رواية كارثة الحي الشعبي الفصل السابع والثمانون 87 – بقلم فاطمة محمد

رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل السابع والثمانون

الفصل السابع والثمانون

الفصل السابع والثمانون

أنظر جيدًا.

كارثة الحي الشعبي.

فاطمة محمد.

الفصل السابع والثمانون:

صعد «مروان» بعد ما حدث له على يد سليم وبسام

وتبادلهم

الضحكات المرحة بالاخير

متذكرين

أيام قد مضى عليهم سنوات إلى غرفة ابنته.

دق على الباب وانتظر جوابها

وسماحها

له بالدخول:

-اتفضل.

فتح الباب ودخل

مغلظًا

نبرة صوته

وكأن

شيء لم يحدث أمامها بينه وبين رحمة:

-بتعملي إيه؟

-مبعملش..قاعدة فاضية

موريش

حاجة وكنت نازلة لحضرتك عشان اتكلم معاك بس معرفتش بسبب اللي حصل تحت..

تفهم هذا

وجاورها

بجلستها

على الفراش

مستفسر

منها:

-خير يا حبيبتي كنتِ عايزاني في إيه؟

اطرقت

رأسها وهي ترد عليه بهدوء:

-كنت حبة استأذن حضرتك أنزل أي محل من

بتوعنا

واشغل

وقتي بدل ما انا قاعدة فاضية..بس ده طبعا لو حضرتك معندكش مانع.

أجاب ببساطة مرحبًا بتلك الفكرة:

-وانا

همانع

ليه؟؟ اوعي تكوني

فاكراني

عبيط ولا أهبل ! انا شايف وعارف أنك

اتغيرتي

بجد

مبقتيش

وئام القديمة..وانا واثق فيكي..

وانزلي

زي ما أنتِ عايزة

اشغلي

وقتك، وخدي كمان معاكي البت ثراء خليها تقف معاكي..

وبدون تردد كانت تدنو منها وتطبع قبلة ممنونة على وجنتيه..

تبسم وجهه من فعلتها المحبة على قلبه..وما أن ابتعدت حتى اقترب هو وطبع قبلة على جبينها..

تنهدت براحة وهو يبتعد عنها..نظر إليها وقال ملقيًا عليها ما سيحدث اليوم:

-أنا كمان كنت حابب اتكلم معاكي وكنت طالع عشان كدة..

-خير يا بابا اتفضل؟

-عابد امبارح في الفرح كلمني وقعد

يترجاني

كتير عشان يجي ويتكلم معايا.. باختصار كدة عايز

يرجعلك

وأنا قولتله يجي بليل نتكلم انا وهو.

لم تثور..بل كانت هادئة..وردت بعقلانية زائدة:

-بس أنا وهو

مبقناش

ننفع

لبعض يا بابا..وبقى صعب أوي صدقني.

-ليه صعب

ومتنفعوش

ها؟؟ هو أنتِ

بطلتي

تحبيه؟

هزت رأسها بنفي وهي تبتلع غصة متذكرة ما حدث بينها وبين شقيقة والدته سواء كان الأول المتسبب في

آلمها

.. أو الثاني الذي جعلها تهدأ قليلًا..

-لا

مبطلتش

بس.

قاطعها يرفض أي حديث قادم، مغمغم بحسم:

-مفيش بس.. أنتِ بتحبيه..وهو بيحبك وإلا مكنش كلمني وعايز

يرجعلك

..عدي وعيشي بقى

وانبسطي

..مدام الحب موجود كله يهون..وانا شايف انكم لو

فضلتوا

بعيد مش

هتستفادوا

حاجة غير أنكم

بتأذوا

نفسكم لأن لا أنتِ

هتبطلي

تحبيه ولا هو

هيبطل

يحبك..لما

هترجعوا

وتبقوا

مع بعض

هتشفوا

بعض صدقيني..

أغمضت عينيها تشعر بحيرة كبيرة…لم يخرجها منها إلا صوته وهو ينهض مردد بكلمات أخيرة:

-أنا هسيبك تفكري..وكدة كدة ناوي

اسويهولك

على نار هادية انهاردة عشان مش أي مشكلة يحصل

يطلقك

..والحمدلله أنك عرفتي غلطك

واتعلمتي

منه

وعرفتي

أنه مينفعش تفتحي باب للشيطان

وتكلمي

راجل غير جوزك…وبجد أنا مبسوط أنك

اعترفتي

بغلطك

ومقاوحتيش

..

__________________________

قرعت رحمة رنين المنزل متبادلة النظرات مع كل من روفان و مريم والتي منحتها الأخيرة بسمة..

ثوانٍ وكان

ينفرج

الباب ويقف أمامهم جابر مرحب بهم بطريقة لبقة متحدث بالفصحى:

-مساء الخير

جميلاتي

.

ردت عليه رحمة أولًا:

-مساء النور يا حبيبي…وعد و داليدا صاحين؟

-أجل يا سيدتي..اخبريني هل

احضرتي

الفسيخ

والرنجة

مثلما طلبت وعد؟؟

كتمت روفان ضحكتها وسألتها أمامه:

-هي عايزة تاكل فسيخ ؟؟

ردت عليها رحمة بحنق:

-اه شوفتي..

هتشلني

البت دي بدري بدري..

ارتفع حاجبي مريم وعلقت وهي تنظر تارة لرحمة وتارة

لروفان

:

-سبحان الله، مش عارفة البت دي طالعة لمين بجد!

تدخل جابر وقال باحترام شديد:

-عذرًا سيداتي على المقاطعة ولكني اريد التصحيح..فهي لا تريد الفسيخ فقط بل تريد رنجة أيضًا..ومن الواضح أنكم لم  تحضروا شيء..

فتفضلو

ولكن

استلقوا

وعدكم من وعد بنتكم…

دخلو المنزل واغلق هو الباب وسار خلفهم، ولجت مريم ثم رحمة الصالون الذي يتجمع به العائلة، وقبل أن تلج روفان اوقفها جابر يسألها:

-عذرًا يا جميلة الجميلات، هل يمكنني طرح سؤال عليكِ؟

-اتفضل يا جابر..

اتسعت بسمته

مستفسر

:

-لماذا لم تأتي السيدة علياء معكم؟ هل هي بخير؟

-كويسة الحمدلله

متقلقش

.

كادت تدخل لولا

استرساله

:

-وثراء؟

اكفهر وجهها من سؤاله عنها..

فتنحنح

وتراجع عن السؤال بارتباك:

-خلاص ولا كأنك سمعتي حاجة.. اتفضلي

اتفصلي

البيت بيتك والله يا قمر أنتِ.

عقب إلحاقها لهم

بالصالون

، تنهد ودخل خلفها لا يهتم بما يحدث من تبادل أحاديث اعتيادية بمثل تلك المواقف وترحيب الفتيات

واشقائه

بهم..

تساءلت وعد بصوت عالي وعينيها تتنقل تبحث عن مبتغاها:

-اومال فين الفسيخ

والرنجة

يا ماما مش قولتلك عايزة فسيخ ورنجة..

لوت دلال شفتيها يمينًا ويسارًا ثم قالت

متذمرة

:

-فسيخ ده إيه اللي عايزة

تأكليه

يا بنتي..ده أنتِ عروسة؟

كادت ترد عليها

ببلاهة

لولا رد رحمة على دلال:

-بتهزر يا أم أشرف بتهزر..

همست

وعد بصوت خافض وصل إلى أشرف:

-بهزر ايه وربنا ما بهزر..أشرف بقولك ايه؟

اقتربت منه أكثر تتابع

همسها

:

-هو ايه علاقة اني عايزة اكل فسيخ ورنجة بأني عروسة؟؟ هل انا لو

كلتهم

مثلا مش هبقى عروسة؟!

عض على شفتاه يجيب عليها:

-لا هو العلاقة أنك

بكدة

بطفشيني

..

هتخليني

اهرب منك..

اتسعت بسمتها وقالت بمرح:

-لا ده انا

بكدة

عايزة فسيخ ورنجة بجد.

في ذات الوقت، حمل جابر وسام الجالس بين خليل ونضال

المتجاهل

لداليدا

كليًا

،

منسحبًا

به خارج الصالون..بل خارج المنزل بأكمله قاصدًا منزل الحلواني فلم يعد يقاوم رغبته برؤيتها فقد أشتاق إليها حقًا.

سأله وسام المتواجد فوق كتفه:

-أنت

وخدني

على فين أنا كنت مبسوط جوه معاهم؟؟؟

-وانا مش مبسوط

وهتيجي

معايا خليك جدع يا جوز بنتي يا قمر.

-يخربيت بنتك مش عايزها كرهتني فيها…

نزلني

عايز اقعد مع خليل و داليدا وفجر..

-وربنا لو

دخلتك

هديك لوعد و دي لو جاعت وانت قاعد على رجلها ممكن

تأكلك

عادي، أو لو حد

عصبها

تاكل حتة من

دراعك

واهمد

بقى خليني اشوف

البونية

..تعرف ياض يا وسام؟

رد عليه بحنق طفولي:

-مش عايز اعرف..

نزلني

بقى يا أخي

زهقتني

.

لم يهتم برده المنافي لرغبته وقال كأنه لم يسمع رفضه:

-أنا حاسس أن حد

تافف

في حياتي..كمان أنا نفسي اوي

اتجوزها

بقى ونعيش في

تبات

ونبات

ونخلف

صبيان وبنات…

واجوزك

واحدة منهم..

مر جابر من البوابة بعدما ألقى التحية على البواب والذي يعرفه ويدرك هويته..

ضم وسام قبضته وضربه بخفة على ظهره مردد:

-مش عايز اتجوز..انا لسة نونو..وحتى لو كبرت مش هتجوز بنتك..انا

بكرهها

.

-بس ياض..خلينا نشوف ثراء.. ويارب ابوها

الغتت

ده ميبقاش موجود.

قرع الجرس

واغمض

عينيه يدعو بألا يفتح له مروان مثلما أعتاد..

انفرج الباب وفتح عينيه

وياليته

لم يفعل فلم يفتح له سوى من تمنى أن يكون آخر من يفعلها.

رسم بسمة غليظة سمجة على وجهه، ثم اقترب منه على حين غرة يحتضنه رغمًا عنه:

-اووه عزيزي مروان كيف حالك؟

دفعه مروان عنه شاعرًا

بالاشمئزاز

، ثم عقد ساعديه أمام صدره، وسأله

ببغض

واضح:

-في إيه؟؟

ابتلع ريقه وقال ببسمة صفراء:

-طنط روفان اللي عايشة معاكم هنا واللي تبقى مرات اونكل سليم وام داليدا مرات اخويا نضال ابن امي

وابويا

طبعا عارفها..

ارتفع حاجبي مروان وقال ساخرًا:

-لا مش عارفها بصراحة.

انتهى ممسكًا

بتلابييه

يهزه بعنف:

-ما تنجز ياض.. أنت جاي

تهزر

يالا..جاي

تهزر

..

أكد وسام هذا وهو يحرك قدميه يحاول الهبوط عن كتفيه:

-اه يا عمو

بيهزر

وخنقني

و

زهقني

كل شوية يقولي هجوزك بنتي انا وثراء ومفيش بنت اصلا.

اتسعت عين مروان وكذلك جابر من فضح الصغير أمره….

فقال رافعًا

سبابته

أمام شفتيه

مدافعًا

عن ذاته:

-وربنا ما عندي بنات من بنتك..بس ناوي في المستقبل اجيب منها فريق كرة.

هزه مروان وهو

يعنفه

:

-أنت بتقول ايه ياض..بتقول ايه؟ بقى أنا

أجوز

بنتي ليك يا منحرف أنت..ملقتش غير بنتي اللي عايز

تبليها

بيك…

حرر جابر وسام أخيرًا عن كتفيه وهو يتابع مدافعة عن حاله:

-وربنا بطلت انحراف من بدري،

منكرش

اني كنت الأول منحرف فعلا انت

مكدبتش

..بس خلاص توبت.. وحبيت بنتك

وبعدت

عن الطريق الحرام.. واروى

هسيبها

والله انا وهي متفقين على كدة.

لم يفعل حديثه شيء سوى انه زاد من اتساع عين مروان قائلًا بصدمة

واشمئزاز

:

-يا

بجح

يا

بجح

..مشوفتش في

بجاحتك

.

علق وسام بسعادة مما يفعله مروان

بحابر

:

-ولا

هتشوف

يا عمو

اديله

..ده

خنقني

.. تصور امبارح وانا بايت معاه جاب شرابه أبو ريحة وحشة وحطه على

مناخيري

حرر مروان جابر وحمل الصغير مردد:

-واد انت اوعى

تبات

معاه تاني…ده منحرف… وأنت ياض انسى بنتي دي..عشان مش

هتجوزها

غير على جثتي.

هدأت تعابير جابر وقال

باعين

قد اسودت

غضبًا

من رفضه الغير مبرر:

-يبقى

هقتلك

يا مروان…

هقتلك

وهتجوزها

…انا بحبها انت سامع بحبها.

ترك مروان وسام ثم انحنى

لحذائه

كي

يخلعه

مردد بغل:

-تقتل مين يا بن ****…

رأى جابر ما يفعله

فالتقط

الصغير

حاملًا

إياه على كتفه

راكضًا

به وهو يخبره بصوت عالي:

-هتجوزها يعني

هتجوزها

… وآه يا مروان كنت منحرف وكله عارف ده…بس خلاص توبت..

وهقولها

تاني بنتك مش لغيري ويبقى يفكر دكر بط بس

يهوب

منها

هقتله

هو كمان وهبقى قتال قتلة

بسببكم

….

____________________________

في المساء، لبت عائلة «زينة» دعوة حسن إلى منزله لتناول العشاء سويًا

وكأسرة

واحدة..

حيث رحب بهم حسن و أنعام بحرارة

واستقبلوهم

على أكمل وجه، و رفضت أنعام أن تفعل عفاف أي شيء رغم إصرار الأخرى لكن إصرار انعام كان اقوى..

ولم تعلق على تجاهل زينة لمساعدتها..بينما

رمقتها

عفاف وأشارت لها بعينيها كي تعرض عليها المساعدة..لكن لا حياة لمن تنادي..مقنعة ذاتها بأن حتى لو كانت عاشقة لابنها فهي ليس

بالخادمة

لديها.. وإذا فعلت معها شيء الأن

ستعتاد

هذا وهذا ما لا تريده بالمرة..

هزت عفاف رأسها وهي تقسم بأن ابنتها

ستخرب

على ذاتها

بتفكيرها

الأحمق هذا.

مر الوقت وتم خلاله وضع الصحون

المعبئة

باشهى

الأطعمة الشرقية…وجلس الجميع حول السفرة..فجلس أسامة على رأس السفرة…وعلى يمينه جلست عفاف وبجوارها انعام..وعلى اليسار جلس حسن وزينة بجوار بعضهم البعض..

تسامروا

أثناء العشاء في أمور عدة، مختلفة..وكان العشاء يجري بشكل جيد وسعيد…حتى فعلت زينة ما لا يحمد عقباه………….

فقد

استوقفتها

كلمات أنعام الأخيرة والتي كانت معاتبة بعض الشئ:

“بس ليه عملتوا ألوان الدهان

والعفش

فاتحة كدة، دي الألوان الفاتحة دي

بتتوسخ

بسرعة

وهتضايقي

منها قدام

وهتتعبك

، كنتي عملتي

غوامق

أحسن”

لم تصمت وقالت باسلوب انعدم منه الاحترام والذوق:

-والله أنا حرة..دي شقتي..وانا اللي

هقعد

فيها مش حضرتك..لما تبقى حضرتك اللي

هتقعدي

فيها ابقي اعملي اللي تحبيه.

حل صمت غريب

وتجهم

وجوه الجميع ومن بينهم حسن…والذي انطبق عليه في هذا الوقت مقولة “اتقي شر الحليم إذا غضب”..هب عن الطاولة متحدث معها بنبرة جديدة

كليًا

، نبرة عكست ما يعتريه الآن:

-ده إيه الأسلوب الزفت ده؟؟؟أنتِ ازاي تكلمي معاها كدة؟؟؟ هي

بتشتمك

ولا

بتغلط

فيكي دي

بتنصحك

.

غضبت زينة من

صياحه

عليها أمامهم و وقوفه مع والدته، قائلة:

-نصيحة ايه ما خلاص الشقة خلصت وجهزت، دي

مسمهاش

نصيحة دي كدة

بتبكتني

..وحتى لو نصيحة أنا

مطلبتش

منها نصيحة..لما ابقى اطلبها تبقى تقولها..

لم تدري ماذا فعلت به !!!! وكيف ساءت الأمور

سوءًا

فوق

سوءها

..فقد نفذ صبره..وتحملها كثيرًا….لكن هنا وكفى… لن يقبل تلك المعاملة مع والدته…فإذا لم يكن له خيرًا بها لن يكون له

بسواها

شارفت عفاف على التحدث وقول أي شيء…لكن حديث حسن

ونبرته

دبت الرعب وجعلتها تبتلع الكلمات

والاحرف

بجوفها

..

-صح..أنتِ صح…وانا كمان صح….

قال الأخيرة

بغموض

جعلها

تتضيق

عينيها بعدم فهم…

لكن سرعان ما استوعبت عندما التقط يدها اليمنى رغم عنها

وازال

خاتم الخطبة..ثم وضعه على السفرة بشكل عنيف وهو يغمغم بقسوة:

-احترام أمي من احترامي وانا صبرت عليكي كتير بس مفيش فايدة ومدام مش

محترماها

ومُصرة

على الاسلوب الزفت الزبالة ده يبقى أنتِ

متلزمنيش

يا بنت الناس……

____________________________

-حبيب بابا عامل إيه، وحشتني.

ابتسم وسام سعيدًا من اتصال أبيه واهتمامه به، والسؤال عنه، قائلًا:

-أنت اللي وحشتني يا بابي..

سايبني

مع جابر ليه؟؟ ده …

لم يستطع الصغير المتابعة بفضل جابر الذي انتشل الهاتف منه، وهو يمرر يده على ذقنه

بتوعد

:

-خلودي حبيبي عامل إيه؟

استشعر خالد وجود خطب ما فقال بشك:

-ماله وسام يا جابر

هببتله

إيه..

-ولا أي حاجة ده مبسوط

ومنشكح

انشكاح

مقولكش

..مش أنت مبسوط يا حبيبي..

وقبل أن يعلق الصغير وينفي هذا ويعلن رغبته في العودة إلى أحضان أبيه، كان جابر

يكمم

فمه معقبًا بمرح:

-اهو شوفت قال مبسوط.

-قال فين أنت

هتجنني

ده

منطقش

!!

-لا بس قالها

جواه

وانا حسيت بيها وسمعتها بقلبي..المهم فكك مننا انا مبسوط أنه معايا وهو كمان مبسوط..وانت كمان انبسط..

أغلق معه بعد لحظات..

محررًا

وسام أخيرًا والذي صاح

معترضًا

:

-أنا لا مبسوط ولا حاجة انا عايز ارجع

لبابي

..

-مفيش بابي يالا فيه جابر وبس، ثم انت مش لازم تغيب عن عيني ولازم

اربيك

عشان تليق ببنتي…

أطلق وسام صرخة في وجه جابر

فزعته

مردد:

-يخربيتك

ويخربيت

بنتك…….

على الجانب الآخر وبعد اغلاقه المكالمة معه، وصل إليه صوت أبرار

المغتاظ

وهي تردد:

-اخص عليك يا خالد كنت عايزة أكلمه

بتقفل

ليه؟؟

-تكلميه إيه !! ده انا شكلي بكرة

هجيبه

..انا مش مرتاح لجابر شكله

مجنن

الواد…..

____________________________

-شوفت… شوفت وصلته لايه..اقول عليها إيه،

بوظت

جوازتها

بنفسها عشان

طولة

لسانها وقلة

ادبها

، ده انا

غُلبت

معاها كلام..بس مفيش فايدة..

فكراها

شطارة لما تعمل معاها كدة…ده كان خلاص فاضل أيام

ويتجوزوا

..ادي كل حاجة

اتفشكلت

عشان تنبسط وترتاح..ضيعته من أيدها

بغبائها

.

تلك كانت كلمات «عفاف» الغاضبة، الصارخة على زوجها تشكو ابنتها التي لجأت لغرفتها ما أن عادوا من تلك

العزومة

التي انقلب حالها

رأسًا

على عقب بفضلها..وبعد

تطاولها

على تلك المرأة التي لم

تؤذيها

بشيء فقط كانت تتحدث بعفوية زائدة ولم تتعمد

مضايقتها

بينما داخل الغرفة كانت تدفن وجهها

بوسادتها

تكتم صوت بكائها..لا تصدق بأنه تركها بعد أن عشقته و وقع قلبها في الهوى معه..

وللحق لم تكن تتوقع رد فعله تلك..كانت تظنه سيظل يصمت بل ويأتي

بصفها

على والدته..

لكنه خالف توقعاتها و انقلب ضدها هي..

وتدمرت

فرحتها و زفافها الذي كان سيقام بعد أيام فقط..

-اه يا ناري…دمي محروق…دمي محروق..اعرف بس

الولية

عملتلها

ايه عشان تعمل معاها كدة !!!!

شافت ايه منها…دي بلسم تتحط على الجرح يطيب..وفيها إيه؟؟ عايزة اعرف فيها لما

قالتلها

كنتي عملتي

غوامق

، فيها إيه؟؟..هي بتقولها حاجة حرام..دي مضايقة

عشانها

ومش

عايزاها

تتعب وبعدين دي

مدخلتش

في أي حاجة تخصهم،

وبتكلم

عن اللي شافته

وحبت

تقولها…بس ازاي لازم نحكم راسنا ونعمل شخصية…ده البت

اشاورلها

بعيني عشان تقوم ويبقى عندها دم وتساعد الست وهي باردة….ولا كأنها

شيفاني

انهت حديثها لترفع

نبرتها

حادقة

بباب غرفتها المغلق:

-هتخسري ايه لو

ساعدتي

الست ها؟؟

واتقبلتي

كلامها مدام في الصح

وعشانك

؟

يارب تكوني مبسوطة بعد ما

خسرتيه

وضيعتيه

من إيدك،

انبسطي

أوي وقومي

اتحزمي

وارقصي

يلا..

___________________________

-وحياة أمك يا شيخ

لتخدني

معاك، و والله والله

هقعد

ساكت مش

هفتح

بُقي

ده..

صمت جابر بعد طرحه كلماته على مسامع عابد الذي يتجهز للذهاب إلى منزل مروان والحديث معه من أجل العودة إليها..

لم يعلق وكأنه لا يسمعه،

فتذمر

جابر

بطفولية

وأضاف

:

-ومش بس كدة ده أنا لو لقيت أبوها اللي هو اونكل مروان

معصلج

هقنعه

بطريقتي ده بيحبني أوي.

اولاه

عابد اهتمامه واجابه أخيرًا:

-يا بني اعقل الكلام ولو لمرة قبل ما تقوله !!

منين هتقعد ساكت ومش

هتفتح

بُقك

ومنين

هتكلم

وتقنع

أبوها، ثم تقنعه إزاي وهو أصلا مش

بيطيقك

..جابر حبيبي سبني الله يكرمك عشان أبوها لو وافق و وقف جمبي

هيعصلج

بجد بعد ما يشوفك.

فارت الدماء إلى رأس جابر وصاح بزهق

واختناق

من كره مروان نحوه:

-أنا زهقت انا مش عارف الراجل ده مش

بيطقني

ليه.

سحب عابد نفسًا عميقًا يحاول كبح قلقه والتحكم

بخوفه

مما هو قادم اليوم وبعد اجتماعه مع مروان..

وبكلمات بسيطة مختصرة رد عليه قبل أن يتركه

بالحجرة

وينطلق منها:

-هو بس كفاية أول مقابلة بينكم..

قطب جابر حاجبيه وتذكر هذا اللقاء الأول فصاح محدث ذاته بصوت عالي:

-مش عارف انا فيها إيه لما

عاكست

البنات ساعتها ما أنا كنت صايع مستني ايه من واحد صايع يعني؟؟ وبعدين فيها إيه كمان لما قولتله جدو؟؟

ده راجل قلبه أسود أوي يخربيت كدة يا جدع..

في ذات الوقت بمنزل الحلواني وقبل قدوم عابد كان مروان يقف قبالة بسام أخيه يلقي عليه هذا الحديث:

-دلوقتي هو هيجي

وهيتكلم

وهيتحايل

يرجع

لوئام

.. وأنا

هعصلج

..

هعصلج

جامد

وهقوله

ازاي

هثق

فيك بعد ما طلقتها مرة من غير ما

ترجعلي

..وانه ممكن مع اي مشكلة يطلقها..

وهقعد

أبين اني مش موافق عشان أدبه الاول..وبعدين يجي دورك وتدخل علينا وتسلم عليه..

ضيق بسام عينيه وعقد

ذارعيه

أمام صدره

متسائلًا

بترقب

:

-وبعدين؟؟

-وبعدين هتقعد وتبقى معاه

وتقعد

تقنعني معاه أنه خلاص كان درس ليهم هما الاتنين..تمام؟

تنهد بسام وقال بيأس:

-ده انت شيطان، يخربيتك.

-قر بقى قر..ماهي ناقصة قر أصلها.

___________________________

-اتفضل

سامعك

اتكلم وقول كل اللي عندك.

تلك كانت كلمات مروان والذي ألقاها على مسامع عابد الجالس

قبالته

بغرفة الصالون.

هز عابد رأسه بموافقة وامتنان على سماحه له

بالمجئ

والحديث.

-أنا عارف أن حضرتك واخد على خاطرك مني وده حقك مقدرش اقول أنه مش حقك، بس أنا كمان معذور وده حقي، آه رد فعلي كان سريع

ومتهور

، بس ده كان غصب عني، حضرتك أكيد عارف اللي حصل.

لم تصدر أي رد فعل من مروان وظلت

تعابيره

مثلما هي، ابتلع عابد ريقه وتابع:

-أنا ندمان، واتمنى أننا نرجع، اظن كفاية أوي الفترة اللي عدت..واتمنى حضرتك تحط نفسك مكاني

ومتعاقبنيش

اكتر من كدة على رد فعلي.

ارتفع حاجبي مروان وتحدث تلك المرة

معلقًا

على حديثه الاخير:

-أنا مش

بعاقبك

يا عابد،

وعذرك

مين قالك اني مش عذرك؟

وئام لما

حكتلي

اللي حصل وسبب الطلاق انا غلطها وعارف أنها كانت غلطانة…بس بنتي عرفت غلطها واتعلمت من اللي حصل

واتغيرت

، بس السؤال بقى يا ترى أنت كمان اتغيرت؟؟ ولا زي ما أنت !

ضيق عابد عينيه قليلًا يحاول فهم ما يحاول إيصاله له..

لمح مروان هذا الشيء فقال

موضحًا

:

-يعني هي غلطت

وندمت

وعرفت أنه مكنش ينفع اللي هي عملته نهائي و قربت من ربنا، بس أنت بقى اتغيرت برضو ولا لسة زي ما انت..مندفع ؟

قولي يا عابد لو وافقت وهي وافقت برضو أنكم ترجعوا يا ترى لو حصلت مشكلة بينكم ولنفترض أنها كبيرة شوية..

هطلقها

؟؟

وجاوبني

بمنتهى الصراحة و

دوغري

زي ما أنا

دوغري

معاك.

حرك عابد رأسه يمينًا ويسارًا ينفي احتمالية حدوث هذا مغمغم:

-لا يا عمي مش هعمل كدة..و زي ما حضرتك قولت أنها عرفت غلطها

وندمت

عليه فأنا كمان نفس الشئ..

مط مروان شفتاه بأسف معلق:

-بس أنا مش هقدر أثق فيك يا عابد، أخاف تطلقها تاني لأي سبب من الأسباب

ومترجعليش

زي ما عملت.. أنت عارف اللي عملته وقتها ده اسمه إيه؟؟

اسمه قلة تقدير ليا..

للراجل

اللي وثق فيك

وسلمك

بنته.. أنت خذلتني

وندمتني

؟؟ متوقع أوافق بالسهولة دي؟

اضمن منين قولي؟

حضر بسام بتلك اللحظة مقتربًا من عابد

ماددًا

يديه إليه

مرحبًا

به:

-أهلا عابد أخبارك إيه؟؟

نهض عابد

يبادله

السلام، ثم جلس مرة أخرى وبجوار جلس بسام.

ازدرد

عابد ريقه وتردد بالبداية بالحديث أمام بسام، لكنه ترك هذا التردد

جانبًا

، ورد على سؤال مروان الأخير:

-الحقيقة هو مفيش ضمان، بس اقدر اقولك أني بحبها،

واتعذبت

،

واستكفيت

عذاب من

بُعدها

، واتعلمت كتير..

ومنكرش

أن اللي حصل كان ليه فوائد كتير، بس انا تعبت..حقيقي تعبت..

انا مقدرش

اغصب

حضرتك أو

اغصبها

انها

ترجعلي

..بس لو ده حصل

ومرجعتليش

تأكد أني حياتي كدة

هتقف

، يعني هكون عايش جسد بس..

اكفهر وجه بسام وتبادل النظرات مع مروان، وقال

منزعجًا

:

-مينفعش اللي انت بتقوله ده !!

ومينفعش

تبقى ضعيف كدة !

عارف أنك بتحبها بس الحياة مش

بتقف

يا بني..

كز

مروان على أسنانه وقال مع ذاته:

-أنت بتقول ايه الله يخربيتك يا أخي!!

نظر عابد نحو بسام مجيبًا:

-ده مش بمزاجي ده غصب عني، أنا حاولت كتير انساها بس معرفتش، فشلت..

وقبل أن يعلق بسام تدخل مروان مغمغم:

-قوله يلا حاول تاني تنساها.

ثم تابع في سره:

-ما انت اصلك مهزق..

نفخ بسام وقال بحسم:

-لا مش هقوله كدة، بس أنا عايزه يبقى اجمد من كدة..ويبقى يا جبل ما يهزك ريح..وبعدين هو عرف غلطه وعايز يرجع عشان بيحب بنتك

ومتمسك

بيها..

سخر مروان وقال

بتهكم

ينفذ ما اتفق عليه مع أخيه:

-متمسك بيها أوي، بأمارة اللي إحنا فيه دلوقتي..انا مش موافق.

-عنك ما وافقت، انا موافق.

تبدلت تعابير مروان وهب يصرخ بأخيه:

-وأنت مالك اصلا هي بنتك ولا بنتي؟؟

-لا مش بنتك لوحدك..دي بنتي..وبنت سليم..وبنت أيهم..

وإياس

..كلهم بناتنا كلنا..

اتسعت عين مروان وقال ساخرًا:

-يا صلاة النبي أحسن، بقولك إيه.

قاطعه بسام مردد:

-بقولك إيه أنت، انا أخوك الكبير وتسمع مني…ده إيه

الغلب

ده هو بيحبها وهي بتحبه..كفاية اللي فاتهم بسبب

غبائهم

..خلينا نفرح بقى.

تهللت

أسارير

عابد وكان يتابع ما يحدث بين الأخوين بأمل وفرحة…

شاعرًا بالامتنان نحو بسام الذي وقف معه..

رد مروان من بين أسنانه

متقنًا

دوره:

-طب لعلمك بقى أنا لو وافقت وئام مش

هتوافق

.

نهض عابد هو الآخر قائلًا بلهفة:

-حضرتك بس وافق وانا هعرف

اقنعها

..

واقسملك

أني مش

هستغنى

عنها تاني بسهولة…

صمت مروان و زفر بصوت مسموع، ثم عاد جالسًا لا يبعد عينيه عن عابد القلق من رده..

ثوانٍ

كان يجيب موافقًا:

-ماشي يا عابد أنا موافق، بس

اقسملك

انا لو.

قاطعه عابد مقتربًا منه يقبله ويحمله..مردد بسعادة كبيرة تراقصت بعينيه:

-مفيش لو دي صدقني..

وشكرًا

بجد..شكرًا أوي..

ترك مروان ثم اتجه نحو بسام وفعل معه المثل…

-شكرًا ليك..بجد شكرًا…

ربت بسام على ظهره أثناء احتضانه،

معلقًا

:

-متشكرنيش..بس

متندمنيش

وتندمه

..

-مش هيحصل صدقني..

_____________________________

علمت «أروى» بوصول زاهر أثناء أخذها

قيلوله

صغيرة…نوت الاستيقاظ منها

واسترسال

المذاكرة..

اتجهت نحو الحديقة بعد أن علمت

بجلوسه

بها..

قطعت خلوته مع ذاته

واستمتاعه

بهذا الهدوء، قائلة بهدوء:

-أبيه زاهر، ممكن اقول لحضرتك حاجة ؟؟

جذبت انتباهه وعلى الفور ودون تردد كان يهز رأسه يؤكد تمكنها من الحديث:

-قولي.

ضمت شفتيها وبحركة سريعة كانت تقترب منه وتقبله على وجنتيه..

ثم ابتعدت عنه قائلة:

-دي عشان اللي حضرتك عملته الصبح قبل ما تمشي

وخلتهم

طلعولي

الفطار

الأوضة

وعملولي

عصير، وكمان عايزة اقول لحضرتك أني بحبك

وآسفة

على أي حاجة عملتها…وكمان عايزة اقول أني يمكن كنت زعلانة منك

ومتغاظة

كمان بس لما عرفت انك

اضربت

من ناس غريبة

خوفت

عليك أوي.

حديثها

أنب

ضميره..بل عذبه..

فتلك التي ضربها دون رحمة أو شفقة تعتذر منه

وتعترف

بحبها له!!

ماذا كان سيحدث إذا تقرب منها وتحدث معها..

منحها الاهتمام والحب التي

تفتقدهم

..

جعلوها تبحث عن هذا الحب والاهتمام خارج محيطهم…

ظهر حزن بسيط

بمقلتيه

..وبدون أن يعي كان يمد يده ويجذب رأسها لمستواه

ويطبع

قبله على جبينها..ثم أخبرها بصدق

وحنو

بسيط:

-وانا كمان بحبك يا أروى…وآسف على كل حاجة وحشة عملتها معاكي…

وصدقيني

هحاول

اعوضك

على قد ما اقدر وربنا يقويني….

__________________________

دخل أشرف غرفته

مغلقًا

الباب بهدوء من خلفه وبسمة ماكرة

مرتسمة

على محياه، لاحقًا إياها إلى هنا بعدما استأذنت وصعدت إلى هنا..ليدرك في وقتها بأنها ستفعل مثلما فعلت

وستحاول

الهروب منه مرة أخرى…

تبصرها

وهي تتمدد على الفراش

وتزيف

نومها.

اقترب منها

مناديًا

عليها:

-وعـد،

وعـد

.

لم

تجيبه

مغمضة عينيه بقوة

حامدة

ربها على أنها توليه ظهرها ولا يرى وجهها وكيف تغلق عينيها..زاد

استمتاعه

بما يحدث وسار حول الفراش ولسانه لا يتوقف عن

منادتها

:

-يا وعد….بت يا وعد.

أضحى امامها وشعرت هي بتواجده مما جعلها تغلق عينيها بشكل سليم رويدًا رويدًا..

ابتسم بسمة جانبية ثم مال على أذنيها وهمس لها:

-عارف أنك صاحية بلاش تمثيل..

ابعدي

عنه، عشان أنتِ فاشلة فيه أوي.

تلك المرة ردت عليه مستعينة بكلماتها ليلة أمس:

-وعد الآن غير متاحة، الرجاء المحاولة في وقت لاحق.

-مفيش وقت لاحق..وبعدين أنتِ إيه اللي

جرالك

،

قلبتي

بطة بلدي ليه كدة مش كنتي عاملة فيها أسد؟؟

هزت رأسها وهي لاتزال

توصد

جفونها:

-دي

شكليات

بس..يعني انا ممكن ابان من برة أسد، لكن انا من جوه بطة بلدي فعلا انت

مكدبتش

..سبني انام بقى الله يكرمك.

تنهد

واعتدل

بوقفته

..ثم رفع يديه و وضعها على خصره مردد بصوت حاسم:

-قومي..وفتحي عيونك دي

واقعدي

عشان عايز اتكلم معاكي زي البني

آدمين

.

فتحت عين واحدة مجيبة عليه:

-هو أنت هندي؟؟ اصل انا كلامي عربي ومفهوم بنقول غير متاحة الآن…

رد عليها بصوت قوي مزيف

صرامته

وقوته:

-معلش تعالي على نفسك.. عشان

مجيش

انا عليكي..

وازعلك

مني..

فتحت عينيها الأخرى

ولوت

شفتيها ثم نهضت على مضض، مطالعة إياه بحنق طفولي، قائلة:

-على فكرة ده تصرف لا يليق بك بالمرة.. الرجاء معاملتي بطريقة افضل من كدة…عشان لو جيت عليا اكتر من كدة ممكن تلاقي قدامك

مأسورة

عياط وانفجرت في وشك..فأنا

بحذرك

اهو..

جلس

قبالتها

على طرف الفراش مردد

بمقط

:

-هشش بقى يخربيتك

بالعة

راديو..

وببسمة سمجة عقبت:

-لا

بلعة

أخوك جابر على سنح ورمح…استنى

اقلدهولك

وهو بيكلم…

كانت على وشك فعلها وتقليد أخيه لكنها توقفت ولم تفعل بعد أن رأت تلك النظرة من عينيه والتي جعلتها تتراجع..

ازدردت ريقها وسألته:

-هو أنت

بتبصلي

كدة ليه يا بني؟؟ هو أنا مرات ابوك؟؟ ولا

اكونش

مرات أبوك؟؟ ولا

أكونش

قتلالك

قتيل وانا معرفش…و

لم تستطع المتابعة بعدما

اوقفها

بطريقته،

مباغتًا

إياها

بتقبيلها

تفاجأت

من فعلته التي كانت صادمة غير متوقعة خاصة بتلك اللحظة وأثناء حديثها…

ابتعد عنها بعد لحظات

معانقًا

وجهها بكف يديه يخبرها ببسمة مرحة شغوفة:

-حد قالك قبل كدة انك

رغاية

؟؟

وبتلقائية

و وجه تلون بحمرة الخجل ومن فرط العشق ردت عليه:

-يــــــاه كتير اوي..

ابتسم لها ولم يترقب وعاد الكرة مرة أخرى..يزيل أي حواجز من الخوف والقلق بداخلها…

وبالنهاية نجح بهذا وظفر بها أخيرًا وبسهولة بعدما كان يظن ويتوقع

مماطلتها

له

وابتعادها

أكثر…..

__________________________

تتحرك «داليدا»

بالحجرة

بوجه منكمش

انزعاجًا

من ذاتها تنتظر صعوده فقد تأخر وطال جلوسه بالاسفل معهم، وهي هنا ترغب بالتحدث معه والاعتذار عما فعلته.

فـ صمته اليوم وابتسامته البسيطة وعينيه

المتألمة

من فعلتها جعلوها تندم وتشعر بالذنب، وتدرك فداحة فعلتها..وبأن ما حدث ليس

بهين

على الإطلاق ولا يجوز فعله.

فقد تلاعبت به..وحولت سعادته الكبيرة إلى غضب كبير ونفور نحوها..

فتح الباب

فألتفتت

على الفور تنظر نحوه..فوجدته قد

اغلقه

وعلى وشك التحرك من مكانه..

دنت منه وهي تنطق حروف إسمه وتطلب منه الحديث معه:

-نضال عايزة اتكلم معاك.

وبكلمات مختصرة رد عليها:

-وانا مش عايز.

كاد يتحرك من مكانه لولا

إلحاقها

به، تمنعه بنبرة

مترجية

ويدها تتلمس صدره:

-عشان خاطري.

أزاح يدها عن جسده، يرفض لمسها له، قائلًا

بجمود

:

-انسي..

تحرك

مبتعدًا

عنها مقتربًا من الفراش

منتشلًا

الوسادة من أعلاه،

متجهًا

نحو الأريكة كي ينام عليها مثل الليلة الفائتة..

تاركًا إياها خلفه تكاد تأكل أناملها

ندمًا

..

تمدد على الأريكة الغير ملائمة

لجسده

، لا يبالي بها..

ويوليها

ظهره.

ظلت تسلط بصرها عليه تفكر فيما عليها فعله معه،

اتتركه

الآن، أم تحاول معه مجددًا ولا تستسلم.

وبعد حيرة كبيرة وقبل أن يذهب

بسبات

، كانت

تبارح

مكانها وتقف خلفه، قائلة:

-أنا آسفة يا نضال، متزعلش مني، أنا بس كنت خايفة..

واتكسفت

اقولك ده،

ومجاش

في دماغي غير اللي عملته امبارح..عارفة اني غلط

ومكنش

ينفع اعمل معاك كدة…بس..

انتفض من

نومته

، ينظر إليها يرد عليها باستنكار

وحنق

تجدد:

-بس تقوليلي، انا مش حيوان يا داليدا هانم، ولو كنتي

قولتيلي

مكنتش هقولك لا..

ومكنتيش

هتوجعيني

وتأذيني

بالشكل ده..بس أنتِ

اتصرفتي

من دماغك..خليها تنفعك بقى..

ومتكلميش

معايا تاني عشان

مضطرش

وقتها

اسيبلك

الأوضة

خالص….

___________________________

في صباح اليوم التالي، كان عابد يقبع داخل سيارته ينتظر خروجها رفقة ثراء، فقد تلقى هاتف من مروان الذي بات

متعاونًا

معه أخبره به

باستياقظها

وخروجها بعد قليل قاصدة إحدى المتاجر التي تعود إليهم كي تعمل بها…

فكان كلما مر عليه الوقت زادت ضرباته،  و وعوده مع ذاته، فلن يتركها اليوم سيتحدث معها

ويقنعها

بالعودة كي تعود إليه سعادته وحياته..

واخيرًا وبعد وقت من الإنتظار كانت تتقدم من البوابة بسيارتها…

لاحت اللهفة

الممزوجه

بأرتباك

بسيط على وجهه…

وحرك السيارة وسار بها حتى سبقها قبل أن تمر وتغادر من البوابة وقطع عليها الطريق….

أوقفت السيارة بعد قطعه طريق المرور عليها مستمعة لاستفسار ثراء:

-بيعمل إيه ده على الصبح؟

هبط عابد من السيارة واقترب منهم، قاصدًا الاتجاه التي تتواجد به، انحنى بجسده ونظر لها عبر النافذة قائلًا بحسم:

-لازم

اتكلم

معاكي…..

يتبع.

فاطمة محمد.

بعتذر منكم أنه منزلش امبارح بس كنت تعبانة ونمت شوية على أساس اصحى اراجعه وانزله بس مع الأسف مقدرتش اقوم من التعب وكملت نوم لتاني يوم وارجو التفاعل يبقى حلو على الفصل.🥲

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق