رواية الحب كما ينبغي – الفصل التاسع والستون
الفصل التاسع والستون
الفصل إهداء إلى جميلتي Mony Afr وأحب أقولها كل سنة وهي طيبة. ❤
__________________________
الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل التاسع والستون:
انتهز قُصي ما يحدث من حولـه وعدم تركيز أحد معه.
محملقًا بها، لا يزيح عيونه عنها!!!
وهي على الرغم من أنها لا تحدق بـه بطريقة مباشرة إلا أنها كانت تشعر بأنها محط نظراته وذلك ازعجها كثيرًا.
وفجأة انتشلها صوت ريهام والتي تعرفت عليها اليوم و رغم ذلك شعرا بالارتياح تجاه بعضهما البعض، هامسة لها:
-سـارة أنا لازم أروح مش هينفع اتأخر أكتر من كدة، هدخل اخد حاجتي من جوه وهنزل ولو جهاد سألت عليا عرفيها وباركيلها بالنيابة عني وأنا هكلمها بكرة.
اومأت سـارة برأسها وقالت بهدوء:
-حاضر، تعالي هاجي معاكي.
وبالفعل تحرك الاثنان سويـًا نحو غرفة جهاد الموضوع بها حقيبة ريهام الكبيرة.
تابع قُصي ذهابها واختفائها من أمامه.
وبدون تردد كان ينهض هو الآخر وينسحب من تلك الجلسة العائلية المشحونة بالتوتر خاصة في الوقت الحالي.
ومن سوء حظه انتبه فريـد لفعلته ونهض هو الآخر من خلفه يشعر بالضجر.
فوجده يقف على مقربة من غرفة ما وقد اخرج هاتفه ويعبث به.
دنا منه يهمس لـه بمرح:
-مش عايز تجوز أنت كمان واحدة من البنات اللي لا ليهم أول ولا آخر دول؟؟؟
رفع قُصي عيونه عن هاتفه، وأجاب بثقة:
-لا، أنا مش بتاع جواز.
وبسخرية علق فريـد:
-أومال بتاع إيـه؟؟
-أنا بتاع أي حاجة إلا الجواز، أنا عايز أعيش حياتي بالطول والعرض لا واحدة تنكد عليا ولا تقرفني، تعرف أني أول ما بشم من أي واحدة ريحة نكد بكرفها علطول..أو زي ما بيقولوا شقلب وأقلب، أنا بقى بعمل كدة.
في تلك اللحظة فُتح الباب وطلت ريهام تجر حقيبتها معها.
الحقيبة لم تكن بالكبيرة ولكن فور سقوط بصر فريـد عليها اندفع من مكانه نحو الحقيبة متمتم بجدية وصدق راغبًا في مساعدتها:
-عنك لو سمحتي.
تشكلت بسمة بسيطة على وجهها وقالت بحرج طفيف:
-مفيش داعي، هي مش تقيلة وأنا متعودة عليها.
-والله أبدًا ما يحصلش، بعد إذنك بقى خليني اطلعهالك و أوصلهالك لحد الاسانسير.
في تلك اللحظة نطقت سـارة من خلفها متجاهلة قُصي ونظراته، وقالت لها:
-خلاص يا ريهام سبيه يساعدك، كله ذوق والله، مش زي رجالة اليومين دول اللي عندهم نص لاسع ومحتاجين يتعالجوا.
تمسكت ريهام برفضها وقالت:
-مفيش داعي صدقوني وشكرًا لذوقك بس أنا بحب اعتمد على نفسي.
آتت إسلام في تلك اللحظة ورأتها على مشارف المغادرة فقالت:
-إيه ده رايحة فين لسة بدري؟؟؟
-معلش اتاخرت ولازم امشي وأنا بكرة هكلم جهاد…ألف مبروك للبنات وربنا يتمم على خير يارب.
-يعني إيـه يعني؟؟ والله لو زهـر موجودة وهي اللي قالتلك كنتي قعدتي.
-والله لا برضو، وبعدين خلوا بالكم زهـر لو عرفت اللي حصل النهاردة مش هيعدي على خير وهتقلب الدنيا.
رددت حديثها الأخير بمرح وتحركت رفقة إسلام التي تحركت وغادرت معها حتى تقوم بتوصيلها وتنزيلها بالمصعد.
بعد ذهابهما، ولجت سـارة الغرفة مرة أخرى وأوصدت الباب خلفها بقوة، بينما تحرك فريـد هو الآخر بعدما أطلق تنهيدة وأشار لقُصي بعيونه كي يلحقه.
اومأ له قُصي وهتف متحججًا:
-هدخل بس الـ Wc وجاي وراك علطول.
بالداخل، اطلقت سـارة تنهيدة، واقتربت من فراش جهاد جالسة على طرفه، تشعر بالنفور من ذلك المدعو قُصي و……
قاطع تفكيرها بـه الباب الذي فتح على حين غرة وطل هو من خلاله، والجًا بسرعة البرق، موصدًا الباب من خلفه وهو يردد وينظر داخل عيونها بوقاحة:
-أنتِ بترزعي الباب في وشي!!!
اتسعت عيونها من وقاحته وهبت عن الفراش، هاتفة بضيق وحنق كبير:
-أنت مجنون!!!!! إزاي تدخل كدة عليا!!!! اطلع بــــرة.
-أنت مجنون بس!!!! فين يا بني اللي سبق وقولتيهالي يا ماما سـارة!!
لم تفهم مقصده وعقدت حاجبيها، فانتشلها من تفكيرها باقترابه المباغت متمتم بهمس جوار أذنيها مباشرة:
-ممكن أعرف مبترديش عليا وبتتقلي ليه؟؟ متعرفيش أنك وحشتيني ونفسي اقعد معاكي ونأكل سوا زي ما عملناها قبل كدة!؟؟ أنتِ قاسية ليه كدة!!!
زاد اتساع عيونها ولم تستطع فهم ذلك المخبول الأحمق بل والوقح أيضًا، والذي تجرأ وداهم الغرفة التي تجلس بها!
وبدون تفكير مدت يدها وقامت بدفعه في صدره بعيدًا عنها وبقوة لا تناسب هيئتها الرقيقة:
-أنت بجد مجنون، امشي اطلع بـرة، بدل ما أصوت وألم عليك كل اللي في البيت واعملك فضيحة بجلاجل.
ابتسم بسمة جانبية ماكرة، ثم أجابها بشيء من السخرية وهو يشير لها نحو الباب:
-طب يلا اتفضلي اعمليها مستنية إيـه، ده أنتِ حتى هتخدميني..اعمليها وأنا هبقى واد أصيل وأقولهم حصل وابصم على كلامك بالعشرة كمان، وبعدين أحب اصلح غلطتي وأقولهم نقرأ فاتحتنا أحنا كمان.
ضاقت عيونها أثناء حديثه تحاول فهمه حقًا حتى ولو قليلًا وفهم ما يدور بداخل رأسه اللعين!!!
نظراته نحوها ليست بريئة…طريقته مريبة!!!!
تحركت شفتيها ونطق لسانها تسأله بدون مراوغة:
-أنت عايز إيـه مني؟؟؟ بتلف حواليا ليه، عايز مني إيـه؟؟؟ عايز تصاحبني؟؟؟ أنا مش بصاحب عيال، اطلع بقى برة أحسنلك صدقني، أنت متعرفش جناني ولما بتهب مني ممكن أعمل إيـه!
وبثقة لم تكن في محلها، علق بسخرية:
-طب يلا فرجيني، حايب اتفرج وريني أخرك.
ابتسمت لـه بسمة تعكس ما تنوي على فعله، وبدون مقدمات وعلى سبيل الصدمة بالنسبة له نفذت تهديدها وفتحت فمها متحدثة بعلو صوتها وهي تتحرك نحو الباب كي تفتحه وتستنجد بمن بالخارج:
-ألحقـ….
كادت تستغيث بالجميع لولا يده التي لحقت بها وكممت فمها، محاصرًا إياها بين جسده وبين الحائط، متمتم بخفوت وعدم تصديق:
-يابنت المجانين، أخرسي أنا مش بتاع جواز يخربيتك وبعدين بهزر معاكي، يعني ده جزاتي؟؟؟ عايزة تفضحيني وتطلعي عليا سمعة في العيلة!!! سمعتي اللي لا غبار عليها وكله يشهد بأخلاقي العالية.
من جديد قامت بدفعه ولمعت عيونها بشر أكبر تحذره:
-هعد لحد تلاتة لو مخرجتش هبطحك بحاجة في نافوخك واسيح دمك وهتبقى تستاهل بصراحة، غور بقى.
-غور!!! طيب عمومًا أنا هغور بس كنت عايزك تعرفي أني عملت كدة بسببك عشان حابب اتكلم معاكي وأنتِ مش مدياني فرصة ومتجهلاني أو بتتقلي الله أعلم، بس عمومًا تاني شكرًا ليكي، و وشي الحلو ده مش هتشوفيه تاني ولو شوفتيه تفي عليا….أنا غلطان والله.
______________________
في ذات الوقت على الجانب الأخر، زيفت نرمين شعورها بالألم ونهضت برفقة شكري بعد همست له أنها بخير وأن ينهض هو الآخر ويأتي معها.
وبعد ذهابهما، انتهز أحمد غياب شكري ونهض من جلسته مقتربًا من روضة الواقفة بجوار بـرق الحاملة لصغيرها والتي آتت بـه عصمت من غرفتها بعد أن استيقظ.
وقف بجوارها واستفسر منها بطريقة تعشقها…بل مُتيمة بها:
-رضوى، هل أنا نائم وأحلم الآن، أم أن ما يحدث بجد وحق وحقيقي!!
حدقت بـه وأخبرته تؤكد لـه:
-لا مش بتحلم وآه بجد وحق وحقيقي، أنت إزاي عملت كدة أنت فجأتني.
بادلها بسمتها ومنحها واحدة أكتر اتساعًا كشفت عن أسنانه متمتم بصدق:
-مش زيك، أنا اللي اتفاجئت واتصدمت، متوقعتش توافقي، أنا النهاردة بعيش أسعد لحظات حياتي، أو لا النهاردة أحلى يوم مر عليا من ساعة ما اتولدت.
تلك المرة لم تجيب وكساها الخجل، أبعدت عيونها عنه وأطرقتها للأسفل.
أحب وعشق ما رآه، وعلى الفور ابتعد من جديد وجلس بعيدًا عنها، فلا يريد في إحراجها أكثر.
مصبرًا نفسه يخبرها بأنها تقترب وباتت وشيكة وقريبًا ستكون معه تحت سقف واحد ويثرثر معها دون توقف.
يشاركها كل تفاصيل حياته ويومه..
والأهم سيجعلها سعيدة بشكل غير مسبوق أو معهود.
وهذا وعد قطعه على نفسه…لن يخذلها أو يتحامل عليها.
يكفي ما مر عليها من سنوات صعبة، والقادم أفضل وأجمل بعون من الله عز وجل.
وفي ذلك الوقت الذي كان فيه أحمد هائمًا في الأفكار والمخططات في كيفية إسعادها وتعويضها، كانت نظرات آسـر تحاوطه، يتوعد له ولتوأمه لما فعلوه اليوم.
حسابهم سيكون عسير ولكن الصبر.
وبالصدفة تقابلت عين أحمد مع آسـر وبكل براءة حرك لـه حاجبيه بمعنى ماذا تريد مني!!!
وذلك لملاحظته نظراته نحوه.
ابتسم له آسـر بشر وحرك شفتيه بكلمات تتوعد لـه.
استطاع أحمد قراءة حركة شفتيه الواضحة وردد كلماته بخفوت بينه وبين نفسه:
“ده أنا هشقك نصين أنت وأخوك نروح بس الصبر جميل..”
________________________
-أنا عايزة أفهم دلوقتي أنت معارض ليه؟؟؟ ما تسيبهم يغوروا وحملهم ينزاح من على أكتافك، اللي حصل برة ده أكبر دليل أنهم هيبقوا زي الخاتم في صباعك محدش بيعمل اللي هما عملوه يبقوا جايين لواحدة وهوب عايزين ياخدوا اتنين كمان، ما أنت معلش مش عملهم عرض خد واحدة وفوقها اتنين هدية، هما اللي عايزين وهيموتوا عليهم، وأنت بقى كل اللي عليك تعرف هتلاعبهم إزاي وتطلع بمصلحة.
اعترض شكري، وحديثها بأكمله لم ينال إعجابه فهناك شيء بداخله يخبره أن القادم ليس خير على الإطلاق:
-افهمي أنا معنديش مشكلة مع ابن عابد و وافقت زي ما قولتيلي، حتى زفت الطين أحمد الاهطل ده معنديش برضو مشكلة معاه، مشكلتي مع المصيبة الكبيرة اللي اسمه صابـر، أكيد هيقعد البت من الشغل ومش هيخليها تصور ولا تطلع لايفات تاني، وده هيأثر معانا وعلينا أنتِ ناسية أن جهاد هي اللي بتصرف علينا!!!
لاح التفكير على وجه زوجته، ثم هتفت مقترحة:
-خلاص عايز يقعدها يقعدها، لما يخرجوا نشوف اتفقوا على إيـه وهيقول إيـه، ولو فعلا هيخليها متصورش تاني ماشي بس في مقابل ده يعوضك، وأنت تقعد معاه قعدة كدة بس مش هتبقى النهاردة ومن ورا بنتك أكيد وتقوله واحد اتنين تلاتة.
تساءل بترقب راغبًا في أن توضح وتشرح لـه أكثر:
-وإيه الواحد والاتنين والتلاتة دول؟!
-يوه يا شكري ما تفتح مخك معايا، أنت هتقوله أن جهاد اللي شايلة البيت وأخواتها وبقعدتها من الشغل محدش كدة هيصرف وأنت راجل على قدك وجايلك واد في الطريق محتاج مصاريف وتتفق معاه على مبلغ يديهولك كل أول شهر بدل مراته، والأهم من ده كله تخليه يجبلي العربية مدام بنتك مرضيتش تجبهالي.
أطلق شكري سباب لاذع وفظ من شفتيه على ذكر السيارة التي تريدها ولا تتوقف عن طلبها.
اتسعت عيونها وقالت باستنكار:
-أنت بتشتمني يا شكري!!!
-آه بشتمك خنقتيني بحوار أم العربية.
-بقى كدة مستخسر فيا حتة عربية!!! مستخسر في أم عوض وعوض، هو أنا اللي عايزاها؟!!! ده ابنك على فكرة هو اللي بيتوحم عليها مش أنا.
-لا يا شيخة ابني اللي بيتوحم على عربية!!!امشي يا نرمين قدامي الله يكرمك وحاضر هتصرفلك بطلي زن بقى.
_______________________
-يعني إيـه هتجوزك يعني هتجوزك! هي عافية!!! افرض أنا مش عايزة و…
قاطعها رافضًا ما تتفوه بـه، فلا يتخيل الحياة بدونها مجددًا، تلك المرة لن يتحمل سيحدث شيء لقلبه لا محال.
-مفرضش، مفيش أنا مش عايزة دي شليها من دماغك خالص، امحيها يا جهاد، وقبل ما تسأليني من تاني هي عافية هقولك لا مش عافية، ممكن نسميها بالحب! أنا حبيتك ولسة بحبك، مش هينفع اسيبك تاني صدقيني، مش هستحمل المرة دي.
تراقص قلبها، شعرت كأن هناك فراشات تحلق في معدتها من اعترافه مجددًا.
من أحبته وعشقته منذ الوهلة الأولى يقف أمامها بعد طول عذاب وبُعد بالشهور، يخبرها ويكرر على مسمعها أنه لا يزال يهواها.
ورغم فرحتها إلا أنها سرعان ما تخطتها وسألته بجدية تشوبها الحيرة:
-إزاي!! إزاي يا صابـر عايزنا نرجع بالسهولة دي؟ وكأن مفيش حاجة حصلت!!!
في حاجات كتير اتغيرت، أنا نفسي مبقتش جهاد نفسها، لما ببص في المرايا ساعات مبعرفش نفسي!!!
-عـارف وشايف أنا مش أعمى أنا مغرم يا جهاد، عارفة يعني إيـه؟؟؟ يعني أنا دلوقتي عيني معمية عن أي حاجة ومش شايف ولا عايز من الدنيا دي غيرك، متفكريش كتير وتقعدي تحسبيها، خلينا نكون مع بعض، أنا قادر بعون الله أعوضك وأنتِ كمان هتقدري أنا واثق من ده، ومش بس كدة ده أنا كمان هخليكي تندمي وتقولي على نفسك حمارة كبيرة عشان قولتيلي زمان لا وخليتي الوقت ده كله يعدي وأحنا بُعاد…وجعتي قلوبنا يا اللي منك لله.
هتف كلماته الأخيرة بمرح كبير، جعلت عيونها تتسع، معلقة بدهشة:
-مني أنا لله!!! طلعتني أنا الوحشة والسيئة في روايتك!!
ابتسم لها بسمة أسـرت قلبها وتابعته وهو يعلق بذات المرح:
-هي مش روايتي أنا بس، ده حتى في روايتك مرحمتيهاش وكنتي برضو السيئة اللي كسرت قلبك وقلبي، أنتِ المفروض من دلوقتي تقعدي تفكري هتصلحي قلوبنا اللي اتكسرت دي إزاي! و زي ما قولتلك واثق أنك هتقدري وقدها وقدود.
-أنا مش بهزر، وأنت لو بتهزر هزارك مش مقبول، أنا مش موافقة ومش عايزة أتجوزك، والكلام خلص.
تحركت خطوتان، كادت أن تغادر الشرفة بعدما أخبرته برفضها وأنها لن تكون لـه كما فعلت من قبل لكنه لحق بها، و وقف أمامها يعيق مغادرتها..
فهو تلك المرة لن يسمح لها إلا على جثتــه.
نظرت داخل عيونه وقالت بترقب وقوه زائفة:
-ابعد يا صابـر خليني اطلع، الكلام خلص قولتلك.
وبتحدي وعناد وقوة حقيقية، علق رافضًا ذهابها:
-مش هتخرجي من هنا غير وأنتِ موافقة وتقوليلي أنا موافقة أتجوزك يا صابـر ساعتها بس هخليكي تخرجي، غير كدة انسي، إن شاء الله لو قعدنا للصبح أنا معنديش مشكلة ومش همل وهبقى مستمتع جدًا وأنا شايف القمر قدامي.
خجلت مما نطق به في الأخير ورغم ذلك ادعت القوة وقالت بتوتر بسيط:
-بلاش الحركات دي، آسـر وأحمد برة عايزين يقروأ الفاتحة، حرام نخليهم يستنوا.
-لا يستنوا، هو حرام يستنوا ومش حرام اللي بتعمليه ده؟؟؟؟؟ أنتِ بتعملي كدة ليــه فيا!!! أنا عايز أفهم، أنتِ معندكيش دم!!
-أنا معنديش دم!!! أومال أنت إيـه بقى لما أنا كدة!! وبعدين أنا معملتش حاجة، أنت اللي بتعمل دلوقتي، أنت واحد طلبت وأنا رفض بس!!!
هتف باستنكار واضح مكررًا كلمتها الأخيرة والتي استفزته للغاية:
-بـــــس!!!!! بالبساطة دي!!! أنت ليه مُصرة تعذبيني وتعذبي نفسك؟؟؟؟ طيب لو محتاجة وقت تفكري قولي بس بلاش تقولي لا المرة دي كمان، أنا مستعد اصبر لو أخرة صبري ده هيبقى موافقتك وأنك تكملي معايا هصبر والله مش هقولك لا.
ظلت تنظر إليه وهو كذلك.
الاثنان التزما الصمت التام…
هو يرجوها بواسطة عيونه كي توافق، وهي تخبره بخوفها وعدم شعورها بالأمان والتردد
شعر بكل المشاعر التي تغمرها وتسللت إليها وتفهم ذلك جيدًا.
ابتلعت ريقها وحركت رأسها مبعدة عيونها عنه تحاول طرد تأثيره عليها.
لكنها لم تعد بإمكانها التحامل على نفسها وقلبها أكثر.
وبدون سابق إنذار قالت:
-ماشي يا صابـر مش هقول لا بس كمان مش أيوة…اديني وقت أفكر وأقعد مع نفسي، لو سمحت، أرجوك.
________________________
خرجت جهاد أولًا من الشرفة ثم لاحقها صابـر وخرج من بعدها.
وعلى الفور تهلل وجه جابـر واقترب منهما هو وثراء المتلهفة لزواج ابنائها، مستفسرًا بترقب وعيون تلمع:
-إيـه يا ولاد اتفقتوا خلاص؟؟
سرق صابـر نظرة نحوها أولًا، ثم أومأ برأسه متحدثًا في نفس اللحظة:
-أيوة، اقروا فاتحة أحمد وآسـر، أنا وجهاد محتاجين شوية وقت لسة.
احتل الحزن وجهه جابـر وكذلك ثراء وأحمد وباقي شقيقاتها المتابعون للحوار الدائر.
كاد أحمد أن يعلق لولا صوت قرع الجرس الذي صاحبة طرقات عنيفة بشدة وكأن الطارق يحاول تحطيم الباب، جعلت الجميع ينهضون من مكانهم، مندهشين، وعلى الفور تحركت جهاد نحو الباب.
وقبل أن تصل وتفتحه كان شكري و زوجته يخرجون من الغرفة يستفسرون عما يجرى، وكذلك فارقت سـارة الغرفة بعد أن رحل قُصي وبقت هي، وحينها تمنت ألا يكون عـادل هو الفاعل.
ولكن للأسف كان هو وأدرك الجميع ذلك من صياحه وصوته الذي بدأ يعلو قبل أن يفتح الباب لـه، مغمغم:
-افتحوا….افتحي يا جهاد.
وقبل أن تفعلها وبداخلها تنوي له الكثير والكثير كي لا يأتي مجددًا إلى عتبة منزلها، فها هو يفتعل مشكلة لها في حضور عائلة صابـر…
منعها جسد صابـر من فعلها متقدمًا عنها وسابقًا إياها كي يحل محلها فباتت هي خلفه وتولى هو تلك المهمة.
مهمة التصدي والوقوف في وجه عـادل.
فتح الباب وتلاقت عيون عـادل وصابـر معًا.
تبادلوا نظرات نارية كفيلة لإحراق المنزل بل البناية بأكملها.
خرج صوت عـادل أولًا متابعًا صراخه محاولًا مداهمة المنزل والاقتراب من جهاد:
-يعني إيـــه ها؟؟؟؟ يعني إيــه تسبيني وبعدها علطول عايزة تتخطبيله وتتجوزيه!!!!!! طب وأنا!!!! للدرجة دي مبتفكريش فيا!!!! مش مكفيكي اللي عملتيه فيا!!!! أنـ….
تجمدت جهاد من معرفته بالأمر وبما حدث منذ قليل بينها وبين صابـر!!!!!!
بينما قاطعه صابـر الذي رفع يده وحرك رأسه يبعد عيونه عنها ويجبره على النظر إليه بدلًا منها:
-متكلمهاش ولا تبصلها، بصلي وكلمني أنا.
-وأنت مال أهلك، أنـ….
لم تنال كلمات عـادل إعجاب جابـر فصاح بتذمر مقاطعًا لـه:
-تصدق أنك واد قليل الأدب ومتربتش، يعني إيه مال أهله، طب أحنا أهله وبنقولك ماله ونص يا روح أمك.
وقبل أن يحدث حديث أخر وتتطور الأمور وتزداد تعقيدًا وسوءًا هتفت جهاد متخطية صدمتها بشكل مؤقت تحثه على الذهاب:
-امشي يا عـادل، امشي حالًا بدل ما افرج عليك أمة لا إله إلا الله، امشي احسنلك.
ضحك عـادل باستهزاء ثم هتف بشر ونبرة جحيمية:
-تفرجي عليا أنا أمه لا إله إلا الله!!!
أنتِ نسيتي نفسك يا بت، أنا اللي عملتك وأنا سبب كل اللي أنتِ فيه ده، أنتِ لولايا كنتي……..
لم يستطع متابعة ما لديه من بقية بفضل نفاد صبر صابـر والذي كان كل هذا يحاول أن يكون متحضرًا، ويبعد عن الطرق البربرية، ولكنه لم يعد يتحمل، مقاطعًا كلمات عـادل ممسكًا به بقوة من ملابسه يجذبه نحوه، ثم دفعه بقوة في منتصف صدره داخل المنزل، مغلقًا باب المنزل عليهم جميعًا، متمتم بشر ومن بين أسنانه وهو يقترب ويلتقطه من ملابسه مجددًا بعد أن حرره، تحت أنظار الجميع وخوف النساء والفتيات وحثهم على تركه و وقوف شكري دون أن ينطق بحرف فقط يشاهد ما يحدث:
-لا ده أنت تدخل بقى عشان نعرف نضيفك حلو ونعمل معاك أحلى واجب.
دنـا أحمد، فريـد، يوسف، محمد، قُصي، وآسـر والذي كان كل ما يدور بخلده حينها أنه لم يقرأ الفاتحة بعد!!
ساببًا كل من كان السبب في حدوث هذا، مضيفًا في سره:
“الله يحرقكم، لسة مقرتش الفاتحة يا اللي تنشكوا في معامعكم.”
حاصره الشباب وأضحى عـادل واقف بمفرده أمام هذا الكم!
التزم الصمت واكتفى بمطالعة صابـر بغل وحقد دفين، منصتًا إلى صوت جهاد التي صوبت حديثها لصابر:
-سيبه يا صابـر، خلاص سيبه.
لم يستجيب صابـر إليها، ومن شدة الغيرة الذي أضحى عليها عـادل، هتف بمكر وفي نيته استفزاز صابـر:
-اسمع كلامها وسبني، هتزعل منك لو لمستني، أصلها بتخاف عليا مــــوت.
-لو حومت حواليها تاني ولا عرفت أنك ضايقتها أو حتى حاولت مجرد محاولة مش هسمي عليك وهخلي أهلك يقروأ على روحك الفاتحة، يلا غور أنت بقى دلوقتي عشان مش فضينلك…وخليك فاكر أنها سبب أني أسيبك وتفلت بكلامك الوسخ اللي قولته، أنا سبتك عشان خاطرها بس، فـادعيلها بقى كتير……يلا يـــالا أنت لسة هتنحلي، غــــور مش فاضينلك بقولك.
ابتعد الشباب عنه ودفعه صابـر نحو الباب وحينها دار بصره على الجميع وتوقف فجأة على سـارة الذي ابتسم لها بسمة توحي بأنه ينوي على لها شـر، وأن يسترد حقه.
لاحظت نظراته قبل رحيله ونهشها القلق ولكنها رسمت الثبات الزائف، وغفلت عن عيون قُصي التي تحولت نحوها وثبتت عليها بعد أن لاحظ هو الأخر فعله عـادل.
أما عن جهاد فعادت تتساءل من جديد بينها وبين نفسها كيف علم!!!!!!!!
من أخبره!!!!
على يقين بأن الفاعل متواجد بينهم الآن.
ترى هل يمكن أن يكون والدها!!!!!
نرميـن!!!
و ربما تكون ســـارة من فعلت!!!!!!!!
الشك الأكبر يحوم حولها، استدارت إليها وحدقتها بشك، هل اخطأت عندما تسرعت وقامت بإدخالها حياتها واعتبارها صديقه!!
هل غدرت بها!!
في الأساس هما ليس بأصدقاء، واقتربوا مؤخرًا وكان هو السبب!!!!!!!
__________________________
لم تصل ريهام بعد إلى منزلها، لا تزال في الطريق.
تستمع إلى الأغاني الحزينة نوعـًا ما، وأثناء قيادتها قام هشام بالاتصال عليها.
اقتطفت نظرة نحو هاتفها وقرأت اسم المتصل، أخفضت صوت الأغاني ثم أجابت عليه وفتحت مكبر الصوت:
-ألو.
-عاملة إيـه؟؟ وحشتيني خالص.
عقدت حاجبيها وهي تنظر أمامها في الطريق، ثم قالت باستنكار واضح:
-وحشتك إزاي يعني!!! هشام لو سمحت مبحبش الكلام ده متخلنيش اندم أني اديتك فرصة.
حاول تهدأتها متمتم بتلجلج بسيط:
-لا خلاص على إيه، أنا أسف أنا بس حبيت أعبرلك عن مشاعري..وقولت أبلغك أني عرفت أهلي ورحبوا جدًا وموافقين بذات ماما، بس الفترة دي هيسافروا فقالوا أول ما يرجعوا إن شاء الله نجيلكم البيت..هو أنا ممكن أشوفك؟؟ عايز أشوفك يا ريهام واتكلم معاكي ونعرف بعض أكتر ونقرب و..
قاطعته…لم تدعه يسترسل حديثه، خاصة أن أسلوبه تلك المرة أكثر غرابة وجعلها تشعر بالقلق تجاهه وتحديدًا موضوع سفر والديه، تشعر بأنه كاذب وهناك ما يدور في رأسه!!!
ترى هل يطمع بها!!
ويراها فريسة سهلة بالنسبة له!!!
هل يرغب بالتسلية وإضاعة وقته وإستغلالها وربما الأكثر من هذا.
فكثير من الذكور يطمعون في المرأة المنفصلة!
-ماما بتتصل عليا سلام دلوقتي.
أغلقت في وجهه لم تمنحه فرصة حتى للتعليق وتوديعها!!
اغتاظ من فعلتها وحدق بشاشة الهاتف بغضب كبير، فقد صدق حدسها وشعورها نحوه.
فبعد أن كان يرغب في الزواج بها وأخبر والدته بذلك القرار والاختيار وحديثها وكلماتها معه بدأ يفكر و يرى أنها محقة بالفعل.
مما جعله ينظر لريهام بمنظور أخر ويفكر تجاهها بطريقة مختلفة!
فقد خطط أن يجعلها تتعلق به وتحبه، سيجعلها تلبي له كل طلباته واحتياجاته، ستكون كالخاتم في أصبعه ويقوم باستغلالها أفضل استغلال، مفكرًا في نفسه وبطريقة شيطانية شهوانية، لا تمت للأخلاق بصلة.
أما عنها بعد إنهاء المكالمة، قامت على الفور بالتقاط هاتفها والاتصال على زهـر.
ردت زهـر بعد ثواني، وقبل أن تنطق كان يصلها صوت ريهام تشكو إليها:
-زهـر أنا مش مرتاحة لهشام ده، حسة طريقة كلامه بقت غريبة حساه طمعان فيا، وبعد ما كان بيزن قبل ما أوافق على موضوعنا عشان يكلم اهله مجبش سيرة الموضوع تاني غير دلوقتي وقال إيه مسافرين!!! وأنا مش مصدقاه، أنتِ عارفة معظم الرجالة بتفكر إزاي ناحيتنا، مش عايزاه يستغلني أو يفتكرني عبيطة وسهلة.
آتاها صوت زهـر والتي كانت تحمل ابنتها نور بين يديها وتحاول أن تجعلها تتوقف عن البكاء:
-بس متقوليش رجالة، اللي زي دول مبنقولش عليهم رجالة يا حبيبتي، وبعدين إيه بيفكروا إزاي ناحيتك دي، هو أنتِ عملتي حاجة حرام!!! أنتِ كنتي متجوزة على سنة الله و رسوله وكل الناس كانت عارفة أنك متجوزة، وأي حد بيفكر بالطريقة دي محتاج يتعالج عشان بجد تعبان في دماغه، أنتِ مفيش حاجة تعيبك ولا تخليكي مضايقة، ولو في حد المفروض يضايق يبقى اللي بيفكر كدة..أقولك على حاجة مش أنا كنت بشجعك على الموضوع ده، أهو أنا دلوقتي بقولك سبيه وهعرفك على سيد سيده، وسيد سيده هنا مقصود بيها الواد فريـد مش أنا ورتهولك بعد ما خس وعمل فورما.
وبكل عفوية ردت ريهام:
-انا شوفته النهاردة على فكرة جه مع العريس، ومش هو بس أخواتك كمان وباباكي ومامتك وكتير اوي من العيلة عندك، وفي حاجة حصلت لازم تعرفيها.
اتسعت عين زهـر وقالت مخمنة:
-متقوليش ضياء رفضت آسـر!!!
-لا مش كدة، بس لحد ما أنا نزلت مكنوش قرأوا الفاتحة.
وبدهشة وفضول تساءلت:
-إيه ده ليه كدة!!!
-أول مرة أحمد أخوكي قطع و وقف الدنيا وراح قايل استنوا أنا كمان عايز أتجوز روضة و أبوها وافق ومشي الدنيا.
-إيــه!!!!! بتهزري أحمد عمل كدة!!!! إزاي يعمل كدة وأنا مش معاه!! يارتني جيت، والله لوريه، إزاي يقرأ فاتحة من غيري بجد مش مصدقة!!!!!
حمحت ريهام ثم أضافت ما تبقى:
-هو لحد ما أنا نزلت مكنش قرأ فاتحة برضو، أصله للمرة التانية حد قاطع قراية الفاتحة.
وبسخرية علقت زهـر:
-متقوليش صابـر اللي قاطعها للمرة التانية وطلب جهاد ما هو ده اللي ناقص.
كبحت ضحكاتها وأكدت لها حدوث هذا بالفعل:
-أيوة هو ده اللي حصل فعلًا، صابر كمان طلب يتجوز جهاد، وجهاد رفضت وأنا نزلت وسيباهم فوق بيكلموا وأخوكي بيحاول يقنعها.
هزت زهـر رأسها وحاولت نفي ما سمعته، قائلة بعدم استيعاب:
-أنا شكلي فيا حاجة مش مضبوطة النهاردة وبسمع غلط، قال إيه اتهيألي أنك قولتي صابـر طلب جهاد.
أكدت ريهام لها متمتمة:
-لا مش متهيألك ولا حاجة يا زهـر ده اللي حصل، أحمد طلب روضة وصابـر طلب جهاد.
__________________________
وأخيرًا حانت اللحظة الذي ترقبها آسـر كثيرًا وأوشك الجميع على قراءة الفاتحة وللمرة الثالثة يصدح صوت يقاطع ما يحدث.
وتلك المرة لم يكن أحمد أو حتى صابـر بل كان صوت قُصي الذي هتف بمرح كبير:
-استنــوا، أنا كمان عايز أتجوز.
أنهى كلماته خاطفًا نظرة نحو سـارة والتي نظرت لـه بعدم فهم ارتسم الليلة على وجهها كثيرًا!
هب آسـر وباغته ممسكًا به صائحًا باعتراض وتذمر طفولي، غير مبالي بأحد:
-لا بقى ده أنا لو معمولي عمل مش هيحصل كدة كل ما اجي أقرأ الفاتحة، أنتوا متسلطين عليا النهاردة، اتقوا الله بقى.
لم يتوقع قُصي رد فعله، فقط كان يمزح معه!!
نعم مزاح ثقيل، سخيف غير مناسب، ولكنه فعلها، ابتسم له وقال يهدأ روعه:
-بهزر بهزر، ده أنا لسة قايلك أني مش بتاع جواز، اقعد أنا أسف يا جماعة حبيت اهزر بس.
رمقه آسـر بنظرة أخيرة محذرة قبل أن يعود جالسًا وفي النهاية وبعد طول انتظار وتعب أعصاب تم قراءة فاتحة كل من روضة وأحمد، وآسـر وضياء، واتفقا على أن تقام حفل الخطوبة بعد الإنتهاء من الامتحانات، أما عن الزواج سيحدث بعد أن تنتهي تجهيزات المنزل مباشرة.
وبالتأكيد لم تخلو الجلسة من نظرات جهاد وصابـر المتبادلة والعيون التي تتلاقى بأخرى تشتاق ولا تشبع منها.
وبعدها جلسوا قليلًا وقبل أن يغادروا دنا صابـر من جهاد وهمس لها بصوت خافض:
-خدي وقتك وفكري أنا مش هضغط عليكي وهسيبك براحتك خالص، بس أهم حاجة تردي عليا بسرعة عشان أنا هفضل على أعصابي ومش هستنى كتير.
طالعته بعدم استيعاب حديثه يناقض نفسه كيف يمنحها وقتًا ويخبرها بأنه لن يتحامل ويضغط عليها وبعدها على الفور يخبرها بأن تمنحه جوابًا سريعًا ولن ينتظر كثيرًا!!!!!!!!!
__________________________
صفت السيارات وهبط الجميع وتقدمهم سلطان ودنا من الباب وقام بفتحه، حينها اقترب آسـر وتحرك نحو أحمد وليس المنزل!!
انتبه إليه أحمد من جانب عيونه وكان على يقين بأنه سيفعلها بعد أن قام بتهديده بطريقة مباشرة وتوعد لـه هو وصابـر.
وقبل أن يقترب آسـر تمامًا وينال منه، كان أحمد الأسرع وركض سريعًا متخطيًا الجميع والجًا المنزل، ومن خلفه يركض آسـر الذي صرخ وصاح بعلو صوته لا يهمه أو يبالي لأحد:
-هتروح مني فين ده البيت أوضة وصالة، وربنا ما هحلك النهاردة.
احتار أحمد أثناء هروبه، هل يصعد لغرفته ويحتمي بها من بطشه، أم يتجهه نحو الصالون.
وبالنهاية قرر أن يتحرك نحو الصالون مسهلًا على عائلته مهمة الدفاع عنه.
ولج الصالون وآسـر من خلفه.
وقف أحمد خلف الأريكة قائلًا:
-لم نفسك ياض، واحترمها، وبعدين أنا عملتلك إيه يعني هو أنت أناني للدرجة دي وعايز تجوز لوحدك ومحدش غيرك يتجوز، وبعدين ليه محسسني أن أنا بس اللي نطقت واتكلمت ما صابـر كمان اتكلم، ما تجري وراه زي ما بتجري ورايا أيها الوغد الحقير.
هنا وحضر كل من فريـد، صابـر، جابـر، عابـد ونضال، حتى أشرف، وثراء و وئام.
رد آسـر يخبره بغيظ:
-ياض يا بن الكلب أنا رايح عشاني، بدخل مناخير اللي خلفوك ليه، متجوز بعيد عني، عطلتنا أنت وأخوك، و ربنا ما هحلكم وأخوك كمان هيجي دوره متقلقش.
اقترب جابـر من آسـر وهتف بحنق طفولي:
-مالك ياض يا بن الكلب أنت، بقى أنا كلب!!!! ما تسيب عيالي يفرحوا.
جاء التعليق من عابـد متمتم بغيظ:
-ما تلم لسانك يا جابـر، بقى أنا كلب!!!
-يعني هو أنا اللي بهوهو قدامك، ما تربي ابنك، ولا أنا عشان بدلعه وبهشتك فيه يقل ادبه عليا!
تدخل فريـد والذي جاءت فرصته للانتقام من أحمد الذي لا يكف عن مضايقته:
-بصراحة كدة بقى آسـر معاه حق، مينفعش نبقى رايحين له وأحمد يعمل كدة.
نظر إليه جابـر وهتف بضيق منه هو الآخر:
-تصدق أنك ابن كلب أنت كمان، أنت مال أبوك بتدخل ليه وبعدين ولادي يعملوا اللي يعملوه.
شعر نضال بالحنق وأردف بدفاع عن ابنه هو الآخر:
-طب وهو ابني غلط عشان تغلط فيه، ما هو بيقول الحق، هتنبسط دلوقتي لما أقل منك.
ابتسم جابـر بسخرية وهتف:
-وأنا بقى هسكتلك لما تقل مني!!! ده أنا أقل منك ومن اللي يتشددلك، لموا عيالكم وملكوش دعوة بعيالي، ولا هو عيالي ولاد البطة السودا وأنتوا ولاد البطة البيضا، لا يا حبيبي، لا وألف لا ولادي يعملوا اللي في خيالهم وأنا وراهم وفي ضهرهم.
خرج صوت أحمد وهو ينظر لكل من آسـر وفريـد مشير بسبابته نحو والده و أعمامه:
-عجبكم كدة لما مسكوا في بعض بسببكم!!!!
وقبل أن يضيف أي شخص أخر حرف زائد هتف سلطان والذي كان يقف بالخلف وبجوار صابـر يتابعان بصمت ما يحدث بينهم متمتم:
-تصدقوا وتؤمنوا بالله.
-لا إله إلا الله.
هكذا رد الجميع في آن واحد، فتابع سلطان مشيرًا نحو نفسه وينظر لابنائه الثلاث:
-أنا اللي ابن كلب عشان خلفتكم وأنتوا خلفتوا ولاد الكلاب دول، مش عارف أقولكم إيـه بصراحة!!!
جاءت دلال هي الآخرى وتساءلت:
-في إيه يا سلطان العيال دي صوتها طالع ليه.
-بيتشموني يا دلال، كل واحد بيتشتم التاني ويقوله يا بن الكلب، وأنا فعلا ابن كلب أني خلفتهم، كتهم القرف.
أثناء إيجابه على زوجته قرع الجرس وفتحت وعد الباب.
دخل الزائرون في ذلك الوقت والتي كانت زهـر و زوجها والتي أصرت عليه أن يغادروا ويذهبون إلى المنزل والتي بالمناسبة لاتزال تملك نسختها من مفاتيحه.
منحت زوجها ابنتها بغضب واضح ولم يغفل عنه وسـام والذي قال بدوره:
-اهدي يا حبيبتي، براحة.
-براحة آه وماله.
ختمت مطالعة وعد وقبل أن تسألها عنهم وصل إليها الأصوات القادمة من الصالون الكبير، وعلى الفور تحركت نحو مصدر الصوت، قائلة بتشنج وحزن كبير:
-بقى كدة يا صابـر، بقى كدة يا أحمد تعملوا كدة من غير أختكم!!!! مفكرني مش هفرح ولا إيه!!! طب تمام أوي كدة!
اقتربت ثراء من ابنتها وحاولت التبرير لها:
-حبيبة قلبي الموضوع مش زي ما أنتِ فاكرة وبعدين هو أنتوا ليكم غير بعض!!!!
كذلك اقترب جابـر من دلوعته الصغيرة، لا يطيق أن يراها حزينة، قائلًا هو الأخر:
-الموضوع جه فجأة يا قلب أبوكي، هو أحنا معقول نكون مخططين وعارفين ومنقولكيش.
-آه جت فجأة دي زي كدة حوار الصاحبة الحربوقة اللي بتتخطب فجأة وتقولك هي جت كدة، محدش فيكم يكلمني بجد زعلانة منكم كلكم بلا استثناء.
وقبل أن تتحرك وتغادر مسك بها صابـر ونطق بنبرة حانية يعتذر لها:
-أنا أسف لست البنات، وبعدين أنا مازلت سنجل متقلقيش!! أحمد بس هو اللي قرأ فاتحة أنما أنا لا.
سارع أحمد بالحديث متمتم بضيق:
-بقى كدة يا صابـر بتسلمني تسليم أهالي…زهـر اسمعيني أنـ…
قاطعته زهـر ترفض سماع شيء منه:
-متكلمش معايا يا أحمد وبجد زعلانة منك، ومتبقاش تقولي احضر فرحك عشان مش هحضر اعمله من غيري هو كمان…يلا يا وسـام.
التفتت كي تغادر لولا أحمد الذي هرول وفارق محل وقوفه خلف الأريكة، واقفًا قبالتها:
-استني مش هتمشي من هنا، هو أنا يعني قاصد اعمل كدة، أنا كنت قاعد ولقيت نفسي بتكلم وبطلبها ولا كأني ضارب حبوب الشجاعة، حقك عليا متزعليش، أنتِ بذات مينفعش تزعلي، أنا بحبك.
وبنبرة يملؤها المرح عقب وسـام الحامل لابنته:
-حبك برص، متقولش لمراتي أنك بتحبها بدل ما أشق كرشك نصين.
-أنت بتعايرني!!! يعني وسـام يعايرني وآسـر عايز يمسك فيا طب حلو أوي الكلام ده، أنا بكرة هوريكم..
__________________________
رأت إسلام الجالسة بجانب زوجها داخل سيارته، صيدلية على مشارف المرور من أمامها.
مما جعلها تخبر محمد سريعًا كي لا يتجاوزها:
-محمد اقف عن الصيدلية الجاية دي.
استجاب لها ورضخ لمطلبها بالوقوف أمامها، مستفسرًا منها بقلق:
-في إيـه؟؟ أنتِ تعبانة؟؟ عايزة إيـه أجبهولك.
-لا خليك أنا هنزل.
أصرت على عدم أخباره، فقال يشجعها على أخبارها وألا تشعر بالخجل:
-يا ستي قولي، لا حياء في العلم، عايزة إيـه دي صيدلية يا إسلام وأنا جوزك يا ماما.
تمسكت بقرارها بألا تخبره عما تريد وقالت وهي تفتح باب السيارة وتهبط منها:
-مش هتأخر اديني خمس دقايق بضبط.
غابت عن أنظاره بعد أن ولجت الصيدلية وأخبرت الرجل الواقف بها:
-لو سمحت عايزة اختبار حمل.
ذهب الرجل كي يأتي بطلبها وأثناء ذلك رفعت صوتها تخبره معدلة على طلبها الأول:
-ممكن تخليهم اتنين بعد إذنك، معلش هتعبك معايا.
-لا مفيش تعب عنيا حاضر.
في الخارج ظلت عيون محمد تتابع الصيدلية وثواني وكانت تظهر ولكنها لا تحمل شيء.
استقلت السيارة مرة أخرى وحينها سألها:
-فين اللي جبتيه؟؟؟
وبخجل طفيف أخبرته حتى يصمت:
-في الشنطة وبطل أسئلة بقى، ما أنا لو عايزة أقولك هقولك.
لم يزعجها أكثر بمزاحه معها، وبعد وقت وصل الاثنان إلى المنزل..فأخبرته بطفولية وهي تتحرك قاصدة دورة المياة:
-أنا هدخل الأول خليك عندك.
ضرب كف بالأخر وابتسامة تزين ثغره متعجبًا من حالتها اليوم.
وبعد وقت ليس بالطويل كانت تخرج لـه رافعة يدها اليمنى وكذلك اليسرى ممسكه بكل واحدة واحدًا من الاختبار، تخبره بفرحة ودموع وبدون مقدمات:
-محمد أنا حامــل، أنا كنت شكة عشان كدة جبت اختبار الحمل و عملته مرتين عشان اتأكد أكتر من النتيجة والاتنين أدوني أني حامل.
تراقص قلبه، وأحس بسعادة لا مثيل لها، شعورها مختلف تمامًا.
شعور أنك على مشارف أن تصبح أبًا.
-بجد يا إسلام، بتكلمي بجد.
هزت رأسها تؤكد له وعلى الفور سارع نحوها يحتضنها فقد طال انتظار الاثنان ورغم تأخرهم في الإنجاب إلا أنهم أحسنوا الظن بالله وتفائلوا بالخير ولذلك وجدوه.
_________________________
بعد رحيل الجميع عائدون إلى منازلهم، قاموا الفتيات بلملمة الفوضي قليلًا وتركوا ما تبقى للغد، بعدها ولجت جهاد غرفتها وبصحبتها كل من سـارة، روضة، وضياء.
قائلة بحيرة وتفكير وشك في ذات الوقت مطالعة سـارة ترى رد فعلها، فلا ترغب في أن تظلمها وتسوء الظن بها.
-عـادل عرف منين اللي حصل وطلب صابـر الجواز مني!!!! في حاجة غلط وأنا مش فهماها بجد.
لم تتغير تعابير وجه سـارة أو حتى لاح توتر وقلق ولو بسيط بل ظلت كما هي.
نطقت روضة تحاول التفكير معها:
-أنا برضو استغربت أوي، ومش عارفة عرف منين؟؟
هنا وتساءلت ضياء بشك واضح هي الأخرى:
-سـارة أنتِ اللي قولتيله؟؟ قبل ما هو يجي كنتي قاعدة لوحدك في الأوضة!!
حدقت سـارة بها، ثم دارت عيونها على روضة وجهاد أيضًا.
رأت الشك يلمع بعيونهم نحوها.
ابتلعت ريقها وهتفت مدافعة عن نفسها:
-هو عشان كنت قاعدة لوحدي يبقى أنا اللي كلمته!! دي حركة وسخة متطلعش مني!! وهعمل كدة ليه أساسًا.
-عشان تضيقيه وتحرقي دمه مثلًا!! فقولتي تعرفيه أن جهاد هتبقى لغيره.
هكذا عقبت روضة تراها أيضًا الفاعلة.
نهضت سـارة من جلستها وتقدمت من جهاد تسألها:
-أنتِ كمان بتفكري زيهم وشكة أن أنا اللي قولت لعادل؟؟؟ يعني أنا قاعدة في بيتكم واكلة شاربة نايمة معاكم تحت سقف واحد، وفي الأخر أروح انقل اللي بيحصل هنا لعادل لمجرد أني اضايقه وأحرق دمه!!! عندي مليون طريقة أحرق بيها دمه!!! للدرجة دي شايفني وحشة وغدارة عشان اعمل كدة!!!!
لم تكن بحاجة للحصول إلى جواب ينطق به اللسان، العيون كانت كافية كي تخبرها بأنها تظن مثل شقيقاتها بأنها من فعلت..
تجمعت غصة في حلقها من ذاك الاتهام الذي لا أساس له من الصحة، وأضافت بعيون على وشك البكاء:
-أنا قعدت هنا عشان حبيتك يا جهاد، وأنا لما بحب، بحب بضمير وبصون العيش والملح على فكرة، أنا مكنش ينفع اخد عليكي بسرعة كدة واجي اقعد وابات معاكي، الحق مش عليكم، الحق عليا أنا.
اختنقت جهاد لأجلها وساورها الندم لشكوكها التي اتجهت نحوها، فخرج صوتها تبرر لها:
-سـارة أنا..
-متقوليش حاجة مش عايزة اسمع حاجة.
انهت حديثها منطلقه من الغرفة واندفع من خلفها جهاد تاركين روضة وضياء يتبادلان النظرات النادمة، فقد استشعروا جميعًا صدقها وأنهم اساءوا الظن بها بالفعل.
مسكت سـارة المقبض بعد أن ارتدت حذائها الرياضي، وقبل أن تفتحه، كانت جهاد تمسك بها:
-أنتِ رايحة فين؟؟أنتِ مجنونة الوقت متأخر، أنا مش هسيبك تنزلي، خشي يا سـارة.
-مش داخلة يا جهاد، أنا مش هقعد معاكي ولو ثانية واحدة، بقى بتشكي فيا أن أنا اللي كلمته!!!! ابعدي لو سمحتي.
-طب ممكن تسمعي وتحطي نفسك مكاني أنا معذورة على فكرة، أحنا منعرفش بعض ومش صحاب من سنين!!! أحنا من كام يوم بس واللي جمعنا عـادل.
-مش مبرر على فكرة، الصحاب عُمرهم ما كانوا بالسنين، ممكن أوي يبقى عندك صاحب من سنين وهو جواه غل من ناحيتك وميحبلكيش الخير، وصاحب تاني جديد يبقى بيحبك حب مبيتوصفش، بس أنتِ صح حقك تشكي فيا عارفة ليه علشان أنتِ مشوفتنيش صاحبة ليكي من الأساس.
-بطلي هبل، أنا لو محبتكيش هدخلك بيتي واقعدك مع أخواتي ليه؟؟؟ أنا بحبك من زمان على فكرة، كنت بحب اتفرج عليكي، أنا كنت بيج فان ليكي يا حمارة، أنا أسفة أني شكيت فيكي بس بجد حطي نفسك مكاني لو كان حصل معاكي أنتِ كدة، كنت أول واحدة هتشكي فيها، عشان عارفة اللي بيني وبين عادل وأنا المستفادة الوحيدة عشان بكره عـادل.
هزت سـارة رأسها ونفت احتمالية حدوث هذا:
-لا يا جهاد مكنتش هشك فيكي ولو واحد في المية، ابعدي وسبيني امشي، وروحي شوفي و دوري مين اللي عمل فيكي كدة وبينقل أخبارك لعـادل بعيد عني.
حاولت سـارة دفع يدها والخروج رغمًا عنها، فرفضت جهاد الاستسلام وتركها ترحل، قائلة باصرار:
-قولتلك لا مش هتمشي ادخلي يا سـارة.
-يعني مش هتبعدي؟؟؟؟
-لا.
-طب ادي قاعدة ومش هتحرك من هنا غير على برة البيت ده.
جلست سـارة أرضًا مربعة القدمين، وجهها يحاول التماسك وعدم الاستسلام للبكاء.
تنهدت جهاد وأبعدت يدها عن المقبض جالسة هي الأخرى خلف الباب مباشرة:
-ماشي خليكي قاعدة وخليني أنا كمان قاعدة ما هو لو أنتِ عنيدة ودماغك ناشفة أنا أعند، وممكن أكسرلك رأسك دي.
ردت سـارة بصوت مكتوم:
-ماشي هنشوف…
____________________________
-موافقتش، قالتله يديها وقت تفكر، جهاد بتتقل عليه، مشوفتش عينها لمعت إزاي أول ما قال أنه عايز يتجوزها، ولا بصاتهم لبعض طول القاعدة.
مسح عـادل على وجهه ثم سألها:
-وسـارة مشيت ولا لسة قاعدة عندكم.
تنهدت إحسان تخبره:
-متلقحة قاعدة مع جهاد في الأوضة، شكلها مطولة.
-لو مشيت عرفيني، ولو في أي جديد بلغيني، وبجد شكرًا يا إحسان عشان كلمتيني وعرفتيني اللي بيدور من ورا ضهري.
-ده أقل حاجة أعملها معاك يا عـادل، أنت سبب النقلة اللي حصلت في حياتنا وأنها تتغير للأحسن أنا مش عارفة إزاي جهاد تعمل معاك كدة!!! عمتًا متقلقش أنا معاك ولو جد أي جديد هبلغك علطول زي ما بلغتك النهاردة باللي حصل وإزاي صابـر طلب ايد جهاد للجواز وأنتوا لسة سايبين بعض، بصراحة معندهمش دم هما الاتنين.
أغلقت معه وأنهت المكالمة على وعد بأخباره بأي جديد يحدث..
زينت البسمة وجهها سعيدة بما فعلت اليوم، فقد كانت تتابع ما يحدث بين جهاد وصابـر وفور نطق صابـر بطلبه الزواج منها، تسللت من بين الجميع في لحظتها وقامت بالاتصال على عـادل وأخباره.
وقد كان رد فعله كما توقعت، ثار كالثور، وجن جنونه كان صوته يخبرها بأنه على وشك ارتكاب جريمة…….
تنهدت بالراحة وفجأة انتفضت عند استماعها لصوت رضا والتي ظهرت لها من العدم وكانت في غرفتها، تخبرها:
-أنتِ بتنقلي أخبار جهاد لعادل!!!! أنتِ فتانة يا إحسان!!!! والله لقول لجهاد عليكي يا فتانة أنتِ…يا جهاد، يا جهـــاد.
صرخت مندفعة نحو الباب تفتحه وتفارق الغرفة بخفة.
حاولت إحسان اللحاق بها وإمساكها قبل أن تنطق بحرف وقد نجحت في فعلها حاملة إياها مكممة فمها متمتمة من بين أسنانها بغيظ:
-اخرسي يا حيوانة أقسم بالله يا رضا لو فتحتي بُقك لقطعلك لسانك اللي عايز قصه ده.
لم تستسلم رضا وظلت تتلوى بين يدها وبحركة مباغتة وحتى تتخلص من يد إحسان ويصل صوتها إلى جهاد، قامت بعض يدها بشراسة وبقوة تأوهت على أثرها إحسان وحررتها.
وعلى الفور ركضت رضا بحثًا عن جهاد تنادي عليها بعلو صوتها.
-يا جهاد، الحقي يا جهــاد.
كانت جهاد قد نهضت عن الأرض بالفعل وكذلك سـارة بعد أن استمعوا لصوتها وتحركوا بضعة خطوات متعجلة متقدمين من مصدر الصوت، ومن سوء حظ إحسان نجحت رضا في الوقوف أمام جهاد القلقة:
-في إيـــه!!!!
ابتلعت ريقها ثم أخبرتها بالحقيقة وما سمعته:
-ألحقيني إحسان عايزة تقطعلي لساني عشان مقولكيش أنها هي اللي كلمت عـادل وقالتله عليكي وعلى صابـر، ومش بس كدة سمعتها بتقوله أنها هتقوله أي جديد يجد واتكلمت بطريقة وحشة عليكـــي………
««يتبع»»
فاطمة محمد.
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.