رواية كارثة الحي الشعبي الفصل الثالث والثمانون 83 – بقلم فاطمة محمد

رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل الثالث والثمانون

الفصل الثالث والثمانون

الفصل الثالث والثمانون

أنظر جيدًا.

كارثة الحي الشعبي.

فاطمة محمد.

الفصل الثالث والثمانون:

مر ما يزيد عن ثلاثة أشهر لم يحدث بهم الكثير، وبقى حال “دلال” كما هو مقيمة بمنزل شقيقتها،

ويزورها

كل من نضال وأشرف من حين لآخر.. عدا خليل الذي استمر بزيارتها يوميًا بعدما عاد من الساحل الشمالي، وحرصت فجر دائمًا على الذهاب معه وفشل أنس بتلك الفترة برؤيتها نظرًا لخروجها الدائم مع زوجها، وعدم استطاعته زيارتها بمنزل زوجها كي لا يتسبب بمشكلة لها، كذلك فعل جابر وظل يمر على والدته يوميًا…أما عابد وسلطان فلم يفكر اي منهما بزيارتها أو الحديث معها، وكلما حاول أحد الأبناء الحديث مع سلطان حيال أمرها كان يرفض

الأنصات

..

وبناءًا

على هذا التجاهل من طرف عابد وسلطان رغم محاولاتها التي تعدت ثلاث مرات

لمصالحتهم

قررت التوقف عن المحاولة..

أيضًا انهت الفتيات خلال تلك الفترة امتحاناتهم..وعلى الفور بدأوا بتجهيزات حفل زفاف كلا من “أشرف و وعد”، “نضال و داليدا”، “خالد و أبرار”..و الذي اتفق أن يقام بإحدى الفنادق

وبليلة

واحدة..وها قد آتت تلك الليلة وذلك الزفاف وحان وقت إجماع تلك القلوب العاشقة…

وبداخل هذا الفندق وبعد عقد قرآن كل من خالد

وأبرار

وتحديدًا

بتلك المساحة المخصصة للرقص كان يرقص كل منهما مع عروسته..…

مال «خالد» على أذن أبرار يهمس لها جوار أذنيها ويديه تشدد على خصرها:

-هو انا ينفع

اعاكس

؟؟

وأقولك

انك زي القمر.. وانك احلى الموجودين؟

شعرت بالحياء ولم يصدر منها سوى الهروب بعينيها منه..والنظر

باللاشيء

..

ابتسم على ما بدر منها

وأضاف

بذات النبرة

الهامسة

:

-اظن أنه ينفع ما أنا كتبت عليكي خلاص

وبقيتي

مراتي رسمي..وشوية

صغننين

ونروح على بيتنا..

تسارعت ضربات قلبها بجنون،

وكتمت

أنفاسها للحظات قبل أن تغير مسار الحديث وعينيها تجوب يمينًا ويسارًا بحثًا عن ابنه:

-هو وسام فين؟ مش شيفاه يعني !

أدرك ما تفعله وكيف تبدل مسار الحديث بينهم..فأجابها وهو

يجذبها

من خصرها نحوه أكثر وأكثر:

-وسام هناك اهو مع جابر..وبعدين

متغيريش

الموضوع اللي

بنكلم

فيه..ممكن؟؟

وبخجل

جلي ردت عليه متراجعة

خطوتان

للخلف:

-لا مش ممكن..الموضوع اللي أنت بتكلم فيه اصلا مش مهم، وبعدين أنت بتقولي في الاول ينفع!! بتقولها على أساس إيه ما أنت قولت اللي انت عايزه!! انا شايفة انك تشيل كلمة ينفع من الجملة عشان مش ماشية..

ما كادت تتنفس الصعداء من

بُعدها

عنه ونجاحها بالتراجع لولا جذبه لها مرة أخرى وإصراره على

قُربها

منه أثناء

رقصهم

..

هامسًا لها من جديد بنبرة ماكرة حملت بين طياتها الكثير من الخبث

والوقاحة

:

-متبعديش عن حضني تاني..عشان لو

اتكررت

هزعل جامد..ومش هبقى مسؤول عن اللي هيحصل واللي الناس

هتشوفه

بعمله معاكي.

عقب إلقائه لتلك الكلمات على

مسامعها

ظلت كما هي، لم تفكر بالابتعاد عنه

خوفًا

من فعل شيء متهور قد يزيد خجلها

أضعافًا

وقد يجعلها تفقد القدرة على الوقوف على قدميها..

____________________

تلاقت أعين كل من “أشرف و وعد” أثناء

رقصهم

معًا وضمه

لخصرها

ومحاوطتها

لعنقه

..

تحركت عينيه ببطء على ملامحها، العاشق لها كما لم يعشق من قبل..

فقد أدرك معها بأن حبه السابق والذي عايشه مع زينة لم يكن

بالحقيقي

!!!

والحب الحقيقي لم

يذيقه

إلا معها..

لم يعد يفكر بغيرها ولا يريد سواها !!

فما الذي فعلته به

وبقلبه

!

هل هي ساحرة والقت عليه سحرها، أم ماذا !!!

تبسم وجهه وهو يثبت بصره على عينيها..

وآه من عينيها التي كلما نظر بهم يهيم بها أكثر فـ أكثر..

توترت من تلك النظرات وذلك البريق الغريب

بمقلتيه

..نظرت للحاضرين الجالسين

والواقفين

منهم يقومون

بتصويرهم

..ثم مالت برأسها تجاهه تخبره بجوار اذنيه مانعة إياه من تلك المتعة بالنظر إليها:

-هو ينفع

متبصليش

كدة..ويبقى أحسن لو

مبصتليش

خالص..

ابتعدت بعدما أخبرته بما تريد..سلط بصره مرة أخرى بعينيها..

لحظات وكان يبتعد ويجيب على

استفسارها

ذلك جوار أذنيها:

-مش قادر..ولو قادر مش

هتأخر

..بس حقيقي مش قادر..ومش عارف..عينيكي حلوة أوي.. وأنا

بعشقهم

..

وبعشقك

يا وعد..وعايز اقولك أني ممنون لكل الظروف وكل حاجة حصلت وصلتني ليكي

وخلتني

اشوفك..

___________________

دنا «نضال» من جبين داليدا أثناء رقصه معها..

طابعًا

قبلة شغوفة

ملتاعة

أعلاه.

لم ينهيها سواها بعدما ابتعدت هي برأسها مغمغمة من بين أسنانها:

-أنت بتعمل ايه لم نفسك، الناس

بتتفرج

علينا.

رد عليها ببساطة وبسمة تزين وجهه:

-طب ما يتفرجوا..هما جايين اصلا عشان يتفرجوا علينا..

ويباركولنا

ويرقصولنا

..

ووبعدين

ايه لم نفسك دي هو أنا عملت حاجة؟؟ ده انا حتى كدة

ملموم

و أنتِ المفروض

تحمدي

ربنا أنها على

قورتك

مش في حتة تانية..

حركت رأسها

بيأس

وحنق

طفيف تخفي به خجلها:

-أنا بجد مش هكلم معاك.

-متكلميش..

وسبيني

ابص

في وشك القمر ده..

واتامل

الجمال الطبيعي الرباني ده..قوليلي يا داليدا يا بنت ام داليدا هي حماتي وهي حامل فيكي كانت

بتتوحم

على ايه ها؟؟

وقبل أن تجيب كان يرد هو:

-اكيد قشطة..وعسل

ومربى

والحاجات الحلوة دي صح؟

-لا غلط كانت

بتتوحم

فيا على

كوارع

ومومبار

..

قطب حاجبيه وقال بدهشة وعدم تصديق:

-كوارع

ومومبار

!!!! ده إزاي ده؟؟ بقى أنتِ

كوارع

ومومبار

..اومال وعد أمها كانت

بتتوحم

فيها على إيه؟؟

كبحت بسمتها وردت عليه:

-يا بني ملكش دعوة بـ وعد..

وارقص

وانت ساكت بقى..ده انت

رغاي

أوي…

__________________

على إحدى الطاولات القابعة على الجانب الأيمن والتي تجلس عليها دلال وشقيقتها

وابنائها

..وجابر و وسام وفجر وخليل..

سحبت نجلاء مناديل ورقية من تلك العلبة الموضوعة أمامهم،

ماددة

يدها إلى أختها مغمغمة بالفصحى والتي باتت تتحدث بها مؤخرًا:

-ماذا بكِ يا دلال ؟! توقفي عن البكاء

أرجوكي

..

التقطته دلال من يدها تمسح تلك الدموع، مجيبة بنبرة باكية:

-دي دموع الفرحة يا نجلاء…

-أعلم هذا ولكن توقفي….

حولت بصرها نحو جابر

منادية

عليه بصوت عالي كي ينصت إليها:

-جابر أنظر إلى أمك وما تفعله؟؟ فهل يبكي المرء بزفاف ابنائه..

تنهد جابر واقترب

بمقعده

من والدته متمتم:

-أمي

أرجوكي

توقفي عن البكاء..فهذا لا يجوز بالمرة..بالله

سأبكي

معكِ ولن يستطع أحد

إيقافي

عن تلك الوصله التي

سأدخل

بها من بكاء..

أيدته

نجلاء مرددة:

-نعم وأنا أيضًا سأفعل هذا..وستكون هي سبب هذا..

حدجت

بها دلال..ثم بابنها..وعلى الفور قالت بحنق:

-اقسم بالله..إذا توقفت عن البكاء

سأخلع

حذائي المتواجد بقدمي الآن وانزل

بكعبه

العالي عليكم..فقد نفذ صبري

وسأنفجر

بكم…

انتهت متابعة بالعامية:

-هو أنا بتفرج على سبيستون..

متعصبونيش

بقى….

زم جابر شفتيه معقب بأسف:

وآسفاه

عليكي يا

آمـــــاه

..

ردت عليه

بتهكم

:

-وآسفاه عليك انت يا سافل يا قليل الأدب

واخرس

يا ولا اخرس عشان

مفرجش

الناس علينا..

ثرثر

مع ذاته

متذمرًا

مما تفعله..

محولًا

اهتمامه وبصره نحو وسام الجالس جواره تمامًا ويرتدي بدلة سوداء مماثلة

لبدلة

والده..

فوجده

يحملق

ويتابع أحدهم..نظر لما ينظر ويركز هكذا فسقط بصره على ثراء..

اتسعت عينيه..وسارع بسحب مقعد وسام يقربه منه..ممسكًا

بتلابييه

مردد بشراسة ومن بين اسنانه:

-أنت

بتبص

على مراتي ياض؟؟؟

بتبص

على مراتي انا..انت

اتجننت

؟؟ ده انت شكلك

مستغني

عن عُمرك بقى..ولا انا جابر الديب ياض..وانت كدة لعبت مع الديب بس مش

هتقدر

تستحمل

التعذيب..بص قدامك..وإياك..إياك

الاقيك

بصتلها

تاني..

ابتلع وسام ريقه وهتف بخوف بسيط:

-والله ما عملت حاجة..وبعدين هي ثراء بقت مراتك امتى؟

-أنت

بتكدبني

يالا..

بتكدبني

؟

هز وسام رأسه متمتم:

-وربنا أبدًا.. أنا بسال بس..اصل

عروستي

لسة مجتش..

-ما هو من النبر..لو تبطل نبر الدنيا هتمشي والبت بنتي هتيجي..

وافق على حديثه وقال:

-حاضر

هبطل

نبر..بس هو يعني ايه نبر اصلا؟

رد عليه من بين أسنانه:

-أنت

هتناقشني

..

هتناقشني

..سنك انا عشان ترد عليا..اخرس

وبص

قدامك..

-حاضر.

____________________

وصلت «نيفين» التي لم يدعوها أحد…بحثت عنه وسرعان ما رأته وهو يرقص

ويحاوط

خصر تلك الفتاة..اشتعل صدرها

ونعتت

ذاتها فهي من تسببت في انفصال زوجها عنها..

وذهابه

لاحضان

أخرى..

أخرى يتضح من عينيه وتلك النظرات انه يكن نحوها مشاعر خاصة..

نظرات تعرفها جيدًا

وتحفظها

عن ظهر قلب…نظرات كان يخصها وحدها بها..والآن باتت من نصيبها هي.

كزت

على أسنانها وسارت نحوهم، لم تهتم بالبحث عن ابنها او السؤال عنه..

كادت تحقق غايتها

وتزعجهم

بمجيئها

لولا “ناهد” التي رأتها بمحض الصدفة أثناء ترحيبها

بضيوفها

ومباركتهم

لها..

وقفت أمامها

وتفاجئت

نيفين بظهورها لها من العدم..

لم

تتمهل

ناهد وقامت بسحبها معها خارج قاعة الفندق قبل أن يراها خالد أو وسام..

حررت يدها ما أن أصبحت خارجها وبعيدة عنها تستفسر منها:

-أنتِ ايه اللي

جايبك

هنا؟؟ عايزة ايه؟

ردت عليها بهدوء مفتعل:

-جاية ابارك لخالد.

-وهو مش عايز

مباركتك

مش

هتزوده

بحاجة..هو مبسوط

بعروسته

..ولو شافك مزاجه

هيتعكر

..فـ زي

الشاطرة

كدة امشي من سكات..عشان

ممسحش

بكرامتك

الأرض..ده لو عندك اصلا كرامة..

-أنتِ ازاي تكلمي معايا كدة؟؟ أنا

-أنتِ تمشي من هنا زي

الشاطرة

عشان

معملش

اللي أنا بقوله..وأقسم بالله يا نيفين..اقسم بالله لو فكرتي

تعكنني

عليهم أو تعملي اي حركة زبالة مش هتلاقي غيري في وشك..يلا يختي

اتكلي

..

لم تتحرك فقط تسارعت وتيرة

تنفسها

..

ارتفع حاجبي ناهد وقالت وهي تدفعها

بذراعيها

:

-ما يلا يختي أنتِ لسة

هتبحلقي

فيا..يلا يا ماما..

___________________

يقف عابد بالخارج بعيدًا عن ذلك الضجيج

والصخب

.. والبشر…يحاول تهدئه حاله..الذي انقلب ما أن

رأها

اليوم..فقد كانت فاتنة ترتدي

فستانًا

واسعًا

محتشمًا

وحجاب يخفي خصلاتها وتخلت عن وضع اي زينة..كان وجهها

طبيعيًا

..

طبيعيًا

لتلك الدرجة التي أصابت قلبه الذي

اشتاقها

حد الهلاك بمقتل..

اغمض عينيه

يعتصرهم

يندم على رد فعله السريع الذي ترتب عليه ما يحدث..

لكن ما الذي كان عليه فعله..لم يتحمل ما اكتشفه

وصدمته

بحديثها

مع اخر رآها داخل أحضانه..

ولكنه يعود

مخبرًا

ذاته بأنه

رُبما

خير…فمنذ تلك الليلة التي صلى بها الفجر…

وأغلق

الصالون وبات يعمل مع والده.. أصبح

رجلًا

آخر..آخر أكثر

تقربًا

من الله عز وجل..وأكثر

حرصًا

على

تأديه

صلاته في أوقاتها…

قاطعًا

اي تواصل مع أي إمرأة لا تحل له.

ومؤخرًا

بات يدعو الله عز وجل أن يريح قلبه ويجمع بينهم مرة أخرى…

سحب نفسًا

عميقًا

حبسه للحظات..ثم زفره

مفرجًا

عنه..

عائدًا

للداخل مرة أخرى..

وما أن فعلها حتى وجد ذاته ينظر مكان جلستها..ظل

يحملق

بها لا يبالي إن

رأه

أحد

متاملًا

بسمتها التي ترسمها وحديثها مع فتيات عائلتها.

شعرت هي بوقوف أحدهم عن

بُعد

وتركيزه معها..رفعت بصرها تنظر نحو ذلك الشخص..وليتها لم تفعل هذا..

تلاقت عينيهم ودار حديث بينهم من خلالهم …

هز رأسه يرفض هذا البعد..يكفيه تلك الأيام.. والشهور..يكفيه

بُعاد

…نفذ تحمله..ولم يعد يستطع تحمل فراقها..

بحث بعينه عن والدها وما أن وجده حتى ترك العنان

لقدميه

..

وصل أمام مروان وقال

يستأذنه

تحت بصر سليم..بسام..أيهم..

إياس

..آدم..وسلطان.

-ممكن اتكلم مع حضرتك ثواني؟

وافق مروان وتحرك معه خارج القاعة تاركين البقية خلفهم

مخمنين

ما يريده ويرغب بالحديث حوله..

وقف

بمواجهته

وعلى الفور القى عابد ما لديه على مسامعه:

-أنا عايز أطلب من حضرتك أيد وئام..

__________________

في ذات الوقت مر كلا من زاهر و أروى و والدهم و والدتهم من

جوارهم

..

و دخلوا إلى القاعة..

تنقلت عين أروى هنا وهناك بحثًا عن جابر

وبالاخير

وجدته مشيرة نحو

طاولته

:

-جابر هناك اهو..

تقدموا منه و رحب جابر بهم بعد أن نهض من مكانه…وذهب منتصر

للمباركة

لـ سلطان…

وأثناء جلوس أروى و والدتها..كانت أعين زاهر

تحملق

بالطاولة

التي تجلس عليها ثراء..

رآه جابر فلم يتردد برفع يده ومسكه من ذقنه مغمغم بأسلوب همجي:

-عينك يا بابا..عينك يا حبيبي..عينك بدل ما

اخزقهم

..

التفت إليه زاهر وقال يستفسر ببرود:

-ايوة نعم خير؟؟؟

-نعم الله عليك يا حبيبي..بص قدامك يا بابا عشان رقبتك

متتلوحش

..

واتقي

الله..اتقي الله..انا مش عايز

اتغابى

عليك..

ارتفع حاجبي زاهر وردد بسخرية:

-تتغابى عليا انا؟؟

-وعلى اللي اتخن منك كمان..مدام

بتبص

على فتيات الفرح..وبعدين انت

فاكرهم

زي تقى بتاعتك دي؟؟ دول كلهم فتيات محترمات..بنات ناس..

مرت فتاة ترتدي فستان قصير لم يدري جابر هويتها

وتحاشى

النظر إليها أثناء مرورها..لكن زاهر لم يفعل..والتفت برأسه يتابعها..

كز

جابر على اسنانه وقال من بين أسنانه:

-اقسم بالله ما شوفت بربع جنيه تربية..

وبوقاحة

رد عليه زاهر

رامقًا

اياه بعبث:

-أنا مشوفتش تربية أصلا..انا عديم

الرباية

..

تنهد جابر والذي بات

مقربًا

منه إلى حد ما عقب تلك الحادثة التي حدثت معه وظل خلال تلك الفترة يزوره ويأخذ

اورى

إليه..حتى من بعدها لم يتوقف عن لقائه…فلا يدري اي منهما كيف حدث هذا القبول بينهم !!!!

حتى علاقته بأخته لم تعد مثلما كانت…فقد أصبح

هادئًا

…لا يتطاول عليها بالأيدي او اللسان مثلما كان يفعل…

زفر جابر وقال:

-بارك الله فيك يا بني.. اهم حاجة أن البني آدم يبقى صريح وعارف نفسه..

عقب انتهائه خطف نظرة نحو ثراء فوجدها تنهض عن الطاولة وتتحرك للخارج

غافلًا

عما حدث بها ما أن رأت أروى وكيف لم تتحمل البقاء..تهلل وجهه وبالطبع لن يفوت مثل تلك الفرصة الذهبية..

دنا من وسام الذي كان

يتسامر

مع أروى وحمله على حين غره..

متمتم وهو يسير بخطوات

اشبه

بالركض كي يلحق بها:

-تعالى يا وسام يا حبيب قلبي عايزك في خدمة…

__________________

-وانا عايز افكر حضرتك انك سبق

واتقدمتلها

وكتبت عليها وبعدين طلقتها من غير ما

ترجعلي

..

واتصرفت

منك لنفسك ولا كأن ليها أهل او كبير تكلم معاه…

حك عابد

ارنبة

أنفه معقب بندم حقيقي التقطه مروان:

-مش ناسي..والله ما ناسي بس انا معذور.. حضرتك حط نفسك مكاني..

هز مروان رأسه معلق بجدية:

-عارف..بس انا كمان معذور..حط نفسك مكاني…انا وثقت فيك مرة..وحطيت ايدي في ايدك

وجوزتهالك

..بس أنت لما جيت تعاقب عقبت منك لنفسك

مرجعتليش

…الطلاق كان سهل..كلمة أنتِ طالق كانت سهلة على لسانك..انا ايه ضمني أنك لما

ترجعلها

متكررهاش

تاني في اقرب مشكلة؟!

كاد يجيب لولا

استماعهم

لصوت جابر المرح وهو ينادي على ثراء:

-ثــــــراء ..

توقفت هي وأثناء اقترابه منها همس لـ وسام:

-واد يا وسام قولها مساء

الشكشوكة

على اللي طاعن قلبي بشوكة ماشي..

هز رأسه موافقًا…وما أن وصل جابر أمامها..وقبل أن يتحدث بأي شيء سقط بصره على مروان وعابد

الواقفان

على مقربة

والاثنان

يتطلعان

به..

ابتلع ريقه تزامنًا مع قول وسام:

-مساء

الشكشوكة

على اللي طاعن قلبي بشوكة…

ابتسمت ثراء التي تولي أبيها ظهرها فتابع وسام ببسمة وصوت عالي:

-حلوة صح؟

ضحكت بخفوت وهي تهز رأسها تؤكد هذا فأضاف الصغير:

-جابر قالي

اقولهالك

و

كتم جابر فمه بيده وعينه تطلع

بمروان

الذي ترك عابد واقترب منهم..متمتم بتوتر:

-ايه يا بني اللي

بتهرتل

بيه ده؟؟ تلك وقاحة ولا يجب على طفل في عُمرك أن يتحدث هكذا..اعتذر…هيا..هيا..

تخصر

مروان

ورمقه

بكره..فسارع جابر بالتحدث محاولًا أن يبدو

محترمًا

لبقًا

أمامه:

-مساء الخير يا عمي..كيف حالك؟..

-بس ياض..وانت يا وسام قولي كنت بتقول ايه تاني كدة؟

حاول الصغير الحديث لكنه فشل بفضل يد جابر التي تمنعه..

وبتوتر

قال وهو يعود الداخل دون أن يزيل يده عن فم وسام:

-والدي ينادي

بأسمي

..عن إذنك يا اونكل مروان..عن إذنك يا آنسة ثراء..

كانت تقف بجوار والدها يظهر عليها

انزعاجها

مما يفعله ويحاول فعله من تقارب إليها رغم خطوبته من أخرى..

أردف مروان بنبرة حاسمة وهو يشير للداخل مرة أخرى:

-اتفضلي اقعدي جوه جمب أمك

وحذاري

يا ثراء تقومي من جمبها أنتِ فاهمة..

هزت رأسها بموافقة و عادت للداخل..فاقترب عابد منه مرة أخرى يسأله بقلب

ملتاع

يخاف من رفضه:

-ممكن

اجيلكم

البيت ونتكلم براحتنا، أنا واثق أن حضرتك

هتفهمني

..

-يا بابا أنا فاهمك..بس كمان صعب عليا أوافق..وبعدين لو

هنفترض

اني وافقت فكرك هي

هتوافق

؟؟

وئام اتغيرت من بعد ما سبتها مبقتش وئام اللي انت عرفتها

واتجوزتها

..وئام بقت واحدة تانية..وممكن تخاف

ترجعلك

..

وبتوسل

هتف:

-ارجوك يا عمي..اديني فرصة..

وخليني

اتكلم معاك..انا بحبها..

وبكفاية

بعاد بقى..انا مش عايش من غيرها.. أرجوك افهمني..انا بموت

بالبطئ

..

____________________

دخل كل من أنس وإيمان القاعة،

مُلبية

دعوة وعد..بقلب يخاف من رؤية ومواجهة فجر بعد ما كادت تفعله بها..ولكنها كان لابد من مجيئها هذا كي تساعد أخيها بالتحدث مع فجر

والاعتذار

منها..ورغم إدراكهم لصعوبة الموقف وما قد يصدر من فجر إلا أن تأنيب ضميرهم

وعذابهم

تلك الشهور هو من جعلهم

يتشجعون

على خطي تلك الخطوة

وانتهاز

تلك الفرصة التي ستتيح له الحديث

والاعتذار

دون أن يتسبب لها بمشكلة…

رأتها إيمان أولًا وأشارت نحوها تخبر أخيها

بتواجدها

هناك…

-اهي يا أنس..خليني أروح ابارك لوعد الأول وبعدين..

توقفت عن إتمام الحديث بعد رؤيتها لكلا من ثراء و وئام يقتربون منهم..واقفين أمامهم..

تحدثت وئام بانفعال واضح:

-انتوا بتعملوا ايه هنا؟؟؟

امشوا

اطلعوا برة..

متخلوش

فجر

تشوفكم

يلا..

تابعت ثراء ما توقفت عنده وئام:

-أنا بصراحة عُمري ما شوفت

بجاحة

كدة..هو للدرجة دي مفيش دم؟؟؟

في ذات الوقت وعلى طاولة دلال حيث يجلس فجر وخليل رفقة العائلة..تسمرت فجر وشعرت ببرودة تسري بجسدها ما أن

رأتهم

لتتذكر

على الفور ما كادت أن

تعايشه

لولا ستر الله عز وجل..

وبدون أن تشعر كانت تحرك يدها وتمسك بيد

معشوقها

و زوجها الجالس جوارها والذي يبثها بقربه

الآمان

والحماية والطمأنينة.

اندهش خليل من فعلتها ونظر

ليدها

التي كانت باردة

وترتجف

ثم نظر لها واستفسر منها بقلق:

-مالك يا حبيبتي؟

لم

تجيبه

ظلت تطالع مكان وقوف ثراء و وئام معهم..

نظر خليل حيث تنظر ولم يطيل بالنظر نظرًا لتواجد فتيات..وبتلك اللحظة أغمضت عينيها

وهمست

له

بشفتاه

ترتجف من أسفل نقابها:

-خليل اللي واقفين مع وئام وثراء دول اللي

حكتلك

عنهم..قوم خليهم يمشوا مش

طايقة

اشوفهم

اسودت أعين خليل وعاد ينظر نحوهم ولكن تلك المرة أمعن النظر بهذا الشاب وهو يهب عن الطاولة ويسير نحوه متقدمًا منه……………

يتبع.

فاطمة محمد.

ياريت تتقوا الله

وتتفاعلوا

حلو بقى عشان يبقى عندي حماس وانا بكتب فصل بكرة 🚶🥺

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق