رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل الرابع والتسعون
الفصل الرابع والتسعون
أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الرابع والتسعون:
بعد مرور شهر..
داخل إحدى القاعات الكبيرة المخصصة لحفلات الزفاف، حيث يقام به الزفاف المنتظر لكلا من عابد و وئام، وجابر وثراء، وبعد عقد قرآنهم.
كان مروان يقف قبالة جابر وبينهم بالمنتصف يقف كل من سليم، أيهم، بسام، وثراء التي باتت زوجته..
يتشاجر معه كالمعتاد، ويحاول من بينهم الفض بينهم، غاضبين من مروان فقد أضحت افعاله جنونية لا يتحملها أحد.
“يعني إيه حضرتك مش عايزني أرقص مع مراتي؟؟ دي مراتي يا عم الحاج، ده المأذون لسة ماشي، مش كفاية ضحكتوا عليا وخلتوني بحسب اللي باقي بالساعات وطلع في الاخر الشهر فيه أربع أسابيع ويومين واليومين دول زادوا على حساباتي يعني في تمانية وأربعين ساعة بحالهم أضافوا ! ”
هكذا كان يردد جابر بصوت عالي كي يسمعه مروان، فالموسيقى عالية وإذا تحدث بنبرة عادية ستغطي على صوته ولن يسمع شيء..
رد مروان محتجًا على النصف الأول من حديثه متجاهلًا النصف الثاني والذي لا يهتم به بالمرة:
-والله بقى مراتك مش مراتك مش هترقص معاها، معنديش بنات ترقص مع اجوازتها واتفضل اقعد بقى.
ردت ثراء بتذمر بسيط لما يفعله ويهتف به:
-يا بابا بقى..
-بلا بابا بلا زفت، قال بابا قال متخلنيش افسعه قلم على وشه اعميه..
صر جابر على أسنانه وقال بنفاذ صبر:
-لا بقى كدة كتير، وبعدين معندكش بنات ترقص مع اجوازتهم ايه؟؟ والاتنين اللي ورا دول مش لفتين نظرك؟؟ طب مش مليين عينك!! ما هو بيرقصوا والدنيا فل معاهم وآخر حلاوة أهو..
كان يشير بيديه نحو عابد و وئام واللذان كانا في عالم آخر..
لا يتواجد به أحد سواهم..
عيناهم عامية، وأذنيهم صماء!!!
لا يرى سواها ولا ترى سواه…
عقب إلقاء جابر لكلماته تعثرت وئام بفستانها الأبيض الطويل وكادت تسقط لولا عابد الذي انقذها وساندها..
ورأى كلا من مروان وثراء ما حدث..فاتسعت عين ثراء ولكن سرعان ما هدأت، أما مروان فصاح بصدمة:
-يخربيتك عينك كانت هتجيب بنتي الأرض.. أنت عينك وحشة ياض بقولك إيه؟
رفض جابر الاستماع لأي شيء وقال:
-لا أنت متقولش، انا انهاردة فرحي، يعني اعمل اللي أنا عايزه..وبنتك دي بقت زوجتي على سنه الله ورسوله، وسع بقى كدة يا حمايا العزيز عشان هرقص مع مراتي يعني هرقص…..
جذبها جابر معه وتحرك معها كي ينفذ حلمه بالرقص معها..
كاد مروان يلحق بهم لولا يد سليم التي مسكت به ومنعته:
-ما تهمد بقى يا مروان الواد اتجوز البت خلاص، وبقت مراته النهاردة فرحهم، أكبر بقى وبلاش لعب العيال ده، قرفتنا…
نفخ وهو يردد الأخيرة، ثم غادر رفقة أبناء أعمامه وتركوه بمفرده..
اوشك على ضرب الأرض بقدميه مسلطًا بصره على جابر وثراء..
وبعد متابعته لهم لثواني عزم على تنفيذ خطته الشيطانية والتي فكر بها من قبل وقرر تنفيذها مع ذلك الغليظ مثلما تم تنفيذها معه منذ سنوات طويلة وأيضًا يوم زفافه.
***************
-أنتِ كويسة؟؟ تحبي نقعد ؟
هكذا سأل عابد متوقفًا عن الرقص بعدما كادت تسقط وإلحاقه لها.
هزت رأسها نافية، متمتمة ببسمة وحياء:
-كويسة، و زي ما تحب.
ابتسم على ردها ثم عاد يرقص معها، عينيه لا ترى غيرها، ولا يستوعب حتى الآن عودتهم بعد شهور طويلة، تأملتها عينيه وطافت على وجهها، وحجابها التي لم تتخلى عنه الليلة وأصرت على ارتدائه هي وثراء..
خرج صوته يعترف لها جوار أذنيها كي تتمكن من استماعه جيدًا، سعيدًا بما يراه وهذا التمسك بالحجاب:
-على فكرة أنا مبسوط أوي عشان مقلعتيش الطرحة، وكمان عايز اعترفلك أن الأبيض هيأكل منك حتة، و وشك منور أوي.
ابتلعت ريقها وردت بحياء واضح:
-أنا محبتش اقلعه بصراحة، أصل أنا لبسته وخدت الخطوة دي متأخر، فأكيد مش بعد ما عملتها وربنا هداني هاجي في يوم زي ده وهقلعه تاني، الحجاب بقى جزء مني ومينفش اسيب أو اتخلى عن جزء مني.
حل صمت بين الاثنان عقب انتهائها، فتابعت تقص عليه مشتاقة للحديث معه:
-تعرف أن فجر هي اللي شجعتني على الخطوة دي، وأني كنت خايفة أوي وحاسة بتوتر، بس بعد ما اتكلمت معاها، حبيت كلامها وارتحت، وقررت اخد الخطوة دي، والحمدلله أني خدتها وأن في واحدة زي فجر في عيلتنا أنا فخورة أنها بنت عمي..
ردد عابد عقب انتهائها:
-جزاها الله كل خير.
******************
جذب خليل مقعده الفارغ جوار فجر المتابعة للعروستين داعية لهم بسرها بأن يحميهم من الأعين ويسعدهم..
هامسًا لها أثناء جلوسه:
-هو أنا قولتلك أنك قمر انهاردة وحلاوتك زايدة حبتين تلاتة أربعة خمسة ستة !
تطلعت به وتقابلت أعينهم، وابتسمت بسمة واسعة لم يراها بفضل نقابها ولكنه علم بها..فعيناها قد ابتسمت وضاقت للغاية، مجيبة على غزله بها:
-لا مقولتليش.
وبأسلوب مرح وبسمة جذابة تعشقها، قال:
-طيب اديني قولتلك اهو، قوليلي أنتِ بقى ايه سبب الجمال والحلاوة دي كلها؟
هزت كتفيها بعدم معرفة، متمتمة:
-مش عارفة، بس يمكن عشان أنا مبسوطة، وأنت معايا وجمبي؟؟ ويمكن عشان وئام وثراء بيتجوزوا وفرحت بيهم أخيرًا.
مطت شفتيها أسفل نقابها، ثم تابعت بنبرة ذات مغزى:
-ويمكن يكون في سبب تاني.
عقد حاجبيه وضاقت عينيه بتفكير، ثم سألها:
-ايه هو؟
تنهدت ثم قلبت عينيها بتفكير زائف..
طريقتها وأسلوبها جديد كليًا، جعل الشك يتمكن منه ويتسلل إلى قلبه ويشعر بوجود شيء تخفيه عنه..
وبطريقة مباشرة استفسر منها:
-في إيه يا فجر؟؟
هنا وقررت التوقف عن التلاعب والمزاح معه، اقتربت من أذنيه برأسها، تهمس له ما لديها من أخبار سعيدة قررت أن تخبره بها في هذا اليوم تحديدًا:
-أنا حامل يا خليل.
أسرعت بالابتعاد عنه، كي ترى تعابير وجهه، بعدما أخبرته بحملها وبأن هناك طفل قادم.
ابتهجت مما تراه من سعادة وفرحة حقيقية انعسكت على وجهه ولا تضاهي أي شيء.
انعقد لسانه ولم يتحدث فقط ضحك !!
وابتسمت هي على رد فعله، ومالت مرة أخرى عليه تسأله:
-فرحت؟؟
-فرحت بس ؟! فرحت دي مش هتوفي أنا حاسس بـ إيه دلوقتي، أحنا هيبقى عندنا ابن أو بنت..هيبقى عندي حتة تانية منك.
التقط يدها مع قوله الأخيرة وقبل باطنها ولم يخجل من تلك الفعلة ولم يبالي إذا رآهم أحد..
عكسها تمامًا ورغم أنه زوجها والجميع يدرك هذا إلا أنها تخجل..
سحبت يدها بهدوء، وتفهم هو ما يحدث معها ولم يضايقها أكثر..متنهدًا براحة حامدًا ربه.
-خليل انهض يا بني وخذ زوجتك معك وارقص معها…
التفت خليل إلى كلمات نجلاء المبتسمة وسعادتها تظهر عليها..
نفى برأسه وقال وهو يبحث بعينيه عن والدته و والده كي يخبرهم ويضاعف فرحتهم:
-لا يا خالتي إحنا مبنرقصش، أومال فين ماما؟
وقبل أن تجيبه كان يراها فأستأذن منها ونهض رفقة فجر الممسك بيدها كي يخبرهم وكذلك يخبر عائلتها ويدخل السعادة على قلوبهم….
وهذا ما حدث وأخبر عائلته وعائلتها وجميع المقربين بهذا الخبر السعيد كي يشاركونهم سعادتهم.
*****************
يسير مروان باتجاه كل من جابر وثراء، المنهمكان بالرقص والتفكير..فعلى عكس المعتاد
كان جابر يلتزم الصمت تمامًا، لا يثرثر ولا يتحدث لسانه ولكن عينيه تفعل.
مسلطًا بصره عليها بكل حب و أريحيه..فالآن بات من حقه التمعن بها والنظر إليها..
لأول مرة لا يشعر بالذنب ويأنبه ضميره مثلما كان يحدث معه دائمًا كلما تطلع بها…
تلك المرة كانت مختلفة وأجملهم وهذا لأنها باتت زوجته وتحل له.
وللحق حتى الآن لا يصدق ما حدث، وبإنتهاء أمر خطوبته من أروى، وتقدمه لها بل والزواج بها رغمًا عن أنف والدها…
أما هي فكانت تأخذ من السكون رفيقًا لها..
وتهرب بعينيها من مواجهه عينيه التي تنطق وينعكس بهم كل ما يحدث معه…
ابتسم جابر وتنهد براحة، حامدًا الله سبحانه وتعالى على وصوله لتلك اللحظة رغم كل ما كان يحدث معه ومر به..
وصل مروان حتى أصبح واقفًا بالمنتصف بينهم، يلعن نفسه على رضوخه وموافقته على الزواج.
انتبه العروسين إليه..ولم يتوقفا عن الرقص..
وسأله جابر وهو يتحرك يحاول الابتعاد بها عن مروان..
-خير يا حمايا العزيز..
وللصدمة لم يجيبه بشيء مزعج أو بأسلوبه المعتاد معه، بل كان مختلفًا تلك المرة..اختلاف أدى لتسرب الرعب والريبة إلى قلب جابر…
-كل خير يا جوز بنتي يا قمر يا حبيب قلبي..انا بس قولت زمان ريقكم نشف من الرقص فحبيت اجبلكم عصير تبلوا بيه ريقكم…
توقفا تلك المرة عن الرقص، واتسعت عين جابر بالبداية ثم سأله:
-أنت كويس؟
-كويس جدًا، فوق الممتاز وهبقى أحسن وأحسن لما تشربوا العصير ده من أيدي..
ابتسمت ثراء وقالت مازحه معه وهي تلتقط منه الكوب القريب منها:
-ايه الدلع ده كله..شكرا يا بابا..
قربته من فمها وارتشفت منه الكثير تحت نظرات مروان الذي سرعان ما نظر تجاه جابر المضيق لعينيه يحاول فهم ما يحدث معه أو يخطط إليه…
مد مروان يده له بالكوب متمتم بهدوء مريب امتزج بعتاب بسيط:
-ايه يا جوز بنتي هتكسف أيدي ومش هتاخد مني العصير تشرب منه شوية؟؟؟
لاح القلق على وجه جابر ولم يكبحه أكثر واعترف به بوجهه مروان:
-ما هو أنا بصراحة خايف منك وده حقي لازم اخاف، ده أنت مكنتش بطيقني ده إحنا لسة كنا بنتعارك عشان الرقص وشوية شوية كنا هنمسك في بعض يا جدع..
هنا ورفع مروان يده الفارغة وعانق بها جابر يخبره بمرح:
-يا جدع ميبقاش قلبك أسود كدة وتفتكرلي الذي مضى، خليك ابن انهاردة..
-أيوة حضرتك ما ده انهاردة مش امبارح ومعداش عليه نص ساعة !!!!
-أنت مستهون بالنص ساعة ! طب تصدق أن في النص ساعة اللي مش عجبينك دول انا حبيتك !! يعني في النص ساعة حصل اللي محصلش طول الفترة اللي فاتت دي.. وبعدين اعتبر ده عصير الصلح ما بينا.. إحنا لازم نبدأ صفحة جديدة مع بعض، أنت مهما كان بقيت جوز بنتي وقدام هتبقى ابو أحفادي، ومينفعش احفادي يجوا يلاقوا ابوهم وجدهم في خناقات العيال نفسيتهم تبوظ..
لاح التصديق على وجهه جابر وقال وهو يلتقط منه الكوب:
-أنت صح واقنعتني هات العصير هشربه كله مش هخلي فيه حاجة…
دنا منهم سليم بتلك اللحظة و وصل صوته إلى مروان الذي نفخ من مجيئه.
-بتتخانقوا تاني ولا إيه..
التفتت إليه مروان واجاب عليه:
-وأنت مالك أنت، نتخانق نتصالح ده جوز بنتي وانا حر معاه، هو أنا كنت أدخلت بينك وبين جوز بنتك الغتت نضال !!! أما عجايب بصحيح.
-يخربيتك كل ده عشان سالت سؤال !! وبعدين أنا مبسألكش أنت أنا بسأل جابر..
-إحنا الاتنين واحد يا بابا، ده جوز بنتي يعني بقى في مقام ابني….
ارتفع حاجبي سليم دهشة من طريقة حديث مروان والذي ما أن انتهى حتى عاد بانظاره نحو جابر، وما كاد يتحدث ويشجعه على شرب العصير الذي يحوي على منوم حتى وجده قد فارق مكانه رفقة ثراء…
بحث عنه بعينيه حتى وجده فسارع باللحاق بهم حتى يتأكد من شربه للعصير..
وما أن وصل حتى وجد الكوب بيد جابر وانتهى منه بأكمله.
اتسعت بسمته وقال بسعادة:
-الله أنت شربت العصير كله.
-تحفة، عصير تحفة من جماله خلصته..
ارتسم المكر على محياه، شاعرًا بالشماته..
حول بصره نحو ثراء فجذب انتباهه عدم وجود الكوب معها فسألها بذات البسمة:
-اومال فين عصيرك؟؟
رد عليه جابر بدلا عنها:
-شربته كله وخت منها الكوباية وسبتها على اقرب ترابيزة لينا قبل ما تاكل الكوباية كمان من حلاوة العصير.
صدقه واماء لهم ثم تركهم اخيرًا، وما أن حدث هذا حتى نطقت ثراء:
-هو أنت ليه عملت كدة؟؟؟
وببسمة متأملة رد:
-عملت إيه ؟
توترت من نظراته والقت سؤالها:
-ليه سبت العصير بتاعك وخدت كوبايتي وقولت لبابا أنها بتاعتك !!
-بصي اصل بصراحة أنا الرعب تسللني، يعني حاسس أنه العصير ده كان فيه حاجة، يمكن منوم أو يمكن سم، معرفش المهم أني خلصت منه..
-سم إيه ومنوم إيه هو بابا هيعمل كدة برضو وبعدين مدام أنت شاكك أنه فيه حاجة مقولتليش ليه انا شريت عصيري كله..
-يا حبيبتي أنتِ بنته اكيد مش هيحطلك حاجة بلاش غباوة، بس أنا لو عليه يقطعني حتت ويرميني لكلاب السكك….وتعالي يلا خلينا نكمل رقص…
اخذها كي يرقص معها من جديد وتناسى أمر العصير الذي تركه على إحدى الطاولات الفارغة و الذي يحوي على منوم، واحتمالية وقوعه بيد أحدهم فكل ما كان يشغله هو التخلص منه……..
******************
-يا عبيطة حد يفاجأ جوزوا ويقوله أنه حامل بالطريقة دي، المفروض لما تيجي تقوليله كنتي تفكري في طريقة كريتيف، تفاجأيه عن حق..
طرحت وعد كلماتها على فجر الجالسة بجوارها من الاتجاه الأيمن، معاتبة إياها على طريقتها وأسلوبها في إلقاء خبر حملها بتلك الطريقة..
عقدت فجر حاجبيها وسألتها بمرح:
-زي إيه مثلًا، اديني مثال.
هزت كتفيها مجيبة بتفكير:
-معرفش، وبعدين أنا اديكي مثال ليه، أنتِ اللي المفروض تشغلي عقلك كدة وتشوفي طريقة مميزة، فريدة، لم تحدث من قبل.
-يا ستي أنا دي طريقتي وده اللي حصل، لما تعرفي أنك حامل ابقى وريني الكريتيف وهتعرفي أشرف إزاي..
التوى ثغر وعد وقالت:
-هتشوفي وهبهره، انا بس مبحبش اتكلم عن نفسي كتير….
صمتت وتذكرت على الفور أمر هديتها، فابتعدت عن أذن فجر، ونظرت لـ أشرف الجالس بالاتجاه الايسر:
-على فكرة هديتك هجبها بكرة خلاص، جاهز للمفاجأة؟؟
همست وهي تبتسم باتساع والحماس يسيطر عليها، منتظرة تلك اللحظة التي ستأتي بها بهديتها و رؤية رد فعله…
عقد أشرف حاجبيه وقال بعدم فهم واضح:
-هدية إيه معلش اصل انا الذاكرة بعافية شوية !؟
انطفئ حماسها وقالت بحنق:
-أنت نسيت؟؟؟ هو أنا مش قولتلك هعملك مفاجأة وهجبلك هدية هتعجبك..
اتسعت عينيه وصاح يجيبها:
-لا ده أنتِ اللي نسيتي بقى، الكلام ده عدى عليه شهر، وبعدين انا قولتلك مش عايز وأنتِ قولتي خلاص مش هتجيبي بأمارة أني فقري ومش وش نعمة…
-وأنت صدقت ولا إيه؟؟؟ ليا أنا مين اعز منك عشان اجبله هدية وافرحه..
عض على شفتيه ثم قال:
-قصدك تشليني، وعد هديتك دي عبارة عن ايه، عشان بس متصرعش واللي في البيت يتصرعوا معايا حرام…
-خلي بالك أنت خبيث ولئيم وبتجرجني عشان اقولك وتحرق المفاجأة بس انا مش هقول حاجة..
كز على أسنانه وهتف :
-يا ستي قوليلي واوعدك لو عجبتني هعمل نفسي اتفاجأت واقولك الله ! إيه ده يا وعد ؟؟؟ ايه الهدية القمر دي..بالله عليكي يا شيخة لتقولي..
وبطفولية قالت:
-مش هينفع بس ممكن المحلك، بص هو لا طويل ولا قصير، جيبالك حجم معقول، و ولا تخين ولا رفيع، واللي أنا هجيبه بكرة مش شرير من النوع الطيب، مش عارفة ليه بجد ظالمينه كدة…
-ده انا اللي مظلوم اقسم بالله، عارفة يا وعد لو طلعت زي اللي قبلها، انا مش هقولك انا هعمل فيكي إيه…
تذمرت وقالت:
-متقولش وعلى فكرة زعلانة منك ومتكلمنيش بقى ها…
انتهت وهي تنهض عن الطاولة مبتعدة عنه، لم يبالي بذهابها ونهض هو الآخر مشاركًا نضال وخالد وبعض الشباب الرقص..
أما هي وأثناء تحركها بخطوات غاضبة التفتت تخطف نظرة نحوه فلم تجده…
توقفت وبحثت عنه فوجدته يرقص وكأنه لم يضايقها…
كزت على أسنانها واغتاظت وما أن اوشكت على الذهاب حتى رأت الطاولة بجوارها فارغة وعليها كوب من العصير لم يمسه أحد ويتضح هذا من امتلائه على آخره..
وبدون تفكير التقطته وشربته دفعه واحدة…
وما أن انتهت منه حتى وضعته على الطاولة، ثم تحركت نحو طاولتها بعد نهوضه..
*****************
“يلا بقى يلا، هو مبينمش ليه الحيوان ده”
همس مروان بصوت خافض، جعل بسام اخيه يتساءل بصوت عالى عما يتحدث:
-بتقول ايه يا مروان علي صوتك مش سامعك.
-يا عم مبقولش بكلم نفسي، ايه مكلمش نفسي..
ارتفع حاجبي بسام من عصبيته الغير مبررة، فقال:
-لا كلم، المجنون لا عتاب عليه..
كز على اسنانه ورد باعين مشتعلة:
-طب قسما بالله لو ملمتوش نفسكم، لهبوظ الفرح ده وهاخد بناتي وهمشي بيهم، وقبل ما اعمل ده، هطلع على التربيزات بجزمتي زي ما بعمل في الكنب في البيت و وسع كدة بقى..
سار مبتعدًا تاركًا الاخير يضرب كفا بالآخر، وأثناء سيره ودهشته من عدم حدوث شيء مع جابر ونومه وتسببه له بفضيحة….تصادم مع وسام رغمًا عنه..
انحنى لمستواه يسأله:
-مش تحاسب يا حبيبي، وبعدين سايب بابا وأبرار ليه؟؟؟
-عايز ارقص مع ثراء يا اونكل، جابر من اول الفرح وهو بيرقص معاها وانا كمان عايز ارقص..
ابتسم له مروان وسارع بحمله بطريقة سريعة، عائدًا بأدراجه تجاه ثراء وجابر…..
وقف أمامهم دافعًا جابر برفق، تاركًا وسام، متحدث مع ثراء:
-وسام عايز يرقص معاكي، ارقصي معاه يلا…
وقبل أن تمس يد ثراء وسام كان جابر يمنعها، متمتم باحتجاج لا يبالي بمشاهدة الناس لما يحدث بينهم وبين الصغير:
-حيلك حيلك ياسطا، ترقص معاها بتاع ايه انت، يلا هش من هنا هش…
وقبل أن يجيب مروان ردد وسام:
-لا مش هش، وهرقص معاها عشان هي اللي هتجبلي عروستي..
التوى ثغر جابر وقال بطفولية (رادحًا) له متناسي كل شيء:
-دلوقتي بقت عروستك ؟؟ عارف لما تشوف حلمة ودنك مش هجوزك بنتي، يلا ياض هش، معنديش بنات للجواز…
وبعند تدخل مروان يؤيد وسام واقفًا معه:
-طب إيه رأيك بقى هيرقص يعني هيرقص وحفيدتي عروسته، خلص الكلام..
-وانا قولت لا، ثراء مراتي، والبت بنتي، وبعدين انتوا بتنكشوني ليه يوم فرحي، سبوني بقى واتقوا الله..
انتبه خالد لما يحدث من وقوف ابنه معهم وتبادله أطراف الاحاديث مع جابر..فاقترب منهم.. وتساءل:
-في إيه، تعالى يا وسام جمبي..
رد جابر بانفعال بسيط:
-في أن ابنك المحترم عايز يرقص مع مراتي وأنا اتركن على جمب مش مهم، انا مش عارف في ايه بجد، ما الدنيا زي الفل مع عابد، حاطين نقركم من نقري ليه، ده انا غلبان..
حول بصره نحو مروان عقب انتهائه، مغمغم بأعين ضيقة:
-وبعدين هو مش إحنا فاتحنا صفحة جديدة وكنت حبتني ايه اللي جرا بقى !!!
-سبحان مغير الأحوال، اديني في الحبة دول مبقتش طايقك تاني، ارقص ياض يا وسام، دي بنتي وانا اللي أقول…
وقف جابر أمام ثراء التي كانت تخجل ونظرت تجاه وئام تستنجد بها وبالفعل استجابت لها هي وعابد وتدخلوا أيضًا..تساءل عابد فلم يمنحه أحد جواب واستمع لشجار أخيه:
-طب إيه رأيكم بقى اننا هنقعد، يلا يا ثراء……
وقبل أن يتحرك معها كان مروان ينفجر به واحتد العراك بينهم وتدخل أبناء اعمام مروان و والد جابر وباقي اشقائه والذين انقذوا الموقف ومنعوا الأغاني من الإنغلاق، فانتهز خالد هذا وحمل ابنه وابتعد به وهو يسأله:
-شوفت عملت ايه عجبك كدة؟
رد عليه وسام بطفولية وانفعال لا يليق بعُمره:
-والله يا بابي ما عملت حاجة، انا كنت عايز ارقص مع ثراء عشان هي اللي هتجبلي عروستي، بس جابر مرضاش عشان هو نوتي وطماع و وحش، وبعد ما قالي انها عروستي وقرفني رجع في كلامه، بس أنا مش هسكت عشان بس حضرتك تبقى عارف ولو هو الديب فـ أنا العو….
صر خالد على أسنانه وقال بحنق وهو يدنو من أبرار التي تتقدم منهم:
-ده انا اللي هجبلك العو واحبسك معاه لو محطتش لسانك جوه بُقك..
تساءلت ابرار وهي تحمله عنه:
-في إيه يا خالد؟؟؟
-جابر وكالعادة بيتخانق مع حماه، وابني البركة فيه ساعد في شعللة الخناقة….
ضرب وسام بقدميه الهواء يدافع عن نفسه بملامح على وشك البكاء:
-معملتش حاجة انا كنت عايز ارقص هما اللي اتخانقوا والله.
ربتت ابرار على صدره بحنان مقبلة وجنتيه متمتمة:
-متعيطش طيب عشان معيطش معاك، والميكب اللي أنا حطاه يبوظ وشكلي يبقى وحش وبابي بتاعك يسبني أو يجوز عليا، يرضيك يحصل كدة.
هز رأسه ينفي، هاتفًا بطفولية بحته خطفت قلبها:
-لا متعيطيش، وانا مش هعيط خلاص…
******************
استمرت المشاحنة بين مروان وجابر ومن حولهم يحاولون فض هذا الاشتباك الذي أثار الفضول عما يحدث بين العريس و والد العروس.
وبتلك الأثناء دنت منهم دلال التي كانت منشغلة في أمر آخر مختلف كليًا..
مرت من بين الواقفين حتى وصلت أمام زوجها قائلة بخوف:
-الحقني يا سلطان، الحقني يا أشرف، الحقني يا نضال، الحقني يا عابد، الحقني يا جابر، الحقني يا خليل..
علق جابر بخوف متبادل حدث نتيجة ما يراه على وجهه والدته متناسيًا أمر شجاره مع مروان:
-كدة مش هنلحقك، قولي علطول في ايه ياما؟؟؟
ابتلعت ريقها وهي تشير بذراعيها تجاه الطاولة التي كانت تجلس عليها :
-وعد مرة واحدة لقينا رأسها بتروح يمين وشمال وفي الآخر وقعت على الترابيزة برأسها، وانا والبنات غلبنا نفوق فيها معرفش ايه اللي جرالها..
تملك الرعب من الجميع وخاصة زوجها و والدها و والدتها والذين كانوا من أوائل الراكضين نحوها وكذلك كلا من عابد و وئام، وجابر وثراء.
وقف أشرف أمامها ورفع رأسها بحنو وهو يحاول إيفاقتها مربتًا على وجهها برفق شديد، ناطقًا حروف اسمها:
-وعد، وعد، أنتِ سمعاني؟؟؟
تفحصها أيهم والذي سرعان ما قال يخبرهم بدهشة كبيرة:
-دي شكلها نايمة !!
هتفت رحمة بقلق لا يقل شيء عن أيهم:
-كدة نايمة؟؟ أومال لو قتيلة، بت يا وعد، يا وعد..
صر مروان من الخلف على اسنانه لا يبالي بقلق الجميع وتساؤلتهم وخوفهم الحقيقي على وعد، سارقًا نظرة نحو جابر المستيقظ ولم يحدث له شيء مغمغم بتذمر مدركًا كذبه عليه بشأن العصير:
-اه يا حيوان شكلك مشربتوش، والطفسة بنت الطفسة شربته و وقع في أيدها..
حمحم بصوت عالي ثم قال:
-عادي عادي، اكيد منامتش بقالها كام يوم عدل، وبعدين دي تعبت مع وئام وثراء اوي، سبوها تريح، او شيلها يا أشرف خدها على البيت وحطها في السرير وغطيها…
تحدث أشرف بقلق واعين لا تنزاح من أعلاها:
-نايمة ايه يا جماعة، وعد كانت بتنام كويس، وبعدين من شوية كانت بتتكلم وبتهزر، مكنش باين عليها أنها عايزة تنام..
عقب مروان وهو يلوح بيديه ويتحدث بأريحية اثارت شكوك أيهم نحوه:
-يا عم وربنا نايمة ويا تسبوها يا تاخدوها البيت…
ابتعد أيهم عن ابنته وانتشل مروان من ذراعيه، مغمغم من بين أسنانه:
-انت تعرف ايه اتكلم؟؟ ولا تكونش عملت في بنتي حاجة؟؟؟
-أنت هتلبسني مصيبة، انا معملتش حاجة هي اللي طفسة، واكيد شربت العصير..
وبأعين متسعة سأله ايهم:
-عصير إيه؟؟
ازدرد ريقه وهو يخبره بهمس:
-كنت حاطط منوم للواد جابر في كوباية العصير، وابن الكدابة قالي شربها، بس شكله مشربهاش وبنتك اللي لبست فيها، بإمارة أنه واقف زي القرد، وهي اللي نايمة، بص متقلقش خلي أشرف ياخدها يروحها وهي على الصبح هتصحى زي القرد تتنطط..
مسح أيهم على وجهه مغمغم بشراسة وغل من أفعاله:
-اعمل فيك إيه ها؟؟؟ حد يحط منوم لجوز بنته، انت اهبل ولا عبيط..
-اه أنا حطيت، ما أنا اتحطلي زمان ولا هو احسن مني….
مرر أيهم يديه على ذقنه مغمغم:
-ادي دقني أما وريتك يا مروان.
وقبل أن يتحرك مسك به مروان يترجاه:
-أنت هتعمل ايه؟؟ استر عليا ربنا يسترها عليك وعلى بناتك، ده انا ابن عمك، هتروح تفضحني قدام الكل؟؟؟
نفض ذراعيه متمتم بغيظ:
-سبني بقى…
وبالفعل تركه ملحقًا به، وما أن وصل حتى اقترب ايهم من أشرف يهمس له :
-اشرف وعد نايمة متقلقش، خدها على البيت دلوقتي والصبح هتصحى كويسة وعادية…
-حضرتك متأكد؟؟؟
هز له رأسه بتأكيد، مانحًا إياه نظره طمأنته وبثته الراحة فسارع بحملها وأخذها تاركًا ايهم يتولى أمر الجميع ويطمانهم عليها….
لم تتركهم أبرار واخبرت خالد بتلك الكلمات:
-خالد خلينا نوصلهم يلا…
وبالفعل تحركا خلفهم وفتح خالد باب السيارة لـ أشرف فوضعها بالخلف وهو بجوارها، أما بالأمام فجلس خالد خلف المقود وبجواره أبرار وعلى قدميها وسام والذي سألها بخوف:
-هي وعد مالها يا مامي؟
-متقلقش يا حبيبي، وعد نايمة…
أما بالداخل، قرروا إنهاء الحفل والإكتفاء بهذا القدر، وبدأ المدعوين بالمغاردة تدريجيًا..
اقتربت إحدى الفتيات والتي تكون إحدى الصديقات الحديثة لـ تاليا شقيقة وعد والتي قامت بدعوتها ولبت هي تلك الدعوة، من نضال والذي شغلها طيلة الحفل، وجذبها إليه بوسامته وأناقته وانتظرت اللحظة المناسبة والحاسمة كي تنتهزها وتستغلها جيدًا وتتحدث معه..
مدعية قلقها على وعد، مستفسرة منه:
-هي مدام وعد كويسة؟
تعجب نضال من سؤالها له هو دونًا عن الجميع وعن جميع الفتيات، ورغم عدم إدراكه لهويتها إلا أنه رد عليها بهدوء وأعين لا تنظر إليها وقدم على وشك الرحيل:
-آه الحمدلله.
كاد يرحل لو وقوفها أمامه، وتراجعه عدة خطوات للخلف كي لا يصطدم بها، وبوقاحة تليق مع أمثالها قال:
-في إيه يا حاجة؟؟؟ مش سألتي وخدي جوابك؟؟؟
هزت له رأسها وسألته مرة أخرى:
-أيوة بس عندي سؤال تاني..
جاءت داليدا و وقفت جواره، عاقدة ذراعيها، هاتفة بنظرة شاملة للفتاة:
-خير يا حبيبتي سؤال إيه؟ اتفضلي.
ابتسمت لها وبتوتر لإدراكها بأنها زوجته، ردت:
-هو الحمام فين؟
ارتفع حاجبي داليدا وادركت بمراوغتها، فأشارت لها نحو مكانه، فأستاذنت الفتاة وهي تشعر بالحسرة لمجيئها في تلك اللحظة..
عقب رحيلها، حمحم نضال ونظر إلى وجهها والذي كان يوشك على الانفجار..ابتسم بسمة جذابة سرقت قلبها متمتم:
-ايه اللي على وشك ده؟؟ وايه اللي أنا شايفة ده !!!
برز فكيها وهي تسأله:
-شايف إيه؟؟
-شايف غيرة، ونارها مسكة فيكي..
وبضحكة خافضة ساخرة عقبت:
-على فكرة أنا مش غيرانة خالص وعادي.
-أيوة أيوة صادقة يا حبيبتي، عارفة فكرتيني بـ إيه؟ بالبوست بتاع لا انا عادي ومش غيرانة والنار أصلا قايدة فيها ومحتاجة اللي يطفيها..
و رغمًا عنها وجدت ذاتها ترفع يديها وتلكزه بخفة، هاتفة من بين اسنانها:
-السؤال التاني وانا رديت عليه، ياترى السؤال الاول كان إيه و رديت قولت إيه يا ابو عين زايغة أنت..
-طب بس متقوليش أبو عين زايغة دي عشان أنا عيني مشافتش غيرك طول الفرح، وبالنسبة للسؤال، فسألتني عن وعد وقولتلها كويسة، جيت امشي وقفت قدامي وكنت هخبط فيها، فروحت راجع لورا، وقالتلي عندها سؤال تاني وبس كدة أنتِ جيتي في الوقت ده، وبعدين أنا ذنبي ايه اني شاب حليوة والبنات بتحبني..
-نضال متعصبنيش عشان منكدش عليك، اتلم بقى…..
ضحك وقال معانقًا رأسها:
-يا بت يا عبيطة، دول هما اللي بيحبوني، بس أنا مبحبش ولا هحب غيرك، وبعدين أنا لو بتاع بنات وعيني زايغة زي ما بتقولي مكنتش اتجوزتك وكنت قضتها، بس انا مش كدة، وخلي ثقتك فيا كبيرة، زي ما أنا ثقتي فيكي كبيرة……
******************
-بتحط لبنتي منوم يا مروان، وربنا ما هسيبك ولا هحلك، ويا انا يا انت انهاردة….
صرخ أيهم بكلماته المتوعدة بعد عودتهم إلى المنزل وأخباره للجميع بفعله مروان وإلى حد وصل جنونه، والآن يركض خلفه ومروان يحاول الفرار منه…
رد مروان عليه يدافع عن ذاته:
-يا عم قولتلك وربنا ما ليها، ده كان للزفت جابر عشان هو مش احسن مني في حاجة، ولو تفتكروا سليم عمل فيا ايه يومها..
رد سليم وغمغم بمرح متلذذًا بما يراه:
-طب والله عيب عليك تنفذ خطتي، وتسرقها بالشكل ده، كنت غير فيها حتى، تصدق أنك حرامي يالا..
-لا ما أنا غيرت فيها وعملتها فيه في نص الفرح، أنت عملتها فيا في آخره، وبعدين يا عم انا عندي ابقى حرامي اهون من اني ابقى مرحوم، امسكوه بقى الله يحرقكم…
رفضت رحمة حديثه وشجعت زوجها على عدم تركه:
-اياك يا أيهم تسيبه، خليه يدفع تمن عمايله الهبلة دي، مش كفاية فرج الناس عليه وعلى الواد انهاردة، كمان بيحط منوم..ده ربنا يكون في عونه، ده أنت المفروض تشكره عشان مستحملك..
رد عليها بغيظ:
-ده انا اللي المفروض اتشكر عشان مستحملكم، واقولكم على حاجة بقى اهو…. اهو….واهو كمان مرة…
قالها وهو يعتلي الأريكة ويقف عليها بحذائه ويدعسها بها بطريقة سريعة، قبل أن يلحق و يمسك به أيهم..
هبط من عليها ولكن قبل أن يفر مسك به بسام فصاح مروان:
-سبني يا عم ده انا أخوك الصغير، إبن أمك وابوك..
-أنت عارف انا متغاظ منك ازاي؟؟ طب انت عارف انت هببت ايه انهاردة؟؟؟ يعني مستوعب القرف اللي عملته؟
دفعه مروان بحركة مباغتة مصفقًا بيديه، قائلًا:
-وياريته جه بفايدة يا اخويا ياريته جه بفايدة، ما الواد ليلته مضربتش زيي، بس ملحوقة..
صمت فجأة شاعرًا بوجود أحد من خلفه، ازدرد ريقه وسال بسام:
-هو مين اللي ورايا ها؟؟ قول سليم وحياة أمك لتقول سليم..
هز بسام رأسه ينفي وبسمة خبيثة ترتسم على وجهه:
-لا مش سليم.. أيهم..واستلقي وعدك بقى، تصبح على خير يا ميرو…
تركه رفقة ايهم وغادر، التفت ببطء ورأى الجميع يناظرون ما يحدث، وقبل أن يحدث أي شيء..زيف بأنه على مشارف الحديث، وقبل أن يفعلها كان يركض بسرعة لا تلائمه..
لم يفكر أحد بالامساك به وتركوه يفر وعلى الفور اندلعت ضحكات الجميع عدا كلا من رحمة وأيهم فكانا يشعران بالحنق..
ولج مروان غرفته يتنهد الصعداء تاركًا زوجته بالاسفل، ثم اغلق الباب واستند عليه بظهره، وسرعان ما ذهب ذهنه مع جابر وثراء، فقال بتفكير:
-اعمل ايه دلوقتي؟؟؟ اعمل ايه؟؟ روح يا جابر يا بن دلال وسلطان، ايكش ليلتك تبوظ ……………
يتبع.
فاطمة محمد.
تفاعل حلو بقى وتصبحوا على خير.❤️❤️
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.