رواية الحب كما ينبغي الفصل السادس والأربعون 46 – بقلم فاطمة محمد

رواية الحب كما ينبغي – الفصل السادس والأربعون

الفصل السادس والأربعون

الفصل السادس والأربعون

كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة حلول شهر رمضان. ❤❤

بالنسبة للرواية فهي هتنزل ومستمرة بس هنعمل تغيير بسيط وبدل ما بتنزل يومين في الأسبوع هتنزل مرة والفصل هيبقى يوم الجمعة وده لأن مش حبة أشغلكم عن العبادات، وأكيد كلنا في رمضان مش بنبقى فاضين زي الأيام العادية وإن شاء الله نرجع لمواعيدنا العادية بعد إنتهاء الشهر❤

هسيبكم بقى مع الفصل وأتمنى يعجبكم هو آه صغير بس معرفتش أكتب أكتر من كدة نظرًا لإنشغالي في كذا حاجة.

__________________________

الحب كما ينبغي.

فاطمة محمد.

الفصل السادس والأربعون:

لـم يستوعب الجميع ما يحدث وسبب هذا الصوت حتى انطلقت ضحكات أحمد العالية وكاد يسقط أرضاً من فرط الضحك على هيئة جده و وقوفه أعلى الأريكة وصراخه بتلك الكلمات المبالغ بها وبشدة…

التفت البعض نحوه يتنفسون الصعداء بعد أن أدركوا مصدر الصوت وسببه، وفي ذات الوقت هدأ مروان قليلًا، رغم صدره الذي يعلو ويهبط من شدة أثر الرعب الذي عايشه لثواني منذ لحظات على يد حفيده.

ابتلع ريقه يبصر أحمد الذي خرج صوته يطمأنهم ببراءة كأنه لم يفعل شيء البته.

-متخافوش متخافوش دي مش قنبلة ولا حاجة بلاش أفورة يا جدو ميرو، دول شوية بومب على صواريخ رمضان، لقيت واحد واقف بيبعهم فـ وقفت اشتريت كل اللي معاه ولما لقيتكم بتتخانقوا قومت مولع كام واحد وراميهم عليكم، ده أنا ههريكم بومب وصواريخ من هنا ورايح.

ختم حديثه وهو يرمق مروان الذي هز رأسه بتوعد وهو ينحني برأسه ويرفع قدمه يخلع حذائه يركض صوب أحمد متمتم بهدر وسخط:

-بومب وصواريخ آه، وأنا أوفر ها، ده أنا هجبلك شمروخ يطيرك ياض يا بن **** قطعتلي الخلف والله ما أنا حلك….

عقد أحمد حاجبيه وهو على أتم استعداد للركض والهرب من أمام مروان الهائج كالثور، قائلًا بطريقة مرحة مازحة مع مروان:

-خلف إيـه يا جدو هو أنت لسة فيك نفس ولا حيل عشان تعوز تخلف.

-أومال أنت اللي فيك ده أنا شباب عنك يالا أنت وهو والله ما هسيبك.

أيد كل من محمد ويوسف موقف مروان وصاحوا يشجعونه على الثأر من أحمد ومن مزحته السخيفة، وبالفعل كان يتحرك أثناء حديثه ينوي الإمساك بالآخر.

عاد أحمد بظهره عدة خطوات للخلف وهو يردد بصوت وصل لمسامع مروان:

-آه أنت شكلك جاي في فرهدة وأنا مش قادر أنا جعان والله، ما حد يحـ…

توقف عن الحديث بعد أن رأى جابـر وصابـر يتصدان لـه واقفان قبالته يمنعان تحركه وتقدمه نحو أحمد.

خرج صوت صابـر أولًا متحدث بهدوء:

-خلاص يا جدو.

لكزه مروان بصدره بخفة لم تؤثر فيه، متحدث بانفعال وتشنج انعكس على وجهه وعنقه الذي برزت عروقه:

-جدو في عينك، وسعلي كدة أنت واقفلي كدة ليه ياض وسع بقولك أنت هتنفخلي صدرك وهتعملي فيها البودي جارد بتاعه وسع أنت وأبوك خلوني أشوف البيه اللي كان هيقطعلي الخلف ده.

تلك المرة آتاه الرد من جابـر الذي صاح معترضًا:

-هو في إيـه، الواد كان بيهزر معاك ومعانا ما تسيبه يهزر ويلعب براحته يا مروان، كل سنة وأنت طيب يا جدع، الله!

هنا وضاقت عين مروان وصاح كأنه قد فهم ما يحدث:

-آه قول كدة بقى، أنا دلوقتي بس فهمت تلاقيك أنت اللي مسلطه وزقه عليا ما أنا عارفك مبتحبنيش.

-ده أنا برضو!! أنت هتجيب اللي فيك فيا ولا إيـه، طب ده أنا قايدلك صوابعي العشر شمع أنا وابني أحمد وابني صابـر وبرضو مش عاجب، ده الواد من حبه فيك وفينا حب يلعب ويهزر معاك ومعانا إيـه المشكلة يعني، إيه اللي جرا يعني.

تحدث جابـر باستنكار واضح، ساخرًا من الطريقة الذي يتعامل بها مروان سواء معه أو مع ابنائه، بعيدًا عن زهـر التي رأت منه دلالًا لم يختلف شيء عن دلاله لوالدتها.

زيف أحمد الحزن واقترب منهم بوجه يملؤة البراءة ويشبه الأطفال متمتم:

-جدو أنا اعتذر، طالما هزاري معك ومع الجميع ضايقك مش ههزر كدة تاني ولا هفرقع بومب وصواريخ تاني، أنا أسف وأعتذر للجميع.

لاحت شبه بسمة على وجه آسـر وضاقت أعينه بلؤم مدركًا نوايا أحمد وما هو على وشك فعله، مبتعدًا جالسًا على أبعد مقعد يتواجد.

لم يختلف الأمر مع صابـر كثيرًا والذي بعد أن كان يتصدى ويقف لمروان تحرك وترك والده يقف بمفرده….

تابع أحمد حديثه وهو يولي الجميع ظهره يخبرهم بتلك الكلمات التي تسبق فعلته:

-أنا سبت الأكل في العربية هخرج أجيبه و….

التفت سريعًا بجسده قاذفًا صاروخ بجانب قدم والده وجده، قبل أن يصرخ بمرح ويركض سريعًا للخارج:

-انبطحوا جميعًا، أو اركضوا أو صموا أذنيكم أيهما أقرب………..

تلك المرة لم يفزع الجميع مثل المرة السابقة والتي كانت على حين غرة ولم يكونوا على معرفة بالأمر، بعد حدوث ما حدث كاد مروان أن يركض تجاه أحمد لولا اليد التي مسكت بـه تلك المرة.

نظر لليد أولًا ثم رفع عيونه يبصر صاحبها والذي لم يكن سوى سلطان.

هتف مروان معترضًا رافعًا سبابته وهو يتحدث:

-متحاولش يا سلطان، الواد بيتحداني، ده مفيش لا أدب ولا سمعان كلام، سبني اربيه.

كان البسمة ترتسم على وجه أحمد على يقين أن جده سلطان قد جاء دوره للدفاع عنه وحل محل جابـر وصابـر ولكن آتى رده صادمًا:

-لا معلش عنك أنت بقى سبهولي، أنا اللي هربيه.

هنا وشعر أحمد بالخطر خاصة بعد أن أبصر تحرك سلطان بالفعل وعدم تصدي أي شخص لـه يمنعه عنه..

ربما لأن الجميع رآه يستحق تلك المرة ما قد يحدث لـه خاصة وسـام، محمد، ويوسف.

ركض باندفاع من محله ولسانه يردد كلمات كثيرة دفاعًا عن نفسه محاولًا إيقاف سلطان وابعاده عنه:

-أهدا يا جدو…هدي روعك…أنا أسف..أسف والله….خلاص بقى قلبك أبيض يا جدو… ده أنا بحبك والله…طب مش جاية معاك هدي روعك طب خد واحدة calm down جدو سلطان على سنح ورمح.

لم يتراجع سلطان أو يتوقف عن الاقتراب منه، وأحمد كذلك لا يكف عن الركض ومن حين لآخر ينظر خلفه ويسرق النظرات نحوه، ملتقطًا بعيونه مروان الذي يتبعهم ويأتي خلفهم، ويشجع سلطان على ما يفعله:

-أيوة كدة وريه وربيه، أنتوا دلعتوه دلع أوفر بصراحة.

توقف أحمد أمام حمام السباحة، وابتلع ريقه وهو يدري بأن الأمر قد انتهى وسينال عقابه.

اختطف نظرة خلفه نحو حمام السباحة ثم نظر أمامه مرة أخرى محاولًا تهدئه روع سلطان، قائلًا:

-أهدا يا جدو ده أنا أحمد ابن جابـر حبيبك، أنا أحمد اللي مفرفش عليكم وعامل طعم ولون للبيت، وبعدين ده أنا جايبلكم فسيخ ورنجة وسردين وملوحة وبصل أخضر وعيش كتير كتير، ومروق عليكم أحلى ترويقة قبل رمضان، يعني مش معقول أبقى بفكر فيكم وبدلعكم كدة وأنتوا عايزين تمسكوا فيا كدة.

وقف سلطان أمام أحمد قائلًا:

-يعني عجبك اللي عملته جوه ده؟؟ أنت مش كبرت على اللي بتعمله ده؟ سبت إيـه للعيال الصغيرة أنت قولي بس، أنا راضي ذمتك يا شيخ مبسوط من اللي عملته ده، طب راعي حتى أختك الحامل، وأن إسلام وبـرق هنا يقولوا عليك إيـه ها؟

وبكل تلقائية أجابه:

-خفيف الظل، هيقولوا عليا خفيف الظل وبحب أهزر وبعمل طعم ولون وحس للبيت ولو على زهـر فـ دي حاجة بسيطة ده بومب وصاروخ بس، ولو على إسلام وبرق فهما أساسًا بقوا من العيلة يعني مش غربـة ومننا وفينا.

دنا مروان من أحمد واقفًا بجواره متحدث بغيظ:

-أنت كدة بررتها يعني خلاص ومدام بقوا من العيلة خلاص، يا بني أنت عايز تشلني، أبوك مش هنا قول الصراحة جابـر اللي سلطك وقالك تعمل كدة صح؟؟

-والله ما حصل، بـابـا جابـر على سنح ورمح برئ من كل تلك الإتهامات والإفتراءات التي تطلقها عليه وتحاول تلصيقها بـه.

جاء صوت آسـر الذي قرر المجئ ومناداتهم وإنهاء كل ما يحدث:

-خلاص يا جماعة سماح المرة دي، ويلا بقى الكل جاع جوه.

ابتلع أحمد ريقه وقال وهو يشير تجاه آسـر:

-أيوة اسمعوا منه وسماح المرة دي ويلا بقى عشان أنا كمان أكاد من فرط الجوع أقع من طولي وعصافير بطني لو تطول تشتمني والله ما هتقصر وكانت شتمتني بكل اللهجات واللغات.

أصر مروان على موقفه وصاح معترضًا:

-لا يا سيدي مش هنسمع منه مش هسمع على آخر الزمن من ابن عابد، ما هو اللي اتحدف اتحدف عند رجلي أنا بالك لو كان اتحدف عنده هو كان عمل العمايل وسوا الهوايل..

-لا ما أحنا مش هنقعد طول اليوم بنتخانق يعني يا جدو، أنا جعان وهفتان و وقفت عند الراجل كتير عقبال ما وضب الحاجة، وهموت واكل، يلا معلش أنا أسف حقك عليا ادي رأسك أبوسها أهو.

دنا منه رافعًا يده يحاول مسك رأسه وتقبيلها.

رفض مروان فعلته يهز رأسه بنفى ولسانه يعبر عن رفضه هذا متمتم:

-يا عم ابعد عني اعمل إيـه أنا بـ أسفك ده، وسع بقى ده أنت غتت بصحيح و……

لم يتابع حديثه بل انطلقت صرخة منه بعد أن تراجع للخلف بضعة خطوات حتى وجد قدمه لا تلامس الأرض وترنح جسده.

اتسعت عين أحمد وكذلك سلطان وآسـر من مشهد مروان الذي على وشك السقوط في حمام السباحة بهذا الطقس البارد.

حاول أحمد الإمساك بـه وإنقاذه من السقوط ولكن كان الوقت قد فات لو يعد بإمكانه فعل شيء.

سارع آسـر بالركض والقفز بحمام السباحة كي يأتي بمروان الذي كان يجيد السباحة، ولكن رد فعله صدر من حبه وخوفه وقلقه عليه خاصة بعد أن رأه يسقط ولم يصعد ويطفو على السطح سريعًا مما جعل عقله يتوقف عن التفكير وتذكر أمر أتقانه السباحة.

اقترب سلطان وهو يردد بعدم تصديق وعيونه تحملق بحمام السباحة:

-الراجل وقع في البسين!!!

هز أحمد رأسه وهو يؤكد:

-أيوة شوفته وشايفه أهو، ده يالهوي على وجع الدماغ والصداع اللي هيجي على دماغك يا أحمد، ده هيقعد سنتين يندب فيهم أنه وقع في البول بسببي، لا سنتين إيـه، ده هيقعد عُمره كله يندب ويصيح على الوقعة دي، وبعدين هو آسـر نط ليـه ما هو جدو بيعرف يعوم.

لكزه سلطان يصيح بـه:

-أنت كمان مش عايزه ينزل يجيبه، يعني مش كفاية أنت السبب، كمان بجح ومش عايز آسـر يجيبه عشان هو كدة كدة بيعرف يعوم.

-أحييه يا جدو، أنت كمان هتقولي أني السبب، لما أنت اللي بتحبني تقول كدة هو هيقول إيـه!!!

على الطرف الآخر وبعد قفز آسـر وممارسته السباحة بأقصى سرعة يملكها كي يصل لجده، والذي قبل أن يصل لـه رأه قد أخرج وطل برأسه.

تحدث يسأله في ذات اللحظة الذي وصل لـه بـه:

-أنت كويس يا جدو.

لم ينطق مروان، فتفهم آسـر حالته وساعده واضعًا يده حول عنقه.

كان كل من سلطان وأحمد في انتظارهم كي يساعدوا مروان على الخروج.

وبالفعل ساعده أحمد من الخارج والتقط يده التي ترتجف مثل باقي جسده يساعده على الخروج.

متمتم بقلق ارتسم على محياه:

-أنت كويس يا جدو…أنت مبتنطقش ليه كدة، أنا بدأت أتوغوغش..

ظل مروان على حالته فسارع أحمد بجلب مناشف له ولـ آسـر الذي خرج من المياة بجسد يرتجف بالكامل.

لحظات وكان يأتي بهما واضعًا واحدة على كل منهما…

ثم سأله من جديد:

-أنت كويس يا جدو؟؟؟ مبتنطقش ليه، أنا بجد بدأت أتوغوش وأقلق واترعب وركبي بتخبط في بعضها، سكوتك ده لا يبشر بالخير أو الطمأنينة حتى.

هز مروان رأسه أخيرًا معقبًا على كلماته بتوعد ولا يزال جسده يرتجف:

-ده أنا هوريك الخير كله صبرك بس عليا، وقعتي دي واللي حصل ده مش هيعدي كدة بالساهل يا ابن جابـر.

بعد مرور نصف ساعة وبعد ذهاب مروان بعد أن أبدل ملابسه وأصر على الذهاب مع التوعد والتهديد المصوب لـ أحمد.

ورغم قلق أحمد الذي تسرب إليه مما قد يفعله جده المتهور المندفع إلا أنه وبعد ذهابه لم يرغب في شغل ذهنه بالمستقبل والاستمتاع بالوقت الحالي والتهام تلك الوجبة اللذيذة بالنسبة لـه.

على النقيض بـ وسـام الذي استنكر وصاح بعدم استيعاب:

-فسيخ ورنجة وسردين وملوحة وبصل أخضر!!! بقى عازمنا ولممنا اللمة دي عشان تأكلنا في الآخر الأكله دي!! طب وأختك الحامل مفكرتش فيها!! دي أكله خطر على البشرية والبني آدمين الطبيعين تقوم عايز تأكلها لحامل، يا شيخ حرام عليك ده أنا بطني بتصوصو من الجوع، أقولك عليك إيـه بس……

_______________________

في المساء، تقف بـرق بمنتصف غرفتها بعد أن عادت برفقة يوسف من تلك العزيمة.

بدلت ملابسها التي كانت ترتديها بأخرى مريحة أكثر تناسب المنزل، مانحة فرصة لخصلاتها كي تنال حريتها بعد ساعات طويلة وكثيرة من لململتهم على هيئة كعكة أسفل حجابها، فسعادتها اليوم كبيرة خاصة بعد تحسن العلاقة بينها وبين والدة زوجها والتي منحتها اليوم هدية بمناسبة شهر رمضان وللحق لم تتخيل أو يأتي بذهنها أن تأتي لها بشيء.

بعد انتهائها ونثر بعض العطر عليها، ارتسم التساؤل على وجهها تتساءل عن سبب غياب يوسف وعدم تواجده بالغرفة، متسائلة بينها وبين نفسها أين هو!!!

وقبل أن تفكر في أسباب لغيابه وجدته يفتح الباب ويطل بهيئته و وسامته الطاغية السالبة لقلبها قبل عقلها.

خافيًا يده خلف ظهره مبتسمًا لها بسمة جذابة تعشقها كثيرًا.

لم تنتبه ليده بعد، وسألته فقط أين كان:

-كنت فين يا يوسف! اختفيت ليه من ساعة ما رجعنا كنت بتعمل إيـه بـرة؟ بتتفرج على فيلم ولا كنت في المطبخ بتأكلك حاجة على السريع كدة من غيري.

ما أن انتهت حتى سقط بصرها على يده ولاحظتها أخيرًا، لم تكبح فضولها وسألته:

-إيـه ده أنت أيدك ورا ضهرك كدة ليه في إيـه؟

وبكل صراحة أخبرها بحب وعشق يطلق من عيونه الفاضحة تمامًا لأمر عشقه وذوبانه بها:

-في هدية صغيرة لأجمل وأحلى بـرق في الدنيا.

تراقص قلبها وهي تراه يخرج يده ويظهرها بل ويمدها لها بحقيبة هدايا كبيرة بعض الشيء.

أخذتها منه وعلى الفور وبحماس شديد قامت بفتحها واضعة إياها على الفراش وبدأت في إخراج محتوياتها، فوجدت فانوس ليس بكبير أو صغير أبيض اللون ومصحف صغير، وسبحة صغيرة، ودمية طمطم ودمية أخرى لـ بوجي والكثير من الشيكولاتة.

بعد تفحصها الهدية صاحت بحماس وسعادة وهي تقفز بطفولية والبهجة تليح عليها ولا تحتاج للحديث للتعبير عنها فعيونها كانت قادرة على الحديث بكل شيء وتولي أمر تلك المهمة…

-ليه كدة بجد…جبتها أمتى أصلًا، أنا مش عارفة أقولك إيـه، أنـ…..

-أنتِ مش محتاجة تقولي أي حاجة يا حبيبي، أنا كنت عايز أفرحك والحمدلله فرحتك فـ أنا مش محتاج ولا طمعان في حاجة أكتر من كدة فرحتك دي بالدنيا وما فيها، أما بقى جبتها أمتى فـ أنا جايبها بقالي كام يوم بس قولت مش هديهالك دلوقتي وهأجلها، وبصراحة غيرت لما ماما عملتها قبلي، وبعدين هو أنا فين حضني؟ ولا هو الحضن لماما بس؟

كلماته وحديثه معها كان صادقًا، فلا يرغب في أي شيء سوى إسعادها وتحقيق ذلك وجعلها تعايشه حقًا.

لم تتحمل نظراته التي تطالبها بعناق مثل التي حصلت عليه وعـد وعلى الفور حققت لـه أمنيته وأحتضنته بحب لا ينقص بداخلها بل يتفاقم يومًا بعد يومًا بفضل ما يفعله وتراه منه منذ زواجهما.

عانقها بحنان شديد، مغمضًا لعيونه يتلذذ بما يحظى بـه الآن من نعيم وهنا….

_______________________

-دلوقتي أنا جمعتكم عشان في كام كلمة لازم أقولهم بدري كدة، فـ نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، أول حاجة كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة الشهر المبارك.

طرحت جهاد كلماتها على مسامع شقيقاتها الجالسات بغرفتها بعد أن جمعتهم كي تلقي عليهم ما لديها وترغب في تنفيذه.

رد عليها كل من روضة، ضياء، إحسان، عصمت، رضا في صوت واحد.

-وأنتِ طيبة وكل سنة وأنتِ طيبة يا جوجو.

بعد حصولها على ردهم تابعت مكان توقفها مبتسمة لهم باتساع محاولة التحدث بمنتهى السلاسة والبساطة مراعية صغر سن البعض منهم:

-وأنتوا طيبين نكمل بقى..أنا جمعتكم النهاردة عشان أقولكم أن شهر رمضان المبارك لازم نستغل كل ثانية ودقيقة فيه من ذكر ربنا، لدعوات، لصلاة، وقرايه قرآن، لفعل خير كتير، عايزين نصلي كل فرض ومنكسلش واللي بتقطع فينا في الصلاة تحاول تلتزم وتدعي أن ربنا يثبتها عشان ترك الصلاة ده حرام طبعًا.

دارت عيونها على الجميع وهي لا تزال محافظة على بسمتها:

-ولو أي حد بيعمل حاجة غلط أو حرام يحاول ميعملهاش ويتوب عنها والله المستعان، وأنا مش بنصحكم عشان عاملة نفسي شيخة عشان عارفة أن لسانكم طويل فـ أنا لا مش شيخة يا ولاد، أنا الكلام اللي بقوله ده بقوله وبسمعه لنفسي قبل ما يبقى ليكم، لأن أنا كمان بحاول أبقى أحسن ومحاولاتي دلوقتي هتبقى أضعاف.

كما قالت تمامًا حديثها معهم، كان موجهًا ومصوبًا لنفسها قبل أن يكون لهم، فمنذ أن أخذت قرارًا بأن تكون نسخة أفضل بكثير وهي بالفعل تعمل على نفسها وتحاول بشتى الطرق أن تغير من حالها، مدركة بأن التغيير لن يكن بتلك السهولة ولكنها لن تتوقف وستظل تسعى حتى تحقق مبتغاها وتكون فتاة ذات خلق، تدرك وتعرف عن دينها الكثير والكثير، يكن بوسعها التفريق بين الحلال والحرام وذلك لأجل نفسها أولًا وأخيرًا…….

________________________

بعد منتصف الليل، تحرك آسـر صوب المطبخ، يشعر بالظمأ الشديد بعد تناوله لتلك الوجبة الذي آتى بها أحمد، فمنذ أن تناولها وهو لا يكف عن شرب المياة وظمأه لا يرتوي.

لكنه يستحق فرغم إدراكه بأن هذا ما سيحدث إلا أنه لم يقاوم تلك الرائحة التي تسللت لأنفه مع تشجيع أحمد يدعو الجميع لمشاركته…

ولج المطبخ وعلى الفور انتفض فزعًا بعد ما رآه بهذا الظلام الذي يعم الأجواء.

فكان المشهد كالآتي الأنوار مغلقة وأحمد هناك يجلس على مقعد وضعه أمام الرخامة وأمامه ما تبقى من الطعام اليوم وأصناف أخرى لا يعلم متى آتى بها كالبيتزا وشطائر من البرجر المغطى بالكثير من الجبن وهاتفه موضوعًا بجوار الطعام على وجهه مضيئًا كشافه الذي كان ضوئه مسلطًا على وجه أحمد.

وضع آسـر يده على قلبه وهو يسأله:

-أنت بتعمل إيـه حرام عليك خضتني.

وبفم ممتلئ بالطعام ابتسم أحمد وقال بصوت مكتوم:

-قطعتلك الخلف أنت كمان ولا إيـه، أنتوا إيـه حكايتكم معايا النهارده مالكم ومالي.

-ده أحنا برضو!

قالها آسـر وهو يضئ الأنوار، ويقترب من أحمد الذي همس لـه:

-اطفي النور اطفيه هتلم علينا البيت وهتفضحني، أومال أنا مشغل فلاش الموبايل ليه.

-طب ما يتلموا إيـه المشكلة أنت ليه محسسني أنك بتتعاطى أو جايب نسوان وأنا هفضحك ده أنت بتاكل يا بني، وبعدين إيـه كل الأكل ده يا أحمد!! هو أنت محروم؟

-لا مش حكاية محروم بس بودع الأكل واستغليت أن كله نايم وقولت اطلبلي كام حاجة بسيطة كدة، أنت عارف أنا في رمضان مش بأكل أوي، صحيح أنا مش عايز ألمحك طول الشهر المبارك، أنا مش ناقص ذنوب.

ابتسم آسـر وسأله ببسمة بسيطة:

-وإيـه كمان يا بن عمي اشجيني وقولي.

-هشجيك وأقولك حاضر يا بن خالتي.

ابتلع ما بفمه ثم هتف ملقيًا عليه قرارتـه الذي ينوي تنفيذها:

-طول ما أنا صايم مش عايز حد يكلمني، بعد الفطار إن شاء الله نقول كل اللي أحنا عايزين نقوله، لكن طول ما أنا صايم لا لساني يخاطب لسانكم ولا لسانكم يخاطب لساني، كمان نويت وقررت أتحدث معكم باللغة العربية الفصحى…….

زفر آسـر واضعًا يده أسفل ذقنه:

-آه وإيـه كمان؟

امعن أحمد التفكير ثم هتف ينصحه:

-أي حاجة نفسك فيها ادعي ربنا واطلبها منه، وإن شاء الله لو فيها خير ليك ربنا هيستجاب لدعواتك، تعرف يا آسـر أن من فوايد شهر الخير أنه بيخلينا نتحكم في شهواتنا ونسيطر على نفسنا، سواء بقى جوع عطش وأي شهوات تانية ومتبقاش شهواتنا هي اللي سيقانا، صحيح متنساش تغض بصرك عشان حرام و………

توقف ولم يتابع وهو يلقي تلك النصيحة الأخيرة.

والتي جعلته يتوقف ويفكر قليلًا فيما كان يفعله مسبقًا، وكيف لم يكن يغض بصره وسمح لنفسه بالتأمل بها، والإبحار في عيونها التي جعلته يغرق في عشقها.

وضع يده على فمه يستوعب ذنبه وفداحه ما ارتكبه للتو وكيف سمح لنفسه أن يمعن النظر بـ رضوى التي لم تحل لـه بعد….!!

كما أن الأمر لم يتوقف عند رضوى فقط.

هنا وحدث نفسه بكلمات لم يسمعها آسـر أو يعرف عنها شيء والتي تمثلت في الآتي.

تبًا لـي هل ألقي نصيحة لم أفعل أنا بها..!

««يتبع»»……..

كدة ميعادنا مع الفصل الجديد يوم الجمعة الجاي بأذن الله ولو عرفت أخلصه قبل الجمعة هنزله وطبعًا مش محتاجة أقولكم أنه هيبقى طويل وهنعيش معاهم أجواء رمضان الجميلة❤

متنسوش الڤوت وهستنى رأيكم🫂❤❤❤❤

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق