رواية كارثة الحي الشعبي الفصل التاسع عشر 19 – بقلم فاطمة محمد

رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل التاسع عشر

الفصل التاسع عشر

الفصل التاسع عشر

أنظر جيدًا.

كارثة الحي الشعبي.

فاطمة محمد.

الفصل التاسع عشر:

ارتفع حاجبي سلطان بطريقة ساخرة لاحت على محياه مغمغم:

-هو أحنا بنشتري اوطة…ايه اللي بالمرة نطلب وعد لـ أشرف؟ أنتِ مستوعبة بتقولي إيه؟؟؟

ردت باستهجان متعجبة طريقته مستنشفة رفضه:

-اه يا أبو أشرف مستوعبة..مستوعبش ليه يعني..هو أنا بقول العجب ولا ايه؟ ده انا بقولك الواد نضال قالي أنه بيحب بنتهم…..وابنك أشرف شكل قلبه هيدق للبت وعد..فـ احنا نضرب الحديد وهو سخن….

خرج نضال من صدمته موجهًا سؤاله المذهول المصدوم في ذات الوقت مشيرًا نحو نفسه بسبابته:

-أنا بحب داليدا مش كدة ؟!!

-آه…

كرر سؤاله بذات الطريقة على مسامعها ونبرته تزداد ارتفاعًا وذهولًا:

-يعني أنا قولتلك اني بحب داليدا مش كدة !!!!

لوت فمها تارة يمينًا وتارة يسارًا مرددة:

-أنت علقت يا واد…ما قولت آه…

انفعل متشنجًا بطريقة مرحة أمام والده المتابع لهم قائلًا له:

-محصلش يا حاج…عليا الطلاج ما حصل….

انتهى مطالعًا والدته مكررًا للمرة الثالثة:

-بقى أنا قولتلك أني بحب داليدا…

هنا وطفح الكيل فقامت برفع يدها مسددة له ضربة بسيطة على وجهه قائلة بأسلوب أثار ضحكات سلطان رغمًا عنه:

-اومال انا كدابة يا بن الكلب….

ثم نظرت نحو زوجها تبادلة ضحكاته قائلة:

-لمؤاخذة يا حاج…

توقف عن الضحك معلق بهزل لتطاولها الذي لا يجوز:

-ولازمتها ايه حاج يا ام أشرف…

قال الأخيرة ينظر لابنه مردفًا بحسم:

-هسألك سؤال وعايز اجابة يا بـ آه يا بـ لا…

هز رأسه موافقًا وانتظر استفسار والده…

آتاه السؤال بعد لحظات مسببًا له كثير من الارتباك..التوتر…والتشتت..

-مش هقول زي أمك واقولك بتحبها والكلام ده عشان اكيد ملحقتش تحبها…سؤالي انا بقى هو..يا ترى انت معجب بيها؟؟؟ ومتكدبش عايز إجابة واضحة وصريحة…

دخل نضال في دوامة من التيه…و زاغت عيناه…تارة تقع على والدته ويزيحها على الفور..وتارة تسقط على والده ويتهرب بعيناه..محاولًا إيجاد جواب…متسائلًا مع ذاته هل معجب بها عن حق…ام ما الذي يحدث معه في حضورها وغيابها….

استجمع شتات نفسه…وطالع والده مرتكز بحدقتاه اعلاه ثم أجابه بإيجاب وبكل صدق:

-أيوة يا بابا….انا معجب بـ داليدا….

اتسعت بسمة دلال مشيرة تجاهه هاتفة بانتصار:

-جبت انا حاجة من عندي بقى..اهو طلع معجب بيها..اصل أعجاب من حب مفرقتش…بكرة لما يجوزها الإعجاب هيتحول لوحده لحب…

تجاهلها زوجها وظل ينظر لابنه…وما أن انتهت من ثرثرتها حتى قال:

-طيب دلوقتي لو روحنا اتقدمنا هتقول لأهلها انت شغال إيه؟؟ ولا أنا اللي هصرف عليكم….

ابتلع ريقه مفكرًا للحظات….حتى برق بعقله تلك الفكرة ألا وهي مساعدة والده ومشاركته مثل خليل بمطعمه الذي سيفتتح قريبًا….

-لا يا بابا مش هتصرف علينا..انا هنزل اشتغل معاك ومع خليل في المطعم..وهتبقى ايدي في ايدكم….

ذُهلت دلال كثيرًا ولم تختلف حالة سلطان عنها كثيرًا مبتسمًا بسمة لم تدوم كثيرًا مدركًا للتو بأن إبنه معجب بها عن حق..ولن يطول ذلك الإعجاب و قريبًا سيتحول لعشق كبير……

ربت على كتفه مردد بسعادة ظاهرة:

-اتفقنا يا بطل…

انتهى مفارقًا مكانه…فـ بقى مع والدته بمفرده..وما أن تأكدت من رحيل زوجها حتى رددت بنبرة ذات مغزى:

-عشت وشفتك عايز تشتغل مع ابوك وخليل..الله يرحم ايام ما كان بيتحايل عليك تنزل…ولا يا نضال اوعى تكون حبيتها يا واد….اصل مش معقول يكون ده اعجاب بس..ده انت واقع لشوشتك على الآخر….

شعر بالحرج الطفيف وحاول التحدث لكن لم يسعفه لسانه…فتركها متأففًا بضجر فقالت من خلفه وضحكاتها ترتفع:

-أهرب أهرب..بركاتك يا ست داليدا….وعقبالك يا أشرف يا ابن بطني انت وعابد وجابر وخليل يارب….

______________

يقبع في غرفته يشعر بالحيرة من آمره…فـ هناك شعور بالقلق عليها ينتابه ويحثه على السؤال عنها والاطمئنان عليها…فلم تعجبه حالتها التي تبدلت تمامًا تلك الليلة….

وكأنها قد قرأت أفكاره وأدركت ما يعتريه..فقامت بأرسال رسالة قصيرة على (الواتس اب) تستفسر منه بذهن مشغول بحديث أبرار:

-أشرف عايزة أسألك سؤال صغير..ينفع؟

تحرك صوب هاتفه ملتقطًا إياه وسرعان ما تهللت أساريره عندما وجدها هي من تراسله…فقام بالإيجاب عليها وهو يجلس أعلى الفراش:

-ينفع..

كانت تنتظر اجابته بلهفة شديدة وقلب يخفق بقلق..وما ان وجدتها حتى بدأت أناملها بالضغط على الأحرف تجمع سؤالها الذي كان مباغت بالنسبة له:

-هي أمك عايزة تجوزك داليدا ؟؟

احتلت بسمة وجهه وعلق لها على كلمة واحدة متجاهلًا سؤالها:

-أمك !!! يعجبني فيكي طريقتك في الكلام….حلوة أمك دي عجبتني…

وصل لها جوابه الساخر منها…تأففت مرسلة له:

-يعم اخلص هو أنا شتمتها؟؟ هي مش امك فعلًا…وبعدين زعلتك اوي امك دي طيب…

بعثتها له ثم تابعت مرسلة رسالة ثانية كان محتواها:

-هي والدتك عايزة تجوزك داليدا؟؟

مط شفتاه بتلذذ لما يحدث من مشاكسة بينهم….فقال راغبًا في المماطلة قبل أن يمنحها جوابًا:

-بتسألي ليه؟؟ وبعدين اشمعنا داليدا….ليه ميكونش أنتِ مثلا….

ارسلها لها وضحكاته تنطلق من فوه…أما هي وما ان جال بصرها على كلماته المبعوثة حتى تفاقمت ضرباتها وشعرت بحرارة تنبعث من وجهها…

ولم تدري بما تجيب عليه…..

لاحظ تأخرها وعدم ردها فبعث لها:

-أنتِ زعلتي ولا إيه…انا بهزر معاكي على فكرة…وماما انا مليش دعوة بأفكارها ومستبعدهاش عنها بصراحة…ومعرفش اشمعنا داليدا اللي جت في دماغك بس هرجع واقولك تاني انا مليش دعوة انا بمشي بدماغي وبعمل اللي بشوفه صح وبس…..

أخيرًا وصل لها الجواب الذي جعل الراحة تتسلل إليها وتربت على قلبها الذي كان يلتاع…ولا تدري سبب ذلك الشعور….

ردت عليه معقبة بكلمات بسيطة كاذبة وهي تتمدد على الفراش مبررة تأخرها في الرد عليه:

-مزعلتش ولا حاجة…فجر دخلتلي وكانت بتسألني على حاجة…

لم ينتهي حديثهم عند هذا القدر بل استمرت محادثتهم عبر الواتس اب لمدة ساعتين دون أن يشعر أي منهم..يتسايران في أمور عدة…………….

______________

ولج نضال الغرفة موصدًا الباب خلفه….يخرج أنفاسه الحبيسة الذي كتمها أثناء صعوده قاصدًا غرفته كي يلجأ إليها ويفكر بشكل سليم…

فـ الشيء الذي جعله ينجذب إليها منذ البداية هي نظراتها العدوانية الشرسة التي دائمًا كانت تتعمدها معه…ولن يكذب بأن تلك النظرات القاتلة كانت السبب الرئيسي التي جعلته ينتبه إليها…

ولن يكذب أيضًا بأنه أنجذب إليها أكثر وأكثر عندما عاملته بحنو وابتسمت له.

وقتها شعر بسعادة جديدة من نوعها……

مضت لحظات حسم آمره خلالهم والتقط هاتفه مراسلًا إياها عبر إحدى مواقع التواصل الإجتماعي…

-داليدا ممكن تردي عليا ؟

انتظر إجابتها وتمنى مناجيًا ربه أن تجيبه ولا تتركه بتلك النيران المتأججة……

عضت على شفتيها وهي ترى رسالته ومحاولته للحديث معها….ترددت ولاح ذلك على تعابيرها…وقررت بالنهاية الإجابة عليه كي ترى ما الذي يريده ثم تنهي الحديث معه….

-نعم في حاجة؟

اعلن هاتفه عن وصول رسالة جديدة…انتابته اللهفة و تفحصها سريعًا….

انفرج ثغره كاشفًا عن بسمة توحي بمدى سعادته بإيجابها عليه باعثًا لها تلك الكلمات:

-أنتِ عرفتي أني مظلوم وأنه كان جابر مش كدة؟

ردت ببساطة:

-أيوة..

تكاظمت سعادته وتهلل قلبه معقبًا:

-طب اقبلي الأدد..

سارت عيناها على كلماته وعلى الفور هزت رأسها نافية مرسلة له:

-قولتلك لا….

شارف على الرد ومحاولة إقناعها فلم تسمح له و وجد نفسه على قائمة الحظر…رافضة أي حديث معه…

اتسعت عيناه لوهله مذهولًا مما فعلته…وبعد عدة ثوانِ كانت البسمة تغزو شفتاه مردد بفرحة ما سيحدث قريبًا:

-بتبلكيني وماله…

______________

دنا سلطان من الباب الذي يطرق بذلك الوقت المتأخر فالوقت قد تخطى منتصف الليل…

فتح الباب فوجد قبالته مروان..ابتسم له ومد يده مرحبًا به..

-اهلا استاذ مروان اتفضل…

ابتسم الآخر بأقتضاب وبسمة لم تصل لعيناه قائلًا:

-شكرًا انا جاي اقولك كلمتين واتمنى انك تتقبلهم…

-اتفضل انا سامعك خير..

رددها سلطان بترقب…فهتف الاخر موضحًا له:

-دلوقتي حضرتك عارف اننا عندنا بنات وحضراتكم عندكم شباب.. والاختلاط الجامد اوي ده مينفعش..ومش معنى كلامي أبدا اني بشكك في ولاد حضرتك… أبدا…انا بس مش حابب يتعاملوا مع بناتي أو يحتكوا بيهم تحت اي ظرف وبناتي هنا مش مقصود بيهم وئام و ثراء بس لا بناتي هنا مقصود بيهم الكل لأنهم كلهم بناتي…

عقد حاجبيه وقال بنبرة متفهمة:

-انا فاهم حضرتك وده شيء ميزعلنيش بالعكس أنا فرحان انك خايف على البنات…وحقيقي ولادي مفيش في نيتهم اي حاجة وحشة والدليل على كدة أن نضال ابني كان لسة بيكلم معايا وعايز نتقدم لـ آنسة داليدا…وأشرف كمان عايز يتقدم لـ بنتكم وعد….

لم يتوقع مروان ما قاله…فقط ابتسم له وشعور بالراحة يتسلل قلبه بسبب هذا الرجل الخلوق…..مردد بخفوت وشيء من الحزن:

-ربنا يقدم اللي فيه الخير…

-آمين يارب..وانا بكرة هكلم استاذ سليم وأستاذ أيهم والد وعد….

-بأذن الله تصبح على خير…

رد سلطان ببسمة:

-وأنت من أهل الخير..

______________

اليوم التالي..

استيقظ “أشرف” للتو ونهض بتكاسل جالسًا على الفراش…حك عيناه ومسح على وجهه…

في ذات الوقت دوى رنين هاتفه بأرجاء الحجرة معلنًا عن اتصال ما….

انتشل الهاتف من جواره بحاجبين معقودين…متسائلًا بينه وبين نفسه عن هوية المتصل…

انحلت عقده حاجبيه وهو يرى اسمها..ولم يتردد بالإيجاب عليها بصوته الناعس:

-ألو..

-ألو في عينك..اسمها صباح الخير يا أستاذ أشرف…

ابتسم على كلماتها البسيطة وهتف:

-طب صباح الخير….

علقت مشاكسة إياه راغبة في المرح معه:

-ايه صباح الخير دي انت هتصاحبني ولا إيه؟

تنهد بصوت مسموع معقب بضيق زائف:

-لا أنا مش فايقلك انا لسة صاحي وبالطريقة دي ممكن اقل ادبي واشتمك بصراحة..انا اصلا ببقى مقريف لوحدي..

استنكرت كلماته وقالت ساخرة:

-تشتم مين يا عم؟؟ ده على اساس انك لما هتعملها انا هسكتلك مثلًا..واضح يا اخ اشرف انك لسة متعرفنيش كويس…

صمتت ثوانِ معدودة ثم قالت:

-بقولك إيه…

-قولي…

قالها بنفاذ صبر وهو ينهض متحركًا صوب المرحاض…

لم تبالي بحالته وضيقه مردفة باقتراح:

-ايه رأيك ارجع اقولك أشف..اصل بصراحة أنا خدت عليك اشف.. أشرف بتخرج تقيلة…

-معلش…

قالها باستهجان…فقامت بالتعقيب:

-معلش ده ايه..اعمل بيها ايه دي..الفها في سندوتش..يا عم بقولك أشف احلى واجدد….

قال وهو ينظر لوجهه بالمرآة:

-طيب أنا موافق بس على شرط…

سألت بفرحه لسماحه لها بمناداته بذلك الاسم التي أطلقته عليه:

-شرط ايه؟

-انا كمان هقولك يا رعد..اهو اخف واجدد من وعد برضو…

-ايه الكدب ده يا شيخ اتقي الله….

رد بذات الاسلوب المنفعل العائد لها:

-يا شيخة اتقي أنتِ الله…شكلك كدة متصلة تفوري دمي صح؟؟ قولي متكسفيش…

ضحكت على ما يتفوه به معتذرة منه بأسلوب يناقض سابقه:

-و ربنا أبدًا..انا لسة صاحية وقولت اشوفك صاحي ولا لا…

ولجت “فجر” بتلك اللحظة…فنظرت لها وعد و وجهت كلماتها له:

-طيب هكلمك تاني..سلام..

أغلقت معه..بل بوجهه مما جعله ينظر بالهاتف ويبتسم على اسلوبها وشخصيتها الذي لم يقابلها من قبل…فلا يدري إذا كانت تتواجد تلك الشخصيات والسمات بكثرة…أم أنها تنفرد بها.. ولا تشابه باقي الفتيات والنساء….

-بتكلمي مين على الصبح كدة؟

تلفظت فجر وهي تجاورها بجلستها أعلى الفراش….

تنهدت وعد بحالمية وهي تجيبها بهيام:

-كنت بكلم أشرف انا شكلي كدة والله اعلم حبيته…الواد قمر يخربيته…انا اول مرة انشد لواحد بالطريقة دي..قوليلي اعمل ايه قبل ما اتنيل واقع على بوزي اكتر واكتر…

رمشت فجر بأهدابها وردت على كلماتها محاولة ردعها عما تفعله من محادثة شاب غريب:

-متكلميهوش…

علقت وعد باستهزاء:

-ببساطة كدة !!!! وبعدين ما أنتِ عارفة أني عمري ما كلمت واحد…بس ده في حاجة مميزة..زي ما يكون مغناطيس…وبيشدني غصب عني..انا والله ما كنت عايزة اكلمه ولا اتعامل معاه…بس لقيت نفسي عايزة أشوفه وعايزة اتكلم معاه…

-حبيبة قلبي أي علاقة بين أي ولد وبنت مش تحت مسمى الجواز…بتبقى غلط لأن الكلام ممكن يجر للاسوء وتفتحي باب للشيطان وللمعصية..كل اللي يبقى بينكم السلام عليكم وعليكم السلام وكل الاحترام…استفدنا ايه بقى بأنك مكلمتيش ولد قبل كدة مدام عملتيها دلوقتي وخربتي كل اللي أنتِ عملتيه سنين؟؟؟

التقطت الحيرة والضيق على وجهه أبنه خالتها..فتابعت محاولة إقناعها:

-ده المخطوبين بيبقى بينهم حدود في المعاملة..ودول بقى مخطوبين..ما بقالك بقى باللي مفيش بينهم اي حاجة…سيبك من حوار الصحوبية ده عشان أنا مش مقتنعة بيه ومش هقتنع..واقطعي كلامك مع الولد ده يا وعد ولو ليكم نصيب تبقوا مع بعض هتكونوا….بس وقتها كونوا بالطريقة الصح اللي متغضبش ربنا…عشان ربنا يباركلكم في حياتكم…

______________

تجمعت عائلة سلطان عدا جابر حول مائدة الإفطار….

تساءل أبيه عنه…فـ آتاه جواب دلال:

-نايم..موكوس ابن موكوسة إلهي ربنا يوكسه وكسه اكبر من اللي هو فيها عشان أنا خلاص تعبت منه….

سخر زوجها منها وردد:

-هو مش ده حبيب القلب اللي فضلتي تتحايلي عليا عشان يرجع البيت…دلوقتي بقى وحش؟؟ يا ترى هبب ايه المرة دي !

لوت جانب فمها متذكرة محاولتها أمس لمحادثة شقيقتها ولكن دون فائدة..والأخرى لم تجيبها وكأنها تعاقبها وتسلبها لذة الحديث معها…

نفضت ما يدور بذهنها وردت كاذبة:

-مهببش…بس حارق دمي بسبب اللي عمله مع الناس امبارح..لا وابن الكدابة يقولهم مش أنا…خلى منظرنا بقى زبالة…

علق خليل مدافعًا:

-واحنا مالنا…هو عيل صغير هنقوله يعمل ايه وميعملش ايه..كل واحد مسؤل عن عاميله ولو هو كدة احنا مالنا مظنش أنهم شافوا مننا حاجة وحشة ولا إيه….

وافق أشرف ونضال على حديثه…بينما كان عابد شاردًا…في عالم آخر يخصها…مستشعرًا بالقلق حولها ويرغب برؤيتها أمامه سالمة…..

تحدثت دلال مخبرة كلا من خليل وعابد:

-مش تباركوا لـ نضال وأشرف يا عيال…

توقف أشرف عن مضغ الطعام بينما تساءل خليل:

-على إيه..

-هيتجوزوا….وانهاردة ابوكم هيتفق مع عيلة الحلواني على ميعاد عشان نروح ونتقدم…

التقطت أذن جابر الذي كان على مقربة منهم بعدما استيقظ وشعر بالجوع الشديد فقرر الهبوط كي يوقف ذلك الشعور ثم يعود للنوم من جديد….

اتسعت عيناه وظن الحديث عن أخيه عابد فأقترب منه مهللًا امام الجميع:

-احيييه….هتتجوز البت وئام…خلاص نخيت…اخص على الرجالة…اتفووو….

فارت الدماء لعروق عابد ونهض مسرعًا ممسكًا تلابيبه يحاول إسكاته…

لولا تساءل سلطان بنبرة صارمة آمرًا إياهم بالابتعاد عن بعضهم:

-ايه المهزلة دي؟؟ ابعد انت وهو وفهموني في ايه..

اسرع جابر بالرد مغمغم:

-متسمعش منه يا حاج وتتقدم للبت وئام…اه مش بطيقه بس هو يستاهل واحدة احسن منها…يخربيت الحب واشباهه يا جدع…

وصل مغزى كلمات جابر إلى أبيه مخمنًا أن ابنه عاشقًا لـ وئام…بينما قاطعهم أشرف متمتم بشراسة لا يوافق على ذلك الحديث:

-لحظة بس كدة…أشرف ونضال مين اللي هيتجوزوا…هو أنا قولت امتى اني عايز اتجوز…

ردت دلال بعفوية:

-مش لازم تقول يا قلب امك..انا بفهمها وهي طايرة….

ثم نظرت نحو عابد الذي لم يبعد حدقتاه المتوعدة عن جابر:

-بس مكنتش اعرف ان أخوك بيحب ست وئام اللي مش بتنزلي من زور…والله معاك حق يا جابر…

برزت عروق عابد وصرخ بالجميع لا يبالي بتواجد والده:

-محدش يقول بحبها…مبحبهاش..

مبحبهاش…سامعين…

انتهى مغادرًا تاركًا المنزل بأكمله..فقامت دلال بلوي شفتيها بطريقتها الشعبية التي اعتادت عليها….

-لا واضح انك مبتحبهاش…

عادت تحدق بزوجها مردفة:

-طيب دلوقتي انت تطلب داليدا لـ نضال…و وعد لـ أشرف…والبت وئام لـ عابد….كدة يبقى فاضل خليل وجابر…تيجي نطلبهم بالمرة..مجتش عليهم يعني….

جحظت عين “أشرف” وظل إسمها يتكرر على مسامعه:

-وعد ……

فاق من تلك الحالة والصدمة معلقًا:

-أنتوا بتقولوا إيه..وبتختارولي على اي أساس…انا قولت اني عايز اتجوز…و وعد كمان !!!!!!!

-مالها وعد يا قلب امك مش احسن من الملزقة بتاعتك..وبعدين اول مرة سبتك تختار على مزاجك وادي نتيجة اختيارك اسمع مني انا بقى المرة دي وشوف اختياري انا هيبقى عامل ازاي….

تحرك جابر نحو أشقائه مباركًا لهم:

-طيب الف مبروك يا رجالة…. وياريت ياما متعلميش حسابي في الحفلة دي عشان أنا مش ناوي اتجوز..سلام عليكم…انا طالع أنام تاني…

كاد يصعد حجرته لولا صراخ والده موقفًا إياه بحدة وصرامة:

-استنى عندك..

التفت إليه على مضض فقال سلطان بحدة وصرامة شديدة:

-اقعد كُل يا حيوان…وكلامي واضح وقولته لـ مروان جارنا امبارح…أشرف لـ وعد…و نضال لـ داليدا…وانهاردة هنحدد ميعاد ونروحلهم فيه………

همست له دلال بصوت وصل إليه تذكره:

-و وئام يا ابو أشرف

نطلبها

لـ عابد…….

يتبع..

فاطمة محمد.

رأيكم وتوقعاتكم ومتقلقوش الفصل الجاي هيبقى اكبر من كدة ومليان احداث ومتنسوش الفوت عشان حساكم

بتناموا

مني😘❤️

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق