رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل الخامس والثمانون
الفصل الخامس والثمانون
متنسوش الفوت والفصل يعدي الـ ١٠٠٠ فوت❤️
_______________________
أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الخامس والثمانون:
ارتفع حاجبيه ومنع ضحكته من الانفلات أمامها وأمام ما تريده منه.
متحدث بأسف ويده تمتد
مستندًا
بهم على الخزانة من خلفها
يحاصرها
:
-كان على عيني، مينفعش والله، وبعدين مالك طلعتي طرية كدة ما تنشفي.
هزت رأسها ترفض جوابه هذا متمتمة بشيء من الترجي:
-ايه اللي
منفعوش
بس؟ مفيش حاجة اسمها مينفعش، فـ أنا إيه بقى..
تساءل بمرح:
-إيه بقى؟؟
-هرجع لأمي
وأبويا
، انا اصلا عيلة، ولا أصلح للزواج أو أني أكون زوجة، ده غير اني لسة محتاجة
اتربى
، فأنا
هرجعلهم
واول ما يكملوا تربيتي
هرجع
علطول إن شاء الله.
انهت حديثها هابطة برأسها كي تمر من أسفل ذراعيه الممتدة، لكنها فشلت
واعاق
هو هروبها وفك هذا الحصار الذي فرضه عليها،
متابعًا
بذات المرح:
-يا ستي لو على التربية أنا
هربيكي
..بس صدقيني مينفعش.
وبانفعال نتج عن هذا التوتر والخجل الكبير قالت:
-هو أنت علقت!! ايه اللي مينفعش مينفعش، وبعدين
هتربيني
ازاي؟؟ ده أنت كمان محتاج تكمل تربيتك.
اتسعت عينيه من
وقاحتها
فقال معقبًا:
-هعتبر نفسي مسمعتش اخر حتة دي،
وهرد
بس على حتة مينفعش،
وهديكي
مثال..دلوقتي أنا ينفع أرجع بطن أمي؟؟؟
قلبت عينيها تفكر في الجواب..مما جعل ملامحه
ترتخي
متحدث من بين أسنانه:
-أنتِ
بتفكري
في إيه ؟؟
ابتلعت ريقها ومنحته الجواب:
-لا مينفعش.
هز رأسه لأعلى وأسفل بإيجاب
مضيفًا
:
-بضبط كدة مينفعش ارجع بطنها، عشان كدة بقولك موضوع ترجعي لأمك
وابوكي
ده كمان مينفعش لانه زيه بضبط..
ازدردت
ريقها
ونعتت
ذاتها في سرها، ثم قالت بصوت مسموع تنفي إجابتها التي منحتها له منذ
ثوانٍ
فقط:
-طب على فكرة بقى ينفع ترجع بطن حماتي عادي..وآه كنت بفكر لانه ينفع..انت اللي
استعجلتني
على الجواب..و وسع بقى كدة..
رددت الأخيرة وهي تدفعه بصدره مبتعدة عنه قدر الإمكان خاطفة نظرات نحوه بطرف عينيها وهي تبتعد..
وأثناء
استراقها
النظرات نحوه رأته يترك مكانه وعلى وشك الاقتراب منها..
لم
تتمهل
أو تنتظر ما سيفعله رفعت
سروالها
الطويل قليلًا..وتركت العنان
لقدميها
مسرعة من خطواتها،
راكضة
نحو الفراش واقفة فوقه محدثة إياه من أعلاه:
-بص واضح أن الأدب والأخلاق مش
نافعين
معاك،
فمتخليش
روح البلطجية اللي جوايا تطلع عليك، انت
متعرفنيش
اه، انا رعد وبرق وكل حاجة تتخيلها..
فأغزي
الشيطان كدة بدل والله
هتشوف
وش انا مش مسئولة عنه..
رد عليها وهو يقترب ببطء مميت كان يزيد من خوفها:
-أدب إيه واخلاق إيه مش كنتي من شوية عايزة تكملي تربية، ما
ترسيلك
على بر بقى.
ارتجف جسدها وكادت تهبط لولا صعوده
والحاقه
بها بآخر لحظة..ليصبح كل منهما واقفًا، متمتم قبالة وجهها
وبسمته
تليح
على وجهه يخبرها:
-على فكرة أنا مش
هأكلك
، ممكن
تهمدي
شوية!
انا بجد حاسس أن اللي معايا مش أنتِ، وأنك عيلة عندك عشر سنين !!
وبوجه متلهف ردت عليه تؤيد:
-بضبط أنا عيلة عندي عشر سنين..لا مش عشرة عندي خمسة كمان..سبني بقى.
كادت تهبط مرة أخرى من أعلى الفراش وتتركه واقفًا كما هو، لولا إمساكه بها
ومعانقته
لخصرها
بذراعيه مسببًا في تخبط
خفقاتها
.
هامسًا لها بنبرة قد اختلفت تمامًا عن سابقتها..نبرة جديدة تعكس ما يحتله الآن من مشاعر عديدة منها العشق..
التلهف
..الشوق..الشغف والكثير غيرها.
-وربنا ما
هأكلك
ولا
هعضك
وبطلي
حوارات بقى وأفلام، عشان أنا فاهم أنتِ بتعملي كل ده ليه..
وعذرك
كمان،
ومتخافيش
مش
هجبرك
على حاجة ممكن بقى تهدي؟
وبتوتر
من نبرته وذلك العشق
المُهلك
التي تراه داخل عينيه ردت:
-أنا هادية على فكرة..انت اللي مش هادي وشغال لوك لوك لوك لوك من ساعة ما جينا..حتى شوف موقفنا فوق السرير
بنكلم
إزاي، بجد انت غريب جدًا يعني!!! يلا انزل خلينا نأكل انا جعانة جدًا.
وبالفعل هبطت
وتحركت
نحو الطعام فضرب
كفًا
بالآخر من أفعالها الجنونية..ثم
إتبعها
هو الآخر
وجاورها
في جلستها وشرعا في تناول طعام العشاء.
____________________
دنا «نضال» من باب دورة المياه بملامح قلقة من تأخرها بالداخل..وبقائها كل هذا الوقت!!
رفع يده وطرق على الباب وهو يستفسر منها:
-داليدا أنتِ كويسة؟
فركت
يدها وهي تنظر نحو الباب مجيبة بثبات زائف:
-ايوة.
تنهد براحة ثم سألها بمرح:
-طب إيه ناوية
تباتي
عندك ولا إيه؟
أخذت نفسًا عميقًا ثم
زفرته
..
حادقة
بإنعكاسها
بالمرآة
عازمة على تنفيذ ما نوت عليه..
اقتربت من الباب وفتحته مجيبة عليه
بجمود
وهي
توصد
باب المرحاض من خلفها:
-لا مش هبات عندي..اديني خرجت اهو.
ابتسم لها
وتحركت
عينيه عليها
بهيام
واشتياق قد افتك به
ونهشه
نهشًا
..
رفع يده
وحاوط
ذراعيها، مقتربًا منها أكثر وهو يهمس لها وينوي تقبيلها:
-حمدالله على السلامة يا شيخة، انا قولت غيرتي رأيك
وقررتي
تنامي جوه
وتسبيني
.
كادت تجيب لولا
مباغتته
لها
وتقبيلها
على حين غرة..
معبرًا
ومظهرًا
لها مدى اشتياقه وإلى أي حد كان يتوق إليها.
ابعدته
بقبضتها
الصغيرة عنها مبدية اعتراضها ورفضها قربه..
انعقد حاجبيه وببسمة جانبية صغيرة كان يسألها:
-مالك؟
ردت عليه وهي تتجه نحو الفراش:
-مفيش بس عايزة أنام..تصبح على خير.
اتسعت عينيه وسار خلفها يتابع ما تفعله فسألها بدهشة:
-أنتِ بتكلمي جد يا داليدا؟؟
-اومال بهزر !! ولا أنت نسيت اللي عملته معايا وازاي كدبت عليا وقلبت
الترابيزة
عليا !
ابتسم لا يستوعب ما تقوله..فصاح
مازحًا
وببسمة واسعة:
-أنتِ أكيد بتهزري.
وبجدية
شديدة رفعت رأسها
وطالعته
قائلة:
-مش بهزر على فكرة.
استوعب أخيرًا جديتها..
وبصدمة
كان يردد:
-أنتِ بتقولي ايه؟؟ الموضوع ده مش فات وعدى ومر عليه فوق الـ ٣ شهور كمان !
-فات وعدى اه بس انا
منستش
..وده عقابك على اللي عملته معايا..تصبح على خير يا نضال.
تمددت
واولته
ظهرها مبتسمة بسمة لم تطيل
واخفتها
سريعًا
وأوصدت
جفونها بسعادة بما تفعله فمنها
تعاقبه
عقاب قاسي، ومنها تفر منه..وبالنهاية هي الرابحة وهو الخاسر…
ظل واقفًا مكانه يتابع نومها في ليلة العُمر !!
ترك مكانه ودار حول الفراش من الجهة الأخرى
صاعدًا
عليه جالسًا على ركبتيه أمامها، يخبرها بحنق واستنكار:
-داليدا
متهزريش
..لا بلاش
متهزريش
عشان ده مش هزار..ده
استعباط
!! عشان الموضوع اللي بتكلمي فيه ده أنتِ
عقبتيني
عليه، وانا
صالحتك
واعتذرت وأنتِ
قبلتي
الاعتذار..
وبدون أن تفتح عينيها ردت عليه:
-قبلت آه..بس
عقابتك
لا..العقاب اللي بتكلم عليه ده بتاع العيال
التوتو
..ده العقاب اللي بجد.. وانت تستحقه يا نضال….
صر على اسنانه وتمكن منه الغضب…كور قبضته
وبنيران
تطلق من عينيه وصوته كان يجذب وسادته من جوارها مردد بوعيد غاضب مقررًا النوم على الأريكة الصغيرة المتواجدة بالغرفة والتي لا تناسب جسده العريض الكبير بالنسبة لها:
-ماشي بس خليكي فاكرة اللي عملتيه معايا..عشان أنا مش
هنساه
…ونامي بقى نامي.
قالها وهو
يصدمها
بوسادته
بغيظ مرات متتالية..فقالت تكبح ضحكتها:
-ما انا هنام..نام انت كمان بقى.
______________________
دق «خالد» على باب الغرفة الخاصة بهم بعد أن أخذ
منامته
وخرج من الحجرة تاركًا إياها بمفردها كي تكن أخذ راحة..
يسألها:
-أبرار حبيبتي ادخل ولا استنى كمان.
وقبل أن تمنحه جواب كان يتابع بصوت خافض:
-او
اخلل
بمعنى اصح.
ردت عليه
تحثه
على الدخول:
-اتفضل يا خالد.
تنهد براحة وفتح الباب ودخل الغرفة أخيرًا بأعين تبحث عنها..
وقع بصره عليها وهي ترتدي قميص أبيض وتترك خصلاتها متحررة..
وبحركة طفولية لا تليق بأنوثتها الطاغية كانت ترفع يدها
وتمسح
عينيها..
وللتو
انتبه
لعينيها
الحمراء وآثار دموعها على وجنتيها..
نسى إغلاق الباب واقترب منها سريعًا
يستفهم
منها بقلق ويده تمرر على وجنتيها يمسح لها دموعها:
-مالك يا حبيبتي!!!
بتعيطي
ليه؟
ورغم محاولاتها بعدم البكاء أمامه إلا أنها لم تستطع وفشلت فشل كبير وعادت تبكي مثلما كانت تبكي قبل دخوله..
زاد قلقه وبات
مضاعفًا
ضاممًا
إياها إلى صدره
يربت
على ظهرها:
-طب اهدي طيب..وتعالي نقعد..اهدي يا حبيبتي عشان خاطري.
تحرك برفقتها نحو الفراش وجلس معها على طرفه لا يخرجها من أحضانه.
طارحًا
سؤاله مرة أخرى:
-قوليلي بقى الجميل
بيعيط
ليه !!
ردت عليه دون أن تفارق أحضانه:
-عشان ماما..وبابا..و ريتال أختي و البنات و
اعمامي
ومرتات
اعمامي
وتيتا
وجدو محمود،
هيوحشوني
أوي..حسة أنهم
وحشوني
اصلا من دلوقتي.
شدد من ضمها وقربها إليه وهو يعلق
بحنو
وعدم تصديق لضمه لها:
-حـقـك..واللي يقول غير كدة كداب..دول اهلك..واللي ملوش خير في أهله ملوش خير في حد..عيطي يا حبيبتي عيطي..
وبالفعل
انصاعت
لحديثه وزاد بكائها و زاد معه ضمها إليه، غافلة عن
انتهازه
لحالتها وماهية ضمه لها:
-وحشوني اوي يا خالد..مش عارفة
هستحمل
إزاي اقعد من غيرهم..انا متعودة كل يوم اصحى
القيهم
.
عانقها
بقوة أكبر
ملتصقًا
بها، مغمغم
بتلذذ
من هذا القرب الذي طالما حلم به:
-اه ودلوقتي مش
هتلاقيهم
بس
هتلاقيني
انا و وسام..عيطي عيطي..ده العياط حلو أوي.
انتبهت أخيرًا لما يحدث وكيف ينتهز ويستغل حالتها وهذا البكاء لصالحه
وليقترب
ويحتضنها
مثلما يشاء..
ابتعدت عنه
وبعينيها
الباكية
رفعت يديها
ولكزته
في صدره تخبره بغيظ:
-على فكرة انت قليل الأدب..عشان شوف انا بقول إيه وانت بتعمل إيه!!
رد عليها بطريقة مرحة:
-اسكتي هو أنا
مقولتلكيش
؟؟
ضيقت عينيها
باستفهام
اخرجه
وعبر عنه لسانها:
-مقولتليش إيه؟؟
-أنا مش قليل الأدب..هو مفيش ادب أصلا عشان يبقى قليل..
زحفت الحمرة الى وجهها وكادت تنهض كي تنهي ما يحدث،
فمنعها
وأمسك بها يعيدها مكانها..ملتهمًا المسافة بينهم، وهو يخبرها:
-رايحة فين؟ هو بعد ما
حضنتيني
وعيطي
في حضني عايزة تقومي عادي كدة.
-اه اقوم عادي.
ردت ببساطة وخجل واضح، فقام بالنفي برأسه متمتم:
-لا يا حبيبتي..هو أنتِ تزعلي
وتعيطي
عشان أهلك
هيوحشوكي
وانا
كخة
مليش أهل ازعل واقول انهم
هيوحشوني
انا كمان !!
استنكرت كلمته
ورددتها
بصدمة:
-كخة !!!!
تخطى صدمتها تلك وقال وهو يحتضنها لكن تلك المرة هو من يستند براسه على كتفيها فكان المشهد يبدو كأنه طفل يرتمي بأحضان والدته:
-سيبي بقى المهم
وامسكي
في الكلمة.
توترت
وارتبكت
واستطاع سماع دقات قلبها لقربه من موضعه..
ابتعد برأسه ونظر داخل عينيها،
مباغتًا
إياها
بتبدله
إلى الجدية الشديدة قائلًا:
-على فكرة أنا بحبك أوي..وحبي ليكي زاد عن أول مرة
اعترفتلك
فيها يعني لو وقتها كنت بحبك قيراط..
فدلوقتي
بحبك أربعة وعشرين قيراط.
بادلته
نظراته وسرعان ما ابتعد عنها وظل يحدق بها…
ومثلما يحدث دائمًا خجلت وشعرت بالحياء، حتى أنها كادت تفر وتهرب فأمسك بها..لكن تلك المرة لم يمنعها فقط..بل قام بإشعال
ومفاقمة
شوقه أكثر وأكثر..
مقبلًا
إياها..
شاعرًا بانه يفعلها للمرة الأولى..ولم يمس أو يتزوج بغيرها.
كانت مختلفة تمامًا..
رُبما
أكثر
خجلًا
وحياءًا
وهذا ما عشقه
ويعشقه
بها.
و رويدًا رويدًا تبدلت حالتها وسيطر العشق
واللوع
على الاثنان وتركته يعبر لها عن عشقه وحبه الكبير مثلما يرغب ويريد……..
_____________________
أنهى أشرف تناول العشاء،
مسلطًا
بصره على تلك التي لا تنتهي..
شعرت بنظراته
المصوبة
عليها..فنظرت إليه
وبفمها
الملئ بالطعام وضعت يديها عليه كي تتمكن من الحديث معقبة على تطلعه بها:
-في ايه ؟؟
هزور
كدة على فكرة!
وجعانة
مأكلش
يعني؟؟؟
ربت على ظهرها وهو وينفي:
-لا يا حبيبتي
كُلي
الف هنا وشفا..انا بس مستغرب أصل أنتِ كدة ومش جعانة..اومال لو جعانة بقى هتعملي إيه؟؟
وعلى الفور ردت ببسمة:
-هأكلك..خاف مني بقى.
-أنا هقوم احسن أغسل أيدي..
-احسن برضو حتى اخد راحتي واكل براحتي..
رمقها
بنظرة
مدهوشة
قبل أن يغيب داخل المرحاض ويغلق الباب..
وما أن فعلها حتى تنفست الصعداء والتقطت قطعة صغيرة من القماش موضوعه رفقة الطعام
ومسحت
بها يدها ثم سارعت
بالاتجاه
نحو الفراش
ممدة
عليه مزيفة نومها..
لحظات وكان يخرج ينظر مكان جلستها فوجده خالي..
وتلقائيًا
نظر على الفراش
فرآها
بالفعل
تتسطح
عليه
وتزيف
نومها.
تنهد واقترب من الطعام وقام بتغطيته مرة أخرى..ثم أخذ مكانه جوارها على الفراش ينادي عليها وهو يهزها برفق:
-وعد..وعد.
ردت عليه
بجمود
:
-وعد الآن غير متاحة
وتغط
في النوم الرجاء المحاولة في وقت لاحق..
ارتفع حاجبيه وقال يستنكر:
-والله؟! اومال مين اللي بترد عليا دلوقتي؟ خيالك؟
-لا
عفريتي
..خاف بقى.
ورغمًا عنه ابتسم وعلم بأنها لن تستسلم وتحتاج إلى وقتها كي تقتنع وتصدق بأنه قد بات زوجها
ويزال
خجلها..
تنهد وتمدد جوارها
واحتضنها
وهو يدعو بسره أن يقدر على النوم بسهولة…
________________________
خرج «عابد» من غرفته بعد أن فشل في النوم..وعن التوقف في التفكير بها وبما سيفعله وكيف
سيقنعها
ويقنع والدها بالعودة.
وقف قبالة غرفة والدته ودق على الباب..ولحسن حظه لم تكن نامت بعد.
وأذنت
له بالدخول:
-ادخل.
فتحه
وأطل
برأسه وسقط بصره عليها وهي تتمدد على الفراش تحاول النوم يسألها بهدوء:
-صاحية يا ماما؟؟
وببسمة ردت:
-أيوة، تعالى.
دخل واغلق الباب مقتربًا منها فأشارت له
مربتة
على الجانب الفارغ جوارها:
-تعالى جمبي..وقولي
منمتش
ليه لحد دلوقتي؟
جلس بجوارها
يجيبها
:
-معرفتش أنام..
صمت ثم ابتلع ريقه قبل أن يسألها بتردد:
-هو ينفع
تأخديني
في حضنك؟
-أنت بتسأل يا ولا؟؟؟
دي مش عايزة سؤال، تعالى..
ضمته إلى صدرها ويدها تربت على ظهره تارة
وخصلاته
القصيرة تارة أخرى..
-مالك يا حبيبي قولي؟
-مش قادر اتكلم يا ماما..خليني بس في حضنك دلوقتي مش عايز اكتر من كدة..ممكن.
-ممكن جدًا.
_________________________
يرقص على إحدى الأغاني التي تعكس فرحته من زواج الفتيات..و خاصة تلك الوعد…
مدندن
بصوت عالي
جاذبًا
زوجته التي جاءت على صوت الاغاني بعد أن كانت تبحث عنه..
اغلقت الأغنية وقالت
تنهره
:
-أنت بتعمل ايه يا مروان؟؟؟
لم يتوقف عن الرقص أو ينزعج من اغلاقها للاغاني..بل ظل
مستمرًا
وكأنه ينصت إلى الموسيقى..ممسكًا بيدها يرغب بمشاركتها للرقص:
-برقص يا قلب مروان..ارقصي معايا.
نفضت يده مرددة بدهشة:
-دلوقتي !!! طب راعي أن في ناس نايمة !
-النايم يصحى ده انا انهاردة فرح..
ومبقاش
في وعد..ومدام مبقاش فيه وعد يبقى فيه هدوء..فيه راحة..فيه سكون..فيه راحة بال..
-على فكرة عيب اوي اللي بتعمله ده، ايهم و رحمة ممكن
يزعلوا
!!
-ما
يتفلقوا
هو أنا بكدب
لسمح
الله؟! ما هما عارفين بنتهم..
وارهنك
انها مش
هتكمل
شهر..لا شهر إيه..هو اسبوع وأشرف
هيجبها
لـ أيهم وانا وأنتِ اهو..حقيقي الواد صعبان عليا.. معرفش عمل ايه في حياته عشان يقع فيها..بس يلا هو ابن حلال ويستاهل هو
واخواته
..
وخصوصًا
جابر..تخيلي كدة بيت فيه جابر و وعد هيبقى عامل إزاي!!!!!!!!!!!
هزت علياء رأسها بيأس ثم قالت:
-بجد مفيش فايدة فيك..
ومبتكبرش
..
ودماغك
هتفضل صغيرة..
رد عليها سعيدًا بذاته:
-وأنتِ عايزاني اكبر ليه..ده بدل ما تقولي خمسة عليك يا جوزي يا حبيبي.
هنا وتذكر ما حدث بينه وبين عابد فصاح:
-صحيح مش عابد كلمني انهاردة وعايز يرجع لوئام..والح عليا عشان يجي ونتكلم..
وبترقب سألته:
-وأنت قولتله ايه؟؟
-قولتله اهلا وسهلا.. بكرة بليل هيجي وهتكلم انا وهو واسمع اللي عنده…
يتبع.
فاطمة محمد.
الفصل صغنون شوية بس اللي جاي هيبقى اكبر من ده بأمر الله ومتنسوش الفوت و توقعاتكم.❤️❤️
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.