رواية كارثة الحي الشعبي الفصل الثاني والثمانون 82 – بقلم فاطمة محمد

رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل الثاني والثمانون

الفصل الثاني والثمانون

الفصل الثاني والثمانون

دول الفصلين اللي وعدتكم بيهم يعني ده مش فصل واحد دول فصلين دمجتهم ويارب يعجبكم وعايزة تفاعل حلو بقى❤️

____________________________

أنظر جيدًا.

كارثة الحي الشعبي.

فاطمة محمد.

الفصل الثاني والثمانون:

تقدمت «نجلاء» من باب منزلها الذي قرع

جرسه

بهذا الصباح..

نظرت بالعين السحرية ترى هوية الطارق وما أن رأت ابن شقيقتها “جابر” حتى تهلل وجهها وفتحت له على الفور..

-يا أهلا يا أهلا..يادي النور..يادي النور.

ابتسم لها جابر بسمة بسيطة لم تصل لعيناه معقبًا على ترحيبها:

-وسهلًا

وسهلًا

..يا خالتي نجلاء..

أخبريني كيف حالك؟؟

وحال عيالك؟

هل هما بخير؟

لوت شفتيها يمينًا ويسارًا من طريقته بالحديث..

ثم قالت ببسمة:

-بخير يا بني..٠ونزلوا كمان من بدري مفيش غيري انا وأمك.

-ممتاز..وأمي هل هي بخير الآن؟

تنهدت ثم هزت رأسها دلالة على سوء حالتها..

فزم

شفتيه ثم أضاف بأسف:

-هل هي مستيقظة؟

جارته نجلاء وتحدثت مثله بالفصحى

متخليه

عن العامية:

-اجل يا بني..وهل سيغلق لها جفن بعد أن قام سلطان

بصرفها

؟؟

والآن اتركك من أمك وأخبرني لما تتحدث هكذا؟؟؟

-احترام يا خالتي..فقد قررت من اليوم

وصاعدًا

أن أتحدث بالفصحى مع كبار السن ومن يجب أن يحظوا بالاحترام…ام البقية

سأتحدث

معهم بالعامية وبلغة العصر..

-فهمت يا بني..ولكن هل يكون الاحترام هكذا؟؟ بمعنى هل تحدثي بالعامية يعني قلة احترام؟؟…على

كلًا

تفضل..تفضل..هذا المنزل منزلك..

-شكرًا يا خالتي وبالمناسبة تحدثك بالعامية لا يعني قلة احترام.

دخل بالفعل بعد رده عليها وهو يكبح ضحكاته التي ترغب

بالانطلاق

مما حدث الان بينه وبين نجلاء..

أغلقت الباب وهي تخبره:

-أمك تجلس بغرفة الصالون، اذهب وتحدث معها حتى أعد الفطار ونأكل سويًا.

-تمام وتسلم

يديكي

مسبقًا

.

شقت طريقها نحو المطبخ وما كاد

يتجهه

هو لغرفة الصالون حتى توقف مرة أخرى ملتفتًا بجسده ينادي عليها:

-خالتي..

-نعم يا فؤاد خالتك.

ابتسم لها وتحدث طالبًا منها بهدوء:

-هل من الممكن أن

تُطهي

لي بيض عيون؟

-ممكن جدًا

وبالسمن

البلدي مثلما تحب.

زادت بسمته اتساعًا

واسترسلت

هي طريقها..بينما قصد هو الصالون..

وعلى الفور سقط بصره على والدته

الجالسة

على الأريكة وتضع الوسادة على قدميها

وتضمها

إلى صدرها وتبكي بدون صوت تناظر التلفاز التي لا تشاهده من الأساس.

تبخرت بسمته من حال والدته وما توصلت إليه بسبب أفعالها التي تزداد سوءًا يوم بعد يوم وجعلت الجميع يفر منها..

لم تشعر به وتقدم هو

محمحم

بخفوت..

حولت بصرها نحوه بلهفة..وفي لحظتها تحول وجهها وتبدل حزنها إلى فرحة من زيارته لها و مجيئه هذا..

نهضت عن الأريكة دافعة الوسادة عليها

محتضنة

إياه..متمتمة بنبرة مزقت قلبه:

-اخيرًا

افتكرتوني

..انا قولت محدش

هيفتكرني

..وما

صدقتوا

مشيت..

بادلها

احتضانها متمتم بهدوء يشوبه المرح:

-مفيش الكلام ده، انا اول ما عرفت انك مش في البيت

جيتلك

قوام..ده أنتِ العشق يا دلال..وبعدين أشرف ونضال كانوا جايين معايا بس حصل مشكلة في المطعم عند بابا

واحتاجهم

..بس

هيجوا

متقلقيش..

احتضنت وجهه ولم تبالي بكل ما تفوه به..

فيكفيها

أنه قد تذكرها وجاء إليها كي

يطمأن

..وهذا ما لم يفعله سواه..

جذبته

من يده وجلست مرة أخرى وهو بجوارها قائلة:

-قولي أبوك عامل إيه؟؟

-زعلان طبعًا..

لم يكذب

فالخمس

أبناء يدركون جيدًا مدى حب والدهم لها..رغم كل ما تفعله وكل سوء بها.. إلا أنه لا يقدر إلا على عشقها..

-ومدام زعلان

مشاني

ليه ها؟؟

-ماما انا وأنتِ والدنيا دي كلها عارفين أن بابا صبور..ومدام عمل كدة يبقى تأكدي أن اخره جاب اخره..ثم انتِ زعلانة من رد فعله

وسبتي

السبب اللي خلاه عمل كدة !!

-عابد أخوك السبب..وكل اللي حصل بسبب أنه زعل مني عشان حكيت

لخالتك

..

وخالتك

ادت البت كلمتين في

عضمها

..

وضع يديه على فمه بصدمة زائفة مغمغم:

-يالهوي زعلان عشان كدة بس..لا ملوش حق..ماما بقولك إيه..

وعلى مضض درت عليه:

-ايه؟؟

-اتقي الله يا

أمــــاه

..اتقي الله..

وسيبي

كل واحد حر في حياته..

متدخليش

مدام التدخل

بيأذي

..وبعدين هو حر..ولو حلوة

فحلوة

ليه..ولو وحشة فـ برضو ليه..أنتِ ليكي النصيحة

مسمعش

خلاص..هو مش صغير.

-أنت كمان يا جابر ؟؟!!

يعني دلوقتي كلكم شايفين أن أنا الوحشة..

وشريرة

الحكاية؟؟

وبعدين هو انا أكره انكم تبقوا مبسوطين !!

ده احب ما على قلبي..

انا بس عايزة لكم الاحسن..

رد عليها وهو يعانق يديها:

-يا حبيبة قلبي الاحسن اللي أنتِ عايزاه ده المفروض يبقى سبب في سعادتنا..مش

تعاستنا

..ادي عابد زعل منك وكان

هيسيب

البيت..وبابا كمان زعل منك و زعل على زعل عابد وراح

ممشيكي

أنتِ فين بقى الاحسن ده لما بسببه

اتفرقنا

..ياما البيت بقى من غير ست..والبيت اللي من غير ست يبقى بيت ميت..عشان خاطري وخاطر بابا..وعابد وكلنا فكري وراجعي نفسك كدة..اقولك على حاجة صلي وادعي ربنا يسعدنا…واكتفي بالدعاء هو ده اللي

هيسعدنا

بجد..

نادت نجلاء عليهم وهي تضع الطعام على السفرة:

“الطعام جاهز يا جابر..هيا تعالوا قبل أن يبرد ويصبح سيء المذاق”

قطبت

دلال حاجبيها وسألته:

-ايه ده مالها نجلاء بتكلم كدة ليه؟

حرك كتفيه بعدم معرفة..

مانعًا

ضحكته من الانفلات:

-معرفش بصراحة..

___________________

فتح «خليل» جفونه مطالعًا الفراش من جواره..

عينيه تبحث عنها

وتتلهف

لرؤيتها اول شيء بهذا الصباح وبعد ذلك التقارب الذي حدث بينهم

فلا يصدق حتى الآن بأنها باتت معه..وبين أحضانه….

لكن هذا لم يحدث ولم تكن موجودة بجواره..

نهض عن الفراش وخرج من الغرفة كي يبحث عنها..

هبط للاسفل وسرعان ما توقف مكانه وهو يراها توليه ظهرها وتخرج للخارج حاملة بعض الصحون..

ابتسم ولم يقف مكانه كثيرًا بل

إتبعها

وخرج خلفها..

فوجدها تضع طعام الإفطار على طاولة صغيرة وضعتها أمام حمام السباحة كي

يأكلان

عليها..

وبسمة مغرمة حالمة تأخذ مسارها على وجهها..

فلن تبالغ إذا قالت بأنها كانت اسعد ليلة قضتها..جعلها تنسى كل شيء..ولا تتذكره سواه..

اقترب منها دون أن تشعر، هامسًا لها جوار اذنيها..بعد أن

ازاح

خصلاتها عنها

مسببًا

انتفاضها

:

-صباح الخير.

التفتت إليه مطلقة تنهيدة ثم قالت بخوف بسيط:

-خضتني يا خليل..انت

مكحتش

ليه.. ولا

ادتني

اي صوت عشان اعرف انك صحيت..

ابتسم لها ويده تتسلل

لمعانقة

خصرها بتملك وحب، معقبًا:

-حاضر أوعدك المرة الجاية..

اكح

..

واعطس

واقول دستور..وكل اللي تحبيه عشان

متتخضيش

..بس قوليلي ايه النشاط والرومانسية دي؟؟ فطار وقدام

البسين

..ده ايه الدلع ده كله؟؟

ردت عليه بأعين قد انخفضت تناظر الأرض مغمغمة:

-يعني لو

مدلعتش

جوزي

هدلع

مين؟

اتسعت

بسمتة

ولمعت

سعادته داخل عينيه معقب:

-صح.. الدلع أساسي وأسلوب حياة..يعني أنتِ

تدلعيني

انا

ادلعك

..وهكذا..زي نظام هات وخد..

قال الأخيرة وهو يميل ويقترب من وجهها أكثر كي

يُقبلها

..فقالت محاولة الهرب منه:

-لسة

مجبتش

كل الاطباق.. هروح

اجيبهم

..

رفض برأسه هاتفًا:

-لا..

-لا ايه..بقولك لسة مج..

قاطعها مردد بهدوء:

-ما انا سمعت وبقولك لا..

نظرت حولها ورأت حمام السباحة الذي يقع

جوارهم

تمامًا..لمعت عينيها بمكر وقالت:

-انت بتعرف تعوم صحيح؟

التقط هو هذا المكر ونظرتها المختطفة نحو حمام السباحة..وقبل أن يجيب كان

يباغتها

بحملها على ذراعيه،

مجيبًا

على سؤالها قبل القفز داخله

مسببًا

ضجيجًا

عاليًا

أثر

ارتطامهم

بالماء:

-تعالي نكتشف موضوع بعرف

اعوم

ولا لا ده مع بعض…

أخرجت رأسها من المياه وهي تأخذ نفسها عدة مرات.. ويديها تزيل تلك القطرات عن وجهها مرددة بعدم تصديق وهي تراه يخرج رأسه هو الآخر:

-أنت إزاي تعمل كدة؟؟

رد عليها من بين ضحكاته

وبمرح

كبير وهو يسبح ويقترب منها:

-مش أنتِ اللي

سألتي

؟..وانا لازم

اثبتلك

اني بعرف

اعوم

..

افرضي

كدبت عليكي وقولتلك اه بعرف

اعوم

وانا في الاصل مبعرفش؟؟

مش لازم انا اثبت وأنتِ تتأكدي..بس ايه رأيك في

النطة

والانفجار اللي حصل ده؟؟

هزت رأسها

بيأس

وهي تكبح بسمتها من جنونه مرددة:

-مجنون..

وصل إليها جوابه قبل خروجها من المياه:

-مجنون بيكِ..

____________________

-ايوة يعني هنعمل ايه دلوقتي؟

طرحت «أروى» سؤالها على مسامع «جابر» الجالس جوارها،

تحديدًا

خلف المقود، بعد أن غادر منزل خالته وأخذ

وعدًا

بالتفكير من جانب والدته..ثم

حادثها

و مر عليها بالمنزل وقرر إيصالها إلى درسها..

والحديث معها حيال ما سيحدث بعد امتحاناتها وكيف سيقوم الاثنان بإنهاء الخطبة

والأهم من ذلك إخبار عائلتها..

-هنفكر..لازم نفكر في سبب وحل، عشان اول ما تخلصي امتحانات من هنا

نفركش

من هنا

واتجوز

ثراء اللي

خللت

دي..

حركت رأسها نحو النافذة مطلقة زفيرًا ثم عقبت بهدوء:

-وماله نفكر…

انا اصلا خايفة من رد فعل بابا..انت متعرفش

متعشم

في

الجوازة

دي إزاي..

على عكس أبيه زاهر اللي يطيق

العما

ولا

يطيقك

..

-والله من القلب للقلب..شعور متبادل يا بت يا أروى.

ابتسمت ثم عادت تنظر إليه تخبره:

-من امبارح مختفي..

ومنامش

في البيت وبابا قالب عليه الدنيا..

وبيتصل

عليه

مبيردش

..

زل لسانه ورد عليها دون أن يشعر:

-ومش هيرد مش فاضي

ومدشدش

..

وهتلاقي

أخت تقى

راحتله

تاني..

ضيقت عينيها بدهشة وسألته بشك واضح:

-ايه ده؟؟! ايه

مدشدش

دي..ومين تقى دي؟

ابتلع ريقه وأدرك فداحة فعله وكيف زل لسانه..

ابتسم بسمة مرتبكة متمتم بعدم فهم متعمد:

-مين قال

مدشدش

؟؟ ومين تقى دي؟

-جــابر..

متستعبطش

انت لسة قايل أنه مش هيرد ومش فاضي

ومدشدش

وتقى

راحتله

..ممكن افهم ايه ده؟؟

اتسعت عينيه وصاح باستنكار:

-أنا قولت كل ده؟؟

-آه قولت !

-مش فاكر الحقيقة..

زفرت بصوت مسموع ثم

حملقت

به وظلت هكذا حتى بدأ وجهه

يتعرق

مردد

بتلعثم

:

-يا ستي

متبصليش

وانا بسوق

بكسف

!

وممكن نعمل حادثة دلوقتي..

يرضيكي

نعمل حادثة واموت وانا لسة شاب في ربيع شبابي لم أدخل دنيا بعد !

-جابر ممكن تبطل حوارات..وتقولي في ايه..باين عليك اوي أنك

بتكدب

وعارف حاجة..وانا اللي اعرفه ان جابر القديم هو اللي بتاع الحركات دي..لكن جابر الجديد مش ممكن

يكدب

أبدًا..

اغمض عينيه لوهلة معقبًا على حديثها:

-بتدخليلي من

ثغراتي

..بصي انا مش

هكدب

اكتر من كدة..لما كنت جايلك وبعدين

اتصلتي

لما انا مجتش وقولتلك اني لقيت واحد معرفوش بيضرب ونزلت ساعدته..كنت بكدب عليكي عشان كنت اعرفه وكان اخوكي الحيوان الجربوع..وكل ده عشان ضايق واحدة..والعيال

طحنوه

وانا خدته على المستشفى بس هو كويس وراح على شقته..شقة

الهلس

والمزاج

والفرفشة

..

و رغمًا عنها شعرت بالخوف عليه..

وتناست

اي موقف أو سلوك سيء قد بدر منه نحوها..وقالت بقلق واضح:

-ممكن

تاخدني

اشوفه

واطمن

عليه..

-مش ممكن طبعا..بقولك شقة

للفرفشة

يعني ممكن بوليس الآداب يطب في أي لحظة.

-يا جابر بليز…

-اهي بليز دي مش بقدر

اقاومها

، حاضر يا ستي..

هاخدك

على هناك.

بعد وقت كان زاهر يفتح الباب بوجه يئن

ألمًا

من تلك الجروح والكدمات المنتشرة بجسده و وجهه..

تبدلت تعابيره

المتألمة

لأخرى مصدومة من تواجد شقيقته الصغرى أمامه..متقدمة منه بلهفة واعين تطوف

وتتنقل

عليه بقلق:

-أنت كويس يا أبيه؟؟؟ جابر

حكالي

اللي حصل..الف سلامة على حضرتك.

نظر زاهر بغيظ نحو جابر الذي هز راسه على الفور يمينًا ويسارًا ينفي قوله لاي شيء هامسًا له:

-كدابة

ياسطا

..ضميري

وشهامتي

و رجولتي

ميسمحوليش

افضحك

..هي اللي

جرجتني

و

وقعتني

في الكلام.. يعني من الاخر كدة

غرغرت

بيا..وانا نقطة

ضغفي

الغرغرة

..

ومن بين اسنانه رد عليها:

-كويس متخافيش..

ابتسمت وقامت

باحتضانه

متمتمة بنبرة حانية لامست شيء داخل قلب أخيها:

-طب الحمدلله..الف سلامة عليك يا أبيه..إن شاء الله انا وانت لا..

صدح صوت جابر من خلفها مغمغم

باستهجان

:

-بعد الشر.. أنتِ أنثى رقيقة

بسكوتة

كـ

بسكوت نواعم..بينما هو حلوف..او بغل..او الاثنان معًا..ويستاهل اللي

حصله

..خشي خشي بيت اخوكي..

دخلت بالفعل وجابر معهم يتابع اهتمامها الواضح..وصدمة أخيها من خوفها عليه رغم كل شيء فعله بها ومعها!!!

-اقعد هنا يا أبيه..وقولي كلت حاجة انهاردة ولا لا؟؟

هز رأسه ينفى تناوله لاي شيء، فقالت وهي تلتفت نحو جابر تطلب منه:

-جابر ممكن تنزل

تجبلي

طلبات من تحت؟

-اكيد قولي عايزة إيه؟

-عايزة فراخ

اسلقهاله

ويشرب

شوربتها

..

____________________

يجلس وسام بجوار صديقه على واحدًا من المقاعد الخشبية المصفوفة داخل فصله.. ينصت إلى حديث المعلم بملل شديد..

ملل سرعان ما تحول لسعادة ما أن دوى صوت الجرس المعلن عن قدوم وقت الاستراحة الخاصة بالطلاب والتي

يُتيح

لهم خلالها اللهو..وتناول طعامهم.. وشراء ما يحلو لهم.

خرج رفقة صديقه إلى الحديقة المدرسية..وبين يديه

شطيرته

الذي قام خالد بإعدادها له..

وأثناء

التهامه

لها وقع بصره على زميلته “سارة”……

والتي سبق له

مغازلتها

..

ابتسم

بطفولية

..وترك رفيقه الذي كان يحدثه واتجه إليها فقد كانت تقف بمفردها.

وقف أمامها ومد يده لها يعرض عليها:

-تأخدي حتة؟؟

هزت رأسها ترفض هذا العرض قائلة:

-لا..مش عايزة اكل..مامي

عملتلي

سندوتشات ومش عايزة اكلها..

قضم قطعة من

الشطيرة

..ثم علق:

-أنا أبا اللي عملي

السندوتشات

..بس بكرة لما

هيتجوز

أبرار هي اللي هتعملي وهبقى اقولها مامي برضو..

ضيقت عينيها وسألته بعدم فهم:

-أبا ؟؟

-اه أبا..يعني بابي..بس انا بقيت اقوله يابا زي جابر..

سالته مرة أخرى:

-مين جابر؟؟

-ده صاحبي..وانا بحبه أوي..

وهيجوز

هو وثراء

وهيجبلي

عروستي

..بقولك ايه أنتِ كمان قولي

لعمو

باباكي

أبا..وقولي

لمامتك

أما..

هيحبوها

أوي.. أصلا جابر كل حاجة بيقولها حلوة..

صمت قليلًا..

ملتهمًا

قطعة من

الشطيرة

وعينيه تنتقل على وجهها يخبرها:

-تعرفي أنك

قمورة

أوي؟ وانا حبيتك..

ابتسمت له وقالت:

-وانت كمان

قمور

أوي..

ازدادت ابتسامته اتساعًا والتهم آخر قطعة في

الشطيرة

ثم قال:

-بقولك إيه…

-إيه؟؟؟

اقترب منها وطبع قبلة بريئة سريعة على وجنتيها…ثم قال:

-انا قلبي بيفور ما تحن يا بيتيفور…

اتسعت عين المعلم “محمد” والذي سبق له الاستماع إليه…

متمتم بحنق من أفعال هذا الصغير:

-أنت تاني؟؟؟؟؟؟؟

انت

مبتحرمش

يا ولد !!

-معملتش حاجة والله في الفصل..احنا برة اهو..وجابر قالي برة الفصل اعمل اللي انت عايزه……..

_____________________

عـــــابد

..

عــــابد

..

تلفظ «سلطان» بنبرة عالية.. حانية..واقفًا أمام فراش إبنه والذي جاء

صباحًا

وعلى الفور غط في نوم عميق..

فتح عابد عينيه

الناعسة

يجيب عليه:

-نعم يا بابا؟

-الساعة ١٢ وأخواتك كلهم نزلوا ومفيش غيري انا وانت في البيت..

وعملتلنا

فطار

هتأكل

صوابعك

وراه..يلا قوم يا حبيبي.

عاد مغمض العينين معقبًا بهدوء:

-حاضر.

ابتسم سلطان قائلًا قبل أن يخرج من الغرفة:

-حضرلك الخير يا حبيبي يارب..

بعد خروجه فتح عابد جفونه…وظل

محملقًا

بسقف الغرفة بأعين شاردة

وذهن

بدأ بالعمل والتفكير فيما عليه فعله..

رمش

بأهدابه

ثم أزال الغطاء ونهض عن الفراش..كي يلج دورة المياة

ويتجهز

ثم ينزل

ويفطر

مع والده والذي يدرك ما يحاول فعله معه…..

بعد نصف ساعة تقريبًا كان يسحب المقعد ويجلس على السفرة..مستمعًا

لمرح

أبيه:

-كل ده عشان تنزل ده الفول والبيض

تلجوا

..بس والله ما

هتحرك

من مكاني

وهنأكله

زي ما هو..يلا سمي الله.

وبخفوت

ردد عابد:

-بسم الله.

مد يده وبدأ مشاركة والده الطعام..ومن حين لآخر كان سلطان يختلس النظرات إليه.. ورغم

تألمه

وحزنه على حاله إلا أنه لم يكن يظهر هذا…

راسمًا

بسمة زائفة..ليست حقيقية..تخفي ورائها حقيقة مشاعره..

ابتلع عابد ما بفمه بصعوبة..شاعرًا بأن الطعام يقف في حلقه..لا

يُبتلع

بسهولة..

قاطعًا

هذا الصمت المنتشر

بالارجاء

من حولهم..ملقيًا قراره الجديد على مسامع سلطان:

-بابا أنا فكرت وقررت اني اشتغل مع حضرتك في المطعم..وقررت اقفل الصالون.

تهللت

أسارير

سلطان ولاح عدم التصديق على وجهه يستفسر منه:

-بتكلم جد يا عابد؟؟؟

هز رأسه يؤكد هذا:

-ايوة يا بابا..جد الجد كمان.

___________________

للمرة الثانية يجلس خالد أمام “مديرة المدرسة” بعدما قامت بالاتصال عليه

واستدعاىه

مثل المرة السابقة..

ابتسم خالد وقال بهدوء

وكمحاولة

لتكذيب

ما يدور

بخلده

من شكوك:

-طبعا حضرتك عايزة تقوليلي أن وسام اعتذر

لزميلته

مش كدة؟

وبوجه

حانق

هزت المديرة رأسها وهي تعقب على حديثه:

-لا يا استاذ خالد

معتذرش

..وسام ابن حضرتك باسها المرة دي..وقالها كلام ابشع من اللي قبله.

صُدم

..شعر

وكأن

احدهم قد سكب عليه

دلوًا

من الماء البارد..

خرجت كلماته غير مصدقة مغمغم:

-ابن حضرتي مين اللي باسها؟؟ وكلام ايه ده اللي قاله !!!

-حالًا حضرتك هتعرف..

قامت

بإستدعاء

وسام مثلما فعلت سابقًا..لحظات وكان يلج

المُعلم

ومعه وسام..

والذي كان

مطرقًا

الرأس..يقترب من والده دون أن يرفع رأسه..

خرج صوت المديرة

ساخطًا

..

ساخرًا

بشكل كبير متمتمة:

-قول لـ بابا..انت قولت إيه يا وسام وعملت ايه المرة دي.

رفع الصغير رأسه وقال

محاولًا

التبرير والدفاع عن نفسه:

-أنا

مكلمتهاش

في الـ

class

والله.. كلمتها في البريك،

وبوستها

عشان أنا بحبها وهي

قمورة

أوي..وبعدين جابر قالي اعمل اللي أنا عايزه برة الفصل عادي.. إن شاء الله حتى

ابوسها

..وانا عملت كدة وسمعت الكلام..

كز

خالد على أسنانه مستمعًا لحديث

المُعلم

:

-اهو من ساعة ما شوفته وسمعته وهو بيقول أنه عمل اللي اسمه جابر قاله عليه..كمان عايز ابلغ حضرتك يا استاذ خالد أنه قالها “قلبي بيفور ما تحن بيتيفور..”

و ده كلام غير لائق..واللي عمله مع زميلته بشع وغير مقبول بالمرة..

جاء دور المديرة قائلة بأسف:

-استاذ خالد انا اول مرة

استدعيتك

ومردتش

اخد اي خطوة كرد فعل..و قولت حضرتك

هتوعيه

انت

والمدام

..

بس احنا

ملحقناش

..والموضوع كدة

قاطعها خالد مغمغم باعتذار ونبرة حاسمة جدية:

-أنا بعتذر لحضرتك نيابة عنه..

وصدقيني

الموضوع ده مش

هيكرر

تاني..ولو حصل مرة

ثالته

رغم اني عارف أنه مش هيحصل ساعتها حضرتك تقدري

تأخدي

الإجراء اللي تحبيه…

أصطحب

ابنه معه وغادر رفقته..صعد وسام بالمقعد المجاور لابيه والذي قام بوضع حزام الامان له دون النطق باي حرف..

ثم دار حول السيارة

واستقلها

وانطلق بها.

ظل

ملتزمًا

الصمت والصغير يلاحظ هذا..

كاد يفتح فمه ويتحدث معه..لولا نظرة خالد النارية الذي

حدجه

بها واضعًا

سبابته

أمام فمه مغمغم:

-هششش..ولا كلمة…ولا حرف..صوتك مش عايز اسمعه…

ابتلع الصغير كلماته

بجوفه

خوفًا

من ملامح أبيه الغاضبة..

وراقب إخراجه

لهاتفه

وعبثه

به بأعين تنظر تارة بالطريق وتارة بالهاتف..

آتى برقم جابر ولم يتردد بالاتصال عليه..

وما أن أجاب عليه حتى صدح صوت خالد

منفعلًا

:

-تسيب كل اللي بتعمله دلوقتي

وتيجي

على المكتب..انا مستنيك..

ثم اغلق بوجهه لا ينتظر سماع اي جواب أو تعليق..

____________________

يمسك به من تلابيبه بعدما

باغته

بالهجوم عليه..

دافعًا

إياه تجاه الحائط من خلفه متمتم من بين أسنانه:

-ابني باظ بسببك..

جبتك

عشان تكلم معاه قعدت

تهزر

وبوظته

اكتر..

مراعتش

انه عيل صغير

وبيحبك

وبيلقط

منك..قولي ده

غلطك

ولا

غلطي

؟؟؟

غلطك

عشان مش

مراعي

سنه وعدم فهمه، ولا

غلطي

أنا عشان سايبه معاك…

ضيق جابر عينيه وقال بعدم فهم:

-ايه اللي حصل تاني؟؟

-قولتله قولها قلبي بيفور ما تحن يا بيتيفور..و يعمل اللي هو عايزة برة الفصل..إن شاء الله حتى

يبوسها

..فطبعا مسك في الكلام وراح عمله انهاردة في الفسحة..

وباس

البنت..

اتسعت عينيه

وابتلع

ريقه فقد كان يمزح معه..لم يظن بأنه سينفذ حديثه..

وعلى الفور عقب:

-دي أكيد بوسة أخوية صدقني..

اشتعل وجه خالد أكثر من تعقيبه فسارع جابر بالمتابعة متمتم:

-وبعدين الحق مش عليه..الحق على اللي

سمحتله

يبوسها

من الاول..كانت لازم

تصده

وتوففه

عند حده..وبعدين ابنك مين ده اللي

بيبوس

..ده أنا لحد دلوقتي

مبوستش

واحدة..!!! الواد ده باظ وانا رجعت في كلامي مش

هجوزه

بنتي

وهجوزها

سيد سيده..

-جـــــــــابر….

متعصبنيش

..انا مش

طيقك

خلقة..ومش

جايبك

تنرفزني

أكتر..انا عايز حل..عايز ابني المؤدب..الهادي بتاع زمان يرجع..

رد عليه بدهشة ممزوجة بمرح:

-هو أنا مصباح علاء الدين ؟

ولا انا ساحر..ده اعملها ازاي دي ؟

-معرفش اتصرف..الواد بيسمع كلامك..فكر في حل..

هز جابر رأسه

يمنيًا

ويسار ثم عقب:

-وافكر في حل ليه وهو موجود..وانت قولته

بعضمه

لسانك..الواد بيسمع كلامي..

سبهولي

بقى أنا

هخليولك

(أ)…

__________________

ذهب «عابد» إلى الصالون الخاص به

مساءًا

، قرب موعد الإغلاق، وانتظر داخل مكتبه حتى غادر الزبائن ثم قام

بجمعهم

من ذكور وإناث ملقيًا عليهم قراره الجديد بإغلاق المكان..

ظهر تذمر البعض

واعترضوا

..كما تساءل آخرين عن سبب تلك الرغبة رغم أنه يعمل جيدًا

واعتادت

بعض النساء بالقدوم إليه..

فما كان منه سوى الجواب عليهم بتلك الكلمات:

“هيتقفل عشان أنا عايز كدة…

وهشتغل

مع والدي وأخواتي في المطعم، كمان قريب

هنفتتح

فرع تاني ..واللي حابب فيكم

ينورنا

ويشتغل معانا هناك مش

هنقوله

لا..بس اني

اسيب

المكان هنا زي ما هو لا..واصلا لو سبته كلكم

هتمشوا

لأنه مش هيبقى مختلط

وهيبقى

خاص بالسيدات فقط.. وأنا بصراحة معنديش وقت اشوف حد يديره.”

كان يشير نحو الرجال عندما هتف كلمة “كلكم”…

هز البعض رأسهم بتفهم..وغادر البعض الآخر دون التفوه باي حرف..او

توديعه

غاضبين من قراره

بالغلق

..

أما هو فقد كان يرى نفسه يفعل شيء

صائبًا

والدلالة على هذا أن والده لم يعارضه بل سعد كثيرًا

وسانده

بهذا القرار…

وعبقت

الفرحة الأجواء من حولهم.

غادروا مكتبه لم يتبقى أحد سواها “فاتن” تلك التي كانت تحبه ولا تزال تحبه..

تلك التي كانت تطمع في قربه وفعلت ما بوسعها..

لكن كل هذا دون جدوى..

لم يشعر بها يومًا !!!!

لم يراها! حتى بعد فراقه

وانفصاله

عمن كانت تراها

سببًا

في هذا..

ابتسمت بسخرية

مخبرة

ذاتها:

“لم

يراكِ

بالسابق…والآن أيضًا لا

يراكي

، أنتِ بالنسبة له سراب…..”

ابتلعت ريقها واقتربت منه بهدوء عازمة على المغادرة

ونسيانه

والحفاظ على ما تبقى من كرامة لديها….وذلك لن يحدث إلا بإخراجه من عقلها..وقلبها

وستنجح

بهذا وتجد من

يُقدرها

ويعطي لها

ولعشقها

قيمة…

-أنت كويس؟

هز رأسه لها

ناطقًا

بهدوء:

-الحمدلله بخير.

ابتسمت بسمة مجاملة ثم قالت بهدوء:

-انبسط بالشغل معاك يا عابد..

وبتمنالك

الخير والسعادة..والنجاح في شغلك مع والدك….

___________________

ذهبت «وعد»

لمقابله

«أشرف» بالخارج

وبمكانهم

المعتاد والمفضل…

فقد طلب منها هذا

وأخبرها

بأنه بانتظارها هناك..

وصلت أخيرًا

وبأعين

باحثة عنه لم تجده..كادت تدس يدها بجيب

سروالها

الجينز وتخرج هاتفها وترى اين هو..لكن نما إليها صوته وعلمت

بجلوسه

أعلى الشجرة..

“بدوري على مين يا شابة؟؟ لو عليا فـ أنا أهو..فوق الشجرة

وبتفرج

على فيلم أبيض وأسود..اطلعي

اتفرجي

معايا..”

رفعت بصرها نحو وعلى الفور تذكرت أمر سخريته منها

لصعودها

وجلوسها

بالاعلى فقالت:

-انت بتعمل ايه فوق عندك؟؟ هو انت قرد يا استاذ أشرف؟؟

-لا مش قرد، أنا أشرف..او أشف..قوليلي أشف بحبها..

شعرت بالحيرة فهل بات يحب ذلك الاسم أم

يجاملها

؟؟ وهل بات يستقل الأشجار محاكاه لها أم

حبًا

بها !!!

كل هذا دار

بخلدها

حتى انتشلها صوته منها وهو يغمغم:

-أنتِ لسة

هتسرحي

..يلا يا ماما.. اطلعي..الجو هنا

تراوة

..

رضخت لطلبه

وتسلقت

الشجرة وساعدها هو بمد يديه ومساعدتها..وكانت يده خير عون له..

فسريعا

باتت تشاركه جلسته..

تزين محياه ببسمة واسعة محبة.. قائلًا:

-ايه رأيك بقى

تراوة

ولا مش

تراوة

؟؟

ابتسمت له وهي تجيب:

-لا

تراوة

فعلًا

..الله ينور عليك يا ابو عمو..

-مكدبتش انا بقى..بقولك إيه

مفكرتيش

؟

عقدت حاجبيها وسألته بعدم فهم:

-مفكرتش في إيه؟

-في موضوع جوازنا.. أصل أنا كدة كدة كاتب عليكي..تعالي بقى نعمل فرح..

ونتجوز

.. ونفرح ابويا

وابوكي

..وأمك وأمي..

رفضت هذا وقالت:

-لا هما

هيفرحوا

بينا في الميعاد اللي متفقين عليه عادي..

-يا هبلة فرحتهم هتبقى مضاعفة لو

فرحانهم

بدري بدري ..

وعيالنا

جم بدري بدري..

واتنططوا

حوليهم

بدري بدري..وبعدين ابوكي أصلا مش

طايقني

..

وبقرأ

في عينه مقولة ”

انقذني

يا أشرف..يا أشرف

انقذني

“..

وصل إليها ما يحاول قوله بالجملة الأخيرة..فقامت

بلكزه

بذراعيه متمتمة من بين اسنانها:

-تنقذه من ايه ها..تنقذه من ايه..بلاش افورة..

نفض يدها عنه وأضاف بنبرة مازحة:

-ما هو ياريتها جت على ابوكي بس يا عبيطة..ده حتى مروان بشوف في عينه جملة:

“ما تنجز بقى يا بني..خلينا نخلص….”

هبت من جلستها وقالت وهي ترغب في النزول:

-أنا هنزل قبل ما أنا اللي اخلص عليك…انا غلطانة اصلا اني جيت وسبت مذاكرتي..

مسك بخصرها وهو يعقب بمرح:

-حوش يا بت المذاكرة اللي مقطعة نفسها..

وضعت يدها فوق يده محاولة التملص منه ومن محاصرته مغمغمة:

-أنا مش هرد عليك..واوعى بقى سبني انا اللي انقذك واخلصك مني..اوعى يا أشرف…

لم يستمع إليها وظل ممسكًا بها بل مشددًا متمتم:

-مش واعي..ولو عايزاني اسيبك يبقى بشرط..اديني واحدة أشف يلا..

-بعينك..انا اصلا مش هقولها بعد كدة عشان بايخة ودمها تقيل..

-بايخة ودمها تقيل ليكي ولاي حد.. إلا أنا…اصل اي حاجة منك حلوة يا حلوة..

هدأت وسكنت بين يده..حركت رأسها ونظرت إليه فوجدته يحملق بوجهها فقامت على الفور بإبعاد عينيها شاعرة بالخجل يتمكن منها…

وبهدوء قالت:

-ممكن بقى تسبني؟؟ ممكن ؟

مد يده ورفع ذقنها بأنامله يجبرها على النظر إليه يجيبها:

-ما انا قولتلك اديني واحدة أشف عشان اسيبك أنتِ اللي مش عايزة او مش مصدقة.. يلا يا وعد.

بللت شفتيها بطرف لسانها ثم قالت منصاعة لطلبه كي تتمكن من الهرب قبل أن يتلون وجهها وترتبك أكثر من ذلك:

-طيب ممكن تسبني يا اشف؟

-عيون أشف والله..

وبالفعل حرر خصرها وتركها..وقبل أن تتحرك كان يباغتها بطبع قبلة سريعة على وجنتيها مغمغم بضحكة:

-يلا يلا اهربي قبل ما اشف يتهور..

حدجته بنظرة مشتعلة قبل أن تبدأ بالهبوط من أعلاها..

وما أن لامست قدميها الارض حتى رفعت رأسها.. وفتحت فمها كي تخرج حروفها وتتهمه بانعدام التربية كان يطالعها ويقذف لها قبلة بالهواء لم تمكنها من الحديث بل جعلتها تهرب فقط..

____________________

وصل «خالد» رفقة ابنه منزل سلطان مثلما اتفق مع جابر اليوم..وتسنح له فرصة الحديث مع هذا الصغير الذي بدأ بتقليده وتنفيذ أي شيء يقوله له..

استقبلهم سلطان بحرارة..هو وابنائه الخمس..

ثم تحركوا نحو الصالون وجلسوا به عدا جابر و وسام والذي طلب منه جابر النهوض معه كي يرى ذلك النسناس المتواجد بالمنزل..

سعد وسام ونهض معه..وظل يلهو بالبداية معه..ومع جابر الذي كان يبحث عن مدخلًا لبدء الحديث..

واخيرًا وجد هذا المدخل..

ابتسم وقال وهو يداعب رأس النسناس:

-عارف ياض يا وسام..انا شكلي هغير رأيي ومش هجوزك بنتي انا وثراء..

حظى جابر باهتمامه بدلا من النسناس وسأله في خوف:

-ليه يا جابر..ده انا بحبها..

-ياض بلاش كدب بتحب مين..يخربيت الفشر..هي لسة جت؟؟ وبعدين بتحبها ازاي بس وانت نازل معاكسات ومغازلات وبوس في واحدة تانية..تعرف ان دي كدة خيانة لبنتي؟ وانا لا أقبل أن ابنتي..فلذة كبدي تتزوج بخاين مثلك..

تجمعت الدموع بعين وسام وقال:

-انا مخنتهاش والله..هي سارة قمورة..وانت اللي قولتلي ابوسها..وانا عملت اللي قولتلي عليه..وقولتلها انا قلبي بيفور ما تحن يا بيتيفور..

امتعض وجه جابر وقال مستنكرًا:

-والله؟!!

وانت بتسمع مني وتروح تنفذ مع واحدة غير بنتي؟؟ يعني انا كدة بساعدك على خيانة بنتي..لا لا..انا مش موافق عليك..انا هشوف عريس لبنتي غيرك..انت مبقتش نافع..وبقيت باد بوي..وانا عايز جود بوي..

وبلهفة ردد وسام:

-وانا جود والله..ومش هكلم واحدة تانية غير بنتك عروستي..

-بعد ايه بقى..انت خنتها يا بيه..خنتها..وانا بنتي مش ناقصة ايد ولا رجل عشان تتخان..دي الف عيل وعيل يتمنوها..ثم هو أنا كنت بقولك الحاجات دي وبعلمك الصياعة والباد عشان تروح تعمل كدة مع غيرها؟!! ده بدل ما تحوش القواميس دي كلها ليها..رايحة توزعها بلوشي..

وبنبرة شبه باكية غمغم وسام:

-خلاص والله مش هعمل كدة تاني..متزعلش ومتقولهاش..

-لا يا اخويا هقولها أنا مش كداب..خليها تعرف حقيقتك يا خاين يا ابو عين زايغة ميملهاش غير التراب…

رفض وسام هذا وقال يصر:

-والله مش هخونها تاني..ومش هكلم سارة تاني..

سعد جابر بما يحدث فأضاف:

-وتسمع كلام أبوك..وترجع وسام اللي اعرفه..وبدل ما تتجهه للبنات والمسخرة دي اتجه لاي نشاط أو رياضة..يعني مثلا العب رياضة..عشان تطلع كلك عضلات زي أبوك ابو عضلات نفسي امسك دبوس وافرقعهم زي البالونة..الا قولي هو ابوك نافخ عضلاته دي ولا طبيعي؟؟؟

كان خالد يقف على مقربة منهم وينصت لحديثهم من البداية…وبالنهاية وباستماعه لسؤال جابر ردد:

-لما تقولي انت الاول كرشك ده طبيعي ولا نفخ؟؟

طالعه جابر متمتم بجدية:

-اقسم بالله طبيعي.. إحنا مش بتوع نفخ يابا احنا بتوع الطبيعي كله…..

يتبع.

فاطمة محمد.

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق