رواية الحب كما ينبغي – الفصل الرابع والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل الرابع والعشرون:
خطى “صابر” عدة خطوات داخل المنزل فسارع أحمد بحمل الحقيبة عنه بسعادة لا توصف، قائلًا بحب واشتياق حقيقي:
-عنك يا أخويا يا حبيبي.
لم يمانع صابر حمل أحمد للحقيبة واستمر في تقدمه حتى جلس بمكان شاغِر.
وضع أحمد الحقيبة جانبًا ثم جلس بالقرب من صابر، في ذات الوقت أغلق يوسف الباب ثم تحرك و وقف أمام الجميع واضعًا يديه بخصره مغمغم باحتجاج على تواجدهم وإحتلالهم لمنزله:
-هو في إيه بقى، في إيه أنا عايز افهم، هو أنا بيتي ملجأ، كلكم هتناموا هنا؟؟ اجبلكم سراير منين تناموا عليها.
انتهى من طرح اعتراضه على مسامعهم، ملتفتًا برأسه نحو صابر قائلًا:
-وأنت إيه قررت تقعد معانا هنا دي؟؟ أنا مش موافق.
ارتفع حاجبي صابر وسأله بترقب:
-بتطردني يا يوسف؟
وقبل أن يجيبه كان أحمد يسبقه متمتم بانزعاج كلي من أجل أخيه:
-أنت بتطرد أخويا صابر أنت اتجننت في عقلك؟؟ صابر لو مشالتوش الأرض اشيله فوق دماغي.
رد آسر معقبًا بمرح يناسبه كثيرًا:
-طب اتفضل شيله.
طالع صابر آسر بنظرات مبهمة وتقابلت عين الاثنان، فلم يتأثر آسر أو يتراجع عن حديثه بل حافظ على ملامحه المبتسمة.
لاحقه أحمد بالرد قائلًا:
-ملكش دعوة أنت خليك في حالك، يوسف أنا خلاص لقيتها، أنا وصابر هنام جوه على السرير، وأنت على الكنبة، والباقي دول زوايد يفرشوا على الأرض ويمددوا، غلط أنا كدة.
سبق آسر يوسف تلك المرة متحدثًا برفض لاقتراحه بالنوم هو وأخيه على الفراش:
-ليه إن شاء الله!!! أنتوا ولاد البطة البيضا وأحنا ولاد البطة السودا، ما أنا وقُصي ننام جوه على السرير، ويوسف على الكنبة، وأنت وصابر ومحمد افرشوا على الارض.
نهض أحمد وهو يردد منزعجًا وبأسلوب صدر مرح رغمًا عنه:
-هل أنت مجنون ولا تملك عقلًا؟ هل تريد أن ينام صابر على سنح و رمح على الأرض؟؟
هب آسر و وقف أمامه يتشاجر معه:
-نعم أريد أن ينام على الأرض، فـ ليس هناك ريشًا على رأسه.
-اجبلك ريشة حالًا و أحطها وهيبقى على رأسه ريشة عادي.
لم يتحمل محمد ما يفعلونه، فقد هرب من المنزل لشعوره بالاختناق والآن يتشاجران متسببان في تفاقم هذا الشعور لديه، صرخ بهم بعلو صوته، قائلًا وهو ينهض مقررًا الرحيل:
-بــــــــــــــــــــــس صدعتوني وكلتوا دماغي، أنا غلطان أني فكرت ابات هنا، والله ما أنا قاعدلكم خليكم بقى يكش تولعوا في بعض.
أثناء ذهابه وتحركه صوب الباب صاح أحمد يخبره:
-خد يا محمد إلى أين أنت ذاهب، فـ لتأخذ آسر معك وتجعلنا نرتاح جميعًا، أرجوك.
لم يهتم محمد به أو بحديثه فلا يشغل ذهنه الآن أي شيء، شاعرًا بفقدان الشغف والضجر من كل شيء، راغبًا في التواجد بمفرده والإنفراد بذاته.
بعد ذهابه أشار آسر بعينيه لـ قُصي للإسراع نحو الغرفة واقتحامها لإحتلال الفراش الوحيد المتواجد الآن.
نهض قُصي واسرع من خطواته نحو الغرفة كي ينفذ خططته مع آسر والذي فهمها دون حديث.
ولكن فشل مخططه عندما التقطته عين أحمد والذي تحرك وركض وكأنه في سباق قافزًا من فوق الأريكة سابقًا إياه صارخًا بتلك الكلمات:
-تـوقف عندك أيها الحقيــــــر.
وقف أحمد حاجزًا بين قُصي والغرفة قائلًا بعنف:
-بتحلم أنت وهو، وعندًا فيكم محدش هينام في الأوضة غيري أنا وصابر يلا هـــش، هـــــــــش.
قفز آسر من فوق الأريكة مقلدًا لـ أحمد واقفًا بجوار قُصي قائلًا ببسمة مستفزة صفراء:
-أنت هتوسع بالذوق وبالتراضي ولا استخدم معاك القوة؟ يلا اختار.
تلك المرة لم يأتي الرد من أحمد بل جاء من صابر الذي نهض من محله وسار باتجاهم واضعًا يديه بجيب سرواله قائلًا ببسمة لا تقل استفزازًا عن آسر واقفًا جوار أحمد والذي كان يتسارع قلبه سعادة من دفاع صابر عنه:
-أحمد لا هيختار ده ولا ده، إيه رأيك بقى؟؟ عندك اعتراض يا آسر؟ لو عندك أحب اسمعه.
لم يتراجع آسر عن موقفه وصاح يجيبه بقوة لا تقل عنه شيء:
-آه عندي اعتراض، ليه أنت وهو تناموا في الأوضة على السرير وأحنا اللي ننام على الارض؟ اديني رد مقنع يقنعني وأنا اسكت.
ابتسم له صابر بسمة لم تصل لعينيه يجيبه بذات القوة:
-علشان أنا عايز كدة، يقنعك الرد ده؟!
مط آسر شفتاه وانتظر قُصي رده على صابر على أحر من الجمر، وبالأخير قال آسر وهو يصفق له بإعجاب شديد من رده الغير المتوقع:
-برافـــــو..اقنعتني، أنا كـ آسر اقتنعت، حلال عليكم الأوضة.
صدم قُصي من تعقيبه واستسلامه بل انهزامه أمام صابر، بينما هلل أحمد بفرحة تشبه فرحة الأطفال بهلول العيد:
-يعيش صابر يعيـــــش….
في ذات الوقت التفت آسر مصوبًا حديثه لـ يوسف:
-خلاص يا يوسف سيبهم يناموا و….
لم يتابع حديثه بعدما انتبه لإختفاء يوسف، وملاحظته لقدميه الظاهرة بنهاية الأريكة، اقترب منه فوجده قد تمدد هو وتركهم يتشاجرون.
ابتسم آسر على فعلته وقال:
-والله أحلى حاجة عملتها بتحب تريح دماغك أنت برضو.
~~~~♡♡♡♡~~~~
قام كل من آسر وقُصي بتجهيز مكان نومهم بإحدى الغرف الشاغرة تمامًا، ممددين بجسدهم على الأرض أحدهم ينام على جانبه والآخر على ظهره يتأمل سقف الغرفة ولكن ليس لجماله، بل كان يفكر بها.
وحدها من تشغل باله، متسائلًا كيف يكون حالها الآن بعد ما تعرضت له اليوم من تهديد وإبتزاز من ذلك الشاب.
تنهد عند تلك النقطة متمنيًا أن تكون بخير وتنعم بنوم هنئ.
عبس وجهه عندما وصل معه الآمر إلى هذا الحد، منتفضًا كمن لدغه عقرب قائلًا بصوت خافض لكنه وصل إلى قُصي:
-إيه اللي أنا بفكر فيه ده؟؟ إيه ده، أنا مالي أصلًا، أنا خلاص عملت اللي عليا ودوري خلص، أنا ليه بفكر فيها، ليـــــــــــــه!!!!!!!!!
صرخ مع نطقه للكلمة الأخيرة مما جعل قُصي يفزع من صراخه، قائلًا:
-هو إيه اللي ليه خضتني يا عم مش كدة.
لم يجيب عليه ومسح على وجهه ثم عاد مُمددًا على ظهره من جديد، جاذبًا الغطاء عليه يحجب رؤيته للسقف، محدثًا نفسه بصوت مسموع تحت نظرات قُصي المدهوشة كليًا من أفعاله:
-أنا لازم أنام، لازم أنام.
-ما تنام يا عم هو حد مسكك.
طرح قُصي تعقيبه الأخير وهو يعود مجددًا للنوم مرة أخرى.
مر عشر دقائق قبل أن يفزع من جديد على صياح آسر وكأنه يتشاجر مع أحد يراه هو فقط:
-وبعدين بقى، إيه الشغلانة المهببة دي، واد يا قُصي ارغي معايا اتكلم معايا في أي حاجة لحد ما أنام.
سخر قُصي من مطلبه قائلًا:
-محكلكش حدودتة بالمرة؟؟
لم يعترض آسر بل استحسن تلك الفكرة التي أيضًا قد تنجح بإشغال عقله وتفكيره عنها:
-والله لو تعرف معنديش مانع.
-نام يا آسر نام.
نهض آسر من نومته جالسًا ملتقطًا الوسادة من أسفل رأس قُصي يضربه بها على رأسه وهو يردد بغيظ:
-أنا كنت مستنيك فعلًا تقولي نام عشان أعرف أنام، أنت عبيط في دماغك ما أنا لو عارف اتنيل أنام كنت نمت، نام أنت بقى عشان عصبتني، بقولك إيه قوم روح أنت إيه اللي منيمك هنا؟؟ طب أنا أبويا طردني أنت هنا بتهبب إيه.
نفخ قُصي مجيبًا عليه:
-بغير جو، اتخنقت من البيت وقولت ابات معاكم النهاردة، الحق عليا يعني.
زفر آسر بصوت عالي ثم آتى بعلبة سجائره واخرج واحدة وضعها بفمه وكاد يشعلها ولكنه تراجع باللحظة الأخيرة، وقام بتقسيمها نصفين ورميها أرضًا صاببًا غضبه بها.
في الغرفة الآخرى التي تحوي على الفراش وكانت من حظ التوأمان أحمد وصابر.
كان ينامان بجوار بعضهما أحدهما مغمضًا العين، والآخر لا يستطع غلق عيناه من شدة الفرحة لنومه بجواره أخيرًا.
ابتسامته واسعة تصل لعينيه التي تلمع بحب جارف وشديد نحو أخيه.
حرك رأسه يبصره أثناء نومه وابتسامته لا تفارقه وتلازمه، قائلًا بصوت خافض للغاية:
-خايف أنام فـ اشخر فـ متنمش جمبي تاني وأنا ما صدقت، اعمل إيه أنا بقى؟؟ اقولك على حاجة.
لم ينتظر جواب من صابر معتقدًا بأنه ذاهبًا في سبات عميق:
-أنا النهاردة فرحان ومش لسبب واحد لا ده لكذا سبب، أول وأهم حاجة أنك جيت، تاني حاجة دافعت عني و وقفت معايا قدام آسر وقُصي، تالت حاجة بقى نايم جمبي، وده مخليني افتكر أيام زمان يـــــــاه كانت أحلى أيام، أنا عارف على فكرة أنت سبتني ليه وقعدت لوحدك، أكيد علشان أنا مزعج وفوضوي، وأنت عكسي تمامًا أنت بتحب الهدوء والنظام.
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره على مهل شديد، وأضاف على حديثه الأخير:
-كنت هنسى رابع حاجة، واللي هي أني بتكلم معاك دلوقتي وبفضفض أينعم نايم ومش سامع بس مش مهم، أقولك على حاجة؟ أنا بحبك أوي أنت و زهر وبابا وماما وجدو وأعمامي و ولاد عمي وكله كله، بحبكم كلكم، بس أنت أكتر شوية يمكن علشان توأم، طب أقولك حاجة كمان واستغل صمتك وهدوءك اللي مش بيحصل كتير ده؟؟
تنهد ببسمة، ثم تابع وهو يهمس بتلك الكلمات:
-أنا عارف أنك حساس أوي وعارف أنت ليه مكنتش بتخليني ادخل أوضتك، ولو دخلتها بتتعصب ويركبك ميت عفريت، أنا عارف سرك الصغير اللي مش قايله لحد يا صابر ولا حد يعرف بيه غيري، أحمد الفتان اللي مبيعرفش يحفظ سر حد ولسانه علطول فالت وسبقه ومتبري منه حافظ سرك بقاله سنين، أينعم معرفش أنت ليه مخليه سر والموضوع لطيف أوي بس أنا محترم قرارك مدام ده اللي مريحك خلاص.
انهى حديثه مغمضًا جفونه هو الآخر…….
مسببًا صدمة كبيرة لصابر الذي فتح عيناه لا يستوعب بعد حديث أحمد حول معرفته لما يخفيه عن الجميع والغريب بالأمر أنه لم يخبر أحد به بل احتفظ به حتى تلك اللحظة………….
~~~~♡♡♡♡~~~~
في صباح يوم جديد تقف جهاد خارج المطعم و قباله سيارته تدور حولها وتتفحصها جيدًا وهي تردد بصوت خافض لم يصل لمسامع غيرها.
“هي ولا مش هي يا بت يا جوجو هي و لا مش هي والله شكلها هي. ”
توقفت عن الدوران كالنحلة واقفة بثبات أخيرًا وهي تخبر نفسها.
“هو أنا هحير نفسي ليه ما أنا أكلم أحمد واسأله اسهل أنا هقعد اقول هي و لا مش هي كدة كتير. ”
مع قولها لكلماتها الأخيرة جاءت برقم أحمد على الهاتف واتصلت عليه وهي تعود بادراجها للمنزل كي تأخذ راحتها بالتحدث وتضمن ألا يسمعها أحد.
في شقة يوسف وتحديدًا الغرفة الذي نام بها أحمد وصابر صدح رنين هاتف أحمد القابع بجواره على الكومود لم يستيقظ واكتفى بإصدار صوت يعبر عن مدى إزعاجه من المتصل.
على النقيض تمامًا بصابر الذي كان مستيقظًا بالفعل مقتربًا من هاتف أخيه الذي يرن.
أمعن النظر بشاشته قارئًا لاسم المتصل والذي كان جهاد.
وبين قوسين كتب (زوجة أخي صابر المستقبلية إن شاء الله).
و رغمًا عنه ضحك بخفة وخطف نظرة نحو أحمد الغارق في النوم.
التقط الهاتف وفتح المكالمة وقبل أن يتحدث اندفعت جهاد متمتمة بانفعال:
-أنت فين يا أخويا مبتردش عليا من امبارح ليه وأخوك موبايله مقفول ليه.
تعرف على صوتها العالي المزعج لاذنيه واحتلت بسمة مشاكسة مترقبه على وجهه ملتزمًا بالصمت عكسها تمامًا و التي لم تنتبه لذلك الصمت الذي يحل متابعة ظنًا منها بأنها تحدث أحمد:
-أنا عارفة أنك تلاقيك نايم فـ خلينا نأجل الحوار ده لما تفوقلي كدة علشان مهم للغاية و الآن قولي رقم عربية صابر كدة أنا شايفة عربية راكنه تحت البيت شبهها فـ سبت المحل وطلعت البيت علشان اسألك هو عندك ولا إيه؟
لم يأتيها جوابًا فظنت أن الإتصال قد انقطع فـ سارعت بإنزال الهاتف لترى ما حدث و تتأكد بأن المكالمة مستمرة وبالفعل وجدتها لا تزال مستمرة
أعادته من جديد لموضعه على أذنيها قائلة بدهشة:
-هو أنت مبتردش ليه أنت نمت وأنا بكلمك يا شيخ حرام عليك.
وببطء شديد أبعد صابر الهاتف عن أذنيه منهيًا المكالمة بينما ظلت هي تتحدث قائلة:
-يا كابتن يا أستاذ أنت هترد ولا…….
مع نطقها الأخيرة كانت تبعد الهاتف و تضعه أمام فمها تصيح عليه ولكن وجدت المكالمة قد انتهت مما أثار غضبها نحو أحمد قائلة بتوعد:
-ماشي يا احمد ماشي.
انهت كلماتها مفارقة الغرفة بل المنزل بأكمله ومع اغلاقها للباب ارتكز بصرها على المنزل المقيم به فجاء لها أن تطرق عليه وتنهره ولكنها تراجعت عن تلك الفكرة الحمقاء مخبرة نفسها بإلا يجوز أن تطرق على منزلهم.
“أنتي اتجننتي يا جهاد عايزة تخبطي علي شقة عزاب. ”
فارقت البناية متجهة صوب المطعم غافلة عن نظرات صابر الواقف بالشرفة و الذي سرعان ما تعرف عليها متذكرًا لقائهم لأول مرة…….
~~~~♡♡♡♡~~~~
استيقظ “ياسين” باكرًا، مفارقًا الغرفة الذي نام بها طوال الليل بعدما أغلقت ريهام على نفسها ورفضت فتح الباب أو التحدث معه.
تحرك صوب الغرفة راغبًا في الحديث معها وإنهاء ومحو أي شكوك بداخلها نحوه.
غزت البسمة وجهه عندما رأى باب غرفتها مفتوحًا، فأسرع بدخولها ولكنه لم يجدها.
فسارع بالخروج والبحث عنها وهو ينادي عليها ولكن لا جواب يصل إليه.
عقد حاجبيه وعاد للغرفة مرة أخرى وهو يتمنى ألا تكون فعلت ما آتى بباله الآن.
اقترب من الخزانة وفتحها وعلى سبيل الصدمة وجد خزانتها فارغة تمامًا.
تيبس جسده، لم يصدق ما تراه عيناه، وحاول تكذيب رحيلها.
ولكن ما الفائدة من إنكار وتكذيب الحقيقة.
فما عليه الآن سوى تقبلها..
تقبل رحيلها بعد شكوكها نحوه والتي لم تكن من فراغ بل من تراكمات وأحداث تتكرر أمام عينيها كثيرًا لتسبب لها ألمًا لا تستطع تحمله.
وبغضب جاء به من أعماق الجحيم رفع ذراعيه وقام بدفع الخزانة يغلقها بكامل قوته.
مغادرًا مكانه بأعين تطلق شرار وغضب من فعلتها ومغادرتها دون إذنه.
في ذات الوقت كانت تقف مواجهة لأبيها وأمها، تخبرهم بقرارها بعدما قاما الاثنان بالاستفسار عما حدث وسبب مجيئها بحقيبتها:
-أنا مش عايزة أكمل مع ياسين أنا عايزة أطلق.
ضربت والدتها على صدرها وهي تردد بصدمة ليست هينة عليها:
-يالهوي!!! تطلقي إزاي يعني، أنتي اتجننتي يا ريهام؟؟ ده أنتي لسة عروسة، عايزة الناس تكلم عليكي وعلينا وتاكل وشنا؟؟
انزعجت ريهام من كلمات والدتها واهتمامها بحديث من حولهم دون الأهتمام بها وبمشاعرها:
-طز في الناس ميهمنيش الناس، الناس مش هيفيدوني ولا هينفعوني بحاجة لما يجرالي حاجة، هو أنتي فاكرة أني مبسوطة مع ياسين؟؟ أنتي مش عارفة حاجة يا ماما.
خرج صوت والدها يخبرها بحنان وهو يسحبها معه كي يجلس معها:
-تعالي يا ريهام تعالي نقعد ونتكلم، بس قوليلي الأول أنتي عرفتي ياسين بقرارك وعارف أنك هنا ولا خرجتي من غير أذنه؟
-أنا قولتله امبارح أن كل واحد فينا يروح لحاله بس، وأكيد هيعرف أني مشيت لما يصحى وميلاقنيش.
زم “عصام” شفتاه ضيقًا من فعلتها، قائلًا بعتاب:
-طب وده ينفع؟؟ ينفع تخرجي من غير ما تستأذني جوزك، يعني ينام وأنتي في البيت يصحى ميلاقكيش؟؟
كادت تتحدث وتبرر فعلتها وتدافع عن نفسها لولا أشارة والدها لإلتزام الصمت وتركه يتابع ما لديه:
-وقبل ما تقولي أنك أصلًا عايزة تطلقي فـ أحب افكرك أنه جوزك ومينفعش أبدًا اللي عملتيه وأنا مغلطك فيه، كان ممكن متمشيش من بيتك وتكلميني أنا اجي واتكلم معاه.
اغتاظت زوجته “عبلة” من حديثه وقالت:
-أنت بتكلم في إيه دلوقتي يا عصام إستئذان إيه البت بتقولك عايزة تطلق دي مصيبة، أنتي فاكرة الجواز لعبة، تقعدي شهرين تلاتة أربعة ولما تحسي بزهق وتملي أو يحصل مشكلة بسيطة تطلبي الطلاق، اعقلي يا ريهام وبلاش جنان.
كلمات والدتها الغير مدركة لأسباب مطلبها جعلتها في ذروة غضبها، متحدثة بنبرة شبه عالية مخرجة ما يكمن بداخلها من نيران على وشك إحراقها كليًا:
-لا مش مصيبة أني عايزة أطلق، ولا فاكرة أن الجواز لعبة، أنا لا زهقت ولا مليت يا ماما زي ما بتقولي، ولا اللي حصل معايا حاجة بسيطة، لما جوزي يكدب عليا ويقولي أنه خارج مع صاحبه ويسهر لوش الصبح وبالصدفة أعرف أنه مكنش مع صاحبه اللي قالي عليه وبلسانه قال قدامي أنه مشافهوش بقاله كام يوم يبقى ده اسمه إيه؟؟ كدب عليا ليه مدام مبيعملش حاجة غلط وخايف أني اعرفها.
اوشكت عبلة على الرد ومتابعة دفاعها عن ياسين، فمنعتها ريهام وهي تضيف سريعًا سالبة أي فرصة لها لمقاطعتها:
-وقبل ما تدافعي عنه أنا لسة مخلصتش، ياسين كان بيسبني قاعدة لوحدي ويدخل الأوضة قبلي على أساس أنه هينام، ولما ادخل بعدها بحبة حلوين الاقيه لسة صاحي وماسك موبايله، ولما اسأله يقولي بكلم صاحبي كان عنده مشكله، ده كمان اسمه إيه؟؟ لو أنتي شيفاه عادي وأي حد شايفه عادي فـ بالنسبالي أنا ده مش عادي، هما مش بيقولوا الست بتحس لو جوزها بيخونها أنا بقى حسة بـ ده، والشعور ده قاتلني.
اغمضت عينيها تحبس دموعها داخل عينيها، لا ترغب بالبكاء، بل ترغب بفضفضة ما تبقى لديها من أحرف وكلمات، لعل هذا يجعلها تهدأ ولو قليلًا:
-ياسين مكنش بيخليني المس موبايله، لما اجي اتكلم معاه في اللي بيعمله كان بيستخدم اسلوب قلب الترابيزة عليا، ياسين لما اتكلمت معاه بدل المرة كذا مرة مرعاش حبي ليه ولا اهتم، مفكرش يحتويني وينفي أي شكوك جوايا، بالعكس ده كان لما بيعمل ده كان بيعمله بطريقة بتزيد شكوكي ناحيته أكتر، أنا تعبانة، أنا حسة أن قلبي اتكسر يا ماما، قلبي اتكسر يا بابا، صدقني أنا مش محتاجة دليل، ولا محتاجة أني امسكه بيخوني علشان اتأكد، أنا حسة بـ ده، وإحساسي مش بيكدب، أنا شايفة في عينه الحقيقة اللي بينكرها، أنا مش مالية عينه يا بابا.
مع ختام حديثها فشلت في التماسك أكثر من ذلك وانفجرت باكية كطفلة صغيرة فقدت أعز ما لديها.
لم يتحمل “عصام” رؤية ابنته بتلك الحالة أو هذا الإنكسار، ملتهمًا المسافة الفاصلة بينهم على الأريكة كي يأخذها لاحضانه…..
ضمها إلى صدره..احتوائها منحها شعور بالآمان والسند كانت ترغب بإيجاده لدى عائلتها وبالفعل منحها والدها ما أردات.
فهي ابنته الحبيبة، ابنته الأولى والأخيرة، دلوعته، جميلته الذي لا يتحمل نزول دمعة واحدة من عينيها الآسرة.
-متعيطيش، مدام وصلك للحالة دي يبقى ميستاهلش ضفرك، اللي أنتي عايزاه هيحصل، محدش يقدر يأذيكي وأنا موجود وبتنفس، ولو طلاقك منك ده اللي هيريحك أنا هبقى معاكي وموافقك على أي قرار هيريحك وهيخليكي مبسوطة.
ظل يربت على ظهرها حتى سكنت تمامًا بين يديه، متابعًا بعينيه زوجته التي جلست هي الآخرى بعيدًا عنهم تتابعهم تشعر بالحزن عليها لا تدري ما الصحيح، ولكن ما تدركه أن انفصالها عن زوجها هو آخر شيء قد تريده لابنتها، فلا توجد أم ترغب بأن تحصل ابنتها على لقب “مطلقة” وهي عروس جديدة لم يمر الكثير على زواجها وصغيرة بالعُمر.
ارتفع رنين المنزل فتبادل الزوجان النظرات وعلى الفور نهضت عبلة كي تفتح الباب.
فتحته لتجد أمامها ياسين…
ياسين الذي لم يبدي لها أي احترام، وتخطاها مقتحمًا المنزل وهو ينادي باسم زوجته بغصب شديد:
-ريهــــــــــــام.
خرجت من أحضان والدها في ذات اللحظة الذي اقتحم بها حجرة الصالون.
لم يتمهل والتهم المسافة التي تفصله عنها بسرعة البرق، ينوي الإمساك بها وتعنيفها.
وقبل أن يفعل وينفذ ما نوى كان والدها يمنعه كحامي الحمى.
يدفعه بعيدًا عن ابنته وهو يصرخ عليه:
-أنت مجنون ولا إيه؟؟ هتمد إيدك عليها.
صرخ بصوت عالي مزمجر بهم:
-ده أنا مش همد أيدي بس ده أنا هكسر رجلها اللي خرجت بيها من البيت من غير إستئذان، أنتي إزاي يا هانم تخرجي من البيت وأنا نايم ومن غير أذني، أنتي أكيد اتجننتي.
-لا عاش ولا كان اللي يمد أيده على بنتي ولا يغلط فيها طول ما فيا نفس، والمجنون اللي بحق وملقاش حد يقوله المفروض يعامل مراته إزاي هو أنت، وكلامك يبقى معايا أنت سامع.
سخر ياسين وقال بغضب أعمى:
-لا مش سامع، بنتك تبقى مراتي، وكلامي معاها هي.
تخطاه ومسك بذراعيها، متمتم بإصرار وهو يضغط بكامل قوته على يديها الذي مسك بها:
-امشي قدامي لينا بيت نتكلم فيه.
دفعته محاوله تحرير نفسها من قبضته في ذات الوقت الذي تدخل والدها و والدتها يقفان له معًا ضده.
دفعه والدها بعيدًا عنها وهو يردد بغضب لم يقل شيء عنه:
-أنت إزاي بالأخلاق دي، أنا إزاي اديتك بنتي.
جن جنون ياسين..
مجرد التفكير بأنه خسرها وفقدها يجعله يكاد يفقد عقله وصوابه، متمتم:
-محدش يدخل دي مراتي وأنا جوزها.
خرج صوتها تصرخ عليه أمامهم:
-مبقتش مراتك من اللحظة دي، أنا خلاص مش عايزة أكمل معاك، أنا عايزة أطلق.
-لما تشوفي حلمة ودنك، في المشمش، أنتي سامعة، أنا مبطلقش..
رد عليها دون تفكير وبذات الطريقة الجنونية، فلم تتردد بالرد عليه بتلك الكلمات التي فاقمت وضعه سوءًا:
-يبقى هخلعك يا ياسين.
اغمض عينيه يحاول التحلي بالصبر والهدوء وعدم ارتكاب جناية أو جريمة، أخذ نفسًا طويلًا ثم زفره.
فتح عينيه وابتسم بسمة صفراء مليئة بالتحدي متحدثًا من بين أسنانه:
-بتحلمي، ومش هتخلصي مني بالسهولة اللي أنتي فكراها دي، أنا هسيبك كام يوم تكوني عقلتي وفكرتي عدل.
أنهى حديثه دون منحها فرصة للحديث، مغادرًا المنزل بأكمله مغلقًا الباب خلفه بقوة شديدة تعبر عن مدى حنقه وسخطه.
~~~~♡♡♡♡~~~~
في منزل وسام وزهر، أصرت زهر على مشاهدة إحدى الأفلام في هذا الوقت الباكر من اليوم وبالطبع وافقها وسام، لم يرفض لها طلبًا، وبالأخير وقع اختيار الاثنان على فيلم ما بعد وقت طويل من البحث والحيرة، أغلق وسام الضوء، وأخيرًا قاما بتشغيله، وجلسا على الأريكة واضعين أحد الأغطية عليهم لشعور زهر بالبرودة، أما على الطاولة من أمامهم فكانت تعم بالكثير من التسالي والمشروبات وبعض المخبوزات التي تفضلها زهر.
بدأ الفيلم ومر بعض الوقت بسلام قبل أن تظهر إحدى الشخصيات.
والذي ما أن ظهر برفقة بعض الفتيات حتى اتسعت عين زهر وعلى الفور طالعت وسام وهى تردد:
-الحق الممثل ده شبهك!!! ليكون أنت؟؟ وسام أنت بتمثل برة من ورايا وبتحضن في البنات ده أنا هطلع عينك.
طالعها وسام بطرف عينيه فلم يغيب عنه ذلك الشبه التي تتحدث عن زوجته بينه وبين أحد شخصيات الفيلم، فأجابها وهو يرفع يديه يربت على ظهرها وعينيه تعود لمتابعة الفيلم:
-اتفرجي يا زهر اتفرجي الله يهديكي.
تركت الفيلم وسألته بشك:
-ربنا يهدينا كلنا إن شاء الله، بس رد عليا أنت ده صح، قر، اعترف، صدقني مش هعملك حاجة لو صارحتني وقولت أنه أنت ده.
-يا حبيبتي أنتي تعبانة في دماغك هو أنا عندي وقت وبعدين هو مش شبهي للدرجة دي فيه اختلافات كتيرة، اتفرجي ربنا يهديكي بطلي هبل.
انتشلت إحدى التسالي من على الطاولة أمامها بتذمر طفولي، والتزمت الصمت وهي تارة تبصره وتارة أخرى تبصر الممثل، وبعد ثلاث دقائق صاحت مسببه فزعه:
-لا بقى ما أنا ما تخدش على قفايا أنا بنت جابر برضو على سنح ورمح يعني القطها وافهمها وهي طايرة ما ابقاش قاعدة كدة وأنت برة خاربها وبتمثل ومقضيها مع البنات.
أوقف وسام الفيلم ثم نزع الغطاء عنه وهو يردد بانفعال بسيط:
-في إيه يا زهر في إيه يا حبيبتي، مش أنا والله العظيم ما أنا، ابقى شوفي اسمه في نهاية الفيلم هتعرفي أنه مش أنا.
وضعت في فمها إحدى المقرمشات وهي تجيبه بتذمر طفولي:
-وأنا لسة هستنى لنهاية الفيلم، بقولك إيه اقفل الفيلم ده اتقفلت منه مش مستحمله أشوفك مع بنات تانية.
هنا وانتبهت لعدد الفتيات اللواتي يرافقن الممثل فقالت:
-شوف يا قادر يعني حتى مش طالع مع بنت ولا واحدة لا دول بنات كتير آه يا أبو عين زايغة ميملهاش غير التراب.
ضرب وسام كف بالاخر، قائلًا:
-يارب صبرني اقولها مش أنا مصممة برضو أنه أنا.
تلك المرة ردت عليه بكلمات يتغلغلها بعض المزاح:
-اصدقك واكدب عينيا يعني.
-زهر اطلعي من الشويتين دول الفيلم مش عجبك ومش عايزة تكمليه بس أقولك الفيلم اللي عملتيه دلوقتي مسلي أكتر.
حاولت إخفاء بسمتها وهى تجيب عليه:
-أنا مبعملش أفلام أنت اللي بتعمل، إيه ده رايح فين، خد يا وسام خلاص حقك عليا هسكت خالص تعالى، هنشغل فيلم غيره.
طرحت حديثها الأخير نتيجة لرؤيتها لذهابه واختفائه داخل الغرفة، زمت شفتيها ثم نهضت هي الآخرى وما أن دخلت حتى وجدته واضعًا لحقيبة فوق الفراش ويلملم بعض أشياء له
تبخرت بسمتها وعبس وجهها وهي تستفسر منه عما يفعل:
-أنت بتعمل إيه؟؟ هتسيبلي البيت يا وسام؟!!!
طالعها وسام ثم ترك ما يفعل واقترب منها وهو يضع يديه على كتفيها قائلًا:
-آه هسيب البيت يا زهر.
صُدمت لم تتوقع هذا الرد، لم تنتظر تأكيده لحديثه بل انتظرت النفي….
وقبل أن تنطق وتجيب عليه كان يضيف على حديثه:
-بس مش لوحدي أنا وأنتي هنسيب البيت وهنسافر بالعربية………….
انطلقت صرخة سعادة وفرحة فـ طالما أرادت السفر طويلًا بالسيارة برفقته وبمثل هذا الجو الذي يتسلله برودة بسيطة.
-بتهزر هنسافر بالعربية بجد.
هز رأسه يؤكد لها:
-مش بهزر أنا ضبط كل حاجة وكنت عاملك مفاجأة وناوي اقولك بعد الفيلم بس أنتي استعجلتي المفاجأة يلا استعدي……….
~~~~♡♡♡♡~~~~
-إيه يا يوسف أنت هتفضل نايم كدة ولا إيه؟؟ قوم يلا عشان نأكل سوا أنا وقُصي هننزل نجيب أكل ونطلع يلا قوم يا بن عمي وفوق كدة عقبال ما نطلع متزعلنيش منك والله ازعل وامشي من هنا ومتشوفش وشي تاني.
كانت تلك كلمات “آسر” المعترض والمحتج والغاضب كذلك من حالة يوسف ورفضه النهوض وفعل أي شيء.
رد يوسف عليه وهو يتقلب على الأريكة ويوليه ظهره:
-أمشي مش ماسك فيك وخد الكل معاك بالمرة.
زيف آسر صدمته وردد كلمات يوسف بطريقة مسرحية يرغب في مساعدته وإخراجه من تلك الحالة:
-أمشي، هان عليك تقولها يا يوسف!!! دي آخر حاجة كنت اتخيلها تطلع منك.
جاء أحمد على أصواتهم وهو يردد:
-حد عايز حاجة من تحت؟؟
رد عليه آسر ببساطة:
-أنا نازل أنا وقُصي نجيب أكل عايز إيه من تحت نجيبهولك معانا.
-طب ما ننزل سوا.
جاء رد قُصي وهو يدفع جسده على المقعد:
-لا خلاص انزلوا أنتوا بقى أنا مكنتش قادر بصراحة.
وافق أحمد وقال:
-طب يلا يا آسر أنا جاهز.
في ذات الوقت بالخارج عادت رضا من مدرستها وهي في حالة من الفوضي بعدما تشاجرت مع إحدى زميلاتها بالصف وانتهى الأمر بجذب بعضهما لبعض من رأسهما.
وقبل أن تصل أمام شقتهم، وقعت عينيها على باب المنزل المقابل والذي فُتح وخرج منه أحمد.
ابتسمت وسارعت بالأقتراب منه تلقي التحية عليه:
-مستر حمادة، عامل إيه.
انخفض أحمد لمستواها يجيب عليها بابتسامة:
-أنا الحمدلله أنتي عاملة إيه يا رضا.
سكنت وأتخذت الصمت رفيقًا لها وهي تبصر ما يتواجد خلف أحمد والذي جعلها لا تستمع إليه.
اندهش أحمد من سكونها وعدم إيجابها على سؤاله:
-مبترديش ليه بتبصي على إيه.
طالع خلفه ليرى ما الذي يجذب أنظارها وجعلها لا تجيبه فلم يكن سوى “آســـــر”.
الذي خرج من المنزل وهو يهندم ملابسه ويغلق الباب وهو يرتدي نظارته الشمسية.
عاد يبصر رضا قائلًا بنفاذ صبر:
-يا رضا بكلمك!!!
تلك المرة تحركت وتخطته و وقفت أمام آسر الذي ابتسم لها وقال:
-إزيك يا حلوة.
سعدت من ذلك الإطراء الذي خرج منه، فسارعت بالرد عليه بطريقة هادئة مهذبة يراها أحمد للمرة الأولى:
-الحمدلله، أنا رضا، وحضرتك؟؟
-وأنا آسر يا ستي.
تحرك أحمد و وقف بجوار آسر وهو يحدثها من جديد ساخرًا مما يحدث وكيف أعجبت الصغيرة بـ آسر:
-وأنا مستر أحمد.
من جديد تجاهلته كأنه لا يتحدث أو لايتواجد بالمرة، مجيبة على آسر:
-هو حضرتك قاعد هنا مع الساكن الجديد ولا إيه؟
وقبل أن يجيبها آسر صرخ أحمد يحدثها:
-أنتي يا بنتي أنا هنا وبكلمك أنا شفاف مش متشاف ولا إيه؟؟
ثم صوب حديثه لـ آسر يهمس له:
-يخربيتك أنت مش عاتق لا كبيرة ولا صغيرة نفسي اعرف شايفين فيك إيه، إيه اللي فيك مش فيا!!
هنا وطالع رضا وانتبه لخصلاتها الغير مهندمة وكأنها كانت في عراك ما.
فسألها دون تردد:
-أنتي منكوشة كدة ليه؟؟ أنتي ضاربة ولا مضروبة أخبريني؟؟
هنا وأخيرًا منحته رضا اهتمامها وسألته وهي تمسد على خصلاتها التي تناست أمرها أو لم تكن تهتم بالأساس بهم إذا صح القول:
-منكوشة!! ولسة فاكر تقولي دلوقتي مقولتش من بدري ليه؟؟؟
اندفعت ركضًا من مكانها وهي تخرج مفتاح المنزل وتقوم بفتحه.
دخلت وقبل أن تغلق الباب طلت برأسها وأشارت بيديها لـ آسر الذي كان يتابعها هو وأحمد متمتمة:
-سلام يا آسر لنا لقاء آخر قريب إن شاء الله.
~~~~♡♡♡♡~~~~
تغيب “محمد” اليوم عن العمل لم يأتي في موعده الذي يأتي به يوميًا عدا يوم أجازته، مما جعل “إسلام” مشغولة البال به..
تدري سبب غيابه فـ بعد فعلتها وحديثها مع جهاد أمامه تبدل كليًا.
حاولت الإتصال عليه والإيصال له ولكنه لم يجيب.
وبعد مرور ما يقارب الخمس ساعات رن هاتفها وعندما نظرت به وجدته هو المتصل.
وبلهفة أخذت هاتفها وتركت العمل وابتعدت عن برق وجهاد بل الجميع وردت عليه تنهره:
-هو أنت فين ومجتش ليه أنت بتهرج؟؟ مشوفتش اتصلت عليك كام مرة ولما أنت مش عايز تيجي النهاردة مقولتش من امبارح ليه، ولا لتكون تعبان، أنت تعبان؟؟؟
أطرق رأسه وهو يستمع لصوتها، ملتقطًا تلك اللهفة والخوف بنبرتها..
لم يقاطعها تركها تقول كل ما لديها وبعدما انتهت تمامًا قال يطمئنها:
-لا مش تعبان أنا بخير اطمني، أنا بس هطلب منك طلب واتمنى توافقي.
وعلى الفور ردت عليه:
-طلب إيه؟؟
-لازم اشوفك واتكلم معاكي، ممكن نتقابل في أي مكان تختاريه ضروري يا إسلام.
على الطرف الآخر هبط صابر من المنزل وأحمد خلفه يلاحقه.
اقترب من سيارته وقبل أن يصعدها ابصر أحمد الذي كاد يصعد هو الآخر بالمقعد المجاور له قائلًا:
-هو أنت رايح فين؟؟
-رايح مكان ما أنت رايح أكيد.
وأثناء حديثهم وبالصدفة وقعت عين جهاد عليهم.
فـ جاء دورها في ترك العمل هي الآخرى تاركة برق تعمل بمفردها مفارقة المطعم مقتربة من صابر قائلة ما خطر على بالها بدون تفكير فقط تريد فتح حديث معه فقد جاء أخيرًا وتراه وجهًا لوجه:
-جرا إيه يا اسمك إيه في إيــــــــــــه……………
««يتبع»»……….
فاطمة محمد.
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.