رواية كارثة الحي الشعبي الفصل الخامس عشر 15 – بقلم فاطمة محمد

رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل الخامس عشر

الفصل الخامس عشر

الفصل الخامس عشر

أنظر جيدًا.

كارثة الحي الشعبي.

فاطمة محمد.

الفصل الخامس عشر:

يضرب

بأنامله

على مقود السيارة أمامه…عيناه لا تنزاح من أعلى تلك البوابة التي تعود

لملهى

ليلي…ولجت إليه “وئام” رفقة ذلك الشاب..الذي

استثار

أعصابه وغيرته..

والآن يجلس بسيارته منتظرًا وصول جابر الذي اغلق معه للتو بعد أن أملى عليه ما يفعله……

برزت عروق يديه ورقبته أثر

تشنجه

..

واغمض

جفونه لوهلة يفكر بها وبما تفعله بالداخل…..

هنا وفتح عيناه باتساع بعد أن

خُيل

إليه تواجدها بأحضان الآخر…يتراقص معها..ويقترب منها…يلمس جسدها…

ويستنشق

عطرها….

لم يتحمل تلك الصورة التي ارتسمت

بمخيلته

، خشى عليها للغاية.. وربما شعر

بالسخط

نحوها…لم يدري حقيقة ما يشعر به بتلك اللحظة تحديدًا….

وعلى الفور ترجل من السيارة…والجًا هو الآخر لذلك الملهى…

وطأت

قدماه بالداخل..

وجالت

عيناه

بحثًا

عنه…

شاعرًا

بصعوبة الأمر….

فالأضواء

الحمراء والخضراء التي تنير الملهى لم تكن مريحة بل مزعجة للغاية…

وتشوش

رؤياه مع ذلك العدد الهائل من الفتيان والفتيات….

تقدم خطوتان ولا يزال بحثه عنها

مستمرًا

….

ظل هكذا حتى

تيبست

قدماه….وتوقفت عيناه عن البحث…بعد أن وجدها تتراقص مع الشاب…وتتحقق تلك الصورة التي رسمها قبل دخوله….

تسارعت

خفقاته

….واختفت الصدمة تدريجيًا حتى حل محلها غضب

جحيمي

………متسائلًا عما كان سيحل بها لو رآها والدها بذلك الوضع….

سيقتلها

لا محال…….

سب ذاته… وضعفه نحوها….وكذلك

تسرعه

الذي جعله يخبر اخيه بإحضار أبيها كي يسيطر عليها

ويبعدها

عن كل ذلك.

التهم المسافة التي تفصله عنها….حتى بات

قبالتها

مباشرة….

طالعته وهي داخل أحضان “فادي”

المطوق

لخصرها

..وشعرت بالذهول من تواجده…ابتعدت عن الآخر الذي لم يمانع

وانزلقت

حدقتاها

على صدره الذي يخبرها بمدى غضبه….ثم نظرت بعيناه التي

صوبتها

بنظرات لم ترى لها مثيل من قبل….

حول انظاره نحو فادي

والغيرة

تنهش صدره

وتكاد

تحرقه…ومال على أذنيه

متحكمًا

بغضبه

وبرغبته

في

الأنهال

عليه بالضرب

صاببًا

به ما يعتريه من ظلام وغضب…هامسًا له ببعض الكلمات التي لم تصل إليها…

وقبل أن تتفوه بحرف كان يبتعد عن شريكها بالرقص و يقبض على

مرفقيها

ويجذبها

معه للخارج لا يبالي أو يهتم

باعتراضها

….

وتلوي

جسدها

رافضًا

الرضوخ إليه….

وصل بها أمام سيارته فصرخت بهدر محررة ذراعيها من إحكام قبضته حولها :

-أنت مين

سمحلك

تشدني بالطريقة دي ها؟؟؟ ازاي اصلا تعمل كدة؟

اتسعت عيناه وارتفع حاجبيه حتى انكمش جبينه واضعًا إصبعه قباله شفتيه مردد بنبرة مخيفة دبت الرعب

بأوصالها

:

هشش

اخرسي

واركبي

العربية مش عايز رغي كتير…

كادت تعترض وتتحدث معه بطريقتها المعتادة..لكنه لحق بها

ملقيًا

عليها ما صدمها:

اركبي

عشان ابوكي جاي…ولو شافك الله اعلم ممكن يعمل فيكي ايه..احمدي ربنا أني

لحقتك

قبل ما يجي

ويشوفك

في الوضع

المقرف

اللي أنا شوفتك فيه…….

دار حول السيارة وصعد

بمقعده

المخصص

مغلقًا

الباب بقوة جعلتها تنتفض….ثم

ابتعلت

لعابها

وصعدت بجواره…….

***************

-عمك

دبب

يا بغل..وبعدين هيجي منين الخير

بوشك

ده…

قلب “جابر” عيناه

ضجرًا

قائلًا ببسمة صفراء:

-الله يسامحك…وبعدين مضايق من عمي

وبتضايق

من جدو اقولك ايه انا..اقولك مروان حاف؟؟ مينفعش لا أخلاقي..ولا تربيتي يسمحوا بكدة…

رمقه

باستهجان

ثم تحدث من زاوية فمه:

-اخلاقك

وتربيتك

..هما فين دول؟؟ عايز ايه يالا أنت..

-هكون عايز إيه.. عايز

افوقك

من

النومة

ولا الغيبوبة اللي انت فيها دي….

ردد “جابر” بترقب لرد فعله لما هو قادم…

عقد مروان حاجبيه وعقب بعدم فهم:

-نومة ايه

وغيبوبة

ايه اللي بتكلم عنها..ما تخلص بدل ما اقفل الباب في وشك…

أردف جابر بهدوء وبساطة شديدة:

انسة

وئام شوفتها انا وعابد من شوية خرجت مع شاب ما…وبعدها ركبت معاه

الموتسكيل

بتاعه

وطاروا

..فـ أنا وعابد

طرنا

وراهم…

وهوب

لقيناهم

دخلوا كبارية…….كبارية يا

أونكل

…ده انا

معملتهاش

لحد دلوقتي…

برقت عين مروان صدمة وردد مشيرًا نحو نفسه:

-وئام بنتي أنا!!!!!!!!

-اومال بنتي أنا؟!

قالها جابر باستنكار..فلم

يتمهل

مروان

وهرول

نحو درجات الدرج

قاصدًا

غرفة وئام…فتح الباب و ولج الحجرة وعلى سبيل الصدمة وجد الفراش

خاليًا

……..

ابتلع ريقه وترك العنان

لساقيه

مفارقًا

الحجرة والعديد من القصص تنشأ في ذهنه….

بالأسفل

اقتربت “كوثر” من باب المنزل المفتوح على مصراعيه بذلك الوقت

المتأخر

…وذلك الشاب الذي يقف على

اعتابه

ضيقت عيناها

مخمنة

بأنها قد رأته من قبل…

وقفت أمامه وسرعان ما تذكرها هو فقد رآها داخل السيارة التي كادت

تصدمه

اليوم….

فهمس

بينه وبين نفسه بقلق:

-يا

مصيبتي

السودة ياني ياما انا حظي

مهبب

ليه مع العيلة دي…..

-أنت مين؟؟

ابتسم لها

وأجابها

باحترام لا يليق به:

-جابر سلطان…جار لكم

وامكث

بذلك القصر المقابل…أما عن سبب تواجدي بذلك الوقت..فقد حدث أمر عاجل..وانا انتظر اونكل مروان…

أنقذه مجئ مروان من

تساؤلاتها

وشكوكها

التي ازدادت خاصة عندما استمعت لصوته….فقد كان

مألوفًا

بالنسبة لها…

تخطاها

مروان وجذب جابر من ذراعيه وتحرك رفقته

متجهًا

صوب سيارته مغمغم

بتوعد

وشر:

-فين الزفت

الكبارية

ده؟؟؟؟؟؟؟

-بس متقولش زفت…اركب وانا اقولك…

استقل جواره…وبدأ

بإرشاده

نحو الملهى……

نظر “جابر” من النافذة جواره..ثم دار رأسه

وحملق

بمروان

مردفًا ببسمة

سمجة

:

-عمو هو ينفع تعلمني السواقة…أصل الواد عابد

بيذل

في اهلي..وانت

سواقتك

ما شاء الله عشرة على عشرة….معلم…

خطف مروان نظره نحوه قائلًا بغضب وشر جعل الآخر ينتفض

فزعًا

:

-ما تجيش

اغيرلك

البامبرز

بالمرة..اخرس يالا…..

لزم جابر الصمت بينما بدأت يده بالعبث…

وتسللت

نحو مسجل السيارة

لتصدح

صوت إحدى الأغاني عاليًا…..

اتسعت بسمة جابر وأخذ يصفق بكلتا يداه

مرددًا

كلمات الاغنية..

-يا طبطب ودلع…يا يقولي انا اتغيرت عليه..انا ازعل..

اولع

..

اغلق مروان المسجل بعصبية مردفًا بشراسة:

-اقسم بالله

هولع

فيك وفي العربية وفي بنت الكلب اللي رايح اجيبها دي…ايه

التفاهه

اللي انت فيها دي؟؟؟ انا حقيقي مشوفتش كدة…

-ولا هتشوف عشان هو جابر واحد بس…وبعدين اسرع شوية خلينا نلحق بنتك قبل ما أحدهم

يغرغر

بيها….

*****************

توقفت سيارة مروان مصدرة

صوتًا

عاليًا أثر

احتكاكها

بالأرضية

مترجلًا

من السيارة بسرعة فائقة..تاركًا جابر يلحق به….

دخل مروان الملهى وبدأ يبحث عن ابنته…ثوانِ…باتت دقائق…لا يجدها…ولا يراها…

أين هي؟؟؟؟؟

استدار بظهره يبحث عن جابر الذي احضره فوجده يبتسم بسمة يدركها جيدًا وعيناه تتابع الفتيات اللواتي

يتراقصون

بغنج

..ودلال

مصتنع

….

دنا منه وقبض على قميصه بقوة

ساحبًا

إياه خلفه كي يستطع الحديث معه فلن ينجح هنا بسبب ذلك الضجيج المنتشر بالمكان بأكمله….

نفض جابر يده

مزمجرًا

به:

-القميص يا عم…وربنا ما بتاعي…ولو

جراله

حاجة عابد

هيشلوحني

قاطعه مروان بصياح وهدر:

-هي فين؟؟؟؟؟ فين..

-مين دي ؟

استفسر منه

بحاجب

معقود….رد مروان من بين أسنانه:

-هتكون مين…وئام يا بني آدم هي فين؟

-ما

متلقحة

جوه… اكيد معرفتش تدور….

-مش موجودة…بنتي مش جوه….

حك جابر رأسه بتفكير… وفجأة تذكر أخيه فمن المفترض أن يتواجد هنا… أين هو الآخر؟؟؟

تساءل مجددًا:

-أنت متاكد انها مش جوة؟؟ يمكن في الحمام.

-لا ما أنا مش أعمى؟ بقولك مش جوه ولو في الحمام كان زمانها خرجت

وشوفتها

مش

هتبات

جوه..وبعدين فين اخوك اللي بتقول كان معاك؟؟

هز كتفيه بعدم إدراك وهو يخرج هاتفه كي يأتي برقم أخيه:

-معرفش..استنى

هكلمه

وهثبتلك

….

عبث بهاتفه ثم وضع الهاتف على أذنيه منتظرًا رد أخيه….

*****************

ارتفع رنين هاتفه بالسيارة

فالتقطه

..ورأى اسم أخيه يزين الشاشة…

استرق

نظرة نحو “وئام” التي

بادلته

إياها….ثم توقف بالسيارة…. وأشار لها

بسبابته

كي تلزم الصمت….ثم أجاب:

-ألو….

-أنت فين يا عم….انت دخلت ولا إيه؟ انا معايا اونكل مروان اهو…

وقبل أن يجيبه قام بفتح مكبر الصوت كي يستمع مروان

لكلماته

ويصدق ما أخبره به من تواجد ابنته هنا…وكذلك عابد….

جاء جواب أخيه

صادمًا

:

-دخلت فين مش فاهم؟ وبعدين انت مع استاذ مروان بتعمل ايه في الوقت ده..دي الساعة داخلة على اتنين يا بني…

نــــــعــــــم

يا اخويا انت

هتستهبل

..انت مش كنت معايا لما شوفنا البت بنته

بتركب

مع واد كدة شكله سيس

وطلعوا

على كبارية….

نفى عابد كلماته

وأردف

:

-محصلش..انت سخن يا جابر يا اخويا ولا ايه.. بنته مين اللي

شوفناها

…انا في البيت الجو تلج اخرج ليه في الوقت ده..وبعدين في كبارية لا يا عم استغفر الله العظيم….

أطلق “جابر”

لفظًا

بذيئًا

مغلقًا

في وجهه أخيه

هاتفًا

بتهليل

:

-طب وربنا بنتك كانت هنا….الواد ده كداب…..

ضم مروان قبضته وبدون مقدمات قام بتسديد لكمة قوية لـ جابر بجانب وجهه وعلى مقربة من عينيه…………..

ترنح

في وقفته

وتألم

من تلك

اللكمة

مردفًا بصياح

مراقبًا

مغادرة مروان واستقلاله سيارته:

-طب وربنا كانت هنا….

والبوكس

ده أنا هعمل نفسي مش واخد بالي منه عشان لو خدت بالي

هزعلك

…وانت قد جدي يا

جدوووو

……..

على الجانب الآخر…

تحرك عابد بالسيارة من جديد متجاهلًا إياها

متفاديًا

النظر اليها…حتى أنه لم يرى رد فعلها عند حديثه مع أخيه…

خرج صوتها ساخرًا منه:

-انت اللي قولت

لاخوك

يعرف بابا مش كدة….انا مش

فهماك

منين

باعته

يقوله

ومنين

دخلت و

قاطعها دون أن ينظر إليها:

-مش عايز اسمع صوتك….انا قرفان منك….وعشان ترتاحي احب اقولك اه انا اللي قولت لـ جابر يروح يقوله…بس غيرت رأيي ابوكي مكنش

هيستحمل

يشوفك بالمنظر

المقرف

ده..كان ممكن

يجراله

حاجة…ولو مكنش

جراله

وخرج منها سليمه..أنتِ اللي مكنتيش

هتخرجى

منها سليمة..ومش بعيد كان قتلك….

لانت قسماتها وأدركت للتو سبب فعلته….ابتسمت بسمة جانبية معلقة بمكر:

-فهمت…خفت عليا مش كدة….مكنتش

هتستحمل

يجرالي

حاجة…

وقف بالسيارة على

بُعد

بضعة خطوات من منزلها….معلقًا

بجمود

:

-انزلي……..

تكاظم

غيظها

من رد فعله

واستجابت

له مرتجلة من السيارة…

تأكدت من نوم حارس البوابة قبل أن تتقدم منها….

واستغلته

متسللة

بهدوء وحرص شديد…..

عقب غيابها عن انظاره….صب جام غضبه وسخطه من ذاته ومن قلبه بتلك الضربات المتتالية التي انهال بها على المقود امامه……

****************

فاقم مروان من سرعة السيارة يرغب بالعودة إلى المنزل والتأكد من تواجد ابنته بالداخل…..يلوم نفسه

مخبرًا

ذاته بانه خطأه فهو لم يتفحص دورة المياة….او باقي المنزل

لإدراكه

عشقها للنوم مبكرًا كي تحافظ على نضارة بشرتها…وقد جن جنونه وتوقف عقله عن التفكير ما أن وجد الفراش

خاليًا

دقائق و وصل المنزل ورأى الحارس يقف له بعدما استيقظ من

غفوته

منذ ثوانِ فقط وكان على وشك النوم من جديد…فقال مستفسرًا منه:

-هو في حد من البنات خرج ؟؟؟

نفى الحارس مردفًا:

-لا طبعا محدش لا دخل ولا خرج غيرك يا بيه….

اماء مروان ودخل بالسيارة….صف إياها بعشوائية ثم ترجل واسرع خطاه نحو غرفة وئام…..

وصل أمام الباب…وفتحه بهدوء وتقدم عدة خطوات فوجدها تعتلي فراشها

وتدثر

جسدها أسفل الغطاء

وخصلاتها

تنساب على جانب وجهها ويتضح عليها النوم العميق…

تنهد براحة واطمئن قلبه…وفارق الحجرة….

عقب مغادرته…

فتحت جفونها

زافرة

بقوة…

مزيحة

الغطاء…

والجة

المرحاض كي تبدل ملابسها فكل ما فعلته ما أن دخلت الغرفة هو مراقبة النافذة من بعيد

مترقبة

وصوله ويدها تزيل زينتها……..

*****************

تمدد “أشرف” بحديقة منزلهم على العشب الأخضر بذلك الظلام الحالك بعد أن

جفاه

النوم….

مسلطًا

بصره على تلك النجوم التي تنير السماء…واضعًا كلتا يداه اسفل رأسه….

ألتقط

انفاسه….

وزفرها

بقوة محاولًا أن يزيح ما

يجثو

على قلبه ويتسبب

بشعوره

بالألم..

ثوانِ وكانت تقتحم تفكيره وعقله مثلما اقتحمت قلبه…

شعر

بالتذبذب

يسيطر عليه…ولم يدري

ايشتاقها

أم يحزن ويغضب لما فعلته به….

فاق من تلك الحالة على صوت هاتفه…

اخرجه

فوجد

رقمًا

لا يدري صاحبه ولكنه قام

بالتخمين

..متيقنًا بأن صاحبته هي “زينة” بعد انا قام بحظر رقمها لكثرة اتصالاتها..وعدم رغبته بالحديث معها…فلم يعد هناك شيء يربط بينهم…ولن يكون…

ابتسم من زاوية فمه واردف بينه وبين نفسه:

-يا ترى لو كنت فضلت زي ما أنا…

ومحصلش

النقلة دي كنتي

هتعبريني

يا زينة؟؟؟؟

سؤال تشتت في إجابته..فـ فؤاده يخبره بـ نعم…كانت ستفعل ما تفعله الآن…هي تعشقك

وتبادلك

حبك….

أما عقله اعترض ورفض ما يخبره به القلب

مخبرًا

إياه بأنها وقتها لن تنظر الى وجهه وستجد من هو أفضل….

تمكن منه الغضب من جديد وأدرك للتو سبب

إلحاحها

للعودة فقد بات هو الأفضل…..

رد عليها دون أن يخفي غضبه:

-نعم…

دُهشت

من غضبه

ونبرته

القاسية، مجيبة بتلعثم:

-ازيك يا أشرف؟

عـ

قاطعها معقبًا على سؤالها عن حاله

مخرجًا

ما يشعر به دفعة واحدة:

-كنت كويس وفل اوي لحد ما

اتصلتي

بتتصلي

ليه…

بتزني

ليه..هو مين اللي ساب مين…انا ولا أنتِ…

اوشكت على الإجابة والتبرير…فلم يسمح لها

مسترسلًا

بذات النبرة:

-أنتِ اللي عملتي كدة…

خلفتي

وعدك معايا

وسبتيني

واحنا خلاص على وش جواز…..يا ترى يا زينة هانم لو كنت فضلت أشرف اللي شيفاه الست الوالدة واللي هو العاطل…اللي كل شوية

بشغلانة

…اللي ازاي يشتغل عامل في صيدلية وبنتها دكتورة…كنتي فكرتي

ترجعيلي

؟؟

حاولت فهم مغزى كلماته وبتلك الأثناء..حل مكانها ورد

بدلًا

عنها:

-الجواب هو لا..مكنتيش

هتكلميني

ولا حتى

هتفكري

فيا…كنتي

هدوسي

عليا اكتر واكتر

وهتلاقي

واحد أغنى

وتجوزيه

..وكنتي

هتنسي

أشرف ده نهائي….

عم صمت مريب

وكأن

أصيب أحدهم بطلق ناري…ثم عاد متابعًا بأسى:

-مع الأسف نزلتي من نظري اووي لما فهمت انتِ رجعتي تكلميني ليه…

وهحمد

ربنا الف مرة أنه ظهرك على حقيقتك……

انسابت

الدموع من عيناها وسالت على وجنتيها

متألمة

من كلماته التي

مرغت

بكرامتها

….متحدثة بصعوبة وتقطع:

-أ…

أشـ

…رف ا

قاطعها من جديد بحدة تفاقمت:

متتصليش

بيا تاني..انسي واحد اسمه أشرف…زي ما أنا

هنساكي

بضبط…

اغلق معها و وضع رقمها بقائمة الحظر…..رفع وجهه

مسارعًا

لأخذ انفاسه…

جاء “جابر” في ذلك الوقت متقدمًا بخطوات سريعة مردد بسخط ممزوج ببعض الغل:

-اخوك عابد فين؟؟

ابتلع “أشرف”

غصته

وتلك المرارة الذي يشعر بها مردفًا:

-جه من شوية وطلع نام…انت كنت فين…

-سيبك مني دلوقتي..

واترحم

على أخوك..عشان وربنا ما

هرحمه

ولا

هسيبه

انتهى من كلماته

المتوعدة

…تاركًا أخيه بمفرده

والجًا

المنزل والشر يليح على وجهه…

قطب أشرف حاجبيه ولحق به للداخل….

صعد “جابر” الدرجات واتجه نحو غرفة عابد..قبض على المقبض وحاول فتح الباب..لكنه فشل في ذلك…فقد

أغلقه

عابد من الداخل…

تلوى من الغضب وتشنج ويده لا تكف عن محاولة فتحه…

متمتم بهمس

مغتاظ

:

-افتح يا عابد..عارف انك صاحي يا حنين…افتح بقولك…

آتاه صوت عابد من الداخل مردد بخفوت وصل إليه وإلى أشرف الذي بات على مقربة من جابر:

-مش

هفتح

هنام..وبكرة نكلم

وهفهمك

انفعل الآخر ورد:

-تفهمني ايه يا حيوان..بقى انا ابقى عايز اساعدك وانت

تلبسني

في الحيطة مع أبوها اللي مش

بيطقني

اصلا…وبعدين مدام قلبك رهيف كدة عملت فيها اسد ليه…قال وانزل من العربية..

واستنى

مني مكالمة واعمل اللي هقولك عليه….

جتك

القرف..

انتهى مطالعًا أخيه الذي لا يفقه شيء منهم…

مندسًا

إلى حجرته هو الآخر….تاركًا أشرف الذي تمعن النظر بوجهه ولاحظ ذلك

الأحمرار

بجانب وجهه….

*****************

اليوم التالي…

-قصدك ايه يا واد يا نضال؟؟!!!!!

رددتها “دلال” بصدمة واضحة…بعدما استغل نضال تواجدها بمفردها بالمطبخ تعد

الأفطار

لهم وبدأ

تنبيهها

لما تريده وتخطط إليه نجلاء..

نطق “نضال”

موضحًا

بخبث:

-قصدي أن أسماء وخالتي عينهم من جابر…و باين كدة اسماء بتحبه…

ضربت على صدرها مطلقة شهقة عالية معقبة بصدمة:

-يالهوي..

وملقتش

غير

الفلاتي

ده اللي تحبه…ده لو حصل ممكن يخرب علاقتي

بأختي

…لا لا..جابر مينفعش لـ اسماء..دي خسارة فيه…

عصرت جبينها تفكر في القادم:

-وبعدين بنت اختي

متهنش

عليا اعمل فيها كدة…وبصراحة بقى أنا مبقتش افكر اخد اسماء لحد فيكم..افرض حصل مشكلة قدام، الأخوية اللي بيني وبين نجلاء تنهار؟

علق “نضال” محاولًا إقناعها بتلك الزيجة:

-تنهار مين بس..مش

هتنهار

..بالعكس هتبقي

ضربتي

عصفورين بحجر…اول عصفور بنت اختك

مراحتش

لحد غريب…

وتاني

عصفور جابر

هيتلم

وهيبطل

اللي

بيهببه

ده…

ارتفع حاجبيها

مقلبه

الموضوع

بذهنها

كادت بسمة تأخذ مسارها على وجهه “نضال”

لتوقعه

رضوخها

و

اقتناعها

بحديثه…لولا

صياحها

المباغت

مُصرة

على قرارها:

-لا…مش

هغامر

..افرض

متلمش

..وخان البنت..ولا اتجوز عليها؟

هخسر

اختي برضو..بقولك ايه خرج موضوع اسماء وجابر من دماغك..ولو نجلاء بتفكر فيه هى وأسماء انا هعرف أخرجه من دماغهم…

أشتعل

من رفضها وضرب كف على اخر مردد بنفاذ صبر:

-وده

هتعمليه

ازاي بقى؟؟

بالحداقة

يا فالح…يلا هات الاطباق دي و ورايا….

***************

دق باب حجرة “وئام” أثناء استعدادها للذهاب إلى جامعتها رفقة البقية…

أذنت

للطارق

بالولوج

انفرج الباب ولم يكن الطارق سوى مروان الذي لم يستطع النوم جيدًا بسبب تفكيره بها وبما حدث..

فقد عادت شكوكه نحوها من جديد…واضعًا احتمال أن يكن جابر

صادقًا

التفتت إليه ببسمة هادئة قائلة:

-صباح الخير يا بابا..

-صباح النور…قوليلي

نمتى

كويس؟

اتسعت بسمتها تدريجيًا مرددة:

-ايوة…

وبثبات

انفعالي واعين لها كالمرصاد خرج سؤاله

مختبرًا

إياها:

-اومال امبارح بصيت عليكي مكنتيش موجودة يعني؟؟

ازدردت ريقها بتوتر اختفى سريعًا…لكنه استطاع التقاطه

مجيبه

بثبات:

-ازاي ده؟؟ اكيد كنت في الحمام…..

وعلى الرغم من عدم مروره

ونسيانه

لأمر دورة المياه…إلا أن إجابتها

واختباره

لها لم يزيده إلا

شكًا

بها…

ابتسم لها وتصنع تصديقه إليها..مردد بهدوء ما قبل العاصفة:

-تمام..يلا انزلي بقى عشان بنات عمك

مستنينك

تحت…

*****************

تأهبت

الثمانية فتيات للرحيل والذهاب إلى

جامعتهم

الخاصة…ماعدا وعد التي أخبرتهم بعدم قدرتها على الذهاب اليوم…وكذلك داليدا التى فضلت المكوث بالمنزل…

وعقب مغادرتهم

ومكوثها

قليلًا مع والدتها “روفان”

يتسامرون

في أمور عدة…صعدت لغرفتها

وأوصدت

الباب من خلفها…ثم دنت من الفراش

وتمددت

عليه…

حدقت بسقف الغرفة قليلًا حتى جاء

بذهنها

وارتسمت

صورته

بمخيلتها

….

لاحت بسمة ناعمة على شفتيها…وتمنت رؤياه من جديد…..

عضت على شفتيها والتقطت هاتفها وقامت بفتح (الفيس بوك) ثم جاءت بقائمة البحث وبدأت بحثها عن صفحته الشخصية…

توصلت إليها ولم تكبح

فضولها

لتفحصها

ومعرفة إذا كان مرتبط بأحدهم ام لا…

استمر

تفحصها

ذلك لدقائق لم تستطع خلالها الوصول لشيء يخبرها بأنه يعشق

إحدهم

…وبدون عمد ضغطت على زر الإعجاب لإحدى الصور التي تعود إليه….

انتفضت من مكانها وقامت

بأزالته

متمنية ألا يصل إليه فعلتها…..

******************

انتهى “نضال” من تناول فطوره..وجلس يعبث بهاتفه منتظرًا هبوط عابد كي يذهب معه اليوم ويبدأ رحلته لليوم الثاني للبحث عن مكان مناسب لصالون التجميل الحريمي….

قام بفتح (الفيس بوك)

وتحديدًا

الاشعارات الحديثة…

ضيق عيناه بعدم تصديق وهو يرى إسمها المرافق بصورتها..

وإعجابها

بصورة خاصة به…

ابتسم وحاول فتح الأشعار لكنه لم يستجيب….فأدرك على الفور بأنه لم يكن مقصود

وبأزالتها

له….

أدرك صفحتها وبحث عنها حتى جاء بها….ابتسم متأملًا صورتها….وتردد

بأرسال

طلب صداقة إليها…

وبعد لحظات من التردد

والتِيه

.. أرسل إليها….

وضعت يدها على

فوها

وجحظت

عيناها….

مدبدبة

بقدميها

على الأرض بعدما فضح أمرها وأدرك

تفحصها

وتسللها

لصفحته

…..

-غبية..غبية يا داليدا….

اووف

مسحت على وجهها وجمعت شتات نفسها بصعوبة…

ثم

بللت

شفتيها وبدون تفكير رفضت طلبه…..

*****************

خرجت “وعد” من بوابة المنزل وسارت قليلًا حول منزلهم…وكذلك منزله….راغبة في لقائه والحديث معه من جديد…

وقفت خارج

قصرهم

من الخلف

وعضت

على شفتيها محاولة عصر ذهنها كي تستطع الوصول إليه…..

بتلك اللحظة رأت تلك الشجرة الكبيرة القريبة من حافة السور الخاص بهم…ابتسمت

بظفر

وهرولت

نحوها مقررة

تسلقها

رغم إدراكها

لصعوبتها

….

وبالفعل فعلتها بعد دقائق معدودة وظلت تحرك رأسها محاولة رؤية أي شيء….

ظلت هكذا حتى لمحته أمامها.. ابتسمت بسعادة وتحركت بتهور متناسية محل وقوفها…

شارفت على الهتاف باسمه….لكن بدلا من أن

يتناهى

إليه صوتها وهي تردد اسمه..وصل إليه صوتها وهو تصرخ تستغيث به:

الحقني

يا أشف…………

يتبع.

فاطمة محمد.

رأيكم وتوقعاتكم ومتنسوش الفوت وتفاعل الفصل اللي فات مش هتكلم عنه بصراحة💔

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق