رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح) – الفصل الثالث
[ العبث الثالِث]
[ العبث الثالِث]
_رُكاب سفينة نوح
• عنوان الفصل / ذاك الغريب.
•-” لا يُمكِن وصفه أنهُ يُعاني مِن نوبات جنون، ما بِداخِلهُ ليست نوبات غضب بل بُركان محموم.. نيرانهُ مِن الجحيم، كُلما تُذيب جلود جسدك تُعاد كما كانت وتذوب مُجددًا، وفي كُل مرة تتجرع ذات الألم، حتى الموت لن يُنقِذك مِنهُ.. ذاك الغريب، المُتسِم بالهدوء، عيناهُ مسمومة بظلام دامِس، ظلام أكثر دكانة مِن السواد ”
المكان: مبنى رمادي مِن ثلاث طوابِق أعلى مُرتفع.
التوقيت: الثامِنة ليلًا.
برودة الشتاء كانت كفيلة تخلي التكييفات مقفولة في الدور الثاني من المبنى دا، سجاد أنيق باللون الرمادي الفاتح والغامِق، كنب جِلد إسود.. ومقاعِد مُريحة متوزعة في المكان، طاوِلة بلياردو بجوار الزُجاج اللي بيطُل على الخارِج، سماء! وصمت
عدا صوت محمد مُنير اللي بيصدح مِن مُكبرات الصوت في الدور دا
بأغنيتُه المُحببة لقلب نوح:
« مانيش أخِر حبيب يدخُل مدينتك، ولا هتكوني يوم أخر حبيبة.. دا اللي إنكتب مفروض يا عنقود العِنب
دا عينيكي دول مرايات مرسوم أنا فيهُم، يا ضيعة الحكايات عـ اللي إنكتب فيهُم ”
على باب الدور دا المُصفح، واقِف إتنين من الجاردز، لابسين بِدل رسمية وجوانتيات جِلد سوداء، وماسك على شكل أرنب لونه إسود..
واقفين زي الأصنام مبيتحركوش..
خرج نوح مِن المطبخ وهو ماسِك كاس، لابِس بُرنص إسود وشعرُه مبلول.. مسك ريموت من الريموتات اللي محطوطة وفتح بيه كاميرات مُعينة، شاشة كبيرة متقسمة لكذا قِسم، ظاهر فيها بيت عزيز.. وبيت أمير، وبيت عيسى، وقسم الشُرطة، وييت نوح شخصيًا الفاضي، وعيادة الدكتور اللي إتقـ| تل.
قطم نوح تُفاحة من طبق الفاكهة اللي قُصاده وهو بيبُص للشاشة وبيضيق عينُه، بقية تقسيمات الشاشة كان بيت خالتُه، وبيت خالُه..
نوح وهو بيقطُم من التُفاحة وبيمضُغها قال للجارد اللي واقف على الباب: هشام رجع ولا لسه برا؟
الأرنب بطاعة: رجع يا باشا، بيغسل نفسُه من د| م الدكتور.
بلع نوح اللي بياكلُه وقال ببرود: زمان الد| م نشِف، متبقوش خرعين وتخافوا مِنُه كِدا
الأرنب وهو باصص قُدامُه كإنُه جُندي: إحنا تحت أمرك يا باشا.
قام نوح وهو بيقول بصوت عالي كإنُه زعيق: رائِد.
سمع صوت خطوات بتجري من الجهة التانية، جِه قُدامُه واحِد لابِس إسود بس ماسك أرنب أبيض وقال بطاعة: أمرك يا باشا.
نوح وهو بيمشي: إقعُد راقِب الكاميرات إنت.
قعد رائِد وهو بيبُص للشاشة، قرب نوح مِن الباب المُصفح وحط بصمة إيده، إتفتح الباب والجاردز واقفين زي ما هُما، دخل نوح وإتقفل الباب تاني..
كان بعد الباب في سلم، بيطلعُه على الدور اللي فوق.
وهدوء تام صوت منير إختفى تمامًا بمُجرد ما الباب إتقفل، وصل للطابق الثالِث والأخير في المبنى دا، حط بصمة إيدُه التانية فـ الباب المُصفح إتفتح، دخل نوح كان في إتنين جاردز زي اللي تحت بالظبط واقفين على الباب من جوة.. الوضع في الطابِق دا كان مُختلِف تمامًا
الحيطان أبيض في بيبي بلو، السجاد كان باللون الأزرق الفاتِح، والمقاعِد والكنب أوف وايت.. اللوحات اللي متعلقة على الحيطان كانت عبارة عن لوحات عن البحر، والأحصِنة.
وفي الطابِق دا كان مُكبرات الصوت صادِح مِنها صوت موسيقى البيانو: Mozart-moonlight sonata.
الطابِق الثالُث كان عِبارة عن مكان واسِع، فيه غُرفتين بـِ جانِب بعض.
إتحرك نوح ناحية الغُرفة الأخيرة، وفتحها..
الغُرفة كانت باللون الذهبي الراقي المُنطفي، والأوف وايت، أثاثها بسيط ورقيق خلاها غُرفة راقية.
على السرير كانت قاعدة رفيف، وشها أصفر، عروقها الزرقا ظهرت في كفوف إيديها وتحت عينيها، وحواليها ثلاث طاولات من الأكل، الأكل عليهُم زي ما هُما
كانت لابسة فُستان بيتي أبيض حرير، وشعرها الطويل مفرود على المخدة حواليها، وبطنها مُنتفِخة هي ورجليها.
وبتجِز على أسنانها بعجز، بص نوح للغُرفة حواليه بعدين عينيه ثبتت عليها فـ إبتسم إبتسامة صفرا وقال: كدا مأكلتيش؟ ينفع يعني؟ جايبلك فراولة وجمبري وأفوكادو وصوصات عشان تفتح نفسِك، طب كُلي بطيخ حتى دا من غير بِذر!
رفيف بـِ رِقتها المعهودة قالت بصوت تالِف من التعب: زيك تمامًا من غير قلب.
ضحك نوح ضحكة قُصيرة وقرب من اللي هي ممدة عليه، فـ بدأت تتأوه لإن رجليها وارمة وبطنها كبيرة حركتها صعبة، ودت وشها الناحية التانية وهي بتقول بنبرة مُرهقة: إبعد عني، إوعى تقرب مني.
نوح لمس خُصلات شعرها وهو بيقول: فاكرة لما كان حُضني بيطمنك؟ أبعد عنك إزاي وإنتِ حامِل مني وقربتي تولدي أهو.
رفيف بتعب وغيظ: مش هولد وأكمل نسلك.
نوح بضحك: هتبلعيه ولا إيه؟ فوقي وإعرفي إنتِ متجوزة مين ووضعك إيه، ومُستقبلك ومُستقبل عيالك عامِل إزاي.
قام من جنبها وهو بيقلع البُرنص عشان يلبِس بدلتُه، رفيف عينيها لمعِت بدموع وقالت: مُستقبل مشوش، ضباب.. د| م.
لبس نوح البنطلون وهو بيربُط حزامُه قال: إنتِ هتستهبلي؟ دا على أساس لما إتجوزتيني مكونتش متلطخ بالد| م؟
رفيف بحسرة: متوقعتش تخون عيلتك وصحابك، وتخذلهُم.
لبس نوح قميصُه وقال: إوعي عقلك يصورلك إنك هترجعيلهُم وتسيبيني، إنتِ مصيرك مربوط بمصيري، عندهُم أنا وإنتِ مفقودين وبيدوروا علينا، أما بالنسبة للي في بطنك هتولديه، وهقربلك تاني، وهتخلفي كمان..
عايز منك عشر عيال، مراتي حقي ودا شيء طبيعي، أنا بالفعل عاوز منك نسل.
رفيف بعياط وصويت: يا مريض يا مُختل، حد يخررررجني من هنااا، حد يساعدني بموو| ت.
شاور نوح بصوباعُه على برا وهو بيقول: الميوزيك دي جميلة أوي هتساعدك تسترخي وتاكلي، عايزك تتغذي كويس، لو طلبتي لبن العصفور هجيبهولك، المُهم عيالي يطلعوا جامدين زي أبوهُم.
خرج نوح من أوضتها فـ رفعت راسها وبصت للسما وقالت: يارب لا، يارب لو إتولدوا يطلعوا صالحين، كويسين، متقيينك يارب، كافيين الناس شرهُم.. سامحني يارب أنا غلطانة، غلطانة إني سكت عنُه وكملت معاه لما عرفت حقيقتُه، غلطانة إني حبيتُه، يارب يتعالِج بعيد عني ويطلقني، يارب خرجني من هناا.
كملت عياط فـ حست بألم شديد، وبدأت تصوت أكتر.
نوح بعد ما خرج من أوضتها نادى البنات من الاوضة التانية اللي هي أوضته اللي كانوا بيرتبوها، خرجوا وقالوا بطاعة: إحنا تحت أمرك.
نوح وهو بيكمل يقفل أزرار قميصُه: المدام رجليها وارمة خدوا الكريم بتاع التدليك وإعملولها مساچ، ولو عضتك زي المرة اللي فاتت عرفيني.
راحوا على أوضة رفيف، مسكت واحدة قُطنة ومياه ورد وبدأت تمسح وش رفيف، والتانية حطت كريم التدليك على رجليها وبدأت تدلكها، الثالثة كانت بتسرحلها شعرها.
رفيف بضيق وهي مكشرة وباصة للسقف: أنا مش جُثة عشان تسرحولي شعري وتمسحوا جسمي بالقُطن.
البنت بهدوء: دي أوامر الباشا.
إتعدلت رفيف بالعافية وهي بتتألم وقالتلها: طب طمنيني على أختي حتى، أرجوكِ ساعديني، إنتِ بنت زيي أكيد حاسة بيا.
البنت مردتش عليها، فـ كملت رفيف وقالت بإستعطاف: حُطي نفسك مكاني!
البنت بإبتسامة: صعب، المكانة اللي حطك فيها نوح باشا لا حط فيها حد قبلك ولا حد بعدك، إنتِ أم ولاده.
رفيف بعياط: دا خاين، ليه الناس بتعظم في الخاينين وبيحترموهم أوي كدا.
____________________________________
المكان: قِسم الشُرطة.
التوقيت: السادِسة صباحًا.
صوت الهواتِف المكتبية بيرن بِلا إنقطاع، وصوت قلب أوراق.. وأوامر بترحيلات، دخل ليث وهو شايل كوب مِن الورق المقوى فيه قهوة، خرجت منال من مكتبها بسُرعة وهي شايلة كيس وبتقول: صباح الفُل يا سيادة النقيب.
ليث بتعب: صباح النـ..
مكملش جُملته لما شاف الكيس اللي في إيديها فـ قالها بتساؤل: إيه اللي في إيدك دا؟
دخل مكتبُه فدخلت وراه وهي بتقول: ساندوتشات بطاطس على مخلل جزر وشوية كاتشب.
قعد ليث على مكتبُه وهو بيبُصلها وقال: نسيب اللي ورانا وناكُل بطاطس مش كِدا؟
إتأففت منال وقالت: يعني منفطرش! ليه محسسني إني جيبالك حلة محشي؟ خلينا نرُم عضمنا عشان نعرف نشتغل بقى.
حط ليث الملف قُدامها وقال: دا شُغلي طول الليل، دماغي بتجيب هنا وهناك، ومش قادر أستوعب هو إزاي نوح مرضه تطور للبشاعة دي، ملف الدكتور إيهاب مش مُشرف أوي، نزوات وعلاقات وبتاع، عمومًا اللي حصل خلاص حصل مفيش في إيدينا حاجة، نيجي بقى للنُقطة الأهم، البنت القعيدة اللي قالِت عليها مرات الدكتور راحِت فين؟
خرجت منال من الكيس ساندوتش بطاطس وحطت عليها كاتشب وقطمت منُه وهي بتقول: ورفيف مرات نوح برضو فين!
فرك ليث بين عينيه بصُداع وقال: بيتهيألي اللي قتـ| ل الدكتور دا قتـ| لُه عشان دا طبيب نفسي معاه أسرار المرضى، القا| تل مش عاوز سرُه يتفشي قُدام إيهاب الله يرحمُه.
بلعت منال الأكل وسرحت وقالت: يبقى اللي كانت بتقول سِر القا| تِل البنت القعيدة اللي إختفت!
إبتسم ليث وقال: طالما الأكل هيخليكِ تفوقي، هاتي ساندوتش كدا عشان إبتديت أفوق أنا كمان.
____________________________
المكان: حارة المنيل-تحديدًا: شقة مياسة.
التوقيت: التاسِعة والنِصف صباحًا.
طلعت والدة عيسى على السِلم وهي بتاخُد نفسها بالعافية، حطت إيديها اللي ماسكة مفاتيح بيتها على الجرس وهي بترن.. إستنت دقيقتين بعدها سمعت صوت خطوات وحد بيقرب ناحية الباب، فتحت مياسة الباب وهي لابسة بنطلون بيچاما أوف وايت عليه رسمة تويتي صغيرة، وبتبُص من ورا الباب، لما لقتها والدة عيسى فتحت الباب وقالت بنصف عين: صباح الخير.
والدة عيسى وهي بتسلم عليها وبتدخُل: يا صباح الهنا، إيه لسه نايمة ولا إيه؟
إتاوبت مياسة وقالت بتعب: قمر منيمتنيش طول الليل، عايزة ترضع أو تغير أو أفضل شيلاها ورايحة جاية بيها في الشقة لغاية ما تنام، وبعدها بـ مفيش ألاقيها صحيت وعيطت تاني.
والدة عيسى وهي بتبُص حواليها: أومال هي فين دلوقتي؟
مياسة وهي بتعدل شعرها وتظبطُه: لا نايمة خلاص ما أنا بقولك طول الليل منيمتنيش.
قالت والدة عيسى وهي بتحُط الشال عليها كويس: طب يلا غيري هدومك وتعالي معايا أوريكِ حاجة.
مياسة بقلق: خير يارب، حصل حاجة؟
والدة عيسى وهي بتطمنها: لا خير الحمدلله، متخافيش قومي بس وهاتي قمر دفيها كويس، وغيري هدومك.
مياسة بهدوء قالت: طب أعمل شاي بلبن وبقسُماط نفطر.
أم عيسى وهي بتخبطها في كتفها بخفة: هفطرك أنا ملكيش دعوة، قومي بس.
رفعت مياسة أكتافها بإستغراب وقامت وهي بتقول: حاضِر.
قامت لبست عباية لونها إسود وأطراف أكمامها من ناحية المِعصم عليها فيونكة وردي، وحطت شال إسود عليها، حطت قمر في سرير البيبي اللي بيتشال وعليها بطانيتها وخرجت للصالة وهي بتقول: أنا جاهزة أهو.
قامت والدة عيسى وهي بتتنهد وقالت: هااه، توكلنا على الله، دفيتي البت كويس؟
مياسة قالت بنُعاس: أه متقلقيش.
والدة عيسى بوسوسة: إتأكدتي إن السخان والبوتوجاز وكُله مطفي وتمام؟
مياسة بنفاذ صبر لكن بأدب: أه مقفولين من إمبارح متقلقيش.
قفلت الباب ونزلوا لقوا الست خيرية قاعدة، رموا عليها السلام وبدأوا يتحركوا
راحوا ناحية العمارة اللي ساكنين فيها هي ويوسف إبنها وطلعوا على السلم.
مياسة بإستغراب: هتوريني حاجة في شقتك يعني؟
والدة عيسى وهي كالعة بحماس قالت: إصبُري على رزقك بس.
طلعوا لغاية شقة أمل، وبدأت والدة عيسى تفتح فيها
مياسة بضيق: معلش يا ماما أنا مش عاوزة أدخُل الشقة دي.
والدة عيسى بضحكة قُصيرة: أنا عارفة السبب بس برضو إصبُري على رزقك.
فتحت والدة عيسى الباب وقالت لمياسة تدخُل، دخلتمياسة وهي شايلة قمر النايمة وبصت للشقة بضيق، بعدها سمعت صوت حاجة وقالت بإستغراب: إيه دا!
فتحت والدة عيسى باب أوضة وقالت: بُصي، جبت كتاكيت فراخ وبط صغير عشان أربيه.
مياسة بإبتسامة: يخلاثوو بطابيط.
والدة عيسى بتضييق عين قالت: مين ياختي؟
مياسة وهي بتدي قمر لجدتها قربت من البط وقالت: بطبوطات صغيرة، بحبهم أوي.. ولما يتحطوا في بانيو مليان مياه بيبقوا سكر خالص يخوااتي.
عيسى كان واقف عند الباب وهي مديالُه ضهرها قاعدة على رُكبها قُدامهُم بتدلعهُم، وهو الإبتسامة كانت مرسومة على وشه بطريقة غريبة، وبيضحك من غير صوت على صوتها الطفولي وهي بتدلعهُم.
وقفت مياسة وهي بتنفض عبايتها لقت عيسى وراها فـ وشها إحمر وبقت تعدل في شعرها وترجعه ورا ودانها.
والدة عيسى بإبتسامة: إيدك في العسل يابن الغُريبي، مراتك بتحب البطابيط يا سيدي.
لما قالت مراتك إبتسامة عيسى تلاشت ومياسة وشها إحمر أكتر، حست والدة عيسى إنها إتلغبطت لإنهُم مُطلقين فـ غيرت الموضوع وقالت: الأوضة دي أدفى أوضة في الشقة عشان ميبردوش لإنهُم لسه صغيرين، عايزة أجبلهُم لمبة صفرا هتدفيهُم في البرد دا وتنورلهُم عشان ياكلوا العلف ويشربوا المياه.
عيسى وهو بيحرك السلسلة في رقبتُه وباصصلهُم سرحان قال: طب سهلة، هوصي يوسف يجيب اللمبة وهركبهالك أنا وأظبُطهالك عشان متبقاش حامية عليهُم برضو.
والدة عيسى إستغلت الفُرصة وقالت: خليك، هوصيه أنا وبالمرة أريح ضهري شوية في شقتي على ما إنت تركبها لاحسن البت قمر زمانها بردت، وأهي مايسة هنا هتساعدك.
برقت مياسة وهي بتقول: لا مينفعش أصل أنا..
قاطعتها والدة عيسى وهي بتقول: إنتِ إيه؟ وراكِ طبيخ ولا غسيل ولا إيه؟ الشقة بتاعتك زي الفُل وقفلتي كُل حاجة، وبنتك نايمة.. يلا ركبولي اللمبة وأنا مستنياكُم.
خرجت من الأوضة وسابتهُم سوا لوحدهُم فيها، لعبت مياسة في ضوافرها وهي باصة عليهُم عشان تهرب بعينيها من نظرات وعيون عيسى، حط عيسى إيديه في وسطُه وهو بيبّصلهُم وبيضيق عينيه بتركيز بيفكر هيحُط اللمبة فين.
واحد من الكتاكيت بتاعة الفراخ كان ديك صُغير، حرك جناحُه جامد فـ إتخضت مياسة ونطت على عيسى حضنتُه وهي بتقول برُعب: يالهووي.
كانت بتترعش وقلبها بيدُق وعيسى باصص لراسها اللي في حُضنه بتركيز، رفعت مياسة راسها وهي متعلقة في رقبتُه وعينيها جت في عينيه، دقيقة صمت نسيت فيها نفسها في حُضنه وبتبُصله، كان إنهُم يبعدوا عيونهُم عن بعض شيء صعب، لكِنها إستوعبت إنهُم إنفصلوا وإستوعبت السبب، وإستوعبت إنها في بيت أكتر بنت حبها، فـ فكت إيديها عن رقبتُه وجت تبعد عن حُضنه شالها ورفعها عن الأرض وهو بيحضُنها تاني
وقال بهمس: خليكِ.
غمضت عينيها وهي بتبعدُه عشان تنزل بهدوء وقالت: مبقاش من حقك خلاص.
سابها ونزلها فـ عدلت هدومها وشعرها وهي بتترعش، وجت عشان تطلع لقت يوسف في وشها بيقول: السلام عليكُم، أنا جيبت اللمبة.
خلع عيسى الچاكيت بتاعُه وفضل بالهاي كول الإسود والبنطلون، فتح الباب الخشب الصُغير بتاع الفراخ
ودخل فيه وهو بيقول ليوسف: طيب هجيب السلك من هنا، أعلق فيه اللمبة، وإنت روح ناحية الباب عشان تحطُه في الكهربا، بس الفكرة هنا أثبتُه إزاي مفيش مُسمار.
مياسة بتوتُر: طب هروح أنا أشوف قمر صحيت ولالا.
يوسف عشان أمه مفهماه: لا لسه لو صحيت أمي هتناديكِ، معلش يا ماسة ممكن بس تساعديني أسحب السلك؟
_________________________________
المكان: ڤيلا بدر الكابِر
الساعة: الثانية عشر والنصف ظُهرًا.
وصلت العربية اللي جايبة سيلا مِن المدرسة، نزلت سيلا منها وهي شايلة شنطتها وداخلة مبوزة كـ العادة، دخلت الڤيلا لقت سيا قاعدة فـ قالتلها بطفولية: أنا جيت يا تيتة.
سيا بإبتسامة عريضة وإستقبال حلو: نورتي يا حبيبة قلب تيتة، تعالي يا سيلا أقولك حاجة كدا.
قامت سيا وقفت وهي بتمد إيديها لـ سيلا، مشيت سيلا وراها وهي بتتأفف بزهق أطفال راحت سحباها سيا على المطبخ، فتحت الفُرن كان فيه فرايد تشيكن وبطاطس ومكرونة بالبشاميل.
لوت سيلا بوزها فـ قالتلها سيا: ومين عملتله الكيكة اللي بالشوكولاتة اللي بيحبها؟ عملتلك الأكل الحلو دا ليكِ.
سيلا بتعب: تيتة أنا عايزة أنام، ومش عايزة ماما تحبسني في أوضتها عشان أنا مش بدر .
سيا بضيق: مفيش نوم إلا أما تاكلي إنتِ وشك أصفر، لو مش عجبك الأكل دا أعملك غيرُه.
سابتها سيلا وخرجت من المطبخ فـ قالت سيا: يا بنت الكلا | ب خُدي يا بنت!
خرجت سيليا من الحمام وهي لابسة الروب وبتنشف شعرها الطويل، لقت سيلا بتجري راحت مسكاها شيلاها وحضناها وقالت برُعب: حمدالله على سلامتك يا ماما، عملتي إيه في المدرسة؟
سيلا وهي بتحاول تنزل: أنا مش عاوزة أتحبس في الأوضة أنا معملتش حاجة عشان تحبسيني.
سيليا بقلق: طبعًا يا قلبي معملتيش حاجة إنتِ أشطر بنوتة، أنا مش بحبسك أنا بحب إنك تنامي في حُضني.
برقت سيلا ولوت بوزها وقالت: وأنا مش عايزة، إنتِ بتعملي كل دا عشان مشوفش بابا تاني، بس أنا عايزة بابا، إنتِ ضايقتيه فـ مشي راح لأخويا وسابني، وأنا مش هسامحك عشان إنتِ أنانية بتحاولي تلغيه.
إتصدمت سيليا وهي سامعة كلام كبير من بنتها فـ قالت بصدمة: مين اللي قالك الكلام دا؟
عيطت سيلا ومسحت عينيها بـِ كُم التيشيرت المدرسي وقالت: أنا كُنت بسمعكُم وكُنتِ دايمًا بتضايقيه ودايمًا عيزانا نمشي ونسيبه لوحدُه، إنتِ قاعدة مع بابا وماما بتوعك وأنا قاعدة معاكِ إنتِ بس، تبقي أنانية.
مسحت سيليا وشها بكفوف إيديها وقالت: حبيبتي دي مشاكل كُبار عيب نتكلم فيها.
سيلا بصوت عالي وعياط: دي مشاكلي أنا إني مش هشوف بابا مبقاش ييجي ليا المدرسة زي ما كان بيعمل زمان، ولو.. ولو جُم أخدوه مش هعرف ألحقُه.
سيليا كتمت عياطها وقالت: هُما مين بس اللي ياخدوه؟
سيلا رمت شنطتها وقالت: البوليس والناس الوحشة، أخدوه قبل كدا وكان بيبُصلي عاوزني أساعدُه.
سيليا وهي بتطبطب عليها: مكانش بيبُصلك عشان عاوزك تساعديه، كان بيبُصلك عشان بيحبك وعاوز يطمنك.
جريت سيلا وهي بتجري إتخبطت في رجلين بدر الكابِر اللي كان لسه راجِع من الشُغل، لما شافتُه سيليا وقفت وكملت تنشيف في شعرها وهي كاتمة دموعها بالعافية، بص بدر لسيلا وشالها على دراعُه رفعها عن الأرض وبصلها وقال بهمس سمعتُه سيليا: إيه رأيك أخدك أوديكِ لبابا؟
إتسعت عيون سيلا بسعادة وقالت بحماس: بجد؟
سيليا بتبريقة: لا محدش ياخُد بنتي مني.
جت سيا من وراها سحبتها وقالت: دا جدها مش اي حد متخافيش تعالي إقعُدي معايا.
سحبت سيليا إيديها من أمها برُعب وقربت من أبوها وهي بتقول: بابا لو سمحت، سيلا بلاش تخرُج، عشان خاطري.
سيلا بصوت عالي طفولي: أنا عاوزة أشوف بابا.
بص بدر لسيليا بحزم ومد إيديه لسيا وقال: أكلي سيلا كويس لو مأكلتش مش هاخدها، ولبسيها عشان شوية ونمشي نروح لبابا.
سيلا: هييييه، هاكُل الطبق كُله كُله خالص.
مشيت سيا وهي شايلة سيلا، بص بدر بحزم لسيليا بنتُه وقال: مش كان سبب طلاقك من جوزك إنك بتحسي بالأمان معايا أكتر منُه؟
رفعت سيليا أكتافها وعينيها بتلمع بالدموع وقالت: هو اللي ما صدق وطلقني، دا كان فضفضة من الضيق.. بابا من فضلك سيلا مينفعش تخرج وتدخُل كتير، خليها تيجي تنام شوية بعد المدرسة عندي في أوضتي.
بدر من بين سنانُه: يا بنتي إفهمي! مينفعش تحبسيها من كتر خوفك عليها، إنتِ بقيتي تشوفي كوابيس إن نوح بيخطفها مبيرجعهاش وتصحي تصوتي في نص الليل وتخُضيها، حرام دي طفلة حرام تعيش الرُعب دا.
سيليا نزلت دموعها وقالت: غصب عني مش عيزاه ينتقم مني أو من أبوها فيها، ياخُدني أنا يعمل فيا ما بدالُه بس بنتي لا.. سيلا لا، دي بتخاف ولو جرالها حاجة هموت نفسي.
بدر وهو بيحضُنها بيهديها: بلاش الكلام دا، لا إنتِ ولا هي هيحصلكُم حاجة إنتِ بس تعبانة يا بابا عشان شوفتي صاحبتك بتتخطف قُدامك وعرفتي إنُه هو ورا كُل اللي بيحصل.
عيطت سيليا جامد وهي بتقول: أه أنا تعبانة، ومُستعدة أتعب أكتر وأكتر بس ولادي ميجراش ليهُم حاجة.
بدر بإبتسامة: طب بس كفاية عياط إمسحي دموعك، بدر نايم؟
حركت راسها بمعنى أه فـ قال بدر: متخافيش بجد هاخدها في العربية للبيت ومن البيت للعربية ولا نوح ولا غيرُه هيعرف يلمس مِنها شعره، تمام؟
بصتلُه سيليا ومنطقتش، وقلبها مبطلش دق مِن كُتر الخوف.
________________________________
المكان: منزل عزيز الإبياري
التوقيت: الخامِسة مساءًا.
الجارد لعزيز وهو واقِف قُدامُه بإحترام: روحت سألت عنها في كُل مكان كانت بتروحه حتى لو راحتُه مرة واحدة بس ومحدش فادني بحاجة، فص ملح وداب كإنها متولدتش.
عزيز كان قاعِد بتيشيرت كت إسود وفوقه هودي رمادي غامق، قال بنبرة ضيق: يبقى خطفها هي كمان بس مش فاهم ليه، أنا نفسي يظهر ولو لمرة واحدة بالغلط وأنا أعمل فيها خُفاش وأجيب رقبتُه تحت إيدي.
بابااااا.
فك عزيز صوابعُه اللي كان مكورها بغضب، وملامح وشُه رقت ولانِت لما سمِع صوتها، نُقطة ضعفه جت.
جريت سيلا ناحية عزيز وهي فاتحة دراعاتها راح موطي وشايلها وهو حاضنها وبيبوس فيها، حتى نبرة صوته رجعت هادية تاني وهو بيقول: أحلى حد يناديني في الكون كُله، أجمل بنت على وش الأرض.
مسكت سيلا خدوده بإيديها الصُغيرة وهي بتقول: أنا جيت متخافش.
عزيز بإستغراب: مخافش؟ من إيه يا بابا؟
سيلا بوشوشة: محدش هياخدك تاني مفيش بوليس خلاص، أنا هدافع عنك.
حضنها عزيز جامد وهو بيبُص لبدر اللي بص في الأرض زعل على حفيدته.
چايدا كانت شايفة اللي بيحصل وهي واقفة شايلة صينية أكل كانت عملاها لعزيز، أول ما شافت سيلا راح وشها إتقلب وقالت لنفسها: باعتة بنتها عشان تلين قلبُه.. بس المرة دي مش هسيبهولك يا سيليا.
_______________________________
المكان: شقة في بناية شِبه خالية/الطابِق الارضي.
التوقيت: الثامنة مساءًا.
تليفزيون متوسط الحجم شغال عليه مسرحية مدرسة المُشاغبين، قُدامه ترابيزة رُكنة صغيرة عليها الريموت وسماعة ودن للي بيعانوا من ضعف السمع، ودانات قُطن.. ومفرش تريكوه جواه الإبرة.
جت ست في الخمسينيات من عُمرها شايلة طبق فيه بُرتقانة متقشرة، وحطته على الترابيزة وقعدت مسكت التريكوه تكملُه وهي بتضحك على المسرحية.
سمعت صوت باب المطبخ المُخصص للخدامين قديمًا بيتفتح، بصت وراها لقتُه مقفول زي ما هو، عدلت الضب اللي لبشاه في بوقها وسابت المفرش من إيديها، عدلت الشال البيتي على كِتفها وهي بتتحرك ناحية المطبخ عشان تتأكد إن الباب مقفول كويس.
راحت ناحية المطبخ لقت واحد قاعد على الترابيزة الصُغيرة بتاعة المطبخ بيقلب القهوة في الكنكة قبل ما يحُطها على النار، إتخضت هي وإتمسمرت مكانها
الضب بتاعها وقع من بوقها، رفع نوح راسُه وضحك وهو بيبين سنانُه وقال: سنانك وقعت من شُرب السجاير والقهوة، يا خالتي.
ضيقت عينيها وهي بتبُصله من ورا النظارة وقالت: نوح!
عينيه نظرتها إتحولت من السُخرية للشيطنة وقال: أنا عارف إنك لماحة، وخبيثة.. وبتغيري من أُختك.. بتغيري أوي، كانت أحلى منك وأصغر منك، حتى جوزك كان بيتغزل فيها.
تك.. تك..
صوت نُقط مياه بتنزل على الحوض، برقت هي وقالِت: إيه اللي جابك يا نوح، وبتنبُش في القديم ليه.
تجاهل نوح سؤالها وحط الكنكة على النار وهو بيقول: قهوتك إيه؟ على العموم مش مُهم أنا عملتها سادة عشان عندي حالة وفاة.
خالتُه بصدمة: مين اللي ما| ت؟
ساب نوح الكنكة على النار وقعد على الترابيزة، وحط راسُه بتمثيل بين إيديه وهو بيقول بحُزن مُصطنع: خالتي، كانت.. كانت ****** أوي.
جت عشان تجري قام نوح ومسكها من شعرها من ورا بـِ غِل، خبط راسها في الحيطة خبطة خفيفة فـ داخِت، عينيه أظلمِت وهو بيسحبها من شعرها ناحية الكُرسي، وهي بتحرك رجليها بتحاول تفلت مِنُه.
نوح: الأنبوبة بتاعتك نارها ضعيفة قربت تخلص، فـ إنتِ وحظِك بقى
لو القهوة غليت قبل ما الأنبوبة تخلص هعمل شقتك معرض قطع غيار لجُـ |ثتك، أما لو الأنبوبة خلصت قبل ما القهوة تغلي يبقى إتكتبلك عُمر جديد.
كانت بتترعش وعينيها على البوتوجاز، وقالت بصوت بيترعش: كُنت عارفة إنك هتبقى حاجة وحشة، نصاب، إبن حرام، قتا| ل قُتـ| لة، عينيك من صُغرك فيها سواد مبيروحش، عينيك كانت بتخوفنا إحنا الكُبار منك، أمك خدت كُل حاجة وهي عايشة، وبتحاول تحرمني من حياتي وهي ميـ| تة بوجودك.. مش ذنبي، مش ذنبي إن جمال والدتي راحلها، وخدت أنا وحاشة أبويا.
القهوة إبتدت ريحتها تطلع، خالتُه كانت مرعوبة وبتترعش فـ قالت: وطي على القهوة، أعتقد في حاجة هتحب تسمعها مني عن أمك.
نوح مخالش عليه كلامها فـ قال بـ فحيح: مش محتاج أسمع، أنا كُنت طفل وشوفت بعيني، إنتِ اللي قسيتيهُم كُلهُم على امي عشان يرموها بعد ما إتطلقت من أبويا، كبرتِ الغِل جواهُم، عديتيهم من سوادك، وبتكلميني عن السواد اللي في عيوني!
أنا فاكِر كويس نظراتك لأمي، فاكر كام مرة خليتيها تعيط من كلامك، كانت عايشة بائِسة عشان إتنقمت بأُخت زيك، وفاكر إنك أكدتي على كلام عمي، إنها معندهاش شرف، وزودتي عليه إنها بتحب توقع الرجالة في حُبها، مع إنها أنضف منِك!
القهوة فارِت وطفت النار.
مسك نوح شعرها ورجع راسها لورا، كانت بتترعش وعملت حمام على نفسها وهي بتقول برُعب: نوح، نوح إسمعني..
فتح ر | قبتها، شاور بعينيه لرجالتُه اللي واقفين ورا باب الخدامين، دخلوا وكملوا تقطـ| يع في جُثمانها
الأرنب البشري الأول كمل فصل راسها عن جسمها، والثاني بدأ بالأطراف.. القدمين بعدين الذراعين.
بدأ الدم يتمدد ونوح لابِس الجلافز بتاعُه، والطاقية عشان مغيش شعر من شعرُه يوقع.
حتى رجليه لابِس أكياس عشان بصمات رجلُه.
محسش بأي شعور وهي بتتقطـ| ع قُدامُه، إتحرك ناحية الصالة والمسرحية لسه شغالة، والمُشاغبين لسه بيغنوا « أهلًا وسهلًا شرفتي، مُتشكِرة على إيه ياختي»
سحب البرُتقالة المتقشرة، وراح ناحية المطبخ، الراس كانت على الحوض، فتح بوقتا بصوابعُه وحط جواها البُرتقالة، تشبيهًا بالخنز| ير على طاوِلات العشاء في عيد الفِصح.
___________________________________
المكان: منزل عزيز الإبياري.
التوقيت: الحادية عشر والنصف مساءًا.
حط بدر الحاجات في شنطة العربية، وحط سيلا في العربية من ورا وربط حواليها حزام الأمان، قفل العربية وقال لعزيز: جبتلها حاجات كتير، أنا مش حارمها من حاجة.
عزيز بهدوء: لما الحاجة بتكون من أبوها بتكون أحسن، أنا حابب أشكُرك عشان جبتها أشوفها.
بدر بنظرة غريبة: عشان عارف إنك واد جدع، اللي عاجبني فيك إنك راجل بجد، بس معجبنيش اللي عملتُه في بنتي.
عزيز بتكشيرة: بحميها وبحمي بنتي، عشان اللي هعملُه هيخليني ميت بطريقة أو بتانية، هُما في أمانتك.
خبك بدر على كتفُه وقال: الجدع اللي ياخُد حقُه ويرجع، مش يرمي نفسُه في النار ويموت، إستجدع خليك جدع في نظري للأخر.
ركب بدر العربية ومشي بيها وعزيز حاطط إيديه في جيبُه، جُه يلف لقى چايدا في وشُه، مكانش فايق ليها خالص
إتحرك وراح ناحية الجراچ وهو بيقول: خُشي بيتك ومتطلعيش من غير إذني تاني.
چايدا برجاء: يا عزيز إسمعني.
عزيز بنبرة جد: مش هكرر كلامي!
دخلت چايدا البيت وقفلت الباب، لسه هتطلع على السلم سمعت صوت خبط على الباب فـ شكت إنه عزيز، قلعت الروب وفضلت بفُستانها العاري القُصير ومفاتنها ظاهرة.
فتحت الباب وهي مُبتسمة لقت ست واقفة قُدامها، بتجيبها من فوقنا لتحتها، كانت ست شعرها بُني، ملامحها نوعًا ما كبيرة، ورفيعة، لابسة فُستان حريمي إسود طويل ومِعطف نبيتي غامِق، مرجعة خُصلات شعرها لورا، حاطة روچ بُني وبتقول بنبرة تخينة من السجاير: إيه منظرك دا؟ إنتِ مين وفين عزيز؟؟
______________________________
المكان: قصر أمير الدهبي تحديدًا: السرداب.
التوقيت: الثانية عشر والنصف مساءًا.
مسك أمير الحبل اللي مليان مسامير وضرب بيه الراجِل المربوط قُدامه، صوت الراجِل من الألم وكإنُه هيطلع في الروح.
أمير بحزم: مش هكرر سؤالي تاني، نوح فين؟
الراجل وهو بينزِف من جروح جسمُه: م. معرفش، مكانش باين عليك، شكلك كان هادي.
أمير بزعيق: لا يا روح اللي جابتك أنا بسكُت وبهدى بمزاجي، ولو مقولتش نوح فين هخرمك زي المصفاة، بيقولك الساكِت دا أكتر حد لازم تخاف منُه.
الراجِل بألم وهو بينزل د| م من بوقه: طب انا هعرف منين إذا كانت الحكومة ذات نفسها متعرفش هو فين.
فك أمير أول ثلاث زراير من قميصُه وقال: ما هو بُص، لو خايف من نوح عشان هيمو| تك، خاف مني أنا أولى، أنا دماغي في الشيطنة أوسخ من نوح بكتير، إنت كدا كدا ميـ| ت، ومتحورش بروح أهلك عليا عشان هو مأجر البيت بتاع أميريكا عن طريقك، يعني كلكُم ولاد ***** شغالين لجزمتُه.
بص الراجل ورا أمير وبرق لإنُه شاف..
يـــتــــبـــــع
#العبث_الأخير.-رُكاب سفينة نوح.
#بقلمييييي
#روزان_مصطفى.
( بعتذر عن التأخير.)
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.