رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل السادس والثمانون
الفصل السادس والثمانون
الفصل نازل بدري أهو عن كل مرة اتفاعلوا حلو بقى عايزة الفصل يوصل لـ ١٠٠٠ فوت قبل ما الفصل الجديد ينزل بكرة 😘❤️❤️
_________________________________
أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل السادس والثمانون:
في
صـباح
يـوم
جديد، يجلس «حسن» داخل سيارته،
وبمقعده
المخصص خلف المقود، أسفل
بنايتها
ينتظر هبوطها كي يصلها إلى عملها التي تأخرت عليه اليوم.
فقد باتت علاقتهم أقوى خلال الأشهر الماضية، وتبدل كل شيء بينهم..فقد باتت تكن له مشاعر خاصة وتحبه!
نعم لم تصل إلى نفس درجته وطريقة عشقه
وهوسه
بها، إلا أنها تظل تحبه فـ بين ليلة وضحاها اعترفت مع ذاتها عن حبها لاهتمامه..سؤاله..حنانه..
واحتوائه
..وله هو
شخصيًا
..تعشق «حسن» ذلك الشاب العاشق لها…والذي سيكون زوجها ومعها تحت سقف واحد بعد أيام قليلة..فقد تم تحديد موعد الزفاف…
وبناءًا
على تلك المشاعر الجديدة نحوه تغيرت معه..ولاحظ هو ذلك مما
اسعده
وجعل قلبه يتراقص.
فلم تعد تلك الوقحة..
الفظة
..التي تزعجه من حين لآخر بل باتت تنصت
لكلماته
المتغزلة
واعترافاته
بالعشق
ويصطبغ
وجهها
بالحمرة
.
وعلى الجانب الآخر كانت أنعام والدته سعيدة بهذا التبدل الذي سرده عليها، فحاولت قدر الإمكان بتلك الشهور عدم الاحتكاك بها خاصة بحضوره.
فتحت «زينة» باب السيارة
واستقلت
بجواره وهي تهتف ببسمة زينت وجهها:
-صباح الخير يا حسن.
تهللت
اساريره
من رؤيتها والاستماع إلى صوتها، فأجاب عليها بحب واضح:
-صباح النور على عيونك يا زينة.
-يلا بينا عشان
متأخرش
.
وافق على هذا وهز رأسه وقبل أن يدير السيارة وينطلق كان يمد يده للخلف ويسحب حقيبة بلاستيكية من أعلى الأريكة..واضعًا إياها على قدميها يخبرها:
-بما أنك صحيتي متأخر،
ومستعجلة
.. فأكيد
مفطرتيش
..
فجبتلك
باتية
، وعصير يلا
طلعيهم
وافطري
..
ابتسمت له
بامتنان
ومدت يدها تخرج
الباتية
، وعلى الفور استفسرت باهتمام:
-أنت فطرت؟
نفى هذا متحدث بهدوء وقد بدأ شق طريقه نحو المستشفى التي تعمل بها:
-لا
مفطرتش
.
لم تعلق وقامت بفتح
الباتية
وقامت بقطعه إلى نصفين..ثم مدت يدها نحوه مرددة:
-هبقى قليلة الذوق لو كلت
ومأكلتكش
معايا.
تبسم لها وجهه
واخبرها
:
-مش جعان كلي أنتِ ألف هنا.
رفضت هذا الحديث وقالت وهي تمد يدها أكثر بالنصف الخاص به مقررة
إطعامه
:
-لا
هتاكل
يعني
هتاكل
…
رضخ لطلبها لمشاركتها الإفطار ..وبعد وقت كان يصف السيارة قبالة البوابة الرئيسية للمستشفى..وقبل أن تهبط اقترح عليها:
-زينة إيه رأيك
تيجوا
تتعشوا
عندنا انهاردة؟؟ لو موافقة هكلم عمي
وهقوله
.
أبدت موافقتها قائلة ببسمة:
-موافقة
هرفض
ليه يعني؟
__________________________
استيقظ أشرف من نومه،
متقلبًا
بجسده، يبحث بعينيه عنها.
وللدهشة
لم يجدها، وعلى الفور نظر نحو دورة المياه، وهب عن الفراش قاصدًا إياه.
طرق عليه متمتم بصوت
متحشرج
:
-وعــد، أنتِ جوه.
لم يصله جواب وجذب حواسه ذلك السكون القادم من الداخل مما يدل على عدم تواجدها.
مد يده نحو مقبض الباب وهو على يقين من عدم تواجدها، ثم دخل المرحاض كي يغتسل ثم يبدل ملابسه فمن المؤكد أنها قد استيقظت باكرًا عنه وهبطت للاسفل كي تهرب منه مثلما فعلت ليلة أمس.
قائلًا مع ذاته وببسمة عابثة:
-اهربي
اهربي
،
هتروحي
مني فين يعني؟
بالدور الأرضي من المنزل كانت تتواجد داخل المطبخ
وتتنقل
به بأريحية.
وهاتفها
على أذنيها
تسنده
بكتفيها
، متحدثة مع والدتها
تطمئنها
عليها وتطمئن على
قطها
وتخبرها
بأشتياقها
لهم.
ضحكت رحمة
وعقبت
على كلماتها الأخيرة:
-طب كويس اهو الجواز جه بنفع
وعرفتي
قيمتنا
.
-طب وربنا عيب اللي بتقوليه ده، عشان أنا عارفة
قيمتكم
من زمان اوي، وعلى فكرة
ولمعلوماتك
انتوا اللي مش عارفين قيمتي، ده انتوا
تلاقيكم
عاملين فرح عشان أنا مشيت، بس على مين انا على قلبكم.
تنهدت رحمة وعلقت على كلماتها
المازحة
:
-وحياتك ولا فرح ولا حاجة ده احنا زعلانين أوي عشان انتوا التلاتة
سبتونا
مرة واحدة ومع بعض.
هزت وعد رأسها وهي تضع بعض الخضروات التي
أخرجتها
للتو من الثلاجة على الرخامة ثم آتت بسكين كبير من إحدى
الأدراج
، مرددة:
-مش
مصدقاكي
في حوار زعلانين ده مش عارفة ليه،
وشكه
فيكم
واولكم
مروان، ده ممكن يكون عمل
زيطة
وزمبليطة
وأنتِ
مخبية
ومش بعيد تكونوا
شاركتوه
في
زيطه
دي..
-يا بت بقى
اهمدي
،
واقفلي
يلا شوفي جوزك.
-جوزي لسة نايم، وانا بكلمك من قلب المطبخ بعملي حاجة اكلها اصلي جعانة أوي يا ماما، بقولك ايه صحيح مش انتوا المفروض
تيجوا
في الصباحية وكدة.
ردت مؤكدة:
-اه بيقولوا.
-حلو وانتوا جايين بقى
تجبولي
فسيخ ورنجة وبصل عشان نفسي
هفاني
عليهم.
اوصدت
رحمة جفونها وقالت من بين أسنانها:
-فسيخ ورنجة ويوم الصباحية، امشي يا وعد امشي بدل ما لساني يطول عليكي.
-ليه يعني، فيها إيه لما اطلب رنجة
وفسيخ
الدنيا خربت وبعدين هو مش انا عروسة والمفروض..
لم تتابع لمقاطعة رحمة لها:
-بلا مفروض بلا مش مفروض…روحي شوفي جوزك
واهمدي
واتقي
الله بقى.
أغلقت في وجهها
وانهت
تلك المكالمة التي تسببت في
إغضابها
..
حدقت وعد بالهاتف وهي تردد بدهشة:
-اتقي الله إيه هو الرنجة
والفسيخ
حاجة حرام وانا معرفش!
زفرت و وضعت الهاتف على الرخامة متحدثة
بتذمر
:
-دايما
هادمين
ومحطمين
معنوياتي..قال
وبتقولي
اتقي الله..
نظرت للهاتف وقالت وهي تلوح بالسكين:
-اتقوا الله انتوا.
-من هؤلاء اللذين عليهم أن يتقوا الله يا زوجة أخي؟؟
ومع من تتحدثين ؟؟
التفتت وعد إلى هذا الصوت والذي يعود إلى «جابر» مجيبة عليه بذات الطريقة وهي
ترمقه
تارة وتارة أخرى
ترمق
وسام
الممسك
بيده:
-أمي وأبي وجميع أفراد عائلتي، فقد طفح الكيل منهم يا أخي.
وبمرح
شديد رد عليها سعيدًا
بتجاوبها
معه بالفصحى:
-حسنًا، اخبريني ماذا فعلوا لكِ كي أحكم، فإذا كان الأمر كبيرًا
سأخبركِ
حتى
تتبري
منهم.
نفخت
مطولًا
قبل أن تخبره وهي تلوح بالسكين:
-يا أخي كنت أحدثها بالهاتف
واخبرها
باشتياقي
لها ولأبي وجميعهم، وليتني لم أفعل..فقد انفجرت بوجهي عندما أخبرتها برغبتي في تناول الفسيخ
والرنجة
.
اتسعت عينيه وقال وهو ينتشل السكين من يدها ويدفعه على الرخامة يتخلص منه:
-خسئتي يا فتاة، فأين البصل؟ انا
لااتمزج
دون البصل..
جحظت
عين وعد وقالت بصدمة:
-خسئتي؟!!!! أنت بتقولي أنا خسئتي؟؟
ابتلع جابر ريقه وسرق نظرة نحو وسام، قائلًا بتوتر:
-هي شتيمة ولا إيه؟؟ وربنا ما أعرف بس هي تقريبًا عادية مش شتيمة.
اجابه وسام :
-خلينا نمشي شكلها
هتضربنا
.
حمله جابر وهو يتمسك به وينظر لوعد المصدومة والتي لم
تفهه
مرادف الكلمة وقد
خمنت
بأنه يتطاول عليها:
-لا مش
هنمشي
احنا رجالة وابطال أوي.
رفض وسام هذا وقال محاولًا التحرر منه وتركه:
-أنا عايز اطلع بره..خليك انت هنا.
دخل أشرف بتلك اللحظة ليرى ما يحدث من حمل جابر لوسام وظهور التوتر على وجه أخيه والخوف والقلق على وجه وسام.
أما عن وجه زوجته فكان لا يبشر بالخير وترمق جابر بنظرات مغتاظة وكأنه قد قتل لها قتيل.
خرج صوته متساىلًا بدهشة:
-في إيه؟؟؟
تحامى جابر خلفه وهو يشير نحوها:
-عايزة تاكل فسيخ ورنجة وطلبتهم من أمها وتقريبا مقدرتش على الحمار قدرت على البردعة والسلامة عليكم ورحمة الله وبركاته..يلا بينا ياض يا وسام.
ردد الأخير وهو يركض..فصاحت وعد أثناء ركضه مشيرة نحوه:
-شايف بيقول ايه قصده ايه هو بقى بمقدرتش على الحمار دي؟؟ وبعدين ده قالي خسئتي يا أشرف قالي خسئتي..ده كان ناقص يقولي ثكلتك أمك.
اتسعت عين أشرف وقال بصدمة:
-يالهوي قالك خسئتي؟؟؟
-شوفت حقي اضايق بقى ولا لا؟؟؟
هز رأسه يؤكد لها:
-حقك طبعا بس يعني إيه خسئتي أصلا؟؟؟
تبدلت تعابيرها وردت عليها بتوتر بسيط:
-مش عارفة بس تقريبًا كدة شتيمة، بس لو انت هتسكت فأنا مش هسكت.
-يا ستي اهمدي مش يمكن يكون بيشكر فيكي وأنتِ ظالمة الواد.
-أيعقل؟؟؟
______________________
فارق «زاهر» غرفته، مستعدًا للخروج والذهاب إلى المطعم، ولكن أثناء مروره من أمام غرفة «أروى» توقف وخطف النظرات نحو بابها المغلق، واعترته حيرة كبيرة حيال ذلك الشعور الذي يسيطر عليه.
ابتلع ريقه وقرر الاقتراب والدق على بابها و رؤية إذا كانت مستيقظة أم لا.
وإذا لا فيقوم هو بايقاظها كي تذاكر فإمتحاناتها قد بدأت وموعد المادة القادمة بعد يومين.
نفذ ما حثه عليه قلبه وعقله معًا وطرق على الباب.
بالبداية لم تجيب وظل ثواني مكانه ينتظر أن تسمح له.
وعندما مل من الوقوف عاد يطرق ولكن بقوة أكبر.
تلك المرة نما إليه صوتها الناعس:
-اتفضل.
فتح الباب ودخل الغرفة فوجدها في حالة من الفوضى، فالكثير من الكتب، الأوراق، والأقلام بألوانها تتوزع وتفترش السرير من حولها..وهي بالمنتصف مغمضة الجفون..وعلى الكومود القابع جوار الفراش مباشرة يوجد عليه الكثير من أكواب القهوة الفارغة.
عقد حاجبيه وسأل بصدمة من حال الغرفة:
-ايه ده؟؟ بتذاكري إزاي في المنظر ده؟؟ وكل دي قهوة شرباها !!!
فتحت عينيها وهبت سريعًا تجيب عليه:
-القهوة دي من بدري..انا أصلا كنت قاعدة بذاكر معرفش نمت ازاي، كويس أن حضرتك صحتني.
زفر زاهر وهو يردف بشيء من القلق لمسته هي وشعرت به مما أسعدها للغاية:
-طيب يلا كملي مذاكرة، وياريت تقللي قهوة شوية مش كدة، ويكون احسن لو بطلتيها..وابقي نامي بالنهار شوية أنتِ ذاكرتي طول السنة يعني لمة الدنيا..متوتريش نفسك.
هزت رأسها ببسمة لم تستطع كبحها:
-حاضر يا أبيه.
ابتسم لها بتردد ملحوظ ثم اقترب من أكواب القهوة و وضعهم فوق بعضهم البعض ثم خرج بهم..لا يبالي بما فعله وادخله على قلبها بهذا الاهتمام والحنو.
هبط الدرجات وقصد المطبخ..وضع الاكواب داخل الحوض تحت دهشة العاملة.. والتي التفت لها بعد انتهائه متمتم بهدوء:
-اعملي عصير ليمون بالنعناع لأروى، وطلعيلها الفطار في اوضتها تفطر.
ظلت محملقة به فقال بأسلوب صارم:
-أنتِ لسة هتبحلقيلي ما يلا…
_______________________
دنا أشرف من وعد بعد أن كان يتابعها من بعيد أثناء انهماكها في تحضير الإفطار بعد خروج جابر و وسام، واقفًا جوارها هامسًا لها:
-هو أنتِ بتعملي ايه بضبط؟؟
ردت عليه ببساطة وهي تبتعد قليلًا:
-كنت الأول بعملي حاجة أكلها بس دلوقتي بحضر الفطار لينا عشان نفطر سوا كلنا..
التهم تلك المسافة التي ابتعدتها وقال بذات الهمس المسبب في ارتباكها وعدم تمكنها من مواصلة ما تفعله:
-وأنتِ مالك بيهم؟؟ ده بدل ما تحضري الفطار وتجبهولي السرير! وتصحيني تقوليلي اصحى يا جوزي يا حبيبي..
ابتعدت مرة أخرى وهي تجيب وتدعي انشغالها بتقطيع الطماطم إلى حلقات:
-آه شكلك بتتفرج على رومانسي كتير..لا بص انا مبعملش الحركات دي، بس لو عايز انت تعملها وتصحى قبلي وتجبلي الفطار وربنا ما هقول لا..
استمتع بما يحدث واقترب من جديد، هاتفًا:
-وماله سيبي اللي في ايدك ده واطلعي اعملي نفسك لسة نايمة وانا هجبلك الفطار..واهو حتى نقعد مع بعض شوية بدل الليلة اللي اضربت امبارح دي.
ردد الاخيرة بطريقة وقحة، وصل لها مغزاها وما يحاول إيصاله لها..ابتلعت ريقها وقالت تدعي عدم الفهم:
-اضربت ازاي يعني؟؟ مين ضربها؟؟
رفع رأسه لأعلى وقال بصوت مسموع:
-يارب صبرني يارب.
انتهى من دعائه مبدلًا مسار الحديث:
-قوليلي اساعدك في إيه ؟؟
بالخارج، هبطت دلال من غرفتها بهذا الصباح، كي تعد الأفطار لابنائها أشرف ونضال..غافلة عن استيقاظ اشرف و زوجته بالفعل..
وما أن دخلت المطبخ حتى انعقد حاجبيها دهشة من تواجد أشرف و وعد..بل وتحضيرهم سويًا الإفطار للعائلة..
خرج صوتها مدهوشًا:
-انتوا إيه اللي مصحيكم بدري ونزلكم من اوضكم؟؟
ردت عليها وعد سابقة زوجها:
-صحيت بدري يا حماتي وكنت جعانة وبعد ما كنت هعمل حاجة أكلها قولت اعمل فطار لينا كلنا..وعلى فكرة جابر عكر مزاجي وشتمني وقالي خسئتي..
رد عليها أشرف والذي كان يساعدها:
-يا ستي ليه مصممة أنه شتمك، مش يمكن بيشكر فيكي؟
هزت رأسها تنفي مغمغمة بإصرار:
-لا يا أشرف لا انا قلبي بيقولي أنه شتمني.
سألت دلال محاولة تخطي غيرتها على أشرف:
-وهو فين جابر ده؟؟؟
حرك الاثنان كتفهم مغمغمين بعدم إدراك:
-منعرفش.
____________________
-يلا يلا الرياضة حلوة على الصبح..وليها فوايد كتير زي الوقاية من أمراض القلب…وبتقوي عضلة القلب..وبتنشط الدورة الدموية..وبتنظم الكوليسترول في الدم…
هكذا كان يتلفظ جابر المتواجد بحديقة المنزل يقفز مكانه وبقبالته يقف وسام ويفعل المثل ممتثلًا لحديث وتشجيع جابر له..
وعندما انهى جابر حديثه والقائه لتلك الفوائد، تساءل وسام وهو يتوقف ويتنفس بعنف:
-يعني إيه كوليسترول ده؟؟؟
قطب جابر حاجبيه وتوقف فجأة ممسكًا وسام من كتفيه يصرخ في وجه بأسلوبه المرح:
-أنت تسمع وانت ساكت ومتسألنيش..هما بيقولوا كدة، فتسمع وانت ساكت.. وبعدين أنا لو عارف يعني ايه صدقني مش هخبي عليك..يلا نط..نط..لازم تبقى رياضي عشان أنا بنتي لازم جوزها يبقى وسيم مفتول العضلات…زي ابوها بضبط.
حرره مع قول الأخيرة، فضحك الصغير وعقب من بين ضحكاته:
-قصدك زي بابي أنا.. أنت مفيش عضلات اصلا..ده انا عضلاتي اكبر منك ومعنديش كرش زيك.
اكفهر وجه جابر وعاد ممسكًا به مردد من بين اسنانه:
-ابوك مين ده ياض؟؟ ده ابوك ميجيش حاجة في وسامتي وأناقتي وعضلاتي..ثم ده مش كرش يا عديم النظر..ده سكس باكس.. وأنا بخليك تلعب عشان تبقي زيي وفي جسمي..
اتسعت عين وسام وصاح مستنكر:
-هو انا كدة هبقى زيك؟؟؟
-أجل يا بني..
هنا وركض وسام من أمامه ونحو المنزل وهو يصرخ بصوت عالي:
-لا مش عايز خلاص..انا عايز جسمي يطلع زي بابي.
اتسعت عين جابر من وقاحته تلك وركض خلفه وهو ينادي عليه:
-خد يالا….خد يــــاض…..
دخل الصغير المنزل وأثناء ركضه اصطدم بجسد أشرف الحامل للصحون ومن خلفه وعد فقال :
-في ايه يا وسام يا حبيبي بتجري ليه؟؟؟
وبأنفاس لاهثة اجابه:
-جابر عايز جسمي يبقى زيه وانا مش عايز كدة انا عايز جسمي يبقى زي بابي.
ردت عليه وعد بعفوية:
-والله بتفهم يا بني، اوعى تسمع منه وخليك زي ابوك.
اشتعل وجه أشرف وتلون بحمرة الغضب والغيرة من تحدثها عن رجل آخر بهذا الشكل..
تجاهل وسام ورد عليها بغل:
-أنتِ بتقولي إيه؟؟
وبدون أن تعي لغيرته ردت:
-هكون بقول ايه يعني بشجع الواد اخوك هيضيعه.
حضر جابر بتلك اللحظة وحمل وسام والذي عاد صارخًا.
تناهى صراخه إلى دلال التي كانت تخرج بصحون أخرى، فقالت:
-في ايه ؟؟
كاد وسام يجيبها لولا جابر الذي كمم فمه ورد بدلا عنه:
-لا مفيش جعان..وبطنه بتسوسو زي العصافير من الجوع..
ابتسمت لهم وقالت:
-طيب يلا الفطار مرات أخوك عملته اطلع صحي ابوك وسيب نضال وداليدا شوية كدة هبقى اطلعلهم الفطار أنا..وفجر وخليل أنا هطلع اشوفهم برضو واصحيهم.
تساءل جابر باهتمام:
-طب وعابد؟؟
-نزل من بدري.
________________________
لايزال كل من خليل وفجر يذهبان في سبات عميق..فطوال الليل كان يحتويها..لم يتركها وحيدة تعاني..بل كان لها خير عون..وزوج..
جعلها تتمدد على الفراش وهو بجوارها يتلو عليها آيات قرآنية..جعلت الراحة والاطمئنان يتغلغان إليها وإلى قلبها..
وبعد انتهائه تمدد جوارها واخذها إلى احضانه..
جعلها تضع رأسها على قلبه الذي يخفق من أجلها مقبلًا أعلاه هامسًا لها بحنو شديد:
-يلا نامي انا جمبك..ومش هنام غير لما تنامي انتِ..
وهذا ما حدث بالفعل ظل مستيقظًا حتى خلدت هي في النوم..
وقبل أذان الفجر بدقائق معدودة كان يستيقظ على صوت المنبه الذي قام بضبطه..
أغلقه وبهدوء كان يقظها حتى تصلي معه:
-فجر..حبيبتي…يلا فوقي عشان نصلي الفجر مع بعض.
لم يكن صعب عليه إيقاظها..ونهضت معه سريعًا وبعد انتهائهم نام الاثنان مجددًا.
فتحت فجر جفونها على صوت تلك الدقات الخافتة على الباب والذي يصاحبها صوت دلال مرددة:
-خليل..فجر..يلا عشان تفطروا معانا..
حركت رأسها عن الوسادة وأجابت عليها:
-حاضر يا ماما صحينا..
ذهبت دلال وما لبثت فجر أن تنطق حروف اسمه وتقظه حتى وجدته يفتح جفونه قائلًا ببسمة بشوشة:
-صباح الجمال كله.
-صباح النور يا حبيبي..ماما خبطت عشان تصحينا وننزل نفطر معاهم..يلا قوم بقى عشان تلحق تفطر براحتك..وبعدين تروح المطعم..
رد عليها ينفي ذهابه اليوم إلى المطعم:
-أنا هقوم آه..وهفطر آه..بس مش هروح المطعم.. النهاردة اليوم معاكي أنتِ وبس.
داهمت البسمة شفتيها وسألته:
-ده بجد ولا بتهزر؟؟
طبع قبلة سريعة على شفتيها قبل أن يؤكد لها:
-جد الجد يا روح قلبي..
______________________
بعد وقت اجتمعت العائلة حول السفرة عدا نضال وداليدا..وعابد الذي خرج باكرًا وشعرت دلال به لنومه بجوارها..
كذلك جلس سلطان معهم والذي وافق على تناول الإفطار بعدما علم بأن وعد من اعدته…وبعد جلوسه حرص على عدم النظر إلى دلال مستمرًا في عقابها…رغم قلبه الذي يحن إليها ويحثه على التوقف والاكتفاء بتلك الفترة..
حول بصره نحو وسام الجالس جوار جابر يسأله:
-عرفت تنام يا حبيبي؟؟ اوعى يكون الواد جابر ده ضايقك؟
سبقه جابر بالرد ينفي حدوث هذا:
-إلا عرف ينام..ده نام ونام ونام..ده انا اللي معرفتش انام من شخيره..وبعدين اضايقه ايه ده جوز بنتي ده.
نفخ وسام وانتبه الجميع لفعلته وبطفولية شديدة كان يصرخ على جابر بطريقة مثيرة للضحك:
-عرفت انام ايه واشخر ايه..ده انت اللي بتشخر ومعرفتش انام منك..وبعدين أنا مش هتجوز بنتك خلاص قولت..
انطلقت ضحكات الجميع رغم عنهم ثم تابعت وعد ما توقف عنده وسام:
-وزود على مضايقته للطفل ده، شتمني يا حمايا وقالي خسئتي.
وقبل أن يعقب اي منهم رد عليها جابر متشاحنًا معها:
-يا ستي زعلتك اوي الكلمة؟؟ وبعدين مين قالك انها شتيمة؟؟ مش يمكن حاجة حلوة !!
وبعدين أنا حر واعمل اللي أنا عايزه..ده أنا جابر يا ماما..جابر على سنح ورمح..
استنكرت قوله وعقبت:
-سنح ورمح !!؟ يعني متمشيش معاك سن ورمح؟؟؟؟
وبغلاظة رد عليها:
-لا هي سنح ورمح وكلي بقى..
ثم تابع بهمس لوسام:
-وانت كُل يا وسام الكلب وربنا لوريك.. وعندي جوز شرابات معتق بقاله شهر متغسلش..
________________________
فاقت «داليدا» من نومها عاقدة حاجبيها بانزعاج بعدما ازعجها صوت ذلك الباب الذي أغلق بقوة.
هبت جالسة على الفراش تطالع باب دور المياه الذي اوصده بقوة..ثم حولت بصرها نحو نضال الواقف أمام الخزانة ويخرج ملابس له بطريقة توحي وتعكس غضبه..
فقد كانت حركته متشنجة، ثائرة، حتى أنه تسبب بفوضى داخل الخزانة.
ابتلعت ريقها وقالت بهدوء كأنها لم تفعل شيء:
-صباح الخير.
لم يجيب..ولا ينوي فعل هذا.
فقط توقف عما يفعله من فوضى وبعثرة وأخذ ما وقعت عليه يده.
واغلق الخزانة ثم التفت لترى وجهه تلك المرة المنعقد، الغاضب عن حق وكما لم تراه من قبل.
اتجه صوب المرحاض مرة أخرى ودخله واغلق الباب بقوة وفي وجهها تلك المرة.
لم يكلف نفسه للنظر إليها.
عضت على شفتيها بتفكير، مستشعرة خطأها.
لكن سرعان ما نفضت هذا، واخبرت ذاتها وكذبت على نفسها بأنها لم تخطئ بل هو المخطئ !
ورغم هذا ستحاول الحديث معه مجددًا عند خروجه.
نهضت عن الفراش وتحركت نحو المرآة تهندم خصلاتها التي كانت متبعثرة وفوضوية.
وبعدما فعلتها ابتعدت وظلت تدور تنتظره وتترقب خروجه على أحر من جمر.
دقائق وكان يخرج مرتديًا ملابس غير تلك التي كان يرتديها، تقدمت منه واقفة بمواجهته تستفسر منه:
-هو انا مش بقولك صباح الخير؟؟ ممكن اعرف مردتش عليا ليه !!
ورغم عنه خلف عهده مع ذاته بعدم التحدث معها، وارتسم الاستنكار على محياه، متحدث باستهجان واضح:
-لــيــه !!!! أنت ِ بجد بتسألي؟؟
حقيقي مشوفتش في بجاحتك، قال ليه؟؟
تبدلت تعابيرها وغضبت من طريقته بالحديث معقبة:
-أنت ازاي تكملني كدة؟! اتكلم معايا بطريقة احسن من دي لو سمحت !
-والله هي دي طريقتي واكلمك زي ما أنا عايز، أنا حر، زي بضبط ما أنتِ كنتِ حرة امبارح..وبعدين زعلتي اوي واضايقتي من طريقتي اومال انا اعمل فيكي ها؟؟
ظلت تحدج بعينيه وهو يبادلها تلك النظرات، لم يترقب جوابها أكثر وتابع بضيق واضح:
-مضايقة من مجرد كلام..لكن اللي عملتيه معايا امبارح ده كان عادي صح؟؟
لو أنتِ شيفاه عادي يا داليدا فـ أنا لا..عشان أنا مش شايفه غير انك لعبتي بيا وبمشاعري وبحبي.
وقت المشكلة واللي عدى عليها شهور انا كنت غلطان واتاسفت بدل المرة ميت مرة..وأنتِ سامحتيني في الآخر..
وجاية امبارح في اليوم اللي مستنيه بقالي كتير تعملي فيا كدة وتوجعيني بالشكل ده؟!!!
وفجأة قبض على مرفقيها متحدث بألم نبع من نبرته وعينيه:
-سامحتيني ليه وقتها مدام لسة شايلة في قلبك مني ها؟؟ مكنتيش سامحتيني وكنتي عاقبتني اكتر بدل اللي عملتيه فيا امبارح ده.
بس برافو، حقيقي برافو محتاجة صقفة على الخطة الجهنمية دي واللي رجعتي بيها حقك..برافو يا داليدا..عرفتي تحرقي قلبي ودمي..برافو..
دفعها برفق مصفقًا بيديه يحيها على ما فعلته..
شعرت بالخجل وتجنبت النظر إليه..مما جعله ينزعج..
رفع يديه وقبض على ذقنها يجبرها على النظر داخل عينيه:
-ايه مالك بتهربي بعينك ليه مكسوفة ولا إيه؟؟ لا متكسفيش، بقولك افرحي بنفسك يلا..
بللت شفتيها بطرف لسانها قائلة:
-نـضـال أنا..
لم يدعها تتابع وقال بمقط:
-أنتِ تسكتي..مش عايز اسمع منك حاجة، اسكتي وكفاية اللي عملتيه..كفاية أوي.
قال الأخيرة وهو يترك مكانه ويمر من جوارها ويقترب من الباب ويخرج من خلاله صافقًا إياه خلفه..
________________________
تخطى الوقت الثانية عشر ظهرًا ولاتزال «أبرار» نائمة حتى الآن..تحديدًا على جانبها توليه وجهها أثناء نومها..غافلة عن استيقاظه منذ وقت لا يتذكره بفضل تأمله لها ومتابعتها باعين متفرسة..لم يكفيه هذا التأمل والمتابعة لها، بل رفع يديه وسمح لانامله بلمسها..
وهناك على وجهه بسمة واسعة لم تزيده إلا وسامة فوق وسامته.
سعيدًا بتواجدها جوارها بل و بزواجه منها.
فقدت استولت حقًا على قلبه..ولم يعد يرى أو يتمنى إمرأة سواها.
كان الأول في حياتها وسيكون الأخير..وهي رغم أنها لم تكن الأولى إلا أنه سيعتبرها الأولى.. والأخيرة..فلن تأتي أخرى تستطع سلبه وجدانه مثلما فعلت هي..
وبعد ليلة الأمس وتواجدها داخل أحضانه وبهذا القرب بات يعشقها فوق عشقه لها.
اقترب بجسده قليلًا ومال بوجهه مقتربًا من ثغرها، تاركًا قبلة صغيرة هادئة عليه.
ثم ابتعد وعاد ينظر لها، فوجدها قد فتحت عينيها وترمقه ببسمة ممزوجة بذلك الخجل المحب على قلبه..ملقية عليه تحية الصباح بعذوبة ونعومة أطاحت به وبكيانه:
-صباح الخير.
-صباح النور.. والليمون على أحلى عيون واللي بيهم أنا بقيت مجنون.
ابتسمت وقالت تنهره بأسلوب ناعم يليق بها:
-وبترجع تزعل من وسام لما بيكلم زي جابر، وانت أصلا بقيت تكلم زيه.
دافع عن نفسه يبرر لها:
-أنا اتكلم واقول اللي أنا عايزه..هو لا..هو لسة صغير..مينفعش..وبعدين هو انا بقوله لحد غريب ده أنتِ مراتي !!! ده أنتِ غريبة اوي بصراحة.
صمت ثم تابع مقررًا نهش غيرتها عليه:
-يعني مش أحسن ما أروح اقول الكلام ده لواحدة تانية.
اختفت بسمتها وتبخرت نعومتها وردت عليه بغيرة واضحة:
-والله! طب جرب كدة تعملها وشوف انا هعمل معاك إيه..
انهت حديثها ناهضة عن الفراش، ملتقطة الروب الخاص بها مرتدية إياه بتشنج واضح..
تلذذ بما يحدث وقال ببرود وهو يضع يده خلف رأسه ويعود للخلف مستندًا على ظهر الفراش:
-قوليلي هتعملي ايه؟؟ عندي فضول كبير أعرف بصراحة.
كانت اولته ظهرها و على وشك دخول دورة المياة فتوقفت وعادت تنظر إليه تجيب بسخط على استفساره قبل أن تلج دورة المياه كي تغسل وجهها وتفرش أسنانها :
-يكفي اني اقولك اني مش هبقى أبرار اللي تعرفها، وهبقى واحدة جديدة اول مرة تشوفها..يعني تقدر تقول هوريك الوش التاني بتاعي..واللي يكفي برضو أقولك أنه شبه وعد.
ارتفع حاجبيه وقال بصدمة وهو ينهض ويتبعها داخل المرحاض:
-يانهاري وعد مرة واحدة !!!! لا بقولك ايه معندكيش اوبشن تاني؟؟ يعني مثلا داليدا، وئام، ثراء ؟؟؟
التقطت فرشاه الأسنان و وضعت عليها المعجون بغل وهي تجيب عليه بحنق:
-لا مفيش واتلم يا خالد عشان بجد بدأت تعصبني.
هنا ولم يتحمل واقترب منها يحتضنها بقوة يخبرها:
-لا عاش ولا كان اللي يعصبك يا نن عين خالد..يا قلب خالد..ويا عيون خالد..ويا كبدة خالد..
دفعته عنها برفق وبدأت بفرش أسنانها..فرفض هذا الرفض وعاد يحتضنها مردد:
-أنتِ فكرك لما تزقيني انا كدة هبعد مثلا؟؟ بالعكس ده أنا لزقة وهلزق فيكي أكتر..
غسلت الفرشاه ثم وضعتها مكانها، وعلى الفور أبعدته مرة أخرى وبدأت غسل فمها.
وما أن انتهت والتفتت إليه كي تتحدث وتعقب حتى وجدته يباغتها بقبلة انهت اي حديث أو شجار قد يعكر صفوهم بهذا الصباح……
________________________
تستلقي «وئام» على فراشها بأعين مفتوحة فقد ايقظتها ثراء باكرًا كي تهبط وتفطر معهم ولكنها رفضت وظلت مكانها على فراشها، والآن وكالعادة لا تفكر سوى به..وبلقائهم الأخير ومحاولته الحديث معها..وعند تلك الذكري احتج قلبها وارتفعت نبضاته كي يجعلها تدرك بأنها كانت تشتاقه.
اشتياق لم يسبق لها الشعور به..اشتياق يكاد يقضي عليها..
انكمش وجهها انزعاجًا من تفكيرها به وعدم تمكنها من طرده سواء كان من قلبها ام عقلها.
لحظات وكانت تنهض عن الفراش مقررة القضاء على هذا التفكير..
وإشغال نفسها..فجلستها بالمنزل بعد انتهائها من الدراسة لم ولن تزيدها إلا ألمًا..
اخرجت ملابس لها كي تبدل منامتها ثم دخلت المرحاض..
وبعد وقت ليس بالكثير كانت تخرج من حجرتها تبحث عن والدها..
هبطت الدرج وقبل أن تخطي أي خطوة اضافية كانت تسمع صوت أغاني عالية تأتي من الصالون..
فسارت نحوها ترى سبب مصدر هذا الصوت وتلك الأغاني..
سقط بصرها على أبيها والذي كان يتراقص مثل شاب مراهق.
وما أن رآها حتى اقترب منها واخذها يجبرها على مشاركته بالرقص قائلًا بصوت عالي:
-تعالي يا بت ارقصي معايا وشاركي ابوكي فرحته.
تساءلت بدهشة وهي تثبت جسدها ترفض الرقص:
-خير يا بابا؟
-كل خير يا قلب ابوكي..مش وعد مشيت لازم يبقى خير….يلا ارقصي معايا ارقصي.
استمعت رحمة والتي كانت ترتدي ومستعدة للذهاب إلى ابنتها وكانت تنوى انتظار روفان ومريم اللواتي سياتوا معها لرؤية الفتيات:
-جرا ايه يا مروان..أنت مش هتهمد بقى ولا ايه؟؟؟؟
انتبه مروان و وئام إلى صوت رحمة العالي الجهوري..فتوقف مروان عن الرقص وتخصر يعقب عليها بصوت عالي كي تتمكن من سماعه ولا يغطي صوت الأغنية عليه:
-لا يختي انا مبهمدش..ومش عايز اتخانق واعكر مزاجي.
بتلك اللحظة كانت وئام قد أغلقت الاغاني..
لم تبالي رحمة بفعلتها وعلقت مهاجمة إياه بكلماتها:
-لاخر مرة بقولك ملكش دعوة ببنتي أنت سامع؟
-لا مش سامعك من الدي جي…شغلي يا بت الأغنية خليني ارقص..وتعالي ارقصي معايا.
كزت رحمة على أسنانها وقالت تنوي اغضابه:
-لا وئام مبترقص وحلمها مش الرقص..استنى اناديلك ثراء اللي عايزة تبقى رقاصة.
نجحت في إثارة غضبه فصاح بصوت جهوري:
-ما بلاش أنتِ وخليني ساكت ومفتحش في القديم خلي الطابق مستور.
وصل إليها مغزى كلماته والذي لم يكن سوى تلميح وتذكير لها بحلم شقيقتها مسبقًا وقبل زواجها من أخيه بأن تصبح راقصة.
التوى ثغرها وهتفت:
-ده ماضي…احنا لينا في الحاضر وشوف بنتها فجر الله اكبر عليها..الدور والباقي على بنتك أنت….
انسحبت وئام وتركتهم كي تبحث عن أحد يفض هذا التشاحن…
فلم تجد في وجهها سوى بسام والذي انتبه لوجهها الحانق وسألها:
-في ايه مالك؟
-بابا و
لم تتابع بعدما وصل صوتهم إليهم وأدرك بسام السبب..
اندفع من مكانه و دخل الصالون بينما صعدت وئام إلى غرفتها مرة أخرى..
تسائل بسام بزهق:
-انتوا تاني؟؟؟
أسرعت رحمة بالقول مقررة قلب بسام عليه:
-تعال شوف اخوك بيقول إيه على أختي اللي هي مراتك..
نظر إليه وسأله بترقب جعل الخوف يتسلل إلى مروان:
-قولت ايه على مراتي يالا؟؟
-كنت بقول عليها يا زين ما ربت..دي فجر دي ست البنات..بجد تسلم خلفتها وتربيتها….
-كداب انت لمحت أن مريم زمان كانت عايزة تبقى رقاصة وفتحت في القديم.
تجهم وجه بسام وعض على شفتاه السفلية وقال وهو يقترب منه:
-فتحت في القديم ليه ها؟
لم يجد مروان مفر من أخيه سوى الصعود على الاريكة والقفز من واحدة لأخرى يجيب عليه:
-مفتحتش حاجة وربنا دي كدابة…
اتسعت عين رحمة من حلفانه الكاذب وقالت:
-يخربيتك بتحلف كدب…والله عيب على سنك..
جاء صوت سليم من الخلف مغمغم بسخرية:
-مستنية ايه من مروان..وبعدين فتح القديم افتحوله انتوا كمان القديم وفكروا علياء بالذي مضى…وازاي كان نسوانجي…خلوها تقلب عليه عشان يحترم نفسه شوية.
اغتاظ مروان من سليم وقال وهو يلتقط وسادة ويدفعها في وجهه:
-ما تخليك محضر خير يا أخي..وبعدين كل ده عشان الواحد فرحان شوية…ده انتوا عيلة غم..كتكم القرف في مناظركم…
تلفق سليم الوسادة قبل أن تصطدم بوجهه ثم قذفها عليه، مجيبًا عليه بغيظ:
-كتك القرف أنت.
التقط مروان الوسادة ودفعها مرة أخرى لكن تلك المرة اصطدمت بوجه سليم والذي زاد حنقه وتحول وجهه…
فنظر نحو بسام والذي بادله نظراته..
شعر مروان بالخطر القادم بعد تلك النظرات وقبل أن يفكر بالهروب كان الإثنان يهجمان عليه يلكمونه في جوفه وذراعيه بحدة بسيطة..
اتسعت بسمة رحمة وقالت ببراءة وآسف زائف:
-مش كدة يا شباب…هيموت في ايدكم حرام.
يتبع.
فاطمة محمد.
رأيكم
وتوقعاتكم
.❤️
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.