رواية الحب كما ينبغي – الفصل الثالث والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل الثالث والعشرون:
-يا ابن الكلب يا أحمد يا ابن الكلب ودتني في داهية، لا داهية إيه ده أنا روحت في ستين داهية مش داهية واحدة، دي بتكرهني، بتكرهك يا يوسف.
هتف “يوسف” تلك الكلمات بصوت خافض وهو يقوم بفتح باب المنزل يشعر بغضب كبير ليس له مثيل تجاه أحمد.
“أحمد” الذي كان سئ الحظ و استقبل يوسف وهو يلج من باب المنزل متمتم:
-أنت رجعت يا يوسف م
انقطع عن متابعة كلماته وهو يرى يوسف يغلق الباب بقدميه بأنفعال وجسده على أتم استعداد للإنقضاض عليه كأنه حيوان مفترس جائع لم يأكل منذ أيام وها هو قد وجد فريسته……..
ملقيًا عليه تلك الكلمات وهو يركض نحوه:
-لا أنا مجتش أنا لسة هناك، ده أنا هوديك في ستين داهية، ده أنا هروح فيك في حديدة، ده أنت تتصل بعمي ومرات عمي واختك واخوك تودعهم أنا هخليك تفارق الحياة للأبد دلوقتي.
هرول أحمد ركضًا من أمامه مختبئًا خلف الأريكة يحتمي بها وهو يسأله :
-في إيه بس مالك تدريب على عركة جديدة ده ولا إيه، لو تدريب فـ اقسم بالله ناجح وبأمتياز كمان، واخد بالك يعني ولا راسب ولا مقبول ولا جيد ولا جيد جدًا لا ده أمتياز.
– لا عركة إيه وتدريب إيه وامتياز وجيد و زفت إيه على دماغك ده أنا هقضي عليك أنت ضيعتني أنا روحت في ستين داهية بسببك وبسبب نصايحك ومشورتك.
أنهى حديثه مندفعًا نحوه من جديد مما أجبر أحمد على التحرك من خلف الأريكة والأحتماء بإحدى المقاعد وهو يحاول فهم ما فعله وتسبب بغضبه منه بهذا الشكل:
-أنت بس لو قولتلي أنا عملت إيه و ريحتني هلاقيلك حل.
-تلاقيلي حـــــل !!!! أنت تاني؟ مبتحرمش!! لا يا حبيبي لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين أنا خلاص خدت أكبر خازوق في حياتي منك، وربنا ما هسيبك النهاردة إلا وأنت جثة هامدة، بتحب الفصحى أنت ها ده أنا هخليك لا تصلح للحياة، ده أنا هقطع نفسك قول يالا الشهادة يـــــــالا.
اختفى يوسف بعد إنهاء كلماته متجهًا نحو المطبخ مما جعل أحمد يضيق عينيه بتفكير مما يفعل في المطبخ وقبل أن يتحرك ويفر خارج المنزل كان يوسف يعود سريعًا وهو يمسك بعصاه (المقشه).
صدم أحمد وصاح بصوت عالي يحاول تهدأته:
-اهدأ يا يوسف أنت هتعمل إيه يا مجنون إن شاء الله تبقى عايز تكنس الأرض وابقى أنا اللي سئ الظن.
بتلك اللحظة قرع رنين المنزل فاسرع أحمد وقام بفتحه ينوي الهروب تمامًا و الأختفاء من أمام يوسف الذي يتضح عليه من هيئته ونبرته وأفعاله مدى غضبه المصوب نحوه وجنونه لكنه تراجع عن الهرب عندما وجد آسر قبالته فلم يتردد في أخذ آسر كـ سد وحاجز منيع له يحميه من بطش يوسف.
قائلًا بنبرة مستنجدة :
-إلحقني يا آسر يوسف اتجنن وهبت منه على الآخر.
اندهش آسر مما يحدث سواء كان من فعله أحمد أو يوسف الذي اقترب هو الآخر ممسك بعصاه ويرغب في ضرب الآخر متقدمًا عدة خطوات داخل المنزل وأحمد لايزال خلفه بعد أن حرص على أن يغلق الباب كي لا يفضح وتصل أصواتهم للجيران.
متسائلًا بدهشة وتعجب مما يحدث:
-هو في إيــــــــه ؟؟؟ في إيه يا يوسف، أحمد عملك إيه؟
رد يوسف بأعين تشتعل من الغضب:
-عمله أسود ومنيل الأستاذ وداني في داهية جه وقالي أن برق بتحب الواد السرسجي الفتوة بتاع المشاكل ولما اتكلمت معاها من شوية طلعت مش طيقاني بتكرهه اللي بيعمل مشاكل وشيفاني كدة طلعت بتحب المحترم ابن الناس برق بقت تكرهني يا آسر وكله بسببه وبسبب نصايحه المهببة، مكنش لازم أصدقه وامشي وراه.
لم يصدق أحمد ولم تقل صدمته شئ عن يوسف عندما أدرك هذا متمتم باحتجاج:
-نعـــــــــــــــــــم مين دي اللي بتحب المحترم ده أنا رضا مأكدة عليا، وجهاد كمان مأكدة عليا ده.
انتبه لما تفوه به ويخص جهاد فعاد يعدل حديثه ينقذ نفسه:
-أقصد يعني أن جهاد وقعت بالكلام قدامي مرة وساعتها اتأكد أن كلام رضا صح، وبعدين أنت تصدق أني اخليك تعمل كدة وتتغير التغيير ده كله وفي الآخر كلامي يطلع غلط.
قذف يوسف العصاه أرضًا وهو يشعر بأنه محطم بتلك اللحظة وخسر حبه.
متجها نحو الأريكة جالسًا عليها بضعف وهو يردد بحسرة وحزن:
-رضا إيه بقى وجهاد إيه مالي أنا بيهم إذا كان صاحبة الشأن نفسها قالتلي عكس اللي عملته، ده أنا عملت كل حاجة ممكن تخليها تحبني، ده أنا قلعت النضارة وعملت عملية الليزك عشانها.
اعترض آسر على كلماته الأخيرة واقترب منه وهو يردد بجدية:
-هو إيه اللي عشانها، قبل ما يبقى عشانها فهو عشانك أنت، متبقاش سلبي كدة يا يوسف لسة في فرصة وأمل أنها تحبك صدقني.
ردد يوسف كلماته ساخرًا:
-الفرصة ضاعت والأمل طار، أنا زعلان أوي يا آسر، زعلان بجد.
اقترب أحمد هو الآخر لا يتحمل رؤية يوسف بتلك الحالة، مضيفًا على حديث آسر:
-مفيش حاجة ضاعت والأمل مطارش ولا حاجة وزعلك ده ملوش لازمة صدقني، واقسم لك يا يوسف اقسم لك أني مكدبتش عليك في حرف والكلام اللي قولتهولك وعملناه طلع من لسان أختها مش من عندي.
فاق يوسف من تلك الحالة التي تمكنت منه مطالعًا أحمد بشزر وعلى الفور هب من جديد عن الأريكة مفاجئًا آسر وأحمد بحركتة السريعة الذي فعلها على حين غرة، ملتقطًا العصاه مرة آخرى عن الارض. يرغب بالنيل من أحمد، فغضبه وسخطه نحوه لا يقل بل يتزايد ويتفاقم كلما تحدث أحمد واستمع لصوته.
-ده أنا مش سايبك ولا عتقك النهاردة.
ركض أحمد من أمامه ليعاد مشهد هروبه وركض يوسف خلفه من جديد وآسر يجلس كما هو يتابع أفعال الاثنان التي لاتمت لأفعال الكبار الناضجين بصلة.
~~~~♡♡♡♡~~~~
-وأنا وأنا يا إحسان خليني اعمل معاكي الفيديو.
هكذا تفوهت “عصمت” ملقية كلماتها على مسامع شقيقتها الأكبر بعدما اقتحمت عليها الغرفة و وجدتها على وشك البدء في إنشاء فيديو على إحدى (الساوندات).
ارتعبت إحسان التي تترك مذاكرتها وتنشغل بتلك الفيديوهات التي تقوم بها على برنامج (التيك توك) ولا يدري عنها أحد فـ دائمًا ما تقوم بها في الخفاء.
لم يدرك سوى عصمت وهي لم تخبرها بذلك بل أدركت به بالصدفة.
سارعت بالتقدم منها وإغلاق الباب وهي تنهرها:
-يخربيتك أنتي عايزة روضة ولا دودي ولا رضا يشفوني ويشمو خبر.
عقدت عصمت ذراعيها وهي تقول بتذمر:
-مليش دعوة عايزة اعمل معاكي.
وقبل أن توافق أو ترفض كانت عصمت تتابع حديثها قائلة:
-لو مش موافقة هروح أنا أقول لرضا وهي ساعتها اللي هتروح تقول لأخواتك كلهم نفر نفر وممكن ساعتها الكلام يوصل لبابا.
وعلى مضض وافقت إحسان وقام الاثنان بصنع الفيديو وتنزيله.
فالشاغل الأول والأخير لـ إحسان بتلك الفترة ليس الدراسة أو المذاكرة بل تقليد الفيديوهات التي تراها متأملة أن ينجح لها ذات يوم فيديو لها وتحصل على مشاهدات وإعجابات كثيرة ويزداد عدد المتابعين لها فحتى الآن لم تصل إلى 200 متابع.
على الطرف الآخر كانت تجلس رضا بحجرة الصالون على الأرض وحولها الكتب الخاصة بها وأقلامها تدعي انشغالها بفعل واجبها المدرسي.
فـ جهاد تقف أمامها تطالع تلك الشهادة التي أخذتها وبها نتائج امتحانات هذا الشهر.
وبعدما طالعت كافة نتائجها ودرجاتها قامت بالضرب على صدرها وهي تردد بصدمة:
-يخربيتك بقي دي درجات؟؟؟ ده يعتبر جايبة في كله كحك، اعمل فيكي إيه يا بت ده أنتي ساقطة انجليزي وعربي الاتنين، أومال أحمد بيهبب معاكي إيه، دي درجات ترضي ربنا.
عبست رضا بوجهها وصاحت تدافع عن نفسها وعن أحمد أستاذها العزيز:
-متقوليش عليه بيهبب، مستر أحمد ده أكتر واحد بحب شرحه.
-أومال لو مكنتيش بتحبي شرحه كنتي نيلتي إيه، بس أكيد العيب مش فيه أكيد فيكي أنتي، أنا هبقى اتكلم معاه عشان يضبطك ويمشيكي على عجين ميلخبطوش، بس المصيبة أبوكي اعمل معاه إيه واقوله إيه لما يسألني.
-متقوليش اعملي عبيطة.
غضبت جهاد من ردها وقالت وهي تبعد أنظارها عن الشهادة القابعة بين يديها وتحدق بها:
-يا بت، يا بت اقطعلك لسانك ده ولا اعمل فيكي إيه وإيه الانجليزي ده كمان لازم اشوفلك مدرس انجليزي عدل.
هنا واقترحت رضا بعدما برقت تلك الفكرة لها:
-إيه رأيك يا جوجو في مستر أحمد وبدل ما بيديني عربي بس يديني عربي وانجليزي.
-اسكتي تعرفي تسكتي ومتقترحيش تاني بدل ما اقلع اللي في رجلي وانزل بيه على دماغك هو كان فلح معاكي في العربي لما يفلح في الانجليزي، أنا هبقى اتكلم معاه واخليه يشد عليكي أكيد مدلعك.
-يــــــــــوه اديني سكت.
بعد دقائق معدودة دخلت جهاد غرفتها وهاتفها بيديها وبعد محاولات عدة منها للإيصال إليه سواء كان مكالمات أو مراسلة فالاثنان فشلوا معها ولم تستطع الوصول إليه فكلما اتصلت عليه تجده مغلقًا وعندما تراسله لا تصل إليه ويظهر علامة (صح) واحدة دلالة على عدم فتحه.
لم تكل أو تمل وحاولت وكررت فعلتها من خط جديد كليًا لم تستخدمه من قبل ولكن كانت النتيجة واحدة.
~~~~♡♡♡♡~~~~
يذهب وسام في نوم عميق فقد قرر منذ ساعة تقريبًا أخذ قيلولة بعدما شعر بأن النوم قد غلب عليه.
فأستغلت زهر هذا وجلست بالخارج ممدة على الأريكة ثم قامت بمسك هاتفها وبدأت تقلب به وأثناء فعلها هذا برق بعقلها فكرة ما.
لمعت عينيها وأخذت تفكر هل عليها فعل هذا أم تبقى بعيدًا ولا تتدخل فالموضوع بأكمله لا يخصها ولا شأن لها به.
وقبل أن تقرر وتحسم أمرها نما إلى مسامعها رنين المنزل.
عقدت حاجبيها ونهضت كي ترى من الطارق.
دنت من الباب ونظرت من العين وعلى الفور تبسم وجهها بسعادة شديدة.
وبدون تفكير أو تردد كانت تفتحه وتستقبل الزائر بالأحضان.
وبالطبع لم يكن سوى “جابــــــــر.”
والذي نجح بالفرار من المنزل ومن اشقائه كي يأتي ويطمئن على ابنته، حبيبته.
أخذها جابر بأحضانه وهو يردد بسعادة:
-حبيبة وبسكوته أبوها اللي واحشته واشتاق إليها وافتقدها كثيرًا.
خرجت من أحضانه وهي تقول بسعادة تزداد:
-وأنت كمان يا بابا وحشتني أوي وماما وحشتني هي مجتش معاك ولا إيه وفين صابر وأحمد.
-ثراء يا ستي معرفتش أجييها معايا أعمامك كانوا هيقفشوني لو كنت خدتها معايا دول يا بت يا زهر محلقين عليا ولا تحليقة جدك مروان على أحمد أخوكي.
قال الأخيرة وهو يلج للداخل ويغلق الباب خلفه بعدما افسحت له مجالًا للدخول وقبل أن يتابع ويتحدث عن ابنائه، وجد أمامه “وسام” الذي استيقظ على صوت جرس الباب وعندما نهض وخرج كانت قد فتحت بالفعل.
والآن يرى جابر أمامه، لم تتبدل تعابيره وظل واقفًا وكأنه تمثال فابتسم جابر وقال وهو يقترب منه:
-ماله ده واقف كدة ليه وساكت كدة واكل سد الحنك ولا حد عامله صامت.
ابتسم وسام أخيرًا بسمة لم تصل لعيناه قائلًا:
-أهلًا يا جابر البيت نور، إيه الزيارة اللي كانت لا على البال ولا على الخاطر دي.
أجابه جابر وهو يتجه نحو الأريكة ويجلس بمنتصفها:
-زيارة اتأجلت كتير لو عليا كنت عايز اجيلكم من بدري بس يلا خيرها في غيرها.
ثم صمت لحظات يفكر، تفكير لم يحتفظ به لنفسه بل طرحه عليهم يستفسر منهم:
-هي كانت خيرها في غيرها ولا غيرها في خيرها.
وقبل أن يمنح الجواب تابع بلا مبالاة:
-يلا مش مهم، تعالي يا زهر اقعدي جمبي وحشتيني.
تقدمت بالفعل وابتسامتها لا تفارقها وما أن جلست بجواره حتى صوب حديثه لوسام مغمغم:
-مش هتجيب لحماك حاجة يشربها ولا إيه؟
-لا إزاي يا جابر هجبلك طبعًا.
وبالفعل غادر وسام وغاب داخل المطبخ للحظات ثم عاد وهو يأتي له بمشروب.
وضعه على الطاولة أمامه وهو يردد بأحترام لم يعتاده جابر:
-اتفضل يا حمايا.
ضاقت عين جابر وهو يبصر المشروب ثم يبصره قائلًا:
-اتفضل يا حمايا!!! حتطلي سم ولا إيه؟
رد وسام وهو يجلس بجانبه على الطرف الآخر متمتم باعتراض:
-سم إيه بس اللي هحطهولك اعتقني وبعدين بقولك إيه هو أنت هطلع فيا وعليا اللي كان مروان بيعمله فيك، جابر فوق أنا وسام صاحبك منذ الصغر نسيتني ولا إيه؟؟ لو نسيت أنا منستش ده أنت أول من علمني الإنحراف.
عادت الذكريات لجابر تدريجيًا وابتسم على أثر تلك الذكريات فرفع يديه وربت على كتفيه قائلًا:
-يــــــــــــاه أيام، قد إيه كبرت يا وسام وبقيت قد البغل، مين يصدق أن الواد الصغير اللي قد عقلة الأصبع يبقى كدة وك
قاطعت زهر هذا الحديث الذي لن ينتهي على خير، مقترحة عليهم:
-إيه رأيكم نتغدا سوا أحنا لسة متغدناش، بابا اوعى تكون اتغديت.
-يا عيون أبيكي حتى لو اتغديت اتغدا تاني وتالت وعاشر لو حبة هو أنا عندي كام زهر يعني.
~~~~♡♡♡♡~~~~
-البيت نور والله يا شكري.
-البيت منور بصحابه يا أسامة والله.
رد “شكري” على ترحيب جاره المدعو “أسامة” له بتلك الكلمات، فقد قابله شكري اليوم بعد أن عاد الرجل من عمله، طالبًا منه أن يصعد معه إلى المنزل ويتحدث معه في أمر عاجل وضروري لا يجوز مناقشته أثناء جلوسهم بالمقهى الشعبي المتواجد بالمنطقة.
رحب الرجل به واتصل على زوجته وأخبرها بوجود ضيف معه.
وبعد إبلاغه لها صعد برفقته وقرع رنين المنزل كي ينبهم ويخبرهم بقدومه ثم اخرج المفتاح وقام بفتح الباب والدخول ثم أشار لشكري يحثه هو الآخر.
وبالفعل دخل وتوجه معه تجاه غرفة الضيوف ثم سأله عما يرغب بشربه وبعدما أخبره شكري تركه للحظات وبعدها عاد بفنجانين من القهوة وضعهم على الطاولة وبعد تبادلهم الكلمات المجاملة.
بدأ شكري حديثه ملتقطًا نظرة الفضول بعين جاره “أسامة”.
-أكيد أنت مستغرب أنا لية طلبت اطلع معاك ونتكلم هنا بدل القهوة، بس الكلام اللي عندي مينفعش اقوله على القهوة ولا حد يشم بيه خبر أصل المواضيع اللي زي دي بتتنظر وتاخد عين.
لم يفهم أسامة شيء من حديث شكري ولم يخفي هذا وسأله:
-مواضيع إيه يا شكري؟
ابتسم شكري ثم قال دفعة واحدة:
-مواضيع الجواز، أنا بصراحة كدة وعلى الدوغري من غير لف و دوران طالب أيد بنتك المصونة فرح.
صدم أسامة من طلبه وعلى الفور هب من جلسته مرددًا بعدم تصديق لطلبه:
-بنتي فرح إزاي يعني الكلام ده؟؟ فرح لسة مكملة العشرين سنة من شهرين؟؟ أنت مستوعب بتقول إيه وبتطلب إيه يا شكري ده أنت أكبر مني بسنتين؟؟؟ عايز تجوز بنتي إزاي؟ دي قد بناتك؟ أنت اتجننت.
نهض شكري هو الآخر مغمغم بعدم إعجاب من حديثه:
-الله!! هو أنا قولت حاجة حرام؟؟ ده جواز على سنة الله ورسوله، وبعدين مش بالسن يا أسامة وبنتك هشيلها في عيني متخافش أنا عارف أن مفيش في أخلاقها ومن الجامعة للبيت ومن البيت للجامعة.
طرح شكري كلماته الأخيرة عن أخلاقها عن ثقة فقد فرغ نفسه منذ فترة ليست بصغيرة لمراقبتها والتأكد منها ومن أخلاقها.
لم يعجب أسامة بالحديث بأكمله فصاح ساخرًا:
-بنتي مين اللي تشيلها في عينك!!! ما لو على الشيل بقى كنت شيل بناتك في عينك، بدل ما أنت مرمطهم وأنت لسة عايش ومخليهم يشتغلولك في المطعم، عايز تجوز بنتي يا شكري علشان تمرمطها زيهم، علشان لو خلفتلك بت هي كمان تديها اسم واد، أنا مش عارف إزاي عقلك طاوعك أنك تيجي تكلم معايا في موضوع زي ده وفاكر أني ممكن اقبل وأوافق.
تماسك شكري وكبح غضبه من الإنفلات، قائلًا:
-يعني إيه يا أسامة؟؟ هترفض طلبي بالجواز من بنتك.
-آه يا شكري برفض علشان مفيش واحد عاقل يرمي بنته الرمية دي، واتفضل اطلع برة وحسك عينك تفكر توقفني وتفتح معايا الموضوع ده، وبنتي حذراي تفكر تضايقها أو تبصلها حتى، بــــــــــــرة.
~~~~♡♡♡♡~~~~
بالمساء، عاد “ياسين” من الخارج، مغلقًا من خلفه باب المنزل، جاءت ريهام على أثره وقبل أن تنطق بحرف كان يتجاهلها كأنها سراب أو هواء لا يراه.
انزعجت من فعلته وظلت واقفة مكانها تشعر بنيران وغليان بكل خلايا جسدها، وما فاقم حالتها وجنونها سوءًا هو دخوله للغرفة الذي نام بها بالأمس بعدما تشاجر معها وتركها.
كزت على أسنانها وهي تضع يديها على رأسها لتختفي بين ثنايا خصلاتها، ترغب بالصراخ عاليًا.
حقًا لا يشعر بها أحد ولا يعلم أو يدرى بما تعايشه وتصارعه، الجميع جاهل بحالها.
ظنت بأنها ستكون سعيدة بزواجها منه والحقيقة بأنها تعيسة…..تعيسة للغاية، تعاسة لم تراها أو تعيش بها من قبل.
والآن باتت جزء منها، يلازمها، سببها هو الرجل الذي أحبته بل عشقته، وأختارته دونًا عن باقي الرجال لتكمل معه حياتها.
تحركت أخيرًا واتجهت نحو الغرفة الذي قرر الأقامة بها.
وقفت قبالتها ورفعت يديها و وضعتها على المقبض ولكن قبل أن تفعل وصلت إليها تلك الكلمات:
-يعني إيه يا ماما مش هتكلميها؟؟ قررتي خلاص تتخلي عني ومتساعدنيش!! أنا خلاص جبت أخرى منها ومن النكد بتاعها ده كلميها يا ماما، كلميها وعقليها، انفي أي شكوك جواها.
فاض بها الكيل، لم تتحمل ما تسمعه ويقوله عنها لوالدته، فتحت الباب على حين غرة مسببة في مفاجئته.
ابصرها وخاصة وجهها الذي لا يبشر بالخير، فسارع بإنهاء المكالمة مع والدته متمتم:
-طيب اقفلي يا ماما هكلمك تاني.
عقب اغلاقه لم تمنحه فرصة للحديث بل انفجرت به كقنبلة قد حان موعد انفجارها وتحطيم كل شيء:
-أنا اللي جبت أخرى مش أنت، أنت ولا حاسس ولاداري باللي أنا بعيشة كل ثانية ودقيقة، جبت أخرك من نكدي وأنا جبت أخري من شكي فيك، كل حاجة فيك وبتعملها مريبة، تخرج وتفضل برة لوش الصبح وأنا افضل زي الكلبة مستنياك، ولما اجي الصبح اسألك تقولي رجعت في ميعاد غير اللي رجعت فيه، ميعاد أنا كنت صاحية فيه والبيه لسة مشرفش، تقولي أنك مع صاحبك وصاحبك بنفسه قال أنه مش بيشوفك.
صمتت وسكنت للحظات ابتلعت خلالهم ريقها ثم تابعت ما توقفت عنده:
-تأخيرك ومسكك للموبايل الكتير، تلكيك وقلبك للترابيزة، بتحاول تطلعني أنا اللي غلطانة و وحشة بأي شكل من الأشكال، اتكلمت معاك بدل المرة كذا مرة وكل شوية أقولك على اللي حساه وبعيشه، وأنت ولا الهوا وفي الآخر أنت اللي بتشتكي بكل بجاحة وعايز تطلع العيب فيا؟ بس لا يا ياسين أنا وصلت للحالة دي وللي أنا فيه ده بسببك، أنا وأنا في بيت بابا كنت مبسوطة عن كدة الضحكة مكنتش بتفارق وشي، أنت لا قادر ولا عارف تعيشني مبسوطة وفي الآخر أنا اللي نكدية، بس خلاص طالما لا أنت مرتاح معايا ولا أنا مرتاحة معاك يبقى كل واحد يروح في حاله يا بن الناس.
ختمت حديثها وهي على وشك الأندفاع من الغرفة، فلحق ومسك بذراعيها بلهفة وهو يردد بعدم استيعاب أو تصديق لما قالته عن الأنفصال:
-أنتي بتقولي إيه أنتي اتجننتي في عقلك يا ريهام، للدرجة دي أنتي بياعة وبتبعيني بالسهولة دي وهان عليكي تقوليها وكل ده عشان شوية مشاكل وخلافات بتحصل بين أي اتنين، بتبعيني وأحنا لسة في أول الطريق؟؟؟
-آه عيش بقى دور الضحية، بس أنت مش ضحية يا ياسين ولا أنا بياعة، أنا بس جبت آخرى وهشتري نفسي ونفسيتي وصحتي.
القت الأخيرة وهي تغادر الغرفة وتتجه نحو غرفتها. وقف هو للحظات يشعر وكأن العالم يدور من حوله من هول ما سمعه منها.
فاق أخيرًا وفارق الغرفة هو الآخر واتبعها، كان على وشك فتح الباب فوجدها قد اغلقته من الداخل.
فصاح يطلب منها فتحه وهو يضرب عليه بقوة:
-ريهام افتحي، افتحي بقولك.
-مش هفتح يا ياسين خلاص مش عايزة اتكلم في حاجة تاني أنا قولت اللي عندي.
-بقولك افتحي وإلا والله هكسره افتحي بقولك.
انزعجت من طرقه العالي المزعج بالنسبه لها وعلى الفور جاءت بهاتفها والسماعة وقامت بوضعها داخل أذنيها وتشغيل أول ما جاء أمامها ثم قامت بتعلية الصوت لأعلى درجة ليختفي صوته تمامًا عن مسامعها.
~~~~♡♡♡♡~~~~
تجلس كل من إسلام، روضة، رضا، وجهاد بالصالون أمام شاشة التلفاز يتابعون فيلمًا قديمًا بالأبيض والأسود، بينما يجلس البقية داخل غرفهم.
فكان المشهد كالآتي، إسلام وجهاد يتوسطان الأريكة، بينما تقبع روضة على المقعد وأمامها رضا تجلس على الأرض، تتأوه ألمًا ليس حقيقيا بل زائفا، قائلة باحتجاح:
-يا روضي بقى شعري بيوجعني براحة.
طالعتها جهاد سابقة روضة بالرد عليها:
-بطلي دلع وتمثيل يا بت يا رضا، إيه عايزة تروحي المدرسة منكوشة.
عقدت رضا ذراعيها أمامها وهي تجيب:
-آه أنا بحب ابقى منكوشة، يا روضي مش عايزة اسرحه سبيه.
تلك المرة ردت عليها روضة بحنان وطريقة عقلانية:
-يا قلب روضي لازم نسرحلك شعرك القمر أبو ريحة حلوة ده ونعملك تسريحة قمر زيك علشان تبقي حلوة، وبعدين أنا بعمل إيه يعني ده أنا هعمله ضفيرة ونفكها الصبح وهتبقى حلوة اوي.
-يا روضي مش بتبقى حلوة وأنا مش بحب الضفيرة، وبعدين أنا عندي لسة مذاكرة و واجب عايزة اعمله لو معملتوش الميس هتزعق جامد لرضا وتهزقها قدام صحابها يرضيكي يعني.
علقت جهاد القلقة والغاضبة في ذات الوقت بالأصل من اختفاء صابر حتى الآن وعدم إيجاب أحمد عليها ساخرة:
-لا حوش يا بت المذاكرة اللي مقطعة بعضها اخش اجبلك الشهادة أم كحك والله يا رضا لو ما قعدتي ساكتة وخليتي روضة تخلصلك شعرك هقعدك أنا قدامي وهعملهولك.
تراجعت رضا مبصرة جهاد بغضب طفولي بعدما فشلت محاولاتها في الهرب من تمشيط خصلاتها والذهاب للعب:
-لا وعلى إيه روضي ارحم.
ابتسم وجهه روضة ولكن ليس لحديثهم بل لتذكرها للاسم الجديد الذي أطلقه عليها أحمد واختاره لها.
أطلقت تنهيدة ثم طرحت سؤالها بطريقة هائمة حالمة:
-إسلام روضة أحلى ولا رضوى.
ابعدت إسلام عينيها عن الشاشة تجيبها:
-إيه السؤال الغريب ده، ده حاجة وده حاجة والاتنين حلوين وأنتي بتحبي روضة علشان نفس معنى اسمك يبقى ليه السؤال ده دلوقتي.
-عادي مجرد سؤال.
طالعتها جهاد بشك، وسألتها على الفور:
-عايزانا نقولك رضوى ولا إيه؟ طب ده حتى أي حد كان بيتلغبط ويقولك رضوى كنتي بتنطي في كرشه وتقوليله اسمي روضة مش رضوى.
وعلى الفور رفضت حدوث هذا قائلة:
-لا لا محدش يقولي رضوى، قولوا روضة زي ما أنتوا ده مجرد سؤال، متبقوش قفوشين كدة.
~~~~♡♡♡♡~~~~
بمنزل وسام وزهر كان جابر لا يزال متواجدًا، يجلس بجوار زهر لا يبتعد عنها، ومن حين لآخر يضمها إليه باشتياق حقيقي لافتقاده الشديد إليها.
أحاديثه وثرثرته لا يتوقفان، وكلما انتهى من سرد موضوع وقصة ما دخل بآخرى بسرعة البرق.
-آسر بقى عمك عابد طرده من البيت هتقولولي ليه هقولكم جت واحدة البيت ومعاها بنتها وسمعت عابد كلام لا يسر عدو ولا حبيب آه والله، ومن غير دخول في تفاصيل بقى عشان مبحبش الرغي الكتير.
صمت للحظات يلتقط كوب العصير التي وضعته له زهر، شربه دفعة واحدة ثم استرسل تحت نظرات واهتمام زهر، وملل وسام الذي على وشك الانفجار من تلك الزيارة الطويلة للغاية:
– عابد بقى اتنرفز وراح قاله يا تجوز البت يا تمشي من البيت، آسر حبييي طبعا خد الموضوع على كرامته وراح سايب مفاتيح عربيته لعابد وراح مشي من البيت، وأنا بقى اتكلمت مع عابد حاولت اعقل فيه اقوله مينفعش يا عابد عيب يا عابد ده ابنك الوحيد ودي مش التربية الإيجابية ومينفعش تطرد ابنك بس ودن من طين و ودن من عجين ولا كأني بقول حاجة مش محترم أني اخوه الكبير.
تدخل وسام معلقًا بصدمة ليست حقيقية زائفة:
-يا خبر!!!! معقولة طرده!!!! وكلمته على التربية الإيجابية وأنه مينفعش يطرده ومسمعش منك.
انخدع جابر وصدقه مجيبًا على صدمته بأسف:
-آه شوفت يا وسام ابهات آخر زمن.
-هو من ناحية شوفت فـ أنا شوفت فعلًا، طب ده بالنسبة آسر، طب وأحمد اللي طردته ده وجه لهنا يوم الفرح ده إيه مش ابنك ولقينه على باب جامع ولا إيه الدنيا.
اتسعت عين جابر وصاح مصدومًا بحق:
-ماذا!!!! هل جاء إلى هنا في ليلة الزفاف.
ضحك وسام بسخرية مصوبًا حديثه لـ زهر متمتم:
-الدبلجة اشتغلت ردي عليه أنتي بقى.
وقبل أن تفعلها زهر عقب جابر على حديثه:
-طب ما ترد أنت يا فيلسوف زمانك، وإيه ردي عليه دي كلمها عدل ناقص تقوم تلطشلها قدامي، وبعدين خد هنا لما بتعاملها كدة قدامي بتعمل إيه من ورانا ها؟؟؟ لا يا وسام لا وألف لا لو أنت فاكر أن مورهاش حد فـ لا دي وراها أسود مش رجالة، أسود يأكلوا الزلط ويأكلوك أنت شخصيًا.
جاراه وسام في الحديث مستلسمًا للأمر الزاقع:
-أيوة ما أنا عارف وشايف وعارفهم نفر نفر، منور يا حمايا، ثواني وجاي.
بعد غياب وسام ودخوله لغرفتهم، التفت جابر إلى ابنته يمزح معها:
-شوفتي رعبتهولك إزاي، ويكون في علمك كل اللي قولته ده مش كلام الواد ده لو فكر بس يزعلك هيلاقيني في وشه لا عاش ولا كان اللي يزعلك وأنا لسة على قيد الحياة.
ثلاث دقائق وكان وسام يفارق الغرفة عائدًا للجلوس معهم من جديد وابتسامة خبيثة ماكرة تزين وجهه، فقد قام أثناء تواجده بالغرفة بالاتصال على واحدًا من أشقاء جابر كي يساعده ويأتي لأخذه فعلى ما يبدو أنه لن يغادر وينوى البقاء تلك الليلة.
جلس وسام وهو يردد بفرحة وسعادة ذات مغزى:
-والله منور يا حمايا، وعامل للبيت طعم، حقيقي هنفتقدك.
-وتفتقدوني ليه يا حبيبي، ميهنش عليا اخليك تفتقدني أنا بقول ابات معاكم النهاردة وأهو بالمرة اكملكم باقي القصص والحواديت اللي عندي.
-آه وماله البيت بيتك وبيت بنتك.
بعد مرور ساعة وصل إلى سمعهم صوت رنين الجرس.
نهض وسام سريعًا تحت نظرات زهر و جابر المدهوشة والمتسائلة عن هوية القادم في هذا الوقت شبه المتأخر.
فتح وسام الباب وهو يتوقع وجود عابد أمامه ولكنه وجد شخص آخر……
“سلطـــــــان.”
حيث آتى عوضًا عن ابنه عابد مقررًا جلب ابنه بنفسه.
رحب وسام به بكلمات وصلت إلى مسامع جابر و زهر:
-أخبار حضرتك إيه، اتفضل.
ابتسم له سلطان، وتقدم وهو يرى اقتراب حفيدته و ابنه منه.
وبعد ترحيب زهر هى الآخرى ودهشة جابر الذي صاح يستفسر:
-إيه اللي جابك يا بابا؟
-جاي اخدك يا قلب أبوك، تعالالي، يلا تصبحوا على خير يا شباب.
لم ينتظر جواب من أي منهما وسحب معه جابر للخارج، وما أن خرجا معًا وبات الاثنان أمام سيارة جابر، صاح به:
-اعمل فيك إيه؟؟ الاقيها منك ولا من ابنك ولا من عيال اخواتك، الاقيها من مين ولا مين فيكم، قولي بصراحة أنتوا حد مسلطكم عليا ودافعلكم صح؟؟؟
-يا بابا متقولش كدة عيب.
-عيب إيه وزفت إيه على دماغك ودماغهم ودماغ اللي خلفوكم، أنا زهقت، أنا طهقت، اغنيهالك؟؟؟ ولا لا اغنيهالك إيه برضو مش هتفهم، بس لقيتها أنا سلطان طفح بي الكيل…أنا نفذ صبري وضاق خلقي، هل فهمتني هكذا أيها الابن العاق.
~~~~♡♡♡♡~~~~
قرب منتصف الليل، في منزل يوسف الذي يزدحم، فقد جاء قُصي لزيارة و رؤية آسر بعدما قام بمحادثته ويرافقهم بجلستهم، كذلك لم يرغب محمد في الرحيل والذهاب إلى المنزل، راغبًا في تغيير أجواء المنزل والتجديد فهو يشعر بأنه على وشك الإختناق مما حدث اليوم مع إسلام.
جميعهم يجلسون بالصالون فالأريكة الكبيرة كان يجلس عليها كل من يوسف ومحمد بالمنتصف وعلى جانبه الآخر أحمد، أما آسر فكان يجلس على مقعد تابع للأريكة وكذلك قُصي يجلس بجوار على المقعد بعدما قام بتحريكه و وضعه بجوار آسر ليكون بجواره.
فكان الصمت يلزم المكان فكل من يوسف ومحمد في عالم آخر، بينما آسر وقُصى كانا يعبثان بالهاتف.
أما أحمد فكان يتابع الأربعة بأعين لا تكف عن التحرك.
وعلى حين غرة وأثناء تقليب آسر بهاتفه صدح كلمات تلك الأغنية دون موسيقى:
« كل يوم نتلاقى والأشواق مشتاقة
والغرام في عيونا وندوب ليلة وليلة غرام، الفراق مش لينا والحنين مالينا، حتى الدمع في عنينا جوة عيونا وكل ليلى، ذكريات كدابة والأشواق كدابة
ادي الليل في جراحه وناره ادي عذابه وادي مراره»
انتبه محمد ويوسف إلى الكلمات، فصاح أحمد ينهر آسر بعفوية:
-يا عم اطفي متشغلش أغاني متقلبش عليهم المواجع هو أساسًا لا يوسف ولا محمد لحقوا يعملوا ذكريات علشان تبقى كدابة ولا صادقة.
انتبه يوسف إليه وقال معقبًا وهو يمد ذراعيه تجاه أحمد يلكزه:
-حد يشيل الكائن ده من قدامي، بدل ما والله هرجعوا جثة لعمي جابر.
-هو أنا اتكلمت هو كلكم كدة عليا مفيش حد فيكم يدافع عني.
تدخل آسر وعقب على حديثه:
-يا أحمد متقولش كدة أحنا ولاد عم، استهدى بالله كدة ده أكيد شيطان ودخل بينا.
عقد أحمد ذراعيه أمام صدره وهو يقول بطفولية بحته:
-أنا عايز أنام يلا يا محمد يلا يا قُصى اتكلوا أنتوا معندكوش أهل يسألوا عليكم ولا إيه.
هنا ورد قُصي على حديثه:
-لا ما أنا قولتلهم في البيت أني هبات معاكم الليلة دي.
وقبل أن يعلق أحمد ويفتح فمه قال محمد كذلك:
-وأنا كمان مش طايق اروح البيت قرفان هبات هنا أنا كمان.
هب أحمد وقال منزعجًا:
-حلو أوي من كتر السراير المرترتة اللي عندنا ومش عارفين نعمل فيها إيه ده أحنا بنام بالعافية أنا وآسر جوه ويوسف على الكنبة بقولك إيه أنت وهو بيتك بيتك وخدوا آسر معاكم ميلزمناش.
نهض يوسف هو الآخر وقال صارخًا عليه بغيظ:
-وأنت مالك يا بارد هو بيتك طب إيه رأيك بقى هيباتوا لو مش عجبك روح أنت.
هنا وقبل أن يحدث أي تعقيب جديد من الشباب تناهى إلى مسامعهم صوت جرس الباب.
وعلى الفور تحرك يوسف كي يفتح ويرى الطارق.
وما أن فتحه حتى انصدم وتفاجئ من الزائر…….
ارتكز بصر الشباب نحو الباب وعلى الفور تهلل وجهه أحمد، وركض نحوه يحتضنه بقوة متمتم:
-أخـــــــــــــي….حبيبي، تعال شوف بيعملوا إيه في أخوك في غيابك.
وقعت عين آسر على ما يتواجد بيد صابر فسارع بسؤاله بفضول:
-أنت إيه اللي جايبك وإيه الشنطة دي؟؟ جايبلنا هدوم من البيت ولا إيه.
ابتعد أحمد عنه يبصر الحقيبة هو الآخر بفضول فسأله مرة أخرى:
-إيه الشنطة دي صحيح.
رد صابر وهو يدخل من على أعتاب المنزل قائلًا بهدوء:
-دي شنطتي أصل أنا قررت اقعد معاكم هنا.
هلل أحمد بعد استماعه لكلمات صابر متحدث بسعادة ليس لها مثيل وجسد لا يكف أو يتوقف عن الرقص معبرًا عن مدى فرحته:
-أوعــــــــــى، العو جه العو حضر، جه اللي هيربيكم نفر نفر………………..
««يتبع»»……….
فاطمة محمد.
اتمنى الفصل يكون عجبكم
وهستنى
رأيكم
وتوقعاتكم
في الكومنتات. 😘❤
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.