رواية كارثة الحي الشعبي الفصل الخامس والسبعون 75 – بقلم فاطمة محمد

رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل الخامس والسبعون

الفصل الخامس والسبعون

الفصل الخامس والسبعون

الفصل اللي فات عدى الـ ١٠٠٠ فوت يعني اكتر من اللي طلبته وعشان انتوا قمر وفرحتوني طولتلكم الفصل…وعايزة ده كمان يوصل لـ ١٠٠٠ فوت عشان اكتب اكتر..فكلما زاد التفاعل كلما زودت الفصول 😂 ❤️🫂

______________________

أنظر جيدًا.

كارثة الحي الشعبي.

فاطمة محمد.

الفصل الخامس والسبعون:

ابتعد «عابد» بسيارته….بات في مكان وعلى طريق يجهله وخالي من البشر ومن السيارات..…ولا يهتم في الوقت الحالي بأن يعرف أين هو…..فهذا آخر ما قد يشغل عقله…

ملامحه منكمشة بطريقة مثيرة

للريبة

….قد تجعلك تتساءل ما به !!!

ولكنك لن تنتظر الكثير كي تعلم

وتدري

ما يحدث معه……

فقد انفجر

وأجهش

بالبكاء…

بكاءًا

مريرًا

…يصاحبه غصات يعجز عن ابتلاعها وتقف بحلقه…..

فكلمات

فادي لا تتركه…وكأنها أقسمت على الانتقام منه مما فعله بها…وكيف

تلذذ

بتجريحها

و

آلمها

بالكلمات

والاحرف

بالايام الماضية……

فلسانه

الذي كان لا يتوقف عن أخبارها بمدى عشقه

ولوعه

بها…هو ذاته الذي لم يكف عن إلقاء العديد والعديد من الكلمات التي جعلتها تكرهه ذاتها…….

وما يؤلمه أكثر أنه لم يصدقها عندما كانت تخبره بالحقيقة…لم يصدق من احبها..

وهواها

قلبه..

لم يصدق إلا عندما أخبره

غريبًا

بهذا……

ليته صدقها حينها…

عاتبها

…عاقبها…ابتعد عنها…

لكنه قام

بالاسوء

…وحكم على زواجهم بالانتهاء….

ونطق لسانه ما لم يحب يومًا أن ينطق

ويتفوه

به..

“أنتِ طالق”

كل هذا لم يزيده سوى مرارة…

قهرًا

..كره لذاته…

ولافعاله

مسح على وجهه يتذكر ما فعله كي يحاول إخراجها من قلبه..وكيف لجأ إلى الحديث والخروج مع نساء أخريات…

وعند تلك الذكرى بات بكائه

مرتفعًا

…..

صاببًا

كل ما يعتريه على مقود السيارة من أمامه….

ساببًا

حاله بشكل متكرر ونبرة

منفعله

متشنجة

..

“أنت غبي…غبي…غبي……”

توقف بالسيارة جانبًا…

مستمرًا

في بكائه….

عاد برأسه للخلف وهو يدري للتو سبب احتفاظه بعشقها داخل ثنايا قلبه…قلبه الذي لم يكرهها رغم ظلمه لها..واستمر في عشقه الذي كان يزداد يومًا عن يوم دون أن يشعر..ورغمًا عنه…

رافضًا

البُعاد

..شاعرًا بأنها ستعود إليه يومًا…فقد خلق من أجلها…

وخُلقت

هي من أجله…..

حرك رأسه ومال للإمام يلتقط مناديل ورقية..يمسح بها دموعه…

متوعدًا

مع ذاته بانه لن يتركها وسيعود إليها كي تعود إليه حياته وسعادته التي

سلبتها

معها…فهو بدونها

يُصعب

عليه العيش…

فقد

عافر

كثيرًا..وحاول جاهدًا وبكل ما

أتُي

من قوة بالايام الماضية مرارًا

وتكرارًا

ورغم ما كان يظهره من جموح وعدم مبالاه وسعادة ظاهرة للعيان…كان

تعيسًا

حزينًا

…جسد فقط دون روح…ولن نبالغ إذا قولنا بأنه كان الأكثر تعاسة بين عائلته…..

فمن ينظر له جيدًا

وبتمعن

قد يدرك بأنه يحاول خداع الجميع

ويزيف

ما يظهره..والحقيقة هي ما تقبع بداخله

وقليلًا

ما تظهر للعيان و حينها يكون رغم إرادته وفي أكثر

اوقاته

تعاسة…..

______________________

-شوفتوا اللي حصل..واحنا خارجين من هنا لقينا عربية واقفة

وقاطعة

الطريق على عربية وئام وكان معاها داليدا…..

ردد جابر كلماته على مسامع اشقائه الذي قام

بتجميعهم

عنوة داخل المنزل….وتمسك بـ نضال الذي كان يرفض الانصات لاي حديث منه أو الوقوف معه…

ومع قوله الاخيرة

والقائه

لاسم زوجه اخيه..انتبه نضال وأصبح أكثر

تركيزًا

ونهشه

القلق والخوف…فألقى سؤاله عليه كي يطمئن عليها وأنه لم يحدث أي مكروه معها:

-داليدا كويسة؟؟؟

اماء له جابر ثم استرسل يسرد عليهم ما حدث بنبرة

منفعلة

:

-كويسة

متقلقش

..المهم أن الواد اللي كان قاطع عليهم الطريق هو الواد اللي

اتسبب

في طلاق عابد و وئام وكان

بيضايق

في وئام..اخوكم شافه

اتجنن

وبرج من

نفوخه

طار…مسك في الواد

وهاتك

يا ضرب….وانا

احوش

فيه..و وئام تحاول تهديه من ناحية..و داليدا

بوتجاز

تشعلل

فيه من ناحية…

صمتا هنا…

وابتلع

ريقه..فشعر بأن حلقه جاف فقال ببسمة بسيطة:

-ثواني..هروح اشرب

ماية

وارجع اكمل ريقي نشف…

وما لبث أن يفعلها ويغادر كي يروي عطشه حتى وجد من يمسك به و يمنعه….

فلم يكن سوى أشرف الذي قال:

-خليك ياض

واحكي

…نضال روح

هاتله

مايه

بسرعة….

-مش هجيب حاجة…خليه يحكي وينجز وبعدين يروح يشرب..

محبكش

يعني…

طالعه جابر باستنكار ثم غمغم

بتهكم

واضح:

-لا يا اخويا

حبكت

…ريقي نشف…

اتحجر

…مش هقول حرف زيادة غير لما أشرب ها….

كاد نضال أن

يتشابك

معه لولا فض خليل لما يحدث متمتم ببسمة :

-خلاص استنى هجبلك انا الماية….

وبالفعل انطلق من مكانه صوب المطبخ…تبسم وجه جابر وأشار بأصبعه نحو خليل الذي غاب داخل المطبخ قائلًا:

-شايفين…راح بنفسه

يجبلي

كوباية

ماية

…لا واسمه عريس…

هنا و رفع رأسه للاعلى وكذلك يديه يدعو له:

-روح يا خليل يا بن دلال و يا بن سلطان ربنا يسعدك

ويرزقك

بالذرية الصالحة…وتعيش سعيد طول

عُمرك

زفر نضال…وجاء خليل بتلك اللحظة حاملًا بكوب الماء..التقطه جابر ثم

ارتشفه

دفعة واحدة….رمق الجميع بنظرة سريعة ثم تابع ما كان توقف عنده:

-اخر حاجة قولتها ايه فكروني؟؟

رد عليه أشرف من بين أسنانه:

-وئام تهدي من ناحية و داليدا

بوتجاز

تشعلل

من ناحية تانية..

-أيوة صح…المهم ان الواد بقى زي الكتكوت

المبلول

…وحاول

يفلسع

بس على مين…خلاص نفذ الأمر…وانا مسكت فيه…

وخليت

عابد يبعد عربيته عن الطريق

وخلى

البنات تعدي..المهم بعد ما

مشيوا

اخوك جاب حبل من شنطة العربية وقام ربطة وقبل ما

ياخده

عشان نعمل عليه حفلة..الواد راح

قايله

انه مفيش حاجة بينه وبين و

ئام

.. وانه حاول معاها بس هي كانت

بتصده

..واخر مرة كلمها

شتمته

ومن ساعتها

مبتردش

عليه بس كدة………..

تهللت اسارير الشباب من اعتراف الشاب بعدم وجود أي علاقة أو صلة قد تجمعه بـ وئام…

خرج صوت اشرف يحمد ربه:

-طب الحمدلله قال نفس الكلام…….

تنهد خليل براحة وكأن ثقل قد انزاح عن صدره….

ولكنه تذكر غياب عابد

ومجئ

جابر فقط…ضيق عيناه وقال

مستفسرًا

:

-اومال فين عابد راح فين؟؟ هو مش كان معاك…

اماء رأسه يؤكد:

-أيوة ما هو بعد كدة سبنا الواد مربوط..و اخوك بقى زي اللي

ادلق

عليه جردل

مايه

….ركبنا العربية وصمم هو يسوق وانا

مرضتش

أصر عليه..وبعدين روحنا خلصنا مشوارنا في السريع..ولما وصلنا هنا

مرضاش

ينزل

ومعرفش

راح فين بصراحة…

صرخ أشرف عليه

ينهره

على تركه له بتلك الحالة:

-أنت عبيط ياض ازاي تسيبه لوحده وهو كدة….

-الله ! ما هو اللي عايز..وبعدين

سبوه

يقعد مع نفسه ويفكر

هيصلح

اللي

هببه

ازاي…….

اخرج خليل هاتفه وحاول الاتصال عليه

متاملًا

ومتعشمًا

بأجابته

… لكنه خيب ظنه ولم يجيب..اخفض هاتفه واردف بيأس:

-مبيردش….

ربت جابر على صدر خليل متمتم:

-متشغلش انت بالك بس…و روق كدة وانا وأخواتك هنفضل وراه..صفي ذهنك كدة و شوف دنيتك يابا….

دخل وسام راكضًا من باب المنزل المفتوح

مناديًا

على أشرف:

-اونكل أشرف..اونكل أشرف بابي عايز حضرتك بر

وقبل أن يتمم جملته ويلقي حديثه كان جابر

يلتقطه

ويحمله على كتفيه متحدث من بين اسنانه بغيظ يشوبه المرح:

-تعالى هنا يالا..رايح تفضحني ياض يا بن الكلب..

والله

لوريك

..

وملكش

عرايس عندي…

ومن بين ضحكات وسام المحب لما يفعله جابر معه دائمًا قال:

-لا ليا..

وهجوزها

يعني

هتجوزها

…..

ردد الأخيرة وهو يخرج لسانه له..

فعقب

جابر بذات الطريقة المرحة:

-ده في المشمش..وقبل ما تفضحني

وتخون

العهد اللي ما بينا يا خاين…

-لا دي عروستي..انت

قولتلي

انها بتاعتي….

-أنا عيل ورجعت في كلامي….

كان هذا جوابه عليه قبل أن يتحرك به نحو الأريكة ويضعه أعلاها ويده تعرف طريقها على جوفه

يداعبه

مسببًا

في إطلاق ضحكاته

بالإرجاء

….

_____________________

-في إيه بينك وبين خالد

ومتخبيش

عليا عشان كان باين عليكم اوي أنكم زعلانين! ايه اللي حصل؟

تساءلت «وعد» بملامح قلقة حيال أمرها وأمر خالد..

بدأت أبرار بعض شفتيها

والتلوي

بوقفتها

أمام الأخرى والتي لحقت بها قبل أن تلج غرفتها

وانتهزت

تواجدها بمفردها:

-هو كان باين للدرجة دي؟

-كان باين أوي.

هزت رأسها و قبضت على مقبض الباب..وبعد أن فتحته دخلت هي اولًا و وعد من خلفها..

جلس الاثنان أمام بعضهم البعض على الفراش.. وبدأت أبرار حديثها عما حدث..وكيف اعترف لها بمشاعره واخبرها بانه يحبها فلم يصدر منها سوى

التجنب

و اخباره رغبتها بتأجيل الزفاف…..

اتسعت عين وعد وصاحت بوجهها بعدم تصديق

غلفه

المرح دون أن تشعر:

-أنتِ بتقولي إيه !!!!

اجلتي

الفرح عشان قالك بحبك يا هبلة يا بنت

الهبلة

…هو كان بيقولك عشان

تأجلوا

؟ !!!! أنتِ

عبيطة

يا أبرار..

لكزتها

ابرار بغيظ في ذراعيها هاتفة:

-أنتِ اللي هبلة

وعبيطة

..لمي لسانك..

ومتخلنيش

أندم اني

حكتلك

وافهميني

..

نهضت وعد عن الفراش تهلل لها:

-افهم إيه!! ده قالك بحبك من هنا

اجلتي

الفرح من هنا اومال لو كان قالك بكرهك كنتِ عملتي فيه إيه…

جذبتها

ابرار من ذراعيها

واجبرتها

على الجلوس مجددًا متابعة:

-يا بنتي افهمي.. أنا مكسوفة..على متوترة..على خايفة…عارفة شعور أنك

مبتحسيش

بالخوف الا لما الشيء

بيقرب

منك أوي..اهو ده اللي حصل معايا أنا بعد ما قالي بحبك

خوفت

..

واتوترت

..

هدأ روع وعد وبدأت تتفهم حالتها…لم تتوقف ابرار وتابعت:

-أنا

بتكسف

اوي يا وعد وأنا معاه..بحس اني مش عارفة

ابص

في عينه..ولو ده حصل بقول في سري يارب الأرض تنشق

وتبلعني

..يقوم هو جاي في لحظة و وقت انا

متوقعتوش

ويقولي

بحبك…وانا عارفة اللي هيحصل بعديها خالد كان

هيخلص

البيت ويضبط كل حاجة بسرعة بسرعة…وانا عايزة وقتي..انا جسمي

بيترعش

كل ما افتكر اني بعد وقت لازم

هسيب

هنا وابقى معاه تحت سقف واحد…انتِ

فهماني

يا وعد…

هزت رأسها قائلة:

-أيوة فهمت..أنتِ كوكتيل حبة خايفة..على شوية محرجة..

ومكسوفة

..بس هو

ميعرفش

ده ولا

هيفهم

ده من نفسه لو أنتِ

فضلتي

ساكتة..اتكلمي معاه و

فهميه

..

وصليله

الصورة بشكل صح بدل ما يفهمك غلط و

يفتكرك

مش عايزاه…وهو اكيد

هيتفهم

…وبعدين فكري تاني هو مش

هيعضك

..ده بيحبك..فـ

اركني

خوفك ده

ومترهبيش

نفسك على الفاضي..

على الطرف الآخر..داخل حجرة ثراء والتي تركت الفتيات وعائلتها و دخلت إليها للتو.

أغلقت الباب واعلنت ابتسامتها التي ارتسمت على محياها ما تشعر به منذ أن هتف وسام كلماته أمامها

معلنًا

عن تخطيط جابر للزواج

والإنجاب

منها…

سارت نحو فراشها لا تصدق بأن الأمور قد تبدلت بهذا الشكل…ولم تعد تكرهه مثلما كانت تشعر من قبل..بل أصبحت تكن له بعض المشاعر والتي لا تريد أن تعترف بها بعد…..

جلست على حافة الفراش

وبسمتها

تتحول لاخرى

شغوفة

…فـ كلماته وحديثه التي كانت تراه بالبداية

مبتذلًا

يلقيه على كثير من الفتيات…باتت تحبه وتحب أن تسمعه وان يلقيه عليها……….

هنا وعادت إلى عقلها وتذكرت أمر خطبته من أخرى….اختفت البسمة تدريجيًا عن وجهها وشعرت بأنها فتاة سيئة..قد تخرب

وتجرح

مشاعر فتاة أخرى مثلها……

وهذا ما لا تريده كي

لاتذيق

اي فتاة من هذا الكأس

المُر

والتي كانت دائمًا تسب من يفعلون هذا…

مسحت على وجهها بهدوء ثم حدثت نفسها

تعنفها

:

-انتِ مش كدة يا ثراء..

ومينفعش

تكوني كدة..هو خاطب

وهيتجوز

..مينفعش تفكري في واحد مرتبط باي شكل من الاشكال…أنتِ كدة غلط..

وبتظلمي

البنت التانية..وأنتِ

ميرضكيش

تتظلمي

وتبقي مكانها فـ اللي

مترضيهوش

على نفسك

مترضيهوش

على غيرك..

_______________________

عاد «عابد» إلى المنزل..هبط من سيارته واستقبله اشقائه المنتظرين قدومه ولم

يملوا

من محاولتهم

للإيصال

إليه والاتصال على هاتفه كي تطمئن قلوبهم عليه..لكنه لم يجيب على أي من اتصالاتهم…

-أنت كويس يا عابد ؟؟

كان هذا سؤال «نضال» الذي بدأ الحديث اولًا

وتناسى

أي شيء قد حدث بينهم..كما تناسى غضبه السابق وحل مكانه ضيق وحزن حقيقي

متألمًا

على حاله وحال شقيقه الذي لا يختلف عنه شيء…

طالعهم

عابد بعينيه الحمراء…و وجهه الحزين الباكي كطفل فقد والدته

حديثًا

..

تبادلوا النظرات عندما لم يصلهم جواب..فقط سكون…ونظرات تم توزيعها عليهم واحد تلو الآخر..

تسلل الحزن والضيق إلى قلوبهم من أجله ومما حدث ويحدث معه…

وبدون أضافه اى كلمة أو حرف آخر من اي منهم..كان يتحرك من أمامهم بهدوء شديد

متجهًا

لغرفته راغبًا في الانفراد بذاته…ريثما يستعيد قوته

ويلملم

شتات قلبه..ويفكر فيما عليه فعله كي يصلح ما تم

إفساده

وإرجاع البسمة والسعادة إلى وجوههم و

وجدانهم

….

تابعوه حتى اختفى عن الأنظار..فصاح جابر

مبدلًا

تلك الأجواء:

-هيبقى كويس…الحمدلله أنه فاق اخيرًا..ويلا احنا خلونا نكمل عندنا فرح يا جدعان..وخليل

هيتجوز

….

وهبقى

عمو…ويقولوا عم العيال راح عم العيال جه…ويكون في علمكم انا اللي

هربيه

وهيبقى تربية أيدي…

-يا شيخ

اتنيل

مش لما تربي نفسك الاول..

قالها أشرف

بتذمر

محاولًا المزاح معهم يخفي هو الآخر اي حزن

يغمره

وتغلغل

قلبه…

ابتسم له جابر وصاح بمرح:

-ما أنا وهو

هنتربى

سوا….

-جابر تعالى بسرعة ساعدني..

انتهى

مزاحهم

بمناداه

خالد لـ جابر كي يساعده فيما يفعله…. وعاد البقية إلى عملهم ينهون ما تولوا أمره في تزيين الحديقة…

وأثناء انشغال أشرف لم ينشغل عنها..بل ظلت تطارده بقوة وعنفوان…وقلبه يؤلمه

ويعنفه

على ما ارتكبه بحقها..وكيف بكت اليوم بين أحضانه…

ترك ما يفعله كي لا

يخربه

ومسح على وجهه..يشعر بحاجته لرؤيتها والحديث معها مرة أخرى…

لكن ما الذي عليه قوله!!!!

هل يعتذر مرة أخرى !!

وما الذي

سيفيده

اعتذاره فقد اعتذر اليوم ولم يفعل لها شيء…

إذن عليه إتباع طريقة أخرى….

هنا

وبرقت

عينيه بفكرة رآها قد تجدي

نفعًا

اخرج هاتفه وجاء بـ (الواتس أب) بدلًا من

محادثتها

لإدراكه

بأنها لن تجيب وارسل لها تلك الرسالة

اخرجيلي

في المكان بتاعنا.. ضروري جدًا يا وعد..

هديكي

حاجة

وصليها

لفجر”..

كذب عليها و

اوهمها

أن لقائهم من أجل فجر وخليل…مدركًا بانها لن ترفض شيء يخص الفتيات..

ترقب قرأتها للرسالة وردها عليه بقلب

ملتاع

وخفقات

عالية…

وبعد لحظات كانت تقرأها وتجيب عليه بكلمات مقتضبة:

“تمام جاية.”

______________________

وصلت «وعد» إلى مكانهم الذي اتفق معها على القدوم إليه..

لكنها لم تجده..التفتت حولها تبحث عنه.. وسرعان ما

تبصرته

..و رأته وهو يدنو منها..لكن

مهلًا

ما هذا !!!

هو ليس بمفرده بل جلب معه «أشرف» ذلك النسناس التي

هادته

إياه والتي أطلقت عليه إسمه…

انزعجت وانعكس هذا الانزعاج على وجهها

واضحًا

وضوح الشمس..

مخمنة

بأنه قد

خدعها

وناداها

كي يعيد اليها هديتها…

وقف أمامها و وضع القفص من يده بجواره على الأرض..

ثم وضع يديه على خصره وقبل أن يتحدث كانت تسبقه مرددة بأعين قد ضاقت:

-طب مش عيب عليك

تكدب

وتقولي فجر ومش فجر..ما كنت تقول إنك عايز ترجعلي النسناس مكنتش هزعل على فكرة.

رد عليها ببساطة يخفي فرحته من نجاحه في إثارة

غيظها

:

-ومين قالك اني بكدب؟؟ خليل بس رجع في كلامه وقال هيبقى

يديهالها

هو وعشان كدة

اتاخرت

عليكي.. أصل قولت حرام تخرجي

وترجعي

إيدك فاضية..

وملقتش

انسب من أشرف اجيبه معايا..

كزت

على أسنانها ولم ترغب في

الاطاله

معه كي لا يزل لسانها

وتتفوه

بما لا يحمد عقباه..

التقطت القفص بانفعال وقبل أن تغادر معه كان يمسك بيدها بيد وبيده الأخرى التقط القفص و وضعه

أرضًا

مرة أخرى مغمغم:

-رايحة فين هو أنا مش بكلم معاكي..

-لا يا أشرف مش بتكلم…انت

بتحدف

طوب و زلط…و وسع بقى خليني ارجع للبنات….

لم يتركها بل ظل

ممسكًا

بها بقوة كانت تتضاعف تدريجيًا دون أن يشعر..فقد بات يهاب

ويرتعد

من فكرة

بُعادها

..

أيامه الماضية الذي قضاها دونها جعلته يشعر بقيمتها

وبأنها

من تضيف اللون والبهجة لحياته وعلى فؤاده..

وبنبرة تبدلت تمامًا لاخرى مليئة بالمشاعر

المتأججة

قال:

-الله.. إسمي حلو أوي وأنتِ

بتنطقيه

..و وحشني منك أوي..بقولك ايه ما تكسبي فيا ثواب

وتديني

واحدة

أشف

يا…

لم يدري بما يدعيها بتلك اللحظة كان يرغب بالمرح معها و دعوها “مدام كركدية” لكنه خاف أن يزعجها بهذا اللقب…فتابع:

-يا

وعــدي

أدركت ما يحاول فعله فقالت بدموع بدأت تتجدد

بمقلتيها

شاعرة

بإنكسار

وبعثرة

لكرامتها

:

-أنا لا وعدك ولا زفت..و سبني عشان أنا مش عايزة اتكلم معاك…ولا عايزة اشوفك..

-بس أنا عايز اتكلم معاكي وعايز اشوفك..وأنتِ وعدي غصب عنك وعن عين

التخين

..متزعليش مني عشان خاطري..معقول مليش خاطر عندك يا وعد !

نفضت يده وهي تهتف بوجع:

-لا كان ليك يا أشرف..وكان خاطرك كبير كمان..مكنتش

بستحمل

تزعل مني..كل ما تزعل كنت بجري

اصالحك

….يا شيخ ده انا حاولت اتغير عشانك وعشان تحبني…انت كرهتني في نفسي..

حسستني

اني وحشة أوي..

لم تستطع الا تبكي…واثناء حديثها كانت دموعها تهبط وتسير على وجنتيها…

وعند قولها الاخير صمتت للحظات تتبادل معه النظرات

المعاتبة

والتي جعلته يغضب

ويسخط

من نفسه..

تابعت بدموعها:

-يوم ما حصلت مشكلة داليدا

واخوك

..انا بعدها طلعت اوضتي وماما طلعت ورايا..كلمتني..

وفهمتني

ازاي اللي تحت كانوا

بيبصولي

وفهموني

غلط زيك بضبط…

وبعد ما خرجت

وسابتني

مجاش على بالي غيرك عشان

اكلمه

..كنت عايز

اشتكيلك

..

وتهون

عليا..تقولي حقك عليا انا.. انا عارف أنتِ إيه…بس انت معملتش كدة و زودت زعلي…

مد يده كي يأخذها

ويضمها

يبثها الأمان وما

افتقدته

لا يهمه مكانهم او رؤية أحد لهم…لكنها

آبت

لمساته تلك المرة..وتابعت:

-أنا حاولت ابقى واحدة تانية..حاولت اتغير عشان أعجبك…حتى لون شعري اللي

مرحمتوش

تريقة وزعل مني عشان لونه..انا عملته عشان يعجبك أنت…لو كان الكل قالي وحش وانت

قولتلي

حلو كنت هخليه عشانك….عارف ليه يا أشرف؟؟

لم تترقب جوابه أو تهتم

بملامحه

المتأثرة

النادمة

وكأنه على مشارف البكاء:

-عشان انت كنت عندي في كفة والناس كلها في الكفة التانية..بس خلاص يا بن الناس..ومدام كدة أو كدة مش عجبه..فـ أنا هعمل اللي أنا عايزاه

وحباه

..هعمل اللي وعد

شيفاه

صح…ومش هكون واحدة تانية غير وعد ولو عجبك اهلا وسهلا..ولو مش عجبك يبقى كل واحد من طري…………

وضع

سبابته

على شفتيها لا يدعها تسترسل..يرفض تلك الفكرة

رفضًا

تامًا

…مغمغم بنبرة

مبحوحة

:

-متكمليهاش..

ومتقوليهاش

..عشان أنا مش هسيبك يا وعد أنتِ ليا وأنا ليكي…إحنا

اتخلقنا

لبعض وعشان نكون مع بعض…وسواء كنتي وعد القديمة أو وعد الجديدة انا راضي

بالاتنين

وبحبهم

.

ابتلعت ريقها وشعرت

بسبابته

التي تبتعد عن شفتيها

وبدلًا

من أن يضع يده بجواره.. مسح بها دموعها بحنو شديد لامس قلبها الذي كان يحتاج له كي يربت عليه ويخبرها بأنه معها

ويعشقها

بكل حالاتها وفي اسوء حالاتها…

تلك المرة لم ترفض قربه

وتناسوا

بأنهم يقفان على جانب الطريق…

انزل يده وقال بنبرة مغرمة بها وبكل تفاصيلها:

-متزعليش مني..انا غلطان وحمار و

زعلتلك

..و زعلك مش

هاين

عليا…سامحيني بقى..

عايشت صراع بتلك اللحظة..و احتارت هل تسامحه وتعلن

مسامحتها

تلك..أم تستمر بما تفعله كي يدرك بان حزنها ليس

بهين

على الإطلاق..وعليه التفكير الف مرة قبل أن

يحزنها

وبعد صراع لم يدم طويلًا قررت معاقبته أكثر كي لا

يستهون

بحزنها

من بعد الآن ويحسب كلماته

وافعاله

معها فهي بالنهاية بشر من لحم ودم وتشعر ليس جماد او حجر…..…

-لا برضو

مخصماك

قالتها وهي تبتعد عنه وتلتقط القفص المتواجد بداخله أشرف..وقبل أن تتحرك به مسك بها أشرف مجددًا يرفض تلك المرة ذهابها مع النسناس مغمغم:

-طب سيبي أشرف…

-لا مش

هسيبه

..كدة كدة انت

محبتوش

..اوعى..

وبقلق

من أن تأخذه بالفعل غمغم:

-لا ما أنا حبيته فجأة سبيه يا وعد معايا…

رأت الإلحاح والإصرار بعينيه

ونبرته

فاستسلمت

وتركت له النسناس وعادت إلى منزلها….

بعد مغادرتهم

وتطلعه

في اثرها نظر

للقفص

محدثًا

النسناس:

-متفكرش اني صممت تفضل معايا لجمال عيونك..انا

خدتك

بس لأجل جمال عيونها هي.. وعشان انت منها..واي حاجة منها حلوة..

وهحاول

احبك عشان انت منها بس……..

______________________

حاول «نضال» جاهدًا أن

يطردها

من عقله…ويشغل ذاته..لكن محاولاته تلك لم تجدي

نفعًا

ولم يشعر بذاته إلا وهو يترك كل شيء و يخرج من المنزل ويتجه نحو منزلها..ويقف أمام أعتاب بابها…

ويدق

عليه…

فتحت له «خديجة» والده

روفان

“حماته” وجده زوجته..ابتسم لها وقال ببسمة مزيفة:

-ازي حضرتك عاملة إيه..

هزت رأسها وهي ترد عليه:

-الحمدلله يا بني وانت اخبارك إيه؟

-بخير الحمدلله…

قالها ثم تنحنح مغمغم باحترام:

-ممكن بعد إذن حضرتك تنادي داليدا..

وافقت وهي تعرض عليه الدخول فلا يصح وقوفه بالخارج..لكنه أبى وأصر على الوقوف

وانتظارها

بالخارج..

بعد لحظات كانت تأتي داليدا..تهلل وجهه وأدرك من تخبط

واخلال

ضرباته

وتنفسه

بأنه حقًا كان يشتاق إليها…

وقفت أمامه وعقدت ساعديها مغمغمة بملامح وجهه باردة:

-نــعــم !! في حاجة ؟

-في أنك وحشتيني…في أني يومي مش

بيكمل

..

وناقص

من غيرك..فيه أني ندمان..وزعلان من نفسي عشان زعلتك…في اني

بُعادك

وتجاهلك

ليا كأني مش موجود

مموتني

..اقول كمان ولا كفاية؟

لم تتأثر أو هكذا اظهرت وقالت تعقب على كلماته:

-لا كفاية عليك كدة..دوري بقى اني اقول…كل اللي قولته ده انا مش

مصدقاه

ومش

هصدقه

ومش

مأثر

فيا..بكرة فرح فجر وخليل..هما

هيجوزوا

من هنا واحنا

هنطلق

من هنا وده اخر كلام……

______________________

حل المساء وبدأت حفل الحناء الخاصة بالفتيات بمنزل الحلواني….

وقد استغنت فجر عن نقابها اليوم وفي ذات الوقت حرصت على ارتداء شيء محتشم لا يظهر شيء من جسدها فقط اكتفت بإظهار وجهها

وخصلاتها

التي تركتهم

متحررين

على ظهرها….فـ خجلها وحياتها كأنثى منعها من أن ترتدي شيء قد يكشف جسدها امام هذا الكم من النساء و الأعين

المتربصة

لها…

فقامت

بإرتداء

إحدى عباءات الاستقبال التي جاءت بها كلا من وئام

وداليدا

وكانت باللون الازرق بعد أن نالت إعجابها كثيرًا وتخلت عما كانت

سترتديه

وبالطبع لم تخلو الحناء من الرقص والغناء

احتفالًا

بها ولم تمانع هي مدام كانت تلك الأغاني تناسب الأجواء ولا يوجد بها ألفاظ قد تكون خارجة أو تخدش الحياء..فقط كلمات بسيطة..عادية..تعبر عن مدى سعادتهم بها ولا يتواجد بها ما قد يغضب الله..….

ومن شدة فرحتهم بها تناست الفتيات ما يحدث معهم…

وانهمكوا

في الرقص العاكس

لفرحتهم

تنهدت دلال التي حضرت الحناء..وعينيها لا تنزاح من أعلى وئام…

ترمقها

بكره شديد..

وتحمد

ربها على خلاص أبنها منها..حاكمة عليها دون أن تستمع إليها..

متناسية

بأنها إمرأة مثلها تمامًا…

لم يركز اي من الفتيات معها…ولكن انتبهت نجلاء شقيقتها إلى نظراتها

فمالت

عليها

وهمست

إليها مدركة سبب نظراتها فقد قصت عليها ما حدث كعادتها…

-افرضي وشك يا دلال..

ومتركزيش

مع البت..خلاص غارت…

بادلتها

همسها

مغمغمة:

-ياما نفسي اقوم اجيبها من شعرها…شوف فرحانة ازاي وهي خاينة..و ابني

الخايب

اللي لسة زعلان عليها..

-يختي بكرة ينساها ويلاقي بنت الحلال اللي

تستاهله

افرحي..ده عروسة خليل قمر..بدر منور..

ابتسمت دلال بسخرية مغمغمة:

-قمر اه..

وخدت

الطيب اللي فيهم..وبكرة تحب

تتفرعن

عليه..ما ابني خليل طيب

وأهبل

وانا عارفاه..بس على مين هخليه

يدبحلها

القطة…

على الطرف الآخر.. ابتعدت وئام عنهم وذهبت كي تأتي بهاتفها وتلتقط بعض الصور لهم…وبالفعل

آتت

به وعادت إليهم وبدأت بالتقاط الصور المختلفة

والكثيرة

فلم يوقفهم سوى اتصال من أحدهم…

ابتعدت عنهم و وقفت في مكان هادئ بعض الشيء وردت على هذا الرقم…

وعلى سبيل الصدمة نما صوت من ملك قلبها إليها بعد أن تعمد أن

يحادثها

من رقم آخر يملكه وغير مدون لديها….……….

“وئام عايز اشوفك

حالًا

…”

______________________

-شغلنا يا بني اغاني خلينا

نفرفش

ونرقص

احنا كمان…

هكذا ردد مروان المتواجد داخل منزل سلطان

وتحديدًا

حجرة الصالون هو وأبناء أعمامه

مقررين

الإحتفال مع الشباب وتشغيل بعض الأغاني والمهرجانات…

متغافلين

عن خروج عابد لمقابلة وئام….

كاد نضال أن ينفذ أمره ويقوم بتشغيل إحدى الأغاني على ذوقه.. لولا تحرك جابر

واندفاعه

مقرر أن يختار هو…

-والله ما حد مختار غيري….

وبعد وقت وقع اختياره على أغنية ما وقام

بتشغليها

مندمجًا

معها بصورة مبالغ بأمرها…

مرددًا

كلماتها بتأثر وهو يحمل وسام

ويتراقص

معه…..

“ياللي حبيبك قاسي وسابك ويا عذابك آه

انسى عذابك من أحبابك

وأفتح

بابك..

نار نار نار…وأنا قلبي قايد نار…نار نار نار

وحبيبي

فايتني

في نار…نار نار نار

والفكر خلاص

أحتار

….نار نار نار…

مكتوبلي

أعيش في نار…

حبيتوا

وهويتوا

وأحتاجته

مالقيتوا

لم تنل تلك الأغنية إعجاب اي منهم بل جعلتهم يتذكرون آلامهم وما

يعايشوه

فهمس

مروان مع ذاته وهو

يرمق

جابر

باشمئزاز

محاولًا تجنبه قدر المستطاع:

-نار تمسك فيك يا بعيد انت

وامثالك

……

هنا وتحولت أنظار جابر إليه..ترك وسام لخالد الذي غزت البسمة وجهه على طريقة جابر المرحة..ودنا من مروان

وجذبه

قسرًا

..

امتنع مروان وحاول التملص منه..لكن لم يتركه جابر

وجذبه

عنوة وعلى الفور قام

باحتضانه

وتقبيله

على وجنتيه من جديد مغمغم:

-يا جدع..فك كدة..ده انا بحبك ولو فتحت قلبي هتلاقي نفسك قاعد جوه ومربع.. يلا ارقص معايا..يلا…

كور مروان قبضته

وغمغم

بغيظ تحت ضحكات أبناء أعمامه على ما يحدث به:

-غور ياض..

متخلنيش

أقل ادبي عليك…

كتك

داهية في منظرك……

تركه جابر على مضض.. ثم عاد

يراقص

وسام مجددًا..ومعهم خالد …ثم شاركهم سلطان وأحمد…ومن بعده بعض من رجال الحلواني..

وظل خليل

جالسًا

مكانه منزعجًا من تلك الأغاني وصوتها الصاخب

مقررًا

إنهاء هذا الاحتفال سريعًا فلا يحب تلك الاجواء والاستماع إلى الأغاني…..

____________________

استجابت

لندائه

وانسحبت دون أن يشعر بها أحد و ارتدت إسدال للصلاة فوق فستانها ذو الأكمام القصيرة…كما غطت خصلاتها..وخرجت إليه…

فـقد

لمست من نبرة صوته..

رجائه

المغلف بشيء من الانكسار..

وبالطبع لن ترفض طلب قلبها وهو أن تلبي طلبه

بلقائها

كي تدري ما يحدث معه وسبب هذا الطلب الغير متوقع..

ضاربة بكافة كلماتها عن رغبتها في الحفاظ على ما تبقى من كرامتها بعرض الحائط..

وصلت إلى المكان المنشود والذي يكون خلف منزلها…

لم تحتاج للبحث عنه فوجدته يقف

وبإنتظارها

..

ويبدو على وجهه و وقفته بأن شيء ما قد حدث معه..

شعر

بوصولها

و وجودها من حوله..وسرعان ما وقع بصره عليها..

تخطت تقابل عينيهم.. وذلك الانكسار والندم جعلوها تتساءل عما حدث ويزداد

فضولها

حيال ما يريد.

اقترب منها…وتوقفت هي..بات أمامها

وجهًا

لوجه..وبنبرة حزينة جعلت قلبها ينفطر عليه أخبرها:

-أنا عرفت اللي حصل…وعرفت انك مكنتيش

بتكدبي

..وكمان عرفت قد إيه غيرتي عليكي وحبي فيكي

عموني

..

وخلوني

مش شايف.. وئام أنا آسف.

ضاقت عيناها وسألته:

-عرفت منين؟!

وقبل أن يجيب ويخبرها بأن «فادي» قد أخبره بكل شيء..كانت ملامحها

ترتخي

وتوقعت ما حدث..ابتسمت

بعبث

وسبقته

قائلة:

-من فادي مش كدة !

هز رأسه وهو ينظر داخل عينيها بعمق..يتمنى لو بإمكانه الارتماء داخل أحضانها..فـ مثلما كانت سبب تعاسته وحزنه لايام عدة…ستكون هي ملجأه و وطنه الذي سيعود إليه ويحتمي به ويرتمي بأحضانه…

لكنها تظل آمال فقط!!

خرج صوته تزامنًا مع تقدمه خطوتين نحوها:

-وئام أنا مكنتش عايش من غيرك..كنت بموت في اليوم ألف مرة…أنا…

-أنت إيه ؟!!!! ومتوقع مني إيه دلوقتي!!!

ده أنت مصدقتنيش…مصدقتش مراتك.. وصدقت غريب !!!

هو ده حبك؟؟

طب إزاي..قولي انت ازاي اكون حكيالك اللي حصل..ومتصدقنيش وتكدبني وتهزقني وتمسح بكرامتي الارض وتتهمني في شرفي واني خونتك و تصمم على كدة…ولما واحد غريب يجي يحكيلك تصدقه…مين اللي اولى تصدقه انا ولا هو ؟!!!!

رد عليا يا عابد مين اللي المفروض تصدقه؟؟؟؟؟

صرحت بالاخيرة وهي تدفعه بصدره دفعات عدة..غاضبة…ماقطة…لا تنكر بأنها أخطأت في حق خالقها..وحقها..وحق زوجها..

ولكنها ندمت وفاقت وحاولت إصلاح ما فعلته…

لكنه لم يمنحها تلك الفرصة…

في حال إن انعكست الأدوار كانت ستسامحه لعشقها اولًا ومعرفتها ببراءته..ولإلحاح من حولها ثانية..فهو رجل وبمعتقدهم بأن الرجل غير المرأة..فإذا أخطأ يتم العفو عنه وتخطي ما فعله بل والتغاضي عنه لسير الأمور..

لكن إذا فعلتها المرأة لن يرحموها…

رغم أن الاثنان ارتكبا نفس الخطأ ويجب أن ينال الاثنان ذات العقاب!!!!!!

-أنتِ يا وئام..بس أنا كمان معذور…انا بحبك..والحيوان ده سبق وسمعتك وأنتِ بتكلميه قبل ما اسيب الشغل عندكم..ويا ريتها جت على الكلام وبس انا شوفتك في حضنه وانتِ بترقصي معاه…عايزاني اعمل ايه!!!

أنتِ عارفة كويس اني بحبك وبغير عليكي..مبطقش راجل يبصله أو يكلمك..وأنتِ رايحة ترديلي عليه وكمان بيتصل عليكي وبتخبي عليا !!!! كنت اعمل ايه في وقتها ها؟؟ انا كنت مجروح..كنت حاسس كأن حد جاب سكينة تلمة وبيدبحني بيها…

وبملامح وجهه على وشك البكاء ردت عليه:

-كنت عايزاك تصدقني..تسمعني..مكنتش عايزة اكتر من كدة وقتها….كنت عايزاك تعاقبني..تبعد عني..كنت هبقى راضية ومبسوطة..بس متسبنيش يا عابد..مطلقنيش….

حاول التقرب منها ومحاوطة ذراعيها فلم تسمح له وابتعدت للخلف ودموعها تأخذ مسارها على وجهها..

-متقربش..وقولي عايز ايه مني دلوقتي…

-عايز نرجع..عايز السعادة ترجعلي من تاني…انا تعيس أوي من غيرك…على قد ما حبيتك على قد ما كنت تعيس ومجروح في غيابك…انا دلوقتي مش عايز غيرك…خ

قاطعته ترفض ما يقوله:

-لا…مش هنرجع..في الوقت اللي كنت محتاجاك تسمعني وتصدقني انت معملتش ده وسبتني.. وعرفت غيري..واكيد لمست غيري..كنت بتدي وقتك لغيري في الوقت اللي أنا مكنتش عايزة غيرك فيه…وجرحتني اكتر من مرة وكسرتني…وأنا مع الأسف عندي كرامة…وكرامتي دلوقتي بتقولي لا..ارفضي..وده اللي هعمله..انا مش هرجعلك يا عابد..عشان أنا مش لعبة وقت ما تحب تسيب…تسيب… و وقت ما تحب ترجع…ترجع….القرار مش ليك لوحدك وانا بقولك لا…

اولته ظهرها عقب انتهائها لا ترغب في الانصات إلى المزيد منه…أما هو فلم يصمت ركض خلفها وهو يخبرها بندم شديد كان يطلق من عينيه كالسهام:

-بس أنا بحبك يا وئام…مش هقدر اعيش من غيرك اكتر من كدة…وأنتِ كمان بتحبيني…

توقفت وطالعته مجيبة عليه بهدوء:

-لا يا عابد هتقدر..زي ما قدرت الأيام اللي فاتت هتقدر وهتتعود…وفعلا انا بحبك انت معاك حق…بس الحب لوحده مش كفاية ومينفعش.. حبنا معملش حاجة وممنعش انفصالنا ولا منعك تعرف غيري……..

تحركت مجددًا فقال بقلب يتمزق..لم يعد يتحمل فراق أكثر من هذا يعترف لها:

-عرفت غيرك..بس مدخلش قلبي غيرك…ولا لمست غيرك..والله ما لمست واحدة غيرك……كنت ببقى شايفهم انتِ…عيني كانت رافضة تشوف غيرك..زي ما قلبي رفض يحب غيرك…….

كلماته…واعترافه بما كان يحدث معه..لم يحدث تغييرًا..او يمنعها من المغادرة….عائدة إلى المنزل تاركة إياه يذرف الدموع على رحيلها وما سببه من آلام لها….……….

يتبع..

فاطمة محمد.

ايه رأيكم في الفصل 😂

واستعدوا لفصل بكرة أو بمعنى أصح لـ فجر وخليل…❤️🫂

ومتنسوش الفوت و توصلوا الفصل ١٠٠٠ فوت عشان نرفع ريتش الرواية.🚶🖤

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق