رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح) الفصل الرابع 4 – بقلم روزان مصطفى

رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح) – الفصل الرابع

[العبث الرابِع]

[العبث الرابِع]

[العبث الرابِع]

_رُكاب سفينة نوح

•عنوان الفصل /لكِن أليس، هُنا ليست بلاد العجائِب!

•”تقول الأسطورة، كان هُناك مُزارِع يمتلِك مزرعة كبيرة، وفي الجُزء الخلفي مِنها نبتة شيطانية تتغذى على الدِماء البشرية، لكِن لابُد أن تكون تِلك الدِماء لفاسدين أثاروا غريزة الشر على الكوكب، كانت حيوانات المزرعة تخشاه.. فـ السُلحِفاة تنكمِش داخِل قوقعتها، والحُصان ينظُر له بكبرياء وأصالة، والخنزير مظهره لا يسُر نظرًا لإنهُ ملوث بـِ الطين، الأرنب كان الطُعم المُثالي لجذب الضحايا إلى المزرعة، مظهرهُ جميل وبريء، سريع لا يُمكِن للضحية الإمساك بِه، يمتلِك فطنة وسُرعة بديهه.. تم الإتفاق بين الأرنب والراعي أنه إذا جلب لهُ كُل يوم شخص جديد شرط أن يكون فاسِدًا يحتسي الخمر أو يؤذي غيره، سيدعهُ الراعي يرتع في الجُزء المُخصص مِن المزرعة الذي يتم فيه زِراعة الجزر، أصبح الأرنب يخرُج كُل يوم ويُحضِر أشخاصًا يركضون خلفهُ إما عن طريق أن يُثير غضبهم بـِ سرقة شيء منهم أو يثير غريزتهم في الصيد، لكِن مع الأيام الجُزء المُخصص من المزرعة لزراعة الجزر قد تلف نظرًا لإن الأرنب أفسدهُ بـِ كثرة أكله للجزر.. قال له الراعي أنه سيستمر في إحضار الأشخاص ولن يجعلهُ يأكُل مِن مزرعتهُ مجددًا بل سيُعطيه جزرة واحدة في اليوم.. ثمن زهيد أمام مجهود الأرنب، لِذا غضب الأرنب.. وتحول فروه الأبيض لـِ ملمس خشِن، وإنهمرت من عينيه سوائل سوداء لوثت وجهه البريء، وشمر عن أنيابهُ وقتـ| ل الراعي

ثُم طرح جُثمان الراعي على تِلك النبتة، فـأزهرت ونضجت، إذ تبين أن الراعي هو الفاسِد الأكبر، وأنهُ هو من أظهر ذلِك الجانِب السيء مِن الأرنب

ومِن يومها، عُرِف الأرنب أنهُ رمز للخِداع، كـ نداهة القُرى في مِصر، تُسحِرك بـِ صوتها العذب وجمالها الفاتِن، لـِ تُغرِقك في أعماق المياه وتُظهر الجُزء الشيطاني مِنها “.

لإنه شاف فوهة مسدس متصوبة تجاهه،لف أمير عشان يشوف مين وملحقش سمع صوت طلقة مدوية إستقرت في صدر الراجل اللي أمير كان لسه بيستجوبه،بص أمير بصدمة للراجل اللي بيتألم ،بص أمير للي ضرب الطلقة لقى صِبا واقفة عند باب السرداب لابسة هودي إسود والطاقية بتاعة الهودي تحتها طاقية تانية وبنطلون وايد ليج..ماسكة المسدس في إيديها وبتبُص لأمير ببرود

أمير قام وقِف وتعبيرات وشه إتغيرت كإن لبسُه شيطان وقال:إنتِ إتجننتي؟

صِبا وهي بتبُص في عيون أمير ببرود ومش خايفة: إنت اللي بتضيع وقتك مع الفاشل دا اللي مش هتطلع منه بمعلومة مُفيدة عن الرايق.

مسك أمير دراعها وضغط عليه بقوة وبدأ يغرِز ضوافرُه في لحمها وبيقول من بين سنانُه:متختبريش صبري الأيام دي اللي مصبرني عليكِ إبني،يلا فوق مع إبنك قومي بدورك اللي إتخلقتي عشانُه

صِبا بصتلُه لثوانِ بعدين قالت بنبرة حزينة:أنا عايزة أعرف رفيف بخير ولالا،إنتوا وعدتوها هترجعوها يوم ما خطفها مِن المُستشفى

عقد أمير حاجبيه وقال: مِن إمتى بتهتمي برفيف؟هي حتى مكانتش صاحبتك للدرجة دي ولا كنتوا قُريبين أوي كدا

حطت صِبا إيديها فوق راسها وقالت وهي حاسة بضغط نفسي شديد :كُنا قريبين عادي بس أنا اللي شوفتهُم وهثما بياخدوها معرفش جرالي إيه من يومها بحلم بكوابيس وتعبت،رفيف..رفيف متستحقش نهاية وحشة،مش هستحمل دا إني حاسة بهشاشة نفسية كبيرة.

أمير من بين سنانُه قال وهو بيبرقلها:بطلي تدخلي في ***** أم شغلي عشان أعرف مكان سي زفت وأرجع رفيف

صِبا بلهفة وهي بتترجاه:طب ما ترجع مع عزيز وعيسى وإشتغلوا سوا طالما هدفكُم واحِد

أمير بنفاذ صبر:مش عايز أسمع سيرتهُم في القصر بتاعي ،مبثقش فيهُم..غوري على فووق!!

جريت  صِبا على فوقوأمير صرخ على الحرس بتوعه اللي جُم جري على صوتُه وهما بيقولوا بطاعة:أوامرك يا أمير باشا

أمير وهو بيولع سيجار قال:شوفوله داهية ترموه فيها،وشوفولي بأف يوقف حِراسة على أي مكان بعمل فيه الحوارات دي مش عايزألاقي المدام في قفايا كُل شوية

إتحركوا ناحية الراجِل وسحبوه وهثما بيقولوا:أمرك يا باشا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المكان:منزل عزيز الإبياري

تحديدًا: الحديقة الداخلية

قعدت السيدة اللي فتحتلها جايدا الباب،صبت كاس لنفسها من زجاجة الخمر الموضوعة قُدامها وقالت لعزيز: دي مراتك أنهي واحدة فيهُم؟دي أكيد مش بنت بدر اللي أعرفه إن بنت بدر كتكوتة

عزيز بسُخرية:كتكوتة؟ إيه اللي جابك يا عمتي

أخت توفيق الإبياري(مرام الإبياري) : وصلني أخبار إن وضعك مش تمام وإنك مُستهدف من أشباح،يعني أشخاص صعب الوصول ليهم

قعد عزيز ورجع راسُه لورا وقال:اللي وصلك الأخبار دي حمار ملهوش فيها

.

حطت مرام رجل فوق التانية وقالت بوضوح:بقولك إيه يا عزيز،جربت تراقب طليقتك؟

إتوتر عزيز لإنه بيراقبها بالفعل لكِنه حاول يظهر عدم إهتمام قدام عمته لإنه عارف إنها بتكرههم فـ قال:إنتِ قولتيها بلسانك طليقتي هراقبها وأهتم ليه؟

بصتلُه مرام وحبت تدوس على الجرح فـ قالت: طب وبنتك؟إسمها سيلا باين

إتغيرت ملامح عزيز وبصلها بنظرة ذات معنى وقال:عاوزة توصلي لإيه بالظبط؟ هاتي مِن الأخر

شربت مِن الكاس بتاعها وبصتله وقالت بخُبث:يعني لو إرتبطت من بعدك هيكون مُتاح ليك تكسب حضانة البنت

حس إنها عاوزة تستفزه لكِن مُجرد التفكير إن سيليا ترتبط بـ راجِل غيره بتخليه يشيط،رن فونه فـ إستأذن عمتُه وقام عشان يرُد بعيد،كان رقم غريب شك إنه يكون نوح فـ نظرة عينيه إتغيرت للحقد وهو بيرد وقال:مين؟

وصلُه صوت بنت بتقول: مساء الخير عزيز بيه،إحنا شركة ***** بنتشرف بـ إستضافة رجال الأعمال اللي ليهُم شُهرة واسعة على المستوى الإجتماعي،هل حضرتك مُتفرغ لحضور إجتماع الشركة والحفل اللي هنيقمه؟

عزيز بجدية ورسمية: لا للأسف مش فاضي

البنت بمُحاولة عشان تخليه يحضر:يافندم هيحضر كُل رجال الأعمال وتم التأكيد عليهم هيحضر شخصيات مُهمة كتير أمثال بدر بيه الكابر وقاسم باشا الكاشف ..

قاطعها عزيز لما عرف إن بدر وقاسم رايحين فـ قال: تمام انا جاي،إبعتيلي الإنفيتاشين واتس لو سمحتِ

البنت فرحت وقالت تمام وقفل عزيز المُكالمة،جِه يلف عشان يرجع لعمتُه لقى جايدا واقفة وراه وبتقول بتساؤل: إنفيتاشين بتاعة إيه؟

عزيز ببرود: مِن إمتى بتتصنتي عليا؟

جايدا بخوف:مش بتصنت كُنت جاية أقولك عمتك عاملتني بطريقة مش كويسة لقيتك بتقول إنفيتاشين

عزيز بجدية: ملكيش دعوة بعمتي هي طبعها كدا،روحي شوفي إبنك لغاية ما أخلص معاها وأجي أقعُد معاه،متسيبيهوش لوحده عشان ميتعقدش

راحت جايدا ولقى عزيز عمتُه بتجهز نفسها عشان تمشي وبتقوله بجدية: على العموم انا قاعدة كام يوم في مصر،لو إحتاجت مُساعدة انا في ضهرك ورجالتي تحت أمرك

إبتسملها عزيز وهو بيطبطب على كتفها راحت بادلتُه الإبتسامة ومشيت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المكان: مبنى على تل مُرتفِع

تحديدًا:الطابِق الخاص بـِ نوح

الموسيقى مُجددًا ،وتحديدًا مُنير.

(سكة ماشية وعمر ماشي لسه أجمل يوم مجاشي،في الليالي البرد قربينا لبعض إيد تطبطب إيد تداوي صوت يونس بالحكاوي)

كان رافِع نوح راسُه لفوق وهو بينفث دُخان الشيشة وبيقول بـِ ضحك: بحب أسيب هدايا حلوة لليث،الراجِل تعب معانا برضة مينفعش نسيبُه مِن غير شُغل

ضحكوا الأرانِب فـ قال واحِد مِنهُم:طب والزبون التاني إمتى يا باشا؟

سحب نوح مِن الشيشة نفس كمان وقال:ناخُد نفسنا بس مش ورا بعضُه،خليهُم يكتشفوا الجُثة بتاعة خالتي المجحومة الأول

كان لابس نوح طقم كُله إسود،ياقة القميص بس هي اللي كُحلي فاتِح نوعًا ما ،وكان جايب شعره على جنب لورا شوية،حضرت بنت من البنات اللي بيهتموا بـ رفيف وقالت: المدام عوزاك يا باشا

نوح وهو بيقلب عينيه: حصل حاجة؟ هي حاسة بـ أي تعب؟

البنت بهدوء: لا خالص هي أحسن مِن الصُبح لكِن طلبت مني أبلغك إنها عيزاك.

تحرك نوح إلى الطابِق العلوي اللي عادة بيشغل فيه موسيقى هادية عشان رفيف تسترخي ومتخافش وميحصلهاش إنقباضات مؤلمة،دخل الأوضة بتاعتها،كانت ممددة على السرير وباين عليها التعب بـِ شكل مُبالغ فيه ،لابسة فُستان طويل أبيض مبين أكتافها،وشعرها طول فوق ما هو طويل،تحت عينيها هالات بنية فاتحة وشفايفها حمرا مِن كُتر توترها وعضها فيهم..أول ما نوح شافها ركز نظره عليها بعدين إبتسم على جنب وهو بيقول بهزلية:كُنت عارف إني وحشتك.

رفيف حطت إيديها على صدرها بتحاول تاخُد نفسها مِن كتر الألم،رفعت الغطاء عنها وقامت بتعب وهي بتسندج بطنها المنفوخة بإيديها مِن تحت وقامت مشيت على مهلها لغاية ما وقفت قُدامه..كان ضوء القمر مِن شباكهها المفتوح جاي على نُص وشه مبين ملامحه،والهواء البارد بيحرك خصلات شعرها وهي بتبُصله

قالها بجدية: متقوميش من سريرك وضعك حرِج

بصتله رفيف وبدأت عينيها تدمع وقالت بنبرتها الرقيقة: حتى فـ دي خايف على اللي في بطني مش عليا،خايف على نسلك

رفع نوح حاجب رفعة خفيفة وهو بيحاول يتحكم في نفسه قصاد رقتها وقال: والمفروض إنتِ كمان تخافي عليهم لإنك أمهم.

رفيف حاولت تدوسله على الجرح فـقالت: زي ما مامتك كانت بتخاف عليك كدا؟

نوح شخط فيها فجأة وقال:إنتِ عايزة إيه بالظبط!!

رفيف بصوت هادي :الخلاص

ضحك نوح بـِ خفة وقال: مات خلاص،قدرك مربوط بقدري،إحنا قدرنا واحِدإتخلقنا لبعض شبه بعض

عيطت رفيف وقالت بصوت رقيق:لا أنا مش مربوطة بيك،أنا مش قاتلة ولا خاينة زيك

ضحك نوح بس المرة دي بصوت عالي وهو بيلف في الاوضة وبيصقف وقال: بالنسبة لإنك مش خاينة خليني أفكرك إنك إنتِ والخروف بتاعك كُنتوا بتضحكوا عليا وخونتيني معاه فاكرة التليفون؟

نزل خط من الدموع على خد رفيف فـ كمل الرايق وهو بيبُصلها بإبتسامة هزلية وقال: بالنسبة لإنك مش قاتلة،مش فاكر مين اللي لبست فُستان والدتي ولما حضنتها طعنتني،فيكِ من وساختي فـ متعيشيش في دور الضحية البريئة دا كتير،إنتِ جميلة أه،رقيقة وأنثى أه.. بس عُمرك ما كُنتِ ولا هتكوني ضحية.

رفيف قالت بعجز وصوتها بيخفت وبدأت تاخُد نفسها بالعافية: على الأقل مكونتش أعرفك كويس،كُنت خايفة

بعدها عيطت وهي بتترعش وقالت:بعدها حبيتك مقدرتش حتى أفتكر بيني وبين نفسي اللي عملته فيك،عشقتك يا نوح كان غصب عني بحس نفسي جزء منك بس إنت..

بدأ التعب يزيد عليها وهي بتقول: وريتني وش وحش أوي منك مستاهلهوش حتى لو كانت أخطائي الضئيلة قُصاد جبروتك بالنسبة ليك لا تُغتفر

قربت منه وهي دايخة وقالت:لو كُنت شوفت عيوني بتبُصلك بحُب وأمان إزاي كُنت خبيتني في حُضنك من أي غدر،إزاي تسمح للغدارين بتوعك يأذوني كدا وأنا حامل في إبنك

بص نوح للشباك المفتوح وراها عشان يتجنب يبُص ليها،فـ مسكت دقنه وخلته يبُصلها فـ رمش بعينيه وهو مكشر عشان ملامح وشه متلينش قدامها،عيطت هي زيادة وهي بتقول: مضايقني أوي إني مش عارفة أكرهك،ماليش صف غير صفك بس عايزة أهرب منك ليك،مضايقني إني روحي فيك يا نوح

بلع ريقه وهو باصص لعيونها ومكشر وعينيه بتقفل وتفتح

كانت بتترعش وهي بتلزق فيه وبتتنفض من العياط والتعب،قربت منه وحطت شفايفها فوق شفايفه لكِنها لم تُقبله ،غمض عينيه لكنها غمضت عينيها جامد وهي بتتألموبتعيط،نزل بين رجليها مياه الولادة فـ فتح عينيه وهو مبرق وبيبُص على جزمتُه اللي إتبهدلت بمياه الولادة بتاعتها

وقعت رفيف على الأرض وهي بتصوت بطريقة صعبة ووشها الأبيض تحول كُله للون الأحمر

نوح بزعيق وصوت عالي: تعالوا بسرعة

فتحوا البنات الباب وشمر نوح قميصه وهو بيشيلها من على الأرض وبيحطها على السرير،نوح بجدية وصوت غاضب: فين الدكتوراللي حاجزينُه

جُم إتنين من الأرانب البشرية ساحبين الدكتور ،الدنيا بدأت تمطر برا وبدأ رذاذ من المطر يدخل الأوضة ويختلط بمياه الولادة بتاعة رفيف على الأرض،الدكتور شعره كان منكوش من سوء المُعاملة ونظارته حالتها يُرثى لها،نوح بصلُه وقال بجدية: هي كدا الولادة بدأت؟؟

الدكتور بص على هدومها المبلولة من ناحية الخصر فـ قال:أيوة طالما مياه الولادة نزلت يبقى لازم نخرج الطفل دلوقتي

شاور نوح عليها وهو بيقول بإنفعال: طب ما تخرجه إنت قاعد معايا على القهوة بنحكي!! خرجه بدل ما أخرج روحك.

الدكتور بـ توتر:طب هاتوا الأدوات اللي قولتلكم عليها

خرجت بنت من البنات تجيبها فـ قال الدكتور: طالما ولادة في البيت هتبقى صعبة شوية بس هقدر أقوم بنفس خطوات المستشفى إن شاء الله

قرب الدكتور لرفيف اللي بتصوت وقال للبنت اللي واقفة:حطي تحت خصرها مخدة لو سمحتي

نوح بعصبية: ما تولدها قيصري

الدكتور بصدمة : يا نوح باشا القيصري في البيت غلط وخطر جدًا في حالتها دي لازم تولد طبيعي

حطت البنت تحت خصر رفيف مخدة فـ بل الدكتور شفايفه بتوتر عشان لو فشل هيقتلوه،محبش ينقل توتره لرفيف فـ قال بهدوء:أستسمحك ترفعي ركبتك لصدرك يا مدام،وكُل ما تحسي بإنقباضة إضغطي جامد عشان راس الطفل تخرج.

خدت رفيف نفس عميق وبدأت تضغط ومع كُل ضغطة كانت بترجع تاخد نفسها وبدأت تعرق، حس نوح بالتوتر وهو بيقول للدكتور اللي بيحاول يخرج راس الطفل:هل في خطر على حياتها؟؟

الدكتور بتركيز: مش عارف

نوح بعصبية وشخيط:وحياة أمك!!

الدكتور بخضة:بإذن الله لا!

بدأت البنت اللي واقفة تمسح لرفيف عرق وشها بالمنديل والبنت التانية ماسكة إيد رفيف،قرب نوح وبعد البنت اللي ماسكة إيد رفيف ومسك إيديها هو

الدكتور وهو بياخُد نفسه : هانت يا مدام إضغطي أكتر معلش

رفيف بدأت عينيها تدمع مِن كُتر الضغط وراسها يصدع وألم رهيب حاسة بيه،ضغطت كمان فـ قال الدكتور بحماس: مُقدمة راسه ظهرت،أرجوكِ تماسكي وكملي..خروج الراس هيسهل جدًا خروج الجسم

صوتت رفيف جامد وهي بتضغط على إيد نوح بضوافرها وبتعوره، ضغطت ضغطة جامدة وأخيرة فـ سحب الدكتور الراس ،بدأ يسحب الراس بهدوء عشان يخرج الجسم ،مسك الطفل وهو بيرفعه لنور الشباك وبيقول:مبروك يا باشا ولد

خبطه الدكتور بخفة فـ بدأ الطفل يعيط

نوح وهو باصص لإبنه في إيد الدكتور إبتسم بنشوة وقال: أول نسل ليا في الأرض

رفيف ريحت راسها على المخدة وفجأة بدأت تصرُخ تاني،الدكتور إتفزع وقال لنوح:كدا في حاجة غلط!

ظهرالقلق على وش نوح فـ قرب الدكتور لبنت من اللي واقفين إداها البيبي عشان تغطيه من البرد

ورجع لرفيف وهو مبرق وبيبص فـ قال بصدمة: هي حامل في توأم؟؟

نوح بصدمة: إنت بتهزر؟

الدكتور قرب لرفيف وهو بيتنفس بالعافية:إضغطي يا مدام انا شايف مقدمة الراس

رفيف بصويت وعذاب :مبقتش قادرة أستحمل

الدكتور فقد أعصابه وقال: إضغطي

برق نوح وهو بيقول: بالراحة عليها!!

الدكتور لرفيف عشان يشجعها:خروج الطفل التاني أسهل من الأول بس إنتِ ساعديني يا مدام

ضغطت رفيف بـ كُل قوتها بدأت تخرج راس الطفل التاني..شهقة جامدة منها ولمس الدكتور راسه وبدأ يسحبه بهدوء،خرج راسه في البداية بعدها جسمه بهدوء

رجع يبص لا يكون في طفل ثالث لكِن كانت خلاص ولدت،قرب نوح وشال الطفل التاني وهو بيبُصله صدمة ومتجمد،وش البيبي مليان دم وبيعيط،جسمه ضئيل وحساس

الدكتور وقع على الأرض وهو بياخد نفسُه وبيقلع نظارته بيمسح العرق اللي على جبينه،بص لنوح وقال:ألف مبروك المدام جابتلك ولدين توأم.

قام الدكتورمرة التانية وقف وقرب لرفيف وهو بيبعد برجله المقص الملوث اللي قص بيه الحبل السري،مسك بقية الحبل السري الممتدد من جسمها وفضل يضغط على بطنها بالإيد التانية

نوح بإستغراب:بتعمل إيه هي كويسة؟

الدكتور وهو بياخُد نفسه بالعافية: متقلقش يا باشا،أنا بستخلص المشيمة عن طريق إستخدام مُناورة براندت أندروز*

*(مناورة براندت أندروز:الطريقة المستخدمة في إستخلاص المشيمة بعد الولادة وذلك بمسك الحبل السري بإستخدام يد واحدة ووضع اليد الأخرى على البطن)

كمل الدكتور وقال: في مناورتين لإستخلاص المشيمة،مناورة كريدي ومناورة براندت أندروز.

بدأ الدكتور يكمل شغله بحرفية، والبنات بينضفوا البيبيهات من الدم بقُماشة ناعمة وبيلبسوهم من اللبس المُتاح اللي كان جايبه نوح، ونوح واقِف مصدوم إنُه بقى أب لطفلين.

_______________________________

-صباح اليوم التالي.

المكان:  الشركة القائِمة على الإجتماع والإحتفال.

تحديدًا: طابِق كِبار الزوار VIP.

دخل عزيز بعد ما مسح كود الدعوة على الريسيبشن، كانت الموسيقى الهادية شغالة والبوفيه الكبير بجانِب مدخل القاعة، كمل طريقُه لقُدام ودخل لقاعة الإجتماع، كان قاعد ناس كتير، ومن وسط الماس لفت نظرُه سيليا!

قلبه دق أول ما شافها كانت بتكتب شيء غالبًا بياناتها كـ مدعوة للحفل، رفعت راسها ولما شافته ملامحها الجدية بهتت وبدأت تتوتر، من الواضح إن بدر مقدرش يحضر لسبب ما فـ خلى سيليا تحضر مكانه، مع إن كان قُدامه خيارات تانية زي كادِر مثلًا، كان قاعِد كمان عيسى وهو بيضغط على راس القلم يقفله ويفتحه، وعمل نفسه مش شايف عزيز، قعد عزيز على الترابيزة وبدأ الشخص اللي قائِم على الإجتماع يتكلم ويشرحلهم شيء عن الشركة، عزيز مكانش مركز لغاية ما قلمه وقع، شاور للناس بإيديه ونزل يجيب القلم كانت سيليا لابسة چيب قصير وحاطة رجل على رجل وبتحرك الرجل اللي فوق، فضل عزيز تحت الترابيزة شوية لغاية ما عيسى أخد بالُه..  لما عيسى شاف سيليا إبتسم بسُخرية عرف إن عزيز مشغول بيها، سحب عزيز القلم من على الأرض بعد ما تمالك نفسه وقعد على الكُرسي تاني وهو بيتجنب يبُصلها عشان مينهارش، كان قُدام كُل واحد مج فاضي، جت بنت للضيافة معاها عربانة شبه بتاعة الطيارة وبتقول لعزيز بمهنية:  تحب تشرب إيه يافندم.

عزيز بتلقائية وتوتر: قهوة ملبن زيادة.

اللي قاعدين على الترابيزة ضحكوا بهمس إفتكروه بيعاكس البنت اللي بتقدم الضيافة بينما البنت وشها إحمر، لكِن سيليا عارفة إنه توتر لما شافها فـ حطت القلم عند بوقها وهي بتحرك الكُرسي يمين وشمال بجسمها.. كشر هو لإنها بتضعفُه للحد اللي يخليه بيفقد قدرته على التحكم في كلامه، وغصب عنه بدأ يتأملها

لسه دلوعة زي ما هي، كإنها البنت الصغيرة اللي كان بيعمل نفسه عامل تكييفات عشان يشوفها في الفصل، حلاوتها بتزيد مبتتغيرش إلا للأحسن.

طوال الساعتين وعزيز بيتأملها بطريقة صعبة، وبعدين يخفت عينه لما يحس إنها بتبصله، كانت لابسة رسمي.. چيب قُصير لونُه زهري، والبليزر بتاعُه، وسايبه شعرها مفرود، الميك أب بتاعها رقيق.. ولابسة ساعة ماركة، وكعب أوف وايت.

إنتهى الإجتماع وبدأ دعوة الضيوف للباحة الرئيسية اللي قبل مدخل قاعة الإجتماعات، رتبت سيليا الاوراق وشعرها بينزل على أكتافها وقامت بهدوء، عزيز عمل نفسه بيبُص على الورق بتاعُه وأول ما عدت من جنبه بص لظهرها وهو بيتأملها وإبتسم.. خرج عيسى ووقف مع ناس يعرفهُم وهو بيتكلم معاهُم، بدأت الشركة اللي أصلها أجنبي في توزيع المشروبات، أخد عيسى كاس لإنُه كان مش مركز نهاره زي ليله من ساعة ما طلق مياسة وعاش لوحده، شرب من الكاس وكمل كلام مع الراجل الأجنبي اللي واقف معاه وهو بيقول:  بالطبع كانت لدي العديد مِن الرِحلات للولايات المُتحدة الأمريكية، لكِن مِن آن إلى أخر يود المرء العودة إلى مسقط رأسهُ، رُبما الحنين يُعيدك مُجددًا كما يُشاع عن مياه النيل الخاصة بِنا

ختم كلامُه بضحكه والراجل ضحك، رفع عيسى الكاس لشفايفُه وهو بيبُص بين الناس وشايف بنت مدياله ضهرها، الكاس فضل ثابت على شفايفُه وهو بيدقق فيها.. كانت قُصيرة، شعرها لغاية وسطها أشقر مموج، بشرتها بيضا، لفت وبصتله بعيونها البُنية، إبتسمت وهي بتمشي بعيد وبتختفي بين الناس

عيسى بصدمة وبصوت هامس بعد ما شاف ملامحها وإتأكد:  أمل!!

الراجل اللي واقف مع عيسى: عفوًا؟

عيسى بذوق:  أعتذر يجب أن أذهب لمُحادثة شخص ما.

كان لابس بدلة رسمية قميص أبيض وبدلة سودا، وهو بيمشي وسط الناس فتح زُرار جاكيت البدلة وفتح أول ثلاث ازار من القميص وخرج السلسلة، حط الحديدة بتاعتها بين سنانُه وبدأ يضغط عليها وهو بيعدي الناس عشان يوصلها، ماشي على خُطاها.

عند البوفيه كانت واقفة صِبا اللي مرجعه شعرها كُله لورا ومثبتاه بـِ سبراي، ولابسة حلق ذهبي مدور متوسط الحجم، لابسة سوت رسمية بنطلون واسِع رسمي لونه بيچ، والچاكيت بتاعُه بنفس اللون بزراير ذهبية، عمالة تاكُل عِنب من البوفيه وأمير واقِف جنبها بيراقب بعينيه الحضور، لما شاف عزيز وعيسى وسيليا قال: كُنت عارف هييجي وقت وهيجمعونا زي البيض في سلة واحدة، يلعن..

صِبا وهي بتمضغ قالت: هما مجوش اخدوك بالحُضن هُما في حالهُم أهو متأڤورش.

أمير بإبتسامة وهو بيبوس كتفها عشان الكاميرات:  حضنك قطر، كُلي عِنب كإنك مبتشوفيهوش في القصر.

جه راجل وقال بتهليل:  أمير باشا الذهبي عاش من شافك.

صِبا بهمس سمعُه أمير:  لا ماهو صدى في قبره خلاص.

داس أمير على صوابع رجليها وفضل دايس عليها، وشها إحمر وكانت هتشرق في العنبة وأمير بيسلم على الراجل، أخد أمير الراجِل ومشي بعيد فـ صِبا نفخت الهوا من بوقها وهي بتقلع الشوز بتاعها وبتهوي صوابع رجليها وبتقول:  اللهي يخربيتك بيت بيت، قال يعني أبوه كان سفير نوايا حسنة.

إزيك يا صِبا.

حطت صِبا العِنبة في جنب بوقها وهي شايفة سيليا واقفة قُدامها وشكلها زي القمر، حاطة برفان جذاب ولبسها متدلع على الأخر.

صِبا بدأت بالمضغ وقالت بسُخرية:  كُنت فاكرة إنك مش هتسلمي عليا.

سيليا وهي بتسند على البوفيه ومايلة بجسمها المنحوت عليه: المفروض ميكونش لينا دعوة بخلافاتهُم وقراراتهُم، إحنا مأذيناش بعض، اللي أذانا الرايق.

رفعت صِبا أكتافها وقالت: بس جوزي قالي مش لازم نثِق فيكُم.

إبتسمت سيليا بـِ ود وقالت:  حقُه، بعد اللي شافُه واللي شوفناه طبيعي يقول كدا.

رفعت صِبا عينيها وبصت لعزيز اللي كان شايط ومكور إيدُه وقالت: وإنتِ مش واقفة جنب جوزك ليه.

لعبت سيليا بصوابعها بتوتر، بصت صِبا لإيد سيليا ملقتش خاتِم الجواز فـ قالت بصدمة:  إتطلقتوا!!

سيليا بخضة:  ششش وطي صوتك، أيوة إنفصلنا.

صِبا بصدمة:  إيه السبب!

جه أمير وسحب صِبا مِن دراعها وهو بيقول لسيليا:  عن إذنك.

صِبا وهي بتحاول تتملص مِنُه:  إييه في إيه.

أمير بجدية: إخرسي، بت إنتِ!

مسك وشها بين إيديه وضغط بصوابعه على فكها وهو بيقول:  من هنا ورايح كلامي يتسمع بالحرف عشان وشي اللي وحش بجد لسه مش عايز أوريهولك، مفهوم! ملكيش علاقة بيهُم نهائي!

كانت سيليا لسه واقفة عند البوفيه وخدت قطعة شوكولاتة صغيرة أكلتها،  عزيز كان باصص عليها وهاين عليه ياكلها

قرب واحد من سيليا لابس بدلة ومُبتسم ووقف قدامها وقال:  الشوكولاتة البلچيكية لا يُعلى عليها.

سيليا بخضة:  أفندم؟

الراجل وهو بيدقق في شفايف سيليا:  اللي بتاكليها دي، طعمها حلو مش كدا؟

سحب عزيز الراجِل وهو مُبتسِم، الراجل بصله بصدمة فـ قال عزيز:  النخوة المصرية لا يُعلى عليها.

مسك راس الراجل وغرزها في التورتة المحطوطة فـ صوتت سيليا وبدأ الأمن يحاول يفُض الإشتباك.

عزيز بغضب وأمر:  خرجوه برا لا إلا إترحموا على شركتكُم من دلوقتي!

سحبوا الامن الراجِل برا بينما أمير كان متابع اللي بيحصل وقاعد بيشرب كاس ببرود، رجع عيسى للباحة تاني وهو متضايق إنه ملقاش أمل اللي لسه شايفها، قعد على البار وهو بيقول للباريستا: جهزلي كاس سبيشيال.

صِبا بهمس لأمير الغير مُبالي:  كإننا في نُص الليل في خمارة كُبرى، خناقات وخمور ونسوان لابسة خليع وحاجة عسل، الراجل ليه حق يعاكس سيليا عاملة زي البقلاوة التُركي.

أمير بضيق وهو بيشرب:  شششش، خلينا نخلص من الرسميات اللي ملهاش داعي عشان أشوف شغلي، الله يحرقها اللي إتصلت وقالتلي إني مدعو.

عيسى إتحط قُدامه الكاس فـ شربُه على بوق واحد وهو بيغمض عينيه وبيبح صوته.. عشان زوره ميحرقهوش.

« علموني عنيكِ اسافر، علموني افضل مهاجر، علموني أكون مسامح زي نبع الحب صافي»

الأغنية إشتغلت مِن مذياع القاعة والحاضرين إستغربوا لإن صوت منير لا يناسب الوضع ولا الحالة ولا المكان.

لغاية ما جِه مقطع « علموني اعشق صحابي، وأنسى وياهُم عذابي»

صِبا بـِ صوت مرعوب:  الر..  الرايق هناك أهو!

لف أمير بسُرعة وهو مبرق يتأكِد، وعزيز كان متابع برضو وشايفُه، وعيسى مسك الكاس ضغط عليه وإيديه بتترعش من الغضب

إتمدت إيد الرايق ناحية كاس وسحبه من الصينية، ورفعه كـ تحية لعزيز وعيسى وأمير

اللي بدأ كُل واحِد فيهُم يحُط إيده على جنبه، ويضغط على سنانه إنه ساب السلاح في العربية.

في اللحظة نفسها دخلت مياسة وهي لابسة فُستان رسمي قُصير لونه بينك، وأزرارُه بيضا، فاردة شعرها اللي صبغاه إسود وبشرتها باينة بيضا جدًا نظرًا لغمقان لون شعرها، ولابسة كعب أبيض.

عيسى شافها فـ عينيه رفت خوف عليها مِن نوح.

قام مِن البار ومشي ناحيتها ولما وصلها مسك إيديها وسحبها ناحيته، مياسة بصوتها الطفولي: إيه اللي بتعملُه دا سيبني.

عيسى بهمس:  بُصي ناحية جايت”Gate2″  بوابة رقم إتنين، نوح هنا.

مياسة حطت إيديها على صدرها فـ قال عيسى: إنتِ جاية هنا بصفتك إيه؟

مياسة بإستغراب: معرفش! جالي إتصال من واحدة بتقول إني مدعوة للمكان دا.

وقف عيسى وبصلها بصدمة، بعدها بص لسيليا وفهم إن بدر وكينان وقاسم مش هما المقصودين بالدعوة، دي سيليا وعزيز وصبا وأمير وهو ومياسة، صحابه! والأغنية مش صدفة

هما متحاصرين في شركة نوح!!!  دا فخ مِنُه.!!

_____________________________________

وقف ليث حاطط إيديه ورا رقبته وهو باصص لراس خالة نوح اللي في بوقها التفاحة، ولبشاعة المكان اللي هو بقى مسرح جريمة.

منال بصدمة: كُل مرة إختلاله بيزيد أكتر وأكتر، أنا لأزل مرة أقولها بس أنا خايفة يا ليث، التحريات أثبتت إن الضحية خالتُه.

ظابط مُساعد:  أنا نفذت تعليمات سيادتك يا ليث باشا وهنتحفظ على الراس في حقيبة بلاستيكية مُخصصة لقضايا الجرائِم، مفيش أي بصمات ولا حتى شعره واقعة من القاتِل.

ليث بتكشيرة: طب والدم اللي على الحيطة؟

كان مكتوب على الحيطوة فوق الراس بالظبط «عيد ميلاد مجيد»

تشبيهًا لخالته إنها خنز|ير.

الظابط بأسف: للأسف دا د|م الضحية، ومفيش فيه أي بصمات.

ليث بنبرة فحيح:  عشان ميبقاش عليه أي تهمة ويخلينا نلف حوالين نفسنا، إبن الـ..

جه واحد من الظُباط اللي بيستكشفوا مسرح الجريمة قال بخضة: ليث باشا بُص لقينا إيه!!

يتبع..

#العبث_الأخير “رُكاب سفينة نوح”

#بقلمييييي

#روزان_مصطفى.

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق