رواية الحب كما ينبغي – الفصل السادس عشر
الفصل السادس عشر
الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل السادس عشر :
لم يتمهل “صابر” لسماع المزيد من الفتاة التي تتلاعب معه و تطلب منه تخمين أسمها.
بل وسارع بإغلاق المكالمة دون التفوه بحرف مقررًا إنهاء تلك المهزلة كما أطلق عليها واضعًا الهاتف أمامه عائدًا ببصره و تركيزه مع كتابه منهمكًا بقراءته.
في ذات الوقت كانت أعين “جهاد” قد اتسعت على آخرها صدمة، محملقة بالهاتف لا تصدق وقاحته وغلقه في وجهها.
لحظات وكانت صدمتها تتبخر ملتقطة نفسًا طويلًا مقررة الإتصال به من جديد.
صدح رنين هاتفه مجددًا معلنًا عن اتصال من ذات الرقم مرة أخرى.
ترك الكتاب و مسك بالهاتف مجيبًا بنفاذ صبر:
-وبعدين بقى إيه التهريج ده، انا مش فاضي للعب العيال ده يا تقولي أنتِ مين وعايزة ايه، يا متتصليش تاني احسنلك.
وصل إليه صوتها قائلة بتخمين:
-يعني ايه احسنلي ؟؟ يعني مثلا لو اتصلت تاني هتضربني مثلا ولا هتعلقلي حبل المشنقة، مالك يا صابر معندكش صبر ليه، ده حتى الواحد بيبقاله نصيب من إسمه.”
والآن أدرك أنها لم تخطئ بالرقم بل تقصده هو، مما جعلها تنجح في إشغال عقله وصب كاف تركيزه معها، قاطبًا حاجبيه متمتم بترقب:
-أنتِ مين و تعرفيني منين، و الاهم من ده كله عايزة مني إيه ؟؟”
-إيه يا عم، واحدة واحدة عليا، هو انا مخي دفتر هيسجل وراك كل الاسئلة دي ما براحة، اديني اهو مش فاكرة غير اخر سؤال و هجاوبك عليه وهقولك اني مش عايزة منك اي حاجة، انا بس حبيت اطمن عليك وخلاص اطمنت عليك و عرفت إنك زي الفل، سلام عليكم يا سي صابر.
تلك المرة أغلقت هي في وجهه متعمدة فعل هذا، مخمنة بأنها ستثير اعصابه و تجعله في قمة الغضب.
و كان لها ما أرادت فعقب إغلاقها في وجهه انزل الهاتف محملقًا به بأعين ينبعث منها نيران الغضب.
و سؤالين فقط يترددان بذهنه.
“من هي ”
و” من أين جاءت بتلك الجراءة والشجاعة كي تغلق في وجهه قبل أن ينهي حديثه ويقرر هو إنهاء المكالمة.”
~~~~♡♡♡♡~~~~
يدور حول نفسه ومن حين لآخر يقترب من باب المنزل و ينظر من العين السحرية متابعًا و مترقبًا لاي صوت يصدر من الخارج، متلهفًا لرؤيتها وفتح اي حديث معها فـ تلك الفرصة ينتظرها منذ وقت طويل.
فحتى الآن لم تغادر المطعم و تصعد المنزل، وها هو بانتظارها على احر من الجمر، فشعور بأنه لم يعد لديه صبر أكثر بدأ يسيطر عليه مما جعله يتحدث مع نفسه و يحثها على الإنتظار.
فـ مخططه مع أبناء أعمامه قد نجح و الآن بات يقبع بالمنزل المقابل لمنزلها.
إذن مر الكثير و لم يتبقى سوى القليل..
هنا واستمع لأصوات تأتي من الخارج فسارع بالنظر و على الفور تهللت اساريره، وسارع بفتح الباب في ذات الوقت التي وصلت به هي مع أختها “إسلام” التي ضغطت على رنين المنزل كي يفتح لهما أحد.
ومع فتحه لباب المنزل وخروجه من المنزل تعمد إغلاقه بقوة و حدوث جلبه كي يلفت أنظارها إليه.
وبالفعل ألتفت له سريعًا تطالعه بعينيها الواسعة الذي لم يسبق له أن رأي في جمالها.
ابتلع ريقه وكبح بسمة واسعة رغب في منحها لها، مستعينًا بتكشير أنيابه ملقيًا عليهم التحية وهو يتحرك ويهبط على الدرجات بسرعة ملتهمًا إياهم في ثواني.
“سلام عليكم”.
اكتفى بتلك الكلمتان فقط و تركها خلفه تنظر في أثره، و صوته يتردد صداه بأذنيها، متسببًا في تسارع خفقات قلبها المسكين.
~~~~♡♡♡♡~~~~
-يلا يا ريري بتعملي إيه كل ده، انا خللت يا حبيبتي، ده مكنوش حبة فشار اللي بتعمليهم واتنين هوت شوكلت.
ردد “ياسين” صديق وسام والذي ورث عن والده سلسلة متاجر شهيرة مخصصة للملابس ويديرها منذ وفاة والده والذي مات من سنوات كثيرة، كلماته بصوت عالي مناديًا على زوجته ريهام والذي تزوجها حديثًا وتبلغ من العُمر ثلاثة وعشرون عام حيث كانت تقبع داخل المطبخ منذ وقت ليس بالقليل.
جاءه الرد وهي تخرج من المطبخ وتتقدم منه حاملة بين يديها صحن كبير يحوى على ذرة الفشار، قائلة:
-خلاص جيت اهو، مكنوش نص ساعة يا ياسين اللي قعدتهم في المطبخ وبعدين مفيش هوت شوكلت كفاية دلوقتي الفشار و شوية و نبقى نعمل الهوت شوكلت.
-يا شيخة طب خلاص اقعديلك نص ساعة كمان و تبقى اول واحدة قعدت ساعة تعمل في شوية فشار.
تبسم وجهه وهي يجيب عليها مازحًا معها، في ذات الوقت جالت عينيه عليها متأملًا خصلاتها السوداء الطويلة الكثيفة والناعمة في آن واحد فقد كانت خصلاتها تتعدي ظهرها، فلم يرى في جمال خصلاتها وكم أخبرها كثيرًا بأنه عاشقًا لهم مهيمًا بهم، رافضًا أن تقوم بقصهم أو بتقصيرهم.
انتبهت لنظراته بعدما جلست بجواره على الأريكة و وضعت الصحن على قدمه، قائلة بنبرة محبه دافئة:
-والله فكرة بس المرة الجاية، شغلنا الفيلم بقى.
وبالفعل قام بتشغيل إحدى الأفلام التي تتسم بالحركة والأكشن، وقامت هي بوضع رأسها على كتفه.
وأثناء مشاهدتهم وصل إليه رسالة.
مد يديه و التقط هاتفه عن الطاولة من أمامه وفتح “الواتس اب ” فوجده وسام، والذي يؤكد عليه موعد زفافه.
رد عليه و كتب له رسالة تؤكد حضوره هو و زوجته.
في تلك الأثناء و دون أن تزيح “ريهام” عينيها عن شاشة التلفاز سألته:
-مين يا ياسين اللي بعتلك.
رد عليها وهو يعيد الهاتف لمحله:
-ده وسام بيأكد عليا ميعاد الفرح وبيقولي أنه لو مجناش هيزعل.
-اها
ردت بتلك الكلمة، وفي ذات الوقت اعلن هاتفه عن رسالة جديدة مرة أخرى.
اخذه مرة اخرى وتفحص الرسالة.
هنا و قام بغلق الهاتف وسحب جسده ونهض من جلسته وهو يخبرها.
-معلش يا حبيبتي وسام بعتلي تاني وقالي أنه محتاجني معاه ف كام مشوار لزوم الفرح.
ارتسم الحزن على وجهها وقالت بعفوية:
-وسام ايه دلوقتي يا ياسين أنت وعدتني انك مش هتخرج انهاردة وهنقضي اليوم مع بعض.”
مال عليها وقبلها على وجنتيها وهو يعتذر لها:
-معلش يا حبيبتي حقك عليا، بس وسام صاحبي و احتاجني أقوله لا يعني، وبعدين انتي عارفة الدنيا قبل الفرح بتبقى مدعبكه إزاي وبعدين لو موقفتش جمبه دلوقتي هعملها امتى، يلا انا هدخل اغير و هحاول متاخرش، ولو اتاخرت نامي أنتِ.
تنهدت ثم قالت بهدوء وهي تلتقط جهاز التحكم الخاص بالشاشة وتقوم بإغلاقها:
-لا طبعا هنام ازاي قبل ما ترجع، انا هستناك.
ظنت أنه قد استمع إليها لم تدري بأن كلماتها لم تصل إلى مسامعه.
~~~~♡♡♡♡~~~~
-يا ستار وانا اقول البيت من برة مضلم ليه اتاريك مشرف، بتعمل ايه هنا؟؟
-يعني ترحيب في منتهى قلة الرباية بصراحة، محسسني اني بايت في حضنكم كل يوم.
تلفظ “احمد” بتلك الكلمات معلقًا على ترحيب وسام الفظ بعدما هبط من سيارته التي صفها أمام المنزل وقد رآه يقف في انتظاره.
زفر وسام وقال وهو يستند بظهره على باب السيارة:
-انجز و قول اللي عندك.
التفت احمد حوله يتأكد من عدم وجود أحد، ثم مال عليه وهمس له بصوت خافض:
-عملت ايه في الموضوع إياه؟
-موضوع إيه فكرني.
-احييه انت بتسأل، هيكون موضوع ايه هو انا مكلمك انهاردة في عشرين موضوع مخلينك مش فاكر، ركز معايا ابوس يدك.
-أولًا أنت مش زهر عشان اركز معاك، ثانيًا اتفضل بوس.
هتف وسام الأخيرة وهو يرفع يديه أمام وجه أحمد والذي دفع يديه من أمامه و صاح مستنكرًا مزحه:
-يا عم مش وقت هزار انا بكلمك جد دلوقتي يا وسام، أخبرني ماذا فعلت في الموضوع إياه.
تلك المرة تخلى وسام عن المرح و المزاح و ربت على كتفيه وهو يخبره:
-كله تمام ولو كنت استنيت عليا شوية كان زماني بتصل عليك و بعرفك وبديك رقم الواد كمان.
هنا وتهللت اسارير احمد و قام باحتضان وسام وهو يقوم بشكره بحفاوة شديدة:
-تعيش يا جوز اختي، تعيش، نخدمك في الافراح إن شاء الله.
هنا وتبسم وجه وسام وقال مؤكدًا حدوث هذا:
-اه ما انت هتعمل كدة، اوعي تفتكر اني عملت كدة عشان حباب عنيك.
امتعضت قسمات وجه احمد وعلى الفور قام بالبصق بجانبه متمتم بخيبه أمل مزيفة:
-اسفوخس عليك، واد واطي.
ضاقت عين وسام و نظر بجانب عينيه نحو المكان الذي بصق عليه أحمد، والذي سرعان ما انتبهه لنظرات وسام فقال يخبره:
-وربنا ما فيه حاجة جت عليك، بعيد عنك ما تقلقش، قولي عايز ايه يا جوز أختي وانا عنيا الجوز ليك.
-جابر أبوك، و جدك مروان .
ارتفع حاجبي احمد وسأله مترقبًا للقادم:
-مالهم؟!
وببسمة جانبية أجابه وسام:
هقولك.
~~~~♡♡♡♡~~~~
تقف “يارا” أمام النافذة الصغيرة المتواجدة داخل غرفتها، تقضم أظافر يدها اليسرى، و تكز على أسنانها، و الغضب و الغل واضحان بعينيها.
وبيدها اليمنى تمسك بهاتفها التي تضعه على أذنيها تتحدث مع همسة تخبرها بالآتي:
-مفيش فايدة، برضو مش عايز يتكلم معايا، حتى الاكونت الفيك اللي عملناه انا وأنتِ انهاردة وبعتناله منه رساله، اول ما فتح وشافها وعرف منها أنه أنا مصعبتش عليه و راح مبلكني.
ردت همسة بطريقة ساخرة:
-يعني هو هيجيبوا من برة اهو نفس اللي قصي عمله معايا، بقولك ايه يا يارا فكك منه و سبيه يغور في داهية.
ردت بنبرة شرسة ترفض تركه:
-لا مش هسيبه و غصب عنه هيرد و هيتكلم معايا، على الاقل يقولي عملتله ايه عشان يبلكني ويخليني مش عارفة أوصله، ليه افضل يومين من ساعة ما عمل العملة المهببه دي الف و ادور حولين نفسي بحاول أوصله، هو فاكرني لعبه اول ما يزهق منها يرميها، بيحلم، انا لازم أوصله بس ازاي مش عارفة، ده حتى لما كلمته من عندك وسمع صوتي وعرف أنه أنا راح مبلك رقمك أنتِ كمان.
هنا و قد لمعت عينيها قائلة:
-بت أنتِ مش كان معاكي خط تاني.
-أيوة بس التاني ده مبشحنهوش خالص حتى مستلفة رصيد من عليه.
-مش مهم هبقى اشحنه انا بكرة المهم أوصله.
زفرت همسة وقالت:
-وهتستفادي إيه ما اول ما هيسمع صوتك هيروح قافل ومبلكك برضو، يعني مش هنستفاد اي حاجة غير أن الرقم هيتبلك.
-معرفش انا حسة أن دماغي وقفة مش عارفة افكر صح، اقفلي دلوقتي خليني اعرف أفكر.
وبالفعل أغلقت معها و بدأت بالتفكير فيما عليها فعله.
~~~~♡♡♡♡~~~~
-اعمل إيه ياربي، اعمل ايه، اجبله الفلوس منين، لو متصرفتش هتفضح وابويا مش هيسمي عليا، يارب، يارب مش عارفة اعمل إيه.
نطقت “ضياء” كلماتها وهي تدور بحجرتها، وشعور بالعجز وقلة الحيلة يسيطر عليها.
لا تدري ما يتوجب فعله، و كيف ينتهي هذا الكابوس و يذهب هذا البغيض من حياتها كأنه لم يكن.
مسحت على وجهها، ثم على عينيها تكبح دموعها التي ترغب بالهطول على وجنتيها، مشجعه ذاتها على التماسك والتحلي بالقوة:
-متعيطيش دلوقتي، مش وقت عياطك، فكري هنعمل ايه وهنتصرف ونجيب الفلوس قبل بكرة إزاي.
هنا و دخلت “روضة” الحجرة مطالعة تلك التي تدور ويبدو على وجهها الشحوب وكأن هناك شيء حدث معها.
لاح القلق على قسمات “روضة” و دنت من أختها تستفسر منها:
“في ايه مالك ؟؟؟ أنتِ كويسة، شكلك تعبان.”
شعرت ضياء بالحيرة هل تخبرها بما يحدث معها و كيف يتم ابتزازها، أم تلتزم بالصمت وتحل أمورها و شئونها بنفسها.
حسمت أمرها وقررت تولي زمام الأمور بنفسها وقالت:
-انا كويسة متخافيش عليا، انا بس زعلانه عارفة هدير صاحبتنا شوفتها انهاردة وكانت بتعيط و قعدت تقولي أنها مزنوقة في 500 جنيه ومعهاش وعايزاهم ضروري عندها ظروف في البيت وحالتها كانت تصعب على الكافر، ما أنتِ عارفة.
تمكن الأسف من روضة وقالت وهي تتحرك نحو الخزانة.
-يا ستي لو على الفلوس محلولة، انا معايا بكرة نبقى نعدي عليها قبل الدرس ندهوملها.
-لا، مينفعش.
ردت عليها بخوف سرعان ما حاولت إخفائه.
عقدت روضة حاجبيها وسألتها وهي تخرج نقودها التي ادخرتها وتقوم بأخذ المبلغ:
-هو ايه اللي مينفعش؟؟
-اصل هي قالتلي معرفش حد خالص، ولو عرفت اني قولتلك وان الفلوس منك هتزعل مني اوي وممكن تتحسس ومترضاش تاخدهم.
مدت يدها لها قائلة ببساطة:
-خلاص مش مهم المهم تاخدهم انا عارفة أن هدير اصلا حساسة جدًا.
وبحركة مباغته قامت ضياء بضم أختها بقوة وهي تشكرها:
-شكرا يا روضة، شكرًا..شكرًا.
-على ايه يا هبلة أنتِ، انا بحب هدير جدا و بعتبرها زيكم بضبط ومدام بأيدي اساعدها اكيد مش هتأخر.
~~~~♡♡♡♡~~~~
داخل غرفة “زهر” والتي شفيت قدميها تمامًا، فـ الكسر التي كانت تتحدث عنه هي ومن حولها على انه كسر ليس كسرًا بالحقيقة ولكنه كان شرخ فـ العديد لا يهتمون بالمسميات الحقيقية بل يطلقون مسميات شهيرة غير مفرقين بين الاثنان، ولذلك وبعد شفاء قدميها قام وسام بالتعجل لاقامه حفل الزفاف والزواج بها بعد صبر طويل، وها هي أمنيته وحلمه يتحققان ولم يعد هناك الكثير لتكون معه تحت سقف واحد.
وها هي تقف أمام مرآة طويلة، تنظر لنفسها و الابتسامة تتشكل على محياها فقد خسرت القليل من وزنها أخيرًا ونجحت في هذا، فقد قررت تناول الاكلات الصحية والابتعاد عن الوجبات السريعة، والتوقف عن تناول السكريات و المشوربات الغازية و استبدلتهم بالكثير من الخضروات والفاكهه وشرب الكثير من الماء على مدار اليوم والتوقف عن تناول اي شيء في وقت متأخر، وقد نجحت في الوصول لما تريده فلما لا تبتسم فرغم انها خسرت القليل ولكنه ارضاها وناسبها كثيرًا.
ربما خسارتها لبعض الوزن جعلتها تكتسب بعض الثقة لارتداء فستانها الأبيض والسير بجوار زوجها الوسيم للغاية صاحب الجسد الرياضي.
والذي لم تنسى دوره في الفترة الماضية و كيف كان يشجعها على الإستمرار فلولاه لكانت خربت نظامها و بدلًا من خسارة الوزن كانت ستزيد في الوزن.
رن هاتفها فـ ازدادت ابتسامتها اتساعًا مدركة أنه هو.
تحركت والتقطته و أجابت عليه:
-حبيبي.
– ده أنتِ اللي حبيبتي، قوليلي زهرتي بتعمل ايه.
-عايزة انام بس مرضتش اعملها واغدر بيك غير لما تروح و تكلمني.
رد عليها مازحًا معها:
– يا شيخة يعني أنتِ مستنياني علشان تقوليلي أنك هتسبيني و هتنامي، ماشي يا ستي روحي نامي.
أجابت بطريقة مشاكسة يعشقها كثيرًا:
-لا متفتكرش انك كدة هتصعب عليا و هبطل انام، ده انا عايزة انام من بدري جدًا و ماسكة نفسي بالعافية، فـ اتفضل بقى سبني أنام.
-عيوني كدة كدة انا كمان هنام هلكان و جعان نوم، يلا تصبحي على خير.
-وأنت من أهله يا حبيبي.
~~~~♡♡♡♡~~~~
منذ ساعات وهي تنتظره، تهاتفه ولا يجيب تنظر من حين لآخر على ساعة الحائط، مندهشة وقلقه من تأخره الشديد، فقد أخبرها أن تخلد للنوم إذا تأخر و لكنها إجابته بأنها لن تفعل حتى يأتي.
هل تعشقه ؟؟؟
لا فقد تخطي ما تشعر به نحوه مرحلة العشق، مشاعرها نحوه لا يمكن شرحها أو وصفها.
تحبه أكثر من نفسها.
لم تتوقف عن الاتصال به، وهو لم يجيب مع كل تلك المحاولات.
بل اكتفى بارسال رسالة يخبرها أنه لا يزال يجلس مع وسام و لا يستطيع الايجاب عليها، مطمئنا إياها عليه.
تنفست الصعداء و لم تدخل لغرفتهم بل قصدت الاريكة وقررت انتظاره وبالفعل ظلت تنتظره تشاهد التلفاز تارة و تمسك بالهاتف تارة أخرى.
و رغمًا عنها تمكن منها النوم و ذهبت في سبات عميق وكان آخر ما تراه هو ساعة الحائط القابعة أمامها فقد باتت الساعة الرابعة والنصف صباحًا وهو لم يأتي بعد.
وفي تمام السادسة صباحًا، فتح باب المنزل ودخل بحذر مغلقًا الباب خلفه بهدوء شديد.
ثم تابع سيره وبتلك الأثناء وقع بصره عليها وهي تغط في نوم عميق.
تنهد براحة لنومها وقرر عدم ايقاظها او نقلها لداخل غرفتهم خوفًا من استيقاظها ومعرفتها بالوقت الذي جاء به.
دخل الغرفة واغلق الباب بهدوء ثم أبدل ملابسه و دفع جسده على الفراش، ثوانِ فقط وكان يذهب هو الآخر في سبات عميق لم يفوق منه إلا على تلك الكلمات:
-ياسين، ياسين، صباح الخير.
فتح عين واحدة وهو يرغب في عدم الاستيقاظ و اكمال نومه، مجيبًا عليها وهو يتقلب لينام على جانبه:
-صباح النور يا حبيبي.
ابتسمت من كلمته الأخيرة “حبيبي” فسألته:
-أنت هتنام تاني ولا ايه، قوم يلا وقولي جيت امتى امبارح.
-جيت على الساعة تلاته لقيتك نايمة، فمرضتش اقلقك و سبتك نايمة.
تبخرت بسماها التي كانت تزين وجهها فـ آخر شيء تتذكره أنها كانت تحملق في الساعة و حتى الرابعة والنصف فجرًا لم يكن جاء بعد.
والآن يخبرها بأنه قد جاء في الثالثة؟!!!
كيف يحدث هذا.
ابتلعت ريقها وهزت رأسها تنفض اي أفكار قد تعكر صفو حياتهم.
مخبره نفسها أنه يعشقها ولا يجوز أن تشك به.
فهو لا يستحق هذا منها.
“أكيد انا شوفت غلط بسبب النوم اللي كان كابس عليا اكيد كان متهيألي وشوفت الوقت غلط، ياسين مبيكدبش عليا وهيكدب عليا ليه اصلا، اللي بيكدب بيبقى مخبي حاجة او بيعمل حاجة غلط، وهو مستحيل يكون بيعمل ده أو ده. ”
لم تشكك بحديثه وشككت بما رأته عينيها فهي لتلك الدرجة تعشقه.
عادت تبتسم من جديد بسمة مشرقة وقالت:
-طب يلا فوق عقبال ما حضرلك الفطار.
كز على اسنانه من إصرارها وسألها:
-هي الساعة كام.
ردت وهي ترحل من الغرفة كي تحضر الفطور له:
الساعة تمانية يا روحي.
بعد رحيلها فتح عينيه وهتف بتذمر:
-ايه القرف ده الواحد ملحقش ينام مش فاهم انا ايه اللي بيصحيها بدري، وبعدين بتصحيني ليه أنا كمان حاجة تقرف بجد.
~~~~♡♡♡♡~~~~
يجلس “صابر” خلف مقود سيارته، ذاهبًا إلى عمله.
مزاجه متعكر، ويتضح عليه هذا من تلك التقطيبة التي تحتل جبينه، و وجهه الخالي من اي تعابير.
قطع هذا الصمت الذي يسيطر على الأجواء رنين هاتفه الذي ارتفع.
مد يديه والتقط الهاتف ليجده ذات الرقم الذي قام بالاتصال به أمس.
وبدون اي تفكير كان يجيب عليها وقبل أن ينطق بأي حرف كانت هي تسبقه قائلة:
-لا ريلي، ريلي انا مصدومة، كنت متوقعة اني هاجي اتصل عليك الاقيك عاملي بلوك بس خالفت كل توقعاتي، وكويس أنك معملتش ده عارف ليه؟
وقبل أن تمنحه فرصة للرد عليها تابعت:
-علشان لو كنت عملتلي بلوك كنت هتصرف واكلمك من رقم تاني، بلكت الرقم التاني هكلمك من رقم تالت وهكذا إلى ما لا نهاية، فـ أنت بكدة وفرت عليا وعليك.
وأخيرًا صمتت والعجيب بالأمر أنه لم يغلق بل كان ينصت إليها وإلى كل حرف تنطق به.
أزالت الهاتف عن أذنيها تتأكد من أنه لم يغلق المكالمة و عندما تأكدت ابتسمت وإعادته إلى محله على أذنيها وقالت:
-والله خوفت تكون قفلت في وشي وأنا بكلم وانا مخدتش بالي وعمالة اكلم نفسي زي المجنونة، المهم صباح الخير يا صابر، عامل ايه دلوقتي يارب تكون بقيت احسن واهدا من امبارح.
-خلصتي رغي ؟؟؟
رد عليها بكلمتان فقط أمام كل ما تفوهت به وثرثرتها معه كان هذا جوابه.
أكدت له وقالت بترقب:
-اعتبرني خلصت، إيه هتقفل في وشي السكة ولا هتبلكني؟
رد ببرود وجمود مميت:
-مش هستفاد حاجة زي ما قولتي و هتقعدي تنطيلي زي القرد، انجزي و قولي أنتِ مين وعايزة مني ايه ومين اللي زقك عليا؟؟؟
استنكرت كلماته الأخيرة فـ عقبت عليهم:
-زققني عليك؟؟؟ هو أنت شغال في البوليس لمؤاخذه وبطارد عصابات هي اللي زقاني عليك، ولا يكونش أنت اللي شغال في المافيا و البوليس هو اللي زققني عليك، ايه زققني دي، ما تحسن ملافظك.
-يعني أنتِ سبتي القرد و مسكتي في زقك عليا، يا بنتي انجزي وقولي اللي عندك، أنا مببحبش الرغي الكتير، وبكره اللي بيرغوا ودمي بيفور لنفوخي.
-آه ما انا عارفة انك دمك بيفور زي البيتيفور، بقولك ايه جرب كدة لما يجي يفور تهدي عليه او تطفئ النار.
لم يجيب على مزحتها و تعقيبها السخيف للغاية، بل اكتفى بإغلاق المكالمة و إنهاء تلك المهزلة.
~~~~♡♡♡♡~~~~
-أنت فين يا جدع، بتصل عليك من بدري، كل ده نايم، ده انا شوية وكنت هطلعلك محمد يصحيك.
طرح “احمد” سؤاله على يوسف مستفهمًا عن سبب عدم ايجابه حتى الآن.
-نايم، طول الليل عمال اتقلب ومش عارف أنام منمتش غير وش الصبح معرفش مالي، هي الساعة بقت كام.
رد عليه أحمد بنبرة سريعة:
-الساعة داخلة على حداشر، والواد جايلك في الطريق يلا اجهز فاكر الخطة ولا هتسوحنا و هضيع نفسك.
-لا طبعا فاكر، بس مش هيجرى حاجة لو فكرتني تاني معلش.
-هو مش هيجرى حاجة فعلا انا و محمد بس هنتشل أو هنتجلط، المهم افتح ودانك كويس و أنصت إلى جيدًا.
بعد ساعة تقريبًا، هبط يوسف من البناية وخرج منها وهو يسير بتلك الطريقة الجديدة التي تعلمها وتدرب عليها كثيرًا كي يتقن الدور جيدًا.
وأثناء سيره التقطت عينيه الرجل والذي تواصل معه قبل نزوله وأخبره بما يرتدي من ملابس كي يستطيع تمييزه، تمتم في سره :
-يخربيتك يا أحمد ملقتش واحد اقصر و انحف من كدة بقى ده انا هضربه، ده انا مش هصدق اني عرفت اضربه ربنا يستر.
تبادل معه النظرات وتحركا معًا في ذات الوقت كل منهما يقترب من الاخر.
وصل الشاب جوار يوسف تمامًا فقد كان يوسف قصير القامة بالنسبة له يصل فقط إلى كتفيه وبدون أن يتوقف الشاب عن السير كان يدفعه متعمدًا بكتفيه.
توقف يوسف الذي اهتز جسده أثر ذلك الاصطدام و التفت برأسه ورفعها قليلا كي يبصره مصوبًا كلماته إليه:
-مش تفتح يا أعمى إيه ماشي لوحدك في الشارع ولا إيه.
توقف الشاب هو الآخر و استدار إليه وعقب بصوت عالي قاصدًا لفت الأنظار إليهم:
-طب ما تفتح أنت، مادام أنت حلو وبتشوف.
-وأنت ايه ظروفك قولي، ما هو لو أعمى نخليك تفتح، و لو نظرك ضعيف نلبسوك نضارة نظر.
جاء دور محمد كي ينفذ دوره بالمخطط فصاح يسألهم وهو يذهب للخارج:
-إيه الأصوات دي في حد بيتخانق ولا إيه.
نجح في جعلهم ينجذبون ويتساءلون عما يحدث و ما تلك الأصوات.
سارعت الفتيات عدا جهاد التي كانت تتواجد في ذاك الوقت في دورة المياه، في الوقوف على أعتاب المطعم و محمد أمامهم يتابع أداء ابن عمه.
اقترب الشاب من يوسف ورفع يديه وقام بلكزه بقوة في صدره جعلته يترنح قائلًا بخشونة متقنًا دور ببراعة:
-اتكل على الله، و اصطبح وقول يا صبح، متخلنيش اعورك.
قوة بنية الشاب كانت تفوق يوسف بمراحل ومن يرى تلك المشاجرة يعلم بأنها ستنتهي لصالح الشاب لا محال.
تماسك يوسف و سرق نظرة بعينيه تجاه محمد و الذي أشار له بعينه بأن يتابع، وبدون قصد منه وقع بصره عليها “برق” مما جعل حماسه يتفاقم ويسترسل تنفيذ الخطة.
خرج صوته عاليًا، مهددًا، مخيفًا:
-لا وانا عايزك تعورني.
وعلى حين غره كان يهجم على الشاب و الذي دفعه في بادئ الأمر كي لا يشك أحد في أمرهم.
وبعد محاولات في النيل منه والتغلب عليه، ادعى الشاب سقوطه وعدم قدرته على مواجهة يوسف مما جعله يتمادى و يبدأ بتسديد اللكمات للشاب.
ومن جديد جاء دور محمد و الذي سارع للفض بينهم ممسكًا بـ يوسف من خصره متمتم بصوت مرتفع كي يصل إلى برق:
-خلاص، ده انت قلبك أسود اوي، امسحها فيا انا.
رد يوسف عليه وهو يدفعه:
-عوق مبحبش، واللي يجي على سكتي يستحمل اذيتي.
وافق محمد على حديثه وهو يهز رأسه متابعًا مغادرة الشاب الذي نهض عن الأرض بعد أن أنهى تلك المسرحية:
-خلصانة يا زميلي، هقولهم حاضر يلا بقى اتكل وشوف كنت رايح فين، نهارك أبيض.
غادر يوسف بالفعل، وعاد محمد وهو يخبر للفتيات ببراءة لا تليق به:
-عربجي اوي، مش عارف الأشكال دي بتتحدف علينا من انهي داهية بس.
-في ايه؟؟؟ كنت سامعة حد بيتخانق مين كان بيتخانق؟
هكذا استفسرت جهاد بفضول وعينيها تبحث عن اصحاب الشجار.
ردت إسلام عليها مخيبة آمالها راضية لفضولها:
-ده الواد جارنا الجديد كانت بيتخانق مع واحد.
ارتفع حاجبي جهاد و قالت :
-تاني، يعني خناقتين في يومين شكله بتاع مشاكل اوي وعربجي اوي، وعلى الحال ده كدة مش هدخل الحمام بكرة و هستنى الخناقة الجديدة.
~~~~♡♡♡♡~~~~
-يلا بقى يا دودي، هفضل اتحايل عليكي كدة كتير، إيه هو الموضوع صعب اوي كدة.
ألقت “يارا” حديثها بطريقة متذمرة، مستنكرة رفض صديقتها مساعدتها، فقد طلبت منها الحضور باكرًا قبل موعد الدرس للتحدث معها في أمر عاجل، مما جعل ضياء تسبق روضة التي اعتادت على هذا الفعل الصادر منها كثيرًا خاصة في الفترة الأخيرة.
ابتلعت “ضياء” ريقها وهي تناظر اللاشيء أمامها فـ آخر شيء تريده هو رجوع لصديقتها لهذا الشاب اللعوب الذي حاول استدراجها سابقًا، راغبة في إنقاذها وابعادها عنه قدر المستطاع.
انتشلها صوت “همسة” تلك المرة من أفكارها قائلة بتذمر هي الأخرى مدافعة عن صديقتها المقربة:
-انا مش فهماكي بصراحة، هي يعني كل يوم بتطلب منك طلب، ما تنجزي يا ضياء.
دافعت تلك المرة عن نفسها وقالت:
-يا يارا افهميني انا حسة أنه مش بيحبك وبيلعب بيكي، هو لو كان بيحبك كان بعد عنك لحظة واحدة ؟؟ وبعدين احمدي ربنا انها جت منه وبعد عنك، بتحاولي ليه معاه تاني ما تسبيه يغور في ستين داهية.
اشتعلت عين “يارا” بالغضب وقالت بشراسة:
-داهية تشيلك أنتِ، انا اللي غلطانة والحق عليا علشان اعتبرتك صحبتي و افتكرتك هتقفي معايا لو كنت اعرف أنك هتعملي كدة كنت قطعت لساني قبل ما اطلب منك حاجة.
أنهت حديثها مندفعة من مكانها بخطوات متعجلة.
تمكن الندم والحزن من ضياء التي لم تدرك ما الذي يتوجب عليها فعله، وما زادها ندمًا هو نظرة همسة البغيضة لها قبل أن ترحل هي الأخرى وهي تنادي على يارا كي تتوقف.
توقفت بالفعل و الغضب يسيطر عليها كليًا قائلة بصوت عالي وهي تشير نحو ضياء:
-مش هقف و مش عايزة واحدة فيكم تيجي ورايا و قوليلها اني مش عايزة أعرفها تاني وخسارة العيش والملح.
هنا و لم تعد تتحمل و ركضت ضياء نحوها قائلة:
-يارا استني.
صرخت عليها من جديد لا تبالي بنظرات من حولهم:
-اخرسي مش طايقة اسمع صوتك.
شعرت همسة بأن ضياء على وشك الاستجابة لمطلب يارا فقالت تهدأها:
-يا يارا متقفشيش اوي كدة واهدي و
قاطعتها يارا متمتمة:
-لا مش ههدأ عارفة ليه علشان لما طلبت منك متاخرتيش عليا و لا سمعتيني محاضرة زي ما عملت الهانم ، بالعكس فكرتي معايا و فكرتي اني اكلم قصي بس انا مرضتش علشان الاتنين زي بعض و آسر كرر الحركة اللي قصي عملها معاكي، ف انا مش هستفاد اي حاجة و لا حتى هيكلف نفسه يساعدني، ما هو مش هيفضلني على صاحبه.
ابتلعت ريقها ثم تابعت على الفور:
-ده حتى مكان شغله روحتله عليه معرفتش اقابله ولا استفدت اي حاجة، بس ازاي لازم ست ضياء تعمل فيها أبلة الناظرة و تديني في نصايح و محاضرات لما اطلب منها مساعدة و انا اصلا مش حمل اسمع نصايح ومحاضرات انا عارفة مصلحتي كويس اوي.
حولت بصرها نحو ضياء التي باتت واقفة على مقربة منها وقبل أن تسترسل حديثها اللاذع قالت ضياء مدافعة عن نفسها:
-يارا أنتِ مطلبتيش تكلميه من عندي أنتِ عايزاني انا اللي اكلمه واتفق معاه نتقابل في أي مكان عشان تعرفي تشوفيه، أنتِ كدة بتحطيني في موقف محرج، ده غير اني بحبك وخايفة عليكي و مش عايزاكي تبقى زعلانة كدة عايزاكي تتخطيه و..
-لو بتحبيني زي ما بتقولي كنتي وافقتي تساعديني من غير ما تفكري في أي حاجة، مدام شيفاني عايزة ده بس ازاي لازم.
قاطعتها ضياء قائلة بحسم:
-خلاص علشان خاطرك هكلمه و هتفق معاه يقابلني بس مش هقوله انا مين، ولو سألك مش هتعرفيه مين اللي كلمه تمام؟
شعرت يارا بالارتياح و لم ترفض ما كانت ترغب في حدوثه:
-تمام زي ما تحبي، كفاية انك تكلميه و كدة كدة هو مش هيهتم يعرف .
~~~~♡♡♡♡~~~~
تأخر الوقت ولايزال نائمًا حتى الآن وهذا ليس بالأمر الغريب أو الغير معهود منه.
انفرج الباب ودخل والده “عابد” مغلقًا الباب من خلفه مقتربًا من ابنه النائم متمتم بصوت تعمد أن يخرج غليظًا.
-آسر، آسر، أنت يا أستاذ ياللي نايم لحد دلوقتي، قوم كدة وصحصح .
فتح آسر عينيه مطالعًا والده يتأكد بأنه حقيقي وليس حلم.
متمتم بعدم استيعاب بعد.
-هو ده انت يا بابا ولا أنا بحلم.
رد عليه عابد ساخرًا:
-لا بتحلم، انا ايه اللي هيجبني اوضتك، كمل نوم يا حبيبي.
تبسم وجه آسر وقال معاودًا النوم:
-أنا قولت كدة برضو.
وقبل أن يعاود النوم تمامًا صاح عابد بصوت عالي فزع آسر تلك المرة و جعله يهب ويصبح جالسًا على الفراش بدلًا من نومته:
-قـــوم يـــالا، أنت بتناملي تاني، قوم يا زفت.
-في ايه يا حاج مش كدة براحة هو أنت قافشني مع واحدة لسمح الله، ده انا نايم في آمان الله.
زفر عابد و قال بلهجة صارمة:
-أنا مبهزرش، مش معقول كل يوم تنام وش الصبح و تصحالنا العصر، لا بتنزل شغل ولا ليك لازمه في الحياة، غير أنك تكلم دي و تصاحب دي، أنت كدة مش شاطر و لا دنجوان زمانك، احترم نفسك بقى، أنت ايه الكلام مش بيحوق فيك، يكون في علمك لو متعدلتش يا آسر هيبقالي تصرف تاني معاك، لحد دلوقتي ساكت بس لو حالك فضل معوج كدة كتير انا هضطر ادخل و اتصرف وساعتها اللي هعمله هيزعلك مني اوي، ما أنا مش هتفرج عليك وأنت بضيع نفسك قدامي و اقف اتفرج واسقفلك.
مسح آسر على وجهه ثم سأله بأعين ناعسة:
-المطلوب مني ايه دلوقتي يا بابا.
-تتعدل وتنظم حياتك وتشوف مستقبلك، ولو معملتش ده هضطر وقتها اني اتصرف وادخل و صدقني ساعتها اللي هعمله مش هيعجبك ف خليها تيجي منك احسن يا آسر.
أنهى عابد حديثه ينظر في ساعة يده ثم رفع بصره و طالع ابنه يخبره قبل أن يغادر:
-نص ساعة والقيك تحت.
بعد رحيله مط آسر شفتيه يطالع الفراغ امامه.
ثواني وكان يحرك يده ويلتقط علبه سجائره ملتقطًا واحدة قام باشعالها وفي تلك الأثناء صدح رنين هاتفه فـ التقطه وقام بالايجاب بزهق وضجر دون أن يرى أو يبالي كي يرى من المتصل.
-ألو.
ابتلعت “ضياء” ريقها بتوتر وهي تنظر لكلا من يارا وهمسة الواقفين أمامها و يطالعون الهاتف يستمعون للحديث الذي يدور بعد أن قاموا بفتح مكبر الصوت.
لم يصل اي جواب لـ آسر مما جعله يكرر حديثه متمتم:
-ألو.
من جديد لم يصل له جواب فحرك هاتفه عن اذنيه يرى المتصل فوجده رقم غير مسجل.
قطب حاجبيه وسأل من جديد:
-مين معايا؟؟؟ هتنطق ولا اقفل في وشك.
تلك المرة خرج صوت ضياء قائلة:
-لا متقفلش، انا معاك.
ضاقت عيونه من هذا الصوت المتلجلج المرتجف والمهزوز وسأل بترقب:
-أنتِ مين؟
استجمعت تلك المرة نفسها بسبب تشجيع صديقاتها للتحدث وقالت:
-مش مهم مين، المهم اني عايزة أشوفك واقابلك ضروري انهاردة، ممكن ؟؟
ابتسم بسمة جانبية وقال مؤكدًا ما أزعج يارا كثيرًا :
-ممكن جدًا، بس مش لما اعرف الاول أنتِ مين، قوليلي هو الصوت الحلو اللي اول مرة أسمع في حلاوته ده يعرف انا مين ولا أنا حظي وحش وأنتِ متصلة برقم غلط.
خطفت ضياء نظرة سريعة نحو يارا المنزعجة من تغزله بصوتها ومدحه لها، قائلة بتأكيد:
-لا مش غلط يا آسر، انا عارفة أنا متصلة بمين، هينفع نتقابل ولا م
قاطعها ببسمة واسعة:
-لا هو بعد آسر دي مش هينفع اقولك لا هبقى مغفل اوي بصراحة، تحبي نتقابل فين وهعرفك ازاي.
سارعت ضياء باخباره بمكان لقائهم والتي سبق واتفقت مع صديقتها عليه، محاولة إنهاء تلك المكالمة والتي جعلت البرودة تتسلل إلى أطرافها………..
««يتبع»»…..
فاطمة محمد.
يارب يكون الفصل عجبكم ومتنسوش
الفوت
ورأيكم بالفصل
وتوقعاتكم
يا
جميلاتي
❤❤
وبالنسبة لمواعيد الرواية الجديدة
فهتبقى
تلات وجمعة إن شاء الله❤
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.