رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل الحادي والثمانون
الفصل الواحد والثمانون
متنسوش الفوت وكومنت برأيكم.❤️
_____________
أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الواحد والثمانون:
تستلقى
«وئام» على فراشها بدموع تتجدد على
وسادتها
…
لا تتوقف إلا في حالة واحدة فقط ألا وهو نومها
وذهابها
في سبات لا يكن
بالعميق
وتستيقظ
منه لتعود باكية من جديد..وإذا حاول أحد معها الحديث أو طلب منها الهبوط للجلوس معهم ترفض..حتى عندما جاءت فجر ظلت بغرفتها تبكي على حالها وما حدث معها…
وعندما فاق الألم قدرتها وشعرت بألم يحتل قلبها ويكاد
يُقضي
عليها نهضت جالسة..
وبدموعها
ونبرتها
الواهنة
الضعيفة قالت تدعو الله عز وجل :
-يارب انا تعبانة أوي..ومش قادرة أتحمل الوجع ده..عارفة أني غلط..
واستاهل
انه
يعاقبني
..بس عقابه كان قاسي..ودلوقتي انا بموت..
اغمضت عينيها مع قول الأخيرة
تعتصرهم
وتحرر دموعها…
كما شعرت وقتها بحاجتها إلى الصلاة و التقرب الى الله سبحانه وتعالى والذي لا يرد أحد
والاقرب
إلينا من الجميع..
تحاملت
على نفسها واتجهت إلى دورة المياه و وقفت أمام صنبور المياه وبدأت
بالتوضأ
..
وبعدما انتهت خرجت من المرحاض واخرجت إسدال الصلاة من الخزانة
وارتدته
…ثم جاءت
بسجادة
صلاة و وضعتها على الأرض وبدأت صلاتها…..
وبعد انتهائها ظلت جالسة كما هي رافعة يديها إلى السماء تدعو خالقها بأعين تذرف الدموع:
-يارب… هون عليا يارب..محدش حاسس بيا ولا عارف اللي أنا
بعيشه
غيرك..محدش
هيفهمني
غيرك…
سامحني
واغفرلي
..
وارحمني
من عذابي يارب….
______________________
-بطلي عياط بقى يا دلال..
عياطك
مش
هيفيد
..
ألقت «نجلاء» كلماتها على مسامع دلال التي تركت منزلها وذهبت معها بالفعل.
ومنذ أن آتت وهي تجلس بمنتصف الصالون
وتتوسط
الأريكة و لا تفعل شيء سوى البكاء !
تبكي على ما فعله زوجها معها وكيف قام
بطردها
!!!!
كلمات ابنها القاسية والتي لم تكن في محلها كما ترى.
فهي لا تريد له سوى السعادة.
السعادة التي ترى أنه لن يراها بجوار تلك الفتاة الخائنة التي من المؤكد يكذبون بشأن خيانتها كي
يجملون
صورتها و وقتها تستطع العودة إلى ابنها..
لكنها تكشف أمر
كذبتهم
ولا يخيل عليها أمر
برائتها
..
ردت عليها بدموع وألم يغزو قلبها:
-معيطش إزاي يعني؟؟ عايزاني أضحك بعد ما جوزي
طردني
وابني سمعني كلام يسم البدن…عملت ايه أنا عشان يعملوا معايا كدة..ده انا مبحبش حد في الدنيا دي قدهم..وربنا اللي يشهد..
-عارفة يا دلال..عارفة والله..بس عابد و البت كل ما افتكر شكلهم قلبي يوجعني عليهم..ابنك
بيعشقها
والبت شكلها مظلومة بجد يا دلال..وعابد بنفسه قالي أنه هو اللي عايز
يرجعلها
وانها معملتش حاجة..وأنه هو سبب
طلاقهم
…
وبانفعال
مفرط ردت عليها:
-كداب يا نجلاء…كداب..ومش مصدقة اي حاجة من اللي بيقولها دي…
خليل لما قالي الموضوع
مدخلش
دماغي..
ارتفع حاجبي نجلاء
وصاحت
بدهشة:
-خليل قالك انها بريئة
ومصدقتيش
..وهو خليل
بيكدب
يا دلال؟؟؟؟
وبعدين أنتِ إزاي
متقوليليش
على الحوار ده..اديني
عكيت
الدنيا
وخربتها
..
نفت دلال برأسها متمتمة
ببكاء
مرير:
-لا أنتِ ملكيش دعوة..هما اللي
مبقوش
يحبوني ومحدش بقى
يطقلي
كلمة.
وباستنكار
وندم ردت عليها:
-كدة من الباب
للطق
؟!!
بقولك ايه يا دلال.. أنا عارفة أنتِ ايه..وهما كمان عارفين انك
بتحبيهم
وعايزة مصلحتهم..بس أوقات حبنا
وخوفنا
لما بيبقى زايد عن حده
بيأذي
..ومش الحب والخوف بس اي حاجة بتزيد عن حدها وعن المعقول بتبقى مؤذية..زي كلامنا مع بعض اللي زايد عن حده
وخلاكي
اتكلمتي
معايا في حاجة زي دي انا
محستش
بالمصيبة
اللي عملناها غير لما شوفت نتيجتها النهاردة…
ابتلعت ريقها
وبللت
حلقها الذي جف ثم استأنفت:
-انا عارفة انك عايزة الاحسن لعابد..بس اسمعي مني انا بقى..عشان أنا مش تلميذة..البت
اتوجعت
من الكلمة..وابنك
اتوجع
على وجعها…وأنتِ يهمك ايه غير أن ابنك يبقى مبسوط..وبعدين ابنك مش اهبل..يعني لو كانت وحشة مكنش فكر
يرجعلها
..
انكمش
وجهها
وبكائها
يتفاقم تجيب عليها من بين
شهقاتها
التي بدأت تعلو:
-وهو أنا عايزة اخرب عليه يعني ما أنا قبل ما اعرف اي حاجة قولتله
يرجعلها
مدام لسة
بيحبها
وهو اللي
مرضاش
انا
مقلبتش
عليها غير لما عرفت بموضوع خيانتها ده من اخوه جابر لما ابوه خلاه حكى قدامنا كلنا…
-واديه بيقول مش خاينة ولا حاجة..دلال الموضوع كبر..وكل ده عشان
ادخلتوا
..المفروض محدش فيكم كان عرف…ولو كان فضل بينهم
ومخرجش
كان زمانه
اتحل
..بس انتي سمعتي..
وصدقتي
..
وجيتي
قولتيلي
وانا صدقت
ومستحملتش
اسكت لما شوفتها واقفة معاه..انا لازم
اتأسفلها
تاني..وأنتِ لو عايزة تكسبي ابنك راضيه..
هبت دلال مرددة بوجع:
-وانا مين
يراضيني
..ده محدش فيهم فكر يجي يشوفني..ولا يمنع أبوه من اني أمشي…
سابوني
أمشي كأني كلبة وراحت…
-بس متقوليش كدة أنتِ عارفة أنهم
بيحبوكي
..
وبسخرية رددت:
-بيحبوني أوي…اسكتي يا نجلاء اسكتي
وسبيني
في اللي أنا فيه….
______________________
يجلس “أنس” بغرفته..يدخن بشراهة..شاعرًا بالذنب
ويؤنبه
ضميره..
وهذين
الشعورين
أصعب شيء..فهم يعذبان صاحبهم..
ولا يستطع العيش براحة.. أو يعود مثلما كان…
فقد رغب أولا بالحديث معها والتخلص مما يشعر من ألم..ويرتاح قليلًا..
لكنها لم تجعله ينال تلك الفرصة والراحة..مما جعله يفكر في التقدم إليها والزواج بها..
وكأنها حمقاء أو عديمة كرامة كي تقبل به بعد ما كان ينوي فعله بها..
ترقب رد والدها..
ونوى
على إصلاح ما
خربه
..لكن مجددًا خيبت أمله..
وأثناء انتظاره
ظنًا
بأن والدها قد يكون اخبرها وينتظر قرارها.. تفاجأ بزواجها بأخر..لتنهي على أي أمل في شعوره بالراحة..وإعادة السلام النفسي إليه..
أنهى سيجارته ليقوم
بإطفائها
..رافعًا يديه
يدسها
بين خصلاته ويكاد
يقتلعهم
من شدة
تشديده
عليهم..
معنف
ذاته:
-حيوان..حيوان.. إزاي كنت هعمل كدة..إزاي
مفكرتش
في أختي..وأنه ممكن
يترد
فيها..ولو مكنش فيها كان هيبقى في مراتي.. أو حتى بنتي…ما أنا مكنتش
هفلت
بعملتي
أكيد….
حرر خصلاته و أراح ظهره على تلك الأريكة الجالس عليها..متمتم بصوت خافض
مُصرًا
على الحديث معها:
-انا لازم اكلم معاها..لازم
اعتذرلها
..انا مش هعرف اعيش كدة……..
____________________
قام «جابر» بإيصال فجر وخليل إلى
الشاليه
الخاص
بعائلتها
..ثم انطلق مرة أخرى في طريقه رافضًا اقتراح خليل بالبقاء والذهاب بالصباح..
ملقيًا عليه تلك الكلمات بأسلوب مرح:
“طبعا دي عزومة مراكبية..ومش من قلبك، بالك لو من قلبك كنت قعدت بس انا عارف أنها من وراه..وبعدين انتوا جايين هنا عشان تقعدوا كام يوم لوحدكم اقوم انا ابات، طب ده حتى اكون بارد ومعنديش دم..”
عقب ذهابه دخل الإثنان هي أولًا تسبقه بعدة خطوات وهو ثانيًا..أوصد الباب وعلى الفور وضع الحقيبة جانبًا على الأرض..ثم سار مقتربًا منها ملتهمًا المسافة التي تفصله وتُبعده عنها..يهمس لها من الخلف:
-بقولك إيه..
كانت في ذلك الوقت ترفع النقاب عن وجهها..وانتفضت من صوته القريب للغاية..التفتت إليه بعد أن سقط النقاب على وجهها مرة أخرى..
مرددة بارتباك طفيف:
-خضتني يا خليل..
ارتفع حاجبه..ومد يده يرفع لها النقاب..يملي عينه من ملامحها..مجيبًا بمرح:
-خضيتك ايه يا قلب خليل..هو أنا قولتلك بخ؟؟ أو أنتِ مثلا متعرفيش أني معاكي وكنتِ فاكرة نفسك هنا لوحدك..
نفت برأسها وأشارت له ببراءة:
-لا بس انت لسة كنت بتقفل الباب..ومرة واحدة لقيتك بتكلم في قفايا..
هز رأسه يمينًا ويسارًا ينفي هذا معدلًا على حديثها:
-مسمهاش قفاكي.. إسمها ودانك..ثم أنا كنت عايز اقولك على حاجة ودلوقتي نسيتها..وبناءًا على ده في حاجة خطرت على دماغي دلوقتي وهموت واعملها..
-بعد الشر عليك..حاجة إ
كادت تتساءل عن ماهية هذا الشيء الذي يريد فعله الآن..لكنه لم يدعها تسترسل سؤالها وباغتها بوضع يده على خصرها مجتذبًا إياها إلى أحضانه..هامسًا لها بنبرة محملة بالعديد من المشاعر المكنونة:
-أحضنك…واطمن قلبي أنك جمبي..كلامي معاكي طول الطريق خلاني محسش بالطريق..بس خلاني اشتاق لك اكثر وأحلم بضمك لقلبي…
رفعت يديها بعفوية شديدة و وضعتها على ظهره تبادله عناقه..غافلة عن تلك البسمة التي ارتسمت دون أن تشعر على وجهها لتزيدها جمالًا فوق جمالها الذي يطيح به وبقلبه…
ابتعد عنها بوجهه وبدون أن يترك خصرها من قبضته، تأمل بسمتها الناعمة…
قائلًا كلمات لم يظن يومًا بأنه بمقدرته قولها:
-حبي لكِ فاق القلب…والعقل..بل وفاق كل شيء…
لم أظن يومًا بأني قد اقع في العشق حتى أني ظننته مستحيلًا، ولكن معكِ أنتِ تحقق المستحيل، وأصبحت لكِ ذلك العاشق الولهان…….
لمعت عينيها وازدادت بسمتها اتساعًا وارتسمت السعادة مع الخجل والحياء على وجهها….
أرادت الحديث ولكن خجلها بتلك اللحظة فاق قدرتها على الحديث وجعل الكلمات تتبخر من عقلها ومن على طرف لسانها..
تململت بين يديه وعلم رغبتها بالتحرر والابتعاد…فأنصاع لها ولم يفكر كثيرًا مقاومًا أي شعور يحثه على التقرب…
عائدًا لأسلوبه المرح البعيد كل البُعد عن الجدية:
-افتكرت كنت هقولك ايه في الأول…انا جعان أوي…
ازدردت ريقها وقالت وهي تشير نحو المطبخ وبنظرات تتهرب منه:
-ماما قالتلي انهم جابولنا أكل..ممكن نسخنه ونأكل…
-طب نغير هدومنا الاول عشان نعرف نملى بطننا ونسد جوعنا..مش أنتِ جعانة زيي برضو..
هزت رأسها تنفي شعورها بالجوع:
-لا مش جعانة بـ
قاطعها معقبًا على نفيها هذا:
-لا إيه..يعني ايه مش جعانة؟؟!!!! واشمعنا انا اللي جعان؟؟
وقبل أن تعلق كان يتابع بطريقة مسرحية:
-هو انا طفس؟؟؟ أنتِ تقصدي بـ لا بتاعتك دي اني طفس صح…قفشتك..بس مش هرد عليكي..انا هطلع اغير في أي اوضة وأنتِ اطلعي شوفيلك اوضة برضو وبعدين ننزل نتقابل هنا ونخش على المطبخ وهتأكلي معايا…..
قال الأخيرة وهو يتجه نحو الحقيبة ويخرج له ملابس أخرى اكثر راحة..لا تقيد حركته..
جاء بمطلبه ثم صعد إلى الأعلى واحتار في انتقاء الغرفة..وبعد حيرة ليست بطويلة كان يدخل إحدى الغرف ويغلق الباب من خلفه…
تنهدت هي بعد صعوده..وفعلت المثل..فقد جاءت بمنامة بيضاء اللون..واتجهت للأعلى..استقر اختيارها على إحدى الغرف..
فتحت الباب وعلى الفور خرجت شهقة عالية من خليل الذي قام بضم ملابسه إلى صدره بخوف مزيف مغمغم بمرح شديد:
-إيه ده في ايه؟؟؟ عايزة مني إيه !!!!! يعني سايبلك الاوض كلها ومتدخليش غير دي؟؟ ده أنتِ مستقصداني بقى…
لم تقاوم تلك الضحكة التي رغبت بالانطلاق…واطلقتها أمامه…
فأزاح الملابس عن صدره ليظهر لها بأنه لم يبدل ملابسه بعد..يتأمل هذا الجمال وتلك الضحكة التي اخترقت قلبه…
لم يوقفها سوى صمته ومتابعته لضحكاتها وعينيه التي تكاد تلتهمها وتطالعها بنظرات شغوفة بها..جعلتها تتمنى بتلك اللحظة أن تنشق الأرض وتبتلعها….
تحدثت تلك المرة وهي تعتذر له:
-أنا آسفة تقدر تغير هدومك…
انتهت مغلقة الباب قاصدة غرفة أخرى…
وبعد دخولها واضاءة الأنوار..تنهدت بحرارة…ثم سارعت بتبديل ملابسها.
بعد وقت كان هو بانتظارها بالاسفل…يفكر في والدته وفيما حدث اليوم..مقررًا الحديث معها غدًا..
هز رأسه ينفض أي أفكار قد تعكر صفوه الآن…ورفع عينيه لتتقابل مع عينيها…ويراها وهي تتقدم منه بتلك الصورة الخلابة..
متحدثة بصوت ناعم خافت:
-يلا بينا نشوف في أكل إيه.
لبى حديثها..وتحرك معها نحو المطبخ…فتحت “الثلاجة” وبدأت بأخراج بعض الاكلات ثم وضعتهم بالفرن الكهربائي..وهو يقف مثل الصنم يتابعها هو تلك المرة مستمعًا لكلماتها أثناء تحركها بخفة وسرعة كالفراشة:
-أنت اللي جهزت الفطار الصبح..وانا المرة دي اللي هجهز العشا..عشان مش كل مرة انت اللي هتعمل…وآه مش انا اللي عملاه..بس متقلقش الحمدلله بعرف اطبخ واكلي كمان بأمر الله هيعجبك..
رد عليها ببساطة:
-متأكد أنه هيعجبني كفاية أنك أنتِ اللي عملاه..
اولته ظهرها و اعتصرت جفونها من إصراره على جعلها تصطبغ بحمرة الخجل.. ويلقي عليها تلك الكلمات الذي لا يتحملها فؤادها..
فتحت عينيها وعادت تباشر ما تفعل..
وبعد لحظات كانت تُخرج الطعام من الفرن وتضعه على الرخامة ..تستفسر منه:
-تحب تأكل فين؟؟؟
-احب في المكان اللي أنتِ تحبيه..
ابتلعت ريقها ثم قالت تقترح عليها:
-يبقى خلينا ناكل برة الجو حلو أوي..
-وهو كذلك…
____________________
بعد وقت كان الاثنان ينهضان يحولان ما تبقى من طعام إلى المطبخ واضعين الصحون داخل الحوض..وهما لا يتوقفان عن التسامر سويًا..
ولا يمل خليل من رسم البسمة على ثغرها الصغير..
فتحت صنبور المياه وشارفت على مد يدها وغسل الصحون..فصاح صوته يوقفها..
-اقفي عندك…بتعملي ايه أنتِ؟؟؟؟
وببسمة مندهشة ردت عليه:
-هكون بعمل ايه يعني هغسل الاطباق والمعالق..
وقف بجوارها قائلًا:
-لا دي مهمتي..وسعي لو سمحتي..
وباعتراض رددت:
-خليل انا مش هعمل حاجة غريبة دول طبقين..الغريب أن أنا اللي اقعد وانت اللي تقف تعمل..
هز رأسه نافيًا مغمغم بإصرار:
-لا مش غريب ولا حاجة..أنتِ مش شغالة عندي..انتِ مراتي وشريكة حياتي..يعني زي ما هتشاركيني فرحي..وحزني وتعبي..انا احب اشاركك كل حاجة..وبعدين أنتِ اللي سخنتي وجهزتي..سبيني انا بقى افنش..
كان يقفان بجوار بعضهم البعض أمام “الحوض” يتحدثان وعينيهم تتلاقى..وكم كان سعيدًا بهذا القرب..واطالته بالنظر إليها وعدم تهرب عينيها منه منشغلة بالحديث معه..تاركة حيائها جانبًا..
رفضت الامتثال لطلبه وردت عليه:
-يا خليل لو سمحت بقى..انا مش عارفة الحوار ده كله على إيه دول طبقين قولنا..
-طب ما تقولي لنفسك..
قالها وهو يقترب بوجهه متحدث أمام وجهها مباشرة…
ارتجف جسدها من قربه الشديد وعينيهم التي تتقابل..
فأزاحت عينيها وتراجعت عن إصرارها…
كادت تتحرك وتتركهم له وتتنهد براحة..لولا امساكه بيدها وجبرها على مواجهة وجهه متمتم بعبث:
-ايه ده رايحة فين؟؟
ردت عليه بتلعثم طفيف:
-مش أنت مصمم خلاص براحتك..ممكن تسيب ايدي..
-ممكن أنتِ تبصيلي؟
لم ترفع رأسها وتنفذ طلبه..فنطق اسمها بطريقة عذبة جعلتها تستجيب له رغمًا عنها:
-فجر…بصيلي.
ابتسم من رضوخها ذلك..ثم رفع يديه ومررها على وجهها..
راغبًا في نيل قبلة بسيطة قد تطفئ نيران شوقه..
مال بوجهه نحوها وبعفوية كانت تغلق جفونها… وبهدوء شديد كان ينال مبتغاه طابعًا قبلة على ثغرها…
لم تمانع هي أو تظهر اعتراضها..ولو فعلت لكان سيبتعد على الفور..ويحترم رغبتها..
لكنها لم تفعل أي شيء سوى الاستسلام…
فقد أعلن قلبها العصيان..وطمع في قُربه الذي جعل خفقاتها تتسارع وتتزايد بشكل جنوني….
سعد هو بهذا الرضوخ وأدرك ما يحدث معها ورغبتها في قُربه مثلما يرغب هو….فقد حان الوقت لترك زمام الأمور لقلبه ولمشاعره الثائرة كي تتحدث…
وتظهر عشقه..وشغفه بها..
وهذا ما حدث بالفعل ولم تمانع أو توقفه…وتحول معها من ذلك الشخص الفكاهي خفيف الظل الذي كانت تظنه بالبداية وقبل الزواج به جديًا لا يعرف للمزاح طريقًا إلى رجل جديد..عاشقًا..يجعلها تدرك ما الذي يعنيه العشق………
______________________
فارق «عابد» المنزل بعد منتصف الليل وبعد أن عم به الهدوء..فلم يعد يتحمل البقاء في المنزل..يشعر باختناق لم يسبق له بأن شعر به..وهناك في حلقه غصة عالقة تؤلمه كلما ابتلع ريقه….
استقل سيارته وأنطلق بها دون أن يدري إلى أين هو ذاهب؟!
فتح النافذة بجواره وسمح للهواء أن يلفح وجهه..
مستغلًا الطريق الشبه خالي من السيارات.. ليزيد من سرعته مثلما يشاء..
مفرغًا غضبه..ندمه..ألمه بتلك الطريقة..
وليتها نجحت في تهدئته..
فهي لم تفعل شيء…وبدون سابق إنذار و رغمًا عنه كان يبكي…
شاعرًا بضياعها…وبأنه قد فقدها للأبد ولا يملك أي فرصة للعودة….
فقد تبخر أي أمل..او فرصة بعد حديث “نجلاء” و رغم إلحاقه للأمر والدفاع عنها وأجبارها على الاعتذار منها إلا أنه يدري بأن الأمر ليس بتلك السهولة..فـ الكلمات قد خرجت ومزقت القلب..وسيكون من الصعب إعادته مثلما كان…..
ظل على تلك الحالة من بكاء..وتفكير..وفقدان للأمل…لوقت لم يشعر به…ولا يدري أين أصبح هو….
صف السيارة جانبًا وقام بإسناد رأسه على المقود أمامه…
دقائق معدودة مرت حتى تناهى إلى مسامعه آذان الفجر الذي يصدح من جامع قريب….
بقى كما هو…لكن لم يدوم هذا الحال طويلًا فكلمات جابر جاءت بخاطره دون سابق إنذار وظلت تتردد بجالة…
“مش عايزك تيأس.. وتدعي ربنا..ادعيله كتير انكم ترجعوا..ربنا قادر على كل شيء..”
رفع رأسه وقرر ترك السيارة والهبوط بحثًا عن الجامع…
لحظات وكان يفعلها.. مستفسرًا من أحد المارة والذي كان رجلًا يقارب والده في العُمر..
“لو سمحت هو الجامع اللي هنا فين؟؟ ”
ابتسم له الرجل وأجاب عليه ببسمة بشوشة:
“مش بعيد انا كدة كدة رايح عشان صلاة الفجر…تعالى معايا..”
أتبعه وسار معه.. وصل أمام الجامع..وسبقه الرجل بعدما خلع حذائه بالخارج…
فقام بخلع حذائه هو الآخر…وقبل أن يلج تردد..
ظل واقفًا يقدم قدم ويأخر أخرى…
يشعر بالخجل من تركه للصلاة..والآن يفعلها كي يدعو الله عز وجل…
متمتم مع ذاته يعنفها:
“مش مكسوف على دمك..وانت مش بتصليها..وجاي دلوقتي تعملها عشان ليك طلب.. دلوقتي افتكرت صلاتك وافتكرت ربنا !!!!!!!!! ”
اغلق عيناه وظل ضميره يعذبه..فـ بأي وجه سيفعل هذا…..عليه أن يخجل من ذاته..
رآه الرجل الذي قابله بالخارج وهو يقف مثلما هو..وكأنه يتردد..
هناك شيء يحدث معه !
وعلى الفور تقرب منه..لم يتردد أو يفكر..وقف امامه من الداخل يسأله بذات البسمة:
-مالك يا بني واقف كدة ليه؟؟؟؟
خرجت حروفه مرتبكة خجلة تعكس حالته:
-أنا…أنا…أنا..
وبذات البسمة ردد الرجل:
-أنت إيه..تعالى يا بني..
ابتلع عابد ريقه و ولج الجامع اخيرًا..ربت الرجل على ظهره وسار رفقته..وتسامر معه:
-أنت كويس يا بني؟؟
أطلق عابد تنهيدة حملت بين طياتها الكثير ثم توقف عن السير واطرق رأسه بخجل وندم:
-بصراحة لا… أنا مكسوف من ربنا…حاسس نفسي غلط….
-غلط بمعنى إيه؟؟
-بمعنى أني مش ملتزم في الصلاة..يعني مش بصلي..ولما بعملها بتبقى صلاة الفجر مع ابويا واخواتي….وباقي اليوم مبصليش..بس اول ما سمعت الأذان حسيت اني عايز اصلي وادعي ربنا يمكن يخفف عني و يحققلي اللي نفسي فيه..
رد عليه الرجل وهو يشير له مكان وقوفهم كي يجلسان وما أن جلسا الاثنان مقابل بعضهم البعض حتى عقب الرجل على حديثه:
-اول حاجة مفيش حاجة اسمها يمكن يخفف عنك ده رب السموات والأرض..القادر على كل شيء…اللي خلقنا كلنا..وخلق الملايكة والجن والشياطين.. ربنا اللي عالم بما في القلوب….ومفيش حاجة اسمها مكسوف عشان مبتصليش فتقوم بعد ما كنت ناوي تصليها متعملهاش…ربنا لما بيحب حد بيبتليه..البلاء أحيانًا بيخلي الواحد يرجع لربنا…
ابتلع الرجل ريقه ثم استأنف موضحًا:
-يعني أنت دلوقتي عايز تصلي وتدعي..وفكرت في أنه مش من حقك تعمل كدة مدام بعيد عن ربنا..طب ليه مفكرتش فيها، في أن اللي انت فيه ونفسك فيه يحصل يبقى بداية جديدة ليك..وتقربك من ربنا أكثر…
يمكن يكون اللي انت فيه نوع من أنواع الابتلاء..وحصل كدة عشان ترجع لربك..وتدعيله ..ويبقى بداية هدايتك والتزامك….ربنا مبيردش حد يا بني.
امتلئت عين «عابد» بالدموع وشعور بالألم قد غمر قلبه لتقصيره في حق خالقه..
ربت الرجل على قدميه متمتم ببسمة:
-قوم اتوضأ يلا عشان تصلي الفجر يا…. ألا هو اسم الكريم إيه؟؟
وبهدوء رد عليه:
-عابد.
-الله اسم جميل..تعرف أن معناه المتعبد لله..و المتسم بالخضوع لربه سبحانه وتعالى….
-عارف يا عمو بابا قايلي…
_____________________
في صباح اليوم التالي..خرج خالد من غرفته كي يُقظ وسام ويقوم بإيصاله إلى مدرسته..
فتح الباب و دخل الغرفة ينادي بأسمه يحثه على الاستيقاظ:
-وســام…وســام يلا اصحى علشان متتأخرش على الـ ….
لم يتابع توقف وهو يرى نظارة ابنه على الأرض منقسمة إلى نصفين..
ضيق عينيه واقترب من مكانها ملتقطًا إياها بحنق يزداد رويدًا رويدًا..
اعتدل بوقفته وكز على أسنانه مدركًا بأنه الفاعل كي لا يعود إلى ارتدائها…
وبصوت عالي ردد اسمه :
-وسام..انت يا ولد قوم كدة وفوقلي وقولي كسرت النظارة ليه؟؟؟
فتح وسام عينيه بتكاسل وناظر والده يسأله بنبرة هادئة مدعيًا البراءة:
-نظارة إيه يابا اللي كسرتها..هي نظارتي اكسرت !!!!!!
قالها وهو ينهض من نومته ويطالع النظارة القابعة بين يد والده والذي قام بكسرها إلى نصفين قبل نومه بالبارحة…
اتسعت عينيه وقال بدهشة:
-ايه ده مين كسر نظارتي؟؟؟ أنت يابا اللي كسرتها؟؟
اطلق خالد ضحكة ساخرة لا يصدق ما يحاول ابنه الصغير فعله والذي من المفترض أنه لا يفقه شيء..
جلس أمامه على الفراش محاوطًا كتفيه مغمغم باستهجان:
-ده انت كلامك مبقاش سوقي وبتعاكس زميلتك في الفصل وبس..لا..ده أنت كمان بقيت كداب وبتاع حوارات…بس ملحوقة…انهاردة بعد المدرسة هنروح ونعمل غيرها..وهتلبسها يا وسام…وحذاري حذاري تكسرها تاني او تحاول تكدب عليا تاني..عشان مش ابني اللي يطلع كدة…وأبا دي بطل تقولها..انت سامع؟؟
-سامع يا بابي.
_____________________
-يعني إيه بابا مشى ماما.. ويعني ايه أمكم تسيب البيت..ويعني إيه خالتكم تتدخل بين عابد و وئام هو فرح؟؟؟!!!!! ويعني ايه أنا اخر من يعلم في البيت ده ! ويعني ايه أخوك خليل ميقوليش امبارح..هو أنا طرطور هنا ولا إيه؟؟؟
تحدث «جابر» بأستنكار..ملقيًا هذا الكم من التساؤلات بهذا الصباح على مسامع كلا من نضال وأشرف..
تأفف أشرف وأردف بانزعاج:
-هو ينفع توطي صوتك ده على الصبح؟؟
-لا موطيش..ايه يا عيال البرود بتاعكم ده..امكم مش في البيت..وانتوا منتهى البرود…انا هطلع البس واروحلها..كتكم القرف..
قال جابر الأخيرة وهو يوليهم ظهره راغبًا في تبديل ملابسه والذهاب إلى بيت خالته..
فوصل إلى مسامعه الحديث الذي دار بين نضال وأشرف عقب تحركه:
-أنا هقوم أشوف داليدا..لازم اتكلم معاها..
-خدني معاك، أنا كمان عايز اشوف وعد..
تحرك الاثنان معًا عدة خطوات وقبل أن يخطو اي خطوة جديدة كان صوت جابر يصل إليهم مغمغم متناسيًا ما كان ينوي فعله من ذهاب لوالدته:
-وانا كمان خدوني معاكم الله يباركلكم….
رمقه الاثنان بأستنكار وتساءل أشرف:
-تيجي معانا تعمل إيه..ده رايح يشوف مراته..وانا برضو رايح اشوف مراتي..انت ايه بقى ظروفك؟؟
-رايح أشوف بنت اونكل مروان..اللي هتبقى بعون الله مراتي بعد ما أنا واروى نفركش..
ومترغوش كتير خلونا ننجز واشوفها على الصبح واتفائل كدة وبعدين اروح اشوف امكم وبعدين اشوف البت أروى..لحسن ده العُمر ثانية والحلوف اللي هو أنا لسة مع واحدة تانية…
____________________
ذهب الثلاث إلى منزل الحلواني، وتم استقبالهم بترحيب من قِبل رحمة..
واعتذر نضال على قدومهم المفاجئ والباكر..ثم طلب منها رؤية «داليدا»..
وكذلك فعل أشرف فأخبرتهم بأنها ستصعد إليهم وتبلغهم بتواجدهم..
وبعد صعودها وتركها لهم جالسين بالصالون..نظر جابر للاثنان بحنق مغمغم:
-محدش فيكم قالها على ثراء ليه..اشوفها ازاي أنا دلوقتي؟؟؟
سخر أشرف منه وقال:
-تعرف تسكت شوية..انت بالع راديو؟؟؟
بادله جابر سخريته متمتم:
-لا تلفزيون يا ظريف.. أنا غلطان اصلا اني جيت معاكم..انا همشي بكرامتي وأشوف امي الغلبانة..أينعم مش غلبانة أوي يعني..بس برضو بحبها والله لو تعمل ايه هتفضل أمي وهفضل أحبها..انا هقوم اروحلها وهدعيلها ربنا يهديها..ويهديكم..
رحل جابر ولم يعقب نضال فقد كان في عالم آخر..يخصها هي وحدها يفكر فيما عليه فعله وكيف سيقوم بمصالحتها..وإنهاء ذلك الخلاف ويجعلها تتراجع عن فكرة الانفصال..
سيخبرها بمدى حبه وعشقه..وندمه على ما اقترفه..
اغمض جفونه يدعو خالقه بسره وبدون صوت:
-يارب..حنن قلبها عليا يارب..يارب متسبنيش.. أنا مش هعرف اعيش من غيرها.
فتح عينيه وعلى الفور سقطت عليها..يراها تتقدم باتجاهم..
هب من جلسته بأعين تتحرك على وجهها يهدأ من شوقه إليها..
ابتسم لها وانتهز تواجدها معهم بمفردها فقال مقترحًا:
-ممكن نتكلم برة شوية؟؟ في كلام كتير حابب اقوله وحابب انك تسمعيني…
لم يقابل أي جواب..ظلت صامتة تتهرب بعيناها منه..وبسبب تواجد أشرف المتابع لما يحدث بينهم اومأت موافقة كي لا تحرجه أمامه..
وتحرك الاثنان معًا…وأثناء خروجهم تقابلوا مع وعد والتي القت السلام على نضال بهدوء..
ولم تنتظر جوابه والجة حجرة الصالون..
نهض أشرف ولمعت عينيه ببريق عكس ما شعر به ما أن رآه..
ابتسمت له وقالت بأعين لا تحيد عنه:
-صباح الخير.
وقبل أن يجيب كانت عينيه تنتقل من حولهم يتأكد من عدم قدوم أحد وبحركة مباغتة كان يجذبها من يديها ويعانقها بقوة هامسًا لها جوار أذنيها بنبرة مُتيمة بها وبتفاصيلها:
-لما تيجي تقولي لجوزك صباح الخير متقوليهاش حاف كدة..
زي ما أنا لما هاجي ارد عليكي بصباح النور برضو مش هقولها حاف كدة…
دفعته عنها وتملصت من قبضته حولها متمتمة بأعين متسعة:
-أنت بتعمل ايه يا مجنون أنت حد يشوفنا..
-وربنا لسة ما عملت حاجة..وبعدين إيه حد يشوفنا دي؟!!
ده انتِ مراتي..
رددها وهو يحاول معها مرة اخرى راغبًا في احتضانها وضمها مجددًا..
تراجعت عدة خطوات للخلف وهي تعقب على حديثه:
-ولو.. بقولك إيه…
-بقولك انتِ إيه تعالي نتجوز ونحصل خليل وفجر ونفرح ابوكي وأمك..وامي وابويا بعيال صغيرة يتنططوا حوليهم…
ابتسمت بحياء..وقبل أن تعقب كان رحمة تأتي مرة أخرى لكن ليس بمفردها بل معها زوجها..و بسام مرحبين به…
على الطرف الآخر، يقف نضال أمامها لا يتوقف عن الحديث بنبرة أشبه للترجي:
-يا داليدا ارحميني بقى.. أنا مدمر..مش عارف اعمل اي حاجة..ولا عارف افكر في غيرك..لا نوم بنامه..ولا اكل باكله..لما باكل الاكل بيقف في زوري..…عديها المرة دي..واقسملك اني عُمري ما هكررها ولا هكدب عليكي تاني..هبقى صريح معاكي..ولو على اللي عملته أنا آسف من هنا لميت سنة قدام…
لم تعلق..فقط ملامح خالية من أي مشاعر…
وهذا كان الظاهر.. أما الباطن والذي يغفل عنه نضال فكانت تشعر بالشفقة عليه..وبحاجتها لمسامحته..مشتاقة للحديث معه..و لرؤيته..ولكل شيء كان بينهم…
لم يكتفي وتابع بأمل ممسكًا بيدها:
-اقسملك اني عملت كدة عشان خايف اخسرك وعشان بحبك..شيلي اني اسيبك دي او نطلق من دماغك..وكفاية عقاب كدة ارجوكِ..
أنا معتش مستحمل..مش عايز نفضل على الحال ده..دي أيام من حياتنا بتعدي في الخلافات والمشاكل..عارف انها بسببي بس كفاية..الواحد بيعيش مرة واحدة بس..وانا مش عايز اعيش في فراق وبُعاد عنك..عايز اقضي كل ثانية..ودقيقة..وساعة معاكِ..معاكِ أنتِ وبس يا داليدا.
قال الأخيرة ملتهمًا المسافة بينهم…تاركًا قبلة أعلى جبينها…
فتهلل قلبه وتراقصت الفرحة بعينيه لتركها له يُقبلها وهذا لا يعني إلا شيء واحد….
ابتعد عنها ونظر داخل عينيها مستغلًا استسلامها ذلك متمتم بندم حقيقي لاح على محياه:
-أنا آسف..آسف بجد.
كانت تبدو هادئة لا يظهر ذلك الصراع القائم بداخلها بين عقلها وقلبها..
قلبها الذي يشعر بالشفقة والاشتياق إليه ويحثها على مسامحته أما عقلها فلم يكتفي بعد من عقابه..و
انتشلها من حالتها وكرر قبلته..لكن تلك المرة على وجنتيها.
ابتلعت ريقها وابتعدت عنه بتوتر، قائلة دون أن تعي:
-طيب خلاص..
وبعدم تصديق تساءل:
-خلاص إيه؟؟ سامحتيني ؟؟
هزت رأسها بإيجاب دون أن تنطق بحرف..فلم يتمهل وسارع باحتضانها يحملها عن الأرض ويدور بها متمتم بسعادة كبيرة لا يبالي بتوسلها بتركها:
-اقسم بالله بحبك….لا مش بحبك بس انا بموت فيكي…
يتبع.
رأيكم
وتوقعاتكم
..❤️
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.