رواية الحب كما ينبغي الفصل الثامن والعشرون 28 – بقلم فاطمة محمد

رواية الحب كما ينبغي – الفصل الثامن والعشرون

الفصل الثامن والعشرون

الفصل الثامن والعشرون

الحب كما ينبغي.

فاطمة محمد.

الفصل الثامن والعشرون:

ينتظر “شكري” قدوم جهاد، روضة، وضياء من الخارج بعدما عاد من الخارج واكتشف غيابهم من خلال رضا والذي دنا منها ومسكها من ذراعيها بعنف وهو يسألها بنبرة دبت الرعب

بأوصالها

يسألها عن مكانهما.

ابتلعت الصغيرة ريقها وهي

تجيبه

برعب واضح ويخرج من عينيها:

«قالوا

هيروحوا

المستشفى

يطمنوا

على مستر أحمد

وقولتلهم

أروح معاكم

مرضيوش

وراحوا لوحدهم.»

انتهز تواجد كل من إسلام وبرق داخل الغرفة سويًا فسارع بالاقتراب من الباب المغلق من الأساس عليهم

يوصده

بالمفتاح كي يمنع خروجهما..

لا يبالي

بـ

انتباههم

لفعلته

و طرقاتهم على الباب كي يفتح لهم.

لم ينتهي الأمر هكذا بل اقترب أيضًا من رضا وأخذها من يديها وقام

بحبسها

مع إحسان

وعصمت

داخل الغرفة فهو بالتأكيد لن يكرر خطأه من جديد

ويتركهم

أحرار فاليوم لن

ينجدهم

أحد من قبضته

وستنال

كل واحدة منهما

جزائها

وعقابها

.

لم يستجيب شكري

لطرقات

إسلام وبرق

المُلحة

والمطالبة بالفتح والخروج

والمستفسرة

عن سبب تلك الفعلة.

يأست

برق ونظرت إليها إسلام قائلة بقلق واضح:

-مش

مرتحالـه

حساه ناوي على مصيبة.

ردت برق عليها وهي تتحرك من مكانها:

-فين الموبايل لازم نكلم جهاد نقولها على اللي عمله أكيد ناوي على نية.

جاءت

بـ

هاتفها ولكن مع الأسف لم تلحق الاتصال بها مستمعين لصوت إغلاق الباب صاحبه صوت شكري وهو يرحب بهم بصوت عالي غليظ

كـ

قلبه تمامًا:

أهلًا

ياختي أنتي وهي ما لسة بدري كنتوا اقعدوا معاه شوية

كمـان

.

كان الثلاثة يقفان بجوار بعضهم البعض ولكن بعد حديثه التقطت جهاد الشر الكامن بعينه والقادم لا محال.

تقدمت خطوتان عنهم واقفة

بمواجهته

تستفسر منه بقوة تزعجه و تزيد من سخطه نحوهم:

-هو مين ده اللي نقعد معاه شوية كمان.

-المحروس اللي كان بيدي أختك دروس العربي.

-أيوة إيه اللي جرا يعني ده جارنا هو و ولاد عمه

جيرانـا

وفي الشقة اللي

قصادنـا

والنبي وصى على سابع جار و ده اضرب من طه وكان هيموت عشان دافع عن بنتك و وقف في وشه كذا مرة ده بدل ما تروح تشكره أنت كمان و تزوره تطمن عليه.

ترك حديثها بأكمله ولم يعلق سوى على الجزئية الخاصة

بـ

أحمد و بأبناء عمامة متحدث بهمس مخيف:

-آه قولتيلي بقى هو الموضوع

كــــدة

.

لاحق كلماته

بصفعة

قوية هبطت على وجهها وهو يصرخ عليها تحت صرخات روضة وضياء مما حدث وتعرضت له جهاد.

نما صوت الصفعة وصرخات الفتيات إلى باقي الشقيقات مما جعل إسلام وبرق

يضربان

على الباب بقوة وهما

يصرخان

بعلو صوتهم.

اقتربت منها ضياء و روضة

يمسكان

بها

ويحميان

إياها من بطشه فرفضت فعلتهما

متصديه

لوالدها من جديد فهي من تكبرهم وإذا توجب على أحد الحماية فتلك ستكون مهمتها هي وستكون حامي الحمى لهما ولن تسمح له

بأذيتهم

.

مسك جهاد من رأسها ليسقط حجابها عن رأسها ويصل إلى

خصلاتها

قابضًا

عليهم وهو يردد بعلو صوته

مزمجرًا

بقوة:

-إيه اللي بينكم وبينهم يا ولاد الكلب

انطقـــــوا

………

غلى الدم بعروق روضة وضياء

وسارعا

بالتدخل يحاولان منعه.

لم تنفع محاولاتهم ومسك روضة هي الأخرى من رأسها ليقع حجابها هى الأخرى.

فكان المشهد كالتالي يمسك جهاد من

خصلاتها

وحجابها

ساقطًا

على كتفيها بيده اليمنى أما عن روضة فكانت نفس حال شقيقتها

ممسكًا

إياها بيده اليسرى.

لم

ينقذهما

سوى تلك الطرقات العنيفة الهابطة على باب منزلهم.

وتحت بكاء ضياء التي لم

تسعفها

قوتها لإنقاذ أو مساعدة أي منهما، انتهزت تلك الفرصة وقررت

الإستنجاد

بالطارق

.

اقتربت من الباب التي كانت على مقربة منه، وفتحته.

وجدت أمامها

آسـر

ومن خلفه يوسف.

وعلى الفور وبدون أدنى تفكير كانت تبصر

آسـر

تطلب منه المساعدة

وتستنجد

به.

«

آسـر

إلحقني

بابا بيضرب جهاد و روضة مش راضي

يسيبهم

قالت حديثها وهي تشير للداخل.

وللحق لم تكن بحاجة للإشارة فقد

اسعفه

طوله على رؤية ما يحدث خلفها.

لم يفكر أو ينتظر أكثر واقتحم المنزل تاركًا ضياء ويوسف خلفه.

يوسف الذي نهش الخوف والرعب قلبه على برق وخاف عليها من بطش أبيها.

ولكن سرعان ما اطمئن عندما لم يجدها ولكن استمع لصوتها حبيسة داخل إحدى الغرف.

دنا

آسـر

من شكري الذي طالعه في ذات اللحظة وقبل أن يتحدث كان

آسـر

يمسك به

ويجذبه

بقوة وعنف

مجبرًا

إياه على تحريرهم.

وما أن فعل حتى سارعت كل واحدة منهما بإعادة حجابها على رأسها تغطي

خصلاتها

المكشوفة.

اقتربت ضياء بلهفة منهما تطمئن عليهما.

بينما سارع يوسف بالاقتراب من الغرفة التي يصدح منها صوت برق، حاول فتحها ولكنه وجدها مغلقة ولم يجد المفتاح ولذلك اضطر إلى تحطيم بابها ولكن قبل أن يفعل حثهم على الابتعاد عن الباب.

نجح بعد عدة محاولات سريعة،

وانفتح

الباب فـ اندفعت إسلام وبرق

واللتان

قد ارتدا منذ لحظات فقط إسدال الصلاة سريعًا فوق ملابسهم وقبل فتح يوسف للباب، يطمئنان على الثلاث.

لم تترك برق فرصة

لـ

يوسف للسؤال كي يرتاح قلبه ولكن ظهر من هيئتها أنها بخير لذا لزما الصمت واكتفى بمتابعة قلقها وخوفها على البقية.

لم يستوعب شكري ما حدث وكيف دخل ذلك الغريب منزله، فـ انشغاله بضرب بناته منعه من التركيز مع الباب وضياء التي فتحته.

زفر شكري بعنف وهو يتابع صراخه يسأل

آسـر

وهو يتطاول بيده عليه

ويلكزه

بصدره:

-أنت مين

وإزاي

تتهجم على بيتي كدة هي سايبة ولا

إيـه

.

اقترب يوسف وهو يسأله مشيرًا نحو شقته:

-حضرتك

متعرفناش

ولا

إيـه

؟؟ أحنا اللي ساكنين قدامكم.

هنا واشتعلت عين شكري قائلًا بتفهم وملامح لا تبشر بالخير:

-آه….

اتاريكم

بتتهجموا

عليا،

أنتوا

بقى اللي

مصحابين

بناتي.

عض

آسـر

على شفتاه السفلية

بغيظ

شديد ثم نظر

لـ

يوسف وهو يسأله:

-هو مينفعش

أضربه

صـح

؟؟

رد عليه يوسف بصدق وعدم فهم

لـ

نيته الحقيقية:

-لا مينفعش عيب

طبعًا

ده راجل كبير.

اماء

آسـر

برأسه بتفهم وهو يردد بهدوء ما يسبق العاصفة:

-أيوة صح هو عيب للي يعرف العيب لكن أنا

معرفهــــوش

.

أنهى حديثه وهو

يباغت

شكري

بلكمة

عنيفة بمنتصف وجهه

باغته

بها ثم أمسك به وقام بحصر رأسه أسفل ذراعه بقوة عجز شكري عن الفكاك منها.

مستعينًا

بيده الأخرى ليبدأ بتسديد اللكمات له في مفترق وجهه يعامله وكأنه “كيس ملاكمة”

مصوبًا

حديثه

لـ

يوسف

المفجوع

والمتفاجئ

كليًا

من فعله

آسـر

:

-جدك الله

يمسيه

بالخير قال في مرة، الكبير كبير عقل مش كبير سن،

والإحترام

برضو مش بالسن، قال لو الكبير محترم نفسه كان الصغير احترمه، ولو قل أدبه الصغير يقل منه عادي ما هو اللي

محترمش

نفسه من الأول وجاب

التهزيق

وقلة القيمة لنفسه.

سأله يوسف يستفسر منه:

-أنهي جدو فيهم جدو سلطان ولا جدو مروان.

أجاب عليه وهو لا يزال يسدد له الضربات وجسده يتحرك يحاول الفرار من قبضته:

-لا ركز معايا أكيد مش مروان ميرو يعني.

-أيوة صح ممكن بقى تسيبه يا

آسـر

علشان خاطري.

دنا منه مع قول جملته الأخيرة يحاول

ويشجعه

على تحرير شكري الذي نطق بتعب والدماء تنزف من أنفه:

-أنا هوديك في ستين داهية.

-خلاص يا

آسـر

سيبه بقى راجل كبير برضو عيب كدة.

أنهى يوسف كلماته يمد يده يمسك

آسـر

من ذراعيه

وتحديدًا

محل “العضة” فصاح به

متألمًا

:

-ما تحاسب يا يوسف عضة مروان وجعاني يا أخي.

-معلش معلش حقك عليا سيب الراجل بقى.

وبالفعل حرره

آسـر

ولكن ليس لأجله أو من أجل يوسف بل من أجل الفتيات اللواتي كانوا لايزالون

منشغلات

بالإطمئنان

على بعضهم البعض بعد تلك الحالة من الرعب والخوف الذي تسبب بها لهم حيث كانت حالتهم لا تسر عدو ولا حبيب.

لم يعقل شكري وصاح يهدد

آسـر

:

-والله

لهوديك

في ستين داهية

وهقدم

فيك شكوى

وهعملك

محضر في القسم، اطلع برة بيتي

بـرة

يالا،

وأنتوا

يا ولاد الكلب

سيبينه

يضرب أبوكم وقاعدين

تطبطبوا

على بعض

وتعيطوا

كأن ميت لكم ميت.

هنا وخرج صوت يوسف قائلًا ببراءة:

-أومال

هيطمنوا

على حضرتك ده أنت اللي

ضاربهم

.

خرج لفظ دنئ قذر من شكري خص به بناته

وآسـر

ويوسف.

حاول

آسـر

التماسك ولكنه لم يستطع كاد ينال منه مجددًا لولا يوسف الذي لحقه و وقف أمامه يحاول ردعه وهو يردد تلك الكلمات:

«خلاص معلش حقك عليا يا

آسـر

….سيبه لو ضربته تاني ممكن يموت…»

صرخ آسر على شكري مردد بعنفوان وقوة:

-لا ما أنت لو فاكرني مش هرد عليك تبقى غلطان أنا أساسًا لساني زفر وأهلي متبرين مني ومتربتش فـ متخليش قلة ربايتي دي تطلع عليك وأقل منك في قلب بيتك…. احترم نفسك علشان احترمك.. وقسمًا بربي لو أيدك اترفعت على واحدة منهم تاني لكون أنا اللي موديك في ستين داهية لا داهية إيـه ده هوديك ورا الشمس..

-خلاص يا آسـر اهدأ.

-اهدأ إيـه و زفت إيـه ده بيتشطر على بناته فاكرها شطارة و رجولة، لو ده فكرتك عن الرجولة فـ أحب أصححلك وأقولك أن الراجل اللي بحق وحقيقي ميمدش أيده على ست ولو أيده أتمدت أنا ممكن اقطعها عادي.

اقتربت إسلام من آسـر وهي تردد بهدوء تحلت به بصعوبة:

-خلاص يا آسـر متشكرين على المساعدة.

طالعها شكري بأعين متوعدة مغتاظة.

لم يجيب آسـر عليها واستدار بجسده كي ينسحب غافلًا من شدة غضبه بتلك اللحظة عن نظرات ضياء التي كانت تلاحقه تشعر بالإمتنان نحوه.

بعد ذهاب آسـر اقترب يوسف من شكري وهو يسأله:

-حضرتك بتنزف مـ……….

لم يكمل حديثه بفضل يد آسـر التي مسكت به من الخلف يجره معه وهو يردد:

-بتهبب إيـه أنت!! اسعفه بالمرة ده اللي ناقص قدامي يا يوسف………..

~~~~♡♡♡♡~~~~

استيقظ وسام و زهر في الصباح الباكر من اليوم التالي تناولا طعام الإفطار ثم تجهزا للرحيل ومتابعة رحلتهم.

وقبل رحيلهم قطع وسـام وعد لها بأن يكون اليوم أفضل بكثير من سابقه و سيعوضها عما حدث لهم بتلك الليلة المريبة المليئة بالمفاجئات الغير سارة بالمرة…

وصلا للمكان الذي صف به سيارته كي يرى العطل الموجود بها ويحاول إصلاحه ثم ينطلقون مرة أخرى ليتابعون ما توقفوا عنده.

لكن توقف مكانه ولو تخطو قدميه خطوة إضافية.

فقط يتبادل النظرات مع زهر التي أبصرته بصدمة ولسانها يردد تلك الكلمات:

-فين العربيــة !!!

أنت متأكد أننا سيبناها هنا يمكن أنت ملغبط الدنيا كانت ليل.

طالع وسام المكان من حوله وهو يؤكد لها:

-متأكد بس !!! ده أنا ابصملك بالعشرة أننا سايبنها هنا..لا ما هو مش معقول الحال ادهور بينا أوي كدة علشان العربية كمان تتسرق…المكان مقطوع يعني من سابع المستحيلات أنها تتسرق.

عضت زهر على شفتيها وهي تعلق بشيء من السخرية:

-أيوه صح المكان فعلًا مقطوع فـ مينفعش الحرامية يسيبوا الأماكن الزحمة ويجو الحتة المقطوعة دي….ده هي علشان حتة مقطوعة يا وسـام المفروض فعلًا تتسرق سرقتها هي الصح، الغريب أننا كنا لقيناها زي ما هي..هنعمل إيـه دلوقتي؟؟…أقولك يلا ندور عليها قدام شوية يمكن فعلًا تطلع متلغبط يا حبيبي المكان كله شبه بعض والله ما في اختلاف أكيد أنت ملغبط أنا حسة أننا مسبنهاش هنا صدقني وصدق إحساسي.

رد عليها بعدم تصديق:

-إحساس إيـه دلوقتى ومتلغبط إيـه بقولك أنا عارف أنا سايبها فين هو أنا عبيط يعني!!!

اقتربت منه وهي تجيبه بعقلانية محاولة إقناعة بالبحث بمكان آخر:

-لا طبعًا بعد الشر عليك من العبط يتقطع لساني لو قولت كدة، أنا بس عايزة نمشي قدام شوية وأنا واثقة أننا هنلاقيها وهتطلع أنت ملغبط وفاكر أنك سايبها هنا.

-نفسي في ربع ثقتك في إحساسك بجد، يعني أكدب عينيا واصدق إحساسك يا زهر.

-أيوة طول ما معاك زهر امشي وأنت مغمض…

رفض الإنصات إليها وقال رافضًا مُصرًا على أنه قد تركها هنا رافضًا لفكرة أنه قد أخطأ:

-بس أنا عارف أنا سايب عربيتي فين، ده أنا وسـام يا زهر عارفة يعني إيه وسـام.

اعتراها الضيق فـ ردت عليه وهي تجلس أرضًا:

-أيوة أيوة يعني جوجل ماب عندي فكرة أنا عن الموضوع بص بقى يا وسام خلاصة الكلام يا أما تمشي ورا إحساسي اللي بيقول أنه مش ده المكان اللي سيبنا فيه العربية وأنت متلغبط يا أما نرجع الفندق من تاني ها تختار إيه؟؟؟

اعترض على فكرة العودة إلى ذلك الفندق من جديد متحدث بتذمر:

-لا مش راجع يا زهر مش راجع الأوتيل ده، وأنا واثق بقولك إيـه، مش علشان توهنا مرة تمسكيها عليا، واستني بقى لما نشوف هنعمل إيـه وهعمل إيـه في عربيتي اللي اتسرقت دي….أنتي بتعملي إيـه؟؟

-هكلم بابا يجي ياخدنا وساعتها هقوله على حوار عربيتك وهيصدقني وهيدور معايا كمان عليها مدام أنت مصمم أنها اتسرقت مش أنك بدور عليها في المكان الغلط هو ده الحل….

كانت قد أخرجت هاتفها وتتصل على أبيها بالفعل والذي سيصدقها لا محال دون شك بحديثها وقبل أن يجيب جابر عليها انتشل وسام منها الهاتف واغلقه وهو يردد:

-بابا إيـه اللي يجي لهنا عشان ياخدنا ويدور معاكي، جابر لو جالنا هيتوه زينا مش هيلحق يوصلنا وهتبقى بدوري عليه وعلى العربية…

عقدت ساعديها أمامها وهي تتذمر بطفولية بحتة:

-خلاص يبقى اكلم أحمد يجي هو، ونرجع نقعد في الفندق عقبال ما يجي.

-قوليلي أوجه الإختلاف بين جابر وأحمد والله نفس الشيء يا حبيبتي وهيتوه برضو.

-يــوه خلاص يبقى يا ندور على العربية يا  نرجع الفندق نـ….

قاطعها وهو يصر ويصمم على موقفه مردد برفض قاطع :

-قولت لا يعني لا مش راجع الفندق ده ومش هدور على العربية أنا عارف أني صح ومش متلغبط قومي خلينا نشوف اقرب قسم عشان ابلغ عن السرقة….

دقائق وكان الاثنان يقفان أمام سيارته بعدما استمع لحديثها بالأخير و وجدها بالفعل بمكان مختلف ليدرك بأنها كان معها حق وأن الأمور قد اختلطت عليه.

وضعت يديها بخصرها وهي تسأله بفخر:

-إيه رأيك بقى مش قولتلك عيب يا حبيبي ده أنت معاك زهـر جابر سلطان عارف يعني إيـه…

ابتسم لها سعيدًا بإيجاده لسيارته واستماعه إليها بعد طول محاولات:

-عارف وعرفت أكتر دلوقتي.

أعلن هاتف زهـر عن اتصال بتلك اللحظة اخرجته وأبصرت شاشته وعلى الفور أجابت ليصلها صوت جابر قائلًا:

-قلب أبوكي عاملة إيـه لقيتك متصلة عليا.

-آه يا بابا لو تعرف اللي عمال يحصلنا أنا و وسام كنا مسافرين بس وأحنا على الطريق العربية عطلت مرتين واضطرينا ندور على اقرب اوتيل و نزلنا فيه والنهاردة روحنا للعربية بس ملقينهاش قعدت أقول لوسام صدقني مش هو ده المكان اللي سيبتها فيه بس هو مصمم أنه هو لحد ما ربنا نصرني ولقينا العربية مكنش مصدقني يا بابا كنت بكلمك علشان عارفة أنك هتصدقني وهتيجي تدور معايا عليها…

دخلت بنوبة من البكاء وهي تسرد على جابر ما حدث معها خلال تلك الرحلة المشؤومة..

انتفض قلب جابر على ابنته وقال:

-بتعيطي ليه متعيطيش والله اعيط معاكي أنا بتلكك أهدي يا حبيبتي، اديني وسـام لو جمبك.

أكدت له وهي تنظر تجاه وسـام الذي شعر بأنه لم يكن عليه العند معها وتصديقها من البداية:

-أيوه جمبي معاك أهو.

منحته الهاتف ليأخذه وهو يخبرها بأن تكف عن البكاء تاركًا قبلة حنونة على وجنتيها معتذرًا منها عما بدر منه…

وضع الهاتف على أذنيه وقبل أن يخرج صوته سأله جابر والذي استمع لحديثه معها وإعتذراه منها متمتم:

-عملت إيه لبنتي يا ابن خالد عيطلي البت وأنتوا لسة في شهر العسل مصيبة لتكون بتمد أيدك عليها هي دي الأمانه أقول عليك إيـه ها.

ابتعد وسام بالهاتف قليلًا عن زهر المنشغلة بمسح دموعها يجيب عليه من بين أسنانه:

-جابر متهرجش و متنرفزنيش أنا مش ناقصك كفاية اللي عمال يحصل.

-طب ما أنا كمان فيا اللي مكفيني بقولك إيه ابعد عن زهر واسمعني من غير ما تنطق أو تعطي رد فعل..

اختطف وسام نظرة نحوها وهو يؤكد له ابتعاده:

-قول كده كدة بعدت شوية.

-أحمد اضرب بمطوة ودخل المستشفى بس الحمدلله بقى أحسن والدكتور طمنا وصابر قالنا منقلكوش ولا نعرفكم علشان زهر متقلقش وأنا كمان مش عايز زهر تعرف فـ خليكم مكملين في رحلتكم مترجعوش دلوقتي يا وسام.

نهش الخوف قلب وسام على أحمد فسأله بقلق واضح ونبرة خافضة كي لا تنصت زهر إليه:

-أنت بتقول إيـه مين اللي عمل كدة فيه وهو كويس ولا لا متكدبش عليا يا جابر.

-اكدب عليك إيـه ما أنا صريح معاك أهو المهم انبسط أنت و زهر ولو حصل معاكم أي حاجة كلمني وأنا هتصرف المهم انبسطوا ومتزعلش البت بدل ما اشق كرشك نصين… ولا صح أنت معندكش كرش أقولك هشقلك وشك الحلو ده نصين….

~~~~♡♡♡♡~~~~

-يعني إيـه كان بيضرب جهاد و روضة، طب وإسلام شوفتها كانت كويسة مد إيده عليها؟؟؟

تلك الكلمات التي نطق بها “محمد” بقلق نهش قلبه عليها، بعدما سرد يوسف وآسـر ما حدث بالأمس بمنزل شكري متجمعين بغرفة أحمد بالمستشفى.

رد عليه يوسف يؤكد له ما رآه بعيناه:

-آه كانت كويسة كان حابسها هي وبرق وقافل عليهم وأنا ملقتش المفتاح فكسرت الباب.

خرج صوت أحمد يستفسر منهما ولا يدري سبب ذلك الألم الذي اجتاح صدره بعدما أدرك لأمر ضربها على يد والدها:

-طب ورضوى؟؟ قصدي روضة وجهاد كويسين عملتوا إيـه معاه أتكلمتوا معاه فهمتوه أنـه مينفعش يمد أيده عليهم ويستعمل لسانه ويتكلم بالحسنى بدل مد الأيد ده.

عقد آسـر ذراعيه وهو ينفي بهدوء:

-لا مفهمتوش.

تساءل أحمد وهو يسرق نظرة نحو صابر الصامت تمامًا:

-أومال عملت إيـه؟؟

هز كتفيه وهو يجيب ببساطة ويشرح له عن طريق تمثيله للمشهد من جديد مستعينًا بـ يوسف:

-ضربته، مسكته كدة وحطيت رأسه كدة تحت دراعي وقعدت أضرب فيه عملته كيس ملاكمة فـ بقى يفرفر زي الكتكوت المبلول.

اتسعت عين أحمد وصاح بصدمة:

-ماذا فعلـت!!!!! يخربيتك يا بعيد ضربت الراجل اللي هيبقى حما يوسف ومحمد هل أنت أحمق أم أحمق أخبرني لا ترتعب مني أنا مش هعضك زي مروان.

أكد آسـر فعله لهذا وهو يترك يوسف:

-آه ضربته راجل مهزق ويستاهل الضرب وبيتشطر على بناته مضربهوش ليه؟؟ لما هو مستعيبش يمد إيده ويضربهم أنا هعمل ده معاه ليه إن شاء الله.

أعجب صابـر بفعله آسـر فقال معبرًا عن ذلك الأعجاب:

-برافــو عليك أحسنت، الكبير اللي ميحترمش نفسه ميستاهلش أن الصغير يحترمه أنا لو مكانك كنت عملت كدة ويمكن أكتر كمان.

دخل جابر بتلك اللحظة منصتًا لكلمات صابر الأخيرة مما جعله يتساءل بعدما أبصر أحمد ومنحة بسمة واسعة وسأله عن حاله وصحته اليوم وبعدما حصل على الجواب الذي طمأن قلبه قال يستفسر منهم:

-كنتوا بتكلموا عن مين، مين الكبير اللي مبيحترمش نفسه مروان ولا إيـه؟

ابتسم أحمد ورد على جابر ينفي حديثه:

-لا مش جدو مروان الكلام على عمو شكري جار يوسف ضرب بناته إمبارح وآسر ويوسف ادخلوا.

جحظت عين جابر وسأل بضيق واضح:

-ماذا يفعل!!!! عيد تاني كدة!!! أنت قولت بيضرب بناته ولا أنا سمعت غلط.

أكد آسـر حقيقة ما سمع:

-لا مش غلط الراجل مهزق يا جابر وبيضربهم دخلت لقيته ماسكهم من شعرهم ومبهدلهم.

سأله جابر بفضول يليح عليه:

-طب عملتوا إيـه اتكلمتوا معاه فهمتوه أنـه مينفعش يمد أيده عليهم ويستعمل لسانه ويتكلم بالحسنى بدل مد الأيد ده.

حدق الشباب بجابر ثم بـ أحمد لتكرار جابر ذات الكلمات الذي طرحها أحمد قبل حضور أبيه وعلى الفور صاح آسـر مازحًا:

-هذا الشبل من ذاك الأسـد.

خرج صوت يوسف يخبر عمه:

-لا آسـر ضرب الراجل.

لم ينتبه جابر بعد فـ اماء برأسه مصوبًا حديثه لـ آسر:

-شاطر برافو عليك وأنـ……. إيـه قولت إيه يا يوسف ضربه!!!… أنت ضربت الراجل يا آسـر.

-آه راجل عرة مهزق معندوش ريحة الدم كان لازم يضرب ويتعمل معاه الصح وأنا عملت ده.

وضع يده على فمه صدمة ثم قال يعاتبه:

-مينفعش تضربه كنت اتكلم معاه اللي أنت عملته ده ميصحش، وبعدين ده جار يوسف مينفعش تحرجه مع جاره بالشكل ده.. قوم بسرعة يلا..

عقد آسـر حاجبيه وهو يسأله:

-اقوم أروح فين؟؟؟

-هنروح للراجل عشان تعتذرله واتكلم معاه بالمرة افهمه أنه لا يصح غير الصحيح، والصحيح هنا أنه ميمدش أيده على بناته أنا لازم اتكلم معاه.

تدخل أحمد موافقًا على تلك الفكرة من أجل يوسف ومحمد وصابر مستقبلًا ولكي تتحسن الأجواء ويصلح جابر ما خربه آسـر مع شكري.

-فكرة هايلة يا بابا يلا يا آسـر خد بابا لعمو شكري أنا متأكد أنه هيقنعه أصل بابا في الإقناع معندوش ياما ارحميني.

اقترب آسـر من جابر يخبره:

-جابر الراجل ده مش هيجي كدة ومش هينفع معاه طريقتك وممكن يقل أدبه عليك ويقولك أنت مالك وأنا ساعتها مش هسكتله والله هضربه تاني.

-اهدأ بس يا ولا متبقاش حمقي ودمك فاير كدة، وبعدين عيب لما تقول كدة ده أنت معاك جابر على سنح ورمح وعلى رأي أحمد أنا في الإقناع معنديش ياما ارحميني يلا ورايــــا…

صابر مش هتأخر خليك مع أخوك وثراء زمانها في الطريق مع عابد و وئام…انتظرونا يا شباب………

~~~~♡♡♡♡~~~~

يقف ياسين بغرفته تحديدًا أمام المرآة يهندم ملابسه وخصلاته مقررًا الخروج، أما عن «ياسمين» فقد غادرت صباح هذا اليوم.

ارتفع رنين جرس المنزل مما جعله يندهش ويرتسم هذا الإندهاش كليًا على وجهه.

مفارقًا لمكانه متجهًا صوب الباب كي يفتحه.

مد يده وفتحه وسرعان ما تحول عبوسه وجموده إلى سعادة وفرحة كبيرة.

فها هي قد آتت بمفردها وعادت بنفسها.

من المؤكد بأنها قد اكتشفت خطأها.

تلك الكلمات الأخيرة هي حديثه بينه وبين نفسه.

غير مصدق لعودتها و وقوفها أمامها بكامل زينتها وجمالها الآخاذ الحابس للأنفاس.

جذبها من ذراعيها كي تدخل المنزل ولا تبقى واقفة على أعتابه مانحًا إياها بسمة واسعة مغلقًا للباب ممسكًا بكف يدها بين يده، قائلًا بلهفة وبهجة تشع من عيناه:

-ريهام حبيبتي كنت متأكد أنك هترجعي كنت عارف أنك بتحبيني و مش ههون عليكي تسبيني وكنت واثق أنك هتعرفي أنك ظلمتيني، بس أنا خلاص مسامحك مش زعلان منك.

كانت ريهام بكامل أناقتها وكأنها امرأة أخرى تختلف عن تلك التي كانت منهارة بعد رؤيتها لصور تثبت خيانة زوجها.

ابتسمت له وقالت بنبرة تغلفها السخرية وهي تسحب يدها من بين يداه لا تطيق لمسته:

-أكتر حاجة بتعجبني فيك ثقتك الزايدة في نفسك يا ياسين، بس أقولك على حاجة؟

اندهش من فعلتها وسحب يدها منه مما جعله العبوس يعود مجددًا يرتسم ويزين محياه، يخبرها بترقب وقلق بسيط:

-قولي؟!

-زعلك مبقاش يفرق معايا يا ياسين وأنت كلك على بعضك بقيت ولا تفرقلي، بتقول عارف أني بحبك، وأنك مهنتش عليا وأني ظلمتك وأنك مسامحني!! بجد سامحتني!! لو أنت سامحتني فـ أنا بقى مش مسمحاك وآه كنت بحبك وحط تحت كنت دي مليون خط مش خط واحد أنا حاليًا وبكامل قواي العقلية بقولك أني بكرهك ومش هكره حد قدك، ألا صحيح ياسمين اللي جبتها قعدت معاك هنا فين أوعى تكون مشيت والله ازعل، ده أنا حتى رنيت الجرس مرضتش ابقى قليلة الذوق.

تجمد محله من معرفتها بأمر “ياسمين” ومجيئها إلى هنا أثناء غيابها.

ابتلع ريقه ثم تحدث محاولًا بكامل قوته أن يتحلى بالقوة كي ينكر ما تتفوه وتنطق به:

-ياسمين مين، إيـه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده أنتي اتجننتي بقى أنا هجيب واحدة هنا!!! في شقتنا!! أنتي أكيد مجنونة وأنا خلاص مبقتش قادر استحمل جنانك ده وإتهامك ليا أني خاين أنا مش خاين يا ريهام أنتي سامعـــة…

زين الأنبهار وجهها وعقب إنتهائه من الحديث صفقت له بحرارة وبتأثر ملحوظ من قوة أدائه قائلة بأعجاب:

-اللــه بجد مبهورة بيك يا ياسين ده أنت ممثل موهوب وأنا معرفش كل ده، ده أنا صدقت بحق وحقيقي أنك مش خاين ومتعرفش ياسمين بجد وأني وحشة وظالمة يا زوج يا مخلص.

زفرت مطولًا قبل أن تضيف بقوة تليق بها:

-اسمع بقى الكلمتين اللي أنا جاية أقولهم أنا خلاص كدة كدة مش هكمل معاك سواء موافق أو مش موافق لأني بكل سهولة أقدر أخلعك أنا مش عايزة منك حاجة أصلًا أنا كل اللي عايزاه أني أخلص منك وافوق من الكابوس ده.

اقترب منها مقربًا وجهه منها يحدثها بنبرة رغب بها إخافتها:

-تاني ها رجعتي للكلام الأهبل ده تاني قولتلك مش بخونك مش بخونك اعمل إيـه علشان تـ…….

قاطعته مضيفة على حديثها السابق:

-متنكرش أكتر من كدة أصل هتنزل من نظري أكتر من كدة تروح فين كفاية كدب، كفاية تحسسني أني مفترية بفتري عليك يا حرام، البنت اللي كانت معاك بعتتلي صوركم مع بعض وبعتتلي صور ليها وهي هنا في شقتي!!! في أوضة نومي!! في مطبخي وفي كل حتة في شقتي، إيـه هتقول مش أنت اللي جايبها برضو يمكن دخلت من الشباك ولا حاجة…تعرف أني كنت منهارة إمبارح.

ابتعدت عنه وبدأت تدور بالمنزل وكأنها تودعه وهي تخبره بما عايشته بالأمس:

-بابا وماما مسبونيش غير لما نمت واطمنوا أني هديت، بس أنا بليل صحيت وقومت وقعدت شوية مش قادرة أوصفلك أنا كنت حاسة بـ إيـه، زي ما يكون كابوس إحساس وحش إن شاء الله ربنا يكتبهولك.

المهم قومت وبصيت في المرايا ومسكت شعري وافتكرت قد إيـه أنت كنت بحبه فـ من غير تفكير واندفاع روحت جبت المقص و…

قاطعها هو تلك المرة بأعين قد اتسعت ارتعابًا من أن تكون قد ارتكبت حماقة كتلك وقامت بقص شعرها الذي لم يرى من قبل بجماله رغم رؤيته للكثير والكثير…

مندفعًا نحوها ممسكًا بساعديها متحدث بتملك وغضب أعمى:

-أنتي مجنونة قصيتي شعرك يا ريهام إزاي تعملي كدة أ…..

دفعته بقبضتها عنها وهي توقفه عن متابعة حديثه قائلة بسخرية:

-لا ما أنا مقصتهوش فوقت قبل ما اعمل ده وقولت لنفسي ليه تقصي شعرك يا ريهام هتقصيه عشان ده!!!!!!!! فـ تراجعت بصراحة لأن شعري أغلى منك بكتير….المهم يا أستاذ ياسين خليني أقولك آخر كلمتين عندي قبل ما امشي وعلشان ابقى قايلة كل اللي جوايا وابقى مرتاحة نفسيًا وأنا سيباك محسش قدام أني كان المفروض امسح بكرامتك الأرض ومعملتش فـ اندم، فخليني اعمل ده.

ضيق عيناه باستنكار من طريقة حديثها وأسلوبها الفظ، وقبل أن يعلق واثناء محاولته لتدارك صدمته بها قالت:

-جوازنا انتهي موافق أهلًا وسهلًا مش موافق هرفع عليك قضية خلع وهخلعك ده أولًا، ثانيًا متطلعش قدامي تاني أو تحاول تظهر قدامي علشان ساعتها هزعلك وهتشوف ريهام عُمرك ما شوفتها ولا كنت تتوقع أنك تشوفها يا ياسين لأني في كل الأحوال مستحيل ارجعلك لانك راجل كداب وخاين ولا تؤتمن.

كز على أسنانه لا يزيح عينه عنها فـ لم يأتي بخلده أن تتركه وينتهي زواجهم.

تابعت ريهام حديثها بذات القوة:

-ثالثًا أنا مش ندمانة و لا زعلانة من اللي حصل بالعكس أنا هفضل اشكر ربنا أنه ظهرك وكشفك ليا بدري بدري وقبل ما ادبس فيك أكتر ويبقى في بينا أطفال واظلمهم معايا، أنت بالنسبالي هتبقى درس اتعلمت منه كتير، وأول وأهم حاجة اتعلمتها أني أحب نفسي أولًا ومثقش في أي راجل ثانيًا، ودلوقتي أنا خلصت وقولت كل اللي جوايا..

ابتسمت براحة عقب انتهائها كانت على مشارف الرحيل لولا اندفاعه من جديد نحوها يرفض رحيلها بعدما أدرك أخيرًا بأنها لم تعد هناك عودة وأن قرارها صارم لا رجوع فيه بعد أن ارسلت ياسمين الصور التي تعود لهما ولها بالمنزل لـ ريهام:

-ريهام..ريهام متمشيش خليكي معايا صدقيني أنا بحبك والله بحبك، متسبنيش وتبعدي عني خليكي، أكيد ده سوء فهم، متمشيش ونحل كل حاجة سوا، صدقيني.

-أنت ليه مش عايز تفهم أني مبقتش أصدقك خلاص والله يا ياسين والله كمان مرة لو بتموت قدامي كدة ما هرجعلك خلاص الموضوع انتهى وأنت اللي نهيته…………….

رحلت مع كلماتها الأخيرة صافقة الباب من خلفها تاركة إياه واقفًا محله وحالة من الصدمة تتملك منه..

جسده تجمد وعقله قد توقف عن التفكير.

كل ما يدركه أنه فقدها وقد ضاعت من يده.

والسبب الأول هو وســـام.

والذي بدأ الموضوع منذ حفل زفافه واعترافه بأنه لم يكن معه…

أما الثاني والأخير هي ياسميــن.

لحظات وكان يفوق من صدمته وعيناه تنذر وتتوعد بالشر والجحيم لمن تسبب بإنهاء وخراب زواجه.

لا يرى نفسه مخطئًا أو سببًا رئيسيًا فيما حدث بل يحمل من حوله نتيجة ما توصل إليه بعد أفعالـــه…..

~~~~♡♡♡♡~~~~

لا يزال شكري بالمنزل لم يغادر المنزل بعد ما حدث بوجهه من كدمات ولكمات بفضل آســر.

فقد رغب في الإبلاغ عنه بعد ذهابه وتقديم شكوى بحقه لاقتحامه منزله والتهجم عليه لولا إسلام وجهاد اللواتي وقفن في وجهه لا يرغبان بأن يطوله آذى بعد مساعدته لهم و وقوفه بوجه والدهم.

أما عن المطعم فلم يُفتح اليوم فقد أخبرت إسلام كل من جهاد وبرق بالتزام المنزل وأخذ اليوم راحة.

والآن تقف برق وجهاد بالمطبخ يعدان الغداء وأثناء قيامهم بذلك استمعوا لجرس المنزل يصاحبه طرقات خافتة على الباب.

تركت جهاد ما بيدها وذهبت ملتقطة حجاب وضعته على رأسها ثم اتجهت نحو الباب وقامت بفتحه لتجد أمامها آسـر وبجواره جابر.

وقبل أن تتفوه بكلمة أردف جابر مرحب بها بحفاوة وكأنه يعرفها منذ زمن:

-مرحبًا يا فتاة كيف حالك؟؟ أتمنى أن تكوني بخير.

اتسعت بسمتها وهي تتعرف عليه سريعًا قائلة بفرحة:

-عمو جابر على سنح ورمح والد صابر وأحمد.

هز جابر رأسه وهو يؤكد لها بسعادة من معرفتها له:

-إيـه ده أنا مشهور ولا إيـه.

وقبل أن تجيبه جاء شكري من الخلف مردد بصوت عالي وصل إليهم:

-بتكلمي مين يا بت؟؟؟

التفتت إليه جهاد وهي تجيب عليه:

-ده عمو جابر والد مستر أحمد..

اقترب شكري في ذات اللحظة شرد جابر في كلماتها ورددها بينه وبين نفسه

«مستر أحمــد!!»

التقطت عين شكري آسـر مما جعله يبصره باشمئزاز وغيظ بادله إياها آسـر بتحدي وقوة.

-أنت تاني جاي تكمل عليا وجايبلي معاك واحد يساعدك ولا إيـه اقسم بالله.

فاق جابر من شروده على حديث شكري مما جعله يقاطعه ينفي عن آسـر تلك الإتهامات الذي صوبها له شكري منتبهًا لوجه شكري وما تسبب به آسـر له:

-هدئ من روعك يا رجل ما بك عصبي كدة ليه؟؟

-أنت مين أنت كمان؟

-الله هي مش الآنسة لسة قيلالك أني أبو أحمد، عمومًا هجاوبك تاني عادي أنا أبو أحمد و عم آسـر..أحنا هنفضل نكلم من على الباب كدة كتير مش هتقولنا اتفضلوا.

وقبل أن يرفض شكري تشجعت جهاد وصاحت تنفي:

-لا طبعًا إزاي ميصحش اتفضلوا متقفوش على الباب اتفضلوا اتفضلوا.

طالعها شكري بنظرات نارية لم تبالي بها، فـ ابتسم لها جابر ودخل المنزل تحت نظرات شكري…

دخل آسـر خلف عمه الذي التفت يسأل شكري:

-نقعد فين؟؟

كز شكري على أسنانه ثم تقدمه وذهب تجاه الصالون ليجلس أولًا ثم أشار لجابر وهو يردد:

-اقعد خلينا نخلص..قول اللي عندك أنا مش فاضي.

خرج صوت جهاد وهي تسأل جابر:

-تشرب إيه يا عمو.

-تسلمي يا بنتي مش عايز حاجة.

-لا إزاي يعني لازم تـ….

قاطعها شكري يصرخ عليها أمامهم بغلاظة:

-خشي جوه يا بت ومتطلعيش غير لما أقولك امشي غوري.

ذهبت على مضض شاعرة بالإحراج الشديد بينما ضم آسـر قبضته بغضب من أسلوبه معهم.

نظر جابر نحو آسـر والذي بادله نظراته ذات المغزى وكأنه يخبره..

أرايت؟

ألم أخبرك!!

حمحم جابر ثم نظر نحو شكري بادئًا حديثه:

-طيب نقول بسم الله الرحمن الرحيم، قبل أي حاجة أحب أعرفك بنفسي أنا جابر سلطان وده آسر ابن أخويا عابد، وعابد ده توأمي، أنا أكبر منه بخمس دقايق، وآسر ده اتولد هو وأحمد وصابر ابني برضو في نفس اليوم وأحمد بقى أكبر من صابر بخمس دقايق زيي أنا وعابد أخويا…

-أنت هتحكيلي قصة حياتك انجز يا جدع أنت أنا مش فاضي لـ رغيك ده قول عايز إيـه يا أما قوم غــور..

هتف شكري كلماته بعدما هب من جلسته مسببًا فزع جابر والذي طالعه بصدمة.

ابتلع ريقه ثم نهض هو الآخر يحاول تهدئه شكري:

-اهدأ بس يا أستاذ أنت عصبي ليه؟؟ أنا جاي وقصدي خير، آسر ويوسف قالولي أنك بتمد أيدك وبتضرب بناتك فـ أنا جاي أتكلم معاك وأقولك أن اللي بتعمله ده غلط وميصحش وكمان أنا غلط آسـر وشديته من ودانه عشان ضربك قولتله مينفعش تضرب راجل كبير أي كان السبب إيـه.

سخر شكري منه فقال:

-يا راجل بقى أنت جاي عشان تقولي عيب وميصحش وتديني درس في الأخلاق، طب ما تربي ابن أخوك الأول اللي مشافش ريحة الرباية ومد أيده عليا.

تملك الغضب من آسـر فـ نهض هو الآخر على وشك الإنقضاض عليه لولا جابر الذي وقف له يمنعه ثم تابع حديثه مع شكري:

-يا أستاذ ما أنا قولتلك شديت ودنه والله اعمل إيـه أكتر من كدة اقطعله ودنه علشان تستريح والواد يبقى اطرش؟؟ أيرضيك يعني طرش الواد.

-أنا مش أستاذ يا حبيبي مش أستاذ يا بابا ومش فاضي لـ هبلك ده يلا بـــــرة.

استنكر جابر كلماته وصاح باعتراض وضيق منه:

-هبـــل!!!!

أنت مستهتر بضربك لبناتك وبتستخف بيه!!!!!

يا أستاذ يا محترم في ناس نفسها في ضفر عيل، أنت عندك نعمة مش مقدر قيمتها غيرك هيموت عليها وأنت مش حاسس بيها، الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قال «استوصوا بالنساء خيرًا.»

أنت مين بقى علشان متعاملهمش بالحسنى وتعرف قيمتهم وتقدرهم، وبعدين أنت أبوهم لو مشلتهمش في عينك مين اللي هيعمل ده!!!

ابتلع ريقه ثم أضاف بانفعال:

-لما تيجي تجوزهم وجوز واحدة فيهم يعرف أنك بتضربها ويبقى مش كويس ولا سوي نفسيًا تفتكر هيطبطب عليها؟؟ إذا كان أبوهم اللي من لحمه ودمه مش بيطبطب الغريب هو اللي هيعمل ده؟!  أجبني؟!!

أين الرفق بالقوارير؟؟

لم يسمع له شكري أو يعطي لحديثه ذرة اهتمام فصاح يطرده مرة آخرى بنبرة ازدادت وقاحة وفظاظة:

-هو أنا مش قولت بــــرة هو أنت حمار مبتفهمش.

لم يتحمل آسـر أهانة شكري لعمه الحبيب، فاندفع وتأهب جسده لمهاجمة شكري من جديد ولكن مجددًا لحق به جابر منصتًا لكلمات آسـر المتشنجة:

-حمــار… ده مفيش حمار غيرك، ده أحنا بنظلم الحمار والله، ده أنت حديقة حيوان بحالها، هو أنا مش قولتلك أن لساني ظفر أنت ليه مصمم تخرج أسوء ما فيا ومش محترم سنك……

-استنى يا آسـر عيب كدة أنا بتكلم مع الراجل المهزق ده.

-هو في إيـه أنت وهو أنتوا جايين تهزقوني هنا!!!!

التفت إليه جابر يخبره:

-خلي بالك أنا حايشة عنك بالعافية، اسمع مني وأعرف غلطك بدري بدري وفوق من اللي أنت فيه أنا عايز مصلحتك صدقني، بناتك يعني لحمك ودمك ملكش غيرهم وملهمش غيرك…

مد شكري يده على جابر ومسك بيه من ملابسه وهو يردد:

-أنا صبرت عليك كتير اطلع برة أنت وهو بدل ما أقلبها دم هنا.

اعتلى الغضب آسـر وهو يرى الرجل يمسك بعمه مما جعله يندفع نحوه من جديد.

لم يمنعه جابر تلك المرة وتركه ينال منه من جديد.

وبتلك الأثناء تدخل جابر وهو يسدد بيده ضربات لشكري ولسانه يردد:

-سيبه يا آسـر ميصحش ومينفعش تضربه أنت..

سيبهولي أنا بقى الراجل العرة ده علشان آخري جاب آخره منه خـــلاص قال وأنا اللي زعلان أن الواد ضربك ده أنا مش سيبك النهاردة وعليا وعلى أعدائــي…………….

««يتبع»»………..

فاطمة محمد.

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق