رواية الحب كما ينبغي الفصل الثامن 8 – بقلم فاطمة محمد

رواية الحب كما ينبغي – الفصل الثامن

الفصل الثامن

الفصل الثامن

الحب كما ينبغي.

فاطمة محمد.

الفصل الثامن :

تتمدد “رضا” داخل أحضان “روضة” على فراشها، كل منهما مغلقة الجفون، والظلام هو من يسيطر على الحجرة، يتحدثان معًا بصوت هامس كي لا

يقلقان

“ضياء” والتي غطت في نوم عميق منذ دقائق.

-ايه رأيك في الاستاذ بتاعك اللي جهاد جابته؟ فهمتي منه حاجة؟

أكدت رضا ارتياحها له، قائلة:

-هو

اداني

حتة نونو في الدرس الأول وقعد يزيد ويعيد معايا عشان بصراحة مكنتش فاهمة حاجة.

تسللت يد روضة

لخصلات

الصغيرة مداعبة رأسها بحنان وكأنها أم لها مجيبة

بمزاح

وبسمة تشكلت على محياها:

-أكيد المشكلة فيكي ما أنا

عرفاكي

.

-ليه مالي ما أنا زي الفل، روضة تعرفي أن استاذ أحمد

رغاي

اوي، قبل ما نبدأ قعد

يحكيلي

عن حياته

وعيلته

وقالي أنه

عيلته

كبيرة جدًا جده كان فاتح مطعم فول وفلافل وبعدين الزهر لعب معاه وبقوا اغنية

وعايشين

في قصر وابوه

واعمامه

اتجوزوا

البنات اللي ساكنين

قصادهم

، عارفة كمان قالي أن محمد اللي شغال عندنا في المطعم يبقى ابن عمه.

فتحت جفونها وردت بعدم استيعاب واضح على محياها:

-محمد مين اللي ابن عمه !!

-محمد اللي شغال تحت يا

روضي

ركزي.

عقدت حاجبيها دهشة ثم قالت بترقب واضح:

-أنتِ متأكدة من اللي

بتقوليه

ده !!! طب إزاي ده جهاد قالت إنه حالته كانت تصعب على الكافر وكان بيدور على اي

شغلانة

يأكل منها عيش!!

-هو اللي قالي والله أنا مش بفتري عليه والله ولا

بتبلى

عليه.

رددت رضا كلماتها بأسلوب مرح، اجبر روضة على الابتسام.

وبعد هذا الحديث الذي دار بينهم، استطاعت رضا النوم بسلام، بينما ظلت روضة مستيقظة تفكر فيما قالته والذي يخص محمد ابن عم بطلها والذي فعل معها ما كانت تسمع عنه وتراه بالافلام فقط حتى آتى هو و جعلها ترى هذا على أرض الواقع.

حركت رأسها قليلًا تتأكد من نوم رضا، وما أن تأكدت حتى بدأت بجذب ذراعيها من أسفل رأسها بحذر شديد وظلت تسحبه حتى

نحجت

بالتحرر.

نهضت عن الفراش وبهدوء شديد كانت تفارق الغرفة وتتجه صوب غرفة إسلام والتي

تتشاركها

مع جهاد.

فتحت الباب دون استئذان

وطلت

برأسها تحدق

بفراش

شقيقاتها ومن حسن حظها وجدت إسلام لاتزال مستيقظة لم تنام بعد.

أسرعت بالدخول وإغلاق الباب ثم تقدمت منها جالسة أمامها قائلة بهدوء:

-ايه اللي

مصحيكي

لدلوقتي

؟

-عادي

مجاليش

نوم، وأنتِ ؟؟

-أنا كنت هنام بس النوم طار من كلام رضا أختك، قوليلي هو أنتِ تعرفي أن محمد اللي شغال في المطعم معاكم يبقى ابن عم أحمد استاذ العربي بتاع اختك!! وتعرفي كمان أنهم أغنية

وعايشين

في قصر!!

-نـــــــــــــــــــعم، بتقولي ايه !!!!!!! ابن عمه ازاي يعني وقصر ايه

وغنا

ايه اللي بتكلمي عنه !!!

*************

في صباح اليوم التالي.

اجتمعت عائلة سلطان كي يتناولون الإفطار سويًا

بناءًا

على آمر سلطان والذي لبى الجميع

آمره

.

وقرب انتهائه وبعدما ابتلع ما

بفوه

، سلط بصره على أحمد وقبل أن يتحدث كان يسبقه أحمد متمتم بمرح:

-عيونك،

ونظراتك

بتقول أنك بتموت فيا

وبتحبني

واقسم بالله يا جدو انا كمان بحبك وبموت فيك وعارف أنك فخور بيا

وباللي

انا عملته.

غزت بسمة وجه سلطان يستفسر منه:

-احب أعرف ايه اللي أنت عملته وبتكلم عنه واللي المفروض ابقى فخور بيه.

وقبل أن يعقب تدخلت دلال والدة أبيه

مغمغمة

:

-وهو أنت بيجي من وراك حاجة الواحد يفتخر بيها، ده أنت أبوك لسة ماسك فيك امبارح يا والا.

-تيتا إذا سمحتي لا تتحدثي معي بتلك الطريقة وليكن في معلومك أنا على يقين تام بأن جدي من داخله فخور بي.

أكد له سلطان ساخرًا:

-اومال، طبعا، أكيد، عارف ياض لو عرفت أنك كملت في الحوار ده هعمل فيك إيه؟

تسمر أحمد بينما هتف محمد

شامتًا

به:

-لا

متقلقش

يا جدو، أحمد قالي خلاص أنه مش

هيكمل

مش كدة يا حمادة.

نظر جابر لابنه بفخر، مغمغم:

-يا زين ما ربيت، تربيتي

وتعبي

انا وثراء

مرحوش

هدر.

رد أحمد من بين أسنانه وهو ينظر نحو محمد

بتوعد

:

-ومش هيروح

وهخليك

فخور بيا دايما وبكرة تشوف ده وتقول أحمد قال.

وبعد انتهاء الجميع وتفرق بعضهم، لحق أحمد بـ محمد للخارج، والذي كان على مشارف صعود سيارته والذهاب إلى المطعم.

-استنى عندك ياض يا محمد.

التفت إليه محمد،

مكررًا

كلماته بشيء من السخرية:

-ياض يا محمد؟!!!

-آه ياض يا محمد عندك اعتراض ولا مانع

لسمح

الله.

ارتفع جانب شفتيه ببسمة شبه ساخرة مجيبًا عليه:

-لا معنديش لا مانع ولا اعتراض ياض يا أحمد.

اعترض أحمد على

مناداته

له مثلما فعل هو،

هاتفًا

باحتجاج وتعصب بسيط:

-لا يا حبيبي أنا مش ياض انا الأستاذ أحمد على سنح ورمح.

-على نفسك يالا، ويلا اتكل.

-لا مش على نفسي ومش

هتكل

، ولو حبيت اتكلم هيبقى بمزاجي، وبعدين إيه ياض فتحة الصدر دي

والبجاحة

دي كلها

جايبها

منين.

-أنا مش

فاضيلك

، ويكون في علمك مش هتيجي الحتة تاني ولا

هتدي

درس لرضا، ولو ده حصل هعرف جدي بنفسي.

ارتفع حاجبي أحمد من تهديده قائلًا بترقب:

-أنت بتهددني بقى.

نفى محمد تهديده هذا:

-لا مش

بهددك

انا بعرفك اللي هيحصل.

ضاقت عين أحمد

مضيفًا

بنبرة مهددة:

-طب يا ترى لما يسألك عرفت منين

هتقوله

إيه ها؟؟ وبعدين لما انت هتعمل كدة انا هسكت صح ؟

وقبل أن يتحدث محمد والذي كان الدهشة ترتسم على محياه، سبقه احمد مغمغم:

-هرد على سؤالي بنفسي

وهقولك

لا مش هسكت وساعتها هتكلم

وهقول

كل حاجة وهي أني اكتشفت غيابك عن شغل الفرع بتاعك وأن بقالك فترة مش بتيجي وده بشهادة واعتراف اللي هناك، وحط فوق ده أنك كداب

وبتكدب

سواء على ناسك وأهلك أو الناس الغريبة اللي أنت

خدعتهم

، أصل من قبل ما أنت تعرف اني عرفت أنك كداب انا كنت

راقبتك

وعرفت اللي أنت بتعمله

وكاشفك

من بدري عشان كدة كنت

بسيبك

تهرب بمزاجي ما انا كدة كدة عارف كل حاجة بقى ألا قولي آنسة إسلام

وآنسة

جهاد لو عرفوا

هيعملوا

إيه فيك؟

لانت قسمات وجه محمد وادرك معرفة أحمد المسبقة لكل شيء، فسارع بسؤاله:

-أنت بتهددني يا أحمد ؟؟؟

أجاب

مستعينًا

بكلمات محمد السابقة عند سؤاله له لنفس السؤال:

-لا مش

بهددك

يا محمد انا بعرفك اللي هيحصل بس.

حل صمت بين الاثنان لم يخلو من النظرات بينهم،

وبالاخير

ابتسم أحمد وتحدث

مقترحًا

عليه:

-أنا عندي فكرة، ايه رأيك لا انا

اهددك

ولا أنت تهددني قصدي ولا اعرفك ولا تعرفني، وكل واحد يخليه في حاله وساكت أنت تكمل شغلك هناك في المطعم معاهم وانا كمان اكمل شغلي كأستاذ اللغة العربية للبت رضا واهو نبقى ستر

وغطا

على بعض، إيه رأيك موافق ؟

استحسن محمد تلك الفكرة، قائلًا بعد فترة قليلة من الصمت:

-موافق، بس يا ويلك مني يا أحمد لو كل اللي عملته باظ بسببك.

-عيب عليك يا جدع ده انا أحمد برضو يعني أستاذ مش تلميذ.

****************

تقف “إسلام” مع كل من برق و جهاد داخل المطعم تقوم كل منهم بمهام مختلفة.

ومن حين لآخر

ترمق

الباب تنتظر قدومه، تكبح

غيظها

وغضبها

، مقررة

اظهاره

وتحريره عند قدومه و رؤيتها له.

بتلك الأثناء اقتربت منها جهاد تاركة محلها، قائلة بصوت خافض ونظرات تراقب هي الأخرى الباب:

-أنا سمعت امبارح الكلام اللي كان بينك وبين البت روضة، وعارفة أنك

مستنياه

وعايزة

تطرديه

، بس يا ترى

سألتي

نفسك ايه اللي خلاه عمل كدة ؟؟ وليه كدب علينا!

حولت إسلام عينيها نحوها

وثبتتها

عليها قائلة بترقب وعدم فهم واضح:

-قصدك إيه ؟؟

-قصدي أن انا وأنتِ عارفين محمد وعارفين أخلاقه، بس يا ترى ايه اللي يخلي شاب زيه

متنغنغ

ومرتاح

يكدب

ويشتغل معانا

ويبهدل

نفسه، إلا لو كان.

صمت لسانها وتحدثت عينيها التي كانت تتبادل النظرات مع إسلام التي لانت تعابير وجهها ولم يعد الغضب يسيطر عليها،

مستفسرة

منها:

-إلا لو كان ايه كملي

متسكتيش

كدة ؟!

زفرت ورفعت إحدى حاجبيها

ملبية

طلبها

مسترسلة

حديثها:

-بيحب، أنتِ

مبتشوفيش

بيبصلك

إزاي ؟؟ ولا عاملة نفسك عبيطة يا إسلام.

كزت

على اسنانها

واندفعت

بلسانها تنكر ما تهتف به:

-أنتِ بتقولي اي كلام وأنتِ اللي مش

بتشوفي

وعشان تكوني عارفة اللي

بيكدب

ويخدع

الناس زي ما هو عمل مبيعرفش يحب، ده بني آدم زهق من الراحة اللي هو عايش فيها فقال يجرب حاجة جديدة عليه.

هزت جهاد رأسها نافية هذا الحديث متمتمة بتلك الكلمات التي قلبت حال الأخرى

رأسًا

على عقب:

-لا انا بشوف كويس الحمدالله

ونظري

ستة على ستة

وبشوفه

بيبصلك

إزاي وطريقته ازاي

بتختلف

معاكي أنتِ بذات، عارفة انك مضايقة وحقك

تبهدليه

وتفرجي

عليه أمه لا إله إلا الله، بس برضو مش عايزاكي تستعجلي وخليه يجيب آخره يمكن تعرفي منه هو ليه عمل كدة

ومتظلميهوش

، أصل الظلم وحش أوي يا إسلام يا أختي.

تركتها مع قولها الأخيرة وقبل أن تدخل

بدوامة

من التفكير

والتشتت

، ولج هو أخيرًا ملقي السلام عليهم والبسمة تغزو شفتيه من وقوفها أمامه

ولوقوع

عينيه عليها اول شيء:

-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عاملين إيه ؟

حولت بصرها إليه

وانتبهت

لنظراته

المصوبة

نحوها

وللصدمة

رأتها مختلفة

كليًا

،

تلاحظها

للمرة الأولى.

تلاقت عينيهم وعلى الفور

تحاشى

نظرات عينيها التي

تُصيب

قلبه بمقتل.

ملتهمًا

المسافة بينهم، واقفًا

قبالتها

يستفسر منها:

-عاملة ايه يا ست البنات؟

حيرة، تشتت، غضب، لسان معقود، كلمات هاربة، دقات قلب عالية..

كل هؤلاء كانت

تعايشهم

ويسيطرون عليها، لم تستطع تنفيذ ما نوت ومواجهته وطرده بعدما عرفت حقيقته.

فحديث جهاد قلب لها

الموازيين

.

لم تجيب عليه وانطلقت من أمامه مغادرة المطعم

بأكلمه

بخطوات سريعة.

تابعها بعينيه

وانعقد

حاجبيه وهو يسأل كل من برق و جهاد:

-هي مالها ؟؟ أنا

عملتلها

حاجة

زعلتها

مني!!!

نفت جهاد هذا متمتمة بلا مبالاه:

-لا خالص، ويلا تعالى ساعدنا بقى هي حبة وتنزل.

****************

-مساء الفل يا رجالة…

عاش يا رجل اوووي، استمر ولا تتوقف عما تفعل.

ألقى “احمد” كلماته على أحد الرجال المتواجدة داخل صالة الألعاب الرياضية الخاصة بـ وسام.

متابعًا سيره وعينيه لا تتوقف عن التحديق بالجميع

مشجعًا

بعضهم من خلال بعض الكلمات المحفزة لمتابعة التمرين وظل هكذا حتى استمع لصوت وسام العالي العنيف والقريب وهو يردد:

-عـــــــــــــــاش خمسة كمان يلا..

التهم ما تبقى من مسافة صغيرة تفصله عنه، مكرر كلماته ولكن على طريقته الخاصة وأسلوبه المثير للضحك:

-عاش خمسة كمان يلا عشان نقولك خمسة عليك

ونبخرك

، وبعدين أنت

بتتمرن

ليه يا كابتن اللي

بيتمرن

ده بيبقى عايز يضبط جسمه وانت جسمك بسم الله ما شاء الله مش ناقص

تضبيط

.

لم يهتم الرجل

لامره

واستمر في

تمرينه

بينما التفت إليه وسام، قائلًا:

-خير مش عوايدك تيجي هنا.

-لا خلاص هتبقى

عوايدي

، وكل يوم

هطب

عليك أنا عايز اعمل عضلات وابقى كوكتيل منك على صابر على الواد آسر

وافتري

عليكم زي ما

بتفتروا

عليا كدة.

أشار وسام إلى نفسه مغمغم باستنكار:

-انا بفتري عليك ؟؟؟؟

أكد أحمد حدوث هذا:

-اه يا وسام

بتفتري

، بس خلاص دي ايام

وهتروح

لحالها، وكل اللي

افترا

عليا

هفتري

عليه

وهدوس

عليه بالجزمة

وهصبحكم

بعلقة

وامسيكم

بعلقة

، خلاص احمد بتاع زمان مات

وهيتولد

أحمد جديد مش هتعرفوا تيجوا عليه تاني.

ظل وسام واقفًا بالبداية محله، وعلى حين على غرة اقترب خطوتين وهو يردد بترقب شديد ونبرة دبت الرعب بقلب الآخر:

-تدوس على مين بالجزمة وتصبح

وتمسي

على مين ياض ؟

ابتلع ريقه بتوتر ثم اجابه بتوتر واضح:

-على كله إلا أنت يا جوز أختي، ده أنت أخويا اللي أمي

وابويا

مجبهوش

، واللي ابويا وثق فيه

دونًا

عن الجميع والكل وسلمه بنته، ألا قولي صحيح خلاص

هتجوزوا

خلاص؟؟ أنا من ساعة ما عرفت مستني تقولوا تم تغيير الموعد بس محصلش لحد دلوقتي ودي حاجة غريبة وبدأت أقلق

واتوغوش

.

غُضب

وسام ومسك به من ملابسه مغمغم:

-أحمد مش ناقصة قر، انا مش

ناقصك

.

-عيب ياض يا وسام تقولي قر، انا

هقر

عليكم برضو، ده انا بحبكم، ده هي أختي وأنت أخويا حد

هيقر

على أخواته برضو.

في تلك اللحظة اعلن هاتف “وسام” الموضوع داخل جيبه عن اتصالا من زهر، فسارع بإخراجه والرد عليها وقبل أن يقول اي شيء وصل إليه صوتها قائلة:

-وسام

الحقني

رجلي اتكسرت.

-بتقولي ايه؟؟ يعني إيه رجلك اتكسرت وازاي.

وقبل أن

تجيبه

على

استفساره

، كان

يغمغم

بخوف واضح

متجاهلًا

تساؤلات أحمد:

-خلاص مش مهم ازاي دلوقتي أنتِ فين قوليلي ؟؟

-أنا في البيت

وعايزاك

معايا دلوقتي لو سمحت تعالى.

-أنا جاي مسافة السكة سلام.

بعد إغلاقه معها سأله أحمد:

-في ايه ؟؟ ومين اللي اتكسرت أنت

بتخون

اختي ياض من قبل ما تبقى في بيتك ؟؟؟ وربنا ما هسكت

وهفضحك

، انا أختي

متتخنش

ياض.

رد عليه وهو يركض للخارج كي يذهب إليها:

-اخرس يا حيوان دي زهر،

وحسابك

معايا بعدين، وحسبي الله ونعمة الوكيل فيك وفي عينك اللي

تفلق

الحجر دي.

تركه

مصدومًا

خلفه وما أن استوعب بأن اخته هي من

كُسرت

قدميها حتى ركض خلفه وهو يصيح بصوت عالي:

-خدني معاك متسبنيش يا حبيبتي يا زهر.

************

-ايه اللي حصل ؟؟؟ أنتِ كويسة طمنيني عليكي يا حبيبتي.

ردد وسام كلماته وهو يندفع نحو فراشها التي تتمدد عليه بحضور بعض أفراد عائلتها وعائلة زوجها من خالد

وأبرار

، جالسًا بجانبها.

وقبل أن تلمسها يديه ويحتضن وجهها كان جابر يعيق فعلته تلك بتواجده بينهم مغمغم بغيرة واضحة:

-حيلك حيلك، أكياس

جوافة

احنا قدامك، ما تلم نفسك ياض، ما تشوف ابنك يا خالد بدل ما

اتغابى

عليه وأمد ايدي.

جاء صوت أحمد الذي جاء بمفرده بعدما رفض وسام أخذه معه وانطلق بسيارته سريعًا مما جعل الاخر يستقل سيارته سريعا ويلحق به:

-وتمد إيدك ليه يابا احنا

نقطعله

أيده اسهل، او اقولك اقتله، او اقولك بلاش أنت.

وعلى الفور حول بصره نحو صابر، قائلًا بنبرة

آمرة

وهو يشير نحو وسام:

-صابر اقتله لو سمحت ده

هيحط

رأسنا في الطين ده.

رفع صابر سبابته أمام شفتيه مصدرًا

صوتًا

بث الرعب بالآخر:

-هششش.

اماء

له

ورضخ

لطلبه،

راكضًا

نحو زهر، جالسًا أمام وسام، ممسكًا بيدها مغمغم بقلق:

-ايه اللي حصل و رجلك اتكسرت إزاي؟

ختم حديثه بضمها إلى أحضانه.

مال وسام على أذنيه وهمس له:

-لا ده انا كدة

هفتري

عليك بجد، وانا اللي

هصبحك

وامسيك

بعلقة

.

ابتلع ريقه ثم ابتعد عنها ونهض من أمامها وأمام وسام تاركًا له مجالا، ومن جديد طرح وسام سؤاله مغمغم:

-ايه اللي حصل يا حبيبتي ؟

صاح جابر

معترضًا

:

-برضو

هتقولها

حبيبتي قدامي، يا اخي

احترمني

يا أخي، يا أخي قولها بس مش قدامي، هتجيب الشتيمة لابوك اللي هو صاحبي اللي هو هو معرفش

يربيك

.

رد عليه خالد متهكمًا:

-لا وأنت الصادق ده تربيتك أنت اشرب بقى

واحصد

اللي زرعته

وقبل أن يضيف جابر اي كلمات كان أحمد يدنو منه ويهمس له:

-خلاص بقى سيبه يقولها حبيبتي هي يعني الكلمة

بتلزق

وبعدين يقولها قدامنا احسن ما يقولها من ورانا، وبعدين ده ممكن

يبلعنا

وهيقولك

انا جوزها وكاتب عليها واقول اللي أقوله.

في ذات الوقت سردت زهر ما حدث معها وكيف كسرت قدميها:

-تيتا دلال

جاتلي

الاوضة

وقعدنا

نكلم سوا وكانت مبسوطة عشان خلاص

هنجوز

، وبعدين قعدت

تدعيلنا

انا وأنت وبعدين نزلت المطبخ، فـ انا زهقت وحبيت انزل

اساعدها

وأشوف بتعمل ايه، فـ وانا نازلة على السلم معرفش إزاي وليه وقعت.

عقب أحمد بطريقة

فزعت

والده

صائحًا

:

-لا هو مدام فيها تيتا يبقى

متساليش

ليه وازاي، عرفت بقى يا عم وسام أنه مكنش أنا السبب، ده انت ظالم ده انا كدة

هقلق

على أختي منك.

وأخيرًا

تحدث صابر وخرج صوته

منفعلًا

على أخيه:

-تعرف تسكت شوية ولا متعرفش.

-لا معرفش تعالى عرفني.

أجاب بشجاعة لم يعلم من أين

آتت

، كل ما يعلمه أنه ندم بعدما

انفلت

لسانه، وبعد رؤيته لرد فعله من تحرك بانفعال

مندفعًا

نحوه.

لم

يتمهل

وتحرك هو الآخر

مختبئًا

خلف والده مغمغم:

-أبي

انقذني

، ساعدني، أرجوك

هيبلعني

.

وقبل أن يمسه صابر هتف جابر يمنعه مما ينوي بسبب تواجد أفراد عائلته:

-واد يا صابر احترم نفسك واحترم اني واقف يا قليل الأدب.

وقبل أن يعلق داهم آسر الحجرة، مقتربًا من زهر، قائلًا:

-الف سلامة عليكي يا بنت عمي، انا اول ما عرفت سبت اللي في أيدي وجيت جري، مش كنتِ تاخدي بالك.

نهشت

الغيرة قلب وسام الذي نهض من محله

ملتفتًا

نحو آسر،

مصوبًا

حديثه له:

-وتيجي جري ليه وبتاع إيه أنت ها.

كرر احمد كلماته ولكن بطريقته الخاصة:

-ايوة صح تيجي جري ليه هي العربية بتاعتك قصرت في حاجة ؟؟؟

تجاهله آسر وارتفع حاجبيه

مستنكرًا

حديث وسام قائلًا:

-الله!!! مش أبوها يبقى توأم أبويا وامها تبقى توأم أمي، يعني هي مش بنت عمي وبس لا دي بنت خالتي كمان يا عم.

رد وسام بغيرة واضحة عليه وضوح الشمس:

-آسر

متعصبنيش

ها

واسكت

وحط لسانك جوه

بُقك

.

-أنت بتهددني يا عم، طب والله لـ انا ماشي و رايح

اوضتي

، ده أنت واد بومة ولازم البت رجلها تكسر.

وبالفعل تحرك قاصدًا غرفته فعلق أحمد على ذهابه بصوت عالي وصل إليه:

-وانا اللي افتكرتك

هتاخد

حقك بجسمك اللي كله عضلات ده، كتك نيلة وأنت عضلات على الفاضي.

هنا وانتبه وسام لما سيحدث بعد تلك الحادثة معها.

اتسعت عينيه وقال

مصدومًا

:

-لحظة كدة، هو كدة

الجوازة

هتتأجل

تاني ؟!!!!!!

التوى

فم أحمد وقال ساخرًا:

-تاني ايه قول مليون ؟؟

رفض وسام تلك الفكرة واقترب من زهر مردد بإصرار وعدم تصديق بعد:

-زهر انا مش

هأجل

تاني انا ما صدقت

اتصرفي

وخفي

قبل ميعاد الفرح.

ردت بقلة حيلة ودهشة من طلبه:

-وهو بمزاجي يعني يا وسام؟؟

بينما علق جابر ساخرًا:

-لمؤاخذة يعني ايه

اتصرفي

وخفي

دي؟؟ تقول

لرجلها

مثلا خفي

فتخف

؟؟ ما تقول كلام

يتعقل

وبعدين مستعجل على ايه هي البت

هطير

، لما تبقى تفك الجبس نبقى نشوف ساعتها.

كاد وسام يضرب على وجهه

ويقتلع

خصلاته

مسلطًا

بصره عليها.

علمت هي ما يحدث معه

فحركت

حاجبيها وكأنها تخبره بأن الأمر ليس بيدها وخارج عن رغبتها

وإرادتها

.

*************

بعد نوم الجميع ظل “يوسف”

مستيقظًا

يتحرك بغرفته يمينًا ويسارًا بحيرة مما عليه فعله وإنقاذ فريد مما يفعل بنفسه.

بعد تفكير تحلى بالشجاعة وخرج من غرفته ينوي أخبار عمه “نضال” كي يساعد إبنه.

ولكن تلك الشجاعة لم تدوم

وتبخرت

سريعًا خاصة عندما بات على اعتاب باب غرفة عمه وعلى مشارف طرق الباب في هذا الوقت.

ومن سوء حظه

رأه

أحمد الذي لايزال

مستيقظًا

وكان يأتي بكوب من الحليب من المطبخ ثم تحرك كي يعود لغرفته.

التفت يوسف كي يغادر ويتراجع عما نوى فوجد الاخير خلفه يسأله بدهشة وتعجب:

-واقف كدة ليه ياض يا يوسف؟؟

رد عليه بتوتر واضح عائدًا

بادراجه

لغرفته:

-مفيش، تصبح على خير.

دخل غرفته ثم اغلق الباب تاركًا أحمد يشك في

آمره

.

ومع هذا الشك ذهب من خلفه

ولاحقه

لداخل غرفته مغلق الباب خلفه.

يسأله بترقب:

-في إيه ياض مالك مش مضبوط ليه؟ وكنت واقف عند

أوضة

عمك نضال ليه؟

-يووه يا أحمد ما قولتلك مفيش.

ارتفع حاجبي أحمد وردد باستنكار:

-يووه؟! بقى انت يا يوسف بتقول يوه لا ده كدة فيه وفيه وفيه قولي بقى فيه ايه، انت

بتخبي

عليا يا يوسف؟

-يا احمد مش

بخبي

حاجة سبني لو سمحت.

-طب مش سيبك يا يوسف وادي كوباية اللبن اهي.

وعلى الفور

ارتشفها

على جرعة واحدة، وما أن ابعد الكوب حتى قال:

-اديني شربت اللبن يلا قولي بقى

ومتخافش

سرك في بير يا جدع.

هز يوسف رأسه يرفض قول اي شيء له:

-لا لا انت بالذات لا، مش هقولك حاجة.

رسم أحمد الحزن على محياه، ثم هتف بنبرة

يغلفها

الحزن:

-لا كدة بجد زعلت، هو أنا وحش للدرجة دي، طيب يا سيدي شكرًا، تصبح على خير.

اولاه

ظهره وكاد يذهب بالفعل وقبل أن يفعلها تناهى إليه صوت يوسف قائلًا بتوتر:

-طب استنى، انا كدة كدة كنت مضايق

وحيران

مش عارف اعمل ايه.

التفت إليه أحمد والفضول يعتريه

مستفسرًا

:

-مش عارف تعمل ايه في ايه ها قول ؟؟

اخذ يوسف نفسًا عميقًا ثم اعترف له

فاضحًا

سر فريد :

-فريد بيكلم بنت على أنه آسر

وبيبعتلها

صوره يا أحمد.

يتبع.

فاطمة محمد.

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق