رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح) – الفصل الخامس
[العبث الخامِس]
[العبث الخامِس]
_رُكاب سفينة نوح.
•عنوان الفصل/ مسرح.
•” تقول الأسطورة، كانت بلدة الأماني تمتلِك شمعة ضخمة، كبيرة ولونها بيضاء زاهي تُسِر الناظرين.. ضوءها لا يخفت.. يحرُسها چني صغير، يُضلِل على ضوءها بجناحيه حتى لا تنطفيء، ويُراقِب بعينيه البلوريتين السماء، كان أهل البلدة مُنبهرين بـِ تفاصيل السماء الأرچوانية والوردية، بينما الچني كان مُنبهِر بـِ حبيبتهُ التي تُحلِق في السماء بـِ جناحيها، چنية صغيرة مِثلهُ..
وكان ما تفعلهُ حتى لا ينام ويغفل عن الشمعة ويترُكها تنطفيء حتى لا يُعاقِبهُ حرس الملِك بـِ قص جناحيه اللتا عجزتا عن حماية الضوء، فـ يبقى ساهِرًا مُنبهِرًا بِها حتى يحِل الصباح.
وفي ذات مساء.. نجح أحد المساجين في الفِرار مِن سجون الملِك، كان يأمل الحُرية مِن سنوات.. كاد يتعفن في الداخِل، وعِندما خرج ركضًا ركض خلفهُ الحرس حاملين أسلحتهُم النارية، أراد أحد الحُراس إيقافهُ فـ قام بإطلاق طلقة نارية إلى السماء، أصابت الچنية الصغيرة، رآها الچني وهي تتألم وتسقُط
وبدأ أهل البلدة في الصُراخ، سقطت تمامًا فوق ضوء الشمعة، لـِ تنطفيء.. تخاذلت أجنحة الچني وبهتت إبتسامتهُ تمامًا بعد ما كان الجميع يرى ضِحكتهُ الفرِحة.
قام حرس الملِك بـِ قص أجنحتهُ لإنهُ لم يُبعِد جسد الجنية المُتساقِط عن الضوء وترك جسدها يُطفِئهُ
قدم نفسه بـِ صدر رحِب وهو يقول “كانت حبيبتي أغلى من ضوء مدينتكُم، تحليقها كان يُنير سماء مدينة الأماني، الأن هي رحلت وتركتني أُعاني، وافقت على الحُكم لإنني لستُ بحاجة لإجنحتي مُجددًا، لن أقرِب سماء قُتِلت هي فيها، ولن أُحلِق بجسدي وقلبي داخِل الأرض معها”
-بقلمي.
______________________
المكان: مسرح الجريمة
تحديدًا: أمام الجُثمان
جِه واحِد مِن الظُباط اللي بيستكشفوا مسرح الجريمة وقال بصوت مُتحمِس: ليث باشا بُص لقينا إيه.
أخد ليث مِن إيد الظابِط الشيء اللي ماسكُه في إيدُه كان محطوط في كيس التحفُظ الخاص بالجرائم ،اللي بعد التدقيق إكتشفوا إنُه لسان الضحية !!!
قرب ليث من الراس الموضوعة أمامه ،منال بصوت مُرتفع وبنبرة تحذيرية:متلمسهاش عشان البصمات!!
غرز ليث صوابع إيديه في شعرُه وهو بيقول بنبرة تكاد تقرُب للجنون: دا لسانها،المجنون قطع لسانها !
منال وهي بتحاول تدافع للمرة الأخيرة:طب إيه اللي يثبت إن نوح اللي عمل كدا بجد ما يمكن شخص بيحاول يقلد ستايل نوح في القتل،لسه مفيش دليل يثبت إن نوح عمل الجرايم دي ومن وجهة نظر القانون المُتهم بريء حتى تثبثت إدانتُه
نوح بغضب ووشه إحمر من العصبية:يا منال متجننيش
ومنال بهدوء:انا مش بجننك أنا بتكلم صح وبتكلم بمنطقية ،أي حد هيسمعك هيفتكر إنك عاوز تلبسهُم مصيبة وخلاص،عشان كدا عوزاك تهدى وتفكر بالعقل،يلا نخرج من هنا عشان الريحة قلبت معدتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المكان: حفل الشركة
تحديدًا:الباحة الرئيسية
مياسة بعد ما سمعت عيسى بيقول كدا إتحركت عشان تمشي فـ مسكها من دراعها وهو بيقول بجدية:إستني هنا! بقول نوح حابسنا هنا عن قصد وإنتِ رايحة فين؟؟
مياسة بصتلُه بضيق وقالت بنبرة هادية بس متعصبة بصوتها الطفولي: ميخُصكش سيب إيدي مِن فضلك
عيسى بتبريقة:إظبطي عشان مش وقت حركاتك دي إنتِ في خطر
مياسة بضيق وهي بتحاول تبعد:إنت ملكش حكم عليا سيب دراعي
سحبها عيسى مِن دراعها ومشي بيها ناحية غُرفة مِن غُرف الإجتماعات ونوح متابعهم بعينيه بصمت ،سحبها عيسى لأوضة إجتماعات فاضية ورزع الباب وهو بيلف بيبُصلها ،كانت بتدلك دراعها اللي وجعها من سحبة عيسى ليه
حط إيديه الإتنين ورا ضهرُه وهو بيبُصلها بيحاول يستفسر منها عن كلامها وقال:يعني إيه بقى اللي قولتيه برا دا؟ماليش حكم عليكِ فـ أسيبك تولعي ولا عاوزة إيه!
مياسة وهي بترمش: هو بجد جاي تعاتبني في الظرف السيء اللي إحنا فيه ؟
عيسى من بين سنانه: دا مش عتاب دا تنبيه عشان لما أحاول أحميكِ مترفضيش
مياسة وهي بتقرب وشها منه قالت بإنفعال وهجومية: مش من حقك تفرض حمايتك عليا أنا مطلبتش دا
عيسى بعصبية وهو بيخبط الكُرسي برجليه:صح مطلبتيش،مطلبتيش غير الطلاق وبس.
مياسة بدأت عينها تدمع وقالت بعصبية: يا سلام ودا يضايقك فـ إيه دا حقي برضو حاولت أتعايش مع اللي إنت فيه وفشلت .. عايشة مع راجل بيتخيل طول الوقت واحدة غيري !
شاور بصوباعه وعينه بترف وقال:إوعي،إوعي تتكلمي معايا في الموضوع دا،موضوع متعرفيش أد إيه هو طويل وعميق
رجعت مياسة شعرها لورا وقالت بنبرة حزينة وطفولية:وإنت كمان إوعى تفتح معايا موضوع طلبي للطلاق تاني،انا عندي قلب ومشاعر مش زيك
ضحك عيسى بمرارة وسند بإيديه الإتنين على ضهر كُرسي وقال بنبرة حزينة:هو أنا عمل فيا كُل دا غير قلبي ومشاعري
مياسة قالت بمرارة وحسرة:عشان تعرف إنهم مكانوش ليا،هُما لأمل وهيفضلوا كدا مش هقدر أغير دا
عيسى وهو بيفرك عينيه:إنتِ مش فاهمة حاجة..
مياسة ببرود: ومش مهتمة أفهم كُل اللي طلباه إنك ملكش دعوة بيا أنا مفيش حاجة بتربطني بيك غير قمر
رفع عيسى عينيه وبصلها وقال بتساؤل يشوبه نبرة حنين بائسة: بس؟
بصت مياسة للأرض عشان تتجاهل التوتر اللي ظهر عليها من التساؤل بتاعه اللي لعب بأعصابها
عيسى بهدوء: طب ممكن بس نفضل هنا نُص ساعة تحسُبًا لأي شيء ممكن يحصل برا غير متوقع؟
حركت مياسة راسها بمعنى تمام فـ إبتسم عيسى وقال بهدوء: هطلع اناديهُم وأجي من فضلك متتحركيش من هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المكان: الباحة الرئيسية
تحديدًا: منصة نوح
كان واقِف وهو لابِس نظارة نظر منظر بتقلل حدة الضوء لونها أصفر غامِق ،قاعد على كرسي المكاتب اللي بيلف وعمال يتحرك بيه يمين وشمال وهو باصصلهم بمزاج ومشغل أغنية (بيقولوا إني بارد بيقولوا إنك تنك ،باشا شِركتنا مش عاجبه يترفد..إنت بتتقفل؟أنا بتقفل ..أضربه بالكاتِل باشا إعتمد)
واحد من ألأرانِب البشرية ميل على نوح وقال: هتقول كلمتك دلوقتي يا باشا؟
ضحك نوح بإستفزاز وقال: لسه خلي دمهم ينشف شوية كمان
خرج عيسى مِن غُرفة الإجتماعات وراح ناحية أمير وهو بيقول : هات الحريم الغُرفة جوة يقعدوا مع مياسة لغاية ما نشوف هو ناوي على إيه
أمير بصلُه بصة من الجنب وقال : بتكلمني أنا؟
عيسى بغضب وصوت عالي:إخلص هتعملي فيها فريد الأطرش
مسك نوح المايك وهو بيتكلم فيه وبيقول:تؤتؤ تؤ،مينفعش كدا هتاكلوا في بعض ولا إيه
عزيز بعصبية وهو بيتقدم وبيخليهم وراه قال:بقولك إيه ياعم إنت،ملكش دعوة بينا إنت في حالك وإحنا في حالنا،وإوعى تكون فاكرنا هنجيب ورا بالقُطتين اللي موقفهُم جنبك دول
بص نوح للأرانِب وهو بيشيل نظارته وبيقول: هو في قُطط ودانها طويلة كدا ؟ سلامة النظر يا قائد واضِح إن الملبن كان في الشاي زيادة
عزيز بغشومية:ولاااا
حط عيسى كف إيده على صدر عزيز عشان يمنعه
وبص لنوح وقال بتكشيرة:أقدر أفهم إنت عاوز إيه؟ مش عملت لعبتك اللي عاوزها وأخدت مراتك معاك ولا جاي تعمل جزء تاني للفيلم بتاعك؟
إبتسم نوح إبتسامتُه الخبيثة فـ إبتسم عيسى وهو بيقعُد على كُرسي وبيحط رجل فوق رجل وبيقول: بس لو هتعمل جُزء ثاني منصحكش،نهايتُه المرة دي مش هتبقى على هواك.
نوح قعد هو كمان وحط رجل على رجل برضو وقال:أنا صاحِب النهايات الغير متوقعة..
أمير بنبرة جادة وحادة:إخرس! إوعى تقول على نفسك صاحب،الكلمة دي لا تمت لك بـِ صِلة.
بصلُه نوح ومعرفش يرُد وللحظة ملامحُه إتأثرت لكِنُه قِدر يتحكِم فيها وإبتسم بخُبث مرة تانية وهو بيقول :إنتوا إنهاردة في ضيافتي طول اليوم ،لاحظت الفترة اللي فاتت إنكُم كنتوا بتدوروا عليا فـ حبيت أجمع الشمل الحلو دا.
مياسة قالت بصوتها الطفولي:من فضلك انا لازم أروح أنا لا دورت عليك ولا إهتميت أنتقم مِنك متاخُدنيش بذنب غيري،أنا بنتي مينفعش تقعد من غيري اليوم كله سيباها مع حماتي
نوح بقسوة ولكن بنبرة باردة مُستفزة:أسف يا مدام مياسة،لو بنتك كانت تهمك مكونتيش جيتي..مش هيجرالها حاجة من يوم متقلقيش عليها.
عيسى بنبرة حادة لمياسة:تعرفي تسكتي ؟بتوجهيله كلام وأنا واقف ليه؟
مياسة بضيق:على فكرة أنا حرة انا فضلت كل دا في الأوضة لإنك طلبت مني دا بذوق لكن مش معنى دا إني أنصاع لأوامرك بصفتك إيه أساسًا؟
عيسى بنبرة عالية نوعًا ما:وإيه خرجك من الأوضة؟مش قولت خليكِ جوة؟
مياسة بعد ما إتخضت من صوته قالت بإرتجاف:أولًا اللي خرجني إني سمعتُه بيقول هتقعدوا اليوم كامل،ثانيًا أرجع وأقولك مفيش صِلة بيني وبينك عشان تقولي أعمل إيه ومعملش إيه
بصلها عيسى بنظرة عتاب وحُزن،من ناحية كلامها صحيح بالفعل تم الإنفصال بينهُم وملهوش حق يعمل كدا،لكِن هي مش مُدرِكة الخطر اللي هي فيه وإنُه مش قصدُه يتحكم فيها هو بيحاول يحميها.. بص لخُصلات شعرها السوداء اللي هي صبغتها ظنٍا منها إنه حبها عشان شعرها الأشقر اللي بيفكره بـ أمل ..قاطع تفكيره صوت أمير وهو بيقول لـ صبا بهدوء:كلمي مياسة وسيليا ييجوا معانا الغُرفة لغاية ما نشوف إحنا الرجالة الموضوع مع الرايق.
صِبا بعناد:مش هتحرك من هنا وأسيبك معاه لوحدكُم،مضمنش هيعمل إيه.. المرة اللي فاتت خرجت لقيته أخد رفيف..
قاطعها أمير وقال بجدية: أنا مش رفيف أنا أمير الدهبي،تقريبٍا هدوئي خلاكِ تاخدي عني فكرة الشخص الضعيف اللي محتاج حماية،اللي معطلني إنك بتتصرفي من دماغك لو تسمعي الكلام هتسهلي عليا كتير
إتحركت صِبا تجاه مياسة ولأول مرة تسمع كلام أمير من غير مناهدة كتير وعناد،عيسى كان واقف قصاد مياسة وحاطط إيديه الإتنين في جيبه..رجع خطوتين فـ قربت صِبا من مياسة وهي بتقول:الأفضل تيجي نقعُد أنا وإنتِ وسيليا في غُرفة جوة عشان هُما يتصرفوا معاه..
سمعتها سيليا فـ قالت بنبرة سُخرية: لو كانوا قادرين يتصرفوا معاه زي ما بتقولي مكوناش وصلنا لـ هنا،هُما حرفيًا مش قادرين عليه دا بيلعب بينا براحتُه..
عزيز ردًا عليها وتوجيه كلامه لـ صِبا قال:أنا مش مسؤول عن حماية حد غير مراتي وإبني وبنتي.. أي حد محتاج حماية يتصل على والده يحميه .
سمعته سيليا وضحكت ضحكة عبثية بعد ما سمعت كلمة مراتي منه اللي يقصد بيها جايدا،فـ إتحركت ناحية غُرفة من غُرف الإجتماعات ومشيت وراها صِبا وهي بتشاور لمياسة،تجاهلت مياسة نظرات عيسى ليها وراحت ورا صِبا وسيليا
فضل الثُلاثي واقفين ومحدش فيهم بيبص للتاني ،ونوح لازال قاعد على الكُرسي بتاعُه فوق المنصة وحواليه الأرانب البشرية بتاعته ،من ورا نظارته كانت عينيه حزينة نوعًا ما.. كان بيبغض شعور الحنين اللي بدأ ينتابه في الاونة الأخيرة تجاههم بعد ما كان أكتر شخص غير مُبالي في الحياة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المكان: منزل فوق تل مُرتفع
تحديدًا: جناح رفيف
كانت رافعة شعرها لفوق بـفيونكة بينك فاتح كبيرة ،ولابسة دريس بينك تحت الركبة بـ شريط على الخصر من حرير وأكمامه واسعة سادة،كان قُدامها ولادها التوأم على السرير عايزة تغيرلهُم.. بصت للبنات اللي واقفين وقالت بهدوء: عايزة أغير لولادي ومش عايزة أعمل دا قُدام حد..مُمكن تخرجوا؟
واحدة من البنات كانت باصة لرفيف بضيق وقالت: أوامر نوح بيه نفضل معاكي..
رفيف قالتلها بهدوء: صدقيني مش من مصلحتك متسمعيش كلامي خصوصًا بعد ما ولدت..
البنت التانية سحبت زميلتها من دراعها وخرجوا برا، بصت رفيف لولادها التوأم وقالت بحزن ورقة:أعمل إيه عشان أخدكم ونمشي من هنا؟ من غير مطاردة وجنون وخوف.
لمست خد واحد منهم وقالت: انا بحب أبوك بطريقة عُمرك ما هتتخيلها،أتمنى لما تكبر وتتجوز مراتك تحبك ربع حبي ليه،بس متمناش إنك تطلع زي أبوك،عيزاك تطلع أحسن بكتير أوي منه.
بدات تفُك أزرار السلوبيت بتاعُه ،شافت فوق صدرُه وحمة صغيرة فـ برقت وهي بتلمسها بصوابعهاوإفتكرت فلاش باك ليوم دُخلتها على نوح .
[صحيت من نومها الخفيف وهي جنبه ،كانت ساندة راسها على صدره ..بصتله وهي بتقول بـ رقتها المعهودة المُختلطة بـ الخجل :راسي كانت تقيلة عليك؟
غمزلها نوح بمعنى لا وقالها وهو بيرجع خُصلات شعرها ورا ودانها: فراشة
خدودها إحمرت وجت تتعدل لاحظت شيء شبه الندبة عند صدره فـ عقدت حاجبيها وهي بتتلمس الندبة دي وبتقول:إيه دي يا حبيبي؟
بص نوح مكان ما هي بتشاور وقال بإبتسامة : دي وحمة عندي من يوم ما إتولدت
رفيف بإبتسامة حلوة:أصلها لفتت نظري
قرب نوح وهو بيبوس راسها بعُمق وقال:أنا مفيش أنثى لفتت نظري غيرك ..بجد
رفيف بتساؤل فضولي:إشمعنى أنابص لعينيها وقال بحيرة:مش عارف ..هتجنن وأعرف ]
الوقت الحالي:
قربت رفيف شفايفها عند الوحمة بتاعة إبنها وباستها وبعدها باست إيدُه،وبصت لعيونه الصغيرة وقالت: يا ترى أبوك هيسميك إيه إنت وأخوك
شالتهُم كُل ولد على دراع وهي بتلمس مناخيرهُم بمناخيرها وبتضحك..عكس ما توقعت كانت خايفة تولد لإنهم من نوح لكِن لما ولدت شعور الأمومة طغى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المكان:قسم الشُرطة
تحديدًا: مكتب ليث الصفتي
كان قاعِد وهو سانِد راسُه بـ إرهاق على إيديه،دخلت منال وحطت كوبايتين مِن الورق المقوى فيهُم قهوة ،حطت واحدة منهُم قُدام ليث وهي بتقعُد وبتقول:إشرب القهوة عشان الريحة السيئة تروح من دماغك وريحة القهوة تطغي عليها
ليث بتعب وغممان نفس:مش قادر بجد،اللي هيصيبني بالجنون ليه التمثيل بالجُثة؟؟يعني خلاص عملت اللي إنت عايزة وقتلتها .. لازمتُه إيه قطع الراس واللسان والعنف السيء اللي يقشعر جسم الواحد
منال بتضييق عين وهي بتاخُد رشفة من القهوة: اللي لفت إنتباهي إنها خالتُه يعني من دمه إزاي هانت عليه، داه يخلينا نبحث في تاريخ عيلة والدته أكتر ونتعمق فيه .
ليث بتركيز لما منال فتحت السيرة دي: كُل الأقاويل دي مش مصدقها حوالين عيلة أبوه وأمه،أنا محتاج حد يعرف تفاصيل كُل شيء عنهُم وإيد نوح متطولهوش ،لو في أخر الدنيا بس يساعدني في الحتة دي،أي طرف خيط هيكُر لينا باقي البكرة
منال بتعب وإرهاق: متنساش إن في المقام الأول والأخير نوح مريض عقلي ونفسي لازم نحط دا في إعتبارنا
نوح بضيق من الكلام دا:يا ستي حاضر نمسك اللي جابتُه بس وبعدين نشوف الحوارات دي،ملف الجريمة معاكِ؟
حركت منال راسها بمعنى أه فـ قال ليث: طب يلا إفتحيه عشان نبدأ شُغل نشوف ثغرة او ملاحظة صغيرة من ملاحظات الطب الشرعي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المكان: مقر الشركة
تحديدًا: غُرفة إجتماعات يمكُث بِها نِساء السُفراء
كانت سيليا قاعدة على كُرسي وبتلعب في خُصلة مِن خُصلات شعرها وهي بتبُصلهم،بينما مياسة كانت ماسكة طبق كرز صغير خدته من البوفيه وبتاكُل فيه ،صبا كانت قاعدة وبتهز في رجليها جامد وهي بتقول بتكشيرة: طب طالما هو ظهر مش عاوز يظهر رفيف ليه معاه؟بيحاول يجننا
سيليا وهي بتحرك رقبتها بإرهاق: نوح خبيث ومش مفهوم وردات فعلُه غير متوقعة،بس أنا مش حاسة إني خايفة منه إنهاردة مش عارفة ليه
مياسة قالت شيء خلاهُم ينصدموا ويبتدوا يخافوا فعلًا:لإنُه مش غريب عننا هو مألوف وكان بيقعُد معانا وإحنا لسه تحت تأثير الصدمة النفسية اللي سببها لينا بعد حركة الغدر بتاعتُه وعقلنا بيقول أكيد لا دا شكلثه هزار تقيل،هنبتدي نستوعب ونخاف بجد لما يعمل حاجة في الوقت الحالي زي إنُه يأذي حد من رجالتنا أو يأذينا إحنا شخصيًا
تنحت سيليا وهي بتستوعب اللي قالتُه مياسة وبدأت تقوم من مكانها عشان تخرُج تشوف عزيز لإنها قلقت عليه
بصت صِبا لسيليا وقال بمُناكشة :قلقانة على حد ولا إيه؟
سيليا بخضة وهي حاطة ضوافرها عند شفايفها: إيه اللي بتقوليه دا ،أنا ببُص على نوح بشوفه بيعمل إيه
صِبا بـ إبتسامة: لا متقلقيش هُما رجالة بيعرفوا يدافعوا عن نفسهُم
سيليا فضلت واقفة عند الباب بتبُص على عزيز بقلق هاين عليها تطلع تجيبُه ،أخر مازهقت قالت:طب انا هطلع أجيب مياه من البوفيه عطشت
صِبا رقعت ضحكة خلت مياسة تضحك من غير صوت وقالت صِبا: المياة عزيزة أوي على الإنسان
بصتلها سيليا بضيق وقالت:بطلي بجد اللي بتعمليه دا،على الأقل قومي هاتي جوزك
صِبا ببرود: لو قومت هيتخانق معايا عشان إزاي خرجت من الأوضة من غير إذنُه
سيليا بصت لمياسة فـ إبتسمتلها مياسة وقالت بحُزن حاولت تخفيه بالسُخرية : أنا الإستبن بتاعه لو خرجت هيتخيل أمل ويتجاهل وجودي
بصت سيليا للأرض بـ حزن عليها وإفتكرت لما تخلى عنها عزيز بسُرعة وكإنه زهق وطلقها ومشي مع جايدا
فـ رجعت بظهرها خطوتين لورا بعدها قعدت على الكُرسي تاني وسرحت
صِبا وهي بتاخُد كرز من مياسة :مروحتيش ليه؟
إبتسمت سيليا بحسرة وقالت: عشان إكتشفت إني زيكم الزعل اللي جوايا أكبر من خوفي
فجأة سمعوا صوت طلقة خرجت من مسدس في الباحة الرئيسية فـ خرجوا الثلاثة جري للباحة
حطت مياسة إيديها على صدرها وهي بتاخد نفسها من الخضة وبتحاول تستوعب إيه اللي حصل بينما سيليا وصِبا كانوا واقفين مبرقين وكُل واحدة فيهُم بتتأمل الراجل اللي يخُصها بتشوفه كويس ولا لا
الطلقة كسرت إزغزة شامبين غالية ونوح بينفُخ ببرود على فوهة المُسدس
سيليا بدأت تغضب وإتحركت ناحيتُه بعصبية وهي بتشاور بصوباعها وبتقول:إسمعني كويس أنا مش خايفة منك حركات التهويش بتاعتك دي تبطلها وتخرجنا من هنا وتسيبنا في حالنا بقى
نوح من غير ما يبُصلها قال:وإلا؟
سيليا بـ جُرأة:وإلا مش هيحصلك كويس حتى لو فيها موتي
نوح بصلها أخيرًا ورفع النظارة المُعتمة اللي لابسها فوق شعره وقال:مفهوم الموت عندك إيه يا سيليا؟
عزيز بجدية: ملكش دعوة بيها كلمني انا
بصت سيليا لعزيز وقالتله بنظرة كلها عتاب وضيق: مش محتاجة دفاعك عني ليا أب زي ما إنت قولت من شوية
إبتسم نوح بعبث وقال: يعني الموت انواع،طلقة ممكن تموتك نفسيًا ونفس الطلقة ممكن تموتك جسديًا،جسديًا دي معروفة لو ضربتك طلقة خلاص هتودعي..اما نفسيًا لو الطلقة دي جت في حد بتحبيه مثلًا
كشر عزيز وهو شايف رعشة إيديها وصمتها فـ قال بضيق لنوح: هات من الأخر عاوز إيه؟
نوح بجدية وتعبيرات وشه إتغيرت تمامًا من العبث للجد قال بنبرة غليظة :تبطلوا العبط اللي بتعملوه والمخططات اللي عاملينها عشان تنتقموا مني لإني مش فاضي في الوقت الحالي أنشغل بمُخططاتكُم الغبية
ضيق عيسى عينيه وسألُه سؤال بديهي وقال: مش فاضي ليه بتخطط إنت لإيه؟
ضحك الرايق وهو بيصُب لنفسُه كاس شامبين وقال:تأكدإنها حاجة متخصكوش،بس لو الفرك دا فضل كتيرتأكد برضو إني مش هسكُت
أمير بنبرة برود ولا مُبالاة:إنت عارف كويس أوي إننا مش خايفين منك بس إنت اللي بتدخل الحريم في الموضوع
رفع نوح أكتافُه وقال:إنتوا اللي مش عارفين تحموهم،على كُل حال أنا هخرجكم دلوقتي عشان ورايا حاجات أعملها مش هينفع أنشغل بيكُم
إتحركوا الأرانب البشرية تجاه الباب وفتحوه على مصراعيه ،بص السُفراء للباب بتردُد تحسُبًا لو في فخ أو أي شيء بعدها شاوروا لنسائهُم يخرجوا قبلهُم،خرجوا وراهُم ووقف نوح بيراقب خروجهُم الحذر بضحكة عبثية على عدم ثقتهُم فيه
أول ما خرجوا لقى عزيز فونه بيرن فـ رد وهو بيقول:أيوة يا حبيبتي،مش هتأخر لا جاي في الطريق أهو..تمام سلام
إتضايقت سيليا من كلمة حبيبتي اللي قالها لجايدا فـ سرعت خطواتها ناحية عربيتها وعزيز بيهرُش في دقنه وهو بيضحك على غيرتها اللي بتحاول تخفيها
قرب عيسى من مياسة وهو بيقول:إركبي معايا أنا عارف إن مش معاكِ عربية وكدا كدا عايز أشوف قمر
مياسة بهدوء :لا شُكرا هعرف أتصرف
وجت تتخطاه عشان تمشي راح فاتحلها باب العربية وهو بيقول: الوضع مش أمان لغاية ما نوصل بالسلامة فـ إتفضلي وبلاش عناد
مياسة بعناد فعلًا:مش هركب مش بالعافية
رزع عيسى الباب وعينيه بتطلع شرار وهو بيقول:ماهو مش بالعافية بطلُب منك بالذوق لو سمحتي إركبي
إتأففت مياسة وركبت في الأخر،قفل العقرب الباب بتاعها ولف عشان يركب من ناحيته،شاف البنت الشقرا اللي شافها جوة طالعة وبتلف طرحة حوالين رقبتها وشعرها نازل من الجنبين،وبتربُط الهاي هيلز بتاعها وبعدها لبست نظارة وراحت في إتجاه تاني من الباركينج..تنح عيسى ومياسة بتبُص عليه من جوة العربية بتشوف ماله ومركز فـ إيه
ساب عيسى العربية وجري إتجاه البنت ومياسة خدت بالها من كدا، من الزعل حست إن رجليها مش شيلاها وفضلت متنحة في إنُه سابها عشان يجري ورا البنت الشقرا!
جري عيسى وراها بيحاول يوصلها وهي لما لاحظته بصت وراها وإتخضت،كانت في عربية مفيمة واقفة مستنياها ركبتها والعربية مشيت بيها على طول
عيسى كان حاسس من جواه إنُه يعرف البنت دي كويس
غرز صوابِع إيديه في شعرثه وقرر يرجع للعربية،لقى العربية فاضية والباب بتاع مياسة متساب مفتوح فـ خبط في الأرض برجلُه جامد بعد ما إستوعب هو عمل إيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المكان:منزل أعلى تل مُرتفِع
التوقيت: الحادية عشر مساءًا
دخل نوح لجناح رفيف من دون إستئذان،كانت بترضع أولادها فـ إتخضت من الدخول المفاجيء وبدات تغطي جسمها بلهفة،قفل نوح الباب وراه وهو بيخلع ساعة إيدُه وقال لرفيف:ناموا؟
رفيف بنبرة جادة:أيوة أكلوا وناموا،وأنا كمان عايزة أنام
نوح ببرود وهو بيقعثد على طرف السرير:نامي،أنا مش خارج من الأوضة دي إنهاردة
رفيف من غير ما تبُصله: ميصحش تقعد مع واحدة مش طيقاك في مكان واحد
بصلها نوح وثبت نظره عليها وقال:مش طيقاني أوي،كانت هتبوسني قبل الولادة بدقايق
رفيف برقتها المعهودة:أخرج من فضلك
نوح ببرود: مش خارج،ولا إنتِ كمان خارجة من هنا،هنفضل سوا في الأوضة
لمس نوح خد ولد من ولاده فـ إبتسم وقال:ريحة جلدهم شبه ريحة جلدك.. مش برفان أقصد ريحة الجسم نفسها
قلبت رفيف عينيها بضيق فـ كمل نوح وقال: وبشرتهم ناعمة زي بشرتك
رفيف بضيق عشان خايفة تضعف قصاده:لو سمحت بلاش الكلام دا
نوح بـ إستهبال: كلام إيه؟
رفيف بحُزن:من بعد اللي عملته فيا متتعاملش معايا وكأن شيئًا لم يكُن وتوصفني كإنك عارفني
قرب نوح منها وهي لسه مغطية نفسها ولمس دقنها خلاها تبُصله وقال:فاكرة الحركة دي؟
بعدت وشها عنه فـ ضحك وقال: حاولي تتعودي عليا ،ركان وريان هيخلوني هنا كتير
رفيف بصدمة:إنت كمان سميتهُم من غير رأيي!
نوح بجدية :قولتلك أهم حاجة عندي نسلي،ركان وريان دول البداية..أنا ناوي أخلف منك لسه كتير
بلعت رفيف ريقها وهي خايفة ومش عارفة الجاي شكلُه هيبقى إيه..
المكان: ذات المنزل أعلى التل المُرتفع
تحديدًا: المطبخ الكبير
كانت الخادمة اللي بتحب نوح ساندة على الرُخام وهي بتبُص للخادمتين اللي بقوا مسؤولين عن رفيف وقالت بضيق:يعني نوح باشا عندها في أوضتها دلوقتي؟
واحدة منهُم عشان تفوقها من اللي هي بتعملُه قالت: وأوضته هو كمان،ماهو جوزها لو مش واخدة بالِك وكمان بقى عندُه ولدين مِنها
قطمت الخادمة اللي إسمها مرام ضوافرها بسنانها وقالت بضيق: ما هي مبتحبهوش وبتتخانق معاه طول الوقت أنا بسمع صوتهُم
الخادمة ردت عليها مرة تانية وقالت: مش معنى دا إنُه هيسيبها أو هيطلقها خلاص بقى عندهم ولدين ولسه هيجيبوا،مرام فوقي متحُطيش نفسك في موقف إنك تكوني صيدة سهلة وتعرضي حياتك للخطر مُمكِن لو نوح باشا إكتشف حاجة زي كدا يقتلك بـ إيدُه
مسكت مرام شعرها اللي لحد رقبتها وقالت بشرود مثتجاهلة كلام نسرين: يمكِن بيحب فيها شعرها الطويل؟ او جسمها الرشيق
الخادمة الثالثة اللي إسمها امنة: انا لاحظت إن فيها شبه من الصورة اللي في اوضة نوح باشا اللي هي غالبًا صورة والدته،أخدت بالي منها وأنا بنضف الأوضة
تنحت مرام شوية وقالت وعينيها بتلمع: طب بقولك إيه يا أمنة ينفع أنا بكرة أنظف بدالك غرفة نوح بيه؟
أمنة وهي بترتب الأطباق قالت: ما إنتِ عارفة إن نوح باشا بيخلينا نشتغل بالأمر يعني لو قالي انا مش هقدر أقوله خلي مرام بدالي
نسرين بقلق من تفكيرهم: ربنا يسترها عليكم بجد شوفوا أكل عيشكم بدل اللي بتقولوه دا إحنا مش ناقصين
دخل واحد لابس ماسك الأرنب ورفع الماسك قدامهم عادي عشان نوح ماسك على كل واحد فيهم ذِلة يعني أمان،وقال بإرهاق: ما واحدة فيكم تستجدع معايا وتعملي كوباية قهوة دماغي بتوجعني
نسرين لإنها الأكبر سنًا منهم كانت بتعاملهم زي أولادها فـ قالت له بحنان: هعملك أنا ومعاها ساندوتش،برضو مش عاوز تقولي لما بتخرجوا مع نوح باشا بتعملوا إيه بالظبط؟
الشاب كان إسمه خالد قال: مينفعش دي أسرار شُغل،ركزوا إنتوا بس في شُغل البيت وملكوش دعوة بنعمل إيه برا
امنة بضحك:طب والله خسارة فيك الساندوتش،بتعاملنا كدا يعني بتحلل فينا كلمة خدامين
عملتله الساندوتش وحطته قدامه،كانت توست جواه برجر والبرجر عليه كاتشب وخس ،بص للساندوتش وإفتكر راس خالة نوح اللحم نازل منه دم،فـ قام ناحية الحوض ورجع بتعب
أمنة إتخضت وراحت ناحيته وهي بتطبطب على ظهره وقالت:مالك إنت واخد برد ولا إيه
مرام بسخرية:وإحنا اللي كنا فاكرين بدلة الأرنب دي بتخنقكم مبتخليكوش تعرفوا تتنفسوا
غسل وشه وبدأت نسرين تغسل الحوض وهي بتقول:ألف سلامة عليك،هو الشغل صعب للدرجة دي؟
مسكت أمنة منديل وهي بتمسحله وشه وبوقه وسرحانه فيه،رمش خالد بعينيه كذا مرة وقال بتعب:خلاص مش عاوزة قهوة معدتي مش هتستحملها،أنا هطلع أشرب سيجارة.
خرج يشرب سيجار وتابعت أمنه طيفُه بـِ شرود، قربت منها مرام وقالت بمُشاكسة: دا باين علينا وقعنا ولا إيه.
أمنه إتخضت وقالت: أنا؟ وقعنا إيه دي لا بتقولي إيه بس.
مرام خبطتها في كتفها وقالت: خضتك عليه لما تعب ونظرتك ليه لما مشي، طب كُنتِ عرفيني أساعدك.
نسرين بجدية: كُل واحدة تشوف شُغلها أحسن من الكلام دا وأنا هطلع أتطمن على خالد إياكش أعرفُه.
قربت نسرين من مرام وقالت بصوت واطي: وإنتِ بالذات ياللي بتدوري على أجلك، تشيلي موضوع نوح بيه دا من دماغك.
سابتهم وراحت تطمن على خالد بينما مرام قعدت تفكر هتعمل إيه في اللي جاي.
____________________________________
المكان: حارة المنيل.
تحديدًا: شقة مياسة
التوقيت: التاسعة صباح اليوم التالي.
كانت مياسة بتحُط قمر في سريرها بعد ما رضعتها وبتغطيها، سمعِت صوت الجرس بتاع باب الشقة فـ خافت قمر تصحى، إتحركت ناحية الباب وهي بتبُص من العين السحرية شافت إتنين ستات واقفين، فتحت مياسة الباب وهي بتقول: أيوة؟
واحدة من الستات إبتسمت لها إبتسامة صفرا وهي بتقول: سلامو عليكُم، ياختي فلقة قمر من قُريب.
مياسة بـِ توتر وهي بتبتسم: مين حضرتك؟
السِت وهي بتمسح وشها بالمنديل قالت: جارتك يا حبيبتي بشوفك كُل يوم وإنتِ نازلة مع الست أم عيسى، مش هتدخلينا ولا إيه تسقينا كوباية مياه.
مياسة بإرتباك قالت: إتفضلوا.
دخلوا وهُما بيقعدوا وبيبصوا على الشقة فـ قالت مياسة بكرم ضيافة: تحبوا تشربوا إيه؟
مسكت الست طرف الخمار بتاعها وهي بتمسح فوق شفايفها وقالت: مياة يماا ربنا يسقيكي من الجنة.
الست التانية قالت بصوت عالي ومياسة في المطبخ: مرتاحة في السُكنة هنا لوحدك؟ بس شكلك بت أصيلة خدتي شقة جنب حماتك.
حطت مياسة صوابعها على مُقدمة رأسها عشان حست بضيق من وجودهم اللي ملهوش داعي، خرجت علبة العصير وصبت في كوبايات وحطت كوباية مياه على صينية، كانت عاملة بسكويت البرتقال بتاع العيد فـ حطتلهُم منه وطلعت حطت قُدامهم الصينية وهي بتقول: إتفضلوا.
الست بصتلها بطرف عينيها وقالت: بس يعني اللي عرفته أنك عندك من عيسى بنت.
مياسة بصتلها وقالت: أها
كملت الست كلامها وقالت: يعني الشقة اللي إتجوزتي فيها من حقك، أنا عارفة إنك متجوزتيش في الحارة مخدتيش الشقة منه ليه.
سكتت مياسة وهي بتبُصلها ورفعت أكتافها بمعنى اللي حصل بقى.
قالت الست التانية: ولا كُنتِ تقعُدي في شقة البت أمل، دي شقة جميلة وريحها بحري بس من ساعة ما أمل الله يرحمها إتقتلت فيها الناس بتخاف منها، فـ عيسى إشتراها.
الست الأولانية وهي بتشرب نُص كوباية العصير: أهي حاجة من ريحة الحبايب بقى، أصل أمل وعيسى مكانوش بيفترقوا، عيسى ييجي ورا إسمه على طول أمل، كان يسيب عيال الحتة يلعبوا كورة ويقعد معاها، وهي كانت راسها للسما ما هي بت شقرا وحلوة ونغشة مكانتش بتصاحب من بنات المنطقة أبوها كان بيخاف عليها، مش بيأمن عليها غير مع عيسى.
مياسة بدأت تقضم ضوافرها عشان قلبها بدأ يدُق دقات مُزعجة فـ كملت الست وقالت: دا مرة، من سنين طويلة أيام ما كانوا صغيرين.
-مُنذ سنوات.
-منزل الحاج الغُريبي.
خرجت والدة عيسى من المطبخ وهي بتجفف إيديها من المياة وبتقول: عيسى، إنزل مع أبوك الدُكان هاتلي علبة بخور عشان أمسح الشقة وأشغل بخور إنهاردة الجُمعة.
عيسى كان صغير وبيلبس الشوز الرياضية بتاعتُه وهو بيقول: مش هلحق عشان عندي ماتش كورة.
وقف قُدام المرايا وهو بيظبط خُصلات شعرُه بصوابعه والچيل ومامته قالت: مهما تحاول تثبتُه بالچيل مُجرد ما الهوا ييجي هيهفهف فوق دماغك، أنا عارفة مش عاوز تقصُه ليه.
الحاج الغُريبي وهو بيحضُن عيسى من كتفُه قال: سيبيه شعره حلو وناعم، دا لما يقعد ينفخ فيه وشعره يطير فوقه البنات بتبصله والولاد بيغيروا منه.
والدة عيسى: طب عشان خاطر أمك هاتلي علبة البخور عشان الغدا على النار.
عيسى بضيق: حاضر يا ماما، هسبقك يا بابا على تحت.
فتح عيسى الباب وجه يخرُج لقى أمل قُدامه، أقصر منُه ولابسة شوز بيضا بتلمع وعليها الشراب أبو كرانيش، وشعرها الناعم الأشقر مفرود على ضهرها.. ولابسة شورت فوق الركبة حاجة بسيطة چينز وتيشيرت إسود.
عيسى لما شافها تنح وسرح فيها، بصتلُه أمل بنظرة حُزن وقالت: برضو هتروح تلعب كورة؟
بص عيسى وراه وقفل باب الشقة وقرب منها وهو بيقول: عندي ماتش مهم، تحبي تيجي تتفرجي عليا؟
رفعت أمل أكتافها وقالت: أنا مبحبش الكورة، بس شوفت فيلم حلو عايزة أحكيلك عنُه.
إبتسم لها وقال: طب يلا ننزل قبل ما أبويا ييجي، نروح نقعُد عند الشجرة بتاعتنا.
نزلوا سوا وكان في ولد بيبُص لأمل بإعجاب لكن هي بصتله بقرف ومسكت إيد عيسى وكشيت معاه، راحوا ناحية الشجرة كان عيسى رابطلها كاوتش عربية على إنُه مرجيحة بحبل في الشجرة، مسكها من وسطها وقعدها على المُرجيحة، إتحركت بالمُرجيحة وهي بتقول: يعني مش هتروح الماتش؟
حرك راسُه بمعنى لا وقال: إنتِ بتحبي تتفرجي على الأفلام وأنا بحب أتفرج عليكِ.
وقفت أمل المُرجيحة وشاورت لعيسى بعينيها فـ قربلها قالها بحماس: هتقوليلي سر ولا إيه؟
باستُه على خده فـ حس بكهربا في جسمه، إبتسمت هي ورجعت تتمرجح تاني وهو حاطط كف إيدُه فوق خدُه، أمل قالت وهي بترجع راسها لورا: الفيلم كان على مركب، وبتغرق مليانة مياة، وكان في إتنين صحاب ماما قالتلي البنت إسمها روز والولد چاك، كانوا زيي أنا وإنت.
قعد عيسى وإتربع وهو باصصلها وقالها بإهتمام: شبهنا إزاي؟
أمل وهي بتتمرجح: كانوا بيهربوا من أهلهم ويجروا سوا جوة المركب، ويهزروا وكان بيرسمها.
عيسى ضحك وقال: أنا مبعرفش أرسم إنتِ اللي بتحبي الرسم.
أمل بضحكة: أنا رسمتك كتير، وسميت العروسة بتاعتي على إسم بنتنا لما نكبر، قمر!
سند عيسى راسه على كف إيديه وقالها: كملي.
أمل: بس نهايته كانت وحشة، المركب غرقت وچاك مات، وروز إتجوزت حد تاني.
أنتفض عيسى وقال: يعني أنا لو مُت هتتجوزي حد تاني؟
وقفت أمل المُرجيحة وقام عيسى عشان ينزلها، مسكها من وسطها تاني وحط رجليها على الأرض فـ رطعت خصلات شعرها الكثيفة لورا وهي بتقول: لا! وأنا لو مُت هتتجوز غيري صح؟
عيسى بـِ صوته الطفولي: متقوليش كدا بعد الشر عليكِ، أنا مش هعيش ساعتها عشان أقدر أتجوز.
-الوقت الحالي
-شقة مياسة.
مياسة وشها إصفر وهي بتقول بصدمة: يعني أمل كان عندها عروسة مسمياها قمر؟؟
الست وهي بتاكُل البسكويت: أيوة، دا حتى أم عيسى عارفة الكلام دا والعروسة في شقتها، العروسة كانت لابسة فستان أخضر كانت زي الجنية ليها جناحات فراشة وشعرها أشقر زي أمل، أهي دي كانت بنت عيسى وأمل دايمًا.
صوت قمر بنت مياسة وعيسى بدأ يظهر وهي بتعيط بعد ما صحيت، الست بخضة: ياختي إسم الله عليها.
وقفت مياسة وهي بتحاول متعيطش وقالت: كان نفسي أقعد معاكم أكتر بس أنا هاخد بنتي ورايحين مشوار.
نفضت الست إيديها من فرافيت البسكويت وهي بتقول: طب يماا تتعوض نبقى نشوف الأمورة الصغيرة بعدين، يلا سلام عليكم.
خرجوا من الشقة وقفلوا الباب وراهم، ومياسة قعدت على الأرض ضامة رجليها لـِ صدرها وهي بتترعش وبتعيط بهستيريا، أدركت إنها كائِن بديل لأمل فعلًا بالنسية لعيسى..
___________________________________
المكان: منزل عزيز الإبياري.
تحديدًا: غُرفة إبنه.
كان قاعد مع إبنه بيلعبوا سوا على الأيباد بتاعه، دخلت چايدا وهي بتقول بهدوء: عمتك برا يا عزازي عايزة تشوفك.
قلب عزيز عينيه وهو بيقول لأبنه: طب كمل إنت اللعبة وأنا هخلص وأجي ألعب معاك.
خرج من الأوضة وقفل الباب وخرجت چايدا معاه وهي بتقول بهدوء: كُنت فين إمبارح ممكن أعرف؟
وقف عزيز وهو بيعدل شعرُه وقال برفعة حاجِب: نعم؟؟
چايدا بخوف: أنا بس بسأل عشان إستغربت، حسبتك روحت تشوف..
وقبل ما تكمل كلمة سيليا مسك عزيز فكها وضغط عليه بصوابعه وهو بيقول: أنا مبحبش الطريقة بتاعتك دي، ورجعتك ليا وعيشت معاكِ ومع إبننا عشان إبني وبس، مش هيبقى إبني وبنتي بُعاد عن حُضني، فـ تهدي على حالك وتبطلي تعمليلي فيهاوالمدام وأسئلة رايح جاي، أمين؟
حركت جايدا راسها بمعنى أه وهي بتتألم فـ ساب عزيز فكها وراح لعمتُه..
لقاها قاعدة بتشرب سيجار وبتقول من ورا نظارتها الشمسية: بقيت تنام كتير الأيام دي، مش تنتبه لشُغلك أفضل.
قعد عزيز والشمس جاية على خُصلات شعرُه وقال: وإنتِ بقيتي عايشة دور الأم بـِ جدارة الأيام دي، وأنا مش عاوز أتكلم.
عمتُه إبتسمت إبتسامة مش مفهومة وقالت: مش أن الأوان بقى تجدد نسلك، وترجع لـِ عيلة الإبياري أمجادها من تاني.
بصلها عزيز بـ خمول وقال: مش فاهِم؟
عمتُه بخُبث: هقعُد معاك هنا في بيتك الفترة الجاية، وعندي ليك مُفاجأة تانية بس إستنى يومين.
عزيز عقد حاجبيه وقال بإستغراب: مُفاجئة إيه وتقعُدي فين؟ إيه المُناسبة يعني؟
نفثت دُخان السيجار بتاعها وقالت ببرود: مش مرحب بيا في بيتك ولا إيه؟
عزيز رفع أكتافُه وقال: مش الفكرة بس كُل الحكاية ليه وإشمعنى الفترة دي، إنتِ أصلًا رجعتي مصر فجأة.
عمتُه بغموض: هتفهم الفترة الجاية..
_________________________________________
المكان: منزل أعلى تل مُرتفِع.
تحديدًا: الجناح الخاص بـ رفيف.
كانت نامت هي ونوح نام جنبها مِن التعب، والولدين ناموا من كُتر السهر، صحي واحد منهم وهو بيعيط جامد فـ قامت رفيف بـٓ تعب وقالت بـِ رِقة: ششش، صباح النور يا ماما، إنت جعان يا حبيبي.
شالتُه من السرير بتاعُه عشان ميصحيش أخوه، ونوح عامل نفسُه نايم وهو بيسمع صوتها وبيشوفها بنص عين، مسكت رفيف ريان وقالت: إنت نومك قليل ليه، إيه تاعبك يا قلب ماما.
شمت هدومه وبعدين حركت مناخيرها على مناخيره الصغيرة وقالت بسعادة: شطور معملتش حاجة تبهدل هدومك..
شالته وقعدت تطبطب على ظهرُه وهي بتتاوب بتعب، حط نوح دراعُه تحت راسُه وهو شايفها رايحة جاية بـ ريان في الأوضة وبتغنيلُه ( واقعة في غرامك أنا، يا حبيبي معاك شوفت الهنا)
صحي نوح فـ إرتبكت رفيف وهي شايلة إبنها، كان قالِع قميصُه.. سحب الفوطة اللي كانت متعلقة وحطها على كتفه ودخل الحمام عشان يغسل وشه..
رفيف بهمس لـ ريان: بابا صحي أهو، مبسوط كدا صحيتنا كُلنا؟
غسل نوح وشه وسنانه، وبعدها بص من الحمام وهو بيتمضمض بالغسول، شاور بعينيه لـ قميصُه فـ بصتلُه رفيف قالت: إنت خارج؟
غسل بوقه كويس وقال وهو بياخِد نفسُه: أها، هريحك مش كُنتِ متضايقة عشان هنام جنبك إمبارح.
وشها إحمر وقالت: أيوة أنا هرتاح لما تمشي، بس الفكرة ريان سكِت لما شافك ولقاك صحي.
قرب نوح منها، وأخد من إيديها ريان وهو بيحطُه في سريره، قرب منها تاني وحط الفوطه حوالين رقبتها، وسحبها مرة واحدة من رقبتها ناحيتُه لغاية ما جسمها خبط في جسمه، رفعت عينيها لعينيه بخجل فـ بصلها بـِ علو لإنها أقصر مِنُه، كانت بتحرك عينيها وهي بتتأمل عينيه الإتنين غصب عنها قلبها بيضعف قُصاده، حاوط وسطها بإيديه ورفعها ليه لحد ما رجليها إترفعت عن الأرض، فـ قال وهو مقرب من شفايفها: أيوة كدا، عشان أشوف بوضوح أحلى عيون في الدنيا.
حاوطت رقبته بإيديها وهي مرعوبة وبتقول: يا ماما.
شالها بإيد واحدة من خصرها وبالإيد التانية لمس خدها وهو بيتأملها، كانت مستغرباه لإن الوش اللي أظهره ليها غير مُبالي، بصت لعيونه بتحاول تفهمهُم، تأمل هو عينيها وهو بيتنفس بصعوبة وقلبه بيدق، كإنه جري لمسافات طويلة.. ضغط على أسنانه بيحاول يتحكم في مشاعره، وفجأة حضنها جامد، ضمها ليه بقوة، رغم إنه شايلها وحاضنها بإيد واحدة بس ضمتُه ليها كانت قوية، غمضت عينيها في حُضنه وهي بتستنشق ريحة برفانُه التقيل، حاسة بأمان غريب بين إيديه رغم إنُه الشخص الوحيد اللي بيمثلها الخطر.
وقالت بنبرة كُلها حُب: إزاي يبقى خوفي وأماني في شخص واحد؟
غرز وشه في كتفها وكإنها كانت مسافرة لمُدة طويلة، فجأة ركان صحي وبدأ يعيط، فـ أنتفضت رفيف في حضن نوح، وهنا بدأ هو يفوق وينزلها من بين إيديه على الأرض وهو بيستوعب اللي حصل، حط كفين إيديه على بوقه وهو بيتحرك ناحية الباب، لبس قميصُه وخرج من الجناح وهو بيقفل زراير القميص، لقى مرام في وشُه.. شافتُه وهو بيقفل زراير قميصُه فـ قلبها وجعها وعينيها دمعت.. نوح بصلها بتكشيرة وقال: ها؟؟
مرام بإرتباك: كُنت بستأذن حضرتك أنظف أنا الجناح الشخصي بتاعك إنهاردة عشـ..
قاطعها نوح وهو بيكمل لبس وقال: وأمنة فين؟
مرام بهدوء: موجودة بس حساها دايخة شوية فـ قولت أعمل بدالها..
نوح بجدية: لو أمنة دايخة خلي نسرين هي اللي تنظف الجناح، ركزي إنتِ في شُغلك اللي مكلفك بيه.
مرام بطاعة وحُزن حاولت تخفيه: حاضر.
خرج نوح من جناح رفيف ونزل للطابق السُفلي، لقى الأرانِب واقفين بس واحد منهُم ساند على الحيطة مش قادر يوقف، ضيق نوح عينيه وهو مركز على الأرنب اللي ساند على الحيطة، وسعوله طريق ودخل نوح بينهم، رفع القناع عن وش خالد وهو بيتأملُه وبيقول بنبرة جادة: إنت كويس؟
خالد بتعب: دور برد بسيط يا باشا.
نزل نوح القناع على وشُه تاني وهو بيخبط على كتفُه وبيقول: ريح إنت إنهاردة، المشوار اللي رايحينه تقيل ومش هتقدر عليه.
خالد بتصميم: يا باشا دا دور بسيط أنا كويس وهسد.
نوح بجدية: قولت لا! ريح وخُد دوا هنخلص المشوار ونرجع عـ السريع.
شاور نوح بـ رقبتُه ليهُم عشان يتحركوا، إتحرك واحد من اللي واقفين معاهُم وهو بيقول لخالد من تحت القناع: هروح مكانك، ريح إنت.
حرك خالد راسُه بمعنى تمام ومشي، كانت أمنة واقفة ورا الحيطة وهي شيفاه هيقعُد فـ إتبسطت، لقتُه إتحدف على الكنبة مرة واحدة فـ خبطت بإيديها على صدرها وهي بتجري ناحيتُه..
________________________________________
المكان: مسرح الماريونيت.
تحديدًا: مقاعد المُشاهدين.
دخل عيسى وهو لابِس الچاكيت الجلد الإسود بتاعُه على اللحم، لابس أيس كاب على راسه نازل من أطرافُه خُصلات شعره اللي فوق ودانه بشوية، وحاطط حديدة السلسلة بين سنانُه، قعد جنب واحد من جماعة الرمادي وهو بيقول بهمس: مُتأكِد إني هلاقيها هنا؟
الراجل بهدوء: حسب المعلومات اللي لاقيتها أه..
عيسى وهو باصص قُدامه قال بجدية: إسمها طيب، أي حاجة تخُصها؟
الراجل بهمس: للأسف معرفش.
إتفتحت الستاير، حط عيسى رجلُه على المقعد اللي قُدامه ساندها بالشوز التمبرلاند بتاعُه الهافان.
بدأت العرايس تتحرك وصوت همهمة ودندنة أنثوية، رفع نظارتُه الشمسية عن عينُه وهو بيبُص بتدقيق فوق على اللي ماسكين العرايس، كانت اللي ماسكة العروسة بتاعة الأميرة النائِمة إيد بنت بيضا وظوافرها طويلة عليها مانيكير سوفت بينك، صوابعها رفيعة ولابسة خاتم فراشة، وصوت دندنتها رقيق.. وجذاب
وطى عيسى راسُه وهو بيحاول يشوف البنت صاحبة الإيد دي، وطت البنت راسها وهي بتحاول تبُص للجمهور، سبقت عينيها خُصلات شعرها الشقرا الطويلة، وعينيها جت في عيون عيسى اللي تنح وفتح شفايفه فتحة صغيرة وهو بيتأمل عينيها، عينيها إرتبكت ورفعت راسها بسُرعة فـ قام عيسى وقف وهو بيسيب مقعده وبيروح ناحية الكواليس.
_________________________________________
المكان: الچيم.
تحديدًا: قاعة الأجهزة الرياضية.
دخلت سيليا وهي لابسة شورت رياضي ضيق وتيشيرت كت، وحطة حوالين رقبتها الهيد فون، لقت عزيز بيرفع أثقال، قعدت هي قُدامه على جهاز الدراجة الثابتة وقعدت تبدل وهي رافعة شعرها لفوق، تنح عزيز فيها وهو بيحُط الأثقال عشان متوقعش عليه لإن أعصابه سابت، شاور عزيز لواحد من الحرس وقاله: خلي الكوتش يفضيلي القاعة دي قوله عزيز بيه اللي بيقولك.
إتحرك الحارس وعزيز بيبص لسيليا وبيتأملها بجراءة كإنها لسة مراتُه، قام ومسك الفوطة الصغيرة بتاعته بدأ يمسح رقبتُه من العرق ووشُه وهو بياخُد نفس بالعافية، جه الكوتش بيقوله: أعلي درجة التكييف يا عزيز باشا؟
بصلُه عزيز وهو بيجيب في عرق وقال: ياريت الجو بقى صهد.
سمعتُه سيليا وإبتسمت وهي مديالُه ضهرها، قامت من على الدراجة الثابته، فـ هرش هو في مناخيره من برا وعامل نفسُه مش شايفها ومش مهتم
مشيت خطوتين وجت عنده بعد ما الكوتش مشي، عملت إن رجليها إتلوت قُدامه وكانت هتوقع راح ماسكها من وسطها بإيد واحدة، بعدين كشرت بتمثيل وهي بتبُصلها بينما هو قعد يبُصلها بشوق وقال: هو الملبن هيخرب الفورمة اوي يعني؟
عملت سيليا نفسها مش سمعاه وقالت بضيق: إنت إتجننت شيل إيدك من على وسطي..
حاوط وسطها بإيديه التانية وتبت فيها جامد راحت مبرقة وقالت: إيه اللي بتعملُه دا هتصل بـ بابي أقوله.
عزيز وهو بيعُض على شفتُه السُفلى: دا إنتِ اللي بابا، وعمو..
بدأت تتكسف فـ إتعدلت وهي بتقول: شيل إيدك عني مش من حقك.
سحبها من ضهرها ليه جامد وهو حاطط مُقدمة راسه على مُقدمة راسها وبيقول: لو مش من حق حبيبك يبقى من حق مين، مش أنا لسه حبيبك؟
سيليا بعصبية: إنت باين عليك إتجننت إنت مطلقني ومتجوز ست چايدا!
عزيز وهو بيضُمها ليه أكتر: وحشتيني.
سيليا بضيق: عزيز إبعد لو سمحت.
بصلها وإبتسم وقال: لسه عزيز بتطلع مسكرة من شفايفك، ما تدوقيني كدا حرف حرف.
سيليا بدأ قلبها يدُق وقالت: إنت شارب حاجة؟
ملامح وشه إبتدت تبقى أكثر جدية وقال: بقولك وحشتيني!
ضعفت قُدام نظراتُه فـ قالت: مش أنا اللي بيعت وما صدقت أطلق.
عزيز بـِ نظرة حُب وإشتياق حقيقية: أرُدك ليا، مبقدرش أقاومك يا بنت اللذينة
بدأت سيليا تعيط عشان طلقها وبقى مع چايدا فـ حضنها جامد وهو بيقول: يبقى أنا كمان وحشتك، قلبك بيدُق أنا حاسس بيه.
بص لسيليا تاني كانت لاوية بوقها وهي بتعيط، فـ قرب منها و..
________________________________________
المكان: جناح ١٢ /فُندق ****
تحديدًا: ممر الغُرف اللي ماشي فيه نوح والأرانُب.
يتبع..
#العبث_الأخير “رُكاب سفينة نوح”
#بقلمييييي
#روزان_مصطفى
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.