رواية الحب كما ينبغي الفصل الرابع عشر 14 – بقلم فاطمة محمد

رواية الحب كما ينبغي – الفصل الرابع عشر

الفصل الرابع عشر

الفصل الرابع عشر

الحب كما ينبغي.

فاطمة محمد.

الفصل الرابع عشر:

“عمي جابر ولا الروش، الروش ولا عمي جابر ؟”

تساءل”محمد” بينه وبين نفسه بحيرة كبيرة.

فها هي فرصته الذي كان ينتظرها للانتقام من أحمد قد آتت له.

لحظات وكانت بسمته تتسع، متمتمًا بحسم:

“وليه مش الاتنين واهو أحمد ابن حلال ويستاهل كل خير والله.”

خرج من المطعم وأخرج هاتفه وجاء برقم عمه “جابر”

وضع الهاتف على أذنيه وانتظر رده ولحسن حظه وسوء حظ أحمد رد عليه جابر سريعًا متسائلًا بمرح:

“ده يا ألف اهلا وسهلا، و ويلكم ويلكم، ده أنا تليفوني بيزغرط وبيرقص يا ابن أخويا علشان بس بتتصل، خير يا حبيب عمك معاك حاجة، أنت كويس ياض ؟ ”

رد عليه “محمد” مطمئنًا إياه:

“الحمد لله بخير والله، أنا بس كنت هسأل حضرتك على أحمد هو في البيت دلوقتي ولا لا؟”

ضيق جابر عينيه وهو ينفي تواجده بالمنزل:

“لا مش موجود، مجاش لسة، بس ممكن يبقى عند جده ما أنت عارف اللي فيها.”

وبأسف وصل إليه صوت محمد مغمغمًا بنفى :

“لا مش عند جدو مروان، أحمد عمل اللي في دماغه برضو يا عمي.”

“عمل إيه الواد ده أنجز يا محمد متوقعش قلبي.”

“بص يا عمي أنا هحكيلك بس الكلام ده يبقى بيني وبينك أحمد مش لازم يعرف أن انا اللي قولت لحضرتك علشان بس ميزعلش مني وربنا اللي يشهد انا بحبه ازاي وعايز مصلحته.”

رد جابر سريعًا:

“خش في المفيد عمل إيه الزفت ده.”

“أحمد يا عمي قالي أنه لسة بيدي دروس وغالبا هو دلوقتي في الدرس وعمل اللي في دماغه برضو.”

اغتاظ جابر وسأله :

“تعرف عنوان الدرس فين ، لو تعرف قول بسرعة.”

لم يمنحه العنوان فهو ليس بتلك الحماقة، فقال نافيًا معرفته:

“مع الاسف معرفش بس ممكن لما يرجع البيت تكلم معاه وتفهمه بالعقل وبراحة أن اللي بيعمله ده مينفعش.”

وبعد تحقيقه لهدفه وايصاله لعمه أنه لم يتوقف عن إعطاء الدروس، اغلق الهاتف ولمعت عينيه وهو يتحرك باحثًا عن أحد اطفال المنطقة كي ينجز النصف الآخر من مخططه.

******

هبط “أحمد” من البناية بعد انتهاء الدرس، وما أن خطت قدماه خارجها حتى وجد أمامه “طه الروش” والذي كان يبتسم بشر صائحًا بعلو صوته:

“وانا اقول الحارة مضلمة ليه اتاريك يا سبع البرومبة شرفت.”

ابتلع “أحمد” ريقه وهو يخبره بهدوء:

“وهي الحارة مستنياني عشان تضلم، ده كفاية وجودك يا أستاذ روش، وبعدين أنا مش سبع البرومبة معلوماتك غلط أنا أحمد جابر سلطان على سنح ورمح.”

اسودت عين”طه” وتابع كلماته بصوته العالي جاذبًا أنظار الكثير نحوهم فهناك شجار على وشك النشوب:

“لا وأنت الصادق مش الحارة اللي مستنياك ده أنا اللي مستني جنابك تيجي على نار، و الحمدلله ولاد الحلال قالولي أنك هنا، ومدام أنت هنا يبقى لازمن ولابد نقوم معاك بواجب الضيافة، أنت برضو مهما كان ضيفنا و لازم نرحب بيك ولا إيه ؟”

من جديد ابتلع احمد ريقه، وقال وهو على وشك الرحيل:

“هو ولا إيه افضل، أنا خلاص مبقتش غريب ومش مستني ترحيب، وبعدين أنا لازم امشي دلوقتي

حالًا

بالًا

، بعد اذنك يا استاذ روش.”

كاد يتخطاه ويرحل من هنا، لولا ذراعيه التي دفعته للخلف وهو يصرخ بشر:

“رايح فين هو دخول الحمام زي خروجه ولا تكون فاكر اني هسيبك بعد اللي عملته معايا والبلطجي اللي جبته وعلم عليا في قلب منطقتي، وانا بقى مش بسيب حقي

وهاخده

وهيرجع

دلوقتي وقدام الكل وعايز دكر

يهوب

ويقرب.”

في هذا الوقت خرج كل من برق، إسلام، ومحمد على صوت طه العالي.

نظرت “إسلام” بجانب عينيها إلى محمد وسألته بغموض:

“مش هتقف جمبه وهتسيبه يضرب ولا إيه ؟؟؟”

لم يصل إليه المغزى الحقيقي وراء حديثها ولكنه شرد قليلا محاولا فهمها، فقالت وهي تعود رامقة الاثنين:

“مش لازم نقف جمبه ولا ايه؟؟ هو مش طه حطه في دماغه بسبب روضة واللي حصل فيه والضرب اللي كله بسببه..”

لا يدري لما سيطر عليه التوتر وشعر بأن هناك شيء لكنه لم يستطع تحديده.

طرد توتره الذي سيطر عليه قائلًا بتأكيد:

“أكيد طبعا لازم نقف جمبه، أنتِ تؤمريني يا ست البنات.”

اندفع من مكانه تحت أنظارها وقلبها الذي علت دقاته ما أن نطق كلماته الأخيرة التي تخصها.

ربما حدث هذا معها لأنها باتت تعلم بحقيقه مشاعره نحوها وسبب تواجده هنا وعمله معهم.

بعد ذهابه، رددت برق تحثها على الحركة:

“أنتِ لسة واقفة يلا بينا نتفرج على اللي هيحصل.”

مسك “طه” أحمد وبنبرة لا تخلو من الشر والكره صاح بعلو صوته يجذب أنظار واهتمام من لم ينتبه بعد:

“أنا دلوقتي هاخد حقي

وهعملوا

فرجة للي

يسوا

واللي ميسواش، وعايز كل دكر فيكم شيطانه مسوحه يضايق أو يجي على سكة الروش ياخد اللي هيحصله ده عبره ويعرف اللي هيحصله.”

هنا وجاء صوت “جهاد ” معلقة على كلماته:

“جرا إيه يا دكر البط أنت مالك، ما تسيب الراجل بدل ما قسمًا عظمًا أنزل وساعتها انا اللي هعملك فرجة.”

تحولت أنظار “طه” و”أحمد “نحوها فوجدها تقف بالشرفة وبجوارها كل من رضا، روضة، وإحسان.

فهمست لها روضة بخوف:

“يالهوي يا جهاد هيموته، هيموت بسببي، هنعمل ايه.”

وقبل أن تجيب كان طه يسبقها معلقًا:

“خشي جوه يا بت .”

كاد يكمل ويلقي عليها الكثير من الكلمات الوقحة، لكن محمد منع كل هذا واضعًا يديه على يده التي تمسك بـ ابن عمه متمتم بنبرة هادئة باردة يروه يتحدث بها للمرة الأولى:

“نزل إيدك يا روش احسنلك.”

سعد “أحمد” بقدوم محمد بل وتحدثه ومساعدته و وقوفه بجواره في ذلك الظرف، وفي ذات اللحظة شعر أحمد بهاتفه الذي يهتز بجيبه.

اخرج الهاتف فوجده والده فقام بإغلاق المكالمة، متمتم:

“مش وقته يا بابا، مش وقته.”

بينما التوى ثغر طه ببسمة ساخرة مقللًا من شأن محمد متمتم بوقاحة:

“ولو منزلتش يعني هتعمل ايه، هتضربني مثلًا؟؟”

تبادل أحمد ومحمد النظرات ثم ابتسم له محمد واجابه بثقه وهو يتحول لشخص آخر مشابهًا لصابر في عراكه معه من قبل:

“لا مش مثلا ده اكيد يا روح امك.”

نفض يده عن أحمد رغمًا عنه بحركة مباغته لم يتوقعها الآخر وبقوة وشراسة صدمت الجميع بدأ يلقن طه الضربات السريعة القوية الذي لا يستطع تفاديها أو حتى الدفاع عن نفسه..

ابتسم أحمد وعاد هاتفه يرن من جديد، لكنه أجاب تلك المرة قائلًا:

“ماذا هناك يا أبي ؟؟ أراك تُلح في الإتصال.”

رد عليه ساخرًا:

“هناك الكثير يا روح أبيك، نص ساعة بالتمام والكمال لو ملقتكش قدامي هنا قول على نفسك يا رحمن يا رحيم وهخلي أمك واختك يقروأ على روحك الفاتحة.”

هبطت جهاد و روضة مانعين قدوم رضا وإحسان الراغبات بالنزول والمشاهدة مستنكرين نوم والدهم وعدم تواجده أو وقوفه معهم في أي شيء.

وعلى الفور تصنما مدهوشين من فعله محمد.

بارحت جهاد مكانها واقتربت من إسلام الصاببة لكامل اهتمامها تجاه محمد، هامسة لها:

“انا شايفة أن الصنارة غمزت ولا ايه.”

انتبهت “إسلام” إليها فقالت بعدم فهم:

“صنارة إيه مش فاهمة! ”

“يا بت على جهاد برضو، ده انا بلقطها وهي لسة طايرة في الجو، بس ما علينا مش وقته لما نبقى نطلع ولوحدينا.”

سقط طه أرضًا، فقال أحمد وهو ينحني ورغبة مُلحة تعتريه للمشاركة في ضربه الآن.

“سيبلي انا بقى الطلعة دي.”

أنهى ممسكًا به مساعدًا إياه على النهوض ثم رفع يديه ولكمه في وجهه فسقط مجددًا على الأرض.

فتحدث معلقًا على ضعفه وعدم قدرته على مواجهته أو الدفاع عن نفسه بطريقة مسرحية وكأنه يقوم بتقديم دور على خشبة المسرح:

“مبسوط بنفسك وأنت بتتهزق وممسوح بكرامتك الأرض كدة قدام أهل منطقتك، طب ليه يا بن الناس تطلع الوحش اللي جوه، ليه، ما أنا كنت حلو وطيب، ليه بس كدة.”

بارحت جهاد مكانها وصفقت بيديها وهي تحث الجميع على المغادرة متمتمة بصوت عالي:

“خلاص خلصت، كل واحد يشوف كان رايح فين يلا.”

انصاع البعض لحديثها مغادرين مكانهم، في ذلك الوقت اقترب أحمد من ابن عمه ومد له يده يشكره:

“متشكرين يا ابو الجدعنة نخدمك في الأفراح والأحزان إن شاء الله.”

وبصدر يعلو ويهبط اجابه محمد بغموض قبل أن يعود بادراجه للمطعم:

“العفو ده واجبنا.”

بعد ذهابه لحقت به إسلام، بينما وقعت عين احمد على برق وتذكر حديث رضا عن صفات فتى أحلامها فقال مسرعًا خوفًا من أن تقع في حب محمد أو حب صابر الذي سبق له وتشاجر مع طه:

“على فكرة محمد ده شكله زي صابر اخويا ملوش في الخناقات ولا جو البلطجة اللي هو عمله ده ده شكله غلبان جدا وابن ناس جدا مش كدة ولا ايه.”

وافقته

جهاد على هذا، بينما لم تنطق برق بحرف وذهبت هي الاخرى إلى المطعم.

بعد رحيلها تمتمت جهاد بابتسامة صغيرة:

“انا شايفة أنه مفيش داعي تجيب استاذ صابر، وأن الموضوع خلاص مش مستاهل ولا إيه.”

أكد أحمد هذا قائلًا وهو يبتسم بسمة صغيرة لروضة المجاورة لجهاد في وقفتها:

“نعم، وهذا ما سيحدث أختاه، فلن ازعجه بسبب تلك الأمور التافهة فهو مثلما اخبرتكم ملوش في الخناقات خالص وغلبان هو بس بيتحمق عشاني ودمه بيفور زي البيتيفور وغير كدة هو وراه مشاكل ومشاغل بالكوم.”

ارتفع جانب فم جهاد انزعاجًا وضيقًا، متحدثه مثله:

“كان الله في عونه، ولكن من المحتمل أن يضايقك هذا الروش مرة أخرى ومن المحتمل أيضا عدم تواجد محمد، فما الحل وقتها ؟؟”

صمتت لحظات ثم قالت مقترحة عليه:

“أنا شايفة أنك تقوله وتعرفه خليه يجي هنا ويكمل على طه ما هو لازم يقطع عرق ويسيح دم و إلا الموضوع هيكبر اكتر واكتر، مين عالم يمكن طه يستناك المرة الجاية ويجبلك شوية بلطجية ويستعينوا بالأسلحة البيضاء وأنت اصلا لسة في عز شبابك اهلك مفرحوش بيك.”

ابتسم وجه أحمد و وصل إليه سبب إلحاحها على مجئ صابر

والذي كان غير مبرر بالمرة ولكنه فهم سر هذا الإلحاح أخيرًا.

أخفى بسمته سريعًا ثم رد عليها:

“أنتِ صح.”

**********

“أنت كويس.”

طرحت “إسلام” سؤالها على مسامع محمد الذي لم يصدق ما يسمعه.

نظر إليها بعدم تصديق التقطته هي.

اقتربت منه خطوتان وهي تعيد طرح سؤالها على مسامعه:

“انا بسألك أنت كويس ولا لا؟”

ابتسم لها بحب واضح:

“الحمدلله كويس، وحتى لو مش كويس فـ دلوقتي بس بقيت كويس.”

فهمت مغزى كلماته فاسترسل هو فرصته في تبادل أطراف الحديث معها:

“وبعدين متقلقيش عليا، انا اللي ضربه والله، لا ضربه إيه ده انا طحنته، بس ايه رأيك؟ وبصراحة.”

توترت من عينيه التي تنظر إليها بعشق واضح، مدركة كم الغباء التي كانت تتحلى به من قبل والذي لم يجعلها ترى كل هذا الحب.

ردت بثبات ظاهري مبدلة مجرى الحديث:

“رأيي في ايه يعني واصلا طه يستاهل اي حاجة تحصله ويلا بقى علشان نقفل كفاية اوي كدة انهاردة”

وافقها مقررًا الاكتفاء بهذا القدر من الحديث معها، فهذا القدر القليل كفيلًا أن يجعله سعيدًا ويكفيه في الوقت الحالي.

فقد اتخذ قرارًا منذ البداية ألا وهو الصبر معها وعدم التعجل أو استعجال اي شيء، فليس لديه اي مانع لانتظارها عُمره بأكمله.

***********

“مساء الخير على كب كيك قلبي واللي مطلعة عين أهلي.”

ابتسمت “زهر” الجالسة على الأريكة وممدة قدميها عليها بعدما ملت من غرفتها وساعدها جابر على هذا، ما أن تناهي إليها صوته الأقرب إلى فؤادها والذي يبثها شعور بالأمان والدفء ليس له مثيل ولا تشعر به إلا معه وبقربه فقط.

وقبل أن تنطق وتجيب عليه كان صوت جابر يسبقها قائلًا بغيرة بسيطة:

“إيه كب كيك قلبك دي يالا، مش مالي عينك انا ولا مش مالي عينك، وسام أنت شكلك عايز تاكل علقة.”

نظر وسام بالصالون من حوله ثم هتف مستنكرًا:

“معلش في السؤال، اسف يعني لو هضايقك معلش استحملني مين ده اللي عايز ياكل علقه؟؟ الكلام ده ليا أنا ؟؟؟”

اقترب جابر منه واضعًا يديه على كتفيه متمتم بحسم:

“وسام يا ابني مش معنى اني كنت بحبك وانت صغير وصاحبك وأنت صغير ومش بنفارق بعض وانت صغير، أن انا هفضل أحبك لا خالص بالعكس انت من ساعة ما كبرت وانت خدت غتتاته ابوك بضبط وانا ندمان اصلا اني اديتك جوهرتي اللي هناك دي، بقولك إيه طلقها، أنا رجعت في كلامي ومش هديك بنتي، يلا طلقها.”

“أهدا كدة على نفسك وقول هديت، ومتكلمش على طلاق تاني معايا، ومتهزرش كدة تاني عشان ده مش هزار.”

جاء صوت رجولي من الخلف مؤيدًا لوسام موافقًا على كل حرف نطق به:

“وانا كمان شايف كدة الكلام ده مفيهوش هزار، واكتر من كدة هيأفور.”

اغتاظ جابر من صابر بينما التفت إليه وسام وتبادل معه السلام بترحيب.

وبعد انتهائه اقترب صابر من أخته مقبلًا أعلى رأسها وهو يسألها:

“عاملة إيه دلوقتي ؟؟ ”

ردت عليه بحنو مماثل لقبلته الذي وضعها:

“الحمدلله.”

تلى دخول صابر بعض من أفراد عائلته وجلوسهم سويًا في أجواء عائلية لا تخلو من المرح والضحك.

“ســــــــلام عليكم نفر نفر، عاملي، ايه ده في إيــــــــــــه؟؟؟؟؟؟؟؟؟”

قطع سؤاله عن أحوالهم هو اندفاع جابر من محله ما أن رأه تجاهه..مما أجبر الآخر على الركض من أمامه مندفعًا للخارج تحت ضحكات العائلة على أفعال الاثنان والتي انطلقت عاليًا مخمنين فعل أحمد لشيء ما أثار غضب جابر.

على الطرف الآخر خرج أحمد من باب المنزل راكضًا بالحديقة وجابر من خلفه لا يتوقف منصتًا إلى كلمات ابنه الذي يثرثر ويندب حظه السيء:

“هو أنا حد عاملي عمل علشان مقعدش في أم البيت ده ولا ايه، ايه البيت اللي مفيهوش لا سلام ولا راحة ده، جرا إيه يا أبي ما تراعي اني فلذه كبدك ولا أنا مش فلذه كبدك ولا ايه الحكاية.”

وقبل أن يجيب جابر توقف عن الركض بأنفاس عالية لاهثه، منحنيًا بوقفته مستندًا بيديه على ركبتيه يلتقط أنفاسه بصعوبة.

انتبه أحمد لما حدث مع والده وبدون اي تفكير توقف بل وعاد راكضًا نحو والده كي يطمئن عليه مردد بخوف وقلق:

“بابا أنت كويس ؟؟؟”

اعتدل جابر بوقفته وعلى الفور تبدلت تعابيره لأخرى يندلع منها الشر ممسكًا بـ أحمد من تلابيبه:

“ده انا احسن منك، ايه فاكرني كبرت وتعبت ولا ايه، لا يا أخويا، أنت لو فاكر نفسك صايع وحدق فـ احب اقولك اني اصيع واحدق.”

“تصدق أنا غلطان اني قلقت عليك، انا قلبي ده اللي جايبني ورا عارف لولاه كان زماني بقيت قدام من بدري يلا منه لله بقى.”

“سيبك بقى من كل الكلام ده، أنت بتشتغلني انا يالا ولسة بتدي دروس ؟؟؟ ”

“محصلش، إن شاء الله صابر عضلاته تروح وميبقاش عنده عضلة واحدة، إن شاء الله وسام ما يلحق يتجوز زهر لو انا بكدب عليك، انا اساسا اساسا يا والدي لو بعمل كدة هيبقى حضرتك اول حد عنده خبر، ومدام انا مجتش وبلغت حضرتك يبقى كل ده اشوعات هدفها التوقيع بيني وبينك وتخريب علاقتنا.”

هزه جابر وهو يردد مهددًا إياه:

“طب اسمع بقى لو عرفت يا احمد أنك بتكذب عليا قول على نفسك يا رحمن يا رحيم وهيبقالي تصرف تاني خالص معاك، أنت سامع ؟؟؟”

حرك رأسه الاعلى والاسفل وهو يؤكد:

“سامع سامع لا تقلق انا لا اكذب عليك.”

*********

في صباح يوم جديد.

استيقظ أحمد وخرج قاصدًا منزل جده راغبًا في رؤية يوسف، فكان من المفترض أن يراه بالأمس ولكنه لم يستطع الهبوط مرة أخرى وتكاسل وخلد في نوم عميق.

والآن ينوي الحديث معه.

فتقابل معه وهو يفارق باب المنزل ويتضح من أناقته المبالغ بها أنه ذاهب لمكان ما .

خرج صوته مستفسرًا:

“صباح الخير، رايح على فين كدة يا يوسف؟؟”

“وأنت مالك اروح مطرح ما أروح.”

قطب حاجبيه وهتف ساخرًا:

“ايه وأنت مالك دي؟؟؟ وايه الرد ده؟؟ انا عايز رد عنيف، أنت كدة مش هتنفع خالص.”

لم يفهم حديثه فسأله:

‘انت بتقول ايه ؟؟؟ مش فاهم منك حاجة، اقولك على حاجة مش عايز افهم اصلا، امشي من وشي على الصبح.”

كاد يتحرك فمسك به احمد متشبثًا به هاتفًا:

“لا خد هنا رايح فين، مينفعش تروح المنطقة وانت كدة، اقولك على حاجة سبلي نفسك خالص وانا هخليك على سنجة عشرة.”

ومن جديد لم يفهم يوسف منه شيء وقبل أن يفتح فمه كان احمد يتابع موضحًا:

“بص يا يوسف من الاخر كدة أنا عارف موضوع برق، وانا عرفتلك وجبتلك الخلاصة، وشياكتك واناقتك وشعرك المسبسب ده مش هياكل معاها، البت عايزة واحد سرسجي، بلطجي، فتوة، وانا بعون الله شوفتك مش نافع تبقى فتى أحلامها بس قررت اغيرك واساعدك علشان تعجب بيك وتحبك وتتحول من يوسف الكيوت المحترم ليوسف السرسجي البلطجي اللي هيعمل رعب للمنطقة واهل الحته بني ادم بني ادم وإنسان إنسان .”

يتبع.

فاطمة محمد.

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق