رواية الحب كما ينبغي الفصل الحادي عشر 11 – بقلم فاطمة محمد

رواية الحب كما ينبغي – الفصل الحادي عشر

الفصل الحادي عشر

الفصل الحادي عشر

الحب كما ينبغي.

فاطمة محمد.

الفصل الحادي عشر:

-صباح الخير، عامل إيه دلوقتي اتمنى تكون هديت عشان حابب اتكلم معاك تاني وانسى كل الكلام اللي أنت قولته امبارح.

ردد “أحمد” كلماته بهدوء شديد عاقدًا ساعديه أمام صدره بعدما دخل الغرفة الذي يقيم بها “يوسف” و وجده يتأهب للهبوط ويستعد أمام المرآة.

طالعه “يوسف” بجانب عينيه ولم ينطق إلا بتلك الكلمات والتي كانت تحمل من الغضب الكثير:

-ده أنت عليك بجاحة مشوفتهاش على حد، اطلع برة يا احمد مفيش كلام بيني وبينك بــــــــرة.

رد الآخر عليه بما فاقم غضبه وجعله يتضاعف:

-طب إيه رأيك بقى مش طالع برة، انا مش في ملكك أنا واقف في ملك أهلي وعيلة أمي يعني زيي زيك بضبط وادخل الاوضة اللي تعجبني.

كان يتحدث بطريقة طفولية ملوحًا بيديه بالهواء أثناء حديثه، وبتلك الأثناء كانت أعين يوسف لا تفارقه، وما أن توقف عن الحديث حتى حرك كتفيه متمتم بطريقة حاسمة قاسية:

-خلاص خليك واتكلم مع الحيطة بقى.

وقبل أن يفعلها ويفارق الحجرة مسك به أحمد متمتم بنبرة سريعة، متاملًا في انصاته إليه وتصديقه:

-لا يا يوسف أنت اللي هتسمع اللي عندي مش الحيطة، انا مش وحش وبحبك وبحب فريد وفهمتك انا عملت كدة ليه، مش مشكلتي انك شايفني وحش وعملت كدة عشان أنا وحش، انا مش وحش يا يوسف.

-أنت طلعت اوحش من الصورة اللي كنت شايفك بيها، ولو كنت شايف حقيقتك مكنتش انسحبت من لساني واتكلمت معاك واعتبرتك بني ادم، بس الحق عليا مش عليك خالص وكان لازم افهم أن مفيش سر هتعرف تحفظه عشان انت مش قد أنك تشيل سر حد، وهتروح تفضحه قدام الكل زي ما عملت بضبط، و وسع بقى ومتفكرش تكلم معايا تاني انت فاهم؟

رحل بعد قوله لتلك الكلمات بوجه الآخر والذي ظل واقفًا مكانه عقب مغادرته.

لحظات وكان يتحرك هو الآخر ويتجه نحو الأسفل وتحديدًا “المطبخ”

فقد كان المنزل هادئًا دلالة على عدم استيقاظ العائلة بأكملها فلم يكن يدري من مستيقظ ومن نائم ولا يهمه في الحقيقة.

دخل المطبخ وسرعان ما سقط بصره على “سليم” فقال بوجه ينعكس عليه ضيقه:

-مين؟؟ جدو سليم ابن عم جدو مروان.

ضحك سليم وقال بابتسامة واسعة:

-مين أحمد ابن جابر جوز ثراء بنت مروان ابن عمي، بضحكني يا واد أنت ما تيجي تقعد معانا واهو تضحكنا وتفرفشنا شوية.

رد عليه وهو يسحب مقعدًا ويجلس عليه:

-عشان كل شوية جدي يمسك فيا ويفتكرني جاي اسرقكم طب وعلى ايه وجع الدماغ ده انا مبسوط هناك ومفرفش عليهم بس هما اللي عيله نكد مش مقدرين النعمه.

-صح تعرف ياض يا أحمد بتفكرني بمروان وهو صغير أنت اكتر واحد شبهه لا صابر ولا آسر شبهه.

-متحيرونيش بقى يا جدعان مرة تقولولي شبه ابويا ومرة تقولولي شبه جدك، انا شبه مين بضبط ارسوا على بر، اقولكم على حاجة انا احلى، بقولك إيه يا جدو لو حد من جدودي زعلان منك بتعمل ايه ؟

عقد سليم حاجبيه وعلق مندهشًا كلمته:

-جدودك !!

-اه جدودي يعني جدو مروان، جدو بسام، جدو ايهم، او جدو اياس اكيد مش جدودي الفراعنة يعني ركز الله يكرمك.

-ياض مركز ده سؤال بس، كمل عايز تعرف ايه ؟؟

-لما بيزعلوا منك و زعل جامد جدا، بتعمل ايه وتصالحهم إزاي.

ابتسم سليم ورد ببساطة:

-لا بسيبهم مبصالحش حد أنا، ما يتفلقوا هما كانوا روفان ولا

بناتي

عشان اصالحهم ما يخبطوا رأسهم في الحيط.

وبيأس عقب أحمد:

-شكرا لحضرتك على المعلومة مش عارف من غيرها كنت هعمل إيه حقيقي بشكرك وربنا ما يحوجني لحد.

دوت ضحكات سليم عاليًا مع كلماته الاخيرة، تزامنًا مع دخول مروان المطبخ والذي صاح على الفور مصوبًا كلماته إلى حفيده:

-بتعمل ايه هنا ياض ؟

-مبعملش قاعد، قاعد مبعملش، مش بعمل قاعد، قاعد مش بعمل.

ضيق مروان حاجبيه ثم رفع سبابته وأشار نحو أحمد محدثًا تلك المرة سليم:

-مين الواد ده يا سليم.

وقبل أن يتحدث سليم رد عليه أحمد وهو ينهض:

-باختصار كدة حضرتك تبقى جدي ومحسوبك اللي هو أنا يبقى حفيدك، وانت عندك زهايمر ومش بتنسى غيري أنا واخويا صابر واكيد لو صبرت شوية هتمسك فيا وهتلم البيت علينا وتقول عليا حرامي بس انا وفرت على حضرتك مجهودك وبقولك انا مش حرامي انا أحمد جابر سلطان على سنح ورمح ومش حرامي.

مسك به مروان وهزه وهو يعقب:

-ما هو لو مش حرامي تبقى قتال قتله، انا مدقدق ياض وعارف الاشكال دي كويس.

رد أحمد الواقع بين يديه مستهزءًا:

-لا ما هو واضح، جدو سليم انقذني لو سمحت ا

ابتلع باقي جملته عندما وجد المطبخ خاليًا بعد رحيل سليم وتركه له بين قبضه مروان.

ازدرد لعابه من جديد وهتف ببطء:

-جدو اتركني لو سمحت.

-مش سايبك وقولي بتبوظ اوضه أخوك صابر ليه ياض ها.

-وربنا ما جيت جمبها، افلتني لو سمحت، رجاءًا جدو.

هنا واستوعب ما يهتف به مروان فقال بأعين قد ضاقت:

-ايه ده لحظة حضرتك عرفت منين الكلام ده ؟؟؟

هنا وتحولت قسمات مروان واقترب منه هامسًا له بنبرة خبيثة تحمل بين طياتها الكثير:

-عشان اللي بيعمل حاجة بيبقى عارف هو عمل إيه كويس اوي ومش بينسى يا ابن جابر سلطان.

ثم ابتعد عنه وطالعه بذات القسمات الخبيثة والتي جعلت الآخر يدرك ما يحدث أخيرًا، وعلى حين غره صاح مصدومًا مهللًا له:

-أنت كنت بتشتغلنا كل ده وفاكر كل حاجة وأنت اللي بوظت أوضة صابر عشان تلزقها فيا مش كدة؟؟؟ ولما كنت بتمسك فيا وفيه وتقعد تصرخ أننا حرامية كل ده كان بيبقى قصدك ؟؟؟ وكل ده ليه عشان مش بتحب أبونا!!

تبدلت تعابير وجه مروان مجددًا وهتف ببراءة لا تليق به راغبًا في تبديل هذا الحديث والاكتفاء بهذا القدر من التلاعب:

-أنت بتكلم عن ايه مش فاهم ؟؟ انت مين اصلا يا بني!!

استمر أحمد بصياحه وتهليله مخالفًا توقعات مروان والذي توقع بأن ما قاله وفعله من خباثة مع حفيده ستمر مرور الكرام:

-لا الشويتين دول مش عليا، انا خلاص عرفت اللي فيها واساسا كنت شاكك فيك، ما هو مش طبيعي تكون مش فاكرغيري أنا وصابر وكل مرة تمسك فينا إحنا، ما هو يا تعمل كدة مع الكل وتنسى الكل يا متنساش، كدة انا فهمت خلاص، ومش هتضحك عليا تاني أنا هروح اقول لابويا ولامي وللعيلة كلها.

وقبل أن يتحرك من مكانه كان مروان يعيق تحركه، كاد أحمد أن يتحدث وبنبرة عاليه مثل سابقتها فلحق به مروان وكتم فمه متمتم من بين أسنانه:

-اهدا ياض هتفضحني، اهدا وهعملك اللي انت عايزه، بس متقولش لابوك ولا لحد، خلي الموضوع سر بينا.

وقبل أن يرفض ويُصر على موقفه تذكر هذا الجزء من الحديث مع يوسف صباح اليوم :

“بس الحق عليا مش عليك خالص وكان لازم افهم أن مفيش سر هتعرف تحفظه عشان انت مش قد أنك تشيل سر حد، وهتروح تفضحه قدام الكل زي ما عملت بضبط”

سأله مروان مجددًا:

-ها قد انك تحفظ السر ومتقولش لحد، وليك عليا ابطل اللي بعمله معاك.

هز أحمد رأسه بعد تفكير لثواني موافقًا.

تنهد مروان براحة وازال يديه ببطء، فهتف احمد بعدما ابعد يديه:

-أنا موافق ومحدش هيعرف بس انا عندي شروط سبني امخمخ وافكر فيهم.

-اه يا معفن شروط مرة واحدة يعني ياريته شرط واحد.

نفى أحمد هذا وقال:

-لا شروط يا جدو ولو مش موافق احنا فيها وهروح

-خلاص شروط شروط لما نشوف اخرتها معاك إيه يا بن جابر.

-جابر على سنح و رمح لو سمحت يا جدو.

**********

-بت يا برق يلا قومي، دي آخره السهر، يلا.

صاحت “جهاد” بصوت عالي مزعج نجح في إيقاظ برق والتي طالعتها بعين واحدة فتحتها بصعوبة متمتمة بعدم استيعاب ونعاس شديد:

-اقوم أروح فين ؟؟ وبعدين سهر ايه انا نايمة بدري ؟

-يا بت تصدقي صدقتك، قوليلي البدري بتاعك ده كان الساعة كام؟

-مش فاكرة اكيد بس تقريبا كان تلاته، سبيني بقى الله يكرمك عايزة انام.

رفضت جهاد تركها مغمغمة:

-تلاته!! طب وليه تيجي على نفسك كدة وتنامي بدري اوي كدة، كنتي اقعدي حبه كمان.

-أنتِ بتتريقي؟؟ مش عقبال ما الفيلم خلص، بقولك إيه انزلي أنتِ انا أصلا مش هنزل معاكم انهاردة لما اصحى هروح الجامعة.

-ده لو صحيتي أصلا بقولك إيه لا في نوم ولا جامعة وقومي بدل ما ادخل الحمام واجيب جردل مليان مايه واكبه عليكي، قومي يا بت.

استجابت لها بتشنج وانفعال واضح قائلة وهي تنهض وترضخ لها:

-دي مبقتش عيشة بجد، انا زهقت.

************

-وبعدين ياض يا أحمد، فكر كويس، لازم الاقي حل…

رددها احمد وهو يدور حول نفسه متجاهلًا أعين مروان التي تراقبه ويستمع لكلماته الخافضة بينه وبين نفسه.

عقد حاجبيه وسأله بفضول:

-تلاقي حل لـ إيه ؟؟ انت هببت ايه ياض؟؟ تكونش اتجوزت عرفي والبت حامل منك وعايز تسقطها…

هنا واتسعت عينيه وهب من جلسته متابعًا سرد تخميناته:

-ولا يكونش متجوزتهاش اصلا وغلط معاها والبنت حامل منك وبرضو عايز تسقطها، ولا تكونش عاوز تقتلها ؟؟

-حيلك حيلك وابلع ريقك هتلبسني مصيبة وانا واقف وهتوديني في داهية، بت ايه وحامل ايه وعرفي ايه وقتل ايه انا مش بتاع الكلام ده، انا يوم ما اتجوز هيبقى في الحلال بعون الله، قولي ليه يا جدو ؟

-ليه يا مقصوف الرقبة.

-عشان الحلال مفيش احلى منه.

هنا وانتبه أحمد لما حدث، فصاح مبديًا حنقه:

-أهو شوف انا في ايه وانت بتقول ايه، سبني الله يكرمك افكر..

ثم تابع مع نفسه بهمس لم يصل تلك المرة إلى مروان:

-هثبت إزاي لـ يوسف اني مش فتان وبعرف احفظ اي سر ؟؟ ازاي ؟؟؟ ازاي ياض يا أحمد ؟؟

هنا وتوقف فجأه واتسعت عينيه بعدما تسلل إلى ذهنه ما سيفعله كي يثب لابن عمه عكس ما اتهمه به…

تشكلت بسمة كبيرة على محياه واقترب من مروان يقبله على وجنتيه وهو يردد ذات الكلمات:

-لقيتها يا جدو.. لقيتها…أخيرًا لقيتها.

وعلى الفور رحل دون أن يشرح له أي شيء تاركًا إياه خلفه يمسح أثر قبلته متمتم بحنق بسيط:

-قال جدو قال، بقى المعفن ده حفيدي أنا، انا مروان اللي كنت وسيم زماني ومقطع السمكة وديلها يبقى ده حفيدي، كله من بنتي انا معرفش عجبها ايه في جابر المعفن.

*************

بالخارج وبعدما جاء بسيارته ولا يكف عن محاولاته الوصول إلى يوسف لمعرفة مكانه وأين هو الآن..

بالبداية تجاهل يوسف كافة اتصالاته ولم يرد الايجاب عليه حتى أنه فكر في وضعه على قائمة الحظر ولكن قلبه لم يطاوعه ولم يشعر بذاته ألا وهو يجيب عليه بأسلوب يعكس غضبه وضيقه من اتصالاته المتكررة:

-في إيه شغال زن زن زن، اقسم بالله هبلكك يا أحمد.

-واهون عليك يا يوسف ؟؟ وبعدين أنا مش بزن من فراغ أنا عايزك في موضوع مهم اوي، مسأله حياه او موت.

اعترى الفضول يوسف وقال مستفسرًا:

-في ايه ؟؟

-هقولك بس لما اشوفك قولي انت فين وهعدي عليك اجي اخدك.

وبالفعل املى عليه يوسف مكانه وجاء إليه أحمد وما أن صعد معه حتى نطق لسانه قلقًا:

-في إيه يا بني آدم ؟؟ ايه الموضوع ؟؟

-هتعرف دلوقتي وهثبتلك اني مش وحش يا يوسف وبعرف اصون واحفظ السر كويس أوي.

لم يفهم يوسف شيء من حديثه، ولكنه استسلم وقرر المضى معه لرؤية نهاية هذا الأمر.

بعد دقائق كان أحمد يصف سيارته أمام المطعم الذي يعمل به محمد ويعود لشكري والد الفتيات.

نظر يوسف حوله ثم قال:

-مش فاهم حاجة!!!

وببساطه رد عليه وهو يرفع سبابته ويشير تجاه المطعم جاذبًا أنظار يوسف نحوه:

-لو ركزت مع المطعم ده هتفهم وهتعرف أن محمد ابن عمك خليل شغال هنا والكلام ده من فترة ومحدش كان يعرف غيري وعشان بعرف اصون واحفظ السر كويس أوي محدش عرف غير صابر وده كان غصب عننا وأنت وده لاني مضطر اثبتلك اني مش وحش ومش فتان يا يوسف…..

ظن أحمد بأن يوسف قد استمع إليه ولكن بالحقيقة أنه قد بات في عالم آخر فعينيه لم تقع على ابن عمه بل وقعت على تلك الفتاة الجميلة بنظره المتواجدة داخل المطعم وتعمل به واستطاعت سرق انظاره بدون أي مجهود يذكر…………………..

يتبع.

فاطمة محمد.

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق