقى على بركة الله ولا ايه يا بسام؟؟
أكد بسام ببسمة واسعة:
-هي دي فيها ولا ايه ده بيقولك بسكوت نواعم، يلا نقرأ الفاتحة.
بادلهم جابر مرحهم وقال:
-يلا وبعد ما نقرأها نحدد ميعاد كتب الكتاب والفرح علطول..
-ايه يا بابا أنت وهو حيلك حيلك، ما تحدد اسامي عيالك منها بالمرة..
-لا مش محتاج حددناهم وبعون الله هنسمي صابر ومعرفش.
جذبه سلطان من ملابسه يجلسه عنوه، فجاء دور محمود مصوب حديثه لمروان:
-ثراء موافقة على جابر ولا لا يا مروان؟؟
رد عليه مروان ينفي عدم اخبارها:
-لسة مسألتهاش، وبعدين إذا كنت أنا مش موافق لسة؟!!
ابتسم جابر وقال:
-متسألوهاش هي موافقة انا عارف، بقولكم حددنا اسامي العيال وهي اللي مختراهم كمان..يلا بقى نقرأ الفاتحة…
-لا مش هقرأ معاك حاجة غير لما اسمع رأيي بنتي، انا هقوم اشوفها لو قالت اه كان بها مقالتش يبقى متفكرش تتطلبها مني تاني.
وقبل أن ينهض كي يأتي بقرار ابنته سواء بالايجاب أو الرفض، أردف بسام بحسم:
-طيب حيث كدة بقى يبقى نتكلم معاها ونسالها مع بعض.
اشتعل مروان من تصرف أخيه وما أن خرج الاثنان من الصالون حتى مسك به من ملابسه متحدث من بين أسنانه:
-أنت حد مسلطك عليا؟؟ طب حد قالك اني عدوك، ده انا أخوك يا جدع !! المفروض تساندني وبعدين دي بنتي وانا اللي طالع اسألها أنت جاي معايا ليه تكونش أنت اللي أبوها يا تنح يا بارد..
-واقسم بالله ما في ابرد ولا اتنح منك، ولو هي بنتك وأنت أبوها فـ أنا عمها ومعها تحت سقف واحد من ساعة ما اتولدت وربيتها معاك وكبرت قدامي زيها زي كل بنات العيلة، يعني أنا ليا حق فيها زيك بضبط..
-كداب أوي على فكرة أنت ولا ربيت ولا نيلة، انا بناتي أصلا متربوش وجايبنلي الكافية، واحدة مشاكلها مبتخلصش، والتانية بغض النظر عن أنها عايزة تبقى رقاصة، وقعت جابر في شباكها!!
-وربنا أنت مهزق، و يلا ورايا عشان نسألها..
وقبل أن يخطي بسام أي خطوة وبحركة طفولية لا تليق بمروان دفعه وسبقه هو متمتم:
-أنت اللي ورايا أنا اللي أبوها واسمي وراها في البطاقة.
______________________
-تفتكروا ميرو عامل ايه مع جابر دلوقتي؟؟
هكذا القت وعد تساؤلها على مسامع كلا من فجر وخليل، أشرف القابع جوارها تمامًا، وداليدا ونضال ودلال الحادقة بشاشة التلفاز..
ردت داليدا بعد تفكير مخمنة:
-I think
أنه ميرو مطلع عينه وجابر مش هيسكت.
ابتسم نضال مؤيد زوجته:
-وانا نفس السينج بتاع مراتي بضبط.
هزت دلال رأسها توافقهم:
-ابني لسانه مترين ومتبري منه، بس برضو طيب واهبل وعلى نياته، بس دماغه دي داهية ومتعرفوش بيفكر ازاي؟
تعجبت فجر من حديثها وسألت زوجها بخفوت:
-ايه ده يا خليل ! ازاي اهبل وعلى نياته ودماغه داهية؟؟ ما هو يا أهبل يا دماغه داهية؟!
رد عليها خليل بهمس:
-لا ما هو جابر الحاجة وعكسها، يعني طيب وشرير في نفس الوقت، مؤدب وصايع، هادي بس شعنون، غبي بس ذكي وهكذا…
ابتسمت فجر وقالت:
-حلوة غبي بس ذكي دي، بس على فكرة أنا حاسة أنه الموضوع إن شاء الله هيمشي وهنفرح بيهم مع بعض.
-يارب يا فجر..
ردت دلال والتي استمعت إلى حديثها الأخير:
-اه ادعيلهم يا بنتي، ادعيلهم يا خليل، أخواتك غلابة، انا دعتلهم اول ما مشيوا عشان الموضوع يمشي ويتم، وإن شاء الله دعوتي تستجاب، ادعوا أنتوا كمان بقى.
لوى أشرف شفتيه يمينًا ويسارًا، مطالعًا كل من نضال وخليل، ممررًا يده على ذقنه يخبرهم:
-ادي دقني اهي لو مكنش حصلت مصيبة هناك ومش بعيد يكونوا بطحوا بعض بحاجة..
ردت وعد مازحة:
-لا متخافش أبويا واعمامي هيحوشوا بينهم، وبعدين ميرو يستاهل جابر، ده كان مطلع عيني وحاجة اخر افترا وظلم، بس أنا اللي مبحبش اتكلم..
حدقت بها كلا من داليدا وفجر وقالت فجر بسخرية بسيطة:
-أيوة فعلا يا جماعة وعد مبتحبش تكلم، أصلها طول عمرها كتومة، واللي في قلبها على لسانها وحتى لو مش في قلبها فهو برضو على لسانها.
-دمك خفيف اوي يا بت..
وقبل أن تعقب فجر بعقلانية وتوقف ما يحدث بينها وبين وعد تدخلت دلال متمتمة:
-لا مينفعش كدة، قوم اضربوا بعض أحسن..ما أنا اصل عيالي مش كفاية.
لم يجيب عليها أحد، وقامت وعد بالميل على أذن أشرف هامسة له:
-شايف يا أشرف كلهم على مراتك، بيستقوا عليا اكمني ضعيفة.
مصمص شفتيه وعلق:
-يا عين امك يا بنتي تصدقي صُعبتي عليا..
وبتصديق قالت:
-بجد صعبت عليك؟؟ يالهوي عليك وأنت رومانسي، تعرف اني مش هنسالك مفاجأة الفسيخ والرنجة دي، وهحضرلك هدية ومفاجأة في دماغي إنما ايه اخر حلاوة واخر كريتيف..
سارع بإمساك يدها يتوسلها :
-لا ابوس ايدك يا شيخة بلاش مفاجأتك دي، انا مش مستني لا هدية ولا مفاجأة..
-اسكت اسكت ومتبقاش قطاع أرزاق أول مرة اشوف واحد يقول للهدايا والمفاجأت لا…
-يا ستي انا راجل فقري ومش وش نعمة وبقولك لا، مش عايز ارحمي اللي خلفوني وشيلي الفكرة من دماغك..انا لحد دلوقتي مش ناسي النسناس اللي متلقح هنا معانا ده.
وببسمة واسعة سعيدة بتلك الهدية والتي تراها مميزة وفريدة من نوعها:
-طب بذمتك يا شيخ مش احلى هدية جتلك، بذمتك عُمر حد جبلك نسناس؟؟؟
نفى برأسه متمتم:
-وهو أنا كنت قولتلك عايز نسناس؟؟ وبعدين إيه المميز والحلو فيه؟؟ شيفاني شجرة ومحتاج قرود تتنطط عليا؟؟ انا بني آدم يا ماما مش شجرة، يعني كان ممكن تجبيلي ساعة، قميص، نظارة شمس، جزمة..
-تصدق أن انا اللي جزمة عشان قولت افرحك، بس ملحوقة، وهعوضك في الهدية القادمة، وانا واثقة أنها هتعجبك اوي وعشان تبقى عارف محدش جابها قبل كدة برضو.
كز على أسنانه وسألها:
-حيوان برضو..
انكمش وجهها تفكيرًا وهي تجيبه:
-بص هو اه ولا، مش عايزة احرقهالك، بس هتحبها اوي وعلى فكرة اتعمله أفلام كتير اوي أجنبي..
-افلام رومانسية طبعا؟؟
وببساطة ردت عليه:
-لا رعب طبعا، اصلهم مشوهين صورته في الافلام بس هو كيوته خالص……
ضيق أشرف عينيه يحاول تخمين هذا الشيء الذي تتحدث عنه، وبعد تفكير لم ينفعه بشيء نظرًا لعدم متابعته الجيدة لتلك الافلام، قال متهربًا:
-بصي يا حبيبي انا مش عايز هدايا، أنتِ اكبر هدية في حياتي، وجودك جمبي يكفيني، وارجوكي مش عايز حاجة..
هزت كتفيها مجيبة إياه بموافقة وببساطة:
-طيب أنت الخسران ومش وش نعمة زي ما قولت…
ثم ابتسمت بسمة جانبية لم تدم ولم يراها متحدثه مع نفسها:
-وربنا ما يحصل وهجبها يعني هجبها أنا لازم ابهرك المرة دي….
_____________________
تتمدد على جانبها أعلى فراشها، تشعر بأن الوقت لا يمر بالمرة، و وجع قلبها في تزايد، ذلك الشعور بالألم لم يكف أو يتوقف..
وقام بإيصالها إلى مرحلة الندم وقول ياليت..
ياليتها لم توافق على هذا العشاء، ياليتها لم تجيب عليها وظلت تلتزم بالصمت، ياليتها أحبتها وتعاملت معها بالحسنى..
حتى لو كانت مثلما تظن بها، فلم يكن عليها فعل هذا..ليتها لم تواجهه وتتحدث معه في صباح اليوم التالي فتلك المواجهة لم تفيدها…
أخطأت والآن فقط تعترف بهذا…بعد فوات الأوان وتركه لها خلف ظهره والآن مثلما رأت حسن العاشق، سيكون عليها رؤية حسن الغاضب..و وجه لم تكن تحب أن تراه ولم يكن يريد أن يظهره لها..
فتحت عفاف الباب ودخلت الغرفة، ثم أغلقت الباب وهي تراها ممددة وعينيها مفتوحة وتذرف الدموع بصمت..
دموع لا تهبط بإرادتها بل رغمًا عنها..
دنت منها متمتمة:
-يلا يا زينة قومي عشان تتعشي معانا، عملتلك الاكل اللي بتحبيه يلا.
ردت بهدوء وضعف لم تعتاد عفاف على رؤيته منها:
-مش عايزة يا ماما أكل.
-مينفعش عارفة لو ينفع كنت سبتك، بس صدقيني مينفعش كدة هتقعي من طولك لازم تأكلي على الأقل لقمة صغيرة تسند طولك.
قالتها وهي تمسك بها وتحاول جبرها على النهوض..
آبت زينة وجذبت يدها منها معقبة بنبرة شبه باكية:
-مش عايزة يا ماما، لما هجوع هاكل..
تنهدت عفاف ثم جلست جوارها متحدثة بهدوء:
-طيب بكيفك بقى، بس أنا مش عايزاكي تعملي في نفسك كدة، اي مشكلة وليها حل صدقيني..وحلك أنك تتعدلي مع أنعام وبلاش العوق اللي كنتي فيه معاها ده، وحل حسن بقى هو الوقت…اديله وقته عشان يهدأ من ناحيتك يا زينة.
_____________________
يجلس كلا من بسام ومروان أمام ثراء وعلياء الجالسة جوار ابنتها، منتظران جوابها وقرارها بعدما اخبروها بكل شيء وبفسخ جابر خطبته ورغبته بالزواج بها وجلوسه بالاسفل مع شقيقه و والده.
نطق بسام بعد أن طال صمتها يحثها على قول شيء:
-ها يا ثراء، ايه رأيك؟ موافقة ولا لا..
وقبل أن تهتف بشيء نهض مروان وهو يردد:
-يا عم واضحة البت ساكتة و وشها اتقلب، وبعدين السكوت علامة الرفض..انا نازل اقوله أنها مش موافقة ومش عايزة تتجوز..
نظرت ثراء لوالدتها والتي نطقت اسمه متمتمة:
-مروان يا حبيبي السكوت علامة الرضا، مش الرفض..
عادت مسلطة بصرها على ابنتها، رافعة يدها تربت على ظهرها بحنو تسألها:
-قولي يا حبيبتي موافقة ولا لا، ولو عايزة وقت تفكري قولي برضو عادي، ده حقك..
أيد مروان تلك الفكرة ونطق بلهفة:
-أيوة بضبط هي فعلا عايزة وقت عشان تفكر وفي الاخر تقول لا..
تشنج بسام ونهض صائحًا في وجهه:
-ما تهمد بقى، واعقل كدة، ايه شغل العيال ده؟؟ وربنا عيب على سنك.
تخصر مروان وسأله بتهكم:
-ماله سني بقى إن شاء الله؟؟!
-سنك قد كدة ومخك قد كدة..
تحدث وهو يشير بيده على كبر سنه، و صغر عقله مما اشعل مروان وقال:
-أنا مش هرد عليك، وبعدين انتوا بتضغطوا على بنتي ليه، هي أصلا مش بطيق الواد ده زي ابوها بضبط، عشان هي حبيبة ابوها…مش كدة يا ثراء مش أنتِ مش بطقيه؟؟
ابتلعت ريقها وردت عليه بتلعثم:
-بصوا أنا مش بطيقه فعلا…
شعر مروان بالانتصار فقال بسعادة:
-ظهر الحق، اهي وبعضمة لسانها اعترفت أنها مش بطيقه، واكيد مفيش واحدة مش بطيق واحد هتوافق تجوزوا، يلا بينا نقوله أنها مش موافقة…
تحرك بالفعل نحو الباب وقبل أن يقوم بفتح الباب، كان صوت ثراء يصل إليه مضيفة على كلماتها بتوتر:
-ما هو أنا مش بطيقه بس موافقة عليه.
تسمر مروان واستدار ببطء شديد وهو يضع يده على قلبه متحدث بعدم تصديق:
-آه قلبي…انا سمعت غلط مش كدة، انا وداني اكيد فيها حاجة.
نهض بسام وبسمة واسعة مرتسمة على ثغره، متحدث معه:
-لا سمعت صح، وبنتك وافقت عليه يلا ننزلهم…
بالاسفل..
كان جابر يشعر بالتخبط، وعلى اعصابه، لا يطيق الانتظار بعد، ينظر بساعة معصمه من حين لآخر فقط مر الكثير ولم يهبط أحد ويأتي له بالموافقة..يهاب من أن يضغط مروان عليها ويجعلها ترفضه ويتألم قلبه المسكين الذي تعلق بها دونًا عن الجميع.
نظر له سلطان والذي رغم انهماكه بالحديث هو وعابد مع سليم ومحمود إلا أنه لم يغفل عما يدور ويحدث مع ابنه، فأنتهز وهله من السكون ليميل عليه برأسه يهمس له:
-تفائلوا بالخير تجدوه…تفائل ياض وخلي ثقتك في ربنا كبيرة.
-ونعمة بالله يابا، وانا متفائل اهو، مش باين عليا ولا إيه؟؟؟
وببسمة مستنكرة رد:
-لا باين يا لمض..
حضر بسام ومروان فانتفض جابر رغمًا عنه يسألهم بلهفة واضحة:
-وافقت صح؟؟ لو موافقتش اطلعوا اقنعوها تاني أو سبوني اتكلم معاها لوحدنا وانا هقنعها.
ثار مروان وصاح:
-اهو شايفين بدأ يظهر على حقيقته وعايز يقعد معاها لوحده الحيوان، انا مش موافق ها.
لم يبالي أو يهتم بسام بحديثه وألقى موافقتها على مسامع جابر والجميع:
-مبروك يا جابر ثراء وافقت.
اتسعت عينيه والتي لمعت ببريق السعادة وقال بضحكة:
-بتهزر؟؟ وافقت بجد ولا بتشتغلني؟
-لا بجد.
هنا ودنا منه جابر وبحركة مباغتة كان يعانق بسام بقوة ولسانه لا يكف عن شكره…
ربت بسام على ظهره سعيدًا بتلك السعادة متيقنًا بأنه سيقدر على إسعاد ابنه أخيه..
ابتعد عنه جابر حادقًا بمروان معانقًا إياه هو الآخر على حين غرة، لكن تلك المرة حمله عن الأرض وبدأ يدور به..
ضحك الجميع على رد فعله حتى عابد، وعقب مروان باحتجاج:
-نزلني يا حيوان، دوخت الله يخربيتك، وهنقع، الحقوني بيدوخني وعايز يوقعني ويقتلني، دي خطة دنيئة…..
نفخ بسام وقال بصوت عالي تزامنًا مع تحرير جابر له:
-افورة اوفر بصراحة..
كذلك عقب جابر متحدث بمرح:
-متقلقش مش ناوي اعمل كدة لو عملت كدة الجوازة هتبوظ وانا مش ناوي أنها تبوظ وبأمر الله هتكمل…
بعد لحظات كانوا يجلسون كي يتفقون على موعد حفل الزفاف، فزفاف جابر وعابد سيقام معًا بيوم واحد…
وعندما سأل محمود عابد عن الموعد الذي يفضله كان جوابه:
-والله أنا نفسي يكون بكرة، بس عارف مش هينفع بس ممكن بعد اسبوع..اسبوع حلو صح؟
أيده جابر متمتم بطريقة مرحة:
-آخر ألسطة يا أخي العزيز، أسبوع يكفي ويوفي..
وللمرة الذي لا يعرف أحد عددها ثار مروان وهتف:
-اسبوع مين أنت وهو بتحلموا..
رد جابر بدهشة:
-لماذا حمايا العزيز؟؟ فأسبوع يعني سبعة أيام بأكملهم !! واليوم به أربعة وعشرين ساعة، والساعة بها ستين دقيقة، والدقيقة بها ستين ثانية، وهذا كثير ونستطع انجاز الكثير فنحن نملك…
صمت وأخرج هاتفه وجاء بالآلة الحاسبة وقام بإدخال الآتي:
(24×7)=168
رفع رأسه عن شاشة الهاتف وقال:
-نحن نملك مائة وثمانية وستون ساعة..اسبوع ممتاز..فلنعقد الكتاب ونقيم حفل الزفاف بعد اسبوع.
كاد يخرج لفظ بذئ من فم مروان لكنه تماسك وهتف بغيظ:
-لا ده مش عندي، ده هناك عندها…
-عفوًا عند مين؟؟
-عند اللي عندها، واسمعوا بقي هما خمس، سبع تسع، حداشر شهر كدة، اقولكم، سنة حلو أوي..
تدخل محمود وقال بهدوء:
-بلاش بعد أسبوع ده وكمان الوقت اللي بيقوله مروان كتير أوي..خلونا في المعقول..
هز عابد رأسه موافقًا، مغمغم:
-صح خلونا في المعقول، والمعقول بيقول اسبوعين زي خليل وفجر بضبط..
-لا بقى دي كوسة بقى، بناتي مش هتجوز في أسبوعين دول اتنين مش واحدة.
تأفف سليم ونطق:
-طيب يا جماعة انا شايف وده بعد اذنك يا بابا أن شهر حلو أوي…
جذبه مروان يهمس له:
-بعد أذنك يا بابا ايه، انا اللي أبوهم المفروض تقول بعد إذني أنا..
تركه ثم هتف بصوت عالي:
-لا شهر قليل برضو.
نفى سلطان وقال بعقلانية تليق به:
-حلو شهر مش قليل خليل وفجر اتجوزوا في اسبوعين وده شهر يعني أربع اسابيع..
ومن جديد استخدم جابر هاتفه والآله الحاسبة وقال بتفكير:
-الشهر فيه اربع أسابيع والاسبوع فيه سبع أيام يبقى نضرب السبعة في أربعة وأربعة في سبعة بـ..
قام بحسابها فكان الناتج ثمانية وعشرون يوم..
مط شفتاه تحت مراقبتهم واستنكار مروان ورمقه إياه بشمئزاز:
-يبقى نضرب الـ ٢٨ دول في الـ ٢٤ ساعة اللي في اليوم…
وما أن فعلها حتى ظهر له الناتج فصاح يخبرهم بصدمة وأعين متسعة ببلاهة:
” احييه يابا قدامنا ٦٧٢ ساعة !!!!! ”
تنهد محمود وقال بحسم:
-يبقى على بركة الله، فرحك أنت وعابد بعد شهر….
يتبع.
فاطمة محمد.
تفاعل حلو بقى وحطوا الفوت واكتبولي كومنت برأيكم.❤️❤️
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.